الفصل العاشر سرّ بيت الله()

هذا الفصل هو جزء من كتاب: كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ3 – الكنيسة ملكوت الله على الأرض – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى.

الفصل العاشر

سرّ بيت الله ([287])

1 - هل من حاجة إلى بناء بيت الرب؟

يقول المرتل: "مساكنك محبوبة أيها الرب إله القوات، تشتاق وتذوب نفسى للدخول إلى ديار الرب، قلبى وجسمى قد ابتهاجا بالإله الحى، لأن العصفور قد وجد له بيتاً، واليمامة عشاً لتضع فيه فراخها، مذابحك يا رب إله القوات ملكى وإلهى، طوبى لكل الساكنين فى بيتك... لأن يوماً صالحاً فى ديارك خير من آلاف..." (مزمور84).

وسط تيارات العالم العنيفة وتحت ثقل التجارب المتوالية رفع المرتل عينيه ليرى العصفور، قد وجد له بيتاً يستقر فيه، واليمامة عشاً تجتمع فيه مع فراخها، أما هو فإلى أين يذهب؟ إلى أين يلتجئ؟ لم يجد المرتل مثل مذابح الرب إله القوات، فهى سرّ بهجة قلبه وراحة نفسه! هناك تنطلق نفسه إلى السماء كى تستقر فيها، حيث تهرب الأرض من تحت قدميه، ويختفى العالم بمادياته عن بصيرته. ينطلق كما بأجنحة الروح إلى العرش الإلهى حيث يتراءى قدامه إلهه بل وحبيبه الشخصى. هناك يرتمى فى أحضانه ويتكئ على صدره، ويلقى عليه همومه، ويروى له أسراره الخفية، يناجيه ويعاتبه، يسمع صوته ويدخل أمجاده. لقد عبر العلامة ترتليان عن عظمة هذه الدالة التى ينعم بها المجتمعون فى بيت الرب فقال: [نجتمع معاً... لكى نحوط الله بصلواتنا بقوة الأذرع، فإنه يسر بعنف كهذا!].

فى بيت الله أيضاً المؤمنون عبادتهم للرب، لا كفرض أو روتين يؤدونه، إنما هو حق لهم يمارسونه متقبلين مواهب الروح القدس المجانية. عبادتهم للرب هى الدخول فى مراعى الرب الخضراء، يغطسون فى ينبوع المياه واهبة الحياة، ويأكلون من دسم السماء، ويشربون كاس الخلاص، ويتنعمون بأسرار حب الله اللانهائية. يعطيهم الروح شبعاً فلا يعودون يطلبون شيئاً إلا أن يبقوا فى حضرته، يمتلئون بفيض فلا يطلبون من أجلهم بقدر ما يطلبون عن الآخرين، الرؤساء والوزراء والمشيرين والأساقفة والكهنة والشمامسة وكل الخدام والرهبان والراهبات والمحتاجين والمرضى والمسافرين والمسجونين والمتضايقين والمنتقلين. بل ويطلبون حتى من أجل الحيوانات والزروع وأهوية السماء! كأنهم وهم فى بيت الرب إذ تنسحب قلوبهم إلى السماء لا تنغلق عند احتياجات الإنسان الخاصة به فقط بل تتسع بالحب فتشتهى خلاص الخليقة جميعها وسلامها وتجديدها!

وفى الكنيسة أيضاً يجتمع المؤمنون كما فى "بيت الملائكة"، يشتركون مع الملائكة فى ليتورجياتهم السماوية وصلواتهم وتسابيحهم، ويكونون فى صحبتهم على الدوام، يتدربون على تسبيح "الترنيمة الجديدة" بلغة ملائكية! هنا كما رأى هرماس فى كتابه الراعى ([288]) تفرح الملائكة إذ يرون برج الله السماوى يكتمل بناؤه فينا، ممجدين الله على بنيان الكنيسة الروحى المستمر.

أما سر عظمة بيت الله فهو قيادة الروح القدس الفعالة فى حياة شعب الله! هو روح الكنيسة، كما يقول القديس أغسطينوس، يفيض بكل نعمة على الأعضاء. لقد عبر القديس إيرينيؤس عن ذلك بقوله: [حيث تكون الكنيسة يوجد روح الله، وحيث يوجد روح الله توجد الكنيسة وتقوم كل نعمة! ([289])] ويقول القديس كيرلس الإسكندرى: [الروح القدس هو رائحة المسيح واهب الحياة، رائحة حية وفعالة، تجتذب إليه الخليقة لتشاركه طبيعته التى هى فوق الكل! ([290])].

هكذا فى بيت يشرق المسيح شمس البرّ بروحه علينا فنضئ لنكون كواكب حية وفعالة تسكب حباً على العالم، نخدمه فى تواضع ونشتهى خلاصه! يدخل بنا الروح فى دائرة الصليب فيشتهى كل منا أن يموت مع مسيحه من أجل الكل!

فى بيت الرب يعطينا الخالق فكراً جديداً حتى تجاه المادة غير العاقلة، فنرى كل ما هو حولنا مقدساً ومباركاً. فالقمح (الخبز) يصير بالروح القدس جسد الرب، ويتحول عصير الكرمة إلى دمه الأقدس. والبخور يرفع صلوات نقية تحملها الملائكة إلى العرش الإلهى، والزيت يحل فيه روح الرب. وماذا أقول؟ فإن الذهب والفضة والحجارة الكريمة والأخشاب والورق ولأقمشة بل حتى الحجارة والتراب يتقدس هذا كله باستخدامه كمواد فى بناء بيت الرب المقدس وأثاثه وفى العبادة... وهكذا تخضع المادة الجامدة لخدمة السماويات!

