اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي وَالأَرْبَعُونَ – سفر أيوب – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر أيوب – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح الثاني والأربعون

قال سليمان "نهآية أمر خير من بدايته" جا 8: 7. ونري هنا في هذا الإصحاح إثبات ذلك.

1. عودة أيوب إلي الله وندمه عن كل الكلام الصعب الذي قاله. فكان من المحزن حقاً.

أن رجلاً كاملاً كأيوب يتخاصم مع الله. ونرى شفاء أيوب من كبرياءه.

2. عودة الصداقة بين أيوب وأصحابه وإنتهاء الجدال بالمصالحة فكان من المحزن أيضا أن هؤلاء الأصدقاء وكلهم كاملين نجدهم في إختلاف وخصام.

3. نهاية أحزان وألام أيوب، بل عاد له كل شئ مضاعفاً.

4. ونرى أن الله هو الطبيب الشافى الذى يستخدم الدواء المناسب تماما، فتجربة أيوب بالرغم من مرارتها كانت نتيجتها مؤكدة والشفاء كان تاما.

العدد 1

أية (1): -

"1فَأَجَابَ أَيُّوبُ الرَّبَّ فَقَالَ:".

فأجاب أيوب الرب = لقد قال أيوب سابقاً أنه لن يتكم ثانية 4: 40، 5 ولكنه كان يقصد أنه لن يتكلم كلام إحتجاج أو جدال مع الله، أو يبرر نفسه ثانية. ونجده هنا يتكلم كلمات توبة وشهادة لله. وما أحلي كلمات التوبة في أذني الله.

العدد 2

أية (2): -

"2«قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ، وَلاَ يَعْسُرُ عَلَيْكَ أَمْرٌ.".

لقد وصلت رسالة الله، وعلم أيوب أن الله يستطيع كل شئ. لقد بدأ أيوب كلمات التوبة في 4: 40، 5. وهنا هو يكملها ليفرح السمائيين. فالسماء كلها تفرح بخاطئ واحد يتوب، وتفرح بكل متمرد علي الله حين يعلن خضوعه لله.

قد علمت أنك تستطيع كل شئ = هنا أيوب ينسب لله المعرفة والقوة اللانهائيين. فالتصرفات الفاسدة والإحتجاج ضد الله ينشئ مبادئ فاسدة منها عدم تصديق الحقائق الإلهية. أما التوبة الصادقة فعلامتها تصديق المبادئ الإلهية والحق الإلهي، 2تي 25: 2. لقد آمن أيوب أنه من الصعب أن يتخاصم مع الله القدير. وإذا كان أيوب قد إعترف هنا بأن الله يستطيع كل شئ، فقد إعترف ضمناً أن الله قادر أن يرفع عنه ألامه، الأمر الذي كان ينكره قبل ذلك. ولقد سبق أيوب في مرارته السابقة أن قال هذا المعني أن الله يستطيع كل شئ ولكنه قالها بنوع من اليأس والشكوي من أن الله إله جبار يسحق من يريد 13: 23. ولكنه يقولها الآن بفرح علي أن الله قادر أن يخلصه.

العدد 3

أية (3): -

"3فَمَنْ ذَا الَّذِي يُخْفِي الْقَضَاءَ بِلاَ مَعْرِفَةٍ؟ وَلكِنِّي قَدْ نَطَقْتُ بِمَا لَمْ أَفْهَمْ. بِعَجَائِبَ فَوْقِي لَمْ أَعْرِفْهَا.".

لقد وبخ الله أيوب في 2: 38 حين قال "من هذا الذي يظلم القضاء بكلام بلا معرفة" وهنا يرد أيوب علي الله معترفاً بإنسحاق وخجل بأنه هو هذا الشخص، فهو يعترف بغبائه وجهله أنه فعل هذا. وإعترف بخطيته السابقة. لقد شعر أيوب هنا بفظاعة خطيته التي عملها حين إتهم الله بالظلم في قضائه ضده، وفي أنه تشاجر مع الله ليبرر نفسه. فأمور الله وقضائه أعلي من أن نفهمه. ولكن علينا أن نقر بأن الله لا يخطئ فيما يفعل ولكننا نحن الذين لا نفهم. وهنا كأن أيوب يقول "أنا أعترف بخطإى فأنا الذي أخفيت القضاء" وبداية طريق الشفاء من الخطية أن يدرك الإنسان خطورتها وأنها قاتلة.

العدد 4

أية (4): -

"4اِسْمَعِ الآنَ وَأَنَا أَتَكَلَّمُ. أَسْأَلُكَ فَتُعَلِّمُنِي.".

