الأصحاح العشرون – إنجيل يوحنا – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: انجيل يوحنا – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح العشرون

قيامة رب المجد.

(مت1: 28 - 20).

(مر1: 16 - 20).

(لو1: 24 - 53).

(يو1: 20 - 25: 21).

خرستوس آنستي اليثوس آنستي.

المسيـــح قام حقـاً قـــام.

مقدمة.

الصورة التي يظهر بها المسيح.

المسيح ظهر بعدة هيئات.

1 - ما قبل التجسد: - ظهر المسيح عدة مرات لأشخاص في العهد القديم مثل إبراهيم (تك 1: 18، 2) وليشوع (يش 13: 5 - 15 + يش2: 6). وهذا الظهور هو مجرد ظهور فقط، أي لم يكن للرب جسد حقيقي مثلنا.

2 - التجسد: - نقول في قانون الإيمان عن المسيح أنه تجسد وتأنس أي صار مثلنا، وشابهنا في كل شئ، جاع وعطش وتألم وبكي. كان هذا في أثناء حياة المسيح علي الأرض قبل صلبه وموته. وكان هو "الله ظهر في الجسد" (1تي16: 3). في فترة التجسد هذه كان المسيح الإبن قد أخلي ذاته آخذاً صورة عبد صائراً في شبه الناس (في7: 2) ولكن بدون خطية. وفي فترة وجوده بالجسد كان ظاهراً لكل إنسان، ظاهراً بجسده الذي يشبه جسدنا، يستطيع أي إنسان أن يراه ويلمسه، إلاّ في الأوقات التي كان يريد هو أن يختفي فيها (يو59: 8 + لو29: 4، 30) أو يظهر مجده (كما حدث فى التجلي).

3 - ما بعد القيامة وقبل الصعود: - صار الوضع معكوساً. لقد صار المسيح مختفياً بجسده إلاّ في الأوقات التي يريد أن يظهر فيها بتنازل منه. فالمسيح قام بجسد ممجد لا يستطيع أحد من البشر أن يعاينه ويتطلع إليه. ولكن في هذه الفترة لم يظهر مجد المسيح بناسوته للبشر، لم يظهر هذا المجد ولكن لم يكن كل إنسان قادراً أن يرى المسيح وذلك بسبب خطايا البشر. كان هناك شروط ليرى أحد المسيح. ما عاد أحد يستطيع أن يراه إلاّ بالقدر الذي يسمح به هو. فالخطية جعلت إمكانياتنا الجسدية ضعيفة. وهذا ما نفهمه من قول الله "لا يراني الإنسان ويعيش" (خر20: 33). في هذه المرحلة بعد القيامة كان لابد أن تتوافر شروط فيمن يراه وهذه الشروط هي الإيمان والمحبة والقداسة والرجاء، وهذا ليكون للشخص بصيرة روحية يراه بها، وما يساعد علي وجود هذه البصيرة التناول من جسد الرب ودمه كما حدث مع تلميذي عمواس، وهذه البصيرة تعطي أن نعرفه لا كشخص عادى، بل كإله، كما صرخ توما "ربي والهي" وهناك درجات لرؤية المسيح فيما بعد القيامة.

1) لا يُرى 2) يراه أحد ولا يعرفه 3) يراه أحد ويعرفه.

فالمرات التي ظهر فيها المسيح لتلاميذه كانت قليلة وبقية الوقت كان لا يراه أحد. وتلميذي عمواس رأوه ولم يعرفوه وبعد كسر الخبز عرفوه، والمجدلية رأته ولم تعرفه ثم عرفته.

وهنا نجيب عن سؤال يُسأل كثيراً.. لماذا لم يظهر المسيح لليهود ولرؤساء الكهنة فيؤمنوا به؟ والإجابة أن هؤلاء كانوا بلا إيمان وبلا قداسة. والقداسة بدونها لا يرى أحد الرب (عب14: 12). فالمسيح لا يريد أن يستعرض قوته وإمكانيات نصرته على الموت أمام أحد.. بل هو يطلب تغيير القلب والذهن وبهذا يمكن للإنسان أن يعاينه. فالفرق بين ما قبل الصليب وما بعد القيامة، أنه قبل الصليب كان يمكن لكل إنسان أن يراه، وكان يمكنه الإختفاء ليس خوفاً إنما ليكمل رسالته. أما بعد القيامة فكان مختفياً عادة لا يظهر إلاّ في بعض الأوقات وبشروط.

ما بعد الصعود: - نقول في قانون الإيمان "وقام من بين الأموات وصعد إلى السموات وجلس عن يمين أبيه، والآب قطعاً ليس له يمين ولا يسار فهو غير محدود. ولكن المقصود باليمين القوه والمجد. أي أن المسيح بجسده صار له صورة المجد الذي لأبيه والذي كان له من قبل بلاهوته، ما كان بلاهوته من قبل صار له بناسوته الآن، وهذه كانت طلبة المسيح فى (يو 17: 5). هذا ما جعل يوحنا يسقط أمامه كميت إذ رآه في مجده (رؤ16: 1، 17). حين نقول جلس عن يمين أبيه فهذه عكس أخلى ذاته. لذلك قيل عند صعوده أن سحابة قد حجبته (أع9: 1) لأن التلاميذ ما كانوا قادرين على معاينة هذا المجد.

ماذا فعل المسيح خلال الأربعين يوماً؟

  1. كان يؤسس كنيسته على أساس القيامة. لذلك سمعنا "هاهو يسبقكم إلى الجليل.. هناك ترونه" (مت7: 28 + مر7: 16) فلماذا الذهاب إلى الجليل؟ لقد إختار المسيح تلاميذه هناك، وهناك عرفوه على مستوى الجسد. ولذلك شكوا فيه. والآن فالمسيح يريد أن يرسلهم للعالم كله بعد أن عرفوا حقيقته وبعد أن أعلن لهم ذاته. والمسيح يأخذهم إلى الجليل ليجدد العهد معهم على أساس القيامة. وفي الناصرة التي في الجليل نشأ المسيح وعاش، وبهذا فهو يربط تأنسه وحياته بقيامته، بل أن قيامته أكدت تأنسه وتجسده وأظهرت سبب التجسد.

وكلمة ترونه مقصود بها ليس المعرفة الظاهرية بل المعرفة الحقيقية.

  1. نلاحظ التأكيد على الأسرار الكنسية وتسليم المسيح إياها للرسل خلال هذه المدة:

أ - المعمودية: - إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم بإسم.. (مت19: 28).

ب_ الميرون: - ها أنا أرسل إليكم موعد أبى.. فأقيموا في أورشليم.

(لو49: 24).

ج_ التوبة والإعتراف: - أن يُكرز بإسمه للتوبة ومغفرة الخطايا.. (لو47: 24).

+ من غفرتم خطاياه تغفر له ومن أمسكتم.. (يو23: 20).

د _ التناول: - أخذ خبزاً وبارك وكسر وناولهما فإنفتحت أعينهما. (لو30: 24، 31).

هـ الكهنوت: - ولما قال هذا نفخ وقال لهم إقبلوا الروح القدس.. (يو22: 20).

