الأَصْحَاحُ الحَادِى عَشَرَ – رسالة بولس الرسول الثانية إلى كورنثوس – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: رسالة بولس الرسول الثانية إلى كورنثوس – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأَصْحَاحُ الحَادِى عَشَرَ

دفاع بولس عن رسوليته وخدمته.

(1) دفاع بولس عن رسوليته (ع 1 - 6):

1لَيْتَكُمْ تَحْتَمِلُونَ غَبَاوَتِى قَلِيلاً! بَلْ أَنْتُمْ مُحْتَمِلِىَّ. 2فَإِنِّى أَغَارُ عَلَيْكُمْ غَيْرَةَ اللهِ، لأَنِّى خَطَبْتُكُمْ لِرَجُلٍ وَاحِدٍ، لأُقَدِّمَ عَذْرَاءَ عَفِيفَةً لِلْمَسِيحِ. 3 وَلَكِنَّنِى أَخَافُ، أَنَّهُ كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا، هَكَذَا تُفْسَدُ أَذْهَانُكُمْ عَنِ الْبَسَاطَةِ الَّتِى فِى الْمَسِيحِ. 4فَإِنَّهُ، إِنْ كَانَ الآتِى يَكْرِزُ بِيَسُوعٍ آخَرَ لَمْ نَكْرِزْ بِهِ، أَوْ كُنْتُمْ تَأْخُذُونَ رُوحًا آخَرَ لَمْ تَأْخُذُوهُ، أَوْ إِنْجِيلاً آخَرَ لَمْ تَقْبَلُوهُ، فَحَسَنًا كُنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ. 5لأَنِّى أَحْسِبُ أَنِّى لَمْ أَنْقُصْ شَيْئًا عَنْ فَائِقِى الرُّسُلِ. 6 وَإِنْ كُنْتُ عَامِّيًّا فِى الْكَلاَمِ فَلَسْتُ فِى الْعِلْمِ، بَلْ نَحْنُ فِى كُلِّ شَىْءٍ، ظَاهِرُونَ لَكُمْ بَيْنَ الْجَمِيعِ.

العدد 1

ع1:

نهى الرسول الرسول أى أحد عن مدح نفسه مثل المعلمين الكذبة المقاومين له، ويعتبر هذا جهل وغباء لأن المدح يكون من الله. ولكن هنا يضطر أن يمدح نفسه ليثبت رسوليته وبالتالى التعاليم التى بشر بها أهل كورنثوس. فلأن الظاهر هو مدح نفسه، قال لهم احتلموا غباوتى. ويمتدحهم أنهم تميزوا أصلا بفضيله الإحتمال، ولأنهم يحبونه فسيحتملونه.

العدد 2

ع2:

أغار عليكم: أحبكم وأرفض أن تنحرفوا فى الشر والتعاليم الخاطئة لتظلوا فى إيمانكم السليم، ومحبتى تجعلنى أتعب إذا رأيتكم مرتبطين بالعالم وليس بالمسيح.

غيرة الله: من أجل مجد الله وليس لغرض شخصى.

خطبتكم: بشرتكم وآمنتم وارتبطتم كعروس مع عريسها السماوى المسيح.

يبين بولس محبته لكنيسة كورنثوس أنه يحزن ويتضايق إذا ابتعدوا عن المسيح، لأنه بتبشيره لهم ربطهم به كعروس فيلزم أن يظلوا فى نقاوة كالعذراء المخطوبة لخطيبها المسيح.

العدد 3

ع3:

يستكمل بولس إظهار مشاعره نحو كنيسة كورنثوس التى يخاف عليها من أن تخذع بأفكار المعلمين الكذبة، كما خدع الشيطان فى شكل الحية أمنا حواء قديما. فيطلب إليهم أن يظلوا فى بساطة الإيمان ويحترسوا من مكر المقاومين الأشرار.

العدد 4

ع4:

يسوع آخر: غير يسوع المسيح ابن العذراء مريم.

روحا آخر: غير الروح القدس.

انجيلا آخر: غير الإنجيل الذى بشر به بولس الذى يعلن أن يسوع المسيح هو الله.