إسمع الآن = يقولها أيوب ليس بكلمات إحتجاج بل بروح الصلاة والتضرع. وهنا يقولها بروح مخالفة لما قاله من قبل في 22: 13 + 15: 9. فما قاله من قبل كان يريد أن يتكلم أمام الله كخصم ليبرر نفسه أمام الله. ولكنه هنا يتكلم كتائب يريد أن يتعلم وليس كمن يريد أن يُعَلِّم. وكأن لسان حاله يقول "لا تلقي عليَّ يارب مزيداً من الأسئلة المحيرة فقد إقتنعت بجهلي وأريد أن أقف أمامك كجاهل لتعلمني".

العدد 5

أية (5): -

"5بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ، وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِي.".

بسمع الأذن قد سمعت عنك والآن رأتك عيني. ما أحلي التوبة وأقواها، فهي تنقي القلب فيعاين الله "طوبي لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله".

لقد سمع أيوب عن الله من الآخرين، سمع عن قدرته وعظمته ومراحمه والآن هو قد إختبر هذا كله = رأتك عيني. فالسمع فقط يكون للعقل، وهذا وحده يثير الجدل الذي ينشأ من البر الذاتي، والسمع فقط لا يمنع البر الذاتي. أما الرؤيا فهي للقلب، وهي بعكس السمع تدعو التائب الحقيقي ليصمت في حضرة الله شاعراً بعدم استحقاقه فالرؤيا تفتح العين فترى نور الله ومجده، ونور الله يكشف نجاسات الإنسان وهذا يقوده للتواضع، وكلما إزداد الإنسان معرفة بالله إزداد تواضعاً فهو سوف يري حقارته بالنسبة لعظمة الله ومجده، وسيدرك جهله فيكف عن المناقشة والجدال.

حين كان أيوب في الماضي يسمع فقط عن الله طلب في بره الذاتي أن يتناقش مع الله. والآن بعد توبته وبعد أن رأي الله وإختبره سكت ولم يتكلم حتي يتعلم من الله.

وعمل الخدام أن يعلموا الناس عن الله، أن يسمعوهم عن الله. أما عمل الروح القدس فهو أن يفتح أعين قلوبنا لنري الله. بل أن يعلن المسيح فينا ويُصَوِّره فينا غل 16: 1 + غل4: 19 فيحولنا إلي صورته 2كو 18: 3. عمل الخدام أن يعطوننا معرفة ولكن عمل الله نفسه يذهب إلي أبعد من المعرفة النظرية، يذهب إلي حد الإعلان عن نفسه داخلنا فكأننا رأيناه. وأيوب وصل لهذا الإختبار بعد أن أدبه الله، فالله إذا سمح بعصاه لتؤدب أولاده فهي تعطي حكمة وإستنارة.

وهناك كثيرين سمعوا عن الله من العائلة ومن الكنيسة ولكن قليلين هم الذي رأوا الله، قليلين هم الذين صنع الله عندهم منزلاً وأعلن ذاته لهم، وحتي يصنع الله ذلك هناك شرط أن نحفظ وصاياه. هنا يعلن الله له ذاته (يو 21: 14 - 26) + (مت 8: 5).

العدد 6

أية (6): -

"6لِذلِكَ أَرْفُضُ وَأَنْدَمُ فِي التُّرَابِ وَالرَّمَادِ».".

لذلك أرفض وأندم في التراب والرماد = في آية (5) كانت عينا أيوب علي الله الذي رآه وهنا نجد عينيه علي نفسه، فرأي حقيقة حاله فندم في التراب. ورفض نفسه كما قيل في حزقيال 9: 6 + 43: 20 + 31: 36. ومن تكرار هذه الجملة في نفس السفر نفهم أنها علامة من علامات التوبة أن يكره الإنسان نفسه بسبب نجاساته.

هنا نجد أن روح الله الذي بكت أيوب قد أقنعه إقناعاً كاملاً. فكانت توبته من قلبه وليس من شفتيه. لقد كان رفضه لحالته الخاطئة شعوراً داخلياً وليس شعوراً سطحياً. لقد سبق ورقد أيوب في الرماد حزناً علي ألامه والآن كتائب حقيقي يندم في التراب والرماد، فمن المؤكد أن التائب الحقيقي يشعر أن خطاياه محزنة جداً أكثر من ألامه الجسدية. والتائب الحقيقي يندم علي أنه صار هكذا أمام الله القدوس. وبقدر ما نري مجد الله وحقيقة أنفسنا سنحتقر أنفسنا.

