الأصحاح الثامن عشر – سفر صموئيل الثاني – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر صموئيل الثاني – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأَصْحَاحُ الثَّامِنُ عَشَرَ

هزيمة أبشالوم ومقتله.

(1) الانتصار على جيش أبشالوم (ع1 - 8).

(2) يوآب يقتل أبشالوم (ع9 - 18).

(3) تبليغ أخبار الحرب لداود (ع19 - 33).

(1) الانتصار على جيش أبشالوم (ع1 - 8):

1 وَأَحْصَى دَاوُدُ الشَّعْبَ الَّذِي مَعَهُ، وَجَعَلَ عَلَيْهِمْ رُؤَسَاءَ أُلُوفٍ وَرُؤَسَاءَ مِئَاتٍ. 2 وَأَرْسَلَ دَاوُدُ الشَّعْبَ ثُلْثًا بِيَدِ يُوآبَ وَثُلْثًا بِيَدِ أَبِيشَايَ ابْنِ صَرُويَةَ أَخِي يُوآبَ وَثُلْثًا بِيَدِ إِتَّايَ الْجَتِّيِّ. وَقَالَ الْمَلِكُ لِلشَّعْبِ: «إِنِّي أَنَا أَيْضًا أَخْرُجُ مَعَكُمْ». 3 فَقَالَ الشَّعْبُ: «لاَ تَخْرُجْ، لأَنَّنَا إِذَا هَرَبْنَا لاَ يُبَالُونَ بِنَا، وَإِذَا مَاتَ نِصْفُنَا لاَ يُبَالُونَ بِنَا. وَالآنَ أَنْتَ كَعَشَرَةِ آلاَفٍ مِنَّا. وَالآنَ الأَصْلَحُ أَنْ تَكُونَ لَنَا نَجْدَةً مِنَ الْمَدِينَةِ». 4 فَقَالَ لَهُمُ الْمَلِكُ: «مَا يَحْسُنُ فِي أَعْيُنِكُمْ أَفْعَلُهُ». فَوَقَفَ الْمَلِكُ بِجَانِبِ الْبَابِ وَخَرَجَ جَمِيعُ الشَّعْبِ مِئَاتٍ وَأُلُوفًا. 5 وَأَوْصَى الْمَلِكُ يُوآبَ وَأَبِيشَايَ وَإِتَّايَ: «تَرَفَّقُوا لِي بِالْفَتَى أَبْشَالُومَ». وَسَمِعَ جَمِيعُ الشَّعْبِ حِينَ أَوْصَى الْمَلِكُ جَمِيعَ الرُّؤَسَاءِ بِأَبْشَالُومَ. 6 وَخَرَجَ الشَّعْبُ إِلَى الْحَقْلِ لِلِقَاءِ إِسْرَائِيلَ. وَكَانَ الْقِتَالُ فِي وَعْرِ أَفْرَايِمَ، 7 فَانْكَسَرَ هُنَاكَ شَعْبُ إِسْرَائِيلَ أَمَامَ عَبِيدِ دَاوُدَ، وَكَانَتْ هُنَاكَ مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ. قُتِلَ عِشْرُونَ أَلْفًا. 8 وَكَانَ الْقِتَالُ هُنَاكَ مُنْتَشِرًا عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ، وَزَادَ الَّذِينَ أَكَلَهُمُ الْوَعْرُ مِنَ الشَّعْبِ عَلَى الَّذِينَ أَكَلَهُمُ السَّيْفُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ.

العدد 1

ع1:

نظم داود جيشه وعين قادة لفرقه، فرغم قلة عدد جيشه، لكنه نظمه بإتقان حربى.

العدد 2

ع2:

قسم داود قواته إلى ثلاثة أقسام يرأسها يوآب وأبيشاى وإتاى الجتى، وأراد داود أن يخرج بنفسه إلى ميدان القتال لقيادتهم جميعًا كقائد أعلى.

