الفصل التاسع عشر سرّ الإفخارستيا

هذا الفصل هو جزء من كتاب: كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ3 – الكنيسة ملكوت الله على الأرض – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى.

الفصل التاسع عشر

سرّ الإفخارستيا

1 - ما هو سرّ الشركة فى الإفخارستيا؟

هو سر اتحادنا نحن المؤمنين مع المخلّص بتناولنا جسده ودمه المبذولين، فيتقدس كل كياننا حتى جسدنا لينعم بالمجد الأبدى.

2 - هل الإفخارستيا عمل ذبيحى؟

أولاً: عرفت الكنيسة العمل الذبيحى منذ العصر الرسولى، إذ يقول الرسول: "لنا مذبح لا سلطان للذين يخدمون الخيمة أن يأكلوا منه" (عب13: 10)، كما تحدث الرسول فى سفر العبرانيين (أصحاح10) عن ذبائح العهد القديم كرموز تحققت فى الكفارة والإفخارستيا. وأشار أيضاً إلى الإفخارستيا كذبيحة عندما قارن مائدة الرب بمائدة الشياطين (1كو10: 20 - 21).

ثانياً: يشير كاتب الديداكية ([585]) حوالى سنة 100م إلى الإفخارستيا كذبيحة طاهرة. هذا ما أكده آباء الكنيسة ([586]) مثل القديسين أغناطيوس ويوستين وايرينيؤس وكيرلس الأورشليمى وكبريانوس وأغسطينوس.

ثالثاً: استخدمت الكنيسة الأولى الكلمتين اليونانيتين: "زوسيا أى ذبيحة". "بروسفورا أى تقدمة"، فى الحديث عن الإفخارستيا. ودعا القديس أغناطيوس اجتماع الكنيسة الإفخارستى "سوزستيرون" أى موضع الذبيحة ([587]). وأعلن القديس إكليمنضس الرومانى أن عمل الأسقف هو تقديم "بروسفيتيريا" أى القرابين ([588]).

رابعاً: عرف الآباء ([589]) كلمة ترابيزة Τράπεζα أى مائدة أنها مذبح. هذا لا ينزع عن الإفخارستيا العمل الذبيحى، وإنما يصبغ عليه فهماً جديداً. ففى العهد القديم كانت الذبائح حيوانية يقودها الناس إلى المذبح لكى تُذبح بغير إرادتها وبغير مشاعر! أما على مذبحنا فالذبيح عليه بإرادته المملوءة حباً، يهبنا الحياة. فهو ليس بالذبيحة فحسب إنما هو أيضاً الكاهن الخفى واهب الحياة، الوسيط بين أبيه السماوى والناس خلال عمله الذبيحى. يقول القديس أغسطينوس: [إنها الذبيحة الجامعة، يقدمها الكاهن الأعظم لله. هذا الذى قدم نفسه للآلام من أجلنا لكى يجعل منا جسداً لرأس عظيم كهذا. هذه هى ذبيحة المسيحيين. حيث يصير الكل فى المسيح يسوع جسداً واحداً فريداً! هذا ما تقدمه الكنيسة خلال سر المذبح! فانها وهى ترفع القرابين لله تقدم نفسه قرباناً له! ([590])] كما يقول: [أليس المذبح أيضاً سماوياً؟! كيف؟ ليس عليه شئ جسدانى، بل الكل روحى يصير ذبيحة. والذبيحة لا تتحول إلى رماد ودخان... بل ما عليه هو بهى وسامِ... الكنيسة سماوية، بل ما هو إلا سماء!].

يقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [مهوبة حقاً هى أسرار الكنيسة! مهوب حقاً هو المذبح! لقد خرج من الفردوس ينبوع يبعث أنهار مادية، أما هذه المائدة فأخرجت ينبوعاً يبعث أنهاراً روحية، لا يُزرع على جوانبها شجر الصفصاف غير المثمر، بل تُزرع أشجار تصل إلى السماء، وتحمل ثمراً دائماً لا يفسد. إن كان أحد لفحه الحر، فليقترب من الينبوع، فتبرد حروقه، وينطفئ ظمأه، ويحمل راحة عوض الحروق التى سببتها السهام النارية لا الشمس. فإن بدايته فى الأعالى ومصدره هناك، ومن السماء تفيض مياهه. كثيرة هى مجارى هذا الينبوع الذى يرسله المعزى. الابن هو الشفيع، لا يمسك فأساً ليمهد لنا الطريق، إنما يفتح أذهاننا. هذا الينبوع هو نور يبعث أشعة الحق، تقف بجواره القوات السمائية فى الأعالى تتطلع إلى جمال مجاريه، إذ هم قادرون بالأكثر على إدراك قوة الأمور الموضوعة عليه والبهاء الذى لا يُقترب منه. من يشترك فى هذا الدم يقف مع الملائكة ورؤساء الملائكة والقوات العلوية، ملتحفاً بثوب المسيح الملوكى، له أسلحة الروح، لا بل يلتحف بالملك نفسه "([591])]. ويقول [كثيرون يقولون الآن: إنى أرغب فى رؤية هيئته وملابسه ونعاله. آه! ها أنت تراه وتلمسه وتتناوله! حقاً أنت تريد ملابسه، وها هو يُعطى لك ذاته، لا لكى تراه فحسب، بل تلمسه وتتناوله وتقبله فى داخلك ([592])].

[عندما ترى المائدة معدة قدامك قل لنفسك: من أجل جسده لا أعود أكون تراباً ورماداً، ولا أكون سجيناً بل حراً! من أجل هذا (الجسد) أترجى السماء، وأتقبل الخيرات السماوية، والحياة الخالدة، ونصيب الملائكة، والمناجاة مع المسيح! سُمر هذا الجسد بالمسامير وجُلد، ولا يعود يقدر عليه الموت! إنه الجسد الذى لُطخ بالدماء وطعن، ومنه خرج الينبوعان المخلصان للعالم: ينبوع الدم وينبوع الماء! ([593])].

[عندما ترى الرب ذبيحاً، وموضوعاً على المذبح، والكاهن يقف مصلياً على الذبيحة، وكل المصلين قد اصطبغوا بالدم الثمين، هل تستطيع أن تقول إنك لا تزال بين الناس، وأنك واقف على الأرض؟!... ألست على العكس قد عبرت مباشرة إلى السماء؟! ([594])].

[مادمنا قد صرنا سمائيين، وحصلنا على ذبيحة كهذه، فلنخف! يليق بنا ألا نستمر فى زحفنا على الأرض، فإن من يريد منا ألا يكون بعد على الأرض يستطيع من الان ذلك... إذ نقترب من الله، نصير فى السماء، بل ماذا أريد من السماء إن كنت أرى باب السماء وصرت أنا نفسى سماءً؟!] [إنه يدعونا إلى السماء، يدعونا إلى مائدة الملك العظيم والعجيب، فهل نتردد بدلاً من أن نسرع إليها ونجرى نحوها؟! أى عذر لنا؟ فإننا لا نقدر أن نلوم ضعفنا ونشتكى طبيعتنا، بل بالأحرى إهمالنا وحده هو سرّ عدم استحقاقنا ([595])].

3 - لماذا يُعتبر سر الإفخارستيا عصب العبادة المسيحية؟

فى سرّ الإفخارستيا ينطلق المؤمن مع أصدقائه السمائيين إلى الجلجثة، فيرى عريس نفسه السماوى يقدم له دمه مهراً. فيذكر المؤمن موت عريسه المحيىّ وقيامته، لا بالفكر والكلمات فحسب، وإنما بتناول جسده ودمه المبذولين من أجله، سر حياته ونموه الدائم.