ولقد جاءت كلمة أرفض في الأنجليزية (يمقت بشدة ويشمئز). والكلمة في أصلها العبري جاءت بمعني أختفي أو أسحب نفسي وأختفي. هنا نري أيوب ينكمش أكثر وأكثر. هو سبق وقال أنا حقير. ولكنه هنا يقول "أريد أن أتلاشى نهائياً" أمسح نفسي من الوجود وأخلي نفسي من المركز الذي إتخذته سابقاً أو ظننت نفسي فيه. لقد سبق أليفاز ونصحه بأن يلقي التبر علي التراب ليرى الله ويعرفه ولكنه هنا لم يكتفي بأن يلقي التبر فقط بل ألقي نفسه وتلاشي بالكلية أمام الله القدير. وهذا لا يأتي لنا سوي بالتوبة. ولكن هذا ليس نهاية الطريق... فأيوب توقف عند الجانب السلبي من التوبة ولكن بولس وصل للجانب الإيجابي منها حين قال "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ". فبالتوبة تشرق رؤيا الله علي الإنسان فيأتي وجهاً لوجه أمام الله فيشعر أنه لا شئ وتتلاشي ذاته أمام الله. ولكن المسيح سيحيا فيه ليرفعه من التراب إلي ملء الحياة. فلا قيامة بدون صليب (صلب الأهواء والشهوات).

العدد 7

أية (7): -

"7 وَكَانَ بَعْدَمَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ مَعَ أَيُّوبَ بِهذَا الْكَلاَمِ، أَنَّ الرَّبَّ قَالَ لأَلِيفَازَ التَّيْمَانِيِّ: «قَدِ احْتَمَى غَضَبِي عَلَيْكَ وَعَلَى كِلاَ صَاحِبَيْكَ، لأَنَّكُمْ لَمْ تَقُولُوا فِيَّ الصَّوَابَ كَعَبْدِي أَيُّوبَ.".

إبتداء من هذه الآية عاد الكاتب يكتب نثراً لا شعراً.

ونري هنا الله يشهد ببر أيوب. ونلاحظ أن الله يكرر قوله "عبدي أيوب" 4 مرات في الآيتين (7، 8) وقبل ذلك قالها في 8: 1 + 3: 2. وهذا يشير لرضا الله، وأن الله يفرح بأن عبده أيوب يعبده بأمانة وها هو يشهد له. وإذا شهد الله لإنسان فماذا يهم هذا الإنسان إذا قال عنه الآخرون أي شئ، فإذا مدحوه فلن يزيدوه كرامة بعد أن كرمه الله وإذا إتهموه بالشر فهذا لن ينقصه شيئاً بعد أن شهد له الله. والله شهد لأيوب ببره ولكنه كان يؤدبه كإبن، كان يؤدبه بينما هو يشهد لبره أمام الآخرين. وفي أثناء التأديب قد تخفي سحب التأديب والآلام بر البار. لكن سريعاً ما يسمح الله ويزيل هذه السحب ليبرر الله عبده البار أمام الآخرين "مز 6: 37".

قد إحتمي غضبي عليك وعلي كلا صاحبيك = لأنهم أدانوا أيوب بلا مبرر، والله لا يحب أن أحداً يدين الآخرين فالدينونة هي عمله وحده فهو الديان العادل، بل هم بدلاً من أن يقوموا بدور المصالحة بين الله وبين أيوب حولوا جدالهم وتعزيتهم إلي صراع شخصي مع أيوب، حاولوا من خلاله الإنتصار عليه بلا مبرر. لكن كما أن المسيح أتى لعمل المصالحة بين الله والناس، أعطى لخدامه خدمة المصالحة (2كو5: 18، 19) وكلام أصحاب أيوب كان كله حكمة وشهادة لله، لكن الله رأي خطأ الإدانة في قلوبهم فلامهم علي ذلك. ولقد نطق أيوب ببعض الأخطاء لكنه شهد لله ولم ينكره ولم يجدف، والله سامحه إذ قالها في مرارة ألامه العنيفة، ولكنه لام الأصحاب بشدة علي إتهاماتهم لأيوب فهم لم يكونوا في مرارة نفس مثله، بل وهم في كامل صحتهم وإزدهارهم كانوا في منتهي القسوة علي أيوب بلا أي محبة أو شفقة. وربما كان كلام أيوب أفضل منهم فهو بروح النبوة رأي خلاص المسيح، وهو رأي أن مكافأة الأبرار تكون في العالم الآخر بينما أصر الأصحاب أنها لابد أن تكون هنا علي الأرض. وكان كلام أيوب أفضل فهو في كل جداله كان يبحث عن الحق وكان سؤاله "لماذا يسمح الله بالألام للأبرار" هو حقاً في إحتداده فقد الرؤية الصحيحة، لكنه كان يبحث عن الحق بينما كان كل هم أصحابه أن يدينوه. والله لم يوجه أي إدانة لأليهو لأنه شهد للرب وكان خادماً أميناً. بل هو وحده الذي أجاب علي سؤال أيوب، أن الله يسمح بالتأديب للبار. فالألم هو للتأديب.

