الأصحاح الرابع والعشرون – سفر يشوع – مارمرقس مصر الجديدة

الأعداد 1-2

ع1 - 2:

شكيم: مدينة نابلس الحالية وهي تقع في الضفة الغربية للأردن في نصيب نصف سبط منسى الغربي (خريطة 5)، ولها ذكريات روحية طيبة:

بها وعد الله إبراهيم بأول وعد فبنى أول مذبح للرب (تك12: 6، 7).

بها قرئت البركات واللعنات على الشعب من جبل جرزيم وعيبال.

فيها دفنت عظام يوسف التي حملوها معهم في الخروج من مصر عند دخولهم أرض الموعد (يش8: 30 - 35).

قرأ فيها يشوع شريعة الرب على الشعب (يش 8: 30).

النهر: نهر الفرات.

جمع يشوع الشعب مرة ثانية في شكيم مع رؤسائهم وممثليهم فجاءوا لاجتماع مقدس في حضرة الله ليسمعوا الرسالة الموجهة لهم من الرب على لسان يشوع، والتي استعرض فيها يشوع كل تاريخهم مع الله وكل مساندته لهم منذ دعوة إبراهيم من عبر نهر الفرات بالعراق ليترك عبادة الأوثان التي مارستها عائلته ويتجه لعبادة الله.

الأعداد 3-4

ع3 - 4:

اختار الله إبراهيم ونقله إلى أرض كنعان وأعطاه نسلًا مباركًا من إسحق الذي رزقه به في الكبر. وإسحق أنجب يعقوب وعيسو. ولانشغال عيسو بالشهوات المادية، أعطاه الله جبل سعير فسكن فيه وانصرف عن الحياة الروحية مع الله، بينما نزل يعقوب وأبناؤه إلى مصر (تك45: 9، 10، 46: 2 - 10) ليدربهم الله على الحياة الروحية عن طريق المذلة والتعب ثم الايمان والثقة.

الأعداد 5-6

ع5 - 6:

جاء موسى وهارون وضربا مصر بالضربات العشر حتى سمح فرعون بخروج الشعب. فخرجوا وأتو إلى البحر الأحمر فشقه الله لهم وأغرق المصريين فيه عندما حاولوا متابعتهم للقبض عليهم.

الأعداد 7-10

ع7 - 10:

فجعل ظلامًا بينكم وبين المصريين: لكيما يحمى الله شعبه الذي يعبر في البحر الأحمر من المصريين الذين يتبعونهم، حول عمود النار من أمام بنى إسرائيل إلى خلفهم، فحجز بين المصريين وبني إسرائيل، ومن قوة النار وضخامتها حجبت الرؤية عن المصريين فلم يعودوا يرون بني إسرائيل، فكانت النار كالظلام حتى عبر بنو إسرائيل كلهم وخرجوا من البحر.

حجب الله شعبه عن فرعون حتى أتى بنو إسرائيل إلى برية سيناء وتمجد في رعايتهم. وعندما جاءوا إلى بلاد الأموريين أخذوا أرضهم. ولم يسمح الله لبلعام أن يلعنهم بل جعله يباركهم، وكان بالاق ملك موآب قد أحضره ليلعن بني إسرائيل فأنقذهم الله من يده (عد 22، 23، 24).

وقول يشوع رأت أعينكم يقصد به المسنين منهم والكبار الذين شاهدوا هذه الأحداث حتى وهم أطفال مع آبائهم.

العدد 11

ع11:

أرض الأموريين: تقع شرق نهر الأردن.

ثم عبروا الأردن وبدأت حروبهم مع الشعوب الكنعانية بمحاربة أريحا واستيلائهم عليها ثم حروب الضفة الغربية للأردن والتي استغرقت حوالي سبع سنوات وانتصارهم فيها.

الأعداد 12-13

ع12 - 13:

زنابير: حشرات لادغة.