و_ مسحة المرضى: - هذه الآيات تتبع المؤمنين.. يضعون أيديهم على المرضى (مر17: 16، 18).

  1. تشديد إيمان التلاميذ وتثبيت فكر القيامة عندهم، ومحو أي شكوك تكون قد تكونت عندهم (مثال لذلك توما) بل وبخ عدم إيمانهم (مر14: 16).
  2. إرسال التلاميذ للكرازة وتلمذة الأمم واليهود (مت19: 28) وأن يعلموا الأمم حفظ الوصايا التي علمها لهم السيد (مت20: 28). وأن يرعوا شعبه كما يرعى الراعي قطيعه (يو15: 21 - 17). وقطيع المسيح أي كنيسته مؤسسة على الأسرار التي هي استحقاقات موته وقيامته.
  3. لأن المسيح حي وقد قام من الأموات فسيكون دائماً في كنيسته "ها أنا معكم كل الأيام وإلى إنقضاء الدهر آمين" (مت20: 28) فخرجوا وكرزوا في كل مكان والرب يعمل معهم ويثبت الكلام بالآيات التابعة آمين "(مر20: 16).
  4. نرى خلال مدة الأربعين يوماً المسيح الشافى: -.
  5. فهو يشفى إيمان تلميذى عمواس والمجدلية.
  6. هو المُعلم الذى علم تلميذى عمواس تفسير نبوات العهد القديم.
  7. هو الذى شفى شكوك توما وهو الذى يشفى أى تساؤلات عقلية ممكن أن تشككنا فهذه إحدى حروب الشيطان.
  8. رأينا فى معجزة صيد السمك الكثير أنه هو الرازق وأيضاً هو الذى يملأ الكنيسة، فالسمك رمز للمؤمنين.
  9. هو الذى قام بشفاء محبة بطرس (راجع إنجيل يوحنا إصحاح 21).
  10. هو الذى شفى محبة المجدلية غير الناضجة إذ كانت محبتها له كإنسان وليس كإله.
  11. هو الذى أعطى الرجاء لبطرس أى شفى رجاءه. وهذا رأيناه فى قول الملاك للمريمات إذهبا قولا للتلاميذ ولبطرس. ثم قول المسيح نفسه لبطرس إرعى غنمى ثلاث مرات.
  12. والمسيح له وسائل متعددة للشفاء قد تكون بأن يفيض من بركاته كما فى معجزة صيد السمك وقد تكون بأحداث مخيفة كالزلزلة التى جعلت قائد المئة يؤمن.
  13. شفاء عبيده من الخوف ونرى كم تكررت كلمة سلام لكم.
  14. أخيراً يكون الشفاء النهائى بأن نلبس الجسد الممجد وهذا معنى صعوده بجسده إلى السماء. وهو ذهب ليعد لنا مكاناً (يو 14: 2).

لمن ظهر المسيح أولاً؟

يقول القديس مرقس "وبعد ما قام باكراً ظهر أولاً لمريم المجدلية التي كان قد أخرج منها سبعة شياطين" (مر9: 16) وهكذا يؤكد القديس متى (9: 28، 10) والقديس يوحنا (1: 20). أمّا القديس لوقا فيذكر أن عدد من المريمات ذهبن للقبر أولاً ورأوا الملائكة وعرفوا حقيقة القيامة. ثم يؤكد القديس لوقا أن مريم المجدلية ومعها أخريات أخبرن الرسل وبشروهم بالقيامة.

بينما أن بولس الرسول لم يذكر المريمات ولا المجدلية في (1كو5: 15 - 9) بل قال إن المسيح ظهر لصفا ثم للإثنى عشر وبعد ذلك لأكثر من خمسمائة أخ وبعد ذلك ليعقوب ثم لبولس نفسه. فهل يوجد إختلاف أو تضاد بين الروايات المختلفة؟

1 - بالنسبة للأناجيل الأربعة إتفقوا على أن النساء سبقن الرسل في معرفة حقيقة القيامة، بل صرن كارزات بالقيامة للرسل أنفسهم. والأربعة بشائر تذكر إسم المجدلية كشاهد للقيامة ولأنها رأت المسيح وصارت كارزة. وهى التي كان بها سبعة شياطين. وهذا هو هدف الأناجيل الأربعة أن كل خاطئ بقوة القيامة قادر أن يتحول لكارز رأى المسيح. ونلاحظ أن المرأة في العهد القديم كانت هي سبب سقوط آدم. والآن صارت المرأة بعد القيامة كارزة وشاهدة للقيامة. هذا التحول العجيب هو الخلاص، وهذه هي بشارة الأناجيل المفرحة.

2 - أمّا بولس فعلى عادة الناموس ذكر صفا أولاً ثم الرسل ثم 500 أخ ثم بولس نفسه. فصفا (بطرس) ويعقوب من الأعمدة (غل9: 2). ثم الرسل وهم الذين إئتمنهم المسيح على الكرازة والـ500 أخ هم عدد من الشهود لا يشك أحد في أنهم كلهم كانوا في وهم. وإذا لم يرى الكل حقيقة القيامة فقد رآها بولس وهذا ما قصده بولس تأكيد حقيقة القيامة بشهود عاينوا القيامة. وكعادة اليهود فهم يعتمدون شهادة الرجال. والناموس يحدد أن تكون الشهادة على فم أكثر من شاهد (عد30: 35 + تث15: 19) لذلك لم يرد في كلمات بولس الرسول ذكر للنساء.

ملحوظة: - في هذه الظهورات كان يسوع بإرادته يظهر ذاته، وإن لم يظهر ذاته لا يراه أحد وظهوره هذا يعنى أنه يعلن ذاته.

ترتيب الأحداث.

هناك صعوبة في ترتيب الأحداث، لأن كل إنجيل اٍنفرد بذكر بعض الأحداث دون الأخرى، والصعوبة لا تتصل بحقيقة القيامة ولكن في ترتيب الأحداث. ونجد هنا محاولة متواضعة لترتيب الأحداث تظهر التكامل في روايات الإنجيليين الأربعة. والصعوبة تنشأ لو تصورنا أن الأحداث كلها حدثت في وقت واحد. ولكن: -.

1 - الأحداث لم تحدث كلها في وقت واحد.

2 - نفس الحدث يراه كل إنجيلي ويرويه بطريقة مختلفة، ولكن الحقيقة واحدة.

ملحوظة: - حاول البعض أن يروا في التعبيرات الآتية تسلسلاُ زمنياُ.

باكراً جداً والظلام باٍق / عند فجر الأحد / إذ طلعت الشمس.

إنجيل يوحنا / إنجيل متى / إنجيل مرقس.

قالوا أن هذا هو أول حدث / ثاني الأحداث / ثالث الأحداث.

ولكن التعبيرات الثلاثة يمكن أن تنطبق على نفس الوقت، وكل واحد من الإنجيليين يعبر عنها بطريقة مختلفة، فحينما تشرق الشمس في البداية، أي مع أول خيوط النور نستطيع أن نقول أن الظلام باٍق ونستطيع أن نقول أنه الفجر ويعبر آخر عن نفس المشهد بقوله إذ طلعت الشمس. ولذلك نرى أن الأحداث التي تم التعبير عنها في الأناجيل الأربعة بهذه التعبيرات إنما هي حدث واحد وفي وقت واحد أنظر الجدول.. مشهد رقم (3).