العدد 3

ع3:

أصرّ الشعب على عدم خروج داود إلى ميدان المعركة لأنه سيكون الهدف المطلوب من أبشالوم ورجاله، وقالوا له، لو أن نصف رجالهم هربوا من الميدان أو قتلوا، لن يهتم بهم العدو، ولكن في إصابته أو موته تكون النهاية ويتحقق النصر لأبشالوم إذ أن حياته تعنى استمرار مملكته.

العدد 4

ع4:

عمل داود وفق مشورة شعبه، فوقف بجانب باب المدينة وخرج رجال جيشه في صفوف وأعداد منظمة طبقًا لما جرى تقسيمهم من قبل بواسطة داود نفسه، فكانت كل فرقة من مائة مقاتل يرأسهم قائد، وكل عشر فرق من ألف مقاتل يرأسهم قائد أكبر، وكل ثلث على رأسه أحد القادة الثلاثة الذين عينهم من قبل (ع2).

العدد 5

ع5:

رغم كل ما ارتكبه أبشالوم في حق أبيه من تمرد وعصيان، إلا أن قلب الأب الرحيم كان يخشى أن يمس ولده سوء، فنبّه على قادته أنه إذا وقع أبشالوم في أيديهم ألا يهينوه أو يقتلوه، وسمعه رجال جيشه وهو يوصى القادة بابنه.

† أليس هذا مثالًا لما فعله رب المجد معنا نحن الخطاة، إذ ونحن وما زلنا بعد خطاة بذل ابنه الوحيد فداءً عنا، وغفر حتى لصالبيه وهو على الصليب. فكن رحيمًا والتمس الأعذار لمن يسيئون إليك، فكما أسقطهم إبليس في الشر يمكن أن يسقطك؛ واطلب معونة الله ورحمته لك وله فتكون مثل سيدك المسيح.

العدد 6

ع6:

وعر: الوعر هو الأرض الكثيفة الأشجار بالإضافة للحفر والطرق الصعبة والوحوش.

وعر أفرايم: يسكن أفرايم غرب الأردن وهذا المكان شرق الأردن، وسمى كذلك لأن أفرايم انهزم فيه أمام يفتاح والجلعاديين (قض12: 6)، وهذا المكان غير وعر أفرايم الكائن غرب الأردن (يش17: 18).

خرج رجال داود لملاقاة جيش أبشالوم وكان ميدان القتال هو أراضي أفرايم الكثيفة الأشجار.

العدد 7

ع7:

انهزم رجال أبشالوم هناك هزيمة شديدة، ووقعت مذبحة قُتِلَ فيها عشرون ألفًا معظمهم من جيش أبشالوم. ويرجع هذا الانتصار لمعونة الله لداود ورجاله المظلومين، واستخدم الرب مهارة رجال داود في الحرب، بينما رجال أبشالوم كانوا أقل تدريبًا منهم.

العدد 8

ع8:

كان ميدان القتال متسعًا فوق مساحة كبيرة من الأرض، وكان هروب أفراد جيش أبشالوم هروبًا غير منظم، فتشتتوا في الغابات المحيطة ومات معظمهم من الجوع والعطش والظروف الجوية غير المواتية فكانوا أكثر من الذين قتلوا بسيوف رجال داود.

وقد أنقذ الله رجال داود من الوعر لأنهم يدافعون عن ملكهم الصالح، وسمح بموت الكثيرين من جيش إسرائيل لأنهم يعادون داود الملك الصالح الذي اختاره الله.

(2) يوآب يقتل أبشالوم (ع9 - 18):