دراساتنا للمبنى الكنسى ليست دراسة مجردة فى الطقس وشرحه، ولا فى المعمار الكنسى وتطوره، بقدر ما هى رغبة فى إدراك مفاهيمنا الروحية الأصيلة لبيت الله، لنمارسها فى حياتنا اليومية.

2 - ما هو مفهومنا للمبنى الكنسى؟

المبنى الكنسى إنجيل مفتوح مكتوب بلغة المنظورات يفهمها البسيط ويتعمق فيها اللاهوتى، ويستعذبها الكاهن المثقل بأتعاب الرعاية، ويستريح لها الناسك الروحى. المبنى الكنسى هو حديث لاهوتى بسيط وعميق أيضاً، يوجهه الروح للجميع، موضوعه "حياتنا فى المسيح يسوع" متجلياً خلال علاقتنا بالله والكنيسة والمجتمع والسماء، ويمس حياتنا الداخلية السرية. نستطيع أن نتفهم هذا الحديث خلال دراستنا لفكرة بيت الله وتطورها منذ بدء التاريخ البشرى إذ مرت بالمراحل التالية:

أولاً: الفردوس الأول: عاش أدم فى الفردوس كاهناً كما فى بيت الله. كل شبر فى الفردوس يشهد بحب الله له وعنايته به. بين الحين والآخر. يسمع صوت الله ماشياً فى الجنة (تك3: 8)، فينجذب إليه ويتلاقى معه، مقدماً مع نسمات حياته تقدمه حب لخالقه! كأن الفردوس الأول بكل اتساعه هو بيت الله المقدس، أراد الله أن يلتقى فيه الإنسان معه، دون حاجة إلى هيكل أو مذبح أو ذبيحة أو بخور. لكن سرعان ما خرج أبوانا من الفردوس مثقلين تحت نير العصيان، وقد انغلقت بصيرتهما عن معاينة الله، وأحسا بالعزلة عنه. هنا صارت الحاجة ماسة إلى تدخل إلهى فى حياة البشرية، ليحطم هذا الحجاب الفاصل بين الله والإنسان، فقدم لنا طقس الذبيحة والمذبح كنواة لإقامة بيت الله.

ثانياً: ظهور المذبح. ظهور المذبح كبيت الله فى أول صوره البدائية يكشف لنا عن الآتى:

1 - كلمة مذبح فى العبرية كما فى العربية Mazbeh تعنى الموضع الذى فيه تذبح الفدية، فهو فى الحقيقة دخول إلى "ذبيحة الصليب" نتصالح مع الآب فى ابنه الحبيب، الذى بدمه يغسل بصيرتنا فنرى الله أباً لنا. ويقدس أعماقنا الداخلية، ممزقاً الصك الذى كان علينا!

2. الحقيقة الثانية: أقامه إيليا النبى مذبحاً للرب من اثنى عشر حجراً (1مل18: 31 - 32). كل حجر يمثل سبطاً، وكأن بيت الله يتحقق ببنيان الجماعة معاً (كل الأسباط) خلال ذبيحة المصالحة.

ثالثاً: بيت إيل. جاء فى قصة يعقوب الهارب من وجه أخيه عيسو، أنه اسند رأسه على حجر فرأى سلماً منصوباً على الأرض رأسه يمس السماء، وملائكة صاعدين ونازلين عليه، والرب واقف عليه، يقول له "ها أنا معك" (تك28: 11 - 15). أخذ يعقوب الحجر وأقامه عاموداً وصب عليه زيتاً ودُعى الموضع بيت إيل أى بيت الله ". أدرك معية الله معه وانفتاح السماء على الأرضيين.

رابعاً: خيمة الاجتماع. جاءت الخيمة برسم إلهى أعلنه الله لموسى بعد أن صام أربعين يوماً وأربعين ليلة دون طعام أو شراب. "أنظر أن تصنع كل شئ حسب المثال الذى أظهره لك فى الجبل" (عب8: 5؛ خر25: 9). حققت الخيمة ما رآه يعقوب فى الحلم فى شئ من التفصيل.

خامساً: الهيكل. إذ استقر الشعب بنى سليمان الهيكل فى أورشليم حسب المثال الذى أظهره الله لداود النبى. يليق بالكنيسة أن تكون هيكلاً، تعلن مملكة الله فى حياة الناس، قادرة على تهيئة القلب الداخلى ليكون عرشاً يتربع الله عليه. لهذا أحب السيد المسيح الهيكل ودعاه: بيت أبى (يو2: 16).