يعلن الله هنا تحقيق وعده لموسى بإرسال الزنابير لمساعدة شعبه في حربهم ضد الأعداء (خر23: 28، تث 7: 20)، فقد أرسلها أمام بني إسرائيل عند محاربتهم الأموريين شرق نهر الأردن، فخاف الأعداء وهربوا ولم يحتاج شعب الله أن يستخدم أسلحته لطرد الأعداء إذ طردهم الله من الأرض عن طريق لسعات الزنابير. فاستلموا أرضهم جاهزة للسكن بمدنها ومزروعاتها ليستمتعوا بها.

† ليتك تراجع أعمال الله معك لتشكره عليها ويثبت بذلك إيمانك فتطمئن وتفرح برعايته لك.

الأعداد 14-15

ع14 - 15:

من أجل عظمة عمل الله مع شعبه، يلزمهم أن يخافوه ويعبدوه بأمانة ويتخلوا عن بقايا عبادة الأصنام التي مارسوها في رحلة البرية والتي مارسها سابقًا أجدادهم في العراق عند نهر الفرات قبل دعوة الله لإبراهيم، ويرفضوا آلهة الأموريين الذين ورثهم الرب أراضيهم.

ويسألهم يشوع إن كانوا يريدون فليعبدوا الله أو يتركوه ليعبدوا الأوثان. وهو بهذا يثيرهم حتى يقرروا عبادة الله ولا يعرجوا بين الطريقين أي عبادة الله وعبادة الأوثان. وقدم نفسه مثالًا إذ قرر أنه هو وأسرته سيعبدون الله لا الأوثان.

† جيد أن يكون الخادم قدوة لمخدوميه فيعطيهم المثال الصالح الذي يسيرون في إثر خطواته.

(2) عهد الشعب بعبادة الله (ع16 - 28):

16 فَأَجَابَ الشَّعْبُ: «حَاشَا لَنَا أَنْ نَتْرُكَ الرَّبَّ لِنَعْبُدَ آلِهَةً أُخْرَى, 17 لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَنَا هُوَ الَّذِي أَصْعَدَنَا وَآبَاءَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ, وَالَّذِي عَمِلَ أَمَامَ أَعْيُنِنَا تِلْكَ الآيَاتِ الْعَظِيمَةَ, وَحَفِظَنَا فِي كُلِّ الطَّرِيقِ الَّتِي سِرْنَا فِيهَا وَفِي جَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ عَبَرْنَا فِي وَسَطِهِمْ. 18 وَطَرَدَ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِنَا جَمِيعَ الشُّعُوبِ, وَالأَمُورِيِّينَ السَّاكِنِينَ الأَرْضَ. فَنَحْنُ أَيْضًا نَعْبُدُ الرَّبَّ لأَنَّهُ هُوَ إِلَهُنَا». 19 فَقَالَ يَشُوعُ لِلشَّعْبِ: «لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَعْبُدُوا الرَّبَّ لأَنَّهُ إِلَهٌ قُدُّوسٌ وَإِلَهٌ غَيُورٌ هُوَ. لاَ يَغْفِرُ ذُنُوبَكُمْ وَخَطَايَاكُمْ. 20 وَإِذَا تَرَكْتُمُ الرَّبَّ وَعَبَدْتُمْ آلِهَةً غَرِيبَةً يَرْجِعُ فَيُسِيءُ إِلَيْكُمْ وَيُفْنِيكُمْ بَعْدَ أَنْ أَحْسَنَ إِلَيْكُمْ». 21 فَقَالَ الشَّعْبُ لِيَشُوعَ: «لاَ. بَلِ الرَّبَّ نَعْبُدُ». 22 فَقَالَ يَشُوعُ لِلشَّعْبِ: «أَنْتُمْ شُهُودٌ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ قَدِ اخْتَرْتُمْ لأَنْفُسِكُمُ الرَّبَّ لِتَعْبُدُوهُ». فَقَالُوا: «نَحْنُ شُهُودٌ». 23 فَالآنَ انْزِعُوا الآلِهَةَ الْغَرِيبَةَ الَّتِي فِي وَسَطِكُمْ وَأَمِيلُوا قُلُوبَكُمْ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ». 24 فَقَالَ الشَّعْبُ لِيَشُوعَ: «الرَّبَّ إِلَهَنَا نَعْبُدُ وَلِصَوْتِهِ نَسْمَعُ». 25 وَقَطَعَ يَشُوعُ عَهْدًا لِلشَّعْبِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَجَعَلَ لَهُمْ فَرِيضَةً وَحُكْمًا فِي شَكِيمَ. 26 وَكَتَبَ يَشُوعُ هَذَا الْكَلاَمَ فِي سِفْرِ شَرِيعَةِ اللَّهِ. وَأَخَذَ حَجَرًا كَبِيرًا وَنَصَبَهُ هُنَاكَ تَحْتَ الْبَلُّوطَةِ الَّتِي عِنْدَ مَقْدِسِ الرَّبِّ, 27 ثُمَّ قَالَ يَشُوعُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: «إِنَّ هَذَا الْحَجَرَ يَكُونُ شَاهِدًا عَلَيْنَا, لأَنَّهُ قَدْ سَمِعَ كُلَّ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي كَلَّمَنَا بِهِ, فَيَكُونُ شَاهِدًا عَلَيْكُمْ لِئَلاَّ تَجْحَدُوا إِلَهَكُمْ». 28 ثُمَّ صَرَفَ يَشُوعُ الشَّعْبَ كُلَّ وَاحِدٍ إِلَى مُلْكِهِ.