يفترض بولس وجود معلمين يعلمون بيسوع آخر وروح قدس آخر وإنجيل آخر يؤكدون به تعاليمهم ومعجزات تثبته، كل هذا قد يكون خداعا قويا يبعد أهل كورنثوس عن الإيمان فيصير لهم عذر مقبول، ولكن المعلمين الكذبة لم ينادوا بهذا بل يشوشوهم بأفكار غريبة لأجل كبريائهم، فلماذا ينساقون وراءهم؟ كان الأجدر أن يتمسكوا بالتعليم الصحيح الذى بشر به بولس ويرفضوا أفكار المقاومين.

العدد 5

ع5:

فائقى الرسل: الرسل المتقدمين وهم بطرس ويعقوب ويوحنا، الذين خصهم المسيح ببعض المواقف مثل التجلى.

شكك المقاومون فى رسولية بولس، وهو هنا يدافع عنها حتى يثبت أيضا التعاليم التى علمها لهم، فيعلن أنه ليس فقط رسولا لأن المسيح ظهر له وسلمه كل شئ، بل لا يقل عن الرسل المعتبرين أعمدة لأجل أتعابه فى الخدمة والمواهب التى خصه بها الله. وإدخاله الأمم إلى الإيمان لا يقلل من رسوليته كما يتهمه المقاومون بل يثبتها.

العدد 6

ع6:

لعل بعض المقاومين اتهموا بولس بالضعف فى الخطابة باليونانية لأنه لم يتعلم فى المدارس اليونانية المشهورة، مع أنه بالحقيقة يتميز بفصاحته. فيدافع بولس معلنا أنه لو كنتم حكمتم بأنى ضعيف فى الخطابة أى عامى، ولكن فى العلم والمعرفة الروحية لست ضعيفا لأنى تعلمت كل شئ من المسيح رأسا. وقد ظهرت معرفتى هذه من خلال تبشيرى بينكم وفى كل مكان بشرت فيه. ولعل التبشير بالعامية كان ضرورة فى كثير من الأحيان لشرح الحقائق اللاهوتية لبسطاء الناس، وهذا لا يقلل من عمق المتكلم بأية حال.

 دافع عن نفسك لأجل الله وحتى لا تعثر آخرين ولكن لا يكن دفاعك من أجل كرامتك أو تبرير أخطاءك، بل اتضع واعتذر عن أخطاءك فتكون قويا وتكسب محبة من حولك.

(2) خدمة بولس المجانية (ع 7 - 15):

7أَمْ أَخْطَأْتُ خَطِيَّةً إِذْ أَذْلَلْتُ نَفْسِى كَىْ تَرْتَفِعُوا أَنْتُمْ، لأَنِّى بَشَّرْتُكُمْ مَجَّانًا بِإِنْجِيلِ اللهِ؟ 8سَلَبْتُ كَنَائِسَ أُخْرَى، آخِذًا أُجْرَةً لأَجْلِ خِدْمَتِكُمْ، وَإِذْ كُنْتُ حَاضِرًا عِنْدَكُمْ وَاحْتَجْتُ، لَمْ أُثَقِّلْ عَلَى أَحَدٍ. 9لأَنَّ احْتِيَاجِى سَدَّهُ الإِخْوَةُ الَّذِينَ أَتَوْا مِنْ مَكِدُونِيَّةَ. وَفِى كُلِّ شَىْءٍ حَفِظْتُ نَفْسِى غَيْرَ ثَقِيلٍ عَلَيْكُمْ، وَسَأَحْفَظُهَا. 10حَقُّ الْمَسِيحِ فِىَّ. إِنَّ هَذَا الاِفْتِخَارَ لاَ يُسَدُّ عَنِّى فِى أَقَالِيمِ أَخَائِيَةَ. 11لِمَاذَا؟ أَلأَنِّى لاَ أُحِبُّكُمْ؟ اللَّهُ يَعْلَمُ. 12 وَلَكِنْ، مَا أَفْعَلُهُ سَأَفْعَلُهُ، لأَقْطَعَ فُرْصَةَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ فُرْصَةً كَىْ يُوجَدُوا، كَمَا نَحْنُ أَيْضًا فِى مَا يَفْتَخِرُونَ بِهِ. 13لأَنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ هُمْ رُسُلٌ كَذَبَةٌ، فَعَلَةٌ مَاكِرُونَ، مُغَيِّرُونَ شَكْلَهُمْ إِلَى شِبْهِ رُسُلِ الْمَسِيحِ. 14 وَلاَ عَجَبَ، لأَنَّ الشَّيْطَانَ نَفْسَهُ يُغَيِّرُ شَكْلَهُ إِلَى شِبْهِ مَلاَكِ نُورٍ! 15فَلَيْسَ عَظِيمًا إِنْ كَانَ خُدَّامُهُ أَيْضًا يُغَيِّرُونَ شَكْلَهُمْ كَخُدَّامٍ لِلْبِرِّ، الَّذِينَ نِهَايَتُهُمْ تَكُونُ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ.