ومن هذا نرى أن ترتيب الحوادث كما يلي (أنظر الجدول).

1 - نرى في هذا المشهد أن النساء وعلى رأسهن مريم المجدلية التي اٍمتلأ قلبها بحب الرب يسوع "فمن يغفر له كثيراً يحب كثيراً"، وهذه أخرج المسيح منها 7 شياطين. هؤلاء النساء تبعن مشهد الدفن ليعرفن أين يوضع وكيف.. هن لا يردن مفارقته، وهن سيأتين لتكفينه أي يضعوا عليه العطور فيما بعد.

2 - في هذا المشهد نرى النسوة ذاهبات إلي سوق المدينة يشترين الحنوط والعطور، لأن واجباً عظيماً نحو الجسد المقدس فاتهن أداؤه. فإن أحداث يوم الجمعة الحزينة كانت سريعة خاطفة فلم ينتبهن إلي شراء الحنوط، بل لعلهن إنتظرن من الرب أن يفاجئ العالم بمعجزة كبرى، فينزل عن الصليب في قوة ومجد عظيمين. فيسجد له الأعداء قبل الأصدقاء. ولكن شيئاً من هذا لم يحدث.

3 - في هذا المشهد نرى جماعة متجهة للقبر ليقدموا آخر خدمة ممكنة لجسد الرب!! وكان في الجماعة التي سعت إلي القبر بعض الرجال. وهذا الظن ليس بعيد الاٍحتمال، ويوجد ما يبرره في التقاليد الشرقية التي تجعل من الرجل حماية للمرأة وبالأولى في تلك الظروف وبعد منتصف الليل. ولعل هذا هو قصد القديس لوقا بقوله أناس (لو1: 24) ويقصد بالأناس الرجال الذين كانوا في المجموعة. ومن النساء نعلم بعض الأسماء.

أ - مريم المجدلية وهذه ذكرها الإنجيليون الأربعة.

ب - سالوما زوجة زبدى وأم يوحنا ويعقوب.

ج - يونا إمرأة خوزى.

د - مريم الأخرى، بمقارنة "(مت 1: 28 مع مر1: 16) نفهم أن مريم الأخرى هذه ربما كانت هي مريم أم يعقوب. وربما كانت غيرها فإسم مريم كان شائعاً، والجماعة التي خرجت لتكفين المسيح كانت كبيرة ولا يستبعد تكرار إسم مريم في وسطها.

هل مريم الأخرى هي العذراء الأم؟

هذا الإحتمال مرفوض تماماً. فكيف يسميها متى مريم الأخرى، هل يليق هذا بأم المخلص، أما كان يقول مريم أمه كما هي العادة. لو كانت مريم العذراء في وسط هذه الجماعة لكان أحد الإنجيليين على الأقل وبالأخص يوحنا التي صارت لهُ أماً قد ذكر وجودها. وأليس عجيباً أن يذكر الإنجيليين مريم المجدلية بالإسم ولا يشار للعذراء سوى بالقول "الأخرى".

قد يكون هناك ظهور للسيد المسيح غير مذكور في الأناجيل لأمه العذراء. ولا حاجة لذهابها للقبر. وكما قلنا سابقاُ فهناك شروط ليظهر المسيح لإنسان بعد القيامة مثل الإيمان والمحبة، وهل هناك إيمان بقدر إيمان العذراء التي رأت منذ البشارة بالمسيح العجب. وحفظت كل هذه الأمور في قلبها (لو51: 2). وهل هناك محبة تعادل محبة الأم لإبنها، وهل هناك قداسة تعادل قداستها هذه التي إستحقت أن يولد منها المسيح. العذراء الأم إذن يتوفر فيها كل الشروط التي تسمح لها بأن يكون لها ظهور. بل أن إيمانها كان يمنعها أن تذهب للقبر فهي بالتأكيد كانت متأكدة من قيامته كما قال. وهل لا يظهر المسيح لأمه المتألمة لصلبه وموته بهذه الصورة البشعة، هذه التي جاز سيفٌ في نفسها (لو35: 2). نثق في أن المسيح ظهر لأمه ظهورأ خاصاً ليعزى قلبها فهي تستحق هذا.

ولنلاحظ أن المسيح لن يراه كما قلنا أحد من البشر إلا بشروط كالإيمان والمحبة والقداسة ولكن هناك ثلاث حالات لهذه الرؤيا: -.

  1. من يستحيل أن يرونه: - كاليهود الرافضين له لأنه ضد مصالحهم المادية، لذلك تحجرت قلوبهم وعميت أعينهم. وأيضا من يعيش فى خطاياه.
  2. من يعالج المسيح ضعفهم الناتج عن عدم الفهم: - مثل المجدلية والتلاميذ وشاول الطرسوسى. وهؤلاء يكون ظهوره لهم على درجات كما قلنا من قبل.
  3. من يحب المسيح أن يُظهِر لهم نفسه فى حب: - هؤلاء هم من يحبونه من كل قلوبهم ويؤمنوا به ويحيون فى قداسة، مثل أمه العذراء مريم والقديس يوحنا فى رؤياه والقديس الأنبا بيشوى وكثيرين من الشهداء أثناء ألامهم وعذاباتهم.

درجات الحب تحول الجماعة إلى صف يتباعد أفراده.

ابتدأت الجماعة سيرها ليلاً، وكان لكل من في الجماعة دوافعه، ولكل منهم درجة.

لشجاعته تختلف من واحد لآخر، والحب القوى يعطى دفعة للشجاعة الضعيفة. لذلك فغالباً بدأت الجماعة سيرها كمجموعة واحدة ولكنها سرعان ما أصبحت صفاً، ومع الإستمرار في السير ما لبثت أن تفرقت إلي مجموعات، في المقدمة مجموعة تكاد تركض ركضاً (حب قوى) وأخرى تلحق بها في عجلة وهكذا. وفي المجموعة الأولى كانت مريم المجدلية هذه التي أحبت كثيراً لأن المسيح غفر لها كثيراً (لو47: 7). فالمجدلية ظلت بجانب القبر تراقب الدفن، وهنا أول مشهد من مشاهد القيامة. 3 - وها هي أول من يصل، لذلك رأت الزلزلة وكل ما حدث لحظة القيامة، فإرتعبت ولم تستطع الكلام هي ومن معها.

4 - في المشهد ترى المجدلية المسيح هي ومريم الأخرى، ويعطيهم سلاماً فتنطق ألسنتهم المعقودة وتتحول المجدلية لمبشرة بالقيامة، بل تمسك قدمي المخلص ولا يمنعها الرب من ذلك.

5 - هنا نرى مشهد ذهاب الحرس الرومان لليهود، وحيلة اليهود لإنكار حقيقة القيامة. وواضح أن كذبة نوم الحراس كذبة مكشوفة للأسباب الآتية: -.

أ - ما عُهِدَ في الجنود الرومان، أنهم يخضعون للنظام وتنفيذ القانون وأداء الواجب فأداء الواجب عندهم عبادة في مستوى عبادة الآلهة.

ب - كان الجندي الروماني إذا أهمل يقتلونه (أع19: 12).

