الأصحاح الحادي والعشرون – سفر حزقيال – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر حزقيال – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأَصْحَاحُ الحَادِي وَالعِشْرُونَ

سيف بابل المدمر.

1 - وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلًا: 2 - «يَا ابْنَ آدَمَ، اجْعَلْ وَجْهَكَ نَحْوَ أُورُشَلِيمَ، وَتَكَلَّمْ عَلَى الْمَقَادِسِ، وَتَنَبَّأْ عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، 3 - وَقُلْ لأَرْضِ إِسْرَائِيلَ: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هأَنَذَا عَلَيْكِ، وَأَسْتَلُّ سَيْفِي مِنْ غِمْدِهِ فَأَقْطَعُ مِنْكِ الصِّدِّيقَ وَالشِّرِّيرَ. 4 - مِنْ حَيْثُ أَنِّي أَقْطَعُ مِنْكِ الصِّدِّيقَ وَالشِّرِّيرَ، فَلِذلِكَ يَخْرُجُ سَيْفِي مِنْ غِمْدِهِ عَلَى كُلِّ بَشَرٍ مِنَ الْجَنُوبِ إِلَى الشِّمَالِ. 5 - فَيَعْلَمُ كُلُّ بَشَرٍ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ، سَلَلْتُ سَيْفِي مِنْ غِمْدِهِ. لاَ يَرْجعُ أَيْضًا. 6 - أَمَّا أَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ، فَتَنَهَّدْ بِانْكِسَارِ الْحَقَوَيْنِ، وَبِمَرَارَةٍ تَنَهَّدْ أَمَامَ عُيُونِهِمْ. 7 - وَيَكُونُ إِذَا قَالُوا لَكَ: عَلَى مَ تَتَنَهَّدُ؟ أَنَّكَ تَقُولُ: عَلَى الْخَبَرِ، لأَنَّهُ جَاءٍ فَيَذُوبُ كُلُّ قَلْبٍ، وَتَرْتَخِي كُلُّ الأَيْدِي، وَتَيْأَسُ كُلُّ رُوحٍ، وَكُلُّ الرُّكَبِ تَصِيرُ كَالْمَاءِ، هَا هِيَ آتِيَةٌ وَتَكُونُ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ».

الأعداد 1-2

ع1 - 2:

:

بعد أن أظهر الله لشعبه تمردهم عليه على مدى الأجيال في الأصحاح السابق، لم يتوبوا، بل استهانوا بكلامه، وقالوا في نهاية الأصحاح أنها مجرد أمثلة وليست واقع سيحدث (حز 20: 49). ففى هذا الأصحاح يتكلم الله بوضوح عن بابل التي ستدمر أورشليم ومملكة يهوذا، وينادى حزقيال يا ابن آدم، ليشهد الإنسان البشرى العادي على شرور شعبه التي تستحق العقاب. والتنبؤ هنا موجه لأورشليم حيث هيكل الله، الذي يسميه المقادس التي نجسوها بأصنامهم وشرورهم، وعلى كل أرض يهوذا التي يسميها إسرائيل؛ لأنهم شعبه بنى إسرائيل، فالمقصود بإسرائيل ليست مملكة إسرائيل الشمالية، بل بني إسرائيل الموجودين في يهوذا.

العدد 3

ع3:

غمده: الجراب، أو الحافظة التي يوضع فيها السيف حتى لا يجرح أحدًا بحديه.

النبوة تعلن أن سيف الله سيخرج من غمده ليقتل الكثيرين، ويقصد بسيف الله بابل التي ستهجم على أورشليم ومملكة يهوذا. وما أصعب أن يكون الله على إنسان وليس معه، لأن يد الله قوية وثقيلة، وهي تكون على الأبرار لينقلوا إلى بابل ويعيشوا وينجحوا هناك مثل حزقيال ودانيال، وتكون أيضًا على الأشرار فيقتلوا بالسيف، أو تكون على الأبرار فيقتلوا وتحفظ أرواحهم لتدخل الفردوس، أما الأشرار فعندما يقتلون فإنهم يُحْفَظون ليذهبوا للعذاب الأبدي.

العدد 4

ع4:

سيكون الهلاك عامًا لكل مملكة يهوذا من الجنوب إلى الشمال، أي سيهلك الكل الأبرار والأشرار، إعلانًا عن غضب الله الذي أطال أناته على شعبه من بعد أيام يوشيا الملك الصالح، حيث عبدوا الأصنام وتمموا شهواتهم الشريرة.

