الأصحاح العشرون – سفر صموئيل الثاني – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر صموئيل الثاني – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأَصْحَاحُ العِشْرُونَ

فتنة شبع بن بكري.

(1) شبع يعلن نفسه ملكًا (ع1 - 3).

(2) داود يكلف عماسا وأبيشاى بالتصدي لشبع (ع4 - 7).

(3) يوآب يقتل عماسا غدرًا (ع8 - 10).

(4) يوآب وأبيشاي يقضيان على الفتنة (ع11 - 22).

(5) تعيين داود لرئاسات دينية وحربية وإدارية (ع23 - 26).

(1) شبع يعلن نفسه ملكًا (ع1 - 3):

1 وَاتَّفَقَ هُنَاكَ رَجُلٌ لَئِيمٌ اسْمُهُ شَبَعُ بْنُ بِكْرِي رَجُلٌ بِنْيَامِينِيٌّ، فَضَرَبَ بِالْبُوقِ وَقَالَ: «لَيْسَ لَنَا قِسْمٌ فِي دَاوُدَ وَلاَ لَنَا نَصِيبٌ فِي ابْنِ يَسَّى. كُلُّ رَجُلٍ إِلَى خَيْمَتِهِ يَا إِسْرَائِيلُ». 2 فَصَعِدَ كُلُّ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ مِنْ وَرَاءِ دَاوُدَ إِلَى وَرَاءِ شَبَعَ بْنِ بِكْرِي. وَأَمَّا رِجَالُ يَهُوذَا فَلاَزَمُوا مَلِكَهُمْ مِنَ الأُرْدُنِّ إِلَى أُورُشَلِيمَ. 3 وَجَاءَ دَاوُدُ إِلَى بَيْتِهِ فِي أُورُشَلِيمَ. وَأَخَذَ الْمَلِكُ النِّسَاءَ السَّرَارِيَّ الْعَشَرَ اللَّوَاتِي تَرَكَهُنَّ لِحِفْظِ الْبَيْتِ، وَجَعَلَهُنَّ تَحْتَ حَجْزٍ، وَكَانَ يَعُولُهُنَّ وَلَكِنْ لَمْ يَدْخُلْ إِلَيْهِنَّ، بَلْ كُنَّ مَحبُوسَاتٍ إِلَى يَوْمِ مَوْتِهِنَّ فِي عِيشَةِ الْعُزُوبَةِ.

العدد 1

ع1:

نتج من المشادة بين رجال يهوذا وإسرائيل (2 صم 19) ان استغل رجل خبيث من سبط بنيامين الموقف بأن أعلن الانفصال عن مملكة داود، وحرّض الأسباط على عدم السير وراء داود والعودة إلى بيوتهم.

† بدأت المناقشة كنوع من اظهار الحماس نحو تمليك داود ولكنها انتهت بالانفصال بين الأسباط. هذا يعلمنا ألا ندخل في مناقشة لا طائل من ورائها بل ربما تؤدى إلى عكس المرجو منها. قال بولس الرسول: "المباحثات الغبية والسخيفة إعرض عنها لأنها تولد الخصومات" (2 تى2: 23). فلا تتكلم مع الغضوب، بل امتص غضبه بمحبتك واحتمالك فتجذبه وتجنب نفسك مشاكل كثيرة.

العدد 2

ع2:

وجدت دعوة شبع آذانًا صاغية من جميع الأسباط، فبمجرد أن دعاهم لبوا دعوته وتركوا تبعيتهم للملك تابعين هذا الرجل الخبيث، معلنين بذلك ثورتهم على حكم داود، ولم يبقَ مخلصًا له سوى سبط يهوذا الذي صاحبه حتى دخوله أورشليم. وهكذا نرى تقلب نفسية الجماهير السريع.

وقد سمح الله بهذا تأديبًا لداود الذي تقلب في علاقته بالله عندما أخطأ في قصة أوريا الحثى.

العدد 3

ع3:

وصل الملك إلى بيته في أورشليم، فحجز سراريه العشر اللاتي تركهن لحفظ قصره واضطجع معهن أبشالوم (2 صم 16: 22)، ولم يعاشرهن لعدم اللياقة، وعاملهن بإكرام وأكملن حياتهن بتعفف.