العدد 8

أية (8): -

"8 وَالآنَ فَخُذُوا لأَنْفُسِكُمْ سَبْعَةَ ثِيرَانٍ وَسَبْعَةَ كِبَاشٍ وَاذْهَبُوا إِلَى عَبْدِي أَيُّوبَ، وَأَصْعِدُوا مُحْرَقَةً لأَجْلِ أَنْفُسِكُمْ، وَعَبْدِي أَيُّوبُ يُصَلِّي مِنْ أَجْلِكُمْ، لأَنِّي أَرْفَعُ وَجْهَهُ لِئَلاَّ أَصْنَعَ مَعَكُمْ حَسَبَ حَمَاقَتِكُمْ، لأَنَّكُمْ لَمْ تَقُولُوا فِيَّ الصَّوَابَ كَعَبْدِي أَيُّوبَ».".

نري هنا أيوب بعد أن كان كشحاذ وسط أصدقائه وكانوا هم كأمراء، أن الله قلب الأوضاع. فرفع أيوب من المزبلة بعد أن جعله تائباً متواضعاً (لو 52: 1). فرفعه وكرمه وعزاه. وهكذا لكي نتعزي بتعزيات الله علينا أن نخضع أولاً لتبكيت الروح القدس داخلنا ونتواضع أمام الله. بل جعل الله أيوب كاهناً وشفيعاً عن أصحابه، وهكذا عمل مع إبراهيم تك7: 20. فالله يكرم الذين يكرمونه. هنا أعاده الله لسابق عهده حين كان يقدم ذبائح عن أولاده، بل جعله رمزاً للمسيح الذي يشفع في البشر.

حسب حماقتكم = لأنهم كانوا معجبين بأنفسهم وبكلامهم، يظنون أن كلامهم هو منتهي الحكمة ولكن كلامهم إذ كان مملوءاً عداوة وإدانة لأيوب كان في نظر الله حماقة. فعلينا أن نتواضع. ولا نسمع هنا عن ذبائح خطية فهذه بدأت مع موسي. ورقم 7 هو رقم الكمال.

العدد 9

أية (9): -

"9فَذَهَبَ أَلِيفَازُ التَّيْمَانِيُّ وَبِلْدَدُ الشُّوحِيُّ وَصُوفَرُ النَّعْمَاتِيُّ، وَفَعَلُوا كَمَا قَالَ الرَّبُّ لَهُمْ. وَرَفَعَ الرَّبُّ وَجْهَ أَيُّوبَ.".

حينما قدم أيوب ذبائح عن أصحابه علَّم الله الأصحاب التواضع فهم كانوا يظنون أنهم الأقرب للسماء، فأظهر الله لهم العكس. هم ظنوا أنهم أحباب الله المقربين منه لأنهم في صحة ولم يمسهم شر بينما أيوب هو رجل شرير لذلك ضربه الله بهذه الألام. فأظهر الله عدم صحة نظريتهم. ولاحظ أن الصراع بين أيوب وأصحابه لم ينتهي بجدال جديد بل الكل تصالح في الذبيحة (لذلك نبدأ قداساتنا بصلاة الصلح) هي صلح بين الله والإنسان وبين الإنسان وأخيه الإنسان. وأصحاب أيوب نراهم هنا لا يترددوا في تقديم الذبيحة طالما أن هذه هي إرادة الله وهذا يثبت صلاحهم.

ونري هنا قوة الشفاعة، فأيوب تشفع في أصحابه حتي لا ينصب عليهم غضب الله وهل الشفاعة تتوقف بموت البار؟ أبداً بل هي تصبح أقوي. فداود في مزموره يقول الصديق كالنخلة يزهو كالأرز في لبنان ينمو مز 11: 92 والأرز لا تظهر فائدته كخشب ثمين إلا بعد أن يقطع. وعموماً فإله إبراهيم وإسحق ويعقوب هو إله أحياء وليس إله أموات. فكل القديسين الذين نتشفع بهم هم أحياء وشفاعتهم قوية. ونلاحظ أنه بمجرد توبة أيوب سامحه الله علي كل أخطائه.

العدد 10

أية (10): -

"10 وَرَدَّ الرَّبُّ سَبْيَ أَيُّوبَ لَمَّا صَلَّى لأَجْلِ أَصْحَابِهِ، وَزَادَ الرَّبُّ عَلَى كُلِّ مَا كَانَ لأَيُّوبَ ضِعْفًا.".

الله كافأ أيوب ببركات أرضية فالبركات الروحية السماوية لم تكن مفهومة في العهد القديم. وكانت البركات المادية الأرضية علامة لرضا الله ورمزاً للبركات الروحية. بل أن العهد الجديد نري فيه أن الألام هي طريق المجد وهي لا شئ بجانب المجد المعد لنا رو 18: 8 ومعلمنا يعقوب يعطينا أيوب كمثال علي الصبر (يع 11: 5)، بصبره كافأه الله. والكتاب يعلمنا "بصبركم تقتنون أنفسكم"، فالله سيعطينا مجداً إذا صبرنا وإحتملنا الصليب الموضوع علينا في هذا العالم. والله كعلامة علي رضاه علي أيوب أعاد له الضعف. فالله لا يريد أن يخسر أحد بسببه. وكان هذا مكافأة علي صبره وشهادة أمام الكل علي رضا الله عليه.