فى سر الإفخارستيا يقدم لنا الروح القدس جسد الرب المصلوب القائم من الأموات ودمه الكريم، لكى نثبت فيه وهو فينا. به يصير لنا حق الدخول إلى العرش الإلهى، حاملين بر المسيح، كأعضاء فى جسده. يقول السيد المسيح: "لأن جسدى مأكل حق ودمى مشرب حق، من يأكل جسدى ويشرب دمى يثبت فىَّ وأنا فيه... فمن يأكلنى فهو يحيا بى" (يو6: 55 - 57).

فى الذبيحة المقدسة تختفى الكنيسة، فتظهر حاملة قداسة المسيح وبره. تصير عروساً بلا عيب (نش4: 7) للعريس القدوس. يقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [بهذه العطية تتزين نفوسنا وتتجمل ([596])].

ويقول [به تتطهر النفس وتتجمل وتلتهب ([597])].

كما يقول: هذه المائدة هى عضد نفوسنا، ورباط ذهننا، وأساس رجائنا، وخلاصناً ونورنا وحياتنا... عندما ترى المائدة مُعدة قدامك، قل لنفسك: من أجل جسده لا أعود أكون تراباً ورماداً، ولا أكون سجيناً بل حراً. من أجل هذا الجسد أترجى السماء وأتقبل الخيرات السماوية والحياة الخالدة ويكون لى نصيب الملائكة واناجى المسيح ([598])].

[هذا الينبوع هو نور يبعث أشعة الحق، تقف بجواره القوات السمائية فى الأعالى، تتطلع إلى جمال مجاريه... من يشترك فى هذا الدم يقف مع الملائكة ورؤساء الملائكة والقوات العلوية، ملتحفاً بثوب المسيح الملوكى، له أسلحة الروح، لا بل يلتحف بالملك نفسه ([599])].

4 - هل يمكن التناول كل أسبوع؟

يعتذر البعض عن التناول أسبوعاً لسببين: الأول شعور الشخص أنه غير مستعد للتناول. فى الواقع أن الاستعداد للتناول هو الشعور بعدم الاستحقاق مع الطلب الجاد لعمل نعمة الله خلال التوبة والصلاة. أما السبب الثانى فهو أن يخشى الإنسان أن يتحول التناول إلى عادة يمارسه فى حرفية. ويُرد على ذلك أن التناول دواء الحياة، فمن يشعر بحاجته للدواء لا يتوقف عن التناول مع الصلاة ودراسة الكتاب المقدس والجهاد فى ممارسة الوصايا الإلهية. هذا ينزع عنا الحرفية ويلهب قلوبنا بالحب الإلهى ومحبة الإخوة.

5 - هل يجوز للشخص أن يتناول جسد الرب ودمه كل يوم؟

يتحدث القديس باسيليوس عن إقامة القداس الإلهى يومياً، قائلاً: [إنه لأمر صالح ونافع أن يتناول الإنسان كل يوم، ويشترك فى جسد المسيح ودمه المقدسين، لأن المسيح نفسه قال بوضوح: "من يأكل جسدى ويشرب دمى فله حياة أبدية" (يو6: 54)... أما عن نفسى، فإنى بالحقيقة أتناول أربع مرات فى الأسبوع فى يوم الرب والأربعاء والجمعة والسبت، وفى الأيام الأخرى إن كنا نحتفل فيها بعيد أى قديس ([600]).

كما يقول: [إن التناول حتى اليومى لجسد المسيح ودمه، هو أمر جميل ونافع، لأن السيد يُعلن بوضوح: "إن لم تأكلوا جسد ابن البشر وتشربوا دمه، فلا حياة لكم فى أنفسكم ([601])"].

ويقول القديس أغسطينوس: بخلال هذه الأيام يقوتكم المعلمون، يقوتكم المسيح يومياً، ومائدته مُعدة أمامكم على الدوام. لماذا أيها السامعون ترون المائدة ولا تقتربون إلى الوليمة؟ ([602])].

6 - لماذا نؤمن بالذبيحة الواحدة التى تقدم على مذابح متعددة؟

إنها ليست ذبيحة أخرى كما كان رئيس الكهنة يفعل، إنما نقدم على الدوام ذات الذبيحة، أو بالأحرى نتمم تذكار (أنامنسيس) الذبيحة. نؤمن بالمذبح الواحد، بالرغم من تعدده لأن جميعها هى القبر المقدس الواحد لجسد المسيح الواحد. يقول القديس يوحنا الذهبى الفم [ألا تقدم الذبيحة يومياً؟ نعم نقدمها... لكن هذا "أنامنسيس" (ذكرى) لموته، وهى ذبيحة وحيدة غير متكررة... الأنامنسيس هو علامة موته، فإن ما نقدمه هو ذات الذبيحة، فلا تُقدم اليوم ذبيحة وغداً أخرى مغايرة. واحد هو المسيح فى كل مكان، كامل فى كل موضع، جسد واحد، فالذبيحة واحدة فى كل موضع. هذه هى الذبيحة التى لا نزال إلى اليوم نقربها. هذا ما نعنيه ب "أنامنسيس" للذبيحة ([603])].

7 - لماذا تُخلط الأباركة بماء فى الكأس؟

لأنه عندما طُعن السيد فى جنبه خرج دم وماء. هذا ويرى القديس أغسطينوس أن مزج الدم الإفخارستى بالماء يشير إلى أن الماء يرمز للبشر الذين يدخلون فى شركة مع آلام المسيح.

8 - كيف نستعد للتناول من جسد الرب ودمه؟

بفحص ضمير الإنسان أمام الله وتطهيره بالتوبة. يقول الرسول: "إذا أى من أكل هذا الخبز أو شرب كأس الرب بدون استحقاق يكون مجرماً فى جسد الرب ودمه. ولكن ليمتحن الإنسان نفسه وهكذا يأكل من الخبز ويشرب من الكأس. لأن الذى يأكل ويشرب بدون استحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب" (1كو11: 27 - 29).

9 - ما هى فاعلية التناول من جسد الرب ودمه؟

بالتناول من جسد الرب ودمه يلتصق المؤمن بالسيد المسيح ويثبت فيه، وبه يصير شريكاً فى الحياة الأبدية. يقول السيد المسيح: "الحق الحق أقول لكم إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم. من يأكل جسدى ويشرب دمى فله حياة أبدية وأنا أقيمه فى اليوم الأخير، لأن جسدى مأكل حق، ودمى مشرب حق. من يأكل جسدى ويشرب دمى يثتب فىّ وأنا فيه" (يو6: 53 - 56).

10 - ما هى مشاعرنا ونحن نشترك فى القداس الإلهى؟

أ. نطلب أن يهبنا الرب روح مخافة الرب، فندرك أننا فى السماء امام عرش الله المهوب.

ب. أثناء القراءات الكنسية نحسب أنفسنا أننا فى وسط الجموع حيث يتكلم السيد السميح نفسه معنا.

ج. فى اختيار الحمل نتطلع إلى الثالوث، الآب أرسل ابنه إلينا، والابن يُسر أن يقدم نفسه ذبيحة لأجل خلاصنا، والروح القدس يود أن يقودنا فى المسيح يسوع ويرفعنا كما إلى السماء.