(2) داود يكلف عماسا وأبيشاى بالتصدي لشبع (ع4 - 7):

4 وَقَالَ الْمَلِكُ لِعَمَاسَا: «اجْمَعْ لِي رِجَالَ يَهُوذَا فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ، وَاحْضُرْ أَنْتَ هُنَا». 5 فَذَهَبَ عَمَاسَا لِيَجْمَعَ يَهُوذَا، وَلَكِنَّهُ تأَخَّرَ عَنِ الْمِيقَاتِ الَّذِي عَيَّنَهُ. 6 فَقَالَ دَاوُدُ لأَبِيشَايَ: «الآنَ يُسِيءُ إِلَيْنَا شَبَعُ بْنُ بِكْرِي أَكْثَرَ مِنْ أَبْشَالُومَ. فَخُذْ أَنْتَ عَبِيدَ سَيِّدِكَ وَاتْبَعْهُ لِئَلاَّ يَجِدَ لِنَفْسِهِ مُدُنًا حَصِينَةً وَيَنْفَلِتَ مِنْ أَمَامِ أَعْيُنِنَا». 7 فَخَرَجَ وَرَاءَهُ رِجَالُ يُوآبَ: الْجَلاَّدُونَ وَالسُّعَاةُ وَجَمِيعُ الأَبْطَالِ، وَخَرَجُوا مِن أُورُشَلِيمَ لِيَتْبَعُوا شَبَعَ بْنَ بِكْرِي.

العدد 4

ع4:

كان داود قد عين عماسا قائدًا لجيشه بعد أن عزل يوآب، لأنه تضايق من تصرفاته، فكلفه بتجميع جيش من سبط يهوذا في خلال ثلاثة أيام ثم يعود إليه في أورشليم.

العدد 5

ع5:

أطاع عماسا ولكن يبدو أن الأمور لم تسر كما كان متوقعًا لها، فانقضت الأيام الثلاثة دون أن يعود في الموعد الذي حدده له داود.

العدد 6

ع6:

رأى داود بحنكته القيادية أنه ليس من الحكمة انتظار عودة عماسا أكثر من ذلك، فتأخره يعطى مجالًا للعدو - شبع بن بكرى – ليرتب صفوفه ويحتل أماكن حصينة فيصعب القبض عليه، فكلف أبيشاى بأخذ الحرس الخاص بالملك والذهاب لمطاردة شبع، إذ كان داود متوقعًا أن فتنة شبع ستكون أخطر من فتنة أبشالوم.

العدد 7

ع7:

نفذ أبيشاى أمر الملك وأخذ الجنود أبطال الحروب الذين كان يترأسهم يوآب، ومنهم رجال الحرس الخاص بداود وكتائب المشاة، وخرجوا من أورشليم للسعى وراء شبع ومحاربته.

† ليس من الحكمة التكاسل والبطء في مواجهة العدو الشيطان، بل ينبغى قطع الخطية بسرعة لئلا تنمو داخل الإنسان وتصعب مقاومتها. فاطرد الفكر من بدايته ولا تتهاون في الكلام الشرير حتى لا تسقط في الأفعال الرديئة.

(3) يوآب يقتل عماسا غدرًا (ع8 - 10):

8 وَلَمَّا كَانُوا عِنْدَ الصَّخْرَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي فِي جِبْعُونَ جَاءَ عَمَاسَا قُدَّامَهُمْ. وَكَانَ يُوآبُ مُتَنَطِّقًا عَلَى ثَوْبِهِ الَّذِي كَانَ لاَبِسَهُ، وَفَوْقَهُ مِنْطَقَةُ سَيْفٍ فِي غِمْدِهِ مَشْدُودَةٌ عَلَى حَقَوَيْهِ، فَلَمَّا خَرَجَ انْدَلَقَ السَّيْفُ. 9 فَقَالَ يُوآبُ لِعَمَاسَا: «أَسَالِمٌ أَنْتَ يَا أَخِي؟ وَأَمْسَكَتْ يَدُ يُوآبَ الْيُمْنَى بِلِحْيَةِ عَمَاسَا لِيُقَبِّلَهُ». 10 وَأَمَّا عَمَاسَا فَلَمْ يَحْتَرِزْ مِنَ السَّيْفِ الَّذِي بِيَدِ يُوآبَ، فَضَرَبَهُ بِهِ فِي بَطْنِهِ فَدَلَقَ أَمْعَاءَهُ إِلَى الأَرْضِ وَلَمْ يُثَنِّ عَلَيْهِ، فَمَاتَ. وَأَمَّا يُوآبُ وَأَبِيشَايُ أَخُوهُ فَتَبِعَا شَبَعَ بْنَ بِكْرِي.