العدد 5

ع5:

سللت سيفى: أخرجت سيفى من جرابه.

يؤكد الله هنا أن غضبه سيظهر من خلال بابل، فيدعوها سيفه الذي سيهلك به شعبه في مملكة يهوذا. وسيستمر هذا مدة طويلة ليهلك الكثيرين، فلا يرجع إلى غمده بسرعة. ويظهر أمام كل البشر أن الله غاضب على شعبه بسبب خطاياهم.

العدد 6

ع6:

انكسار الحقوين: بانحناء وتوجع وهي كناية عن الحزن الشديد.

يطلب الله من حزقيال أن يظهر حزنه الشديد في تنهدات وتألم في جسده وتوجع، أو مرارة في قلبه على كل هذه الأحداث، حتى عندما يسأله الناس عن سبب حزنه يشرح لهم هذه النبوة والدمار الذي سيحل على أورشليم وأرض يهوذا.

العدد 7

ع7:

عندما يسأل الناس حزقيال عن تنهده وحزنه يقول لهم إن السبب هو الخبر، أي كلام الله وأمره بتخريب مملكة يهوذا، وهذا سيجعل كل القلوب في ألم شديد وخوف، وستضعف تمامًا كل قوة في شعب الله، التي يمثلها بالأيدى. ويشعر كل سكان أورشليم ومما حولها باليأس أمام هجوم بابل العنيف، ويفقدون قوتهم على الحركة، التي يرمز إليها بالركب الضعيفة جدًا التي صارت كالماء. ثم يؤكد حزقيال أن كل هذه المصائب ستأتي حتمًا على شعب الله كما أمر الله.

8 - وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلًا: 9 - «يَا ابْنَ آدَمَ، تَنَبَّأْ وَقُلْ: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: قُلْ: سَيْفٌ سَيْفٌ حُدِّدَ وَصُقِلَ أَيْضًا. 10 - قَدْ حُدِّدَ لِيَذْبَحَ ذَبْحًا. قَدْ صُقِلَ لِكَيْ يَبْرُقَ. فَهَلْ نَبْتَهِجُ؟ عَصَا ابْنِي تَزْدَرِي بِكُلِّ عُودٍ. 11 - وَقَدْ أَعْطَاهُ لِيُصْقَلَ لِكَيْ يُمْسَكَ بِالْكَفِّ. هذَا السَّيْفُ قَدْ حُدِّدَ وَهُوَ مَصْقُولٌ لِكَيْ يُسَلَّمَ لِيَدِ الْقَاتِلِ. 12 - اصْرُخْ وَوَلْوِلْ يَا ابْنَ آدَمَ، لأَنَّهُ يَكُونُ عَلَى شَعْبِي وَعَلَى كُلِّ رُؤَسَاءِ إِسْرَائِيلَ. أَهْوَالٌ بِسَبَبِ السَّيْفِ تَكُونُ عَلَى شَعْبِي. لِذلِكَ اصْفِقْ عَلَى فَخْذِكَ. 13 - لأَنَّهُ امْتِحَانٌ. وَمَاذَا إِنْ لَمْ تَكُنْ أَيْضًا الْعَصَا الْمُزْدَرِيَةُ؟ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. 14 - فَتَنَبَّأْ أَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ وَاصْفِقْ كَفًّا عَلَى كَفّ، وَلْيُعَدِ السَّيْفُ ثَالِثَةً. هُوَ سَيْفُ الْقَتْلَى، سَيْفُ الْقَتْلِ الْعَظِيمِ الْمُحِيقُ بِهِمْ. 15 - لِذَوَبَانِ الْقَلْبِ وَتَكْثِيرِ الْمَهَالِكِ، لِذلِكَ جَعَلْتُ عَلَى كُلِّ الأَبْوَابِ سَيْفًا مُتَقَلِّبًا. آهِ! قَدْ جُعِلَ بَرَّاقًا. هُوَ مَصْقُولٌ لِلذَّبْحِ. 16 - انْضَمَّ يَمِّنِ، انْتَصِبْ شَمِّلْ، حَيْثُمَا تَوَجَّهَ حَدُّكَ. 17 - وَأَنَا أَيْضًا أُصَفِّقُ كَفِّي عَلَى كَفِّي وَأُسَكِّنُ غَضَبِي. أَنَا الرَّبُّ تَكَلَّمْتُ».

الأعداد 8-9

ع8 - 9:

:

حدد: جعله حادًا ليقتل بسرعة.