العدد 7

ع7:

أذللت نفسى: احتملت تدبير نفقات معيشتى بعمل يدى.

ترتفعوا أنتم: ترتبطوا وتنموا فى معرفة الله، غير منشغلين بتدبير نفقاتى أنا ومن معى لعل خدمتى المجانية تشجعكم على الإرتباط بمحبة المسيح.

أعلن بولس حق الرسول فى أن يأخذ نفقات معيشته ممن يخدمهم (اكو9: 6 - 12)، فاعترض المقاومون على رسوليته لأنه لا ينال نفقات معيشته ممن يخدمهم، فرد عليهم بأن من حقه أن يأخذ هذه النفقات ولكنه تنازل عنها حتى لا يعطلهم عن ارتباطهم بالمسيح ومحبته.

الأعداد 8-9

ع8 - 9:

سلبت: قبلت عطايا من كنائس أخرى لأجل خدمتكم، مع أنه كان يمكن أن يدبر المؤمنون فى كورنثوس نفقاته ولكن محبة منه لم يثقل عليهم، فدبر احتياجاته من عمل يديه ومن تبرعات كنائس أخرى.

كنائس أخرى: كنائس مكدونية (ع9) وبالأخص كنيسة فيلبى.

يضيف الرسول فى عدم تثقيله على كنيسة كورنثوس فى تدبير نفقاته، أنه كمَّل احتياجاته من تبرعات كنائس أخرى، وترّفع عن أن يكون ضيفا ثقيلاً على أحد.

العدد 10

ع10:

هذا الإفتخار: الخدمة المجانية فى كورنثوس.

لا يسد: لا يمنعه أحد عنى.

أخائية: المنطقة الجنوبية من اليونان التى عاصمتها كورنثوس.

يؤكد بولس صدق كلامه فى المسيح الذى علمه الصدق، أن افتخاره بأنه خدم مجاناً كنيسة كورنثوس لا يستطيع أحد أعضاء هذه الكنيسة أن يمنعه عنه أو يعاره فيه لأنه واضح أمام الجميع.

العدد 11

ع11:

يتساءل بولس لماذا لم يأخذ من كنيسة كورنثوس نفقاته، هل لأنه لم يحبهم؟.. بالطبع لا. ويؤكد كلامه بأن الله يعلم مقدار محبته لهم.

العدد 12

ع12:

يضيف انه سيستمر يخدم كنيسة كورنثوس مجانا حتى لا يأخذ عليه المقاومون شيئا فى أنه يخدم لأجل الربح المادى. فإذ يهدمون مكانة بولس، يصير لهم مكانة وقوة. وقد يكون تعليم المعلمين الكذبة يؤدونه مجانا ويفتخرون بذلك ولذا يحرص بولس على الخدمة المجانية حتى لا يستخدم هؤلاء المقاومون ذلك سببا فى اتهامه بأنه يريد الربح المادى.

العدد 13

ع13:

يكشف بولس شر المقاومين له فى كورنثوس، فيصفهم بأنهم ليسوا رسلا حقيقيين بل كاذبون وبأنهم ماكرون ويخدعون البسطاء بتعاليمهم الكاذبة. فالمسيح لم يرسلهم بل هم يدعون ذلك.

الأعداد 14-15

ع14 - 15:

يزيد الرسول بفضح المقاومين وكشف تظاهرهم بأنهم مرسلون من المسيح مثلما يفعل رئيسهم وهو الشيطان، الذى يمكن ان يظهر بشكل ملاك نور مع أنه شيطان وسلوكه عكس الملائكة تماما، ولأنهم خدام للشيطان، فليس غريبا أن يقلدوه فى خداع الناس بتظاهرهم أنهم رسل للمسيح، ولكن الله سيجازيهم عن أعمالهم الشريرة بالعذاب الأبدى إن لم يتوبوا.

 قدم محبتك لمن حولك مجانا، ولا تطلب مقابلا ماديا، بل حتى لو قصروا فى تقدير أتعابك أو أساءوا إليك بكلمات توبيخ وإهانه، لا تتخلَ عن محبتك لهم. وإن لم تستطع أن تقدم لهم محبة فعلى الأقل صلِ من أجلهم.