ج - هل يعقل أن الحراس النائمين يتعرفوا على شخصية من سرق جسد المسيح.

6 - عادت المجدلية ومن معها بخبر القيامة، مقابلين باقي المجموعات في الطريق فلم يصدقهم أحد، ووصلوا للتلاميذ (ربما كان بعض التلاميذ في الموكب) وأخبروا بطرس ويوحنا وباقي الرسل. ولكن لم يصدقهم أحد (وقارن مع مت62: 27، 63) وهذا مما يخجل فالتلاميذ لم يتذكروا كلام المسيح عن قيامته في اليوم الثالث بينما تذكر هذا رؤساء الكهنة والفريسيين.

7 - ذهب بطرس مع يوحنا لمعاينة القبر، وكلما كانوا يقتربون كانت خطوات يوحنا الحبيب تسرع وخطوات بطرس تبطئ إذ يذكر إنكاره للمسيح منذ ساعات.

8 - أمام عدم تصديق أحد للمريمات عادت المريمات للقبر ومنهن المجدلية وهن في شك، فلقد ظن من سمع خبر قيامة المسيح من المجدلية، أنها قد رأت روحه (ملاكه) قارن (لو37: 24 + أع15: 12) [كان هذا إعتقاد اليهود أن الميت يمكن أن يظهر له شبحاً قد يكون روحه أو ملاكه] ولذلك شكت المريمات ومنهن المجدلية أن ما رأوه كان روحاً أو شبحاً، لذلك فقد وبخها الملاك فلم ترجع عن شكوكها. ولذلك لم يسمح لها المسيح أن تلمسه حين أرادت ذلك بسبب إيمانها الضعيف، إذ شكت بعد أن رأته [راجع مشهد (4)] بل لمسته. وكان ذلك الشك لأنها كانت تعتبره في فكرها مجرد إنسان.

9 - قصة تلميذي عمواس، وهؤلاء حاولوا الهرب من أورشليم بعد إنتشار إشاعة القيامة، إذ خافوا من اليهود وهربوا من أورشليم فتقابل معهم المسيح.

10 - المسيح يدخل والأبواب مغلقة وسط التلاميذ ويظهر لهم. ولم يكن توما معهم هذه المرة.

11 - المسيح يظهر للتلاميذ وتوما معهم.

12 - المسيح يظهر لسبعة من التلاميذ عند بحيرة طبرية، وصيد السمك (153 سمكة) ثم حواره مع بطرس.

13 - المسيح يظهر للتلاميذ على جبل بالجليل. وغالباً كان هذا هو الظهور الذي أشار إليه بولس الرسول بأن عدد الحاضرين فيه كانوا أكثر من 500 أخ.

14 - نجد ملخص أقوال المسيح خلال رحلة الأربعين يوماً.

الأرقام عاليه (1) - (14) هي الأرقام الموجودة بالجدول التالي وسنجد بجانب كل رقم شواهد الآيات التي وردت في الأناجيل الأربعة والتي تدل على الحدث.

الأرقام (I) – (VI) والموجودة بالجدول هى ظهورات لأشخاص ذكرهم بولس الرسول في رسالته الأولى لكورنثوس إصحاح 15 ولم تذكر في الأناجيل الأربعة.

الأحداث المذكورة داخل مربع واحد وتحت رقم واحد هي حدث واحد تم التعبير عنه بصور مختلفة في الأناجيل.

جدول ترتيب الأحداث.

لماذا لم يكن للمسيح تعاليم جديدة.

فى خلال الأربعين يوما بعد القيامة.

  1. حين قال السيد المسيح على الصليب "قد أكمل" فهو كان قد أكمل كل عمل الفداء، وأيضا أكمل كل تعاليمه التى أراد لها أن تصل إلى شعبه فى العهد الجديد.
  2. والآن بعد أن أتم السيد المسيح عمله، صار العمل فى الكنيسة هو عمل الروح القدس والذى قال عنه ربنا يسوع المسيح "وأما المعزي، الروح القدس، الذي سيرسله الآب باسمي، فهو يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم" (يو14: 26).
  3. مات المسيح على الصليب وقام فى اليوم الثالث وله حياة أبدية لا تموت (رو6: 9)، لنموت نحن معه فى المعمودية ونقوم متحدين به، ولنا حياته الأبدية. والروح القدس يثبتنا فى حياة المسيح الأبدية هذه.
  4. يرافقنا الروح القدس فى حياتنا كلها من أول المعمودية ليصل بأولاد الله إلى السماء. فنحن نولد من الماء والروح فى سر المعمودية، ثم يسكن الروح القدس فينا فى سر الميرون. وهو يبكتنا لو أخطأنا فإن تجاوبنا معه ولم نقاوم وذهبنا لنعترف، ينقل خطايانا إلى المسيح، ثم تغفر الخطايا ونعود للثبات فى المسيح وتكون لنا الحياة الأبدية فى سر الإفخارستيا. والروح القدس هو الذى يحول الخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه "الذى يعطى لغفران الخطايا وحياة أبدية لكل من يتناول منه".
  5. الروح القدس يرافقنا كل أيام حياتنا، فهو المرشد روح الحكمة. وهو "روح القوة والمحبة والنصح" (2تى1: 7). وهو الذى يعلمنا ويذكرنا بكل تعاليم المسيح. ويعطينا كلمة إذا وقفنا قدام الملوك والولاة (مت10: 18 - 20). والروح القدس يأخذ من المسيح ويخبرنا (يو16: 14) فنعرف المسيح حقيقة، ومن يعرف المسيح حقيقة فهو سيحبه، وهكذا يسكب محبة الله فى قلوبنا بأن يعطينا معرفة المسيح الحقيقية (رو5: 5). ومن يحب يفرح (غل5: 22).
  6. لذلك قال الرب لتلاميذه أن لا يبرحوا أورشليم قبل حلول الروح القدس عليهم (أع1: 4).
  7. لذلك بعد أن أتم الرب يسوع عمله صار العمل هو عمل الروح القدس فى الكنيسة.

إنجيل يوحنا 11
.

الجزء المخطط بخطوط مائلة هو الجزء من الجبل الذي أزاله قسطنطين الملك.