سادساً: كنيسة العهد الجديد. دخل التجسد الإلهى بالسر إلى كماله، إذ "صار الكلمة جسداً" (يو1: 14). فلا نرى فى الكنيسة كاتدرائية ضخمة أو كنيسة بسيطة صغيرة، إنما بتجلى الرب المتجسد أمامنا. نرى الكنيسة "جسد المسيح" ممتداً فى حياة البشرية المؤمنة ([291]). ويتطلع إليها القديس ايرينيؤس ([292]) فى أواخر القرن الثانى "جسد المسيح العظيم الممجد" المرتفع فى السماوات. بعد أن كان الله يحل وسط شعبه، تجسد كلمة الله الآن وقدم لهم جسده ودمه يتناولونهما فيثبتون فيه ويتحدون معه ويجتمعون به كأغصان فى الكرمة... ويصيرون "أعضاء جسده" هيكلاً لله، كقول الرسول "من التصق بالرب فهو روح واحد... أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذى فيكم الذى لكم من الله" (1كو6: 17 - 19).

3 - ما هو أهمية المبنى الكنسى فى حياة الكنيسة.

الكنيسة كبيت الله، حيث يجتمع السيد المسيح بأعضاء جسده ليمارس عمله الإلهى الخلاصى فى حياتهم، دون أن يفقدوا ملامحهم البشرية. بهذا يتم تشكيل هذه الجماعة شبه السماوية السالكة على الأرض لتحيا بمستوى "سماوى – بشرى" إن صح هذا التعبير. فهى سماوية بكونها مسكن الروح القدس وأعضاء جسد المسيح، وفى نفس الوقت بشرية غير منعزلة عن العالم، تجمعت من كل أمة ولسان كخميرة مقدسة تعمل على الدوام لتجديد العالم. الجماعة الكنسية تقيم المبنى كتقدمة حب يتقبلها الله من يديها ويقدسها ويجعل منها هيكلاً له مقدساً، وفيه تتمتع الجماعة بتشكيلها الإفخارستى بأسراره الإلهية كجسد المسيح الحى العامل فى مؤمنيه.

4 - هل يقوم المبنى على أسس معمارية فنية مجردة؟

فيرى ([293]) R. Schwarz أن المبنى الكنسى هو عمل مقدسة يليق ألا يقوم على أسس معمارية فنية مجردة، وإنما أيضاً على الحقيقة الإيمانية المقدسة الأصيلة. لذلك يليق بالقائمين على شئون المبانى أن يكونوا هم أنفسهم أعضاء حية سالكين بالروح الكنسية. يليق بهم أن يكونوا حجارة حية، مبنين على أساس المسيح الحى، بروح رسولى صادق، فيخرج عملهم حاملاً ذات الروح. فكما يتقدس الكاهن للعمل الكهنوتى الرعوى، واللاهوتى فى دراسته، هكذا يلتزم العاملون فى بناء بيت الرب أن يتقدسوا ويتهيأوا لهذا العمل المقدس، فهم يشتركون فى عمل مقدس تحت قيادة الروح القدس نفسه.

5 - ماذا نعنى بالحياة الليتورجيا أو بالشكل الليتورجى للكنيسة؟

الليتورجية وتسابيحهم المستمرة، تسندهم وتشجعهم بل وتكشف لهم مفاهيم هذه العبادة وأسرارها وغايتها. لتوضيح ذلك نعطى بعض الأمثلة:

1. وجود المعمودية فى أقصى غرب المبنى الكنسى عند المدخل والمذبح فى أقصى الشرق يؤكد لنا أن مدخلنا إلى الحياة الكنسية ينطلق بتمتعنا بليتورجية المعمودية، التى تبقى فاعليتها ملازمة لحياتنا حتى تدخل بنا على الدوام إلى ليتورجية المذبح لننعم بسرّ الاتحاد مع المسيح الذبيح!

2. وضع المنجلية بين المذبح وجماعة المؤمنين يكشف عن مركز كلمة الله فى حياة المؤمنين الليتورجية... فانهم لا يستطيعون أن يقتربوا من أسرار المذبح إلا من خلال كلمة الله!

3. ارتفاع الصليب أعلى حامل الأيقونات، ورسمه على الأبواب، وفى كل ركن فى الكنيسة، ونقشه على تيجان الأعمدة، يوضح لنا الحقيقة الليتورجية بكونها دخول عملى فى الشركة مع المسيح المصلوب. فالصليب هو رسرّ عبادتنا، وموضوع تسبيحنا وعلة لقائنا مع الله إلى الأبد.

وقد تحدث J. Rykwert فى كتابه "المبنى الكنسى" عن العلاقة بين المبنى والليتورجية قائلاً ([294]): [الليتورجية هى الحركة الحية التى يحتضنها مبنى الكنيسة، لهذا يلتزم أن يكون المبنى ممتثلاً للحركة الليتورجية فى شكله وتجميله]. ففى الليتورجية تذكر الكنيسة أعمال ربنا الخلاصية، هذه الذكرى تؤكدها أيضاً ملامح الكنيسة المادية. هكذا تعمل الملامح المادية فى انسجام مع العبادة، حتى أن المذبح غالباً ما يكون على شكل التابوت كتذكار لآلام السيد المسيح وموته ودفنه.