(3) اضطرار بولس لمدح نفسه (ع 16 - 21):

16أَقُولُ أَيْضًا: لاَ يَظُنَّ أَحَدٌ أَنِّى غَبِىٌّ. وَإِلاَّ، فَاقْبَلُونِى وَلَوْ كَغَبِىٍّ، لأَفْتَخـِرَ أَنَا أَيْضًا قَلِيلاً. 17الَّذِى أَتَكَلَّمُ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ بِحَسَبِ الرَّبِّ، بَلْ كَأَنَّهُ فِى غَبَاوَةٍ، فِى جَسَارَةِ الاِفْتِخَارِ هـَذِهِ. 18بِمَا أَنَّ كَثِيرِينَ يَفْتَخِرُونَ حَسَبَ الْجَسَدِ أَفْتَخِرُ أَنَا أَيْضًا. 19فَإِنَّكُمْ بِسُرُورٍ تَحْتَمِلُونَ الأَغْبِيَاءَ، إِذْ أَنْتُمْ عُقَلاَءُ! 20لأَنَّكُمْ تَحْتَمِلُونَ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَسْتَعْبِدُكُمْ! إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْكُلُكُمْ! إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْخُذُكُمْ! إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَرْتَفِعُ! إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَضْرِبُكُمْ عَلَى وُجُوهِكُمْ! 21عَلَى سَبِيلِ الْهَوَانِ أَقُولُ كَيْفَ أَنَّنَا كُنَّا ضُعَفَاءَ. وَلَكِنَّ الَّذِى يَجْتَرِئُ فِيهِ أَحَدٌ، أَقُولُ فِى غَبَاوَةٍ: أَنَا أَيْضًا أَجْتَرِئُ فِيهِ.

العدد 16

ع16:

اضطر بولس ان يمتدح نفسه لإثبات رسوليته، فيقول لأهل كورنثوس لا تظنوا أن هذا غباء منى عندما أمدح نفسى لأنى لا أقصد كرامة خاصة لى، بل لأجل تثبيت إيمانكم أفعل هذا عندما أثبت رسوليتى. وحتى لو ظننتم أن هذا غباء، فاحتملونى واسمعونى كما سمعتم المعلمين الكذبة عندما مدحوا أنفسهم مع أنهم ليسوا رسلا من المسيح.

العدد 17

ع17:

الذى أتكلم به: أى ما دافع به بولس عن رسوليته وبدا فى صورة افتخار.

بحسب الرب: ليس مثل المسيح المتضع الذى لم يمدح نفسه.

كأنه فى غباوة: يبدو أنه جهل وغباوة.

جسارة الإفتخار: الجرأة فى مدح نفسه.

يعلن بولس أن مقاومة المعلمين الكذبة هى التى اضطرته لأن يمدح نفسه لإثبات رسوليته. وليس هذا هو المنهج الذى سلكه المسيح ويطلب من تلاميذه أن يسلكوه، ولكنه حالة خاصة اضطرته لذلك. فيبدو أنه غباء وجرأة بلا داعى، ولكن من يدقق سيعرف أن هذا من أجل تثبيت إيمان كنيسة كورنثوس.

العدد 18

ع18:

كثيرين: المعلمين الكذبة.

حسب الجسد: أى أنهم يهود ومختونين ويلتزمون بالناموس.

السبب فى افتخار بولس هو أن المعلمين الكذبة افتخروا باطلا بأمور جسدية ليجذبوا الناس إلى تعاليمهم الخاطئة. فاضطر بولس أن يفتخر ولكن لسبب سليم وهو تثبيت تعاليم المسيح التى قالها له.

العدد 19

ع19:

يمتدح بولس أهل كورنثوس بأنهم عقلاء واحتملوا غباوة المعلمين الكذبة فى افتخارهم، فليستكملوا احتمالهم بسماع دفاع بولس حتى لو ظنوه كلاما جاهلا. إنها حكمة من بولس أن يجتذبهم لسماعة بمدحهم وباتضاعه إذ وصف نفسه كأنه جاهل، مع أن الحقيقة أن أهل كورنثوس كانوا جهلاء بانسياقهم وراء تعاليم المقاومين وتنازلهم عن تعاليم بولس الذى بشرهم.