صقل: تم جليه فصار ناعمًا ليسهل القتل به.

أعطى الله حزقيال نبوة جديدة أكد فيها أن بابل التي ستهجم على شعب الله ستكون عنيفة جدًا. ويشبهها هنا بالسيف الذي أعد ليصير ناعمًا وحادًا جدًا ليقتل بكثرة.

والسيف المصقول براق فيخيف من يراه، أي أن بابل ستصير عنيفة ومخيفة جدًا في هجومها على أورشليم.

ويكرر كلمة سيف مرتين ليؤكد أن بابل مقبلة بسرعة وحتمًا ستسحق شعبه.

العدد 10

ع10:

يبرق: يضئ بقوة كالبرق لأن السيف لامع جدًا.

تزدرى: تحتقر.

يوضح هنا سبب إعداد السيف وهو أن يكون حادًا جدًا ليقتل الكثيرين، وصقل لكي يكون براقًا فيخيف شعب الله. ويتساءل الله، أو يسأل شعبه إن كان الهجوم البابلي عنيف ورهيب إلى هذه الدرجة، فهل يفرح شعب الله ويبتهج؟ بالطبع لا بل ينبغى أن يحزن ويتوب عن خطاياه؛ لأن الكثيرين من بني إسرائيل كانوا يظنون أنه لن تخرب أورشليم لأن فيها هيكل الله، واستهانوا بإنذارات الله، وظنوا أنها مجرد قصص وأمثلة لن تتحق، واستمروا في أفراحهم العالمية وانغماسهم في شهواتهم، لذا يتعجب الله ويقول هل أمام سيف بابل نبتهج؟! ويعبر الله عن حزنه ويتكلم بصيغة الجمع، أي بثالوثه القدوس فيقول هل نبتهج؟! بالطبع لا فالله حزين على شعبه.

يؤكد الله عنف بابل التي يشبهها بالعصى التي أعدها لتأديب ابنه إسرائيل. ويقول عن هذه العصا أنها تحتقر كل عود، أي كل إنسان مهما كان عظيمًا، فهذه العصا ستحطمه، فهو يشبه بابل - الأداة التي يستخدمها - بالسيف وبالعصا إظهارًا لقوتها التي ستكتسح أورشليم.

† إفحص خطاياك لتتوب عنها ولا تخدع نفسك بأن الله طيب وحنون، فتتمادى في شرك مستهينًا بطول أناته، أو تحاول أن تفرح فرحًا خارجيًا والخطية مازالت داخلك، وتوهم نفسك بأن أولاد الله فرحون فتلقى عنك التوبة والندم والدموع. ثق أنك إن لم تخف الله فلن تستطع التمتع بالفرح الحقيقي.

العدد 11

ع11:

الله هو الذي أمر أن يصقل السيف ويحدد، حتى يكون بيد القاتل الذي هو بابل، أو السيف هو بابل وفى يد الله الذي سمح أن يقتل الكثيرون لأجل شرورهم وتأديبًا للأمة اليهودية؛ لتتوب البقية.

العدد 12

ع12:

أصفق على فخذك: علامة الحزن الشديد.

ينادى الله حزقيال ليحزن بشدة على المصائب الكثيرة التي ستحل بشعب الله، وهذا يبين أن الله بأبوته حزين جدًا على شعبه، إذ يدعوه شعبى مرتين، ولكنه مضطر لتأديبهم حتى يتوبوا، وسيكون التأديب على الشعب والرؤساء، أي كل مملكة يهوذا.

العدد 13

ع13:

إن الله يسمح بالتأديب البابلي كامتحان لشعبه حتى يرجعوا إليه. فالمقصود ببابل، العصا التي تزدرى بكل الرؤساء والعظماء، فتضرب الكل حتى يتوبوا، الكل ويندموا على خطاياهم.

ومن المطمئن أن العصا في يد الله ولا تتحرك ضد مشيئته، فهو لا يسمح لها بتأديب شعبه فوق طاقته؛ لأن المقصود بالتأديب هو التوبة وليس الإهلاك والتخلص من شعبه.

والمقصود بعبارة "إن لم تكن أيضًا العصا المزدرية" أي كانت العصا غير مزدرية، أي أن بابل ضعيفة ولن تؤدب شعب الله، وهذا غير سليم، لأنه امتحان كما تقول بداية الآية، أي أنه لابد أن تكون مزدرية، أي عنيفة، ويستخدمها الله لتأديب شعبه بغرض توبته. وفى الترجمة الكاثوليكية للآباء اليسوعيين "لأنه ماذا تكون المحنة لو لم يكن الصولجان المزدرى" أي كيف يكون امتحان لشعب الله إن لم يزدرِ ملك بابل بملوك الشعوب ويؤدبهم.