الأعداد 1-31

الآيات (يو: 1: 20 - 31): -

"1 وَفِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ إِلَى الْقَبْرِ بَاكِرًا، وَالظَّلاَمُ بَاق. فَنَظَرَتِ الْحَجَرَ مَرْفُوعًا عَنِ الْقَبْرِ. 2فَرَكَضَتْ وَجَاءَتْ إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَإِلَى التِّلْمِيذِ الآخَرِ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ، وَقَالَتْ لَهُمَا: «أَخَذُوا السَّيِّدَ مِنَ الْقَبْرِ، وَلَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ! ». 3فَخَرَجَ بُطْرُسُ وَالتِّلْمِيذُ الآخَرُ وَأَتَيَا إِلَى الْقَبْرِ. 4 وَكَانَ الاثْنَانِ يَرْكُضَانِ مَعًا. فَسَبَقَ التِّلْمِيذُ الآخَرُ بُطْرُسَ وَجَاءَ أَوَّلاً إِلَى الْقَبْرِ، 5 وَانْحَنَى فَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً، وَلكِنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ. 6ثُمَّ جَاءَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ يَتْبَعُهُ، وَدَخَلَ الْقَبْرَ وَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً، 7 وَالْمِنْدِيلَ الَّذِي كَانَ عَلَى رَأْسِهِ لَيْسَ مَوْضُوعًا مَعَ الأَكْفَانِ، بَلْ مَلْفُوفًا فِي مَوْضِعٍ وَحْدَهُ. 8فَحِينَئِذٍ دَخَلَ أَيْضًا التِّلْمِيذُ الآخَرُ الَّذِي جَاءَ أَوَّلاً إِلَى الْقَبْرِ، وَرَأَى فَآمَنَ، 9لأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا بَعْدُ يَعْرِفُونَ الْكِتَابَ: أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَقُومَ مِنَ الأَمْوَاتِ. 10فَمَضَى التِّلْمِيذَانِ أَيْضًا إِلَى مَوْضِعِهِمَا. 11أَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ وَاقِفَةً عِنْدَ الْقَبْرِ خَارِجًا تَبْكِي. وَفِيمَا هِيَ تَبْكِي انْحَنَتْ إِلَى الْقَبْرِ، 12فَنَظَرَتْ مَلاَكَيْنِ بِثِيَابٍ بِيضٍ جَالِسَيْنِ وَاحِدًا عِنْدَ الرَّأْسِ وَالآخَرَ عِنْدَ الرِّجْلَيْنِ، حَيْثُ كَانَ جَسَدُ يَسُوعَ مَوْضُوعًا. 13فَقَالاَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ، لِمَاذَا تَبْكِينَ؟ » قَالَتْ لَهُمَا: «إِنَّهُمْ أَخَذُوا سَيِّدِي، وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ! ». 14 وَلَمَّا قَالَتْ هذَا الْتَفَتَتْ إِلَى الْوَرَاءِ، فَنَظَرَتْ يَسُوعَ وَاقِفًا، وَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ يَسُوعُ. 15قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا امْرَأَةُ، لِمَاذَا تَبْكِينَ؟ مَنْ تَطْلُبِينَ؟ » فَظَنَّتْ تِلْكَ أَنَّهُ الْبُسْتَانِيُّ، فَقَالَتْ لَهُ: «يَا سَيِّدُ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ حَمَلْتَهُ فَقُلْ لِي أَيْنَ وَضَعْتَهُ، وَأَنَا آخُذُهُ». 16قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا مَرْيَمُ» فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ لَهُ: «رَبُّونِي! » الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ. 17قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلهِي وَإِلهِكُمْ». 18فَجَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَأَخْبَرَتِ التَّلاَمِيذَ أَنَّهَا رَأَتِ الرَّبَّ، وَأَنَّهُ قَالَ لَهَا هذَا. 19 وَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ ذلِكَ الْيَوْمِ، وَهُوَ أَوَّلُ الأُسْبُوعِ، وَكَانَتِ الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ التَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ، جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ، وَقَالَ لَهُمْ: «سَلاَمٌ لَكُمْ! » 20 وَلَمَّا قَالَ هذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ، فَفَرِحَ التَّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوْا الرَّبَّ. 21فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا: «سَلاَمٌ لَكُمْ! كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا». 22 وَلَمَّا قَالَ هذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ: «اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ. 23مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ، وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ». 24أَمَّا تُومَا، أَحَدُ الاثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ، فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ حِينَ جَاءَ يَسُوعُ. 25فَقَالَ لَهُ التَّلاَمِيذُ الآخَرُونَ: «قَدْ رَأَيْنَا الرَّبَّ! ». فَقَالَ لَهُمْ: «إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ، لاَ أُومِنْ». 26 وَبَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَانَ تَلاَمِيذُهُ أَيْضًا دَاخِلاً وَتُومَا مَعَهُمْ. فَجَاءَ يَسُوعُ وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ، وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكُمْ! ». 27ثُمَّ قَالَ لِتُومَا: «هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِنًا». 28أَجَابَ تُومَا وَقَالَ لَهُ: «رَبِّي وَإِلهِي! ». 29قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا». 30 وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تَلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هذَا الْكِتَابِ. 31 وَأَمَّا هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ.".

آية (يو: 1: 20): - "1 وَفِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ إِلَى الْقَبْرِ بَاكِرًا، وَالظَّلاَمُ بَاق. فَنَظَرَتِ الْحَجَرَ مَرْفُوعًا عَنِ الْقَبْرِ.".

في أول الأسبوع = هو يوم الأحد ويسمى اليوم الثامن بعد نهاية الأسبوع السابق. والكنيسة إستبدلت السبت بالأحد لنذكر حسنات الله علينا بالقيامة.

آية (يو: 2: 20): - "2فَرَكَضَتْ وَجَاءَتْ إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَإِلَى التِّلْمِيذِ الآخَرِ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ، وَقَالَتْ لَهُمَا: «أَخَذُوا السَّيِّدَ مِنَ الْقَبْرِ، وَلَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ! ».".

أخذوا السيد = قولها السيد يشير للإحترام، ولكنه يشير لعدم الإيمان أيضاً فهي قد رأته ولمسته وشهدت بقيامته كما قال (مت9: 28) ثم تقول أخذوا السيد. هذه الآية تشير لعظمة تواضع يوحنا فهو لم يخجل أن يسجل في إنجيله أن الذي بشره بالقيامة وهو تلميذ المسيح كان مريم المجدلية.

الآيات (يو: 3: 20 - 4): - "3فَخَرَجَ بُطْرُسُ وَالتِّلْمِيذُ الآخَرُ وَأَتَيَا إِلَى الْقَبْرِ. 4 وَكَانَ الاثْنَانِ يَرْكُضَانِ مَعًا. فَسَبَقَ التِّلْمِيذُ الآخَرُ بُطْرُسَ وَجَاءَ أَوَّلاً إِلَى الْقَبْرِ،".

فسبق التلميذ الآخر = بطرس تتثاقل خطواته بسبب الخجل ويوحنا تسرع خطواته بسبب الحب.

الآيات (يو: 5: 20 - 8): - "5 وَانْحَنَى فَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً، وَلكِنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ. 6ثُمَّ جَاءَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ يَتْبَعُهُ، وَدَخَلَ الْقَبْرَ وَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً، 7 وَالْمِنْدِيلَ الَّذِي كَانَ عَلَى رَأْسِهِ لَيْسَ مَوْضُوعًا مَعَ الأَكْفَانِ، بَلْ مَلْفُوفًا فِي مَوْضِعٍ وَحْدَهُ. 8فَحِينَئِذٍ دَخَلَ أَيْضًا التِّلْمِيذُ الآخَرُ الَّذِي جَاءَ أَوَّلاً إِلَى الْقَبْرِ، وَرَأَى فَآمَنَ،".

وإنحنى = كان القبر منخفضاً من الغرفة الخارجية (الفسحة). وفي هذه الغرفة الخارجية كانت النسوة تجتمع للتحنيط والبكاء (أنظر الرسم). والأكفان أخذت شكل الجسم بسبب الأطياب الموضوعة، وهذه الأطياب تتصلب حين تجف.