د. وفى صلوات التقديس نحسب أنفسنا فى العلية حيث كان السيد المسيح يقدس، ويهبنا جسده ودمه.

ﮪ. وفى أثناء التوزيع نشعر أن يد المسيح تمتد لتهبنا جسده ودمه.

و. بعد التناول نحسب أننا أمام عرش الله نسبحه ونمجده مع الطغمات السماوية.

ز. عند الانصراف تنشغل بالحديث مع المخلّص الذى يقيمنا معه، ونود الالتصاق بنا كما اشتهيت مريم المجدلية عندما تحدث معها واكتشفت أنه ليس البستانى كما كانت تظن بل هو الرب.

11 - هل تبقى الكنيسة تمارس القداس الإلهى حتى يوم مجيئه؟

يقول الرسول: "فإنكم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخبرون بموت الرب إلى أن يجئ" (1كو11: 26). بقوله: "تخبرون بموت الرب إلى أن يجئ"، يكشف الرسول عن الفكر الإنقضائى فى حياة الكنيسة. فعمل الكنيسة الرئيسى هو شركة السيد المسيح فى موته وترقبها المستمر لمجيئه الأخير لتشاركه مجده وتراه وجهاً لوجه. نتمتع به هنا بتناولنا جسده ودمه، أما عند مجيئه فيحملنا إلى حضن أبيه، ونوجد شركاء مع المسيح فى مجده، فنحقق مسرته ومسرة أبيه والروح القدس.

يقول القديس أمبروسيوس: [كلما قبلناه (بالتناول) نعلن موت الرب. بالموت نعلن غفران الخطايا. إن كان سفك الدم من أجل غفران الخطايا، فيليق بى دائماً أن أقبله لكى يغفر دوماً خطاياى].

[أنا الخاطى على الدوام أحتاج دوماً إلى علاج ([604])].

12 - ما هو ارتباط مائدة الإفخارستيا بمائدة التعليم؟

فى الميمر ال59 عن الأسرار المقدسة يربط مار يعقوب السروجى بني التمتع بمائدة التعليم ومائدة الإفخارستيا، فمن يتناول من إحداهما لا يكف عن التناول من الأخرى، إذ يقول: [أيها المتميزون هلموا نتلذذ اليوم من التعليم، لأن طعمه أحلى من شهد العسل. هلموا واسمنوا من المائدة المملوءة حياة، لأنه لا فساد فى أطعمتها لمن يستحقها].

13 - ما هو دور هذه الوليمة فى حياة من يتناول منها؟

أولاً - الانفتاح على البشرية: إذ يتمتع المؤمن بهذه الوليمة يشتاق بدوره أن يدعو الشعوب إليها. يقول مار يعقوب السروجى: خرجت (عروس الملك) إلى طرقات العالم لتجمع جميع الشعوب لتسعدهم... قامت فى رؤوس الأسواق وزوايا الأرض لتدعو إليها المحافل والجموع إلى الوليمة ([605])].

كما يقول: [من كان يقدر أن يذبح الابن قدام أبيه، لو لم يذبح هو نفسه بيديه قبل الآمه؟ ربنا هو الحبر الأعظم، والذبيحة الكاملة، ولهذا ذبح نفسه قدام أبيه... إنه ميت، وإذ هو ميت كان حياً ولا يُعقب، وهو الكاهن والمحرقة وبحثه يفوق المجادلين. عرّفهم كيف يشربون كأس دمه، ويسقون منه الشعوب والعالم والبلدان... ختم بدمه العهد الجديد الذى صنعه ليكون لغفران الذنوب للعالم بأسره ([606])].

ثانياً - الاهتمام بالفقراء: يقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [كثيرون يقتربون مع الفقراء إلى هذه المائدة المقدسة، ولكن عندما نخرج نبدو كأننا لم ننظرهم، بل نكون سكرى ونحتقر الفقراء، الأمور التى أتهم بها أهل كورنثوس ([607])].

ثالثاً - السلوك بروح الوحدة والحب: يقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [ماذا يصير إليه الذين يشتركون فيه؟ جسد المسيح، وليس أجساداً كثيرة، بل جسد واحد (أف5: 30). فكما أن الخبز يتكون من قمح كثير ويصير واحداً، فلا يعود يظهر القمح وإن كان بالحق موجوداً، لكن لا يظهر الاختلاف بسبب الاتحاد معاً، هكذا نحن نرتبط معاً الواحد مع الآخر ومع المسيح... لذلك يقول: "لأننا جميعاً نشترك فى الخبز الواحد" (1كو10: 17)... فلماذا لا نُظهر ذات الحب ونصير بهذا واحداً؟ ([608])].

يقول القديس أغسطينوس: [بالخبز تتعلمون كيف يجب أن تعتزوا بالوحدة. هل هذا الخبز مصنوع من القمح؟ أليس كذلك؟ بالأحرى من قمح كثير؟ على أى الأحوال، قبل أن يصير خبزاً كان هذا القمح مبعثراً. لقد انضم إلى بعضه البعض فى الماء بعد أن طُحن. فإنه ما لم يُطحن القمح ويُعجن بالماء لن يصل إلى ذاك الشكل الذى يُدعى خبزاً. هكذا أنتم أيضاً كنتم قبلاً تُطحنون كما بمذلة أصوامكم وسرّ جحد الشيطان. عندئذ جئتم إلى معمودية الماء. لقد عجنتم حتى تبلغون شكل الخبز. ولكن بدون النار لن يوجد خبز ([609])].

رابعاً - عدم الاشتراك فى موائد الأشرار: يقول الذهبى الفم: [لا تجرى نحو الأمور المضادة. فإنك إن كنت ابن الملك ولك الاشتراك فى مائدة أبيك... فهل تترك وتختار مائدة المُدانين؟... بكل غيرة يسحبك ليس لكيلا تؤذيك مائدتهم، وإنما لأن فى هذا يعيب مائدتك الملوكية المكرمة ([610])].

خامساً - السلوك بروح القوة: يقول الذهبى الفم: [ليتنا نعود من تلك المائدة كأسود تتنفس ناراً ترعب الشيطان، مفكرين فى رأسنا وفى حبه الذى أظهره لنا... (يقول الرب) أردتُ أن أصير أخاكم، ومن أجلكم شاركتكم فى اللحم والدم، وأعود فأعطيكم الجسد والدم لكى بذلك أصير قريبكم. هذا الدم يجعل صورة ملكنا متجددة فينا، تبعث جمالاً لا يُنطق به، ولا تدع سمو نفوسنا أن يُنزع منا، بل ترويه دائماً وتنعشه... هذا الدم السرى إن تناولناه بحق يطرد الشياطين، ويجعلهم بعيدين عنا، بينما يدعو الملائكة ورب الملائكة إلينا. فحالما يرون دم الرب تهرب الشياطين وتركض الملائكة معاً... ُسفك هذا الدم وجعل السماء سهلة المنال ([611])].

يقول الشهيد كبريانوس: [الإفخارستيا هى حصن لمن يتناولها. إننا فى احتياج إليها لكى نتسلح بحماية فيض الرب، الأمر الذى نرغب فيه ليجعلنا فى أمان من الخصم].

ويقول القديس أفرآم السريانى: [لم يستطع الملاك أن يلمس الجمرة النارية بأصابعه، إنما أحضرها قريباً من فم إشعياء. لم يمسكها الملاك، ولم يلتهمها إشعياء، أما ربنا فسمح لنا أن نفعل هذا وذاك].

