الأصحاح الأول – سفر اللاويين – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر اللاويين – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

تفسير سفر اللاويين - المقدمة

تفاسير أسفار الكتاب المقدس.

أولا: اسمه.

ثانيا: كاتبه.

ثالثا: زمان كتابته.

رابعًا: مكان كتابته.

خامسًا: أغراضه.

سادسًا: سماته.

سابعًا: رموزه.

ثامنًا: أقسامه.

أولا: اسمه:

هو أحد أسفار موسى الخمسة، سمى في الترجمة السبعينية "اللاويين" لأنه يتكلم عن خدمة اللاويين والكهنة ولكنه في نفس الوقت هو سفر الجماعة كلها أي الكنيسة لأنه يتكلم عما يجب أن يراعيه كل الشعب عند اقترابهم إلى الله وفى كل نواحى حياتهم كشعب خاص له.

ثانيا: كاتبه:

موسى النبي وذلك لما يلي:

يُذكَر في هذا السفر أن الله كلَّم موسى ثلاثين مرة.

يبدأ السفر بكلمة "ودعا..."، فالواو واو العطف أي إستكمال لما جاء في سفري التكوين ثم الخروج اللذين كتبهما موسى.

أسلوب الكتابة هو أسلوب موسى الذي ظهر في سفري التكوين والخروج.

ثالثا: زمان كتابته:

سجل موسى فيه الشريعة التي تلقاها من الله على جبل سيناء في الشهر الأول من السنة الثانية للخروج من مصر (خر40: 17، لا 1: 1) وذلك عام 1490 ق. م.

رابعًا: مكان كتابته:

برية سيناء.

خامسًا: أغراضه:

القداسة: كأساس للإقتراب إلى الله العظيم القدوس الذي ظهر مجده على الجبل في سفر الخروج وتقديم الذبائح له والتطهيرات المختلفة في سفر اللاويين.

شناعة الخطية: التي تحتاج إلى ذبائح مختلفة يذكرها لنا السفر بالتفصيل وهي ترمز إلى جوانب من ذبيحة المسيح على الصليب.

الكهنوت: يظهر أهمية خدمة الكهنة واللاويين في تقديس الشعب وتقديم الذبائح وكل نواحى العبادة.

أبوة الله: الذي يهتم ليس فقط بنقاوة نفوس أولاده بل أيضًا حياتهم الجسدية فيهتم بطعامهم ومنازلهم وقداسة حياتهم كلها وأفراحهم في الأعياد وطلباتهم ونذورهم.

قدوة الكاهن والرئيس: فخطيته تحتاج إلى كفارة وذبائح أكبر لأنه قدوة للشعب في كل سلوكه.

الوحدانية: وحدانية الشعب في تقديم ذبائح عامة عنهم وفى قوانين وطقوس واحدة تجمعهم ليكونوا مقدسين كشعب واحد خاص يعبد الله.

سادسًا: سماته:

كتب باللغة العبرية مثل باقي أسفار موسى الخمسة.

يكمل معناه في رسالة العبرانيين التي توضح أن ما ذُكِرَ في سفر اللاويين يرمز للمسيح الفادي.

سابعًا: رموزه:

1 - الذبائح الدموية (لا 1 - 7) ترمز للمسيح الفادى.

2 - تقدمة القربان (لا 2) يرمز لحياة المسيح على الأرض.

3 - رئيس الكهنة هارون (لا 8 - 10) يرمز للمسيح رئيس كهنة العهد الجديد وخدمة سبط لاوى الذي منه الكهنة يرمز لكهنوت العهد الجديد.

4 - يوم الكفارة (لا 16) يرمز ليوم صلب المسيح الذي تذكاره الجمعة العظيمة.

5 - يوم السبت (لا 23) وتقديسه الذي يرمز ليوم الأحد.

6 - أعياد اليهود (لا 23 - 27) ترمز لأعياد الكنيسة.

7 - السنة السابعة وسنة اليوبيل (لا 25) ترمز لعهد النعمة أي كنيسة العهد الجديد وملكوت السموات.

ثامنًا: أقسامه:

1 - الذبائح الخمس (لا 1 - 7).

2 - تكريس الكهنة (لا 8 - 10).

3 - شرائع التطهير (لا 11 - 15).

4 - يوم الكفارة العظيم (لا 16).

