الأصحاح العاشر – سفر صموئيل الثاني – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر صموئيل الثاني – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأَصْحَاحُ العَاشِرُ

انتصارات داود على العمونيين والآراميين.

(1) إساءة ملك عمون لداود (ع1 - 5).

(2) انتصار داود على العمونيين (ع6 - 14).

(3) انتصار داود على هدد عزر (ع15 - 19).

(1) إساءة ملك عمون لداود (ع1 - 5):

1 وَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ أَنَّ مَلِكَ بَنِي عَمُّونَ مَاتَ، وَمَلَكَ حَانُونُ ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ. 2 فَقَالَ دَاوُدُ: «أَصْنَعُ مَعْرُوفًا مَعَ حَانُونَ بْنِ نَاحَاشَ كَمَا صَنَعَ أَبُوهُ مَعِي مَعْرُوفًا». فَأَرْسَلَ دَاوُدُ بِيَدِ عَبِيدِهِ يُعَزِّيهِ عَنْ أَبِيهِ. فَجَاءَ عَبِيدُ دَاوُدَ إِلَى أَرْضِ بَنِي عَمُّونَ. 3 فَقَالَ رُؤَسَاءُ بَنِي عَمُّونَ لِحَانُونَ سَيِّدِهِمْ: «هَلْ يُكْرِمُ دَاوُدُ أَبَاكَ فِي عَيْنَيْكَ حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيْكَ مُعَزِّينَ؟ أَلَيْسَ لأَجْلِ فَحْصِ الْمَدِينَةِ وَتَجَسُّسِهَا وَقَلْبِهَا أَرْسَلَ دَاوُدُ عَبِيدَهُ إِلَيْكَ؟ » 4 فَأَخَذَ حَانُونُ عَبِيدَ دَاوُدَ وَحَلَقَ أَنْصَافَ لِحَاهُمْ، وَقَصَّ ثِيَابَهُمْ مِنَ الْوَسَطِ إِلَى أَسْتَاهِهِمْ، ثُمَّ أَطْلَقَهُمْ. 5 وَلَمَّا أَخْبَرُوا دَاوُدَ أَرْسَلَ لِلِقَائِهِمْ لأَنَّ الرِّجَالَ كَانُوا خَجِلِينَ جِدًّا. وَقَالَ الْمَلِكُ: «أَقِيمُوا فِي أَرِيحَا حَتَّى تَنْبُتَ لِحَاكُمْ ثُمَّ ارْجِعُوا».

العدد 1

ع1:

بنى عمون: هم نسل لوط، ويسكنون شرق نهر الأردن وكانت حروب متعددة بينهم وبين بني إسرائيل. كان ناحاش ملكهم صديقًا لداود لعداء كليهما لشاول.

مات ناحاش ملك العمونيين، وقد كان معاديًا لبنى إسرائيل، وتصدى له شاول وانتصر عليه (1 صم11). وبعد موته تولى ابنه حانون المُلك من بعده.

العدد 2

ع2:

يبدو أن ناحاش ملك العمونيين قد عمل خيرًا مع داود، ولعل ذلك حينما كان داود هاربًا من وجه شاول، فلما مات ناحاش أرسل رسلًا لتعزية ابنه حانون الذي ملك بعده.

العدد 3

ع3:

أساء مشيرو حانون الظن في رسل داود وقالوا للملك أنهم جاءوا ليتجسسوا الأرض ويعرفوا تحصيناتها ليهاجمه داود، وليس الغرض من زيارتهم هو التعزية.

العدد 4

ع4:

أستاه: جمع إست وهي مؤخرة الجسم من الخلف.

اندفع حانون بدون حكمة وراء مشيريه، فأساء لرسل داود واحتقرهم بحلق نصف لحاهم وتمزيق ثيابهم من الخلف حتى مؤخرة الجسم ليهزأ بداود وشعبه.

العدد 5

ع5:

كان رسل داود في خجل شديد مما لحق بهم من إهانة، فأرسلوا إلى داود يخبرونه بما فعله حانون معهم. فاستاء الملك داود جدًا من هذا التصرف الأحمق من قبل حانون، وأرسل لهم ثيابًا جديدة وطلب منهم أن يبقوا في أريحا حتى إذا نمت لحاهم من جديد يعودون إلى أورشليم.

† لا تندفع وراء أي مشورة تسمعها مهما كانت من المقربين، فقد تعوزهم الحكمة أحيانًا. إفحص الأمر واطلب إرشاد الله وارجع إلى أبيك ومرشدك الروحي فتتصرف بحكمة دائمًا.