سادساً - صدور أنهار مياه حية: يقول الذهبى الفم: [بالحق مهوبة هى أسرار الكنيسة، مهوب بالحق هو المذبح. يصعد ينبوع من الفردوس... من هذه المائدة يصدر ينبوع يبعث أنهاراً روحية ([612])].

سابعاً - احتضان مخلصنا: يقول الذهبى الفم: [لكى يتناولوه أيضاً، ويحتضنوه فى كمال قلوبهم ([613])].

ثامناً - بلوغ ملكوت السماء: يقول الذهبى الفم: [يكون للذين يشتركون فى (جسد الرب ودمه) رزانة النفس، وغفران الخطايا، وشركة الروح، وبلوغ ملكوت السماء، والدالة لديه، وليس للحكم والدينونة ([614])].

تاسعاً - الشركة فى التسبيح مع السمائيين: يقول الذهبى الفم: [كأن الإنسان قد أخذ إلى السماء عينها، يقف بجوار عرش المجد، يطير مع السيرافيم، ويترنم بالتسبحة المقدسة ([615])].

عاشراً - تحويل القلب إلى بيت لحم: يقول القديس أمبروسيوس: [كل نفس تتقبل الخبز النازل من السماء هى بيت الخبز، خبز المسيح، إذ تقتات ويتقوى قلبها بمؤنة الخبز السماوى الساكن فيها. لهذا يقول بولس: "نحن خبز واحد". كل نفس أمينة هى بيت لحم، كما انها تُدعى أورشليم، إذ يحل بها سلام أورشليم العليا وهدوءها التى هى السماء. هذا هو الخبز الحقيقى الذى بعد أن يُكسر إلى قطع يشبع كل البشرية ([616])].

حادى عشر - تحدى الفساد والموت: يقول القديس كيرلس الكبير: [أشبع طعام المن حاجة الجسد زماناً يسيراً جداً، أبعد ألم الجوع، لكنه صار بعدها بلا قوة، ولم يهب الذين أكلوه حياة أبدية. إذن لم يكن ذاك هو الطعام الحقيقى والخبز النازل من السماء. أما ا لجسد المقدس الذى للمسيح الذى يقوت إلى حياة الخلود والحياة الأبدية فهو بالحقيقة الطعام الحقيقى. لقد شربوا ماءً من صخرة أيضاً... وما المنفعة التى عادت على الذين شربوا لأنهم قد ماتوا (1كو10: 3 - 6). لم يكن ذاك الشراب أيضاً شراباً حقيقياً، بل الشراب الحق فى الواقع هو دم المسيح الثمين، الذى يستأصل الفساد كله من جذوره، ويزيح الموت الذى سكن فى جسم الإنسان].

يُعلق القدّيس كيرلس الكبير على العشاء الأخير، قائلاً: [بأية وسيلة يمكن للإنسان الذى على الأرض وقد التحف بالمائت أن يعود إلى عدم الفساد؟ أجيب أن هذا الجسد المائت يجب أن يشترك فى قوة واهب الحياة النازلة من الله. أما قوة واهب الحياة التى لله الآب فهى الابن الوحيد الكلمة، الذى أرسله إلينا مخلّصاً وفادياً. كيف أرسله إلينا؟ يخبرنا يوحنا الإنجيلى بكل وضوح: "والكلمة صار جسداً وحل بيننا" (يو1: 14)... عندما نأكل جسد المسيح المقدّس، مخلّصنا جميعاً، ونشرب دمه الكريم ننال الحياة فينا، إذ نكون كما لو أننا واحد معه، نسكن فيه وهو يملك أيضاً فينا... لا تشك فإن هذا حق مادام يقول بنفسه بوضوح: "هذا هو جسدى، هذا هو دمي (مت26: 26، 28)، بل تقبل كلمة المخلّص بإيمان، إذ هو الحق الذى لا يقدر أن يكذب ([617])].

كتب فى إحدى رسائله إلى نسطور: [لكى نعلن موت ابن الله الوحيد الجنس حسب الجسد الذى هو يسوع المسيح ونعترف بقيامته من الموت وصعوده إلى السماوات نقوم بالاحتفال بالذبيحة غير الدموية فى كنائسنا. وبهذا نقترب من بركات روحانية مسيحية بل ونتطهر بالاشتراك فى الجسد المقدس والدم الكريم اللذين للمسيح مخلص جميعنا. نحن نتناوله ليس مثل أى جسد (لأن الله يحرم مثل هذا) ولا مثل جسد إنسان مقدس يصاحب الكلمة (اللوغوس)... لكنه جسد حقيقى للكلمة نفسه وبالحقيقة هو يعطى حياة].

يقول القديس إكليمنضس السكندرى: [يقول "كلوا هذا هو جسدى، هذا هو دمى" (مت26: 26، 28). مثل هذا الطعام لائق، قد هيأه الرب، مقدماً جسده وباذلاً دمه، فلا حاجة للأبناء بعد إلى شئ لنموهم، يا له من سرّ مدهش! إننا نتمتع به لينزع الفساد الجسدى القديم، ولنأخذه عوض الطعام القديم. نتقبله هو ما أمكن، نخفيه فى داخلنا، وإذ ندّخر المخلّص فى نفوسنا تتهذّب عواطف جسدنا ([618])].

ثانى عشر - نعيش لذاك الذى مات لأجلنا وقام: يقول القديس باسيليوس الكبير: [تعلم إذن كيف يليق بك أن تتناول جسد المسيح، أى فى ذكرى طاعته حتى الموت، حتى أن الذين يعيشون لا يعيشون بعد لأنفسهم، وإنما لذاك الذى مات لأجلهم وقام ([619])].

ثالث عشر - الإعلان عن نفسه: يقول القديس أغسطينوس: [متى أعلن الرب عن نفسه؟ عند كسر الخبز (لو24: 30 - 31)... لذلك عندما نكسر الخبز نتعرف على الرب، فهو لم يعلن عن نفسه إلا هنا على المائدة... لنا نحن الذين لم نستطع أن نراه فى الجسد، ولكنه أعطانا جسده لنأكله. فإذا كنت تؤمن بهذا فتعال مهما كنت. وإذ كنت تثق فاطمئن عند كسر الخبز ([620])]. كما يقول الأب ثيؤفلاكتيوس: [تُفتح أعين الذين يتقبلون الخبز المقدس لكى يعرفوا المسيح، لأن جسد الرب يحمل فيه قوته العظيمة غير المنطوق بها].

رابع عشر - إدراك سرّ الفصح المسيحى: يقول الأبد ميليتو أسقف ساردس: [يتحقق سرّ الفصح فى جسد الرب، فقد اقتيد كحملٍ، وذبح كشاة، مخلصاً إيانا من عبودية العالم ومحررنا من عبودية إبليس كما من فرعون، خاتماً نفوسناً بروحه وأعضائنا الجسدية بدمه].

خامس عشر - النمو الروحى المستمر: يقول القديس كيرلس الكبير: [اكتساب الحياة الروحية من خلال الإفخارستيا يتطلب اشتراكاً منتظماً فى السرّ. فالمؤمن يحتفظ بحياته الروحية، وينمو فى الروح طالما استمر ارتباطه بالمسيح، ليس روحياً فقط، ولكن أيضاً من خلال ممارسة عملية منتظمة للتناول من جسد المسيح ودمه، أما الاشتراك غير المنتظم فى الإفخارستيا فقد يحرم المؤمن من الحياة الأبدية].