الأعداد 16-18

ع16 - 18:

أجاب الشعب بأنه من المستحيل أن يتركوا عبادة الله بعد ما صنعه معهم. فهو الذي أنقذهم من عبودية فرعون في مصر، وحافظ عليهم بالمعجزات في رحلة البرية، ونجّاهم من أعدائهم، وطردهم أمامهم وورثهم أرضهم. لذا فهم مصرّون على عبادته كإله لهم.

الأعداد 19-20

ع19 - 20:

أراد يشوع أن يوضح لهم أن الالتزام بعبادة الرب يجب أن يكون كاملًا، فهو ليس سهلًا لأن الله قدوس وغيور على اسمه ولا يغفر لمن يخونه ويرتد عن عبادته ويتحول لعبادة غيره، بل يعاقبهم ويفنيهم إن عملوا ذلك، لأنه يريد كل القلب وكل النية لا جزءًا منهما.

وقد أراد يشوع أن يعرف شعبه التزامات الحياة مع الله للتمتع بكل بركاته، كما طالبنا المسيح أن نحسب حساب النفقة، أي نحمل صليبه وراءنا لنتمتع برعايته ونكون أبناء الملكوت.

الأعداد 21-24

ع21 - 24:

أكد الشعب ليشوع تمسكهم بعبادة الله بإصرار وتكرار، فأشهدهم يشوع على أنفسهم فشهدوا، وطلب منهم نزع الآلهة الغريبة من وسطهم، أي تماثيل الآلهة التي مازالوا يحتفظون بها في بيوتهم، حتى تكون قلوبهم متجهة بكاملها لله، فوعدوه بطاعة الله.

وقد فعل هذا أبونا يعقوب عند عودته من عند خاله لابان ودفنها وتخلص منها إثباتًا لحسن نيته في عبادة الله (تك33: 18 - 20، تك35: 2).

الأعداد 25-26

ع25 - 26:

فريضة وحكمًا: المقصود الالتزام بالعهد أي عبادة الله وطاعة وصاياه.

سفر شريعة الله: يعتبر سفر يشوع امتدادًا لأسفار الشريعة الخمسة التي كتبها موسى لذا دعى أيضًا سفر شريعة الله.

قطع يشوع عهدًا بين الشعب وبين الله وألزمهم بطاعة هذا العهد أي عبادة الله. وسجل يشوع هذا الكلام في سفره هذا أى سفر يشوع كجزء من الشريعة الإلهية. ونصب حجرًا كبيرًا كان موجودًا بالمكان تحت شجرة بلوك في شكيم والتي تعتبر مكانًا مقدسًا. والحجر رمز للمسيح صخر الدهور الذي إن تأسس البيت عليه لن يقع أبدًا مهما كانت الزوابع والأعاصير.

الأعداد 27-28

ع27 - 28:

تجحدوا: تنكروا.