(2) انتصار داود على العمونيين (ع6 - 14):

6 وَلَمَّا رَأَى بَنُو عَمُّونَ أَنَّهُمْ قَدْ أَنْتَنُوا عِنْدَ دَاوُدَ أَرْسَلَ بَنُو عَمُّونَ وَاسْتَأْجَرُوا أَرَامَ بَيْتِ رَحُوبَ وَأَرَامَ صُوبَا، عِشْرِينَ أَلْفَ رَاجِلٍ، وَمِنْ مَلِكِ مَعْكَةَ أَلْفَ رَجُلٍ، وَرِجَالَ طُوبَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ رَجُلٍ. 7 فَلَمَّا سَمِعَ دَاوُدُ أَرْسَلَ يُوآبَ وَكُلَّ جَيْشِ الْجَبَابِرَةِ. 8 وَخَرَجَ بَنُو عَمُّونَ وَاصْطَفُّوا لِلْحَرْبِ عِنْدَ مَدْخَلِ الْبَابِ، وَكَانَ أَرَامُ صُوبَا وَرَحُوبُ وَرِجَالُ طُوبَ وَمَعْكَةَ وَحْدَهُمْ فِي الْحَقْلِ. 9 فَلَمَّا رَأَى يُوآبُ أَنَّ مُقَدَّمَةَ الْحَرْبِ كَانَتْ نَحْوَهُ مِنْ قُدَّامٍ وَمِنْ وَرَاءٍ، اخْتَارَ مِنْ جَمِيعِ مُنْتَخَبِي إِسْرَائِيلَ وَصَفَّهُمْ لِلِقَاءِ أَرَامَ 10 وَسَلَّمَ بَقِيَّةَ الشَّعْبِ لِيَدِ أَخِيهِ أَبِيشَايَ فَصَفَّهُمْ لِلِقَاءِ بَنِي عَمُّونَ. 11 وَقَالَ: «إِنْ قَوِيَ أَرَامُ عَلَيَّ تَكُونُ لِي مُنْجِدًا. وَإِنْ قَوِيَ عَلَيْكَ بَنُو عَمُّونَ أَذْهَبُ لِنَجْدَتِكَ. 12 تَجَلَّدْ وَلْنَتَشَدَّدْ مِنْ أَجْلِ شَعْبِنَا وَمِنْ أَجْلِ مُدُنِ إِلَهِنَا، وَالرَّبُّ يَفْعَلُ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْهِ». 13 فَتَقَدَّمَ يُوآبُ وَالشَّعْبُ الَّذِينَ مَعَهُ لِمُحَارَبَةِ أَرَامَ فَهَرَبُوا مِنْ أَمَامِهِ. 14 وَلَمَّا رَأَى بَنُو عَمُّونَ أَنَّهُ قَدْ هَرَبَ أَرَامُ هَرَبُوا مِنْ أَمَامِ أَبِيشَايَ وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ. فَرَجَعَ يُوآبُ عَنْ بَنِي عَمُّونَ وَأَتَى إِلَى أُورُشَلِيمَ.

العدد 6

ع6:

أنتنوا عند داود: أبغضهم داود لأجل ما فعلوا.

آرام بيت رحوب: دويلة آرامية تقع بالقرب من حماه في وادي الأردن الأعلى شمال فلسطين بالقرب من دان.

آرام صوبا أو صوبة: دويلة آرامية تقع غرب الفرات وهي التابعة لهدد عزر الملك (2 صم 8: 3).

معكة: هي آرام معكة وهي دويلة آرامية تقع شرقى الأردن بالقرب من جبل حرمون.

طوب: منطقة شرقى الأردن.

شعر بنو عمون أن إساءتهم للرسل الذين أرسلهم داود لابد أنها أغضبته وأن داود لابد أن يعاقبهم، لذلك استعدوا بالجيوش للحرب التي قد يشنها داود عليهم. ولما كانوا أضعف في القوة العسكرية من داود، استأجروا جنودًا من الشعوب الآرامية المحيطة بهم فكانت أعداد تلك الجنود كالآتي:

20 ألفًا من المشاه من آرام بيت رحوب وآرام صوبا.

ألف رجل من آرام معكة.

12 ألف رجل من طوب.

ونجد في (1 أى19) تفاصيل أخرى عن استعدادات ملك العمونيين، وهي استئجاره لعدد كبير من الفرسان والمركبات الحربية وخروج ملك معكة بنفسه ليحارب معه.

