الأصحاح الرابع – سفر صموئيل الثاني – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر صموئيل الثاني – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأَصْحَاحُ الرَّابِعُ

مقتل إيشبوشث.

(1) عبيد إيشبوشث يقتلونه (ع1 - 8).

(2) داود يقتل قاتلي إيشبوشث (ع9 - 12).

(1) عبيد إيشبوشث يقتلونه (ع1 - 8):

1 وَلَمَّا سَمِعَ ابْنُ شَاوُلَ أَنَّ أَبْنَيْرَ قَدْ مَاتَ فِي حَبْرُونَ ارْتَخَتْ يَدَاهُ، وَارْتَاعَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ. 2 وَكَانَ لاِبْنِ شَاوُلَ رَجُلاَنِ رَئِيسَا غُزَاةٍ، اسْمُ الْوَاحِدِ بَعْنَةُ وَاسْمُ الآخَرِ رَكَابُ، ابْنَا رِمُّونَ الْبَئِيرُوتِيِّ مِنْ بَنِي بِنْيَامِينَ (لأَنَّ بَئِيرُوتَ حُسِبَتْ لِبِنْيَامِينَ. 3 وَهَرَبَ الْبَئِيرُوتِيُّونَ إِلَى جَتَّايِمَ وَتَغَرَّبُوا هُنَاكَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ). 4 وَكَانَ لِيُونَاثَانَ بْنِ شَاوُلَ ابْنٌ مَضْرُوبُ الرِّجْلَيْنِ، كَانَ ابْنَ خَمْسِ سِنِينٍ عِنْدَ مَجِيءِ خَبَرِ شَاوُلَ وَيُونَاثَانَ مِنْ يَزْرَعِيلَ، فَحَمَلَتْهُ مُرَبِّيَتُهُ وَهَرَبَتْ. وَلَمَّا كَانَتْ مُسْرِعَةً لِتَهْرُبَ وَقَعَ وَصَارَ أَعْرَجَ. وَاسْمُهُ مَفِيبُوشَثُ. 5 وَسَارَ ابْنَا رِمُّونَ الْبَئِيرُوتِيِّ، رَكَابُ وَبَعْنَةُ، وَدَخَلاَ عِنْدَ حَرِّ النَّهَارِ إِلَى بَيْتِ إِيشْبُوشَثَ وَهُوَ نَائِمٌ نَوْمَةَ الظَّهِيرَةِ. 6 فَدَخَلاَ إِلَى وَسَطِ الْبَيْتِ لِيَأْخُذَا حِنْطَةً، وَضَرَبَاهُ فِي بَطْنِهِ. ثُمَّ أَفْلَتَ رَكَابُ وَبَعْنَةُ أَخُوهُ. 7 فَعِنْدَ دُخُولِهِمَا الْبَيْتَ كَانَ هُوَ مُضْطَجِعًا عَلَى سَرِيرِهِ فِي مِخْدَعِ نَوْمِهِ فَضَرَبَاهُ وَقَتَلاَهُ وَقَطَعَا رَأْسَهُ، وَأَخَذَا رَأْسَهُ وَسَارَا فِي طَرِيقِ الْعَرَبَةِ اللَّيْلَ كُلَّهُ. 8 وَأَتَيَا بِرَأْسِ إِيشْبُوشَثَ إِلَى دَاوُدَ إِلَى حَبْرُونَ، وَقَالاَ لِلْمَلِكِ: «هُوَذَا رَأْسُ إِيشْبُوشَثَ بْنِ شَاوُلَ عَدُوِّكَ الَّذِي كَانَ يَطْلُبُ نَفْسَكَ. وَقَدْ أَعْطَى الرَّبُّ لِسَيِّدِي الْمَلِكِ انْتِقَامًا فِي هَذَا الْيَوْمِ مِنْ شَاوُلَ وَمِنْ نَسْلِهِ».

العدد 1

ع1:

ارتخت يداه: شعر بالضعف وفقد السيطرة على الأمور.

كان أبنير هو المتصرف الفعلى في مملكة إسرائيل وليس إيشبوشث الذي كان ملكًا صوريًا فقط، وكان أبنير سياسيًا وقائدًا عسكريًا قويًا. فلما وصلت أنباء موته إلى مملكة إسرائيل، شعر إيشبوشث أن سند المملكة قد ذهب وأحس بضعفه من دونه، وخاف شعب الأسباط التابعة له لأنهم أصبحوا بلا قائد يحميهم وأنهم معرضون للعقاب من داود لأجل تمردهم عليه واتباعهم لإيشبوشث، ولكن كان داود رجلًا حليمًا متسامحًا، فلم يفعل شرًا أو يعاقب الأسباط. ونلاحظ أنه لم يُذكر اسم إيشبوشث في هذه الآية بل يقول الوحى ابن شاول تحقيرًا له ولأنه فقد قوته أي أبنير.