9 وَصَادَفَ أَبْشَالُومُ عَبِيدَ دَاوُدَ، وَكَانَ أَبْشَالُومُ رَاكِبًا عَلَى بَغْلٍ، فَدَخَلَ الْبَغْلُ تَحْتَ أَغْصَانِ الْبُطْمَةِ الْعَظِيمَةِ الْمُلْتَفَّةِ، فَتَعَلَّقَ رَأْسُهُ بِالْبُطْمَةِ وَعُلِّقَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، وَالْبَغْلُ الَّذِي تَحْتَهُ مَرَّ. 10 فَرَآهُ رَجُلٌ وَأَخْبَرَ يُوآبَ: «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ أَبْشَالُومَ مُعَلَّقًا بِالْبُطْمَةِ». 11 فَقَالَ يُوآبُ لِلرَّجُلِ الَّذِي أَخْبَرَهُ: «إِنَّكَ قَدْ رَأَيْتَهُ، فَلِمَاذَا لَمْ تَضْرِبْهُ هُنَاكَ إِلَى الأَرْضِ، وَعَلَيَّ أَنْ أُعْطِيَكَ عَشَرَةً مِنَ الْفِضَّةِ وَمِنْطَقَةً؟ » 12 فَقَالَ الرَّجُلُ لِيُوآبَ: «فَلَوْ وُزِنَ فِي يَدِي أَلْفٌ مِنَ الْفِضَّةِ لَمَا كُنْتُ أَمُدُّ يَدِي إِلَى ابْنِ الْمَلِكِ، لأَنَّ الْمَلِكَ أَوْصَاكَ فِي آذَانِنَا أَنْتَ وَأَبِيشَايَ وَإِتَّايَ قَائِلًا: احْتَرِزُوا أَيًّا كَانَ مِنْكُمْ عَلَى الْفَتَى أَبْشَالُومَ. 13 وَإِّلا فَكُنْتُ فَعَلْتُ بِنَفْسِي زُورًا، إِذْ لاَ يَخْفَى عَنِ الْمَلِكِ شَيْءٌ، وأَنْتَ كُنْتَ وَقَفْتَ ضِدِّي». 14 فَقَالَ يُوآبُ: «إِنِّي لاَ أَصْبِرُ هَكَذَا أَمَامَكَ». فَأَخَذَ ثَلاَثَةَ سِهَامٍ بِيَدِهِ وَنَشَّبَهَا فِي قَلْبِ أَبْشَالُومَ وَهُوَ بَعْدُ حَيٌّ فِي قَلْبِ الْبُطْمَةِ، 15 وَأَحَاطَ بِهَا عَشَرَةُ غِلْمَانٍ حَامِلُو سِلاَحِ يُوآبَ وَضَرَبُوا أَبْشَالُومَ وَأَمَاتُوهُ. 16 وَضَرَبَ يُوآبُ بِالْبُوقِ فَرَجَعَ الشَّعْبُ عَنِ اتِّبَاعِ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّ يُوآبَ مَنَعَ الشَّعْبَ. 17 وَأَخَذُوا أَبْشَالُومَ وَطَرَحُوهُ فِي الْوَعْرِ فِي الْجُبِّ الْعَظِيمِ وَأَقَامُوا عَلَيْهِ رُجْمَةً عَظِيمَةً جِدًّا مِنَ الْحِجَارَةِ. وَهَرَبَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ، كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى خَيْمَتِهِ. 18 وَكَانَ أَبْشَالُومُ قَدْ أَخَذَ وَأَقَامَ لِنَفْسِهِ وَهُوَ حَيٌّ النَّصَبَ الَّذِي فِي وَادِي الْمَلِكِ، لأَنَّهُ قَالَ: «لَيْسَ لِيَ ابْنٌ لأَجْلِ تَذْكِيرِ اسْمِي». وَدَعَا النَّصَبَ بِاسْمِهِ، وَهُوَ يُدْعَى «يَدَ أَبْشَالُومَ» إِلَى هَذَا الْيَوْمِ.

العدد 9

ع9:

البطمة: شجرة ضخمة متشابكة الأغصان.

حدث أن التقت مجموعة مقاتلة من جيش داود بأبشالوم وهو راكب على بغله، فما كاد يراهم حتى ارتبك وحاول الفرار بسرعة من أمامهم، فدخل تحت شجرة كبيرة متشابكة الأغصان، فاشتبك وتعلق شعره الطويل بالأغصان بينما واصل البغل سيره تاركًا إياه على هذا الوضع. وبهذا صار أبشالوم معلقًا بشعره في أغصان الشجرة بين السماء والأرض.