5 - المذبح وقداسة الدم (لا 17).

6 - شرائع التقديس (لا 18 - 22).

7 - الأعياد والنذور (لا 23 - 27).

الأَصْحَاحُ الأَوَّلُ

ذبيحة المحرقة.

(1) مقدمة (ع1).

(2) ذبيحة المحرقة من البقر (ع2 - 9).

(3) ذبيحة المحرقة من الغنم (ع10 - 13).

(4) ذبيحة المحرقة من الطيور (ع14 - 17).

  1. مقدمة (ع1):
  2. العدد 1

ع1:

1 وَدَعَا الرَّبُّ مُوسَى وَكَلَّمَهُ مِنْ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ قَائِلًا:

نلاحظ أن الله هو مصدر الشريعة الطقسية، ولكنه يوصلها لنا عن طريق رجال الكهنوت الذين يمثلهم موسى باعتبارهم وكلاء أسرار الله، ومن خلال سلطانهم الكنسى. لأن الدعوة هنا كانت من خيمة الاجتماع رمز الكنيسة، فللكنيسة دورها الأساسى في علاقة المؤمن الأرثوذكسى بالمسيح لأن روحانياتنا ليست فردية فقط.

وقد دعا الله موسى ثلاث مرات:

من العليقة لاستلام الرعاية (خر3: 4).

من الجبل لاستلام الوصايا (خر19: 3).

من الخيمة لاستلام شريعة الذبائح (لا 1: 1).

(2) ذبيحة المحرقة من البقر (ع2 - 9):

2«قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: إِذَا قَرَّبَ إِنْسَانٌ مِنْكُمْ قُرْبَانًا لِلرَّبِّ مِنَ الْبَهَائِمِ فَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ تُقَرِّبُونَ قَرَابِينَكُمْ. 3 إِنْ كَانَ قُرْبَانُهُ مُحْرَقَةً مِنَ الْبَقَرِ فَذَكَرًا صَحِيحًا يُقَرِّبْهُ. إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ يُقَدِّمُهُ لِلرِّضَا عَنْهُ أَمَامَ الرَّبِّ. 4 وَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ الْمُحْرَقَةِ فَيُرْضَى عَلَيْهِ لِلتَّكْفِيرِ عَنْهُ. 5 وَيَذْبَحُ الْعِجْلَ أَمَامَ الرَّبِّ وَيُقَرِّبُ الْكَهَنَةُ بَنُو هَارُونَ الدَّمَ وَيَرُشُّونَهُ مُسْتَدِيرًا عَلَى الْمَذْبَحِ الَّذِي لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 6 وَيَسْلَُخُ الْمُحْرَقَةَ وَيُقَطِّعُهَا إِلَى قِطَعِهَا. 7 وَيَجْعَلُ بَنُو هَارُونَ الْكَاهِنِ نَارًا عَلَى الْمَذْبَحِ وَيُرَتِّبُونَ حَطَبًا عَلَى النَّارِ. 8 وَيُرَتِّبُ بَنُو هَارُونَ الْكَهَنَةُ الْقِطَعَ مَعَ الرَّأْسِ وَالشَّحْمِ فَوْقَ الْحَطَبِ الَّذِي عَلَى النَّارِ الَّتِي عَلَى الْمَذْبَحِ. 9 وَأَمَّا أَحْشَاؤُهُ وَأَكَارِعُهُ فَيَغْسِلُهَا بِمَاءٍ وَيُوقِدُ الْكَاهِنُ الْجَمِيعَ عَلَى الْمَذْبَحِ مُحْرَقَةً وَقُودَ رَائِحَةِ سُرُورٍ لِلرَّبِّ.

العدد 2

ع2:

قربانًا: هى تقدمة يتقرب بها الإنسان لله من أجل مغفرة خطيته أو لشكره.

يبدأ الله كلامه مع موسى قائلًا إنه في حالة تقديم الإنسان لأى تقدمة، لابد أن تكون من الحيوانات الطاهرة (البقر والغنم)، فهذه التقدمة ترمز للمسيح الذي صار لنا وسيطًا وذبيحة أبدية نقترب بها إلى الآب السماوى؛ ولأن العمل الفدائى (الذى للمسيح) متعدد الجوانب، خصّص الله لموسى خمسة قرابين منهم أربعة ذبائح حيوانية لتوضح جوانب هذا العمل المختلفة.