6 - كيف يرتبط المبنى الكنسى بالحياة السماوية؟

يعلن المبنى الكنسى عن سمة الجماعة السماوية. يقول العلامة أوريجينوس على قول داود النبى: "هذه أذكرها فأسكب نفسى علىَّ. لأنى كنت أمرّ مع الجماعة، أتدرج معهم إلى بيت الله" (مز42: 4)، قائلاً: [ترى ما هو هذا المسكن الذى يتذكره داود فيسكب نفسه عليه، مشتهياً هذا البيت فى حب قوى حتى الموت؟ هل هو المسكن المصنوع من جلد وبوص وإسمانجونى وأرجوان؟ لا شك أن نظرة داود مختلفة تماماً... انزع عنك كل فكر أرضى، وتعال سرْ فى الطريق الذى يفتحه لك الأنبياء والرسل وفوق الكل سر فى كلمة الله من كل قلبك وبكل فهمك، لتصعد إلى السماء وتتأمل روعة المسكن الأبدى الذى أوضح لك موسى مجرد ظله ([295])]. يقول المؤرخ الكنسى يوسابيوس إن الكنيسة المنظورة تُبنى على صورة الكنيسة غير المنظورة... هى السماء على الأرض. ويقول العلامة أوريجينوس: [الكنيسة هى امتثال بالملكوت العتيد ([296])]. ويقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [يليق بنا أن نخرج من هذا الموضع نحمل ما يليق به كموضع مقدس، كأناس هابطين من السماء!... علموا الذين فى الخارج أنكم كنتم فى صحبة السيرافيم، محصيين مع السمائيين، مُعدين مع صفوف الملائكة، تتحدثون مع الرب وتكونون فى صحبة المسيح ([297])].

7 - كيف يعبّر المبنى الكنسى عن الحياة الداخلية للمؤمن؟

كل ما نراه بالعين المنظورة فى المبنى يتحقق بالإيمان فى إنساننا الداخلى. يقول العلامة أوريجينوس عن خيمة الاجتماع: [إذ أتطلع إلى نفسى وأنا مزمع أن أبحث هذا الأمر إذا بشجاعتى تخوننى أمام رهبة هذه الأسرار ([298])]. كما يقول: [أوضح الرب سرّ بناء الخيمة بقوله لموسى: تصنعون لى مسكناً فأسكن فى وسطكم (خر25: 8). يشتهى الله أن نصنع له مسكناً، واعداً إيانا برؤيته كمقابل لذلك... أما مسكن الرب الذى يريدنا أن نقيمه فهو القداسة... بهذا يقدر كل إنسان أن يقيم لله خيمة داخل قلبه... والخيمة تصنع من عشر شقق (خر26: 1) إشارة إلى تنفيذ الوصايا العشر! وفى الخيمة يشير القرمز والاسمانجونى والكتان النقى... إلى تنوع الأعمال الصالحة. الذهب يشير إلى الإيمان، والفضلة الى الكرازة (مز12: 6)، والنحاس إلى الصبر. والأخشاب التى لا تسوس إلى المعرفة التى يتمتع بها المؤمن فى خلوة البرية، والعفة الدائمة التى لا تشيخ. والكتان يشير إلى البتولية، والأرجوان إلى محبة الاستشهاد. والقرمز إلى ضياء المحبة، والاسمانجونى إلى رجاء ملكوت السماوات. بهذه المواد تُقام الخيمة... بناء الخيمة يستلزم البحث عن ألواح (خر26: 25) الفضائل! ألواح من الفضة أى الصبر مع الحكمة. هذه الخيمة تسندها وتزينها أعمدة من فضة، أى تستند على اتساع القلب... وتتحصن بالعوارض (خر35: 11) أى توجيه القلب بكامله للتلذذ بالله والتأمل فيه. وتستقر على قواعد فضية، أى تبنى حياتنا على أساس كلمة الله التى نطق بها الرسل والأنبياء. تغطى هذه الألواح بطبقة من الذهب، إى يكسوها الإيمان بالمسيح. ويبنى فى القلب عشرة شقق، أى يتسع القلب بغير حدود ([299])].

8 - لماذا استخدمت السراديب للعبادة خاصة فى الغرب؟

هذا التعبير "سرداب Catacomb" غالباً أخذ عن اليونانية Catacombas التى تعنى "الوادى الضيق". كان القانون الرومانى يأمر باستبعاد الجثمان خارج أسوار المدن، لذلك أقيمت السراديب بجوار الطرق الجانبية. وبحسب القانون الرومانى تُعتبر Socrosant أى لا يجوز مهاجمتها. لهذا استخدمها المسيحيون فى بعض البلاد، خاصة روما، كمواضع للعبادة أثناء الاضطهاد.

9 - ما هو دور المعمار الكنسى فى مصر؟

يقول الدكتور عزيز سوريال عطية: [بالرغم مما عانته أغلب الآثار القبطية القديمة من غارات مستمرة وإهمال الكثير منها وتحطيمه لكنه لا يزال يمثلها عدد من المبانى الديرية والكنائس تحمل شكلها الأول الأصيل، لهذا يستطيع رجل المعمار أن يرسم صورة صادقة عن أساسيات المعمار القبطى... فان بعض الآثار قد عرفت ولم ينقب عنها، بينما لا تزال آثار بلا حصر لم تعرف بعد ولا لمست ([300])]. مما يجدر ملاحظته أن المبانى الكنسية فى مصر تعرضت لتيارات مستمرة من التدمير والتحطيم والحرق. تارة بأيد مصرية وثنية وأخرى من الحكام: رومان وملكيون ومماليك وأتراك الخ. حتى لم يتبق فى الإسكندرية كنيسة واحدة ترجع مبانيها للقرون الثلاثة الأولى، أما كنائس مصر القديمة والآثار التى فى صعيد مصر ووجه بحرى فترجع إلى ما بعد القرن الثالث. أكد رجال المعمار أن مصر لابد أنها حازت العديد من الكنائس الفخمة، لها أثرها الفعال على معمار الكنيسة الأولى وفنونها. وكما يقول ([301]) Rykwart: [يصعب جداً تقدير مساهمة الإسكندرية فى التطور العام للمعمار الكنسى، فإن كنائس الإسكندرية على خلاف القسطنطينية لم تتحول ببساطة "بواسطة الغزاة المحدثون لاستخدامهم الخاص، وإنما غالباً ما حطمت وتركت بغير ملامح!].

