كارت التعريف بالمقال

إضغط هنا لقراءة الفهرس

هل أخطأ ارميا النبي؟؟

في ارميا 4: 5 - 7 وردت هذه النبوءة عن غزو بابل ليهوذا وعاصمتهم اورشليم فيقول:

اخبروا في يهوذا وسمعوا في اورشليم وقولوا اضربوا بالبوق في الارض. نادوا بصوت عال وقولوا اجتمعوا فلندخل المدن الحصينة. ارفعوا الراية نحو صهيون. احتموا. لا تقفوا. لاني اتي بشر من الشمال وكسر عظيم. قد صعد الاسد من غابته وزحف مهلك الامم. خرج من مكانه ليجعل ارضك خرابا. تخرب مدنك فلا ساكن.

+ اعترض نقاد الكتاب المقدس على ماورد في العدد 6 (لاني اتي بشر من الشمال).. وقالوا ان بابل تقع الى الشرق تماما من اورشليم.. كيف يكون هجومها من الشمال؟؟ وافترضوا خطأ الكتاب المقدس, او أن ارميا لم يكن مدركا لما حدث,, او انه يقصد عدو اخر غير البابليين.

+ بالفعل كما في الخريطة تقع بابل الى الشرق من اورشليم, وسير الجيش للهجوم من الشمال سيطيل المسافة تقريبا الى ثلاثة اضعاف.

+ لكن بالرجوع الى الخريطة مرة اخرى, سنجد انه جغرافيا يفصل فلسطين عن العراق صحراء العربية, وهي منطقة جافة جدا, نتيجة ان كل الرياح الواصله اليها على مدار العام, تصل جافة لاسقاطها كل امطارها على المرتفعات التي اعترضت طريقها مسبقا, كما ان موارد مياهها المحلية نادرة جدا, مما يجعل مرور اي جيش فيها من الشرق الى الغرب او العكس, مغامرة مضمونة الفشل.

+ كما انه بالرجوع الى خريطة طرق العهد القديم, سنجد انه لا يوجد طريق واحد تجاري يعبر هذه الصحراء نظرا لندرة المياة, فما بالك بجيش جرار يتعدى تعداده مئات الالاف من الجنود والمعدات والخيول.

+ لذا كان يتحتم على الجيش البابلي السير في طريق امن, ولا يعرض افراده لخطر الفناء من العطش, وذلك بمحاذاة الحافة المحدبة للهلال الخصيب حتى يصل الى منابع الاردن, ومنها جنوبا مع النهر الى اورشليم. (انظر الخريطة المرفقة).

+ وهذا نرى فيما سبق كيف اعانتنا الجغرافيةالتاريخية في الدفاع عن كلمة الله, واظهار خطأ المعترضين, وتأكيد صدق وحقيقة وموثوقية ومنطقية ما ورد في الكتاب المقدس من احداث ونبؤات.

ما اجمل قول داود النبي في المزمور الكبير.

"كلمتك ممحصة جدا وعبدك احبها".

مز119: 140.

صلواتكم عني.

القس مارتيروس جمال.

16 ديسمبر 2021.