العدد 20

ع20:

يستعبدكم: للرسوم الموسوية الموجودة فى شرائع الناموس حينما ألزموهم بها بعد تنصرهم.

يأكلكم: الاستغلال المادى.

يأخذكم: يتسلط عليكم ويأخذكم كفريسة يستغلها.

يرتفع: يتكبر عليكم ويذلكم.

يضربكم على وجوهكم: جميع أنواع الإهانات.

يقول بولس لأهل كورنثوس أنكم احتملتم المعلمين الكذبة، الذين استعبدوكم للعوائد الناموسية واستغلوكم وأهانوكم، فاحتملونى فى مدحى لنفسى.

العدد 21

ع21:

على سبيل الهوان: الإهانات التى احتملها بولس.

كنا ضعفاء: باتضاع يصف بولس نفسه ومن معه أنهم ضعفاء، أو أن المقاومين كانوا يصفونهم بالضعف.

الذى يجترى فيه: مدح المقاومين لأنفسهم.

يعلن بولس أنه احتمل ظهوره بمظهر الضعف والذل لأجل التبشير بإنجيل المسيح، ولكنه الآن مضطر أن يظهر قوته بمدح نفسه ليثبت رسوليته أمام الإدعاءات الباطلة ومدح المعلمين الكذبة لأنفسهم.

 احتمل الإهانات لأجل الله ودافع عن نفسك أيضا لأجله وليس لإظهار كرامتك أو لغيظ فى داخلك وتكبر. أى إفعل ما تريد ولكن لغرض واحد هو تمجيد الله وليس تمجيد نفسك.

(4) أنواع الأتعاب التى احتملها بولس فى خدمته (ع 22 - 33):

22أَهُمْ عِبْرَانِيُّونَ؟ فَأَنَا أَيْضًا. أَهُمْ إِسْرَائِيلِيُّونَ؟ فَأَنَا أَيْضًا. أَهُمْ نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ؟ فَأَنَا أَيْضًا. 23أَهُمْ خُدَّامُ الْمَسِيحِ؟ أَقُولُ كَمُخْتَلِّ الْعَقْلِ: فَأَنَا أَفْضَلُ: فِى الأَتْعَابِ أَكْثَرُ، فِى الضَّرَبَاتِ أَوْفَرُ، فِى السُّجُونِ أَكْثَرُ، فِى الْمِيتَاتِ مِرَارًا كَثِيرَةً، 24مِنَ الْيَهُودِ خَمْسَ مَرَّاتٍ قَبِلْتُ أَرْبَعِينَ جَلْدَةً إِلاَّ وَاحِدَةً، 25ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ضُرِبْتُ بِالْعِصِىِّ، مَرَّةً رُجِمْتُ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ انْكَسَرَتْ بِىَ السَّفِينَةُ، لَيْلاً وَنَهَارًا قَضَّيْتُ فِى الْعُمْقِ، 26بِأَسْفَارٍ مِرَارًا كَثِيرَةً، بِأَخْطَارِ سُيُولٍ، بِأَخْطَارِ لُصُوصٍ، بِأَخْطَارٍ مِنْ جِنْسِى، بِأَخْطَارٍ مِنَ الأُمَمِ، بِأَخْطَارٍ فِى الْمَدِينَةِ، بِأَخْطَارٍ فِى الْبَرِّيَّةِ، بِأَخْطَارٍ فِى الْبَحْرِ، بِأَخْطَارٍ مِنْ إِخْوَةٍ كَذَبَةٍ، 27فِى تَعَبٍ وَكَدٍّ، فِى أَسْهَارٍ مِرَارًا كَثِيرَةً، فِى جُوعٍ وَعَطَشٍ، فِى أَصْوَامٍ مِرَارًا كَثِيرَةً، فِى بَرْدٍ وَعُرْىٍ. 28عَدَا مَا هُوَ دُونَ ذَلِكَ: التَّرَاكُمُ عَلَىَّ كُلَّ يَوْمٍ، الاِهْتِمَامُ بِجَمِيعِ الْكَنَائِسِ. 29مَنْ يَضْعُفُ وَأَنَا لاَ أَضْعُفُ؟ مَنْ يَعْثُرُ وَأَنَا لاَ أَلْتَهِبُ؟ 30إِنْ كَانَ يَجِبُ الاِفْتِخَارُ، فَسَأَفْتَخِرُ بِأُمُورِ ضُعْفِى. 31اَللَّهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِى هُوَ مُبَارَكٌ إِلَى الأَبَدِ، يَعْلَمُ أَنِّى لَسْتُ أَكْذِبُ. 32فِى دِمَشْقَ، وَالِى الْحَارِثِ الْمَلِكِ كَانَ يَحْرُسُ مدِينَةَ الدِّمَشْقِيِّينَ، يُرِيدُ أَنْ يُمْسِكَنِى، 33فَتَدَلَّيْتُ مِنْ طَاقَةٍ فِى زَنْبِيلٍ مِنَ السُّورِ، وَنَجَوْتُ مِنْ يَدَيْهِ.