10 - ما هو أول مبنى كنسى فى مصر؟

تحول بيت أنيانوس الرجل الأول الذى قَبل الإيمان فى الإسكندرية على يدى مار مرقس الرسول، إلى أول كنيسة من أصل بيت فى مصر. فيما بعد أقيمت كنيسة معتبرة فى ضاحية بوكاليا ([302]) وفى ليلة عيد الفصح من عام 68م ثار الوثنيون عندما رأوا معبد سيرابيس الضخم مهجوراً والكنيسة حية بالمؤمنين، فهجموا عليها وأمسكوا بالقديس ليقتلوه.

11 - ما هو طراز الكنائس التى شيدت فيما بعد فى مصر؟

يقول الدكتور عزيز عطية إن الأقباط كانوا يعتزون بثقافتهم الفرعونية، وإن كان بعض الغزاة تركوا بصماتهم على الثقافة المصرية، سواء كانوا يونان أو رومان أو فارسين أو بيزنطيين... فانه من الخطأ الجسيم أن نظن الفن المصرى قد تبع فى وقت من الأوقات إحدى هذه الثقافات.

بدأ المعماريون المحدثون يرفضون الآراء القديمة التى نادت بأن معمارنا مجرد فرع للمعمار البازليكى أو البيزنطى، أو هو خليط من كليهما، فيؤكد هاملتون كمثال [نستطيع تصنيف كنائس مصر فى طابع خاص بها، أى المعمار القبطى، خطته قد أملتها عاداتها الليتورجية والكنسية، وتكوينها يحمل مشاعرها القومية].

12 - لماذا اهتمت الكنيسة الأولى بالاتجاه نحو الشرق فى عبادتنا؟

جاء فى القوانين (الدساتير) الرسولية "يلزم أن تكون الكنيسة مستطيلة الشكل، متجهة نحو الشرق ([303])". كما أشير إلى هذا التقليد فى كتابات القديس إكليمنضس السكندرى ([304]) والعلامة أوريجينوس ([305]) والعلامة ترتليان ([306]) الخ. كما اعتادت الكنيسة منذ القرون الأولى فى خدمة ليتورجية العماد ان تسأل طالبى العماد بعد جحدهم الشيطان وكل أعماله أن يتجهوا نحو الشرق ويعلنوا إيمانهم بالثالوث القدوس ([307]). كما نقرأ عن القديس أرسانيوس أنه اعتاد الوقوف للصلاة عند غروب السبت حتى تشرق الشمس أمامه صباحاً. وفى أعمال الشهداء نسمع أنهم كانوا يبذلون كل الجهد أن يتجهوا نحو الشرق فى لحظات استشهادهم أو رحيلهم عن هذا العالم.

13 - ما هو مدلول الاتجاه للشرق فى عبادتنا وبناء كنائسنا؟

أولاً: المسيح هو شرقنا. دعى مسيحنا بالشرق (زك6: 12) كما دعى "شمس البر والعدل" الذى يشرق بغير انقطاع ليبدد الظلمة (مل4: 2). يقول العلامة أوريجينوس ([308]): يليق بنا الصلاة متجهين نحو الشرق إشارة إلى تطلع النفس تجاه فجر النور، أى إلى شمس البر والخلاص، والذى يشرق على العالم الجديد الذى هو الكنيسة].

ثانياً: تذكر الفردوس المفقود. يقول القديس باسيليوس الكبير: [إننا نتجه نحو الشرق حسب تقليد غير مكتوب قد تسلمناه، إلا أننا قليلاً ما ندرك أننا بهذا إنما نطلب وطننا القديم، الفردوس الذى غرسه الله فى عدن نحو الشرق].

ثالثاً: ترقب باروسيا "مجئ الرب". أعلن الرب عن مجيئه أنه يأتى كالبرق من المشرق يضئ حتى المغرب (مت24: 27)، كما قال الملاك للتلاميذ هكذا يأتى ابن الإنسان كما صعد فى المشارق (أع1: 11). وجاء فى الدسقولية ([309]): [يلزم أن تصلوا نحو الشرق، إذ تعرفون ما هو مكتوب: أعط مجداً لله الراكب سماء السماوات نحو الشرق. (مز68)].

رابعاً: رمز الميلاد الجديد والرجاء والنور. يرى القديس إكليمنضس السكندرى أننا فى كل مرة نقف للصلاة متجهين نحو الشرق نذكر بداية حياتنا الجديدة التى نلناها بالمعمودية.

خامساً: التطلع نحو الصليب. يقول القديس أثناسيوس الرسولى: [إن السيد المسيح كان متطلعاً نحو الغرب عندما علق على الصليب، فنلتزم نحن بالتطلع نحو الشرق أى نحو المصلوب ([310])].