العدد 8

ع8:

جبعون: مدينة شمال أورشليم تبعد عنها بنحو 8 كم.

خلال مسيرتهم وصلوا إلى صخرة شهيرة في جبعون، فصادفوا هناك عماسا عائدًا بالجنود الذين جمعهم ومتجهًا لأورشليم لمقابلة الملك، ورافق يوآب أخاه أبيشاى، وكان مرتديًا ملابس الحرب وفوق ثوبه حزام معلق به السيف، وقد تعمد يوآب أن يكون التعليق غير محكم ليسقط، فيمسكه يوآب بيده اليسرى كأنه يريد ألا يسقط السيف على الأرض، ولكنه في الحقيقة كان يستعد للغدر بعماسا كما سيظهر.

العدد 9

ع9:

استقبل يوآب عماسا بود مفتعل، مستفسرًا عن سلامته، وأمسك بلحيته بيده اليمنى ليقبله كما كانت عادة الأصدقاء الحميمين وقتئذ.

العدد 10

ع10:

كان يوآب ممسكًا بيده اليمنى بلحية عماسا ليقبله وبيده اليسرى السيف الذي كان قد انفلت من التعليق بالحزام، أما عماسا فلم يتوقع غدرًا من يوآب، فضربه يوآب بالسيف في بطنه ضربة واحدة أودت بحياته على الفور، ثم تبع يوآب وأبيشاى شبع للقضاء على فتنته. وتظهر هنا غيرة يوآب وحقده على عماسا لأن داود أقامه قائدًا للجيش بدلًا منه، وذلك لقسوة يوآب في كلامه مع داود بالإضافة إلى غدره في قتل أبنير قبلًا وكذلك قتل أبشالوم، والآن يضيف إلى جرائمه جريمة أخرى بقتل رجل برئ هو عماسا، فاستحق العقاب على يد سليمان ابن داود.

† لا تسعَ وراء المراكز والكرامة لئلا تصطدم بالآخرين وتحقد عليهم وتعيش في اكتئاب وتعاسة، بل اطلب ملكوت الله وثق أنه يعطيك سلامًا وكرامة فتعيش سعيدًا أفضل من كل من حولك.

(4) يوآب وأبيشاي يقضيان على الفتنة (ع11 - 22):