فنظر = الكلمة فى اليونانية تشير لأنها نظرة عابرة، هذه قيلت عن نظرة يوحنا للأكفان. ونظر = وهذه تشير فى اليونانية لنظرة تطلع مع تأمل فاحص عن قرب. فيوحنا ترك الفحص لبطرس الذي وصل بعده. ولأن بطرس نظر ودقق لاحظ منديل الرأس الذي لم يراه يوحنا. وهذه النظرة الفاحصة أثبتت أن الجسد قام ولم يسرق لأن اللفائف والمنديل كانا في مكانهما، أما الجسد فإنسحب من داخل اللفائف دون أن يفقدها نظامها. فلو كان هناك سرقة للجسد لسرقوه بأكفانه، فالسارق ليس لديه وقت لفك الأكفان. فالأكفان بسبب الأطياب الكثيرة ملتصقة تماماً بالجسد وتتصلب فتصير كالغراء حين تجف. وما الداعي أصلاً لفك الأكفان. والعجيب ومما يثبت القيامة بقاء اللفائف في مكانها. فالمسيح خرج من اللفائف دون أن تتحرك اللفائف من مكانها، كما دخل والأبواب مغلقة. وبعد ذلك دخل يوحنا ورأى فآمن = رأى هنا فى اليونانية هي نظرة تصديق وإيمان.

وَالْمِنْدِيلَ... مَلْفُوفًا فِي مَوْضِعٍ وَحْدَهُ = هذه عادة يهودية. فكان اليهودى حينما يقوم عن المائدة أثناء الأكل يترك الفوطة التى يستخدمها فى مسح يديه ملفوفة مرتبة لو كان سيعود ليستكمل طعامه. وإن كان قد إنتهى من طعامه يتركها بلا ترتيب. ويكون المعنى أن المسيح يعلن أنه سيعود ثانية فى مجيئه الثانى.

الآيات (يو: 9: 20 - 10): - 9لأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا بَعْدُ يَعْرِفُونَ الْكِتَابَ: أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَقُومَ مِنَ الأَمْوَاتِ. 10فَمَضَى التِّلْمِيذَانِ أَيْضًا إِلَى مَوْضِعِهِمَا.

لم يكونون يعرفون الكتاب... = لم يكونوا منتبهين أن النبوات تشير أنه سيقوم.

آية (يو: 11: 20): - 11أَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ وَاقِفَةً عِنْدَ الْقَبْرِ خَارِجًا تَبْكِي. وَفِيمَا هِيَ تَبْكِي انْحَنَتْ إِلَى الْقَبْرِ،.

تبكى = لأنها تتصور سرقة جسد المسيح، وشكت فيما رأته سابقاً (مت9: 28).

آية (يو: 12: 20): - "12فَنَظَرَتْ مَلاَكَيْنِ بِثِيَابٍ بِيضٍ جَالِسَيْنِ وَاحِدًا عِنْدَ الرَّأْسِ وَالآخَرَ عِنْدَ الرِّجْلَيْنِ، حَيْثُ كَانَ جَسَدُ يَسُوعَ مَوْضُوعًا.".

الملاكين = على طرفي مصطبة القبر، يناظران الكاروبين على تابوت العهد أي كرسى الرحمة. هذين الملاكين هم شهود القيامة في العهد الجديد، وهم شهود رحمة الله وغفرانه بالدم في العهد القديم. التلميذان شاهدا القبر الفارغ وإنصرفا. أما مريم لمحبتها بقيت في المكان فإستحقت رؤيا إضافية ترفع إيمانها وتصحح محبتها.

جالسين = الجلوس علامة الراحة فالعمل كله تم والمسيح قام.

آية (يو: 13: 20): - "13فَقَالاَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ، لِمَاذَا تَبْكِينَ؟ » قَالَتْ لَهُمَا: «إِنَّهُمْ أَخَذُوا سَيِّدِي، وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ! ».".

لماذا تبكين = فرح الملائكة بالقيامة جعلهم يعاتبونها إذ ظنت المسيح مازال ميتاً.

آية (يو: 14: 20): - "14 وَلَمَّا قَالَتْ هذَا الْتَفَتَتْ إِلَى الْوَرَاءِ، فَنَظَرَتْ يَسُوعَ وَاقِفًا، وَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ يَسُوعُ.".

إلتفتت إلى الوراء = غالباً قدم الملائكة علامة خضوع وإحترام للمسيح حين ظهر ومريم لاحظت حركات الملائكة تجاه شخص دخل الآن، فنظرت لتراه.

آية (يو: 15: 20): - "15قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا امْرَأَةُ، لِمَاذَا تَبْكِينَ؟ مَنْ تَطْلُبِينَ؟ » فَظَنَّتْ تِلْكَ أَنَّهُ الْبُسْتَانِيُّ، فَقَالَتْ لَهُ: «يَا سَيِّدُ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ حَمَلْتَهُ فَقُلْ لِي أَيْنَ وَضَعْتَهُ، وَأَنَا آخُذُهُ».".

آية (يو: 16: 20): - 16قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا مَرْيَمُ» فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ لَهُ: «رَبُّونِي! » الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ.

فقال لها مريم.. قالت له ربوني = الآن عرفته، وهذا ما يسمى بالبصيرة الروحية.

ونلاحظ التدرج في الرؤيا:

1 - هي أولاً لم ترى شيئاً.

2 - ثم ظنت أنه البستاني، أي رأته ولم تتعرف عليه. بكائها أشعل حبها والحب شرط للرؤية، ولكن حبها ينقصه الإيمان (كما حدث مع تلميذي عمواس، لذلك حاول المسيح معها أن يرفع درجة إيمانها لتراه.

3 - هي تؤمن بالمسيح كمعلم ولكنها ينقصها الإيمان به كإله. وحين سمعت صوته يناديها "مريم" عرفت أنه المعلم القائم من بين الأموات، لقد إرتفع إيمانها هنا درجة أخرى حين سمعت صوته "يسمع الأموات صوت إبن الله والسامعون يحيون".

  1. هنا نرى في (آية18) درجة أعلى أخبرت التلاميذ أنها رأت الرب هذه رؤية الإيمان. ولكن هذه الرؤيا إحتاجت لدرس في الإيمان، كان الدرس بمنعها من أن تلمسه، حتى تنتقل من العيان إلى الإيمان وهو الإيقان بما لا يُرى (عب1: 11) بهذا نرى أن المسيح هو الذي يشفى إيماننا الضعيف. هو يقدم المحبة ومن يتقبلها ويحبه يشفى له إيمانه.

آية (يو: 17: 20): - "17قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلهِي وَإِلهِكُمْ».".

لا تلمسيني = هنا نجد المعلم يعطى درس الإيمان للمجدلية ليرفع درجة البصيرة الروحية عندها "الذي يحبني يحبه أبى وأنا أحبه وأظهر له ذاتي" (يو21: 14) ونلاحظ أن المسيح سمح لها قبلاً أن تلمسه لتنال سلاماً وسمح لتوما أن يلمسه ليؤمن، بل طلب من التلاميذ أن يجسوه ليؤمنوا، بل أعطى لتلميذي عمواس أن يتناولوا جسده ليروه. ولكنه هنا يمنعها من لمسه، ليمنعها أن تتعامل معه كإنسان، بعواطف إنسانية، ولكن عليها أن تعرفه كإله لا سلطان للموت عليه.

