الأصحاح الثالث – سفر هوشع – القمص أنطونيوس فكري

الإصحاح الثالث

العدد 1

آية (1): -

"1 وَقَالَ الرَّبُّ لِي: «اذْهَبْ أَيْضًا أَحْبِبِ امْرَأَةً حَبِيبَةَ صَاحِبٍ وَزَانِيَةً، كَمَحَبَّةِ الرَّبِّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَهُمْ مُلْتَفِتُونَ إِلَى آلِهَةٍ أُخْرَى وَمُحِبُّونَ لأَقْرَاصِ الزَّبِيبِ».".

المرأة المذكورة هنا هي نفس المرأة المذكورة في الإصحاح الأول وقد تكون هربت من بيت الزوجية وباعت نفسها للفساد. فصارت عبدة وفقدت حريتها وعاد النبي وحررها وإشتراها. والأمر هنا أَحْبِبِ = أي لا أن يتزوجها فقط بل عليه أن يحبها، يحب هذه الزانية، هذا يؤكد محبة الله لشعبه وشوقه للإتحاد به وكأن الله يقول لهوشع هل تقدر أن تحب امرأة كهذه مع كل ما فعلته. ولكنني أنا الله، أحب إسرائيل رغم كل ما تفعله. وهناك رأى بأن هذه المرأة حين عرفها هوشع أولاً كانت طاهرة وعفيفة ثم انحرفت وصارت من ناذرات أنفسهن للزنا في هياكل الأوثان، ولقد تزوجها هوشع ولكنها تركته وخانته وذهبت لهياكل الأوثان إذ كانوا يتصورون أن من تفعل هذا يباركها الوثن. وهذا الرأى هو المنطقى فهو يتمشى مع الفكرة كلها، وقد أطلق عليها فى الإصحاح الأول (هو1: 2) إسم زانية بسبب ما فعلته بعد ذلك. فهوشع تزوجها وكانت إنسانة طاهرة ثم إقتنعت بالأفكار الوثنية ونذرت نفسها للزنا بالهياكل الوثنية، والله طلب منه أن يردها ثانية ومما يثبت هذا الرأى أنه إشتراها هذه المرة (فى إصحاح 3) ولم نسمع أنه إشتراها فى المرة الأولى. وهذا يماثل ما حدث مع شعب إسرائيل، فلقد إختار الله أباء إسرائيل شعباً له وهم إبراهيم وإسحق ويعقوب، وكانوا طاهرين ولكن أولادهم خانوه وعبدوا الأوثان، وبعد أن حررهم من أرض مصر وصاروا له شعباً عادوا وزنوا من ورائه. وَمُحِبُّونَ لأَقْرَاصِ الزَّبِيبِ = هذه هي تقدمات إسرائيل لأصنامهم كأن البعل أعطاهم هذه الكروم.

العدد 2

آية (2): -

"2فَاشْتَرَيْتُهَا لِنَفْسِي بِخَمْسَةَ عَشَرَ شَاقِلَ فِضَّةٍ وَبِحُومَرَ وَلَثَكِ شَعِيرٍ.".

ثمن العبد 30 شاقل فضة (خر32: 21) والثمن المدفوع هنا 15 شاقلاً مع حومر ولثك شعير = وهذا أقل من ثمن العبد فهي بالخطية فقدت كرامتها ومجدها. بل كان تقييمها بالشعير أكل الفقراء والحيوانات. وقارن هذا بأن الله أعطاهم حرية وأعطاهم أرضاً تفيض لبناً وعسلاً وحنطة (مز16: 81) وشراء هوشع لها يشير لشراء المسيح لنا بدمه. واللثك = 1 / 2 حومر (نوع من المكاييل).

العدد 3

آية (3): -

"3 وَقُلْتُ لَهَا: «تَقْعُدِينَ أَيَّامًا كَثِيرَةً لاَ تَزْنِي وَلاَ تَكُونِي لِرَجُل، وَأَنَا كَذلِكَ لَكِ».".