ضعفاً = الضعف هو نصيب الأبكار تث 17: 21. وفي هذا فأيوب كان يرمز للمسيح البكر وسط إخوة كثيرين، وأعطانا الميراث وصرنا فيه أبكاراً نرث ملكوت السموات معه راجع عب 23: 12 + رو 16: 8، 17 + عب 2: 1، 6 + عب 11: 2 + رو 29: 8. وكل من يصبر ويحتمل التجربة يرث مع المسيح يع 12: 1. ويكون له نصيب الأبكار في السماء، ونصيب من يرث السماء بمجدها وأفراحها سيكون أضعاف الأفراح الأرضية العالمية. لقد بدأت ألام أيوب بحسد الشيطان وشره، وإنتهي أيوب في مجد بدأ بمراحم الله ومحبته وهذه لا يستطيع الشيطان أن يقاومها. لقد إشتكي أيوب سابقاً من أن الله ضده ولكننا ها نحن نري الله معه ويحبه ويباركه.

ورد الرب سبي أيوب = هو بفقده كل شئ صار كمسبي في بلاد بعيدة، وهو في خصومته مع الله كان كمسبي. وبرؤيته الرب، رُدَّ سبيه من يد إبليس.

ونلاحظ أن الله لم يطلب من أيوب في مقابل كل ما أعطاه له من بركات إلا أن يصفح عن أصحابه ويصلي لأجلهم. والله سامح أصحاب أيوب إذ إتضعوا.

العدد 11

أية (11): -

"11فَجَاءَ إِلَيْهِ كُلُّ إِخْوَتِهِ وَكُلُّ أَخَوَاتِهِ وَكُلُّ مَعَارِفِهِ مِنْ قَبْلُ، وَأَكَلُوا مَعَهُ خُبْزًا فِي بَيْتِهِ، وَرَثَوْا لَهُ وَعَزَّوْهُ عَنْ كُلِّ الشَّرِّ الَّذِي جَلَبَهُ الرَّبُّ عَلَيْهِ، وَأَعْطَاهُ كُلٌّ مِنْهُمْ قَسِيطَةً وَاحِدَةً، وَكُلُّ وَاحِدٍ قُرْطًا مِنْ ذَهَبٍ.".

شكا أيوب سابقاً أن أصدقاؤه قد تركوه في ضيقته. والله نجده هنا قد عزاه بعودتهم ومشاركتهم القلبية والمادية، وربما كانت عطاياهم المادية هي بداءة بدأ بها أيوب وبارك الله في القليل فصار كثيراً. بل صار ضعف ما كان عنده قبلاً. وربما كانت عودة أصحابه له حينما عرفوا أن الله قد قبله وكانوا قد إبتعدوا عنه إذ شعروا أن نكباته علامة غضب الله. قسيطة = تك 19: 33 + يش 32: 24 وهي وزنة أو عيار للذهب ولكن غير معروف قيمتها الآن.

العدد 12

أية (12): -

"12 وَبَارَكَ الرَّبُّ آخِرَةَ أَيُّوبَ أَكْثَرَ مِنْ أُولاَهُ. وَكَانَ لَهُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفًا مِنَ الْغَنَمِ، وَسِتَّةُ آلاَفٍ مِنَ الإِبِلِ، وَأَلْفُ فَدَّانٍ مِنَ الْبَقَرِ، وَأَلْفُ أَتَانٍ.".

واضح أن ما صار له هو ضعف ما كان له سابقاً بالتمام.

العدد 13

أية (13): -

"13 وَكَانَ لَهُ سَبْعَةُ بَنِينَ وَثَلاَثُ بَنَاتٍ.".

أولاده لم يتضاعفوا والسبب أن من ماتوا هم أحياء. وبذلك يصير عدد الأولاد الكلي هو ضعف ما كان لأيوب قبل التجربة. فهو كان له سبعة بنين وثلاث بنات وهؤلاء ماتوا في التجربة. والآن صار له سبعة بنين وثلاث بنات. ويصير العدد الكلي 14 ولد، 6 بنات أي ضعف ما كان له قبل التجربة. النصف في السماء والنصف الآخر علي الأرض مثال لكنيسة المسيح الواحدة فهي جزئين كنيسة منتصرة في السماء وكنيسة مجاهدة علي الأرض.

العدد 14

أية (14): -

"14 وَسَمَّى اسْمَ الأُولَى يَمِيمَةَ، وَاسْمَ الثَّانِيَةِ قَصِيعَةَ، وَاسْمَ الثَّالِثَةِ قَرْنَ هَفُّوكَ. 15 وَلَمْ تُوجَدْ نِسَاءٌ جَمِيلاَتٌ كَبَنَاتِ أَيُّوبَ فِي كُلِّ الأَرْضِ، وَأَعْطَاهُنَّ أَبُوهُنَّ مِيرَاثًا بَيْنَ إِخْوَتِهِنَّ".