العدد 14

ع14:

أصفق كفًا على كف: علامة الحزن والتعجب.

المحيق: الساحق المهلك.

يؤكد الله للمرة الثالثة أنه يعد السيف ليسحق شعبه، وتأكيده ثلاثة مرات يبين أن الأمر قريب وعنيف؛ لأنها آخر فرصة ليتوب الشعب، لأنهم إن تابوا كان الله سيبعد بابل، كما حدث مع أهل نينوى عندما تابوا فرفع الله غضبه عنهم.

العدد 15

ع15:

يبين الله أن الهجوم البابلي سيؤدى إلى الانهيار النفسى لكل السكان، ويعبر عنه بذوبان القلب، أي يصير قلبهم ضعيفًا كأنه كمية ماء، بلا أية قوة للتماسك أمام العدو، خاصة عندما يرون القتلى من شعب الله كثيرين. وسيشمل الهلاك والقتل كل البيوت، فلن ينجو بيتٌ. ويعبر عن كثرة القتلى بتقلب السيف، فيضرب في كل اتجاه، ويتقلب ويخيف الناظرين، ولن توجد حماية ولا بيت محصن، أي أن السيف سيكون على كل الأماكن، وعلى باب كل بيت.

ونرى مشاعر الله كأب نحو شعبه وهو يتأوه على شعبه، لأنه يرى عنف بابل وما ستعمله بأولاده. إنه يود أن يتوبوا ولا يأتي عليهم سيف بابل، ولكنه مضطر لهذا السيف لعلهم يتوبون ويخلصون. وهكذا أيضًا يشعر كل خادم وكل أب عندما يرى أولاده يسيرون في طريق الشر والهلاك، فينصحهم ويمنعهم من مواصلة الطريق الشرير، وإن لم يستطع، يتأوه أمام الله لأجلهم ويعتصر قلبه.

العدد 16

ع16:

يمن: اتجه نحو اليمين.

شمل: اتجه نحو الشمال.

ينادى الله سيفه الذي هو بابل أن يتحرك يمينًا وشمالًا ليقتل في كل اتجاه بحده المعد، فيقتل ويجرح، أي يؤكد أن الضيق سيكون في كل مكان.

العدد 17

ع17:

الله حزين على شعبه الذي يؤدبه، ويعبر عن هذا بتصفيق يده على اليد الأخرى، ولكن بهذا التأديب يظهر عدل الله، ويهدأ غضبه، إذ سمح بتجارب عنيفة ليعطى آخر فرصة للتوبة؛ لأنه يحب شعبه ويريد رجوعهم. وفعلًا سيتأثر جزء من الشعب ويرجعوا لله بالتوبة، وهؤلاء هم الذين عبدوا الله في السبي وعاد منهم الكثيرون إلى أورشليم واليهودية.

18 وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلًا: 19 - « وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ، عَيِّنْ لِنَفْسِكَ طَرِيقَيْنِ لِمَجِيءِ سَيْفِ مَلِكِ بَابِلَ. مِنْ أَرْضٍ وَاحِدَةٍ تَخْرُجُ الاثْنَتَانِ. وَاصْنَعْ صُوَّةً، عَلَى رَأْسِ طَرِيقِ الْمَدِينَةِ اصْنَعْهَا. 20 - عَيِّنْ طَرِيقًا لِيَأْتِيَ السَّيْفُ عَلَى رَبَّةِ بَنِي عَمُّونَ، وَعَلَى يَهُوذَا فِي أُورُشَلِيمَ الْمَنِيعَةِ. 21 - لأَنَّ مَلِكَ بَابِلَ قَدْ وَقَفَ عَلَى أُمِّ الطَّرِيقِ، عَلَى رَأْسِ الطَّرِيقَيْنِ لِيَعْرِفَ عِرَافَةً. صَقَلَ السِّهَامَ، سَأَلَ بِالتَّرَافِيمِ، نَظَرَ إِلَى الْكَبِدِ. 22 - عَنْ يَمِينِهِ كَانَتِ الْعِرَافَةُ عَلَى أُورُشَلِيمَ لِوَضْعِ الْمَجَانِقِ، لِفَتْحِ الْفَمِ فِي الْقَتْلِ، وَلِرَفْعِ الصَّوْتِ بِالْهُتَافِ، لِوَضْعِ الْمَجَانِقِ عَلَى الأَبْوَابِ، لإِقَامَةِ مِتْرَسَةٍ لِبِنَاءِ بُرْجٍ. 23 - وَتَكُونُ لَهُمْ مِثْلَ عِرَافَةٍ كَاذِبَةٍ فِي عُيُونِهِمِ الْحَالِفِينَ لَهُمْ حَلْفًا. لكِنَّهُ يَذْكُرُ الإِثْمَ حَتَّى يُؤْخَذُوا. 24 - لِذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمْ ذَكَّرْتُمْ بِإِثْمِكُمْ عِنْدَ انْكِشَافِ مَعَاصِيكُمْ لإِظْهَارِ خَطَايَاكُمْ فِي جَمِيعِ أَعْمَالِكُمْ، فَمِنْ تَذْكِيرِكُمْ تُؤْخَذُونَ بِالْيَدِ.