أما الحيوانات التي تصلح للمحرقة هي البقر والغنم: لأن البقر رمز للعطاء والغنم رمز للتضحية والوداعة وكلتيهما من صفات المسيح.

العدد 3

ع3:

محرقة: ذبيحة تحرق كلها على المذبح.

صحيحًا: ليس فيه عيب أو تشويه أو مرض.

خيمة الاجتماع: هي كنيسة العهد القديم.

يذكر في هذا الأصحاح والأصحاحات التالية خمسة أنواع من القرابين، أربعة منها ذبائح والخامسة تقدمة نباتية أي طعامية. وهذه الذبائح الخمس هي:

ذبيحة المحرقة (لا 1).

تقدمة القربان (لا 2).

ذبيحة السلامة (لا 3).

ذبيحة الخطية (لا 4).

ذبيحة الإثم (لا 5).

وهذه الخمس ذبائح المذكورة في بداية سفر اللاويين هي خمسة أوجه لذبيحة الصليب كما يلي:

ذبيحة المحرقة (لا 1): التي يحرق فيها الحيوان كله إرضاءً لله وترمز لذبيحة المسيح الذي بموته على الصليب أرضى الآب.

ذبيحة الخطية (لا 4، 5): التي يحرق جزء منها على المذبح والباقى يأكله الكاهن، ترمز لذبيحة المسيح على الصليب الذي رفع عنا خطايانا وصالحنا مع الآب (1 بط2: 24). وهذه الذبيحة تحدثنا عن خطايانا الموجهة نحو الآخرين وبالطبع أي خطية نحو الآخرين هي أيضًا ضد الله.

ذبيحة الإثم (لا 5): وفيها يحرق جزء منها على المذبح والباقى يأكله الكاهن وتحدثنا عن خطايانا الموجهة نحو الله مباشرة، فهي ترمز لذبيحة المسيح الذي حملت جميع أنواع الخطايا سواء نحو الله أو نحو الناس.

تقدمة القربان (لا 2): وفيها يقدم جزء منها على المذبح والباقى يأكله الكاهن، وهي ترمز لحياة المسيح في الجسد والتي أتم فيها كل بر عنا (مت3: 15) واحتمل في ذلك أتعابًا كثيرة طوال حياته على الأرض.

ذبيحة السلامة (لا 3): وفيها يحرق جزء على المذبح وجزء يأكله الكاهن والباقى يأكله مقدم الذبيحة، وهي الذبيحة الوحيدة التي يأكل منها مقدمها، لذا فهي ترمز إلى ذبيحة المسيح على الصليب المقدمة على المذبح كل يوم جسدًا ودمًا ليأكله المؤمنون به.

أول الذبائح الخمسة اسمها المحرقة وترمز لطاعة المسيح للآب نيابة عن البشرية، وبهذا رضى الآب على البشرية في المسيح، لذا يرضى الله عن الذي يقدم المحرقة وهي الوحيدة من الخمس ذبائح التي لا يُسمَح لإنسان بتقديمها إلا إن كان يهوديًا، لأنه بدون إيمان لا يمكن إرضاء الله (عب11: 6). ولما كانت هذه الذبيحة ترمز للمسيح المعلق على الصليب، اشترط الله في إشارة قوية أن تكون ذكرًا ولا عيب فيه.

وذكر البقر هو العجل الصغير أو الثور الكبير ويرمز للرجولة الروحية والثبات، أما كونه صحيحًا فيرمز لخلو المسيح من أي خطية. ويتم الذبح عند باب الخيمة إشارة لصلب المسيح خارج أسوار أورشليم.

وكانت خطوات تقديم الذبيحة خمس وهي:

تقديم الحيوان أمام خيمة الاجتماع أي أمام المذبح النحاسى.

وضع يد مقدمه عليه.

ذبح الحيوان.

رش دمه حول المذبح.

حرق الحيوان كله على المذبح، كما في ذبيحة المحرقة، أو جزء منه كما في باقي الذبائح.

وكانت ذبيحة المحرقة يقدمها الإنسان عن نفسه أو تقدم عن الشعب كله (لا8، 9، 16، 23....) كما في:

ذبيحة المحرقة الصباحية والمسائية ويوم السبت.