نساء جميلات = في العهد القديم كانت المرأة تمدح لجمالها والرجل لقوته وثروته، وقد تكرر وصف بعض النساء بأنهن جميلات مثل سارة / رفقة / راحيل ثم بنات أيوب لكننا لم نسمع في العهد الجديد أن هناك إمرأة جميلة، ولم يقال هذا حتي علي العذراء. فجمال المرأة في نظر العهد الجديد هو جمال قداستها. بل أن المسيح وحده هو الذي قيل عنه أنه أبرع جمالاً من بنى البشر. وصارت كنيسته هي أيضاً جميلة بسببه "أنا سوداء وجميلة" نش 5: 1 فالعروس سوداء أي قبيحة بسبب خطاياها ولكنها صارت جميلة بمسيحها سبب جمالها. وبنفس المنطق نسمع عن أبطال حرب فى العهد القديم كأبطال داود (2صم23: 18 - 39) وهناك جدعون وشمشون... ولكن لم نسمع عن جبابرة وأقوياء فى العهد الجديد فالمسيح هو قوتنا. نحن الآن فى المسيح أقوياء ولنا جمال وقادرين على كل شئ.

يميمة = معني الإسم يمامة / نهار / فجر. بسبب بزوغ فجر بركات الله عليه بعد ليل ألامه. والإسم يشير للجمال وأيضاً لبركات الله.

قصيعة = هي عطر ذو عبير ورائحة جميلة ويسمي سَنا. وهذا في مقابل رائحة قروحه سابقاً. والإسم يشير لبركات الله وأفراح أيوب.

قرن هفوك = قرن الدهن. وتعني أيضاً أن الله أعاد ورمم وأصلح بوفرة والإسم يشير لأن الله حول ألامه لأفراح بمراحم كثيرة.

أعطاهن أبوهن ميراثاً = رمز للميراث الذي أعطاه المسيح لكنيسته.

العدد 16

أية (16): -

"16 وَعَاشَ أَيُّوبُ بَعْدَ هذَا مِئَةً وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَرَأَى بَنِيهِ وَبَنِي بَنِيهِ إِلَى أَرْبَعَةِ أَجْيَال.".

عاش أيوب 140 سنة = قيل في السبعينية أن عمر أيوب وقت التجربة كان 70 سنة. وعموماً فرأي كثيرين أن ما دام كل ما لأيوب قد تضاعف فمن المنطقي أن عمره أيضاً قد تضاعف ليصير العمر الكلي لأيوب 210 سنة وهذا يوافق الأعمار في أيام إبراهيم.

العدد 17

أية (17): -

"17ثُمَّ مَاتَ أَيُّوبُ شَيْخًا وَشَبْعَانَ الأَيَّامِ.".

نظرة عامة على السفر.

التجارب... من وجهة نظر الله... ومن وجهة نظرالشيطان.

المقصود بالتجارب هو الأحداث المؤلمة المصطلح على تسميتها بالأحداث الشريرة التى تمر بالإنسان كما قال أيوب "أالخير نقبل من عند الله والشر لا نقبل" (2: 10).

وفى هذا القول نرى نوعية إيمان أيوب بالله، فنجده يفهم أن الله هو ضابط الكل، كل الأحداث سواء التى يراها الإنسان خيراً أو التى يراها الإنسان من وجهة نظره شراً، الكل هو من عند الله أو بسماح من الله، لذلك هو نسب ما حدث لله ولم ينسبه للكلدانيين "الرب أعطى والرب أخذ فليكن إسم الرب مباركا" (1: 21). وهذا المفهوم قطعا هو مستوى عالٍ من الإيمان.

فماذا إذن، هل كان إيمان أيوب فى هذا كاملاً؟ فى الحقيقة لا.... لم يكن كاملاً، كان له مفهوم خاطئ، وكان هذا هو المدخل الذى حاربه به الشيطان.

أيوب فهم أن الله لا بد وأن يعطى ما يُسَمَّى بالخيرات للأبرار، ويعطى ما يُسَمَّى بالشر للأشرار، وقطعا فى نظر أيوب هنا أن الخيرات هى الخيرات المادية (أى المال والصحة..). فلم تكن فى العهد القديم هناك صورة واضحة للخيرات والعطايا الروحية (سلام وفرح على الأرض وحياة أبدية وفرح أبدى ومجيد فى السماء) وهذه تنتج من العشرة مع الله. وهذا نراه فى محادثاته مع أصدقائه، ونراه غير مُدرِك تماما لمفهوم الحياة الأبدية، فهو يتصور أن الإنسان بالموت ينتهى تماماً. ومن هنا كان تساؤل أيوب إن كان هو أى أيوب باراً، فلماذا يسمح له الله بهذه الألام؟ وكان هذا هو مدخل الشيطان، فأى مفهوم خاطئ لإيمان الإنسان يكون سبباً فى تشكيك الشيطان للإنسان فى محبة الله له أو مدخل لخطية ما.