العدد 2

ع2:

رئيسًا غزاة: رؤساء فرق عسكرية.

بئيروت: مدينة في سبط بنيامين وتبعد 15 كم. شمال أورشليم، وكانت في الأصل من مدن الجبعونيين واستولى عليها سبط بنيامين.

من بين رجال الحرب التابعين لإيشبوشث كان هناك رئيسًا لفرق عسكرية اسميهما "بعنة" و "ركاب" وهما ابنان لرجل اسمه رمون من بلدة بئيروت التي كانت لسبط بنيامين.

العدد 3

ع3:

البئيروتيون هم سكان بلدة بئيروت وكانوا خليط من الجبعونيين ومن البنيامينيين. ولما غضب شاول على الجبعونيين (2 صم 21: 1) هرب أهل بئيروت إلى بلدة تسمى "جتايم" فرارًا من اضطهاد شاول لهم. وقد بقوا هناك إلى زمن كتابة هذا السفر.

العدد 4

ع4:

مضروب الرجلين: أعرج.

كان ليوناثان ابن شاول ابن اسمه "مفيبوشث" عمره خمس سنوات حين قُتَل شاول ويوناثان في معركتهم الأخيرة ضد الفلسطينيين في يزرعيل، وقد خافت مربية الطفل من الفلسطينيين أن ينالوا منه، فحملته لتهرب به إلى أي مكان آمن، لكن خلال جريها وقع منها الطفل على الأرض فأصيبت رجلاه وصار أعرجًا حتى نهاية حياته.

ويذكر مفيبوشث هنا لأنه هو وإيشبوشث الباقيان من نسل شاول، وأن مفيبوشث لا يصلح للملك لأجل ضعف رجليه، بالإضافة إلى أن هذا تمهيد لما سيصنعه داود من خير معه فيما بعد (2 صم 9: 1 - 9). أي أنه بقتل إيشبوشث لا يوجد لشاول من يملك على كرسيه.

العدد 5

ع5:

شعر بعنة وركاب بضعف إيشبوشث بعد موت أبنير، ففكرا في مكيدة لقتله وتبشير داود بهذا فينالا مكافأة عظيمة منه، كأن يصيرا قائدين من قادة جيوشه، ونسيا أن داود رجل محب متسامح ويكره الشر وقد قتل من بشره بموت شاول ويوناثان (2 صم 1: 16)، فخطّطا لقتل ملكهما إيشبوشث، وأن يتم ذلك وقت الظهيرة حينما يكون نائمًا وفى الوقت الذي لا يتوقع أحد وقوع إساءة للملك لأنه نهار.

الأعداد 6-7

ع6 - 7:

طريق العربة: السهل المجاور للأردن.

كان هذان الأخوان مكلفين بطحن الحنطة وتوزيعها على الجنود، فكان دخولهما البيت أمرًا معتادًا لا يثير الشكوك، ولما وصلا إلى حيث يرقد الملك وجداه مستغرقًا في نومه فضرباه في بطنه فمات على الفور، ثم قطعا رأسه وخرجا من هناك فارين دون أن يشعر بهما أحد، وسارا بقية النهار وطوال الليل كله في السهل المجاور للأردن قاصدين حبرون.

العدد 8

ع8:

جاء الأخوان إلى داود في حبرون ومعهما الرأس المقطوع، فقدماه إليه قائلين أنه رأس إيشبوشث ابن شاول عدوه الذي كان يطارده كل الأيام محاولًا الظفر به وقتله، فانتقم الله له من شاول ونسله إذ سمح لهما بقتل ابنه الذي كان ينافسه في الملك على شعب إسرائيل. ولكن الله لا يرضى بالغدر والشر الذي صنعاه مع ملكهما، وقد استخدم شرهما لتحقيق إرادته بتملك داود وكان عليهما ألا يسيئا إلى ملكهما، فالله له طرق مختلفة لتنفيذ إرادته.

† لا تصنع الشر إرضاءً للناس أو بحثًا عن مصلحتك، ولا تنسَ أن الله يراقب كل أعمال البشر ويجازيهم عليها. تذكر دائمًا أن الله يراك فتصنع ما يرضيه.

