الأَصْحَاحُ الخَامِسُ عَشَرَ – رسالة بولس الرسول رومية – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: رسالة بولس الرسول إلى رومية – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأَصْحَاحُ الخَامِسُ عَشَرَ

محبتنا للآخرين واشتياق ومدح بولس لأهل رومية.

(1) القوى فى الإيمان هو من يحتمل الآخر (ع 1 - 7):

1فَيَجِبُ عَلَيْنَا نَحْنُ الأَقْوِيَاءَ أَنْ نَحْتَمِلَ أَضْعَافَ الضُّعَفَاءِ، وَلاَ نُرْضِىَ أَنْفُسَنَا. 2فَلْيُرْضِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا قَرِيبَهُ لِلْخَيْرِ لأَجْلِ الْبُنْيَانِ. 3لأَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا لَمْ يُرْضِ نَفْسَهُ، بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «تَعْيِيرَاتُ مُعَيِّرِيكَ وَقَعَتْ عَلَىَّ. » 4لأَنَّ كُلَّ مَا سَبَقَ فَكُتِبَ، كُتِبَ لأَجْلِ تَعْلِيمِنَا، حَتَّى بِالصَّبْرِ وَالتَّعْزِيَةِ بِمَا فِى الْكُتُبِ، يَكُونُ لَنَا رَجَاءٌ. 5 وَلْيُعْطِكُمْ إِلَهُ الصَّبْرِ وَالتَّعْزِيَةِ أَنْ تَهْتَمُّوا اهْتِمَامًا وَاحِدًا فِيمَا بَيْنَكُمْ بِحَسَبِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ، 6لِكَىْ تُمَجِّدُوا اللهَ أَبَا رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَفَمٍ وَاحِدٍ. 7لِذَلِكَ اقْبَلُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا، كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا قَبِلَنَا لِمَجْدِ اللهِ.

العدد 1

ع1:

يبدأ القديس بولس أصحاحه بآية تلخص الأصحاح السابق، وهو أن القوى فى إيمانه ومحبته لله يتنازل عن ما يريح ويرضى نفسه حتى لا يتعب الضعيف فى الإيمان، بل ويحتمل بطول أناة ويستوعب بقلب متسع أفكار وآراء ضعفاء الإيمان. وهذا عكس فكر العالم الذى يظن أن من يحتمل هو إنسان ضعيف بلا شخصية.

يتحقق هذا الكلام عملياً بأن يتواضع الخادم أو الوالدان أمام المخدوم أو الأبناء، فيستمعون لآرائهم بهدوء وحب دون أن يهاجموهم أو يفحموهم بعظم الكلام، ومع الوقت سيجدون الفرصة لتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة فى هدوء.

العدد 2

ع2:

إذاً فليفكر كل واحد كيف سيربح الآخر بلا أنانية. ولكن إلى أى حد أرضى الآخر؟ الفيصل هو الحيز والبر، بمعنى أن الخدام يقبلون آراء المخدوم أو آراء الآخر ما دامت لا تتعارض مع الخير والصلاح، وليس المطلوب أبداً أن تتنازل الكنيسة وتتهاون وتتسيب فى مفاهيم قد تؤدى بالمخدوم إلى الهلاك، وإلا فقدت الكنيسة قداستها وتشبهت بالعالم وفقدت المخدوم أيضاً إلى الأبد.

العدد 3

ع3:

إن كان العالم اليوم يعلم الإنسان أن يحيا مرضياً لنفسه بأنانية شديدة حتى لو تضرر الآخر، فالسيد المسيح لم يعلمنا هذا، بل نظر إلى ما يرضينا أى الخلاص والفداء، واحتمل الآلام والإهانات لأجلنا حتى أنه صرخ إلى الآب قائلاً كل الإهانات التى يريد رافضوك قولها لك قد أهانونى بها وأنا مصلوب على الصليب.

العدد 4

ع4:

الآية السابقة وكل آيات العهد القديم مكتوبة ليس كتاريخ، ولكن لكى نتعلم كيف نسلك سلوكاً روحياً بتألمنا من أجل الآخرين. فكلمة الله المكتوبة فى الكتاب المقدس تعزينا وتعطينا صبراً على آلامنا، فنستطيع أن نحتمل آلام الحاضر على رجاء أن أتعابنا ستؤول للمجد فى النهاية.

العدد 5

ع5:

يعد الله أن يسند أولاده بالصبر والتعزية الداخلية، حتى يستمروا فى محبتهم للكل وطلب خلاصهم.