العدد 7

ع7:

تنبه داود إلى ما يقوم به العمونيون من تجهيز للجيوش، فكلف بدوره قائد جيشه يوآب باستدعاء رجال الحرب المنتخبين الأقوياء لمقابلة جيوش بنى عمون ومن معهم.

العدد 8

ع8:

نظم بنو عمون صفوفهم وفق خطة رسموها ليفاجئوا بها جيوش داود، فاصطف العمونيون عند مدخل عاصمتهم "ربة" لمقابلة جيوش داود إذا ما قدمت من الشمال، أما الآراميون فاصطفوا في السهل شرقى البحر الميت لمواجهة جيوش داود إذا ما قدمت من الجنوب.

الأعداد 9-10

ع9 - 10:

وجد يوآب فريقين مستعدين لمهاجمته، الآراميين المستأجرين من الشمال والعمونيين الساكنين في ربة من الجنوب، فرسم خطته لتناسب الخطة التي وضعها بنو عمون، فقسم جيشه أيضًا إلى قسمين كل قسم يواجه قسمًا من جيوش الأعداء، وترأس هو بنفسه القسم المنتخب أي الأقوى الذي عليه أن يواجه الآراميين المستأجرين لأنهم الفريق الأقوى بينما كلف أخيه أبيشاى بقيادة القسم الذي عليه أن يواجه العمونيين.

العدد 11

ع11:

اتفق يوآب مع أخيه أبيشاى أن يتابع كل منهما موقف الآخر في القتال، فإن كان وضع أحدهما القتالى في خطر يأتي الآخر لنجدته.

العدد 12

ع12:

شجع يوآب أخيه الأصغر أبيشاى مشددًا على قوله بضرورة الاحتمال والقتال ببأس من أجل نصرة شعبهم وصون كرامته بين الشعوب ومن أجل الدفاع عن الأرض التي أعطاهم الرب إياها، فعليهم أن يجاهدوا بقدر استطاعتهم والرب يكمل.

† إذا ما هاجمتنا قوات عدو الخير وأحسسنا أن الحرب شديدة علينا، فلنجاهد ونقاومه راسخين في الإيمان بكلمة الرب الذي أعطانا سلطانًا أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو.

العدد 13

ع13:

هجم يوآب على الآراميين، وبمعونة الله خاف الآراميون منه وهربوا. وهذا أفزع بنى عمون، لأنه إن كان الآراميون الأقوياء قد هربوا، فماذا ستفعل بهم جيوش بني إسرائيل، وخافوا جدًا وهربوا من أمامهم.

العدد 14

ع14:

لما وصلت أنباء فرار الآراميين من أمام داود إلى العمونيين حلفائهم في الحرب، ضعفت معنوياتهم وأيقنوا أنهم لن يصمدوا وحدهم بعد خروج الآراميين من ميدان القتال، فقرروا هم أيضًا الانسحاب من أمام أبيشاى وتراجعوا إلى داخل مدينتهم "ربة عمون" حتى يرتبوا صفوفهم لأنهم بعد عام هاجموا بني إسرائيل كما هو مذكور في (2 صم 11). وعندما رأى يوآب أن الأعداء تبددوا وفروا من القتال، رجع فرحًا بالنصر إلى أورشليم، ولعل داود رنم وقتذاك المزمور الثاني، العشرين، الحادي والعشرين، والستين والمائة عشر.

(3) انتصار داود على هدد عزر (ع15 - 19):

15 وَلَمَّا رَأَى أَرَامُ أَنَّهُمْ قَدِ انْكَسَرُوا أَمَامَ إِسْرَائِيلَ اجْتَمَعُوا مَعًا. 16 وَأَرْسَلَ هَدَدُ عَزَرُ فَأَبْرَزَ أَرَامَ الَّذِي فِي عَبْرِ النَّهْرِ، فَأَتُوا إِلَى حِيلاَمَ وَأَمَامَهُمْ شُوبَكُ رَئِيسُ جَيْشِ هَدَدَ عَزَرَ. 17 وَلَمَّا أُخْبِرَ دَاوُدُ جَمَعَ كُلَّ إِسْرَائِيلَ وَعَبَرَ الأُرْدُنَّ وَجَاءَ إِلَى حِيلاَمَ، فَاصْطَفَّ أَرَامُ لِلِقَاءِ دَاوُدَ وَحَارَبُوهُ. 18 وَهَرَبَ أَرَامُ مِنْ أَمَامِ إِسْرَائِيلَ، وَقَتَلَ دَاوُدُ مِنْ أَرَامَ سَبْعَ مِئَةِ مَرْكَبَةٍ وَأَرْبَعِينَ أَلْفَ فَارِسٍ، وَضَرَبَ شُوبَكَ رَئِيسَ جَيْشِهِ فَمَاتَ هُنَاكَ. 19 وَلَمَّا رَأَى جَمِيعُ الْمُلُوكِ، عَبِيدُ هَدَدَ عَزَرَ أَنَّهُمُ انْكَسَرُوا أَمَامَ إِسْرَائِيلَ صَالَحُوا إِسْرَائِيلَ وَاسْتُعْبِدُوا لَهُمْ، وَخَافَ أَرَامُ أَنْ يُنْجِدُوا بَنِي عَمُّونَ بَعْدُ.

