الأَصْحَاحُ العَاشِرُ – رسالة بولس الرسول رومية – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: رسالة بولس الرسول إلى رومية – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأَصْحَاحُ العَاشِرُ

رفض اليهود للإيمان وقبول الأمم له.

(1) اليهود يطلبون بر أنفسهم (ع1 - 5):

1أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنَّ مَسَرَّةَ قَلْبِى وَطََِلِْبَتِى إِلَى اللهِ لأَجْلِ إِسْرَائِيلَ هِىَ لِلْخَلاَصِ. 2لأَنِّى أَشْهَدُ لَهُمْ أَنَّ لَهُمْ غَيْرَةً لِلَّهِ، وَلَكِنْ لَيْسَ حَسَبَ الْمَعْرِفَةِ، 3لأَنَّهُمْ، إِذْ كَانُوا يَجْهَلُونَ بِرَّ اللهِ وَيَطْلُبُونَ أَنْ يُثْبِتُوا بِرَّ أَنْفُسِهِمْ، لَمْ يُخْضَعُوا لِبِرِّ اللهِ. 4لأَنَّ غَايَةَ النَّامُوسِ هِىَ: الْمَسِيحُ لِلْبِرِّ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ. 5لأَنَّ مُوسَى يَكْتُبُ فِى الْبِرِّ الَّذِى بِالنَّامُوسِ: «إِنَّ الإِنْسَانَ الَّذِى يَفْعَلُهَا سَيَحْيَا بِهَا. ».

العدد 1

ع1:

يعلن القديس بولس أن مشتهى قلبه ومسرته وصلواته هى من أجل خلاص إسرائيل، فقلبه يمزقه الألم حزناً وحسرة على بنى إسرائيل الذين رفضوا المسيح فرُفضوا من الله.

العدد 2

ع2:

ها هو القديس بولس، بعين محبة طاهرة غير ناقدة، ينظر إلى الميزة الوحيدة الحلوة فى اليهود، وهى تمسكهم الشديد بالله وغيرتهم على اسمه ولكن تنقصها المعرفة الروحية، متذكرا نفسه هو شخصياً عندما كان شديد الغيرة على الله، فبجهله اضطهد المسيحيين قبل أن يستنير قلبه برؤية المسيح.

العدد 3

ع3:

بر الله: عمل الله الرحيم فى حياة المؤمن لتبريره كمنحة للمؤمنين الخاضعين المتضعين.

تجاهل اليهود بكبريائهم بر المسيح وأرادوا أن يثبتوا جدارتهم فى تبرير أنفسهم بأعمالهم، ليأخذوا كل المجد والمديح لذاتهم المتضخمة، فكانت النتيجة أنهم لم ينالوا البر بسبب كبريائهم.

العدد 4

ع4:

جهل اليهود أن كل الهدف من الناموس والذبائح والعهد القديم، هو تمهيد البشرية لقبول المسيح الواهب البر لكل من يؤمن به.

العدد 5

ع5:

يعود القديس بولس ليقنع اليهود باستحالة التبرير بالناموس، لأن موسى وضع شرطا وهو أن يفعل الإنسان كل أعمال الناموس ولا يخطئ فى واحدة منها لكى ينال التبرير فيحيا. ولكن منَ من البشر يستطيع ذلك؟ ‍!.

ليتك تنظر إلى فضائل الناس وليس إلى أخطائهم لتدينهم. وأعلم أنه لا يمكن أن يخلو إنسان، مهما كان شريرا، من الفضائل. فإن دربت عينيك على اكتشاف فضائل الناس، أى امتداحها، ستريح قلبك وتستفيد من هذه الفضائل، وفى نفس الوقت تكسب محبة الآخرين، وحينئذ ستنظر إلى أخطائهم بعين الشفقة فتلتمس الأعذار لهم وتصلى لأجلهم.