(2) داود يقتل قاتلي إيشبوشث (ع9 - 12):

9 فَأَجَابَ دَاوُدُ رَكَابَ وَبَعْنَةَ أَخَاهُ، ابْنَيْ رِمُّونَ الْبَئِيرُوتِيِّ: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي فَدَى نَفْسِي مِنْ كُلِّ ضِيقٍ 10 إِنَّ الَّذِي أَخْبَرَنِي قَائِلًا: هُوَذَا قَدْ مَاتَ شَاوُلُ وَكَانَ فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ كَمُبَشِّرٍ قَبَضْتُ عَلَيْهِ وَقَتَلْتُهُ فِي صِقْلَغَ. ذَلِكَ أَعْطَيْتُهُ بِشَارَةً. 11 فَكَمْ بِالْحَرِيِّ إِذَا كَانَ رَجُلاَنِ بَاغِيَانِ يَقْتُلاَنِ رَجُلًا صِدِّيقًا فِي بَيْتِهِ عَلَى سَرِيرِهِ! فَالآنَ أَمَا أَطْلُبُ دَمَهُ مِنْ أَيْدِيكُمَا وَأَنْزِعُكُمَا مِنَ الأَرْضِ؟ » 12 وَأَمَرَ دَاوُدُ الْغِلْمَانَ فَقَتَلُوهُمَا، وَقَطَعُوا أَيْدِيَهُمَا وَأَرْجُلَهُمَا وَعَلَّقُوهُمَا عَلَى الْبِرْكَةِ فِي حَبْرُونَ. وَأَمَّا رَأْسُ إِيشْبُوشَثَ فَأَخَذُوهُ وَدَفَنُوهُ فِي قَبْرِ أَبْنَيْرَ فِي حَبْرُونَ.

العدد 9

ع9:

كان رد فعل داود إزاء هذا الحدث على عكس ما توقعه القاتلان "بعنة وركاب"، إذ أعلن داود أن الله الحي هو الذي خلصه من كل الضيقات وليس ذراع بشر كما ظن هذان القاتلان أنهما بقتلهما إيشبوشث يثبتان المُلك لداود.

العدد 10

ع10:

أعطيته بشارة: قتلته مقابل بشارته هذه التي ظن أنه يكافأ عليها خيرًا.

استعاد داود قصة الرجل العماليقى الذي ظن أنه بنقله خبر وفاة شاول إليه أنه يأتي إلى داود ببشارة ستسره كثيرًا، وقد أمر داود بقتله في "صقلغ" (2 صم 1: 15، 16)، فكان قتله هو الجزاء الذي استحقه على ما ظنه بشارة سارة بينما كان وقعها على داود خلاف ذلك تمامًا.

العدد 11

ع11:

أنزعكما من الأرض: أقتلكما.

كانت فعلة الرجل العماليقى أقل جرمًا، إذ كان شاول قد جرح بشدة وعلى وشك الوقوع في أيدي الفلسطينيين، ومع ذلك أعتبره داود مدانًا مستحقًا الموت، فكم بالحرى ما ارتكبه هذان الشخصان من تآمر وغدر باعتدائهما الآثم على إيشبوشث، الذي وصفه داود بمحبته أنه رجل بار، فطعناه وهو نائم في فراشه. وحكم داود بقتلهما كما فعلا بحياة إنسان برئ، فلم يكن من العدل أن يكون جزاؤهما أقل من العماليقى.

† تمتع داود بالنظرة البسيطة التي يرى بها فضائل أعدائه، فيمدح شاول في مرثاته ويصف هنا إيشبوشث بأنه صديق بار. فليتك ترى فضائل من يسئ إليك حتى تحبه وتلتمس العذر له في أخطائه فتحيا بوصية المسيح أي محبة الأعداء.

العدد 12

ع12:

أمر داود جنوده فقتلوا الرجلين لأنه أراد ألا يلوث مملكته بأفعال الغدر، وإعلانًا أن تمّلُكه لا يتم بالخيانة والغدر بل بقوة الله، فقطعوا أيديهم التي قتلت إنسانًا بريئًا وقطعوا أرجلهم التي دخلت مخدع الرجل البرئ لتنفيذ جرمهما، وعلقوا جسديهما في مكان يتردد عليه كثير من الناس وهو بركة حبرون، حتى يرى الجميع عاقبة التعدى والخيانة وبرهانًا لمحبة داود لشاول ونسله وإكرامًا لإيشبوشث لكونه ملك وابن ملك، وقرّر داود دفنه في القبر الذي دفن فيه أبنير من قبل في حبرون عاصمة مملكة داود في ذلك الحين.

† اختلف إيشبوشث وأبنير وتنازعا، ومرت الأيام ودفنا كلاهما في قبر واحد بحبرون. فليتنا نتذكر الموت حتى نعيش في سلام مع من حولنا ونسامح من يخطئ في حقنا لأن الموت سيجمعنا ولا نأخذ شيئًا من هذا العالم.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح الخامس - سفر صموئيل الثاني - مارمرقس مصر الجديدة

الأصحاح الثالث - سفر صموئيل الثاني - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير سفر صموئيل الثاني الأصحاح 4
تفاسير سفر صموئيل الثاني الأصحاح 4