ليتك كنت باردا او حارا – القس مارتيروس جمال

كارت التعريف بالمقال


ليتك كنت باردا او حارا!

انا عارف اعمالك، انك لست باردا ولا حارا. ليتك كنت باردا او حارا! هكذا لانك فاتر، ولست باردا ولا حارا، انا مزمع ان اتقياك من فمي. رؤ2: 15 - 16.

هكذا وصف الرب كنيسة لاودوكية, التي يعني اسمها, حكم الشعب او حقوق الشعب, مشيرا الى برودها الروحي, وتعاليها وعماها, وجهلها, وريائها, وقد يبدو الكلام بسيط ومباشر, لكن ببيان جغرافية لاودوكية يأخذ الكلام بعد ومعنى آخر,.

فتقع لاودكية في واد على نهر ليكيوس, في موقع بين مدينتي هيرابوليس وكولوسي. ولو تراجع كولوسي 4: 13 هتلاقي أن أبفراس خدم في الثلاث مدن, Hierapolis وColossae وLaodicea.

اشتهرت هيرابوليس بينابيعها الحارة وكولوسي بينابيعها الباردة، هذه المياة عندما تصل الى لودوكية, لن تصل حارة ولا باردة بل فاترة.

وهنا يقول السفر لكنيسة المدينة، مثل مياهك الفاترة, التي لا تقبلها النفس, وتود أن تتقيأها, التي ليست حارة كهيرابوليس ولا فاترة ككلوسي, هكذا انت, بلا طعم ولا حرارة, وانا مزمع ان اتقيأك من فمي,.

من حيث الطعم المياة الفاترة مياة ككل المياة نفس الشكل ونفس التكوين. لكن بلا تأثير، ولا قبول. من يشربها مرة، لايريد ان يكررها. هكذا نحن ان كنا بلا تأثير، بلا قبول، بلا هوية، بلا بصمة في حياة الناس، فنحن فاترون وعلينا مراجعة انفسنا.

من حيث الفائدة مياة الينابيع الحارة تشفي وتداوي الامراض وتخفف الالام والاتعاب، ومياة الينابيع الباردة تفرح وتنعش وتغسل الهموم. وهكذا نحن دورنا ان نعالج ونداوي ونفرح ونشجع، لا بطالين كالفاترة التي بلا طلب.

ليتك كنت باردا او حارا!!

مرفق, خريطة لموقع المدينة, وصورة لينابيع هيرابوليس.

صلواتكم عني.

القس مارتيروس جمال.

18 ديسمبر 2021.