14 - ماذا يقدم العريس السماوى لمؤمنيه على مائدته؟

يعطى الختن (العريس) جسده للعروس لتتناوله، يقول مار يعقوب السروجى: [من رأى ختناً مذبوحاً فى الوليمة أو العرائس يأكلن عرسانهن؟ ابن الله صنع عملاً جديداً فى العالم لم يصنعه أحد سواه منذ الأزل. صف جسده ودمه فى العُرس أمام المدعوين ليأكلوا منه ويحيوا معه بدون نهاية. ربنا هو مأكل ومشرب فى وليمته، مبارك الذى أعطانا جسده ودمه، له التسبيح ([621])].

15 - هل هو جسد حقيقى ودم حقيقى؟

يقول مار يعقوب السروجى: [كان الرسل المختارون مهتمين بأن يصدقوا الابن لا أن يعقبوا أو يستفسروا مثل الجسورين. الخبز الذى كسره ودعاه جسده عرفوه جسداً، نعم، وحسبوا بالحقيقة أن دمه كان يقطر ([622])]. ويقول القديس كيرلس الأورشليمى: [فى قانا الجليل حول الماء مرة إلى خمر قريب من الدم. فهل لا يمكن تصديق أنه يقدر أن يحوّل الخمر دماً؟ صنع هذا العمل المدهش بمعجزة عندما دُعى إلى عرس دنيوى، وعندما يهب "بنى العُرس" (مت9: 15) أن يتمتعوا بجسده ودمه، أفلا نعترف به بالأكثر؟ ([623])] [تحدث السيد نفسه بوضوح عن الخبز: "هذا هو جسدى" فهل يتجاسر أحد ويشك؟ إن كان هو نفسه ضماننا يقول: "هذا هو دمى"، من يتذبذب ويقول إنه ليس دمه؟... بثقة كاملة نحن نشترك فى جسد المسيح ودمه ([624])].

ويقول العلامة أوريجينوس: [حتى ما يُدعى خبز الرب... ليس الطعام بل ضمير من يأكل بشك يدنس ذاك الذى يأكل، لأن من يشك يُدان متى أكل، إذ يأكل بدون إيمان. وليس شئ طاهراً لمن هو دنس وغير مؤمن، وذلك ليس فى الشئ نفسه، وإنما بسبب دنسه هو وعدم إيمانه. هكذا ما يتقدس بكلمة الله والصلاة لا يقدس من يستخدمه فى طبيعته، لأنه لو كان الأمر كذلك لتقدس حتى ذاك الذى يأكل خبز الرب بدون استحقاق، ولا يصير أحد قط بسبب ذلك ضعيفاً أو مريضاً وأن ليس قليلون يرقدون. ففى حالة خبز الرب ينتفع به ذاك الذى يستخدمه بعقل غير دنس وضمير طاهر ([625])].

ويقول القديس كيرلس الكبير: [لم يعرفوا جمال السرّ، ولا ذلك التدبير البديع جداً الخاص به. إلى جانب ذلك فإنهم قد تناقلوا هذا الأمر مع أنفسهم، كيف يمكن للجسد البشرى أن يغرس فينا حياة أبدية، كيف يمكن لشئ من نفس طبيعتنا أن يهب خلوداً؟ وإذ يعرف المسيح أفكارهم، لأن كل شئ عريان ومكشوف لعينيه (عب4: 13)، فإنه يشفى أسقامهم أيضاً مرة أخرى، فيقودهم بيده بطرق متنوعة إلى فهم هذه الأمور التى كانوا لا يزالوا يجهلونها بعد... إن كنتم تفترضون أن جسدى لا يستطيع أن يهبكم حياة، فكيف له أن يصعد إلى السماء كطائر؟ لأنه إن كان لا يقدر أن يُحيى، لأنه ليس من طبيعته أن يحيى، فكيف سيحلق فى الهواء، وكيف يصعد إلى السماء؟ لأن هذا أيضاً مستحيل. لكن ذاك الذى جعل الجسد الأرضى سماوياً، فسيجعله واهباً للحياة أيضاً حتى إن كانت طبيعته تتحلل، فيما يختص بتكوينه الخاص].

[يليق بالأبدى أن يعطى ما هو أبدى، لا أن يعطى تمتعاً بطعام وقتى بالكاد يقدر أن يدوم لحظات قليلة... يليق بالذى نزل أن يجعل المشتركين فى تناوله أسمى من الموت والاضمحلال].

[إن كان بلمسة جسده المقدس وحدها يعطى حياة لجسد تحلل (فى إقامة ابنة يايرس لو8: 54؛ وإقامة الشاب وحيد أمه لو7: 12 - 14)، فكيف لا ننتفع نحن بأكثر غنى ببركة (التناول) التى نشترك فيها، إذ حين نتذوقها ننال واهب الحياة؟ لأنه سيتحول بالتأكيد إلى خيرنا الذاتى، أى الخلود].

[يعطى جسد المسيح حياة لكل من يشترك فيه، لأنه يطرد الموت، حتى يأتى ويدخل إلى أناس مائتين، ويزيل الفساد، إذ أن (جسد الكلمة) ممتلئ بالكامل بالكلمة الذى يبيد الفساد].

[لا تشك فى أن هذا حق، إذ قال بوضوح: "هذا هو جسدى"، إنما اقبل كلمات مخلصك بإيمان، إذ هو الحق الذى لا يكذب ([626])].

[دع الذين بسبب حماقتهم يرفضون الإيمان بالمسيح يسمعون هذا: "إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم" (يو6: 53). فى الحقيقة أن كل من يتناول بلا اشتراك ولا تذوق الحياة فى القداسة والبركة ولا يقبل الرب يسوع خلال هذا السرّ المقدس. لأنه هو الحياة بالطبيعة بحسب ميلاده من الآب الحى (يو6: 57). علاوة على ذلك، جسده المقدس معطى حياة لأنه بطريقة لا يعبر عنها متحد بالكلمة (اللوغوس) الذى ينشئ الحياة فى كل الأشياء ([627])].

يقول القديس أغسطينوس: [قال لهم إنه سيصعد إلى السماء، حتماً بكليته. "فإن رأيتم ابن الإنسان صاعداً إلى حيث كان أولاً". عندئذ بالتأكيد على الأقل سترون أنه لا يكون ذلك بالطريقة التى تظنون أنه بها يوزع جسده. بالتأكيد عندئذ ستدركون أن نعمته لا تستهلك بالأكل ([628])].

ويقول: [هو نفسه "الخبز النازل من السماء"، الخبز الذى ينعش الناقصين ولا ينقص. خبز يمكن أن يؤكل ولا يمكن أن يتبدد. هذا الخبز يشير إليه المن. فقد قيل "أعطاهم خبز السماء، أكل الإنسان خبز الملائكة" (مز77: 24، 25LXX). من هو خبز الملائكة إلا المسيح؟ ولكن لكى يأكل الإنسان خبز الملائكة، صار رب الملائكة إنساناً. فإنه لو لم يصر إنساناً ما كان له جسده، وإن لم يكن له جسده ما كنا نأكل خبز المذبح. لنسرع إلى الميراث، متطلعين إلى إننا قد قبلنا عربوناً عظيماً منه. يا إخوتى ليتنا نشتاق إلى حياة المسيح، متطلعين إلى أننا أمسكنا بعربون موت المسيح].

يقول القديس هيلارى أسقف بواتييه: [بخصوص صدق الجسد والدم لا يوجد أى مجال للشك. فإنه الآن بإعلان الرب نفسه وإيماننا، هو جسد حقيقى ودم حقيقى. وما يؤكل ويشرب يعبر بنا لكى نكون فى المسيح والمسيح فينا ([629])].