العدد 15

ع15:

لم يتقبل الآراميون الهزيمة التي لحقت بهم من شعب إسرائيل، فقرروا إعادة تجميع قواهم العسكرية من جديد وضم دويلات آرامية أخرى إلى صفوفهم لتزداد أعداد جيوشهم.

العدد 16

ع16:

أبرز آرام الذي في عبر النهر: وضعهم في مقدمة الجيوش لشجاعتهم.

آرام التي في عبر النهر هو الاسم الذي دعا به العبرانيون آرام النهرين (النهرين نسبة إلى نهر دجلة والفرات).

حيلام: مكان في شرق الأردن.

شوبك: رئيس جيش هدر عزر ملك آرام صوبة وأعظم ملوك الآراميين.

كان هدد عزر هو المتزعم لعملية إعادة تكوين الجيوش، وكانت له في السابق موقعة حارب فيها داود وخسرها أيضًا (2 صم 8: 3)، فكان يبحث عن الانتقام لهزائمه السابقة أمام داود. فاستدعى الآراميين الساكنين بين نهرى دجلة والفرات وجعلهم في مقدمة جيوشه لأنهم كانوا مشهورين بالشجاعة والقوة، وعين لقيادتها "شوبك" القائد العام لجيش هدر عزر، واصطفت هذه الجيوش عند "حيلام".

العدد 17

ع17:

وصلت أخبار تحركات جيوش الآراميين واستعداداتهم إلى داود، فقرر قيادة جيش إسرائيل بنفسه وأخذ المبادرة في الحرب، فعبر نهر الأردن ووصل بجيوشه إلى "حيلام" وتأهب الفريقان للقتال.

العدد 18

ع18:

مرة أخرى يعطى فيها الرب النصر لإسرائيل، فقد قتل داود الجنود الذين في سبعمائة مركبة وكل مركبة كانت تحمل عشرة جنود، كما قتل أيضًا 40 ألفًا من الفرسان والمشاه وكذلك "شوبك" قائد جيوش العدو.

وذكر في (1 أى19: 18) أنه قتل 40 ألفًا راجل بينما هنا 40 ألف فارس، فكل كاتب رأى القسم الأهم في نظره فنسب إليه الكل، ففى صموئيل الثاني نسب الأربعين ألف للفرسان مع أنهم من الفرسان والمشاه والعكس في سفر الأخبار الأول نسبهم إلى المشاه.

العدد 19

ع19:

لما تبين للملوك الآراميين المنضمين أصلًا تحت لواء ملكهم الأكبر هدد عزر أنهم لم يقووا على شعب إسرائيل، عقدوا معهم صلحًا أقروا بموجبه الخضوع لإسرائيل، ولم يعودوا بعد يستجيبون لأى طلب من العمونيين للتحالف معهم في أية حروب ضد بني إسرائيل.

وبالانتصار على الآراميين وإخضاعهم لبني إسرائيل، امتدت حدود مملكة داود إلى الفرات تحقيقًا لوعد الله لإبراهيم أن يملك نسله من النيل للفرات (تك15: 18)، والمقصود بالنيل النهر الموسمى الموجود شرق برية سيناء أي غرب الفلسطينيين الذين انتصر عليهم داود.

† إن تكاثرت عليك المشاكل أو تجمع كثيرون ضدك، فلا تنزعج لأن إلهك أقوى من كل العالم ويستطيع أن ينقذك وينصرك عليهم، تمسك به بصلوات كثيرة وإلحاح فتنال قوته القادرة على كل شيء.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح الحادي عشر - سفر صموئيل الثاني - مارمرقس مصر الجديدة

الأصحاح التاسع - سفر صموئيل الثاني - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير سفر صموئيل الثاني الأصحاح 10
تفاسير سفر صموئيل الثاني الأصحاح 10