جعل يشوع الحجر، الذي كان حاضرًا للكلام وسمعه، شاهدًا على الشعب ليلتزموا بعبادة الله. ثم صرف يشوع الشعب إلى أماكن سكناهم.

† راجع نفسك لتعرف هدف حياتك وتقيس خطواتك هل تسير نحوه أم تنحرف عنه في خطايا كثيرة، وإن انحرفت إرجع بالتوبة إلى الله، أي ذكِّر نفسك كل يوم بهدفك وهو محبة الله.

(3) وفاة يشوع وألعازار، وعظام يوسف (ع29 - 33):

29 وَكَانَ بَعْدَ هَذَا الْكَلاَمِ أَنَّهُ مَاتَ يَشُوعُ بْنُ نُونٍ عَبْدُ الرَّبِّ ابْنَ مِئَةٍ وَعَشَرِ سِنِينَ. 30 فَدَفَنُوهُ فِي تُخُمِ مُلْكِهِ فِي تِمْنَةَ سَارَحَ الَّتِي فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ شِمَالِيَّ جَبَلِ جَاعَشَ. 31 وَعَبَدَ إِسْرَائِيلُ الرَّبَّ كُلَّ أَيَّامِ يَشُوعَ, وَكُلَّ أَيَّامِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ طَالَتْ أَيَّامُهُمْ بَعْدَ يَشُوعَ وَالَّذِينَ عَرَفُوا كُلَّ عَمَلِ الرَّبِّ الَّذِي عَمِلَهُ لإِسْرَائِيلَ. 32 وَعِظَامُ يُوسُفَ الَّتِي أَصْعَدَهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ دَفَنُوهَا فِي شَكِيمَ فِي قِطْعَةِ الْحَقْلِ الَّتِي اشْتَرَاهَا يَعْقُوبُ مِنْ بَنِي حَمُورَ أَبِي شَكِيمَ بِمِئَةِ قَسِيطَةٍ, فَصَارَتْ لِبَنِي يُوسُفَ مُلْكًا. 33 وَمَاتَ أَلِعَازَارُ بْنُ هَارُونَ فَدَفَنُوهُ فِي جِبْعَةِ فِينَحَاسَ ابْنِهِ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَهُ فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ.

الأعداد 29-30

ع29 - 30:

تخم: حدود.

بعد توديع يشوع لشعبه ووصاياه الختامية لهم، توفى عن عمر مائة وعشرين سنة ودفن في أرض ملكه في مدينة تمنة حارس والتي تقع بنصيب أفرايم (خريطة 12). وقد كتب هذه الآيات الأخيرة شخص غير يشوع وهو غالبًا صموئيل النبي كاتب سفر القضاة.

العدد 31

ع31:

استمر الشعب في عبادة الله في أيام يشوع وفى أيام من عاصره من الشيوخ، وعاصروا عمل الله في دخول الأرض وقد طالت حياتهم بعد وفاة يشوع.

العدد 32

ع32:

قسيطة: عملة غير معروف قيمتها.

جبعة فينحاس: اسم مدينة للكهنة في نصيب سبط أفرايم.

جبل جاعش: جبل مجاور لمدينة تمنة سارح.

كان يوسف قد مات في مصر وأوصى بنى إسرائيل بحمل عظامه معهم عند خروجهم، وكانت وفاة يوسف قبل ولادة يشوع بأكثر من مئتى سنة، فأخذوا عظامه عند خروجهم ودفنوها في شكيم وهي الأرض التي كان أبوه يعقوب قد اشتراها من بنى حمور سابقًا عند عودته إلى أرض كنعان من عند خاله لابان (تك33: 19).

العدد 33

ع33:

ألعازار: اسم عبري معناه الله يعين.

ثم مات ألعازار رئيس الكهنة ابن هارون ودفن في جبعة فينحاس ابنه وهي إحدى مدن الكهنة في نصيب سبط أفرايم.

† لقد نلنا الحق في ميراثنا السمائى عندما مات رئيس كهنتنا يسوع وقائدنا في رحلتنا، فلنشكر الله على هذا الميراث الذي لا يفنى ونفرح به.