11 وَوَقَفَ عِنْدَهُ وَاحِدٌ مِنْ غِلْمَانِ يُوآبَ، فَقَالَ: «مَنْ سُرَّ بِيُوآبَ، وَمَنْ هُوَ لِدَاوُدَ، فَوَرَاءَ يُوآبَ». 12 وَكَانَ عَمَاسَا يَتَمَرَّغُ فِي الدَّمِ فِي وَسَطِ السِّكَّةِ. وَلَمَّا رَأَى الرَّجُلُ أَنَّ كُلَّ الشَّعْبِ يَقِفُونَ، نَقَلَ عَمَاسَا مِنَ السِّكَّةِ إِلَى الْحَقْلِ وَطَرَحَ عَلَيْهِ ثَوْبًا، لَمَّا رَأَى أَنَّ كُلَّ مَنْ يَصِلُ إِلَيْهِ يَقِفُ. 13 فَلَمَّا نُقِلَ عَنِ السِّكَّةِ عَبَرَ كُلُّ إِنْسَانٍ وَرَاءَ يُوآبَ لاِتِّبَاعِ شَبَعَ بْنِ بِكْرِي. 14 وَعَبَرَ فِي جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ إِلَى آبَلَ وَبَيْتِ مَعْكَةَ وَجَمِيعِ الْبِيرِيِّينَ، فَاجْتَمَعُوا وَخَرَجُوا أَيْضًا وَرَاءَهُ. 15 وَجَاءُوا وَحَاصَرُوهُ فِي آبَلِ بَيْتِ مَعْكَةَ وَأَقَامُوا مِتْرَسَةً حَوْلَ الْمَدِينَةِ فَأَقَامَتْ فِي الْحِصَارِ، وَجَمِيعُ الشَّعْبِ الَّذِينَ مَعَ يُوآبَ كَانُوا يُخْرِبُونَ لأَجْلِ إِسْقَاطِ السُّورِ. 16 فَنَادَتِ امْرَأَةٌ حَكِيمَةٌ مِنَ الْمَدِينَةِ: «اِسْمَعُوا. اسْمَعُوا. قُولُوا لِيُوآبَ تَقَدَّمْ إِلَى هَهُنَا فَأُكَلِّمَكَ». 17 فَتَقَدَّمَ إِلَيْهَا، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: «أَأَنْتَ يُوآبُ؟ » فَقَالَ: «أَنَا هُوَ». فَقَالَتْ لَهُ: «اسْمَعْ كَلاَمَ أَمَتِكَ». فَقَالَ: «أَنَا سَامِعٌ». 18 فَقَالَتْ: «كَانُوا يَتَكَلَّمُونَ أَوَّلًا قَائِلِينَ: سُؤَالًا يَسْأَلُونَ فِي آبَلَ. وَهَكَذَا كَانُوا انْتَهَوْا. 19 أَنَا مُسَالِمَةٌ أَمِينَةٌ فِي إِسْرَائِيلَ. أَنْتَ طَالِبٌ أَنْ تُمِيتَ مَدِينَةً وَأُمًّا فِي إِسْرَائِيلَ. لِمَاذَا تَبْلَعُ نَصِيبَ الرَّبِّ؟ » 20 فَأَجَابَ يُوآبُ: «حَاشَايَ! حَاشَايَ أَنْ أَبْلَعَ وَأَنْ أُهْلِكَ. 21 الأَمْرُ لَيْسَ كَذَلِكَ. لأَنَّ رَجُلًا مِنْ جَبَلِ أَفْرَايِمَ اسْمُهُ شَبَعُ بْنُ بِكْرِي رَفَعَ يَدَهُ عَلَى الْمَلِكِ دَاوُدَ. سَلِّمُوهُ وَحْدَهُ فَأَنْصَرِفَ عَنِ الْمَدِينَةِ». فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِيُوآبَ: «هُوَذَا رَأْسُهُ يُلْقَى إِلَيْكَ عَنِ السُّورِ». 22 فَأَتَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى جَمِيعِ الشَّعْبِ بِحِكْمَتِهَا فَقَطَعُوا رَأْسَ شَبَعَ بْنِ بِكْرِي وَأَلْقُوهُ إِلَى يُوآبَ، فَضَرَبَ بِالْبُوقِ فَانْصَرَفُوا عَنِ الْمَدِينَةِ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى خَيْمَتِهِ. وَأَمَّا يُوآبُ فَرَجَعَ إِلَى أُورُشَلِيمَ إِلَى الْمَلِكِ.

العدد 11

ع11:

كان الجنود يتباطأون في المسير عند جثة عماسا، فوقف أحد تابعى يوآب إلى جانب الجثة وكانت مهمته حث الجنود لعدم التباطؤ والاستمرار في السير خلف يوآب، وبتحيز ليوآب قرن اسم يوآب باسم داود إعلانًا أنه مازال قائد الجيوش وليس عماسا، مع أن هذا غير حقيقي، ولكن نجحت هذه الخطة وتبعت الجنود يوآب.