العدد 10

ع10:

تحقق أحد رجال داود من شخصية أبشالوم فأسرع ليخبر يوآب قائده الأعلى بأنه رأى أبشالوم معلقًا بالشجرة.

† الشعر الذي كان مصدر فخر واعتزاز لأبشالوم، كان سببًا أيضًا في المصيبة التي حلت به. فلتكن زينتنا ليست هي "الزينة الخارجية بل زينة الروح" (1 بط3: 3).

.

العدد 11

ع11:

سأله يوآب باستنكار لماذا لم يضربه على الفور ويقتله، لو كان قد فعل هذا لأعطاه مكافأة قيِّمة (150 جرام من الفضة وهي قيمة كبيرة في ذلك الزمان) بالإضافة إلى حزام كالذى يمنح لمن أبدي شجاعة في القتال.

العدد 12

ع12:

أظهر الرجل طاعته لملكه داود، فكانت إجابته ليوآب بأنه ولو كانت المكافأة التي ستمنح له مائة مرة قدر ما ذكر، فلن يرضى أن يسئ إلى أبشالوم، وذكَّر يوآب بوصية الملك المشددة لقادته بعدم الإساءة إلى أبشالوم.

العدد 13

ع13:

فعلت بنفسى زورًا: عرضت حياتى للخطر.

لا يخفى على الملك شيء: يظهر قوة وحكمة داود ومساندة الله له.

قال الرجل ليوآب أنه لو تجاسر وقتل أبشالوم لعرض نفسه لعقاب شديد من قبل الملك داود لأنه لابد سيعلم بالأمر، ويوآب نفسه سيشهد حينئذ ضده على أنه هو القاتل.

الأعداد 14-15

ع14 - 15:

قال يوآب للجندى: لن أضيع الوقت في الحديث معك؛ ثم أخذ ثلاثة سهام وسددها إلى قلب أبشالوم الذي مازال حيًا ومعلقًا في الشجرة، وأمر يوآب عشرة من جنوده أن يكملوا قتل أبشالوم، عندئذ أحاط به العشرة من رجال يوآب وضربوه حتى مات. وبهذا تضيع المسئولية في قتل أبشالوم، إذ اشترك في قتله أحد عشر شخصًا منهم رئيس الجيش ويصعب على داود أن يأمر بقتل كل هؤلاء. فقد فعل يوآب هذا حماية لنفسه من غضب داود عند سماعه بموت ابنه. ولم يطع يوآب وصية داود لأنه رأى أن حياة أبشالوم تمثل خطرًا على حياة داود، فإذا ظل حيًا رغم هزيمته، يمكن أن يحاول جمع جيش آخر كما صنع أولًا ويعاود مهاجمة داود.

† كان موت أبشالوم عقابًا من الله على مخالفته وصية إكرام الوالدين، فعلينا ألا نستهين بتلك الوصية التي هي أول وصية بوعد "حتى تطول أيامك على الأرض" (خر20: 12).

العدد 16

ع16:

فور مقتل أبشالوم، ضرب يوآب بالبوق معلنًا انتهاء الحرب، وأمر رجاله بعدم الاستمرار في تتبع رجال أبشالوم.

وداود هنا يرمز للمسيح الذي انتصر على الشيطان في معركة الصليب وقيده، كما انتصر داود على من يعاديه وقتل أبشالوم الذي يرمز للشيطان.

العدد 17

ع17:

كانت النهاية محزنة جدًا، فلم تقام جنازة رسمية لأبشالوم باعتباره أميرًا، ولم يدفن حتى في مقابر أجداده ولا في أورشليم، ولم يحملوه إلى أبيه في محنايم، بل أُلقِىَ جسده في جب عميق في الغابة نفسها التي كانت مسرحًا للقتال، وألقوا عليه الحجارة حتى كونت تلا من الحجارة، وكان ذلك عقابًا من السماء على عصيان الابن.

العدد 18

ع18:

وادى الملك: وادي يقع شرق أورشليم.