(2) بر المسيح متاح لكل إنسان (ع6 - 13):

6 وَأَمَّا الْبِرُّ الَّذِى بِالإِيمَانِ، فَيَقُولُ هَكَذَا: «لاَ تَقُلْ فِى قَلْبِكَ: مَنْ يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ؟ » أَىْ لِيحْدِرَ الْمَسِيحَ، 7أَوْ «مَنْ يَهْبِطُ إِلَى الْهَاوِيَةِ؟ » أَىْ لِيصْعِدَ الْمَسِيحَ مِنَ الأَمْوَاتِ. 8لَكِنْ، مَاذَا يَقُولُ؟ «اَلْكَلِمَةُ قَرِيبَةٌ مِنْكَ، فِى فَمِكَ وَفِى قَلْبِكَ»، أَىْ كَلِمَةُ الإِيمَانِ الَّتِى نَكْرِزُ بِهَا، 9لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، خَلَصْتَ. 10لأَنَّ الْقَلْبَ يُؤْمَنُ بِهِ لِلْبِرِّ، وَالْفَمَ يُعْتَرَفُ بِهِ لِلْخَلاَصِ. 11لأَنَّ الْكِتَابَ يَقُولُ: «كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُخْزَى. » 12لأَنَّهُ لاَ فَرْقَ بَيْنَ الْيَهُودِىِّ وَالْيُونَانِىِّ، لأَنَّ رَبًّا وَاحِدًا لِلْجَمِيعِ، غَنِيًّا لِجَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَ بِهِ. 13لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ.

العدد 6

ع6:

من يصعد إلى السماء: هكذا تساءل الناس فى العهد القديم، إذ رأوا البر عالٍ وبعيد عنهم مثل السماء، وقالوا هل يوجد إنسان يستطيع أن يرتفع إلى السماء ويحيا البر؟! أى لا يوجد إنسان بار واحد يقدر أن يتمم الناموس.

ليحدر المسيح: تمنى الناس وانتظروا المسيا المخلص وقالوا فى العهد القديم من يرتفع إلى السماء ليأتى إلينا بالمسيح الذى يهبنا البر؟

أصبح التبرير بالإيمان الآن ممكنا، بعد أن كانت الحياة الروحية بعيدة عن الإنسان بعد السماء عن الأرض، ولكن السيد المسيح بتجسده أنزل العالم الروحى والسماويات إلينا على الأرض فى قلوبنا ولكنيستنا.

الأعداد 7-8

ع7 - 8:

قدم لنا المسيح الفداء على طبق من فضة، حينما مات ثم نزل إلى الهاوية ليحرر المسبيين فيها، ثم قام من الأموات بلا مجهود منك ودون أن يطلـب منك أحـد النزول للهـاوية لإقامته. وهذا بالمقارنة بالمجهودات المضنية على المؤمن فى العهد القديم من تقديم ذبائح..... إلخ.

وكل ما عليك هو أن تؤمن بقيامته وبقوة تبريره ولا تكن كاليهود الذين استنكروا قيامته قائلين من يستطيع أن يحضر المسيح من الهاوية؟

فاليهود عجزوا عن فهم عمل المسيا كيف سيصعد من الجحيم الذى نزل إليه ليصعد الذين ماتوا على الرجاء، ونسوا أنه الله القادر أن يقيم نفسه ويرفع معه كل الذين ماتوا على الرجاء.

نعم أيها الحبيب فقد أصبح الخلاص ميسوراً بالمسيح يسوع. أفلا نستغل تلك الفرصة مادمنا أحياء على الأرض لئلا يفوتنا الوقت؟ وذلك بالتوبة والتناول من الأسرار المقدسة التى ينتج عنها الاهتمام بالحديث مع الله فى الصلاة وقراءة كلامه فى الكتاب المقدس كل يوم.

العدد 9

ع9:

باعترافنا بالمسيح، ولكن ليس اعترافاً شفهيا. فالمسيحى قديماً كان يعترف بالمسيح والسيف على رقبته، أما نحن فلنعترف بالمسيح على الأقل:

  1. بسلوكنا الحسن وتصرفاتنا الخارجية فنشهد أننا أولاد الله.
  2. بإيماننا القلبى بأن الله الذى أقام المسيح من الأموات، قادر أن يقيمنا من كل سقطاتنا فتتنقى حياتنا الداخلية وهكذا نخلص.