الأعداد 12-13

ع12 - 13:

كان عماسا مُلقَى على قارعة الطريق غارقًا في دمه، فكان كل من يمر به يتأثر من بشاعة المنظر ويتردد في الاستمرار في السير، فلما رأى الرجل التابع ليوآب أن وجود جثة عماسا يعطل الجنود عن السير وراء يوآب، نقل الجثة إلى داخل حقل بعيدًا عن الطريق وغطاها بثوب، فانتظم سير الجنود دون توقف خلف يوآب للسعى وراء شبع بن بكرى.

العدد 14

ع14:

آبل بيت معكة: مدينة حصينة في أراضي سبط نفتالى. هي الآن قرية صغيرة واقعة شمال غرب بحيرة الحولة.

خلال مسيرة الجيش خلف يوآب، كان الكثيرون ينضمون إليه من الأسباط حتى وصل إلى مدينة تسمى "آبل بيت معكة"، والتي تحصن في داخلها شبع بن بكرى، وانضم إليه أفراد عائلة كبيرة مشهورة في تلك المنطقة هم "البيريين".

العدد 15

ع15:

مترسة: حاجز أو سور من الحجارة والأتربة.

علم قواد جيش داود من مصادر الاستطلاع الخاصة بهم أن شبع بن بكرى ورجاله في مدينة "آيل بيت معكة"، فحاصروها ليقبضوا عليه وأقاموا حولها المتاريس، ومنعوا الناس من الدخول والخروج من المدينة. وبعد فترة من الحصار، بدأ رجال داود يفتحون ثغرات في السور ليتمكنوا من دخول المدينة.

العدد 16

ع16:

في هذا التوقيت، حين بدا أن المدينة عرضة للغزو والتخريب، ظهرت امرأة حكيمة كانت سببًا في تجنيب مدينتها التدمير الذي يهددها. ونادت تلك المرأة على جنود يوآب ليطلبوا منه أن يقترب من السور حتى تكلمه.

العدد 17

ع17:

استجاب يوآب لطلبها، فسألته هل هو يوآب وهل هو مستعد لسماع ما تقوله، فأجاب الإيجاب، وكلمته باحترام واتضاع إذ قالت أمتك أي جاريتك.

العدد 18

ع18:

بدأت المرأة كلامها بذكر ما اشتهر به حكماء بلدها "آبل"، حيث كان كل من يطلب مشورة يلجأ إليهم فيحلوا مشاكلهم ويحكموا فيما يعرض عليهم من قضاياهم. كان رأيهم صائبًا دائمًا وينهى المشكلة على خير وجه، فهي تدعو يوآب للتفاهم كما توصى الشريعة (تث20: 10) ولا يندفع في تدمير المدينة حتى لا يصنع شرًا.

العدد 19

ع19:

تتحدث المرأة بلسان مدينتها قائلة أنها مدينة محبة للسلام ومخلصة لشعب إسرائيل، وأنت يا يوآب أتيت بجيوشك لكي تدمر وتبيد مدينة من أمهات المدن في إسرائيل (لحكمة أهلها دعيت كذلك). ثم تابعت المرأة كلامها قائلة لماذا تسعى لإبادة إحدى مدن الرب التي أعطاها ميراثًا لشعبه؟!

الأعداد 20-21

ع20 - 21:

أجاب يوآب أنه لا يسمح لنفسه أن يبيد ويهلك، وأن الأمر ليس بالصورة التي عرضتها، فكل ما هناك أن رجلًا اسمه شبع بن بكرى من منطقة جبل أفرايم أعلن عصيانه على الملك وتمرد عليه، فإن قام أهل مدينتها بتسليمه له سينصرف حالًا ويرفع الحصار عنها. أجابته المرأة أنه إن كان الأمر كذلك، فشعب مدينتها سيقبضوا على شبع ويقتلوه ويلقوا برأسه من على السور.

العدد 22

ع22:

توجهت المرأة إلى شعب المدينة وأقنعتهم بحكمتها بوجوب تجنيب مدينتهم الدمار والخراب مقابل إيوائهم لشخص متمرد وعاصٍ، وإذ كانوا عقلاء، قبضوا على شبع وقتلوه وألقوا برأسه إلى يوآب من على السور. فضرب يوآب البوق معطيًا إشارة لجنوده بإنهاء الحرب، فانصرفوا إلى بلادهم ورجع يوآب إلى الملك داود في أورشليم. وهكذا سمح الله بهذه الفتنة تأديبًا لداود على خطيته القديمة، ولكنه أنهى المشكلة بسرعة بقتل شبع، فالله يريد أن نفهم تأديبه ونتوب وليست مسرته أن نقع في آلام صعبة.