كان أبشالوم قد عمل لنفسه نصبًا تذكاريًا في وادي الملك لأنه لم يبقَ له ابن على قيد الحياة، أقامه بغرض حفظ ذكراه بعد موته، وللأسف أصبح النصب لتذكير الناس بعصيانه وشره لا ببره ونقاوة قلبه. فالأهم من إقامة المدافن أن يسكن الإنسان بالبر ليكون له مكان في السماء.

† من أهم ما يجب علينا أن نسعى لنخلفه على الأرض بعد انتقالنا هو الذكرى الطيبة التي سيذكرها لنا الناس الذين عاصرونا، فلنجتهد أن تكون سيرتنا كما هي للصديق، للبركة وليست للعنة.

(3) تبليغ أخبار الحرب لداود (ع19 - 33):

19 وَقَالَ أَخِيمَعَصُ بْنُ صَادُوقَ: «دَعْنِي أَجْرِ فَأُبَشِّرَ الْمَلِكَ، لأَنَّ اللَّهَ قَدِ انْتَقَمَ لَهُ مِنْ أَعْدَائِهِ». 20 فَقَالَ لَهُ يُوآبُ: «مَا أَنْتَ صَاحِبُ بِشَارَةٍ فِي هَذَا الْيَوْمِ. فِي يَوْمٍ آخَرَ تُبَشِّرُ، وَهَذَا الْيَوْمَ لاَ تُبَشِّرُ مِنْ أَجْلِ أَنَّ ابْنَ الْمَلِكِ قَدْ مَاتَ». 21 وَقَالَ يُوآبُ لِكُوشِي: «اذْهَبْ وَأَخْبِرِ الْمَلِكَ بِمَا رَأَيْتَ». فَسَجَدَ كُوشِي لِيُوآبَ وَرَكَضَ. 22 وَعَادَ أَيْضًا أَخِيمَعَصُ بْنُ صَادُوقَ فَقَالَ لِيُوآبَ: «مَهْمَا كَانَ فَدَعْنِي أَجْرِ أَنَا أَيْضًا وَرَاءَ كُوشِي». فَقَالَ يُوآبُ: «لِمَاذَا تَجْرِي أَنْتَ يَا ابْنِي وَلَيْسَ لَكَ بِشَارَةٌ تُجَازَى؟ » 23 قَالَ: «مَهْمَا كَانَ أَجْرِي». فَقَالَ لَهُ: «اجْرِ». فَجَرَى أَخِيمَعَصُ فِي طَرِيقِ الْغَوْرِ وَسَبَقَ كُوشِيَ. 24 وَكَانَ دَاوُدُ جَالِسًا بَيْنَ الْبَابَيْنِ، وَطَلَعَ الرَّقِيبُ إِلَى سَطْحِ الْبَابِ إِلَى السُّورِ وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا بِرَجُلٍ يَجْرِي وَحْدَهُ. 25 فَنَادَى الرَّقِيبُ وَأَخْبَرَ الْمَلِكَ. فَقَالَ الْمَلِكُ: «إِنْ كَانَ وَحْدَهُ فَفِي فَمِهِ بِشَارَةٌ». وَكَانَ يَسْعَى وَيَقْرُبُ. 26 ثُمَّ رَأَى الرَّقِيبُ رَجُلًا آخَرَ يَجْرِي، فَنَادَى الرَّقِيبُ الْبَوَّابَ وَقَالَ: «هُوَذَا رَجُلٌ يَجْرِي وَحْدَهُ». فَقَالَ الْمَلِكُ: « وَهَذَا أَيْضًا مُبَشِّرٌ». 27 وَقَالَ الرَّقِيبُ: «إِنِّي أَرَى جَرْيَ الأَوَّلِ كَجَرْيِ أَخِيمَعَصَ بْنِ صَادُوقَ». فَقَالَ الْمَلِكُ: «هَذَا رَجُلٌ صَالِحٌ وَيَأْتِي بِبِشَارَةٍ صَالِحَةٍ». 28 فَنَادَى أَخِيمَعَصُ وَقَالَ لِلْمَلِكِ: «السَّلاَمُ». وَسَجَدَ لِلْمَلِكِ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ. وَقَالَ: «مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلَهُكَ الَّذِي دَفَعَ الْقَوْمَ الَّذِينَ رَفَعُوا أَيْدِيَهُمْ عَلَى سَيِّدِي الْمَلِكِ». 29 فَقَالَ الْمَلِكُ: «أَسَلاَمٌ لِلْفَتَى أَبْشَالُومَ؟ » فَقَالَ أَخِيمَعَصُ: «قَدْ رَأَيْتُ جُمْهُورًا عَظِيمًا عِنْدَ إِرْسَالِ يُوآبَ عَبْدَ الْمَلِكِ وَعَبْدَكَ، وَلَمْ أَعْلَمْ مَاذَا». 30 فَقَالَ الْمَلِكُ: «دُرْ وَقِفْ هَهُنَا». فَدَارَ وَوَقَفَ. 31 وَإِذَا بِكُوشِي قَدْ أَتَى، وَقَالَ كُوشِي: « لِيُبَشَّرْ سَيِّدِي الْمَلِكُ لأَنَّ الرَّبَّ قَدِ انْتَقَمَ لَكَ الْيَوْمَ مِنْ جَمِيعِ الْقَائِمِينَ عَلَيْكَ». 32 فَقَالَ الْمَلِكُ لِكُوشِي: «أَسَلاَمٌ لِلْفَتَى أَبْشَالُومَ؟ » فَقَالَ كُوشِي: «لِيَكُنْ كَالْفَتَى أَعْدَاءُ سَيِّدِي الْمَلِكِ وَجَمِيعُ الَّذِينَ قَامُوا عَلَيْكَ لِلشَّرِّ». 33 فَانْزَعَجَ الْمَلِكُ وَصَعِدَ إِلَى عِلِّيَّةِ الْبَابِ وَكَانَ يَبْكِي وَيَقُولُ وَهُوَ يَتَمَشَّى: «يَا ابْنِي أَبْشَالُومُ، يَا ابْنِي يَا ابْنِي! أَبْشَالُومُ، يَا لَيْتَنِي مُتُّ عِوَضًا عَنْكَ! يَا أَبْشَالُومُ ابْنِي يَا ابْنِي».