العدد 10

ع10:

إذًا الإنسان الذى يتقدس بسلوكه وقلبه، ينال البر والخلاص.

العدد 11

ع11:

كل من آمنوا ينالون نصرة على خطاياهم ومجد وكرامة فى الأبدية.

العدد 12

ع12:

إذ تساوى اليهودى واليونانى (الأممى) فى خطاياه أمام الله، هكذا يتساوى كل من يدعو باسم الرب سواء يهودياً أو يونانياً فى نوال البر من الله الواحد الغنى بسخائه وعطائه للبشرية.

العدد 13

ع13:

لأن كل من يجعل المسيح إلها له (يدعو باسم الرب) بالإيمان فهذا يخلص، ولماذا؟ لأنه صار واحداً مع المسيح، وصارت له قيامة وحياة المسيح الذى هو الطريق الوحيد للخلاص. وبالطبع ليس معنى هذا أن الخلاص بمجرد الإيمان العام بالله – أى كما فى أن دين، مثلما تدعى الكنيسة الكاثوليكية فى بدعة "عمومية الخلاص"، بل للخلاص شروط حددها الكتاب المقدس.

ما أعظم جود ربنا يسوع المسيح الذى لا ينظر إلى الوجوه بل إلى القلب. فالعالم يقسم الناس إلى مراكز ودرجات، وأغنياء وفقراء. وقد تفرق الأم بين أبنائها بمحاباة، أما فى المسيح يسوع فكل البشر لهم فرص متكافئة فى نوال الخلاص. لذا لا تتضايق من ضعفاتك ونقائصك، فالمسيح يحبك ومستعد أن يكمل كل احتياجاتك ويعطيك فرحاً كاملاً.

(3) رفض اليهود للكرازة (ع14 - 21):

14فَكَيْفَ يَدْعُونَ بِمَنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يُؤْمِنُونَ بِمَنْ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يَسْمَعُونَ بِلاَ كَارِزٍ؟ 15 وَكَيْفَ يَكْرِزُونَ إِنْ لَمْ يُرْسَلُوا؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَا أَجْمَلَ أَقْدَامَ الْمُبَشِّرِينَ بِالسَّلاَمِ، الْمُبَشِّرِينَ بِالْخَيْرَاتِ. » 16لَكِنْ لَيْسَ الْجَمِيعُ قَدْ أَطَاعُوا الإِنْجِيلَ، لأَنَّ إِشَعْيَاءَ يَقُولُ: «يَا رَبُّ، مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا؟ » 17إِذًا؛ الإِيمَانُ بِالْخَبَرِ، وَالْخَبَرُ بِكَلِمَةِ اللهِ. 18لَكِنَّنِى أَقُولُ: أَلَعَلَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا؟ بَلَى! «إِلَى جَمِيعِ الأَرْضِ خَرَجَ صَوْتُهُمْ، وَإِلَى أَقَاصِى الْمَسْكُونَةِ أَقْوَالُهُمْ. » 19لَكِنِّى أَقُولُ: أَلَعَلَّ إِسْرَائِيلَ لَمْ يَعْلَمْ؟ أَوَّلاً مُوسَى يَقُولُ: «أَنَا أُغِيرُكُمْ بِمَا لَيْسَ أُمَّةً، بِأُمَّةٍ غَبِيَّةٍ أُغِيظُكُمْ. » 20ثُمَّ إِشَعْيَاءُ يَتَجَاسَرُ وَيَقُولُ: « وُجِدْتُ مِنَ الَّذِينَ لَمْ يَطْلُبُونِى، وَصِرْتُ ظَاهِرًا لِلَّذِينَ لَمْ يَسْأَلُوا عَنِّى. » 21أَمَّا مِنْ جِهَةِ إِسْرَائِيلَ فَيَقُولُ: «طُولَ النَّهَارِ بَسَطْتُ يَدَىَّ إِلَى شَعْبٍ مُعَانِدٍ وَمُقَاوِمٍ. ».

العدد 14

ع14:

لكى يدعو أى إنسان باسم الرب، أى يصلى للمسيح ويعتبره إلها، لابد أن يؤمن به أولاً، وذلك بعد أن يسمع عنه بواسطة كارز (مبشر).