العدد 22

ع22:

يعلن بولس أنه ليس أقل من المعلمين الكذبة فى أنسابه.

عبرانيون: نسبة إلى "عابر" أحد جدود "إبراهيم" أو إلى إبراهيم الذى عبر نهر الفرات إلى أرض كنعان، فيسمى إبراهيم عبرانى (تك14: 13) ونسله عبرانيون.

إسرائيليون: نسبة إلى إسرائيل الذى هو يعقوب، ومعنى إسرائيل أنه جاهد مع الله وأقتدر (تك32: 28)، أى هم شعب الله الخاص.

نسل إبراهيم: الذى نال المواعيد من الله، فهم ورثة هذه المواعيد وخاصة أن منهم يأتى المسيح المخلص.

العدد 23

ع23:

أنا أفضل: يدعى المعلمون الكذبة أنهم خدام المسيح، أما بولس فهو بالحقيقة خادم لله بالحب والإتضاع، والله أرسله للتبشير فهو ليس مزورا أو مدعيا ولذلك فهو أفضل.

الأتعاب: من أجل الخدمة.

الميتات: تعرضه كثيرا للموت.

فى هذه الآية يظهر بولس ليس فقط مساواته للمعلمين الكذبة فى النسب بل أيضا تميزه عنهم فى الخدمة، سواء فى كثرة أتعابه واحتماله الضرب والجلد والإلقاء فى السجون وأكثر من هذا تعرضه للموت مرارا كثيرة.

الأعداد 24-25

ع24 - 25:

أربعين جلدة إلا واحدة: كانت شريعة موسى تقضى بألا يزيد الجلد عن أربعين، فاعتادوا أن يضربوا 39 لئلا يسقطوا فى خطأ. وكان الكرباج لـه ثلاث شعب فتحسب كل جلدة بثلاثة، أى يضرب 13 مرة.

ضربت بالعصى: غالبا من الرومان.

مرة رجمت: كان ذلك فى لسترة وغاب عن وعيه.

ثلاث مرات انكسرت بى السفينة: لم يذكر هذا فى سفر أعمال الرسل، وذكرت مرة رابعة حدثت بعد كتابة هذه الرسالة حين كان ذاهبا إلى رومية (أع 27: 41).

فى العمق: حين كان متعلقا بأحد ألواح الخشب فى البحر وقضى ساعات طويلة سواء ليلا أو نهارا حتى نجاه الله، وقد حدث هذا فى حالة انكسار السفينة به ثلاث مرات.

يبين بولس بعضا من الأتعاب التى احتملها فى خدمته وتميز بها عن المعلمين الكذبة مثل الجلد والضرب والرجم وانكسار السفينة به وتعلقه بألواحها فى البحر.

العدد 26

ع26:

أسفار: تحمل آلام السفر ومشقاته فى تنقله بين كثير من البلاد مع ملاحظة أن طرق المواصلات كانت بدائية ففيها معاناة كثيرة.

سيول: وهى أمطار غزيرة تنزل على بعض البلاد وقد تودى بحياة الكثيرين الذين تكسحهم فى طريقها.

لصوص: وهم قطاع الطرق الذين يهاجمون المسافرين للاستيلاء على ما عندهم فيتعرض المسافرون للقتل.

جنسى: أى اليهود الذين قاوموه سواء فى أورشليم أو فى بلاد العالم المختلفة التى بشر فيها.

الأمم: الذين بشر بينهم فى العالم كله وهيجوا عليه الكثيرين لقتله.

المدينة: أى المدن التى بشر فيها وقاموا ضده وضربوه وحاولوا قتله.

البرية: وهى الصحارى التى مر بها أثناء رحلاته التبشيرية.