ذبيحة يوم الكفارة وباقى الأعياد.

ذبيحة رؤوس الشهور.

وكانت هناك ذبائح محرقات يقدمها الشخص عن نفسه في حالات خاصة وهي:

تطهير الأبرص (لا 15).

تطهير ذو السيل.

والذبائح السابقة كلها إجبارية، وقد كانت هناك أيضًا ذبائح اختيارية أو تطوعية يقدمها الشخص وهي:

النذور (لا 27).

النوافل (لا 22: 18).

وهناك ذبائح تطوعية يمكن أن يقدمها الشعب كله كما حدث في أيام داود عند نقل تابوت العهد إلى مدينة صهيون (2 صم6: 17) وفى أيام سليمان عند تدشين الهيكل (1 مك8: 4، 5).

العدد 4

ع4:

تكفير: غفران وتغطية الخطية.

عندما يضع مقدم الذبيحة يده على رأس الذبيحة يعلن ارتباطه بها بل اتحاده أيضًا. وترمز الذبيحة للمسيح، فعندما يضع مقدمها يده على الذبيحة يرمز ذلك لاتحاده بالمسيح فتنتقل خطاياه إلى الذبيحة التي ترمز للمسيح. وعندما تُذبَح الذبيحة الحاملة خطايا مقدمها، يرضى الله عنه. هذا كله رمز للمسيح الذي حمل خطايانا ومات عنا على الصليب فيرضى الله عنا عندما نتوب ونعترف بخطايانا ويضع الكاهن في سر الاعتراف الصليب على رأس المعترف لتنتقل خطاياه من على رأسه إلى رأس المسيح فتُغفَر له ويرضى الله عنه. وعندما يضع مقدم الذبيحة يده على رأس الحيوان يعترف بخطاياه معلنًا استحقاقه للموت وبوضع يده يتحد بالحيوان فيذبح الحيوان عنه، وهو بالتالى يعلن إيمانه بفداء الدم المسفوك عنه والذي يرمز لدم المسيح.

العدد 5

ع5:

كان اللاويون يستقبلون الدم عند ذبح الحيوان في أوانى ثم يأخذ الكهنة من هذا الدم الذي يمثل حياة الحيوان ويرشونه حول المذبح النحاسى مستديرًا.

وقد ذبح المسيح على الصليب فكان هو الكاهن والذبيحة وصار دمه، أي حياته التي قدمها، كفارة أبدية لرفع الغضب الإلهي أمام العرش. ويرش الدم بشكل دائرة لأن الدائرة التي لا بداية لها ولا نهاية تشير لقدرة دم المسيح الغير محدودة في التكفير عن الخطية.

العدد 6

ع6:

يسلخ: يفصل الجلد عن اللحم فينكشف داخل الذبيحة.

يقوم مقدم الذبيحة بسلخ جلد الحيوان بعد ذبحه ثم تقطيع لحمه إلى قطع عند مفاصله المختلفة. والجلد يأخذه الكاهن (لا 7، 8) أما قطع اللحم الذي أصبح مكشوفًا بعد نزع الجلد فتوضع على المذبح.

هنا يتضح أن طاعة المسيح للآب لم تكن فقط ظاهرية بل من أعماقه، وشاملة كل أعضائه أي تصرفاته، وبالتالي تشمل كل أعضاء جسده أي نحن المؤمنين به أعضاء كنيسته فنطيع وصايا الله. وتقطيع الذبيحة معناه كشف كل عضو فيها، فطاعته كاملة من القلب كما ذكرنا بالإضافة إلى احتمال المسيح الآلام وعلى مثاله يحتمل المؤمن أتعابًا كثيرة في جهاده الروحي، ليست فقط عذابات خارجية بل آلامًا داخلية من أجل محبته للمسيح.

العدد 7

ع7:

حطبًا: وقود جاف من الخشب يرمز للصليب وهي أعواد نباتات جافة.

يأخذ الكهنة بنو هارون من النار المقدسة التي نزلت من السماء على الذبيحة يوم مسح هارون وبنيه، وظلت هذه النار متقدة على مدى الأيام، ويشعلون بها الذبائح. ثم يحضر الكهنة بعض أعواد الحطب ويشعلون بها النار لتتقد.