يقول القديس أمبروسيوس: [السر الذى تتقبلوه هو من عمل كلمة المسيح. إن كانت كلمة إيليا لها القوة لتنزل ناراً من السماء (1مل18: 38)، ألا تحمل كلمة المسيح قوة أن تغير طبيعة العناصر؟].

يقول الأب يوحنا الدمشقى: [إن سُئلت: كيف يتغير الخبز إلى جسد المسيح، أجيب: الروح القدس يظلل الكاهن، ويعمل فى العناصر بنفس الكيفية كما فى رحم البتول مريم].

16 - أتريد أن ترى يسوع المسيح؟

يقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [كثيرون يقولون: إننى أرغب فى رؤية هيئته وملابسه ونعليه، آه، ها أنت تراه وتلمسه وتتناوله! ّ أنت تريد ملابسه وهو يعطيك ذاته، لا لكى تراه فحسب، بل تلمسه وتتناوله وتقبله فى داخلك ([630])].

17 - من يحول القرابين إلى جسد الرب ودمه؟

يقول الذهبى الفم: [حتى الآن المسيح الملاصق لنا الذى أعد المائدة هو بنفسه يقدسها. فإنه ليس إنسان يحول القرابين إلى جسده ودمه، بل المسيح نفسه الذى صُلب عنا. ينطق الكاهن بالكلمات، لكن التقديس يتم بقوة الله ونعمته. بالكلمة التى نطق بها: "هذا هو جسدى" تتقدس القرابين ([631])].

18 - لماذا يقول: "لأننى تسلمت من الرب" (1كو11: 23) مع أنه لم يحضر العشاء الربانى؟

يقول الذهبى الفم: [قال هذا لكى تعرف ان المائدة الأولى لا تزيد عن تلك التى جاءت بعد ذلك. فإنه حتى اليوم الذى يفعل المائدة (السيد المسيح نفسه) ويسلمها كما فعل فى ذلك الحين ([632])].

19 - ماذا يقصد الرسول بقوله "كأس البركة" (1كو10: 16)؟

هذا اللقب الذى نُطق به ليس بهين. لأنى عندما أدعوه "بركة" أقصد "الشكر"، وعندما أدعوه "الشكر" أكشف عن كنز صلاح الله ([633])].

20 - لماذا قال السيد المسيح: "اصنعوا هذا لذكرى Do this in my anamnesis"؟

يقول مار إفرام السريانى (على لسان السيد المسيح): [إنى أدعوه جسدى، وهو بالحق هكذا. فإن أصغر جزء منه يقدر أن يقدس ألوف النفوس ويكفى أن يهب حياة لمن يتناول منه ([634])].

كلمة "أنامنسيس" فى اليونانية لا تعنى مجرد التذكر أو الذكرى لأمر نتطلع إليه غائباً عنا، بل تحمل إعادة دعوته أو تمثيله فى معنى فعّال. الأنامنسيس يعنى تذكر المسيح المصلوب القائم من الأموات، أو تذكر ذبيحته لا كحدث ماضى، بل تقديم ذبيحة حقيقية حاضرة وعاملة ([635]) أى ذكرى فعالة.

21 - كيف يمكن للمائدة التى هى علة بركات كثيرة أن تصير علة دينونة (1كو11: 29)؟

يجيب الذهبى الفم هكذا:

أ. هذا ليس من طبيعته الذاتية، وإنما يقول الرسول بولس ذلك بسبب نظرة المتقدم إليها. فكما أن حضور المسيح حول هذه البركات العظيمة والتى لا يُنطق بها إلى دينونة للذين لم يقبلوه، هكذا التناول المقدس يصير عقوبة أعظم للذين يتناولونه بغير استحقاق ([636]).

ب. هؤلاء يشبهون كاهناً يسكب الدم، فيجعل من الموت ذبحاً لا ذبيحة. ومثل أولئك الذين ضربوا يسوع بالحربة على الصليب (يو19: 43). لم يفعلوا ذلك ليشربوا دمه بل ليسفكوه ([637]).

يقول القديس أغسطينوس: [أوجه إليكم الكلمات يا أيها الضيوف الكرام فى هذا العيد: "من يأكل بغير استحقاق. يأكل ويشرب دينونة لنفسه". أوجه حديثى إلى كل الذين هم هكذا، لكيلا يتطلعوا إلى الصالح الذى من الخارج ويحملون الشر فى الداخل ([638])].

[ماذا يعنى تناوله بغير استحقاق؟ أن يتناول الإنسان باستخفاف واستهانة ([639])].

22 - هل يمكن التناول بدون توبة صادقة؟

يقول القديس أمبروسيوس: [لا يجوز لأى شخص وهو فى الخطية (متهاوناً)... أن يشترك فى الأسرار... فإن داود يقول فى مزموره: "على الصفصاف فى وسطها علقنا قيثاراتنا... كيف نرنم ترنيمة الرب فى أرض غريبة؟" (مز137: 2، 4). إن كان الجسد لازال يقاوم الذهن، ولا يخضع لإرشاد الروح القدس، فإنه لايزال فى أرض غريبة، لم يخضع لكفاح المزارع، لهذا لن يحمل ثمار المحبة والاحتمال والسلام... فإذا كانت التوبة غير عاملة فيك، فخير لك ألا تتقدم للأسرار، لئلا تحتاج إلى توبة عن هذه التوبة الغير العاملة، ولكنك محتاج إلى تلك الكلمات "انقضوا، انقضوا حتى الأساس منها" (مز137: 7). ويواسى داود هذه النفس البائسة قائلاً: "يا بنت بابل الشقية". قال إنها شقية لأنها بنت بابل، حيث رفضت بنوتها لأورشليم أى السماء (وتمسكت بالخطية بابل أرض السبى). ومع ذلك فإنه يدعو لها بالشفاء، قائلاً: "طوبى لمن يكافئك مكافأتك التى جازيتنا، طوبى لمن يمسك أطفالك ويدفنهم عند الصخرة" (مز137: 9)، أى يدفن أفكارها الفاسدة الدنسة المضادة للمسيح. فقد قيل لموسى: "اخلع نعليك من رجليك" (خر3: 5). فكم بالأولى يلزمنا نحن أن نخلع من أرجلنا الروحية رباطات الجسد، وننظف خطواتنا من كل ارتباطات العالم؟!].

23 - كيف نستعد للتناول من جسد الرب ودمه؟

1. جسد المسيح فى الإفخارستيا يتطلب نقاوة النفس لا الثياب الفاخرة. يقول القديس كيرلس الأورشليمى: [يجب أن تكون مكسواً بثياب. بالطبع لا يعنى هذا أنك يجب أن تلبس ثياباً بيضاء، لكن يجب أن تكون قد ألبسنى ثياب الخلاص، كسانى رداء البر "(إش61: 10) ([640])].

سُئل القديس باسيليوس بالنسبة لمن يتعرض لحلم غير طاهر أو إفراز طبيعى، إن كان يمكن أن يتقدم للأسرار المقدسة، وجاءت إجابته ان من تمتع بالميلاد الجديد فى المعمودية يليق به أن يرتفع بعمل الروح القدس فوق الطبيعة، يقول: [لكننا نتعلم حتى فى العهد القديم الحكم الرهيب على من يقترب إلى المقدسات فى عدم طهارة (لا15: 31). الآن إذ يوجد هنا ما هو أعظم من الهيكل (مت12: 6)، فإن الرسول بالتأكيد يؤدّبنا بأكثر رهبة قائلاً: "إذ أى من أكل... أو شرب... بدون استحقاق... يأكل ويشرب دينونة لنفسه" (1كو11: 27، 29) ([641])].

