الفصل الخامس عشر المنارة “برج الكنيسة”

هذا الفصل هو جزء من كتاب: كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ3 – الكنيسة ملكوت الله على الأرض – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى.

الفصل الخامس عشر

المنارة "برج الكنيسة"

تمثل الكنيسة سفينة الرب حيث تبحر نحو السماء، توجد بها المنارة التى يُعلق داخلها الأجراس، وذلك مقابل برج المراقبة. بهذا الفكر رأى هرماس فى كتاب الراعى ([384]) الكنيسة برجاً فى وسط المياه.

1 - ما هو تاريخ استخدام الأجراس؟

استخدام الأجراس فى الخدمة الإلهية قديم، فقد كانت الأجراس تعلق بين الحلية التى تثبت على أفود رئيس الكهنة، حتى يُسمع أصواتها أينما دخل الهيكل أو خرج منه (خر28: 33 - 35). بجانب هذه الأجراس الصغيرة توجد أيضاً أجراس كبيرة تسمى "ميجرفيتا" ([385]) وتقول الميشنا: [عندما تدق هذه الأجراس رنينها عال جداً، حتى أنك لا تسمع صوت أى إنسان يتكلم فى أورشليم كلها ([386])]. كانت هذه الأجراس تدق لأغراض ثلاثة.

أ. تنبيه الكهنة للخدمة.

ب. حث اللاويين على التسبيح.

ج. دعوة الناس أن يُخرجوا ما هو نجس إلى بوابة Nicanor.

فى كنيسة العهد الجديد الأول، خلال القرون الثلاثة الأولى، كانت هناك استحالة لاستخدام الأجراس لدعوة المؤمنين للعبادة، وذلك بسبب الاضطهاد أما استخدامها فيُنسب إلى القديس بولينوس أسقف نولا عام 400م ولو أن رسالته التى حوت وصفاً تفصيلياً للكنيسة جاءت خاوية من ذكر الأجراس، مما يجعل هذا الرأى الخاص بنسبة إدخال الأجراس إليه مشكوك فيه.

جدير بالذكر أنه ساد فى الغرب اعتقاد بأن الأجراس أصلاً وثنية، يعمدونها بطقس خاص لتجديدها، لكن أخيراً تطلعوا إلى الصلاة على الأجراس بأن الكنيسة تطلب من الله أن يستخدم أصواتها فى حث قلوب الشعب للتعبد له.

2 - هل نستخدم أجراس اليد فى كنائسنا؟

أشارت سجلات الكنائس البريطانية والإيرلندية بأن أجراس اليد استخدمت منذ القرن السادس. ويروى رينودت أن أساقفة مصر الذين رافقوا جورج ابن ملك النوبة عند زيارته مصر حوالى عام 850م كانوا يضربون أجراساً عند رفع الأسرار المقدسة، إلا أن هذه العادة لا يوجد لها أى أثر فى طقسنا، إذ لا نستخدم أجراس اليد على المذبح ([387]). تُستخدم للتنبيه للسجود فى الكنيسة الكاثوليكية.

3 - ما هى استخدامات الجرس والبوق؟

حلت الأجراس فى الكنيسة عوض أبواق العهد القديم، حيث كانت تستخدم فى الأغراض التالية:

1. استلام الشريعة الإلهية (خر3: 27)، حيث يقرر الكتاب المقدس أنه عندما ارتفع صوت البوق أكثر فأكثر تحدث موسى وأجابه الله فى الرعد. أما الآن فتضرب الأجراس فى الكنيسة بكونها جبل سيناء الجديد حيث يلتقى الله مع شعبه ويتكلم معهم.

2. فى الحروب (قض3: 27)، والكنيسة هى ساحة المعركة الروحية حيث يناضل أولاد الله ضد الخطية بسلاح الروح القدس.

3. فى الاحتفال بالأعياد، ونحن لا نكف عن دق الأجراس فى كل خدمة حتى مجئ السيد المسيح الأخير، أى الاحتفال بالعيد الأبدى، حيث يسمع صوت بوق الله (تس4: 16).

4. فى تدشين الملوك (2مل9: 13).

4 - ما هو ترتيب أجراس الكنيسة؟

أ. تدق أجراس الكنيسة أثناء "التقدمة"، لتعلن أن المسيح الملك يملك على نفوسنا خلال ذبيحته، كما تُدق أثناء التناول لتعلن فرح الكنيسة بهذا العيد السماوى!

ب. تدق الأجراس فى الأعياد بدقات خاصة (فرايحى).

ج. تدق الأجراس بنغمة الحزن عند انتقال عضو من الإيبارشية، كمشاركة الكنيسة فى حزن أعضائها، هذه الدقات تتم أيضاً عند بدء الصلاة فى كل ساعة من ساعات الجمعة العظيمة.

د. فى الأعياد السيدية وأيام الآحاد وفى فترة الخماسين، لا تدق الأجراس بنغمات الحزن قط حتى فى الجنازات، إذ تحتفل الكنيسة متهللة بهذه المناسبات.

5 - ما هى آداب الحضور فى بيت الرب؟

يحدثنا القديس باسيليوس الكبير عن احترام بيت الله، قائلاً: [ "السماوات تُحدث بمجد الرب" (مز18: 2). يقتصر عمل الملائكة على تمجيد الله، ويقتصر عمل الجنود السماوية فى أن تعطى مجداً للخالق. كل الخليقة الناطقة وغير الناطقة، الأرضية والسماوية، تُمجد خالقها. وأولئك الذين يتركون منازلهم للاجتماع فى الهيكل ويتكلمون يستحقون الشفقة، لأنهم لا يستمعون لكلام حق، ولا يُقيمون نفوسهم على ضوئها لقد سبتهم الخطية دون أن يتأثروا، لا يتألمون بسبب خطاياهم التى يتذكرونها، ولا يخشون الدينونة، لكنهم يتصافحون مع بعضهم، ويجعلون من بيت الصلاة مكاناً للثرثرة، ومُحتقرين قول المزمور: "فى هيكله الكل قائل مجد" (مز29: 1 - 2) أما أنت، فلم تكتف بعدم إعطاء المجد لله فى هيكله بل زدت على ذلك بمضايقتك الآخرين. تريد أن تجذب اهتمام الآخرين نحوك، وبالضوضاء التى تصدر عنك تمنعهم من الاستماع لتعليم الروح. انتبه إذن لئلا تكون نهايتك مثل نهاية الذين يُجدفون على اسم الله... فى هيكله الكل قائل: مجد. لم تأتِ هذه الكلمات من فراغ، لأن فى هيكل الرب يوجد الذين يثرثرون بلا توقف. فوجودهم فى الهيكل باطل، ليس باطلاً فقط، بل وسبب فى دينونتهم! ([388])].


[384] [] Hermas: The Shepherd, vision3.

[385] [] O'Brien: A Hisory of the Mass and its ceremonies.

[386] [] Mishana is the oral law of the Hebrews, consists of various traditions respecting the Law of Moses The Mishana and Gemara (or a commentary on mishana) from the Talmud, of which there are two binds, i. e. , that of Jerusalem and that of Babylon.

[387] [] Butler: Ancient Churches of Egypt, vol. 2, p 81.

[388] [] تفسير المزمور 29.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الفصل السادس عشر الأسرار المقدسة()

الفصل الرابع عشر صحن الكنيسة

فهرس المحتويات
فهرس المحتويات

المحتويات