الأعداد 18-19

ع18:

صوة: حجر، أو مجموعة أحجار توضع على الطريق كعلامة لمعرفة الاتجاه إلى أي الطرق.

المدينة: يقصد بها أورشليم.

طلب الله من حزقيال في هذه النبوة أن يرسم كوسيلة إيضاح أمام الشعب طريق يخرج من بابل ثم ينقسم إلى اتجاهين، أحدهما يتجه إلى عاصمة بنى عمون وهي ربة، والآخر يتجه إلى أورشليم، ويضع عند مفترق الطرق علامة من الأحجار تظهر أن هناك طريقين ينبغى على المسافر أن يتجه إلى أحدهما، إما ربة، أو أورشليم.

العدد 20

ع20:

وهذا الرسم التوضيحي، الذي سيصنعه حزقيال، إما بخطوط على الأرض، أو بوضع أخشاب، أو حجارة تبين أن هناك طريق ينقسم إلى طريقين؛ يقصد به إعلان أن بابل ستتحرك بجيوشها وتقترب من أورشليم، وقبل أن تصل إليها تجد نفسها في مفترق طرق إما أن تتجه في محاربة بنى عمون، أو تواصل سيرها إلى أورشليم.

وكان سكان مملكة يهوذا قد تجمعوا في أورشليم لثقتهم أن مدينتهم منيعة لا يمكن اقتحامها، إذ فيها هيكل الله الذي يحميها، ونسوا أن شرهم سيؤدى إلى عقابهم، وعدم احترامهم لهيكل الله جعله يغضب عليهم.

العدد 21

ع21:

أم الطريق: مفترق الطرق.

عرافة: التنبؤ باستخدام وسائل السحرة وهي بالطبع كاذبة لأنها شيطانية، أو نوع من الدجل.

الترافيم: تماثيل صغيرة للأوثان يستخدمها الناس في بيوتهم ويحملونها معهم في أسفارهم لترشدهم وتحميهم، وهي غير تماثيل الأوثان الكبيرة التي تقام في أماكن العبادة.

الكبد: كان الوثنيون، أو العرافون يؤمنون أن كبد الحيوان بعد ذبحه ووضعه في الشمس يستدلون من لونه والتجاعيد التي فيه على إرشادات في حياتهم، مثلما يقرأون الآن الكف والفنجان، إذ كانوا يعتقدون بأهمية الكبد لكثرة الدم الواصل إليه أنه مصدر الحياة وقراءته ترشد الإنسان في طرق حياته.

سيصل ملك بابل إلى مفترق الطرق ويجد أمامه طريقين، أحدهما إلى أورشليم، والآخر إلى ربة، ولا يعرف أي طريق يسلكه، وبالتالي أي بلد يبدأ بالهجوم عليها، ويقف هناك ويعد أسلحته، فيصقل السهام لتصير براقة وحادة، ويكتب على أحدها ربة وعلى السهم الآخر أورشليم، ويضعها في الجراب، ويهزها، ثم يختار أحدها فيعرف أي طريق يسلكه، وقد يستخدم الترافيم، أي تماثيل الأوثان لترشده. ومن الطرق التي يستخدمها أيضًا ذبح حيوان، ووضع كبده في الشمس ليستدل العرافون من شكله على الطريق الذي يسلكه. والخلاصة أن ملك بابل سيستخدم طرق السحر ليعرف أي طريق يسلكه، وسيرشدوه إلى أورشليم، والله سيسمح بهذا لتأديب شعبه، وليس معنى هذا موافقة الله على طرق السحر، لكنه يستخدمها لتحقيق أوامره، فهو ضابط الكل ويحول كل شيء، حتى لو كان شريرًا، لتمجيد اسمه.