وما لم يفهمه أيوب، أدركه داود حين قال "بالخطايا ولدتنى أمى" (مز51) ولقد أدرك داود أيضا الحل إذ صرخ قائلا.. "قلباً نقيا إخلقه فىَّ يا الله.." بل وقال فى مزمور آخر "جربنى يا رب وإمتحنى. صفِّ كليتى وقلبى" (مز26: 2) وفى الترجمة السبعينية تترجم "أبلنى يا رب وجربنى، نقِّ قلبى وكليتى" فنجد داود هنا قد فهم أنه مولود بالخطية ويطلب أن الله يسمح ببعض التجارب والألام لتصيبه ليحصل على القلب النقى فيَكمُل، وهذا ما يسميه الكتاب تأديب الرب لأولاده (عب12: 4 – 8). وكان أليهو صديق أيوب قد وصل لنفس هذا المفهوم الذى لم يفهمه لا أيوب ولا أصدقاءه الآخرين. ولم يفهم لا أيوب ولا أصدقاءه قضية حسد الشياطين لأولاد الله ورغبتهم أن يلحقوا الأذى بهم.

لكن الله فى محبته يُحَوِّل حسد وتجارب الشيطان لخير أولاده، وهذا معنى قول الرسول "كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله...." (رو8: 28).

وبهذا المفهوم وجدنا الله يسمح للشيطان أن يُجَرِّب أيوب ببعض الألام لتنقيته، ولكن كانت الألام فى حدود ما يسمح الله به فقط، فالله يعلم ما هو مدى إحتمال الإنسان للتجربة. وفى هذا يقول بولس الرسول "الله لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون بل سيجعل مع التجربة المنفذ (التعزيات) لتستطيعوا أن تحتملوا" (1كو10: 13).

ونجد الشيطان حين يسمح له الله بأن يُجَرِّب إنساناً، نجده يُسرع ويصيب هذا الإنسان بشرور كثيرة، وهدف الشيطان بهذا أن يفسد العلاقة بين هذا الإنسان وبين الله إذ يُصَوِّر للإنسان أن الله لا يحبه ويسمح له بهذه الشرور، فيدفع الإنسان ليتصادم مع الله ويتخاصم معه، وهذا يحدث قطعا لكل من لا يفهم محبة الله له وأن هدف الله تنقيته من خطية معينة يريد الله أن يخلصه منها.

خطية أيوب التى يريد الله أن ينقذه منها.

وماذا كانت خطية أيوب؟ الكبرياء والإحساس بالعظمة والشعور بالبر الذاتى. ونلاحظ هذا فى فكره عن الله وفكره عن البشر، فتصور أيوب أن الله قد أخطأ معه إذ سمح له بكل هذه الألام بينما هو أى أيوب بار لا يخطئ، وأن الله قد أخطأ إذ ترك الأشرار كالسبئيين والكلدانيين أن يلحقوا به الأذى بينما هم فى سلام ولم يعاقبهم الله. إذاً تصور أيوب أن الله يمكن أن يخطئ وأنه أى أيوب لا يخطئ. وفى هذه النقطة لامه أليهو وحمى غضبه عليه (32: 2 + 33: 8 – 12) إذ حسب نفسه أبر من الله. أما مع الناس فنسمع قول أيوب الصعب "وأما الآن فقد ضحك علىَّ أصاغرى أياما الذين كنت أستنكف من أن أجعل أبائهم مع كلاب غنمى" (30: 1).

فهذه الكبرياء قاتلة ومدمرة للعلاقة مع الله وتحرم الإنسان من أبديته، ولذلك يريد الله أن يشفيه من هذا المرض فضغط عليه حتى يتواضع وينسحق.

ولكن لماذا يريد الله لأولاده أن ينسحقوا، هل يريد الله أن يذل أولاده؟!

قطعا لا. إذن لماذا؟

الله يريد أن يسكن عند أولاده وأن يتحد بهم، فكيف يسكن عند منتفخ متكبر بينما أن الله نفسه متواضع، كيف يتحد النقيضان. وفى هذا نسمع أن الله الذى يسكن فى الأعالى يسكن أيضا عند المنسحق والمتواضع القلب (إش57: 15). وبينما يقول السيد المسيح "لا أعود أسميكم عبيد..." (يو 15: 15) نجده يقول "إن فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا إننا عبيد بطالون" (لو17: 10) لذلك نفهم أننا أحباء الله وأبناءه لكن علينا أن نتواضع وننسحق فنتلاقى ونتحد مع المسيح المتواضع. والمتواضع لن ينجرف وراء أفكار الشيطان التى تدعو للكبرياء الذى هو بداية السقوط. فدعوة المسيح لنا أن نقول أننا عبيد بطالون هى لحمايتنا من السقوط فى خطية الكبرياء المهلكة.