14 - ما هو الشكل الخارجى للمبنى الكنسى؟

أولاً: على شكل الصليب. يعلن عن طبيعتها كجسد المسيح المصلوب، مخلصها المحبوب. يقرر بتلر: [أن البنائيين الأقباط لم يعطوا اهتماماً لهذا الشكل وربما لم تكن لهم به أية دراية ([311])].

ثانياً: على شكل دائرة. ترمز الدائرة لطبيعة الكنيسة الأبدية، لانها تمثل خطأ بلا بداية ولا نهاية ([312])، وقد حملت هذه الطبيعة عن عريسها الأبدى. هذا الطابع أيضاً نادر فى المعمار الكنسى القبطى.

ثالثاً: على شكل سفينة. وجدت منقوشة بأشكال متنوعة على مقابر المصريين واليونان والرومان الخ. لاعتقادهم بالخلود ([313])، فقد تطلعوا إلى الموت كرحلة بسفينة متجهة نحو العالم الآخر ([314]). يقول القديس أغسطينوس: [الفلك بلا شك هو رمز مدينة الله فى رحلتها عبر التاريخ. هو رمز للكنيسة التى خلصت بالخشبة التى علق عليها "الشفيع بين الله والناس، الإنسان يسوع المسيح" (1تى2: 5)].

يقول الأب هيبوليتس: [البحر هو العالم، نزلت إليه الكنيسة حتى العمق لكنها لم تهلك لأن قبطانها المسيح ماهر. إذ تحمل صليب الرب إنما تحمل الغلبة على الموت فى داخلها... البحارة هما العهدان (القديم والجديد). والحبال المحيطة بها هى محبة المسيح التى تربط الكنيسة. الشبكة التى معها هى جرن الميلاد الجديد الذى يجدد المؤمنين. الروح القدس حال فيها كبحار ماهر يُختم به المؤمنون... لها مراسى من حديد تحتفظ بها. هى وصايا المسيح نفسه، قوية كالحديد! بها نوتيه على اليمين واليسار، خدام كالملائكة القديسين يديرون الكنيسة ويحفظونها. السلم الذى نصعد به إلى ظهر السفينة هو تذكار آلام المسيح، به ترتفع قلوب المؤمنين إلى السماء. القلاع المرتفعة فوق السفينة هى شركة الأنبياء والشهداء والرسل الذين يدخلون راحتهم ([315])]. ويقول القديس إكليمنضس السكندرى: [يدير كلمة الله دفة سفينتك (قلبك) ويعود بك الروح القدس إلى ميناء السماء سالماً ([316])].

15 - ما هو مفهومنا للهيكل؟

يرتبط الهيكل بالمذبح فى الكنائس الأرثوذكسية، حتى أن الهيكل يدعى أحياناً بالمذبح. هذا الارتباط يكشف عن ارتباط السماء بالصليب، فالهيكل يمثل السماء التى نعرفها خلال ذبيحة الصليب.

16 - ما هو الدرج وما هى الشرقية؟

خلف المذبح يقوم "الدرج" حيث يجلس الأسقف على كرسيه وحوله الكهنة يمارسون عباداتهم وكرازتهم. لهذا يسمى البعض الهيكل بريسبيتريم Presbyterum أى موضع الكهنة ([317]). فوق الدرج توجد الشرقية، وهى تمثل حضن الله المفتوح للعالم كله خلال المذبح والخدمة الكهنوتية.

17 - ما هو طقس الهيكل

أ. كانت الكنيسة تمنع أحياناً العلمانيين من دخول الهيكل نهائياً، ربما لتحاشى أحد العادات الوثنية التى أشار إليها القديس يوحنا ذهبى الفم ألا وهى وضع الإنسان يده على المذبح ويقسم ([318]). وأحيانا اكتفت بمنع دخول الوثنيين إلى الهيكل ولمسهم المذبح المسيحى كما أشار إلى ذلك القديس غريغوريوس أسقف نيصص ([319]).

ب. ندخل الهيكل عراة الأقدام كوصية الرب لموسى "اخلع حذاءك... لأن الموضع الذى أنت واقف عليه أرض مقدسة" (خر3: 5). خلع الحذاء يشير إلى الشعور بعدم تأهلنا حتى للوقوف فى هذا الموضع المقدس الذى فيه تقدم الذبيحة المخوفة التى تشتهى الملائكة أن تطلع إليها ([320]). يرى العلامة أوريجينوس أن الأحذية فى القديم كانت تصنع من جلد الحيوان الميت، وكأن الله بوصيته هذه يطلب منا أن نخلع عنا محبة الأمور الزمنية الميتة لنلتصق بالسماويات الخالدة. كما أن يستخدم فى الطبول التى تشير إلى حب الظهور.

ج. أمرت الكنيسة ألا يتكلم أحد مطلقاً فى المذبح خارجاً عما تدعو إليه الضرورة.