وترمز النار إلى حب المسيح للآب الذي بلغ قمته على خشبة الصليب التي قدم نفسه عليها ذبيحة طاعة للآب، فالنار توضح الآلام العنيفة التي احتملها المسيح من أجلنا. وتوضح الكنيسة هذا المنظر عندما يحمل الكاهن الثلاث شمعات على الصليب في صلاة "اللهم ارحمنا" في رفع البخور، إشارة إلى المسيح المصلوب أحد الأقانيم الثلاثة، الذي جلب رحمة الله للمؤمنين ورفع غضبه عنهم وأنار العالم بخلاصه.

العدد 8

ع8:

يرتب: يضعون قطع الذبيحة بجوار بعضها لتعطى شكل الحيوان السليم.

الرأس هو المسيح والقطع هي نحن والشحم هو أفضل دسم الذبيحة أي صفات وكمالات المسيح الإلهية التي تكفر عن أولاده بعمله الفدائى، وينقلها الكهنة بسلطانهم للمؤمنين من خلال الأسرار بواسطة عمل الروح القدس النارى.

العدد 9

ع9:

أحشاء: ما بداخل الذبيحة.

أكارع: الرجلين.

وقود: تقدمة لله تحرق بالنار.

يغسل الكاهن جوف وأحشاء الحيوان ثلاث مرات كما يقول علماء اليهود، وهذا يرمز إلى نقاوة القلب، ويغسل الأكارع رمزًا لنقاوة السلوك، ثم يحرقها كلها بالنار فيسر الله بهذه المحبة المقدمة له إذ هي تقدمة حب وليست تكفيرًا عن خطية معينة لذا اختصت ذبيحة المحرقة بكلمة "رائحة سرور" كما سُرَّ الله بذبيحة المسيح على الصليب.

والغسل بالماء يرمز للمعمودية التي تنقل عمل طاعة المسيح للآب إلينا لتتطهر به أعماقنا ويتغير سلوكنا وطبيعتنا، فيغطينا بر المسيح ويرضى الآب عنا ويُسَّر بنا.

† إن كان المسيح القدوس قد قدم طاعة كاملة للآب، فكم يليق بى أن أقدم طاعتى وخضوعى ذبيحة حب للمسيح عوض حبه لى، فأطيع وصاياه حتى لو كانت صعبة وأثق أن الله سيساندنى.

(3) ذبيحة المحرقة من الغنم (ع10 - 13):

10« وَإِنْ كَانَ قُرْبَانُهُ مِنَ الْغَنَمِ (الضَّأْنِ أَوِ الْمَعْزِ) مُحْرَقَةً فَذَكَرًا صَحِيحًا يُقَرِّبُهُ. 11 وَيَذْبَحُهُ عَلَى جَانِبِ الْمَذْبَحِ إِلَى الشِّمَالِ أَمَامَ الرَّبِّ. وَيَرُشُّ بَنُو هَارُونَ الْكَهَنَةُ دَمَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ مُسْتَدِيرًا. 12 وَيُقَطِّعُهُ إِلَى قِطَعِهِ مَعَ رَأْسِهِ وَشَحْمِهِ. وَيُرَتِّبُهُنَّ الْكَاهِنُ فَوْقَ الْحَطَبِ الَّذِي عَلَى النَّارِ الَّتِي عَلَى الْمَذْبَحِ. 13 وَأَمَّا الأَحْشَاءُ وَالأَكَارِعُ فَيَغْسِلُهَا بِمَاءٍ وَيُقَرِّبُ الْكَاهِنُ الْجَمِيعَ وَيُوقِدُ عَلَى الْمَذْبَحِ. إِنَّهُ مُحْرَقَةٌ وَقُودُ رَائِحَةِ سُرُورٍ لِلرَّبِّ.

الأعداد 10-13

ع10 - 13:

الضأن: الخراف.

يمكن أن يقدم غير القادرين ماليًا المحرقة من الغنم بنفس الطقس السابق، ويكون ذبحها في جانب المذبح الأيمن والمتجه إلى الشمال (لأن وجه المذبح ناحية الغرب) لأن طاعة المسيح للآب جلبت مسرة الآب علينا في المسيح فنجلس على جانبه الأيمن متمتعين برضاه.

ويراعى في محرقة الضأن كل ما سبق في محرقة البقر، فتكون ذكرًا صحيحًا وبعد ذبحه يرش دمه حول المذبح ويقطع ويحرق على المذبح بنفس الطريقة السابق ذكرها في محرقة البقر.