إن الذى يرضى غيره على حساب نفسه، يفتح له الله طاقات غير محدودة وتعويضات لا تعد وحتى الصبر نفسه يصير سهلاً. فكم سمعنا فى تاريخ كنيستنا الزاخر عن قديسين احتملوا الآخرين بصبر وفرح.

العدد 6

ع6:

قلبا واحدا: مشاعر محبة تجمع الكل.

فما: فكرا وتعليما واحدا.

وبهذا تتخلصون من الانشقاق فى الكنيسة، فتصيرون قلبا وفما واحداً وهكذا يتمجد اسم المسيح عندما يرى العالم أولاده وحدة واحدة بلا انشقاق.

العدد 7

ع7:

إن كان المسيح القدوس الكامل قد قبلنا نحن الخطاة الدنسين رغم الفارق الشاسع بيننا وبينه، فكم بالحرى نحن البشر الخطاة الضعفاء ينبغى أن نقبل إخوتنا الضعفاء بحب مهما كانت حالتهم أو أخطاءهم.

لا تنس هدفك الوحيد وهو خلاص نفسك والآخرين. وتنازل عن راحتك ورغباتك لتكسب المحيطين بك. فوسط عالمنا الأنانى تتجلى المحبة التى يحتاجها الكل. قدم محبتك، ولو بابتسامة أو كلمة تشجيع صغيرة، وصلِ من أجل الكل.

(2) قبول اليهود والأمم (ع 8 - 13):

8 وَأَقُولُ: إِنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ قَدْ صَارَ خَادِمَ الْخِتَانِ مِنْ أَجْلِ صِدْقِ اللهِ، حَتَّى يُثَبِّتَ مَوَاعِيدَ الآبَاءِ. 9 وَأَمَّا الأُمَمُ، فَمَجَّدُوا اللهَ مِنْ أَجْلِ الرَّحْمَةِ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ سَأَحْمَدُكَ فِى الأُمَمِ، وَأُرَتِّلُ لاِسْمِكَ» 10 وَيَقُولُ أَيْضًا: «تَهَلَّلُوا أَيُّهَا الأُمَمُ مَعَ شَعْبِهِ» 11 وَأَيْضًا: «سَبِّحُوا الرَّبَّ يَا جَمِيعَ الأُمَمِ، وَامْدَحُوهُ يَا جَمِيعَ الشُّعُوبِ» 12 وَأَيْضًا يَقُولُ إِشَعْيَاءُ: «سَيَكُونُ أَصْلُ يَسَّى وَالْقَائِمُ لِيسُودَ عَلَى الأُمَمِ، عَلَيْهِ سَيَكُونُ رَجَاءُ الأُمَمِ. » 13 وَلْيَمْلأْكُمْ إِلَهُ الرَّجَاءِ كُلَّ سُرُورٍ وَسَلاَمٍ فِى الإِيمَانِ، لِتَزْدَادُوا فِى الرَّجَاءِ بِقُوَّةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ.

الأعداد 8-10

ع8 - 10:

الختان: أى اليهود.

اليهود والأمم متساوون من حيث أن المسيح خدم كليهما بتقديم الخلاص لهما، لا لفضل فيهم، فاليهود خلصهم من أجل وعده لآبائهم أنه سيخلص نسلهم بالرغم من كثرة عصيانهم، والأمم قد سبق وأشارت النبوات (مز18: 49)، (تث32: 43)، والتى استشهد بها القديس بولس فى (ع 9، 10) على التوالى إلى أن الله سيرحمهم لأنه إله حب ورحمة ورأفة، مع أنهم غير مستحقين لأجل كثرة خطاياهم.

الأعداد 11-12

ع11 - 12:

أصل يسى: السيد المسيح.

يسود عليكم: ملككم.

يؤكد أيضاً فرح الأمم لأن الله خلصهم كما جاء فى (مز117: 1).

ليس ذلك فقط بل أن السيد المسيح سيكون ملككم (إش11: 10)، أى يملك على قلوبكم وأفكاركم، وستنتهى حالة العداوة بينكم وبينه وتتحول إلى رجاء فيه أى ثقة بأن يحبكم ويخلصكم. وقد اختص بالآيتين (11، 12) الأمم، ليمحو من قلوبهم أى إحساس بالنقص بالمقارنة باليهود.

من عظائم رحمة الله أن كل إنسان موضوع فى خطة الله للخلاص، حتى البعيدين الذين لم تُتَاح لهم فرصة التعليم الروحى فى صغرهم سيأتى يوم تفتقدهم نعمة وعمل الله بقوة، فترحمهم وتعيدهم إلى أحضانه إن هم أرادوا. فاهتم بأن تظهر المسيح للبعيدين وتدعوهم للكنيسة وتصلى لأجلهم مهما كان شرهم واضحاً، فالله يبحث عن خلاصهم بل وقادر أن يحولهم إلى قديسين.