والكلمة الأصلية للعبارة لا تلمسيني تفيد "لا تمسكيني وتتعلقي بي وتقيمي روابط..." فهي أرادت أن تمسك به جسدياً، وتقيم علاقتها به كما في الأول والمسيح هنا يريد أن يرفع مستوى علاقتها به إلى مستوى علاقتها بالله يهوه "وإن كنا عرفنا المسيح حسب الجسد لكن الآن لا نعرفه بعد" (2كو16: 5). ويرى بعض المفسرين أن لفظ "لا تلمسيني" المستخدم هنا يعنى "لا تستمري في لمسي" ولا يعنى "لا تبتدئي باللمس".

لأني لم أصعد بعد إلى أبى = في ذهنك وفي إيمانك يا مريم أنا مجرد إنسان ولست إله مثل أبى، ولذلك لن تستطيعي أن تتلامسي معي، عدم الإيمان هذا هو السبب في أن عينيك قد أمسكت فلم تعرفيني. المسيح يريد أن إيمانها يزداد لتصل لدرجة إيمان نازفة الدم التى لمسته، فخرجت منه قوة وشفتها (مر5: 25 – 34). وحين يشفى إيمان المجدلية ستحصل على ما تريده من السيد. درس المسيح لمريم هنا هو نفس درس العريس لعروسته في سفر النشيد (6: 5) وكما كان درس العريس في سفر النشيد سبباً في رجوع العروس، كان درس المسيح للمجدلية هنا لتثبيت إيمانها.

إذهبى إلى إخوتى... وقولي لهم... إني أصعد إلى أبى وأبيكم وإلهي وإلهكم كلمات في منتهى الروعة يعبر بها المسيح عن عمله الخلاصي وبركات القيامة. لقد تحول البشر إلى إخوة له "فصار بكراً بين إخوة كثيرين" (رو29: 8) وبإتحاده بنا صار أبوه (بحسب الطبيعة) أباً لنا (بالتبنى). وصار إلهه (هو يتكلم كإنسان لهُ طبيعتنا، مؤكداً تجسده الكامل وبشريته) إلهاً لنا (بمعنى التصالح بين الله والإنسان فنحن كبشر بالفداء عدنا شعب الله المحبوب) ونلاحظ أنه لم يقل إلهنا وأبونا، فنحن نختلف عنه. الآب أبوه بالطبيعة وصار لنا أباً بالتبني، والآب متحد معهُ أقنومياً فالمسيح الإبن هو الله. ولكنه بالجسد يقول إلهي كما قال سابقاً وهو في حالة إخلاء نفسه "أبى أعظم منى" وقوله إلهكم فنحن عبيده المخلوقين. ما أعظم هذه الآية التي تلخص عمل المسيح معنا ولنا.

وما أحلى أن تتحول مريم الخاطئة إلى مبشرة = قولي لهم = بهذا الإنجيل. إني أصعد = لم يقل لهم المسيح قولي لهم إنني قمت، فقيامة المسيح هي خطوة أولى في طريقه للصعود بجسده البشرى للسماء. وهذا ما أعده لنا "أنا ذاهب لأعد لكم مكاناً... حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً. لقد صرنا وارثين للمجد السماوي، وارثين معهُ، وارثين الله" (رو17: 8). كانت القيامة عربون للصعود. فإن كان المسيح قد قام ولم يصعد لكان الإنسان قد ظل على الأرض. فالقيامة وحدها لا تكفى.

آية (يو: 18: 20): - "18فَجَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَأَخْبَرَتِ التَّلاَمِيذَ أَنَّهَا رَأَتِ الرَّبَّ، وَأَنَّهُ قَالَ لَهَا هذَا.".

رأت الرب = هي رؤيا إيمانية، فلقد إستجابت مريم للدرس، كما رأى يوحنا القبر واللفائف فآمن.

آية (يو: 19: 20): - "19 وَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ ذلِكَ الْيَوْمِ، وَهُوَ أَوَّلُ الأُسْبُوعِ، وَكَانَتِ الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ التَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ، جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ، وَقَالَ لَهُمْ: «سَلاَمٌ لَكُمْ! ».".

الأبواب مغَلَّقة = علامة رعبهم أحكموا إغلاق الأبواب بالمتاريس. لاحظ أن جسد القيامة ليس كالأجساد العادية. فالمسيح دخل والأبواب مغلقة. في الوسط = هو قريب للكل بنفس الدرجة.

سلامٌ لكم = هذه ليست تحية، بل عطية من ملك السلام لطرد الخوف. عشية ذلك اليوم = هو يوم القيامة لذلك يقول عنه اليوم دون تحديد. فهو يوم الحياة الجديدة والخلقة الجديدة. هو يقابل يوم خلقة آدم أولاً.

آية (يو: 20: 20): - "20 وَلَمَّا قَالَ هذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ، فَفَرِحَ التَّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوْا الرَّبَّ.".

أراهم يديه.. = فمسيح الصليب هو مسيح القيامة، الحي وكان ميتاً. فرح التلاميذ =.

سأراكم فتفرحون (22: 16) فهو هنا بحسب وعده، هو الذي جاء. والفرح ناتج عن إختبار ورؤيةّ يسوع.

آية (يو: 21: 20): - "21فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا: «سَلاَمٌ لَكُمْ! كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا».".

التكرار لتأكيد أن المسيح هو واهب السلام. ونرى هنا إرسالية التلاميذ للكرازة. السلام هنا ليس لتبديد الخوف، بل إعدادهم ليتشجعوا فيرسلهم للكرازة.

الآيات (يو: 22: 20 - 23): - 22 وَلَمَّا قَالَ هذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ: «اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ. 23مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ، وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ».

نفخ = أصل الآية نفخ في وجوههم وذلك ليعطيهم سلطان الحل والربط (مت19: 16 + مت18: 18). وهذا غير ما حدث يوم الخمسين، فيوم الخمسين كان فيه سكنى الروح القدس في الناس، والنفخ ليعطيهم موهبة الروح القدس التي بها يغفرون الخطايا، (الذي يغفر هو الله وحده. ولكن إذا قلنا الكاهن يغفر فهذا يعنى أن الروح القدس الساكن في الكاهن هو الذي يغفر أو يُمسك الخطايا. ولكن العمل والقول يكون بواسطة الكاهن. كأن الكاهن يعلن الغفران الذي تم بالروح القدس. والروح القدس يستخدم يد الكاهن في نقل خطايا المعترف إلى حساب دم المسيح الكفارى. والخاطئ يقر بخطاياه أمام الروح القدس في حضرة الكاهن)، وكما نفخ الله في آدم فصار نفساً حية (تك7: 2) وكما تنبأ حزقيال (10: 37) فكان للقتلى حياة. هكذا أعطى المسيح إمكانية الحياة لكنيسته عن طريق الأسرار التي سيمارسونها. فهذه النفخة إذاً أعطت للتلاميذ سر الكهنوت. والرسل سلموا هذا السلطان الذي إستلموه من المسيح لخلفائهم من الأساقفة فصارت الكنيسة جامعة رسولية.