الأعداد 19-20

ع19 - 20:

أراد أخيمعص أن يجرى إلى محنايم ليبشر الملك داود بالنصر الذي تحقق لرجاله وهزيمة أعدائه، ولكن حاول يوآب منعه ناصحًا إياه ألا يذهب لأن ما يظن أنه بشارة للملك سيحزنه جدًا بسبب موت أبشالوم ابنه.

العدد 21

ع21:

كوشي: رجل من كوش أي الحبشة ولعله تسمى باسم بلده.

استدعى يوآب رجلًا كوشيًا من رجاله وأمره أن يذهب ويبلغ الملك بالأخبار، فأطاع وسجد أمام يوآب وجرى ليبلغ داود بما تحقق على أرض القتال.

العدد 22

ع22:

كان أخيمعص سعيدًا جدًا بالنصر الذي تحقق، وقد كان له هو نفسه دور في تحقيق هذا النصر، إذ أنه أبلغ داود من قبل بمشورة أخيتوفل وحوشاى الأركى، وظل على اعتقاده بأن النصر هو بشرى تستحق أن تزف إلى الملك، فألح على يوآب أن يدعه يذهب هو أيضًا وراء الكوشي مهما كانت النتيجة. وحاول يوآب مرة أخرى منعه من الذهاب لأنه لن ينال أيَّة مكافأة.

العدد 23

ع23:

طريق الغور: طريق السهل.

ظل أخيمعص مصرًا على الذهاب إلى داود لإبلاغه بالنصر مهما كانت النتيجة، سواء كوفئ أو لم يكافأ، وأمام إصراره هذا سمح له يوآب، فجرى أخيمعص وكان ذلك بعد أن جرى الكوشي لنفس الغرض بقليل، ولكنه سلك طريقًا آخر غير الذي سلكه الكوشي وهو طريق السهل مما جعله يصل إلى داود قبل وصول الكوشي.