العدد 13

ع13:

أخيراً يدعو لهم القديس بولس أن تؤازرهم نعمة الروح القدس، ليثبتوا ويزداد رجاءهم ويقينهم بالمسيح، فيفرحون بحياتهم مع الله ويشعرون بالسلام.

(3) امتداح أهل رومية (ع 14 - 19):

14 وَأَنَا نَفْسِى أَيْضًا مُتَيَقِّنٌ مِنْ جِهَتِكُمْ يَا إِخْوَتِى، أَنَّكُمْ أَنْتُمْ مَشْحُونُونَ صَلاَحًا، وَمَمْلُوؤُونَ كُلَّ عِلْمٍ، قَادِرُونَ أَنْ يُنْذِرَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا. 15 وَلَكِنْ، بِأَكْثَرِ جَسَارَةٍ، كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ جُزْئِيًّا أَيُّهَا الإِخْوَةُ، كَمُذَكِّرٍ لَكُمْ بِسَبَبِ النِّعْمَةِ الَّتِى وُهِبَتْ لِى مِنَ اللهِ، 16حَتَّى أَكُونَ خَادِمًا لِيسُوعَ الْمَسِيحِ لأَجْلِ الأُمَمِ، مُبَاشِرًا لإِنْجِيلِ اللهِ كَكَاهِنٍ، لِيكُونَ قُرْبَانُ الأُمَمِ مَقْبُولاً مُقَدَّسًا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. 17فَلِى افْتِخَارٌ فِى الْمَسِيحِ يَسُوعَ مِنْ جِهَةِ مَا لِلَّهِ. 18لأَنِّى لاَ أَجْسُرُ أَنْ أَتَكَلَّمَ عَنْ شَىْءٍ مِمَّا لَمْ يَفْعَلْهُ الْمَسِيحُ بِوَاسِطَتِى لأَجْلِ إِطَاعَةِ الأُمَمِ، بِالْقَوْلِ وَالْفِعْلِ، 19بِقُوَّةِ آيَاتٍ وَعَجَائِبَ بِقُوَّةِ رُوحِ اللهِ. حَتَّى إِنِّى، مِنْ أُورُشَلِيمَ وَمَا حَوْلَهَا إِلَى إِللِّيرِيكُونَ، قَدْ أَكْمَلْتُ التَّبْشِيرَ بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ.

العدد 14

ع14:

فى اتضاع، يمتدح بولس الرسول أهل رومية حتى لا يظنوا أنه يقسو عليهم ويعتبرهم خطاة، بل يوضح أنهم فى نظره قد وصلوا إلى مستوى عالٍ فى الصلاح والعلم، وأن منهم أناس على درجة عالية من القداسة، فيستطيعون أن يعظوا ويوبخوا المخطئين من أهل رومية لأجل خلاصهم.

العدد 15

ع15:

بأكثر جسارة: تجرأ بولس وتكلم عن أعماق جديدة فى الإيمان، إذ رأى أن مستوى إيمان المؤمنين فى رومية يحتمل هذا الكلام العميق.

جزئيا: فى بعض أجزاء الرسالة.

لماذا كتب الرسول لهم إذا؟

ليذكرهم ببعض حقائق الإيمان، وهذا أسلوب لطيف ومتضع من بولس أن يعتبر كلامه مجرد تذكير لهم لأنهم عارفون كل شىء.

العدد 16

ع16:

هذا الكمال يجعلهم بلا عيب. ثم قال وهنا فقط أستطيع أنا بولس خادم الأمم أن أقف أمام يسوع المسيح كالكاهن الذى يقدم ذبائح. ولكن بدلا من أن أقدم قربانا مقدساً من الدقيق وبلا عيب، أقدمكم أنتم إلى الله إذ أن قلبكم وفكركم وحياتكم قد تقدست بالروح القدس وصارت مستحقة أن تقدم لله مثل القربان الذى بلا عيب.

العدد 17

ع17:

عندما أقول أننى خادم الأمم لا تظنوا إننى افتخر بنفسى، فالمجد والفخر كله يرجع للمسيح يسوع، الذى قوانى من جهة خدمة الأمم، التى صارت من نصيبى من قبل خطة الآب.