يقول القديس إكليمنضس السكندرى: [لا يكون باستعدادات خارجية فحسب، وإنما بتهيئة النفس داخلياً خلال ممارسة حياة الحب والطهارة الجسدية والقلبية، وأن يكون سلوكنا فى حياتنا اليومية مطابقاً لسلوكنا داخل الكنيسة. يليق بالرجال والنساء ان يذهبوا إلى الكنيسة فى هدوء ونظام وسكون، وتكون فيهم المحبة الصادقة... وإن يكونوا أطهاراً بالجسد والقلب مؤهلين للصلاة لله].

2. غسل اليدين وتطهيرنا من كل عمل خاطئ. يقول القديس كيرلس الأورشليمى: [إنك ترى الشماس الذى يعطى الكاهن ليغتسل والكهنة الواقفين حول مذبح الله. أنه لا يعطيه الماء لأجل قذارة الجسد، لأننا لا ندخل الكنيسة بأجساد قذرة، لكن غسل اليدين يشير إلى ضرورة تطهيرنا من كل عمل خاطئ غير لائق، لأن اليدين رمز الحركة، فبغسلهم يتضح أننا نقدم طهارة خلقتنا غير الملومة. ألم تسمع المطوّب يكشف هذا السر ويقول: "أغسل يدىّ فى النقاوة، فأطوف بمذبحك يارب" (مز26: 6)، إذ يرمز غسل الأيدى إلى الحصانة من الخطية ([642])].

3. يرى القديس باسيليوس الكبير أن السيد المسيح قدم لنا جسده ودمه المبذولين خلال طاعته لأبيه حتى الموت موت الصليب (فى2: 8). هكذا نحن نتأهل للتناول خلال ميلنا للطاعة ([643]). كما يقول: [سلوكنا نحن الذين نتناول جسد الرب ودمه يلزم أن يكون فيه تذكار طاعة الرب حتى الموت، حتى أن الذين يعيشون لا يحيون لأنفسهم، بل لذاك الذى مات عنهم وقام ([644])].

4. أيضاً يقول: [من يشترك فى الأسرار المقدسة يلزمه أن يحمد الرب بالتسابيح ([645])].

5. يقول القديس باسيليوس: [ليذكر من يتقدم إلى التناول موت المسيح وقيامته، ويذكر أنه يجب أن يتحلى بنقاوة الجسد والروح، وأن يُعبر عملياً عن الموت عن الخطيئة والعالم والذات بحياته مع الله ومع المسيح ربنا ([646])].

6. لا يمكننا قبول وليمة المسيا، التناول من جسد الرب ودمه، إن لم ننصت أولاً إلى ما تعنيه هذه الوليمة خلال فهمنا الكتاب المقدس. وإذ ننعم بالوليمة، نبقى أيضاً فى عوز إلى سماع كلمة الله.

7. لتكن قلوبنا عُلية مرتفعة ومتسعة. يقول العلامة أوريجينوس: [لنصعد مع الرب، متحدين معه، إلى العُلية... لتكن عُلية بيوتنا متسعة لتستقبل فى داخلها يسوع كلمة الله، الذى لا يُدرك إلا بواسطة من لهم الفهم العظيم... لتُعد هذه العُلية بواسطة صاحب البيت الصالح ليأتى فيها ابن الله فيجدها مغسولة ونقية من كل خبث].

كما يقول: [يلزمنا أن ندرك أنه لا يرتفع أحد إلى العُلية ممن يهتم بالولائم والاهتمامات الزمنية، ولا يكون له مع يسوع نصيب فى حفظ الفصح ([647])].

24 - هل يُمكن تقديم (الإفخارستيا) فى بيت عادى؟

يجيب القديس باسيليوس: [حيث أن الكلمة (الكتاب المقدس) لا تسمح أن يُستخدم إناء عادى فى الأماكن المقدسة، هكذا لا يُسمح للمقدسات أن تتم فى بيت عام، فإنه حسب أمر الله فى العهد المقدس لا يسمح بهذا أن يُعمل (لا10: 9 - 10). لكن الرب يقول: "هنا أعظم من الهيكل!" (مت12: 6). ويقول الرسول: "أفليس لكم بيوت لتأكلوا فيها وتشربوا؟... ماذا أقول لكم؟ أأمدحكم على هذا؟ لست أمدحكم. لأننى تسلّمت من الرب ما سلّمتكم أيضاً" (1كو11: 22 - 23). بهذا نتعلَّم ألا نأكل ونشرب طعاماً عادياً فى الكنيسة، ولا نجلب إهانة على مائدة الرب فى بيت خاص، إلا عند الضرورة، فيختار الشخص مكاناً طاهراً او بيتاً باستقامة ([648]).

25 - كيف يخدم الكاهن فى المذبح؟

ثياب هرون أول رئيس كهنة فى العهد القديم المتسمة بالبهاء وحلته المجيدة مع بقية الثياب تشير إلى السيد المسيح الذى يلتحف بكنيسته المقدسة التى بلا لوم كثوب له يعكس بهاءه عليها ويُقدسها. يرى القديس باسيليوس أن رئيس الكهنة فى العهد القديم كان يرتدى ثوب الكهنوت، وقد ثُبتت فيه جلاجل ورمانات من ذهب نقى (خر28: 33؛ 39: 25)، فكلما تحرّك، تُسمع أصوات الجلاجل، فيذكر أنه فى حضرة الربّ، وأنه يليق به أن يشارك صراخ السمائيين فى مهابة مع شوق عظيم وحب لرؤية الله والتمتع بحضرته فى هيكله المقدس. أما فى العهد الجديد، فعوض الجلاجل، يتلو الكاهن المزامير، بكونها شركة مع السمائيين فى حياة التسبيح المستمرة.

أ. تُوزع الجلاجل الذهبية والرمانات بالترتيب، فتكون كل من الجلاجل محاطة برمانة عن يمينها وعن يسارها. فإن كانت الجلاجل تشير بصوتها إلى الكرازة بإنجيل المسيح، فإنه يليق بالكارزين ألا يتوقف صوتهم وشهادتهم للحق الإنجيلى، ويطلبون من الله ان يهبهم ثمراً روحياً (رمانات).

ب. فى مديح هرون الكاهن جاء فى سفر يشوع بن سيراخ: وأحاطه برمانات وجلاجل كثيرة من حوله "(سراخ45: 9 - 10). حتى إذا تحرك فى القدس أو قدس الأقداس يُسمع صوت الجلاجل الذهبية، وكأنه فى خدمته وسط البشر أو ممارسته العبادة يكرز بالعمل والصلاة.

ج. يشير الذهب إلى السمة السماوية، وكأن خدمته وعبادته وسلوكه تتسم باللمسات السماوية.