العدد 15

ع15:

لكى ينجح الكارزون فى مهمتهم، لابد أن يرسلوا من الله باسم السيد المسيح بنعمة ومعونة الروح القدس. وقد سبق إشعياء (إش52: 7) وطوَّب أقدامهم المتعبة، ووصفهم بالمبشرين بالسلام والخيرات والخلاص والتحرر من الخطية. وهم ليسوا كأنبياء العهد القديم الذين حملوا تهديدات ووعيداً، وكانت الأنباء السارة مؤجلة إلى أن يأتى المسيح.

نحن نسأل أنفسنا كخدام، هل يظهر السلام فى حياتنا فينجذب الكل إلى مسيحنا المعطى السلام، أم تبدو علينا هموم وشهوات العالم؟!

العدد 16

ع16:

كان من المفروض أن اليهود هم أول من يصدقوا الخبر، بل ويشتركوا هم بأنفسهم فى الكرازة بالمسيح مثل بقية الرسل، ولكنهم عوض ذلك لم يصدقوا بشارة الإنجيل، بل قاوموها، وقد سبق إشعياء وتنبأ عنهم (إش53: 1) قائلاً من سيصدق خبرنا من إسرائيل، أى الكرازة بالمسيح.

العدد 17

ع17:

الإيمان يتم بتصديق خبر وتجسد وفداء المسيح، الذى هو كلمة الله، ولذلك فالرافض للخبر هو رافض لله ذاته.

العدد 18

ع18:

الإسرائيليون مسئولون عن رفضهم، وليست لهم حجة أنهم لم يسمعوا الخبر، لأن الكرازة بالمسيح قد وصلت إلى كل أقطار المسكونة عن طريق الرسل، وأيضاً عن طريق اليهود المجتمعين فى يوم الخمسين من كل بلاد العالم. فهؤلاء لما علموا بخبر قيامة المسيح آمنوا، ثم انطلقوا كل واحد إلى بلده ينقل الأخبار السارة إلى أقاربه اليهود المشتتين فى العالم أجمع.

الأعداد 19-20

ع19 - 20:

بالتأكيد قد علم إسرائيل بخبر الإنجيل ورفضوه بإرادتهم. وهنا يستشهد القديس بولس بنبيين عظيمين، هما موسى وإشعياء، اللذين تنبآ عن رفض إسرائيل للإيمان بالمسيح. فأولا تنبأ موسى فى تثنية (32: 21) أن الله سيرفضهم كشعبه ويغيظهم بقبول الأمم، الذين أطلق عليهم قديما "الأمة الغبية" من جهة الأمور الروحية. وإن كان الأمم قد فهموا حكمة الله، فما حجة اليهود فى عدم الفهم وهم الأذكياء؟

ثانيا تكلم الله على لسان إشعياء (65: 1) قائلاً، أنا كإله أصبحت مفهومًا وواضحًا لمن لم يطلبوننى أو يسألوا عنى، أى الأمم.

هنا قد يسمع إنسان خارج الكنيسة عن المسيح، فيمتلئ قلبه حباً له ويقدم توبة قوية وحياة جديدة مقدسة أكثر من إنسان متدين ظاهرياً ومتكبر داخلياً. فلا تعتمد على تعودك الارتباط بالكنيسة، ولكن لتكن لك التوبة الداخلية ومحاولة فهم ما تصلى به وتسمعه.

العدد 21

ع21:

أما إسرائيل فقد بسطت يدى، أنا الله، بالحب لهم طوال النهار (طوال فترة العهد القديم) من خلال نداء الأنبياء. أما هم فقد تحجرت قلوبهم وقاومونى وعاندونى.

وكلمة بسطت يدى إشارة لصليب المسيح، حيث كان باسطاً (فاتحاً) ذراعيه للبشرية المعاندة الرافضة خلاصه لعلها تتوب.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

تفاسير رسالة بولس الرسول رومية - الأَصْحَاحُ العَاشِرُ
تفاسير رسالة بولس الرسول رومية - الأَصْحَاحُ العَاشِرُ