العدد 18

ع18:

أنا لا أتجرأ أن أنسب الفضل لنفسى؛ لأن الفضل كله يرجع إلى عمل المسيح فى كلامى وأفعالى، حتى يعود الأمم لطاعة الله.

العدد 19

ع19:

الليريكون: شمال غرب مكدونية فى اليونان حالياً.

صنع المسيح بواسطتى أنا الضعيف معجزات وعجائب بقوة روحه القدوس، حتى استطاع الله أن يعمل بضعفى ويُوصل البشارة إلى المنطقة الواقعة بين أورشليم والليريكون.

لاحظ أيها الحبيب أنه كلما اتضع الخادم وشعر بضعفه، عمل به الله قوات وعجائب كثيرة. فاشكر الله بعد كل عمل تعمله، واطلب معونته قبل كل شىء.

(4) حدود الخدمة (ع 20 - 21):

20 وَلَكِنْ، كُنْتُ مُحْتَرِصًا أَنْ أُبَشِّرَ هَكَذَا: لَيْسَ حَيْثُ سُمِّى الْمَسِيحُ، لِئَلاَّ أَبْنِى عَلَى أَسَاسٍ لآخَرَ. 21بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «الَّذِينَ لَمْ يُخْبَرُوا بِهِ سَيُبْصِرُونَ، وَالَّذِينَ لَمْ يَسْمَعُوا سَيَفْهَمُونَ. ».

العدد 20

ع20:

سمى المسيح: تم التبشير بالمسيح.

أساس لآخر: أحد الرسل يكون قد بشر فى مكان وأسس كنيسة هناك.

كنت حريصاً أن أبشر فى مناطق لم تصلها البشارة من قبل بواسطة رسول آخر، حتى لا أسلب الرسل الباقين حقوقهم. فكل رسول له منطقة ليكرز فيها ويجنى ثمرها. وهذا تدقيق واتضاع من بولس بمراعاة مشاعر باقى الرسل، ولكن ليس خطأ أن يبشر رسولان فى مكان واحد.

إن كان التعاون بين الخدام أمر مفيد وضرورى، ولكن من ناحية أخرى فليكن لكل خادم خدمته يركز فيها لئلا يضايق الآخر بتدخلاته. فابحث عن الخدمة المهملة أو النفوس البعيدة، ولا تجرى وراء الخدمات الظاهرة والممدوحة من الآخرين حبا فى الظهور.

العدد 21

ع21:

يقر بولس الرسول أنه قد بشر فى أماكن لم تسمع عن المسيح من قبل، وبهذا رأوا وسمعوا عن المسيح وذلك إتماما لنبوة إشعياء (52: 15).

(5) اشتياق بولس لزيارتهم (ع 22 - 33):

22لِذَلِكَ كُنْتُ أُعَاقُ الْمِرَارَ الْكَثِيرَةَ عَنِ الْمَجِىءِ إِلَيْكُمْ. 23 وَأَمَّا الآنَ، فَإِذْ لَيْسَ لِى مَكَانٌ بَعْدُ فِى هَذِهِ الأَقَالِيمِ، وَلِى اشْتِيَاقٌ إِلَى الْمَجِىءِ إِلَيْكُمْ مُنْذُ سِنِينَ كَثِيرَةٍ، 24فَعِنْدَمَا أَذْهَبُ إِلَى اسْبَانِيَا آتِى إِلَيْكُمْ. لأَنِّى أَرْجُو أَنْ أَرَاكُمْ فِى مُرُورِى، وَتُشَيِّعُونِى إِلَى هُنَاكَ إِنْ تَمَلأْتُ أَوَّلاً مِنْكُمْ جُزْئِيًّا. 25 وَلَكِنِ الآنَ أَنَا ذَاهِبٌ إِلَى أُورُشَلِيمَ لأَخْدِمَ الْقِدِّيسِينَ، 26لأَنَّ أَهْلَ مَكِدُونِيَّةَ وَأَخَائِيَةَ اسْتَحْسَنُوا أَنْ يَصْنَعُوا تَوْزِيعًا لِفُقَرَاءِ الْقِدِّيسِينَ الَّذِينَ فِى أُورُشَلِيمَ. 27اسْتَحْسَنُوا ذَلِكَ وَإِنَّهُمْ لَهُمْ مَدْيُونُونَ! لأَنَّهُ، إِنْ كَانَ الأُمَمُ قَدِ اشْتَرَكُوا فِى رُوحِيَّاتِهِمْ، يَجِبُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَخْدِمُوهُمْ فِى الْجَسَدِيَّاتِ أَيْضًا. 28فَمَتَى أَكْمَلْتُ ذَلِكَ، وَخَتَمْتُ لَهُمْ هَذَا الثَّمَرَ، فَسَأَمْضِى مَارًّا بِكُمْ إِلَى اسْبَانِيَا. 29 وَأَنَا أَعْلَمُ أَنِّى إِذَا جِئْتُ إِلَيْكُمْ، سَأَجِىءُ فِى مِلْءِ بَرَكَةِ إِنْجِيلِ الْمَسِيحِ. 30فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَبِمَحَبَّةِ الرُّوحِ، أَنْ تُجَاهِدُوا مَعِى فِى الصَّلَوَاتِ مِنْ أَجْلِى إِلَى اللهِ، 31لِكَىْ أُنْقَذَ مِنَ الَّذِينَ هُمْ غَيْرُ مُؤْمِنِينَ فِى الْيَهُودِيَّةِ، وَلِكَىْ تَكُونَ خِدْمَتِى لأَجْلِ أُورُشَلِيمَ مَقْبُولَةً عِنْدَ الْقِدِّيسِينَ، 32حَتَّى أَجِىءَ إِلَيْكُمْ بِفَرَحٍ بِإِرَادَةِ اللهِ، وَأَسْتَرِيحَ مَعَكُمْ. 33إِلَهُ السَّلاَمِ مَعَكُمْ أَجْمَعِينَ، آمِينَ.