د. يرى القديس باسيليوس أنه يليق بمن يشهد للإنجيل أن يكون كملاك الله، يتسم بمخافة الرب. [لا يتكلم إكليريكى عند المذبح خارجاً عن ما تحتاج إليه الضرورة، لأن هرون ثبتت له جلاجل فى ثيابه لأجل مخافة الملائكة. يجب أن تكون لنا المزامير على المذبح عوضاً عن الجلاجل التى لهرون... ولا يتكلم أحد جملة فى الهيكل ولا حول المذبح، بل يجعلون لهم موضعاً خارجاً عن ذلك، يأكلون فيه، ويقسمون الخبز فيه. وإذا أتوا ليضعوا الخبز، وقام الصغير بتقسيم الخبز، لا يكون تذمر بين الاكليروس، ولا ينظر أحد من يُقسم (لا يراقبه) ولا يعثر أحد آخرين ([649])].

هنا أذكر بذات الروح كان أبونا القمص بيشوى كامل فى أيام الأعياد الكبرى يُصمم أن يستلم الكاهن المًسام حديثاً الذبيحة عظة العيد. وكان فى سلوكه اليومى يتعامل ببساطة كالأطفال وبحكمة، لا يشغل فكره بمن يتقدم بين الكهنة فى الكرامة الزمنية.

26 - كيف نحرص على قدسية الثياب الكهنوتية؟

يقول القديس باسيليوس: [الثياب التى يقدس بها لا تخرج خارجاً عن الكنيسة، بل تكون فى الأماكن التى يكون فيها خدام الكنيسة، أو الموضع الذى فيه الكتب (الكنيسة)، فى مكان يليق بالكهنوت مُتصل بالمذبح. وتكون ثياباً بيضاء ([650])، ليست مصبوغة بألوان، نازلة على أرجلهم، وعلى أكتافهم بلا لين ([651]). ولا يلبس أحد حذاء وهو داخل المذبح ([652])].

جاء فى القانون 37 لأبوليدس: "كل دفعة ينال الأسقف السرائر، يجتمع الشمامسة والقسوس إليه وهم لابسون ثياباً بيضاء، أبهى من كل الشعب، مضيئين بالأكثر بأفعالهم الحسنة أكثر من الثياب".


[585] [] Didache: ch. 14.

[586] [] القمص باخوم المحرقى (نيافة الأنبا غريغوريوس) القيم الروحية... فى سر القربان جراسيموس مسرة: الأنوار فى الأسرار. بيروت 1788، ص145. St. Ignatius: Ep. To Phil. 4. St. Justin: Ep. To. Trypho 117. St. Irenaeus: Ad Heraes: 17: 4: 5; 18: 4: 6. Cyril of Jerusalem 8: 5. Augustine: Ep. 9: 68.

[587] [] St. Ignatius: Ep. To Eph. 2: 5, to Trall. 2: 7, to Phil 4.

[588] [] I Clem. 44.

[589] [] Pseudo – Athansius: Dispt. Cont, Arian. 17. & Tert: De Exhort. Constit. , ch 10.

[590] [] St. Augustine: City of God 6: 10,23. Sermon 829 to the Newly baptized.

[591] [] In Ioan. Hom 4: 46.

[592] [] In Matt. Hom. , 4: 82.

[593] [] On 1 Cor. Hom. 24.

[594] [] In Eph. Hom. 3.

[595] [] In Eph. Hom. 3.

[596] [] In Mat, hom 3: 50.

[597] [] In Joan, hom 6: 46.

[598] [] In 1 Cor, hom 24.

[599] [] In Joan, hom 3: 46.

[600] [] Epistle 7: 93 - 10 to the Patrician Caesarea, concerning Communion.

[601] [] De baptism 6: 10, 54.

[602] [] Sermons on New Testament Lessons, 1: 82.

[603] [] Jean Danielu: The Bible You the Liturgy, P P 137 (see also Hom. On Heb. 3: 17).

[604] [] The Sacraments 6: 4: 29.

[605] [] ميمر 95 على تناول الأسرار المقدسة 219.

[606] [] الميمر 53ب على الصلب، الفصل ب: لليل الثلاثاء، الميمر52 على آلام مخلصنا وصلبه ودفنه وقيامته، قبطى.

[607] [] In 1 Corinth. , hom. 7: 27.

[608] [] In 1 Corinth. , hom. 4: 24.

[609] [] Sermon 227 FC 107: 38.

[610] [] In 1 Corinth. , hom. 5: 24.

[611] [] Homilies on St. John, Hom. 3: 46.

[612] [] Homilies on St. John, Hom. 4: 46.

[613] [] In Loan hom 46.

[614] [] The Liturgy of St. John Chrysostom, Prayer offer the Epiclesis.

[615] [] للمؤلف: المسيح فى سفر الإفخارستيا، 1973، ص441.

[616] [] Letter to Priests, 45, FC 263: 26.

[617] [] In Luc. Ser 142.

[618] [] Paed 6: 1.

[619] [] Catena Aurea.

[620] [] Ser. 235.

[621] [] ملاطيوس برنابا، قصيدة لماريعقوب السروجى الملفان فى تناول الأسرار المقدسة، فى المجلة البطريركية.

[622] [] الميمر 53 ب على الصلب، الفصل ب: لليل الثلاثاء، الميمر 52 على آلام مخلصنا وصلبه ودفنه وقيامته، قبطى.

[623] [] مقال 22: 2.

[624] [] On the Myster, Lecture 2: 1.

[625] [] Commentary on Matthew. 14: 11.

[626] [] In Luc hom 142.

[627] [] Commentary on The Gospel of John, IV, 2 ed. P. E. Pusey, Oxford, 1872, 1, 518.

[628] [] St. Aygustine: On the Gospel of St. John, tractate 3: 27.

[629] [] On The Trinity, Book 14: 8.

[630] [] In Matt. Hom 4: 82.

[631] [] Cf. Catena Aurea.

[632] [] In 1 Corinth. , hom. 5: 27.

[633] [] In 1 Corinth. , hom. 3: 24.

[634] [] Mimre 4 on the Passion.

[635] [] jean Danielu: The Bible You the Liturgy, p 136 - 7; Fr. Dix Gives many examples from the O. T. & N. T. (Dix p 161). راجع للكاتب: المسيح فى سفر الإفخارستيا.

[636] [] In 1 Cor. , hom. , 2: 28.

[637] [] In 1 Cor. , hom. , 6: 27.

[638] [] Sermons on New Testament Lessons, 1: 40.

[639] [] Sermons. 227.

[640] [] مقال 22: 8.

[641] [] Regulae brevius tractatae, 309.

[642] [] مقال 23: 2.

[643] [] Regulae brevius tractatae, 172.

[644] [] Morals rule 3: 21.

[645] [] The Morals Rule, 21.

[646] [] On Baptism.

[647] [] In Matt 26, 18.

[648] [] Regulae brevius tractatae, 310.

[649] [] دير السيدة العذراء (السريان): القديس باسيليوس الكبير، 2003، ص540.

[650] [] لبس الثياب البيضاء يذكرهم بالحياة السماوية، فكثيراً ما يظهر الملائكة بثياب بيضاء (مر16: 5).

[651] [] بلين Amice: يلبسه الأسقف. وهوغطاء للرأس والكتفين ويلتف من تحت الإبط ليكون بهيئة صليب على الصدر وعلى الظهر.

[652] [] دير السيدة العذراء (السريان): القديس باسيليوس الكبير، 2003، ص541.

[653] [] للاستفاضة يمكن الرجوع إلى لكاتب: المسيح فى سر الإفخارستيا، الكتاب الثالث: طقوس القداس الإلهى فى الكنيسة القبطية.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

حول الخطوط الرئيسية لليتورجيا القبطية()

الفصل الثامن عشر سرّ التوبة والاعتراف()

فهرس المحتويات
فهرس المحتويات

المحتويات