† تدخل الحكماء بحكمتهم يجنب الكثير من المواقف الصعبة. فلنكن ايجابيين في مجابهة الأحداث ونتصرف بالحكمة التي ينعم الله بها علينا في معالجة الأمور، فنكون رسل سلام في المحيط الذي نعيش فيه، فالحكمة كما وصفها سفر الأمثال "هى شجرة حياة لممسكيها والمتمسك بها مغبوط" (أم3: 18).

(5) تعيين داود لرئاسات دينية وحربية وإدارية (ع23 - 26):

23 وَكَانَ يُوآبُ عَلَى جَمِيعِ جَيْشِ إِسْرَائِيلَ، وَبَنَايَا بْنُ يَهُويَادَاعَ عَلَى الْجَلاَّدِينَ وَالسُّعَاةِ، 24 وَأَدُورَامُ عَلَى الْجِزْيَةِ، وَيَهُوشَافَاطُ بْنُ أَخِيلُودَ مُسَجِّلًا، 25 وَشِيوَا كَاتِبًا، وَصَادُوقُ وَأَبِيَاثَارُ كَاهِنَيْنِ، 26 وَعِيْرَا الْيَائِيرِيُّ أَيْضًا كَانَ كَاهِنًا لِدَاوُدَ.

العدد 23

ع23:

الجلادون والسعاة: الجلادون هم الشرطة والحرس الملكى والسعاة هم مشاة الجيش.

كمكافأة على انتصاره في قضية شبع بن بكرى، صفح داود عن يوآب وأرجعه لقيادة الجيش وثبته في مركزه كما أقام داود بنايا بن يهوياداع على الحرس الملكى ومشاة الجيش.

العدد 24

ع24:

أدورام: رجل أقامه داود للإشراف على تحصيل الجزية وبقى في هذا المنصب طوال مدة حكم سليمان وإلى عصر رحبعام.

الجزية: الضريبة التي توقع على الشعوب الأخرى - غير شعب الرب - الخاضعة لسلطة داود.

يهوشافاط بن أخيلود: شغل وظيفة مسجل في مدة حكم داود وسليمان.

عيّن داود أدورام للإشراف على جمع الجزية من الشعوب الأجنبية الخاضعة له، كما عيّن يهوشافاط بن أخيلود لتسجيل القوانين واللوائح والقرارات الإدارية والأحكام القضائية.

العدد 25

ع25:

شيوا: كاتب في عهد الملك داود.

عيّن داود شيوا أمين سر المملكة ومسئول الإشراف على حسابات الدولة.

كان صادوق وأبياثار كاهنين عظيمين، وصادوق من نسل ألعازار بن هرون وأبياثار من نسل ايثامار بن هرون وهو ابن أخيمالك الذي قتله شاول في مذبحة الكهنة (1 صم22: 20).

العدد 26

ع26:

كاهنًا عند داود: أي مشيرًا خاصًا وليس كاهنًا يقوم بأعمال الكهنوت في بيت الرب.

عيّن داود عيرا اليائيرى مشيرًا خاصًا له يرفع إليه رغبات شعبه وينقل الملك عن طريقه توجيهاته للمسئولين في حكمه.

† جيد أن تكون حياتنا منظمة ويوجد مسئول عن كل مسئولية تخضع له حتى تسير الأمور في سلام. فليتك إن كنت مسئولًا، توزع المسئوليات على الآخرين وتشفق عليهم، ومن ناحية أخرى إخضع لكل مسئول حتى تسير حياتك في استقرار.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح الحادي والعشرون - سفر صموئيل الثاني - مارمرقس مصر الجديدة

الأصحاح التاسع عشر - سفر صموئيل الثاني - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير سفر صموئيل الثاني الأصحاح 20
تفاسير سفر صموئيل الثاني الأصحاح 20