18 - ما هو ارتباط المذبح الذى فى الهيكل بالمذبح الداخلى فى نفوسنا؟

فى تقبل المؤمنون سر المذبح أقصد التناول من الأسرار المقدسة، يلزمهم أن يقدموا من جانبهم ذبائح التوبة والحب والصلوات والأصوام والصدقة الخ، فى استحقاقات دم المسيح. فيشتركون فى سرّ المذبح المنظور خلال مذابحهم الخفية السرية. فى حديث العلامة أوريجينوس ضد صلسس Celsus يقول: [(صلسس) لم يدرك أن نفس كل إنسان صالح منا إنما هى مذبح، يرتفع منه بخور بالحق والروح ذو رائحة ذكية. قيل "البخور هو صلوات القديسين" (رؤ5: 8)، وأيضاً "لتصعد صلاتى كالبخور قدامك" (مز141: 2) ([321])]. ويقول القديس إكليمنضس السكندرى: [المذبح السماوى الذى يقوم بيننا هنا هو اجتماع الذين كرسوا حياتهم للصلاة، فيكون لهم صوت واحد وفكر واحد ([322])].

19 - إذ أُبطلت الذبائح الحيوانية بذبيحة المسيح على الصليب فما حاجتنا بعد إلى وجود مذبح؟

أ. أكدت نبوات العهد القديم إقامة مذبح العهد الجديد: "لأنه من مشرق الشمس إلى مغربها اسمى عظيم بين الأمم وفى كل مكان يقرب لاسمى بخور وتقدمة طاهرة..." (ملا1: 11). "فى ذلك اليوم يكون مذبح للرب فى وسط أرض مصر... فيُعرف الرب فى مصر، ويعرف المصريون الرب فى ذلك اليوم ويقدمون ذبيحة وتقدمة" (إش19: 19 - 22).

ب. يقول الرب نفسه: "متى قدمت قربانك على المذبح" (مت5: 23 - 24).

ج. قيل: "لا تقدرون أن تشتركوا فى مائدة الرب ومائدة الشياطين" (1كو10: 21).

20 - ما هى ملامح المذبح القبطى؟

أ. يأخذ المذبح القبطى شكل المكعب تقريباً، ليمثل قبر الرب.

ب. يقوم فى وسط الهيكل ليطابق المذبح السماوى "سمعت صوتاً من أربعة قرون" (رؤ9: 13).

ج. غالباً ما يصنع من الحجارة أو الرخام أو اللبن، ولو أن هناك بعض الاستثناءات.

د. يلزم أن يكون المذبح مجوفاً لتوضع داخله أو تحته رفات القديسين.

ﻫ. توجد فتحة باب فى المذبح ضيق يستعمل لتخبئة الذخائر المقدسة أثناء الاضطهاد ([323]).

و. لا يجوز ارتفاع المذبح عن أرضية الهيكل كما جاء هذا المنع بوصية إلهية (خر20: 26).

ز. لا ينحت فيه رسوم أياً كانت حتى الصلبان (خر20: 25).

ح. ظهر تعدد المذابح فى الكنيسة الواحدة لإشباع الاحتياجات المتزايده للشعب المسيحى الدائم النمو، إذ لا يجوز إقامة أكثر من قداس على مذبح واحد فى ذات اليوم.

21 - كيف يتم تكريس المذبح؟

بمجرد إقامة القداس الإلهى عليه، أووضع رفات القديسين تحته، أو تدشينه بمسحة الميرون.

22 - لماذا نستخدم أغطية للمذبح؟

لا يجوز ترك المذبح بغير أغطية، التى غالباً ما تكون ثلاثة من الكتان الأبيض المستخدم فى تكفين السيد المسيح إشارة إلى النقاوة. يقال إن الكهنة فى وقت الاضطهاد كانوا يمزقون أغطية المذبح قبل تركهم الكنيسة حتى لا يستخدمها غير المسيحيين فى غرض آخر.

أ. الأول يصل إلى الأرض من كل الجوانب، مزين بصليب فى الأركان أو بصليب فى الوسط.

ب. الثانى يوضع فوق السابق، كتانى أبيض، يتدلى حوالى 15سم من كل جانب.

ج. الثالث يسمى الأبروسفارين، وهى كلمة مشتقة عن اليونانية "بروسفورا" أى تقدمة، يشير إلى الحجر الذى دحرجه الملاك عن قبر السيد المسيح.

تشعر الكنيسة الأولى بقدسية خاصة للمذبح، فلا يوضع عليه شئ غير القرابين المقدسة والأوانى المقدسة والإنجيل، حتى رفات الشهداء والقديسين لا توضع عليه. يقول جريجورى ديكس ([324]): [وضع أى شئ فوق المذبح يناقض تماماً العرف الذى اتبعته الكنيسة الأولى الخاص بالتقديس. فالسرج والشمعدانات كانت تعلق فوقه أو تحوط به... أما المذبح فيخلو من كل زينة طوال الألف سنة الأولى من تاريخ المسيحية فى الغرب، وربما إلى أكثر من هذا فى الشرق].

لا يٌثبت صليب على المذبح، لأن المذبح نفسه هوجلجثة الرب أو صليبه. هذا وغالبة مذابحنا الرئيسية لها عروش تحمل فوقها الصليب.

يوجد حول المذبح القبطى شمعدانان يشيران إلى الملاكين اللذين كانا فى قبر الرب.