الأعداد 22-24

ع22 - 24:

رغب بولس مرات كثيرة أن يزور رومية ولكنه فى كل مرة كان يتعطل عن زيارتهم، وأما الآن فحيث أنه قد أتم تبشير وزيارة الأقاليم التى أرادها فى خطته، فلم يعد يتبقى إلا روما ليزورها. لذلك سيأتى إليهم، وبعد أن يشبع منهم جزئيا سينطلق إلى أسبانيا، إذ أنه لن يشبع منهم أبداً.

الأعداد 25-27

ع25 - 27:

قبل أن يأتى بولس إلى روما، سيذهب أولا إلى أورشليم ليخدم المؤمنين المحتاجين، إذ قد جمعت تبرعات من مناطق مكدونية وآخائية، وهى مدن أممية، لتعطى لأهل أورشليم وهذه محبة وفضل منهم. ولكن يُعتبر هذا من وجهة نظره رداً للجميل، فكما أشرك اليهود الأمم فى روحانياتهم، هكذا يشاركهم الأمم فى الاحتياجات المادية.

العدد 28

ع28:

عندما أنتهى من هذه التقدمة التى هى ثمرة المحبة من الأمم لليهود، سيمر عليهم أثناء طريقه إلى أسبانيا.

العدد 29

ع29:

عندما يأتى إليهم سيجدهم فى درجة عالية من الحياة الروحية المملوءة بركة، إذ يكونوا قد تركوا انشقاقاتهم وتدربوا على فعل المحبة وقبول الآخر.

الأعداد 30-31

ع30 - 31:

فى اتضاع واحتياج يطلب إليهم أن يصلوا لأجله ومعه باجتهاد ومثابرة، لأنه مقدم على تجربة صعبة وهى مواجهة اليهود الغير مؤمنين فى أورشليم، الذين سيدبرون المكائد له، وهذا ما حدث بالفعل فيما بعد. وهو يطلب الصلاة لا لكى ينجو من الأتعاب فهو لا يهمه الأتعاب، ولكن يصلى لكى تنجح الخدمة التى هى مشتهى قلبه، وأن يقبل أهل أورشليم تقدمة الحب المقدمة من الأمم.

ولذلك تصلى الكنيسة دائماً من أجل رعاتها، الأب البطريرك والأساقفة والكهنة والخدام، ليتمم الرب خدمتهم.

العدد 32

ع32:

بهذا يفرح قلبى باتمام الخدمة ولقائكم الذى كنت أشتاق إليه.

العدد 33

ع33:

أخيرا يدعو لهم أن يكون الله معهم فى كل أمور حياتهم، ذاك الذى هو ملك السلام، معطى السلام لكل من يتبعه.

اهتم أن تقدم محبة لكل محتاج، فتتعود صنع الخير، بل وتشتاق أن تلتقى بكل إنسان لتعطيه حبك. فحينئذ تفيض عليك محبة الله ورحمته، فيزداد عطاؤك حتى تصير حياتك كلها حب لكل أحد.

تأتم.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

تفاسير رسالة بولس الرسول رومية - الأَصْحَاحُ الخَامِسُ عَشَرَ
تفاسير رسالة بولس الرسول رومية - الأَصْحَاحُ الخَامِسُ عَشَرَ