تجارب الشيطان لأيوب والتى سمح بها الله.

نسمع أن الشيطان يقول لله "جئت من الجولان فى الأرض والتمشى فيها" (1: 7) فماذا كان يفعل فى جولانه غير إلحاق الأذى بالناس وتجربتهم سواء بخطاياه التى يسقطهم فيها أو بأذيتهم. وقطعا هو مرَّ على أيوب وحاول معه وفشل. ونجد الله يفتخر بعبده الذى هزم الشيطان. والشيطان فى حقده على أولاد الله نجده يدَّعى أن رفض أيوب السقوط فى غواية الشيطان له راجع لأن الله قد أعطى خيرات مادية كثيرة لأيوب. فالشيطان فى شره وكراهيته لله لا يتصور أن هناك من يحب الله لشخصه، فكبرياء الشيطان أعمت عينيه تماما عن محبة الله وحلاوة وعذوبة العشرة مع الله. وهنا سمح الله بأن يجرب الشيطان أيوب. وكان هدف الله تنقية أيوب تماما كما تنقى نار الفرن الذهب من شوائبه، لكن طبعا كان للشيطان هدف آخر وهو أن يوقع أيوب فى خصام مع الله. وقطعا كان الله واثقا من إحتمال أيوب لهذه التجارب وإلا ما كان قد سمح للشيطان بها. وكان أن بدأت تجارب الشيطان لأيوب كالآتى: -.

  1. التجارب التى لا تمس جسده.
  2. التجارب التى تمس جسده.
  3. إستخدام إمرأة أيوب لتدعوه أن يجدف على الله الذى تسبب فى أذيته.
  4. إستخدم أصدقاءه ليثيروه بإدعاءاتهم الخاطئة، فقالوا عنه أنه شرير وخاطئ بل كالوا له تهم من تصورات خيالاتهم، وتصوروا أن الله يضرب أيوب بسبب هذه الخطايا المزعومة.

وفى الضربات الثلاث الأولى لم يخطئ أيوب بشفتيه (1: 10) ولكن كان قلبه فيه أشياء كثيرة ضد الله. لذلك سمح الله لأصدقائه أن يثيروه ويضغطوا عليه بشدة لكى ينفتح الجرح ويخرج الصديد الذى فيه ويُشفَى أيوب. وكان سبب السقوط أن أيوب إعتبر أن الله يعاديه بلا سبب فدخل فى عتاب قاسٍ مع الله ظهر فيه ما فى قلبه.

الله له شهود يتكلمون بما يريد.

قال الله لإرمياء النبى "مثل فمى تكون" (إر15: 19) وهنا نجد الشاب أليهو هو فم الله الذى يعلن لأيوب الحق الذى كان أيوب يجهله. وتلخص كلام أليهو فيما يأتى: -.

  1. الله لا يخطئ ولذلك لا يُناقَش وكل ما يسمح به هو للخير.
  2. الله يؤدِّب بالألام ولا يوجد إنسان كامل لا يحتاج لتأديب.
  3. من المؤكد أن هناك عيب داخل أيوب يؤدبه الرب عليه، فإن لم يكن أيوب يعرفه فعليه أن يسأل الله عنه ويقول "ما لم أبصر فأرنيه أنت" (34: 31، 32).

كان الله هو الطبيب الشافى لأيوب، فبعد شفائه من الإحساس بالعظمة والكبرياء والبر الذاتى، تقابل مع الله وكلمه الله. عاد لله وعاد له الله ضارباً فشافياً (إش19: 22).

ولكن لاحظ ترتيب الأحداث المؤدية للشفاء: -.

1) البداية كانت بالتجارب التى أدت لإختفاء الشعور بالعظمة من داخل أيوب.

2) ضغط الأصدقاء الذى أخرج ما فى داخل أيوب.

3) كلام أليهو الذى أعطى أيوب أن يشعر بأخطائه وهذا مَهَّدَ الطريق لكى يتكلم الله.

4) الله يتكلم، ولم يتكلم الله قبل ذلك، فأيوب بقلبه المنتفخ لن تكون له الأذن التى تسمع صوت الله، لذلك كان الله يمهد ويعمل أولاً على إعداد حواس أيوب ليسمع. وهذا معنى قول الرب "طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله" (مت5: 8).

ونرى عذوبة معاملات الله مع أولاده، فلا نجد كلمة عتاب من الله لأيوب، بل يرفعه الله أمام أصدقائه، ويطلب منه أن يصلى لأجلهم ليكرمه فى عيونهم، وعَوَّضه الله الضعف عن كل ما كان يملكه وضاع منه.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

اَلأَصْحَاحُ الْحَادِي وَالأَرْبَعُونَ - سفر أيوب - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر أيوب الأصحاح 42
تفاسير سفر أيوب الأصحاح 42