23 - ما هو طقس اللوح المقدس؟

أعلى المذبح القبطى يوجد مستطيل منحوت، عمقه حوالى 2 / 1 2سم، فيه يوصح اللوح المقدس غالباً ما يكون قطعة من الخشب، ونادراً ما يكون من الرخام. يُرسم عليه صليب فى الوسط أو مجموعة من الصلبان والحرفان واليونانيان الأول والآخر، أى الألفا والومجا a وw، وأحياناً يُكتب عليه بعض فقرات مقتبسة من المزامير مثل: "أساساته فى الجبال المقدسة، أحب الرب أبواب صهيون أفضل من جميع مساكن يعقوب،" مذابحك يارب إله القوات ملكى والهى "(مز87: 1 - 3).

اللوح المقدس غالباً هو وليد عصور الاضطهاد حيث يتمكن المؤمنون من حمله والتنقل به أثناء الضيق، ويرى البعض أنه جاء بديلاً للمذابح المتنقلة.

24 - ما هو العرش؟

غالباً ما يعلو المذابح الرئيسية وأحياناً الجانبية عرش من الخشب أو الحجارة يستقر على أربعة أعمدة، يسمى Ciborium، ويعتقد أن هذا الاصطلاح مشتق من الكلمة اليونانية "κιποριον" والتى تعنى فى الأصل غلاف بذرة الزنبق المصرى المائى المجوف، حالياً يستخدم هذا الاصطلاح ليشير أيضاً إلى الغطاء المدلى فوق عرش الأسقف، والإناء الذى توضع فيه الأسرار المقدسة لتحمل للمرضى، إذ به غطاء له شكل القبو([325])، وفوق أجران المعمودية كما فى كنيسة دورا بسوريا.

كانت العروش القبطية غنية بالرسومات مثل أيقونة المسيح يحيط به الشاروبيم والسيرافيم. كما يرسم الإنجيليون أحياناً فوق الأعمدة. وكأن أركان المسكونة الأربعة تتقدس بكلمة الإنجيل. ويعلو العرش صليب، كما يحمل أحياناً أربعة صلبان من كل جانب تشير إلى خمسة جراحات الرب.


[287] [] راجع الكاتب: دراسات فى التقليد الكنسى والأيقونات – الكنيسة بيت الله، ملبورن أستراليا، 1977.

[288] [] Hermas: Shepherd vis 4: 3 2: 4.

[289] [] Adv. Hear 24: 3: 1.

[290] [] St. Cyril of Alexandria: Thesaurus 34. PG 609: 75; In Joan. 2: 11 PG 452: 74, 3.

[291] [] Cf. Shepherd vis 4: 2: 1.

[292] [] Ad. Haer 32: 5: 2; 34: 5: 1.

[293] [] راجع الكاتب: دراسات فى التقليد الكنسى والأيقونات – الكنيسة بيت الله، ملبورن أستراليا، 1977.

[294] [] J. Rykwert: Church Building (faith & fact books) P9, 10.

[295] [] In Exod. Hom 9.

[296] [] De Principiis.

[297] [] الكاتب: القديس يوحنا الذهبى الفم: رسالتك فى الحيا، أكتوبر 67ص21.

[298] [] Origen, In Exod. Hom 13.

[299] [] Ibid. hom 9.

[300] [] Atya A. S: History of Eastern Christianity, p 136.

[301] [] Rywart: Church Building. P 63.

[302] [] Atya p 27.

[303] [] apostolic Constitutions 2, 57 (61).

[304] [] St. Clement of Alexandria: Strom. 7.

[305] [] Origen: Hom 5 in Number. Ch 4.

[306] [] Tertullin: Apology 16; Ad Nationes 13.

[307] [] القس تادرس يعقوب: القديس كيرلس الأورشليمى. سيرته، مقالاته للموعوظين، مقالاته عن الأسوار.

[308] [] Origen: On Prayer 32; Hom 5 in Numb, ch 4; Quasten: Patrology vol 2, p. 68; Danielou: Origen. N. Y. 1955. P 29.

[309] [] Connolly R. H. Didascalia Apostolorum. 1929. P 119 - 120; Cibson M.: Horae Semiticae II; The Didascalia Apotolorum.. Londom 1903.

[310] [] منارة الأقداس للروم ص 19.

[311] [] Butler: The Ancient Chuches of Egypt.

[312] [] Zvegintzov: Our Mother Church.

[313] [] Rahner: Greek Myths & Christian Mystery, London 1963. P 85 - 6.

[314] [] Cope: Symbolism in the Bibl & The Church, London 1959. P 35.

[315] [] De Aticher 29; Quasten: Patrology vol 2, p. 213.

[316] [] ST. Clement of Alexandria, Protrepticus 118: 12,4.

[317] [] Davies: The Origin & Development of Early Christian Church Architecture P. 36. Oxford Dictionary of the Christian Church. P. 123.

[318] [] ST. Chrysostom: hom. In Acts 6: 9 PG. 48: 60.

[319] [] PG. 581: 46.

[320] [] القداس الإلهى: القديس باسيليوس (صلوات قبل التناول).

[321] [] Origrn: against Celsus 17: 8,18.

[322] [] ST. Clement of Alexandria: Miscellainies, book 7.

[323] [] القمص منقريوس عوض الله: منارة الأقداس ح1 ص54.

[324] [] Dix: The Shape of the Liturgy, ch. 12.

[325] [] W. H. Freestone: Sacrament reserved, 1917, P. 207 - 8.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الفصل الحادي عشر حامل الأيقونات "الأيقونستاسز"

الإنسان الكنسى

فهرس المحتويات
فهرس المحتويات

المحتويات