† إن لم تستطع أن تقدم لله عطايا كثيرة، فقدِّم على قدر طاقتك ولو شيئًا قليلًا وثق أن عطاياك وتعبك غالٍ جدًا عند الله مهما كان صغيرًا بل قد يكون أغلى في عينيه من العطايا الكبيرة التي يقدمها الأغنياء كما فرح بفلسى الأرملة ومجَّدها أكثر من الكل.

(4) ذبيحة المحرقة من الطيور (ع14 - 17):

14« وَإِنْ كَانَ قُرْبَانُهُ لِلرَّبِّ مِنَ الطَّيْرِ مُحْرَقَةً يُقَرِّبُ قُرْبَانَهُ مِنَ الْيَمَامِ أَوْ مِنْ أَفْرَاخِ الْحَمَامِ. 15 يُقَدِّمُهُ الْكَاهِنُ إِلَى الْمَذْبَحِ وَيَحُزُّ رَأْسَهُ وَيُوقِدُ عَلَى الْمَذْبَحِ وَيُعْصَرُ دَمُهُ عَلَى حَائِطِ الْمَذْبَحِ. 16 وَيَنْزِعُ حَوْصَلَتَهُ بِفَرْثِهَا وَيَطْرَحُهَا إِلَى جَانِبِ الْمَذْبَحِ شَرْقًا إِلَى مَكَانِ الرَّمَادِ. 17 وَيَشُقُّهُ بَيْنَ جَنَاحَيْهِ. لاَ يَفْصِلُهُ. وَيُوقِدُهُ الْكَاهِنُ عَلَى الْمَذْبَحِ فَوْقَ الْحَطَبِ الَّذِي عَلَى النَّارِ. إِنَّهُ مُحْرَقَةٌ وَقُودُ رَائِحَةِ سُرُورٍ لِلرَّبِّ.

الأعداد 14-17

ع14 - 17:

اليمام: نوع من الحمام البري.

أفراخ الحمام: صغار الحمام.

يحز: يشق مستديرًا دون أن يفصل.

حوصلة: معدة.

فرث: مخلفات الطعام بالبطن.

الرماد: مخلفات الحريق.

يشقه بين جناحيه: كانت العادة قديمًا عند قطع معاهدة بين اثنين، أن تشق الذبائح ويوضع نصفها على اليمين والنصف الآخر على اليسار ويمر المتعاهدان بين نصفى الذبيحة المشقوقة. وهذا يرمز للعهد الذي يقطعه مقدم الذبيحة مع الله بالتوبة والحياة له.

هذه تقدمة المحرقة لمن لا يقدر ماليًا على ما سبق لأنه حتى الفقراء يربون الطيور في منازلهم. وطقس الذبيحة كما سبق، مع رمى الطعام ونفاياه في مكان الرماد لأن الأطعمة المادية مصيرها للزوال. وشق الذبيحة هو إعلان للعهد مع الله ولكن بدون فصل لأن المسيح عظمًا منه لا يكسر، فقد حمل خطايانا لكنه هو بدون خطية. واليمام طائر نظيف لأن المسيحى ينفر من الخطية أما الحمام الصغير فيمثل الوداعة والتواضع. وطعم اليمام صغير أو كبير فمستساغ، أما الحمام فالصغير منه طعمه مستساغ لذلك يقدم لله أفضل شيء وهو أفراخ الحمام. ويلاحظ أن راس الطائر تحز ويشق من الوسط بين الجناحين فوق المذبح لأن دمه قليل فيعصره الكاهن على حائط المذبح.

وكان تقديم الطيور ذبائح لله معروفًا منذ القديم، فقد قدَّم نوح منها لله (تك8: 20) وكذلك أبونا إبراهيم (تك15: 9).

† أرجو أن تراجع وداعة طباعك ونفورك من الخطية كابن طاهر للمسيح، فلا تخالط الأشرار أو تجلس في الأماكن التي لا تليق بأولاد الله وإن سقطت في الخطية تسرع إلى التوبة لتستعيد طهارتك.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح الثاني - سفر اللاويين - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير سفر اللاويين الأصحاح 1
تفاسير سفر اللاويين الأصحاح 1