كان الله يمكنه رفضهم نهائياً حسب الناموس. وهو هنا يعرض عرضاً جديداً فهم أصبحوا له شعباً وهو لهم إلهاً. وَأَنَا كَذلِكَ لَكِ. ولكن عليها أن تقعد أياماً كثيرة في عزلة، كأرملة مهجورة حزينة. هذا يذكرنا بقصة مريم في برصها حين تحدت موسى أخيها فأبقاها الله 7 أيام في برصها (عد14: 12). وكان عليها في خلال هذه المدة أن تذكر خطاياها وتخجل وتشعر بقيمة تحريرها. وعليهم أن لا يعودوا لزناهم وإنطبق هذا بالنسبة لليهود في السبي، وبالرغم من أن الله أرسلهم للسبي فهو لم يرفضهم. وهذا ينطبق الآن عليهم لأنهم رفضوا المسيح فلم يعد الله عريساً لهم، وهم الآن كما في أيام السبي محرومين من ممارسة شعائرهم الدينية وعبادتهم ومؤسساتهم الدينية.

العدد 4

آية (4): -

"4لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ سَيَقْعُدُونَ أَيَّامًا كَثِيرَةً بِلاَ مَلِكٍ، وَبِلاَ رَئِيسٍ، وَبِلاَ ذَبِيحَةٍ، وَبِلاَ تِمْثَال، وَبِلاَ أَفُودٍ وَتَرَافِيمَ.".

هذا ما حدث في السبي فكانوا بلا ملك وبلا هيكل. وَبِلاَ أَفُودٍ = ملابس رئيس الكهنة. وغالباً فألاَفُودٍ وَالتَرَافِيمَ هم الأوريم والتميم اللذين كان رئيس الكهنة يستشير بهما الرب، وهما حجارتين بلونين مختلفين يوضعان على صدرة رئيس الكهنة، ومعنى ما سبق أنهم سيكونوا بلا كهنوت. بِلاَ تِمْثَال = الكلمة الأصلية "نصب" أو "عمود" مثل النصب الذي أقامه يعقوب حين رأي السلم والمعنى أنهم سيكونوا بلا علاقات تشير لرؤى من السماء. فالنصب يكون تذكاراً لمثل هذه الرؤي.

العدد 5

آية (5): -

"5بَعْدَ ذلِكَ يَعُودُ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَيَطْلُبُونَ الرَّبَّ إِلهَهُمْ وَدَاوُدَ مَلِكَهُمْ، وَيَفْزَعُونَ إِلَى الرَّبِّ وَإِلَى جُودِهِ فِي آخِرِ الأَيَّامِ.".

بعد فترة الحرمان هذه يعودون كعروس لله. وقد تم هذا جزئياً في عودة اليهود من السبي. وقد تشير هذه الآية لإيمان اليهود بالمسيح في أواخر الأيام بعد طول مدة رفضهم لهُ. وقد تعني طول هذه المدة = أياماً كثيرة لا تكوني لرجل مع أنها لا تزنى (آية3) = أي لا تعبد الأوثان ولكنها رافضة للمسيح. وَدَاوُدَ مَلِكَهُمْ = قطعاً هذه تشير للمسيح أصل وذرية داود. وَيَفْزَعُونَ إِلَى الرَّبِّ = حينما يشرق نور التوبة في قلوبهم يشعرون بالظلمة التي كانت فيهم أو كانوا هم فيها. يَفْزَعُونَ هذه مثل "تمموا خلاصكم بخوف ورعدة" (في12: 2) وقد تعني أنه مع ضيق الأيام الأخيرة وفزعهم من هذا الضيق سيلجأون للمسيح في فزع، مؤمنين أن هذا الضيق سببه أنهم تركوا المسيح وصلبوه.

No items found

الإصحاح الرابع - سفر هوشع - القمص أنطونيوس فكري

الأصحاح الثاني - سفر هوشع - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر هوشع الأصحاح 3
تفاسير سفر هوشع الأصحاح 3