العدد 24

ع24:

البابين: سور مزدوج حول المدينة كل منهما له باب.

الرقيب: شخص مكلف بمراقبة أيَّة تحركات في المنطقة حول المدينة.

كان سور المدينة سورًا مزدوجًا ولكل سور باب، وكان داود يجلس في المنطقة التي بين البابين، وكان الرقيب قد صعد إلى أعلى الباب واتخذ مكانه على سور المدينة ليراقب التحركات القادمة إلى المدينة فرأى رجلًا يجرى نحو المدينة.

العدد 25

ع25:

نادى الرقيب على حارس الباب لكي يخبر الملك بهذا الذي يجرى نحو المدينة، فاطمأن الملك، لأن المعتاد أن الساعى الذي يأتى وحده يحمل غالبًا بشارة مفرحة، أما إذا كانت الأخبار غير سارة يأتي أكثر من شخص في حزن شديد.

العدد 26

ع26:

بعد انقضاء وقت قصير رأى الرقيب شخصًا آخر يجرى بمفرده أيضًا نحو المدينة (هو الكوشي)، فنادى الرقيب على البواب مرة ثانية ليخبر الملك. فقال داود أنه هو الآخر يحمل بشارة خير ما دام آتيًا وحده.

العدد 27

ع27:

باقتراب الرجلين الواحد تلو الآخر، أخذت ملامحهما تتضح، فعرف أن الأول هو أخيمعص، وعلق داود على ذلك بأن أخيمعص هو رجل الأخبار السارة.

العدد 28

ع28:

ما كاد أخيمعص يقترب من باب المدينة، حتى نادى كى يطمئن الملك قائلًا: سلام أي أن كل شيء على ما يرام. ولما وصل إلى الملك سجد أمامه وبارك الرب إله داود الذي أسلم إلى يده المتمردين الذين قاوموه.

العدد 29

ع29:

كان اهتمام داود موجهًا نحو سلامة ابنه فبادر بسؤال أخيمعص هل أبشالوم سالم؟ كان أخيمعص حكيمًا، فبالرغم من علمه بما أصاب أبشالوم، لم يشأ أن يخبر الملك بذلك، بل ادعى أنه حين كلفه يوآب هو والكوشي بالمضى إليه، شهد زحامًا لجمهور كبير ولم يعرف سبب تجمهرهم.

العدد 30

ع30:

أمره الملك بالوقوف في مكانه حتى يصل الساعى الآخر فيستمعون لما يأتي به من أخبار.

العدد 31

ع31:

ما كاد أخيمعص ينتهى من بلاغه إذ بكوشي يصل إلى حيث الملك وصاح مبشرًا: أبشر أيها الملك لأن الرب نصرك اليوم على أعدائك الذين تمردوا عليك.

العدد 32

ع32:

كان الملك ملهوفًا على ابنه، فبادر الكوشي بالسؤال عن سلامته. أجاب الكوشي داعيًا أن يميت الله كل أعداء الملك كما أمات ذلك الفتى وليكن مصيرهم كمصيره.

العدد 33

ع33:

كان واضحًا من كلام الكوشي أن أبشالوم قد قتل في المعركة، فانزعج الملك للخبر وصعد إلى شرفة أعلى الباب، ومن شدة الاضطراب الداخلي الذي انتابه أخذ يتمشى في الشرفة بحزن شديد وهو يصيح قائلًا: يا ابنى أبشالوم... يا ابنى أبشالوم، متمنيًا لو كان هو الذي مات عوضًا عن ابنه.

† إن قلب داود مملوء بالأبوة والرحمة حتى على ابنه الذي يحاول قتله، فبكى عليه بشدة عند موته. ليتك تكون رحيمًا وتسعى لخلاص الخطاة حتى لو كانوا يعادونك ويسيئون إليك.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح التاسع عشر - سفر صموئيل الثاني - مارمرقس مصر الجديدة

الأصحاح السابع عشر - سفر صموئيل الثاني - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير سفر صموئيل الثاني الأصحاح 18
تفاسير سفر صموئيل الثاني الأصحاح 18