ومن ينكرون سر الكهنوت يفسرون هذه النفخة أنها لكل المؤمنين بها يغفرون إساءتهم لبعض ولكن، هل هذا يحتاج إلي نفخة خاصة؟!

1) هذه النفخة كانت للتلاميذ، وهي تنتقل لخلفائهم بوضع اليد (1تى22: 5 + أع2: 13، 3). ومع وضع اليد ينفخ الأسقف في الكاهن الذي يضع يده عليه فهى ليست لكل الناس.

2) ما الداعي أن ينفخ المسيح في التلاميذ ليغفروا لبعضهم البعض إساءتهم وغفران الخطايا أصلاً هو الشرط لأن يغفر الله لنا (مت14: 6، 15).

3) كيف يفسر من ينكرون الكهنوت قول المسيح هنا ومن أمسكتم خطاياه أمسكت. هل ينفخ المسيح فينا لنمسك خطايا البعض ضدنا، وهل هذا لا يتعارض مع (مت14: 6، 15). حل هذا الإشكال الوحيد أن ما في (مت14: 6، 15) هو لجميع الناس وما في (يو23: 20) هو للتلاميذ ككهنة. والسيد أعطاهم هذا السلطان حينما أرسلهم ليكرزوا ومن يؤمن يغفروا خطاياه (في المعمودية والتوبة) فيستحق التناول من الإفخارستيا. ومن لا يؤمن أو يأتي للتناول بغير إستحقاق لا تغفروا له خطاياه. وبالتالي يمنع من التناول.

الآيات (يو: 24: 20 - 25): - "24أَمَّا تُومَا، أَحَدُ الاثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ، فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ حِينَ جَاءَ يَسُوعُ. 25فَقَالَ لَهُ التَّلاَمِيذُ الآخَرُونَ: «قَدْ رَأَيْنَا الرَّبَّ! ». فَقَالَ لَهُمْ: «إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ، لاَ أُومِنْ».".

واضح طبيعة الشك في توما. (إن الشخصية العقلانية تعرقل الإيمان القلبي البسيط). ولكن توما فى الحقيقة شخصية رائعة ولا يصح ان نقال عنه الشكاك. فهو محب للمسيح جداً وكان على استعداد ان يذهب معه الى أورشليم وهو عالم أنه إذا ذهب سيقتلونه مع المسيح (يو11: 16). لكنه لا يترك تساؤلا داخله ولايسأل عنه (يو14: 5) هو عقلانى وليس شكاك. ومثل هذا لا يحزن المسيح بل يدخل معه في حوار حتى يقنعه. خصوصا أن الرب لن يرسل للكرازة من فى داخله ذرة شك.

آية (يو: 26: 20): - "26 وَبَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَانَ تَلاَمِيذُهُ أَيْضًا دَاخِلاً وَتُومَا مَعَهُمْ. فَجَاءَ.

يَسُوعُ وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ، وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكُمْ! ». ".

وبعد ثمانية أيام = أي يوم الأحد التالي. فهم يحصون اليوم الأول والثامن. ولم نسمع أن الرب نفخ في وجه توما. فالرب نفخ مرة واحدة لجسم الكنيسة كله. وهذه النفخة تصل بوضع اليد.

آية (يو: 27: 20): - "27ثُمَّ قَالَ لِتُومَا: «هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِنًا».".

من تواضع السيد أنه يستخدم نفس الكلمات التي إستخدمها توما كشروط لإيمانه.

والمسيح أبقى على جروحه بعد قيامته لكي يثبت حقيقة قيامته ولكي يراها صالبوه ورافضوه، ويراها كل الأثمة فيحزنون وينوحون يوم الدينونة في يأس، ويندمون على ما فعلوه، ويراها المؤمنين فيفرحون فهي سبب خلاصهم. هنا السيد يشفى إيمان توما.

آية (يو: 28: 20): - "28أَجَابَ تُومَا وَقَالَ لَهُ: «رَبِّي وَإِلهِي! ».".

ربى وإلهى = يهوه إلوهيم = هي كلمات اليهودى في العهد القديم عن الله يهوه، قالها توما عن المسيح فتحققت بشارة القديس يوحنا "وكان الكلمة الله". ولكن توما لم يضع يديه في جنب المسيح.

آية (يو: 29: 20): - "29قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا».".

كل من يطلب شهادة حواسه أو أن يرى معجزات ليؤمن، هو في درجة أقل لأننا بالإيمان نسلك لا بالعيان. والمسيح هنا يطوب من يؤمن دون أن يرى عبر كل الدهور فالإيمان هو الإيقان بأمور لا ترى.

آية (يو: 30: 20): - "30 وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تَلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هذَا الْكِتَابِ.".

ما إهتم يوحنا بتسجيله من معجزات هو معجزات الخلق التي تثبت لاهوت السيد. آيات أخر = قوله أخر يعنى أن القديس يوحنا يعتبر أن ظهور يسوع هو آية بعد قيامته (شئ إعجازي). ولكن كلمة آية تعنى عمل يوصل حقيقة من عمله. فظهور يسوع يظهر حقيقته أنه إبن الله الحى الأبدي لم تكتب في هذا الكتاب = أي أنا لم أكتب قصة حياة المسيح كلها.

آية (يو: 31: 20): - "31 وَأَمَّا هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ.".

حياة بإسمه = ذكر الإسم يستدعى وجوده وحضوره بحسب فكر العهد القديم، فذكر إسم الله يعنى أن الله حاضراً وقائماً وفعالاً، لذلك كانوا يحظرون نطق إسمه لأن ذكر إسمه هو الدخول في حضرته، ولهذا كانوا يخافون أن يصعقوا أو يموتوا لو ذكروا إسمه. لذلك إستبدلوا إسم يهوه بكلمة الرب وباليونانية كيريوس. وبعد القيامة صار ذكر إسمه للحياة (أهمية ترديد صلاة يسوع). والإسم يشير لقدرات صاحبه وقوته، فالمسيح بفدائه القوى أعطانا حياة أبدية.

لماذا كتب يوحنا إنجيله؟

1 - لكي تؤمنوا أن يسوع الذي من الناصرة الذي ولدته العذراء وصلب وقام هو المسيح إبن الله، المسيا الذي تنبأ عنه كل الأنبياء. وهو رجاء إسرائيل كلها. وهو الذي يؤسس مملكة الله. يسوع هذا الذي رأيناه إنساناً في وسطنا هو ليس من الأرض بل هو نفسه إبن الله.

2 - لكي تكون لكم إذا آمنتم حياة بإسمه = بهذا الإيمان تنالون الحياة الأبدية التي ظهرت في قيامة المسيح.

آمنتم = هو قبول المسيح والثقة فيه وإعطائه السيادة ليقود الحياة.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح الحادي والعشرون - تفسير إنجيل يوحنا - القمص أنطونيوس فكري

الأصحاح التاسع عشر - تفسير إنجيل يوحنا - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير إنجيل يوحنا الأصحاح 0-2
تفاسير إنجيل يوحنا الأصحاح 0-2
No items found