البحر: حيث سافر بحرا بالسفن مرات كثيرة وكانت السفن بدائية فانكسرت أكثر من مرة وكان معرضا للغرق.

إخوة كذبة: المعلمون الكذبة وهم اليهود المتنصرون الذين قاوموا تعاليمه لأنه أظهر أن العوائد الموسوية كانت رمزا للمسيحية، فلا داعٍ للتمسك بمعظمها.

بيَّن الرسول بعض المعاناة التى قابلها فى خدمته وعرضته للموت، فهذا يدل على محبته لله واستحقاقه أن يدعى رسولا وخادما لأهل كورنثوس أكثر من المعلمين الكذبة.

العدد 27

ع27:

أسهار: سهر بولس وهو يعظ ويعلم وكذا فى عمل اليدين ليدبر نفقات معيشته.

جوع وعطش: احتمل أثناء تبشيره الفقر الشديد أحيانا إذ لم يكن يجد قوته الضرورى.

أصوام: التى كان يصومها ويقرنها بالصلوات من أجل خدمته، سواء الأصوام التى قررها الرسل للكنيسة كلها أو أصوام إضافية من أجل طلب معونة الله.

برد وعرى: لأنه تعرض للفقر الشديد، فلم يجد ما يكسوه ويدفئه أثناء تبشيره فى البلاد الباردة الجو.

يستكمل الرسول المتاعب التى تحملها فى خدمته فيبين مثابرته فى احتمال أتعاب الخدمة والفقر واحتياجه للقوت والكساء الضرورى، بالإضافة للأصوام ليتحنن الله عليه.

العدد 28

ع28:

يذكر بولس أن ما سبق ذكره هو بعض الآلام وتوجد أتعاب أخرى كثيرة أقل من هذه الآلام مثل اهتمامه برعاية الكنائس التى بشر فيها وكذلك تدبير الخدمة ومتابعتها.

العدد 29

ع29:

يضعف: يتعب جسديا أو يتأثر روحيا.

لا أضعف: أشفق عليه وأتأثر لضعفه، أى يتحرك قلبى نحوه.

يعثر: ينصرف عن الإيمان.

لا ألتهب: أى يمتلئ قلبى حماسا وغيره لإنقاذه ومساندته.

يوضح بولس أن كل الأتعاب المذكورة السابقة كان يجتاز فيها ليس فقط كآلام جسدية، بل يتأثر نفسيا من أجل خطايا وسقطات وانحراف الكثيرين من المؤمنين عن الله، فيتحمس لوعظهم وإظهار محبته لهم حتى يعيدهم إلى الكنيسة.

العدد 30

ع30:

افتخر المعلمون الكذبة بعلمهم وفصاحتهم وأنسابهم، أما بولس فافتخر بأتعابه وما احتمله من أجل المسيح إذ هو دليل محبته؛ وهذا يؤكد أنه خادم حقيقى.

العدد 31

ع31:

يستشهد بولس على صدق كلامه السابق بالله نفسه حتى يثقوا فيما يقوله لهم.

الأعداد 32-33

ع32 - 33:

دمشق: مدينة قديمة معروفة فى سوريا.

والى: حاكم المدينة.

الحارث: لقب لملوك العرب وسوريا مثل فرعون لملوك مصر.

يحرث مدينة الدمشقيين: يراقب الأبواب حتى يقبض على بولس إذ حاول الهرب، لأن اليهود هيجوه عليه.

طاقة: نافذه فى بيت ملاصق للسور.

زنبيل: سلة كبيرة أى مقطف كبير.

يبدو أن هذه الحادثة كانت خطيرة وكان موت بولس خلالها شبه مؤكد، لذا ذكرها منفردة وبيّن حماية الله لـه، إذ استطاع أن يهرب من المدينة بينما عساكر الوالى يحاولون القبض عليه. وخرج متدليا فى سلة وأخذ يمشى وحده فى البرية حتى وصل إلى مدينة أخرى.

 أنظر إلى محبة المسيح وما احتمله على الصليب من أجلك حتى تتحرك فى بذل لأجل كل من حولك وتخدم بكل طاقتك واثقا من مساندة الله ورعايته لك.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

تفاسير رسالة بولس الرسول الثانية إلى كورنثوس - الأَصْحَاحُ الحَادِى عَشَرَ
تفاسير رسالة بولس الرسول الثانية إلى كورنثوس - الأَصْحَاحُ الحَادِى عَشَرَ