العدد 22

ع22:

المجانق: أدوات حربية قديمة يستخدمونها لرمى الحجارة، أو الكور النارية.

مترسة: حائط يبنيه الأعداء حول المدينة ليحتموا وراءه ويمنعوا أي إنسان أن يهرب من المدينة.

عندما يقف ملك بابل عند مفترق الطرق ويعتمد على العرافة، أي تكون عن يمينه، ويثق فيها وتدله على مهاجمة أورشليم، يعد أسلحته وتدابيره الحربية، ويتحرك نحو أورشليم، وقد أعد المجانيق ليلقى بها الحجارة والكور النارية، فترتفع فوق الأسوار، وتسقط داخل المدينة. وحينئذ يفتح اليهود أفواهم خوفًا وفزعًا من سيف بابل الذي يقتلهم، وفى نفس الوقت يفتح البابليون أفواههم، ويهتفون هتاف النصرة عند مهاجمتهم أورشليم التي أقاموا حولها المتاريس ليحتموا وراءها، ويراقبوا من الأبراج العالية ما يحدث داخل المدينة عند حصارهم لها، أي أن ملك بابل سيتحرك لأورشليم ويحاصرها، ويهتف عليها، ويهاجمها ليقتل من فيها.

العدد 23

ع23:

أما شعب الله فيسقطون في عرافة كاذبة بسؤال أنبيائهم الكذبة، الذين يخبرونهم بأن مدينتهم لن يهاجمها أحد، لوجود الهيكل بها، وكذلك اتكلوا على تحالفهم مع مصر القوية، فهي تحميهم من بابل. وآخرون قالوا إن صدقيا قد تعاهد مع ملك بابل ليخضع له، وبالتالي لا يمكن أن تهاجمهم بابل، ونسوا أن بابل يمكن أن تعرف خداع صدقيا لأنه تحالف معها، وتحالف في نفس الوقت مع مصر، فغضبوا عليه. والخلاصة أن شعب الله لم يتكل على الله، بل على أفكاره الخاصة وأنبيائه الكذبة، ولم يفكروا في التوبة عن خطاياهم؛ لذلك استحقوا غضب الله الذي ذكر خطاياهم، وسيؤدبهم عليها بالهجوم البابلي، والله لم يكن ناسيًا خطاياهم، ولكن ذكره لها يعنى أنه أطال أناته عليهم كثيرًا، ثم أتى وقت التأديب والعقاب.

وكان حزقيال قد أخبرهم بأن ملك بابل سيقف عند مفترق الطرق ويسأل عرافيه، فقالوا له إن عرافة ملك بابل التي سترشدهم في مهاجمة أورشليم هي عرافة كاذبة، لأنها سحر وعمل شياطين وعبادة أوثان، ولن تتم؛ بسبب ما يعتقدونه من حصانة مدينتهم.

† كن متضعًا وارجع عن خطاياك ولا تتكل على قوتك، أو أفكار عقلك التي توهمك بقوتك؛ لأن الله فوق الكل ولن يقف بجوارك إلا إذا كنت تائبًا متضعًا.

العدد 24

ع24:

في النهاية يعلن الله لشعبه أنه من أجل إصرارهم على خطاياهم سيجعلونه يذكر خطاياهم ويعاقبهم عليها بيده، أي بيد ملك بابل، فالله سيذكر آثامهم القديمة التي لم يتوبوا عنها عندما يرى معاصيهم التي تصاحب أعمالهم، أي تظهر خطاياهم في كل تصرفاتهم، فيستحقون بالتالى أن يضربوا بيد بابل التي هي يد الله المؤدبة.

25 - « وَأَنْتَ أَيُّهَا النَّجِسُ الشِّرِّيرُ، رَئِيسُ إِسْرَائِيلَ، الَّذِي قَدْ جَاءَ يَوْمُهُ فِي زَمَانِ إِثْمِ النِّهَايَةِ، 26 - هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: انْزِعِ الْعَمَامَةَ. ارْفَعِ التَّاجَ. هذِهِ لاَ تِلْكَ. ارْفَعِ الْوَضِيعَ، وَضَعِ الرَّفِيعَ. 27 - مُنْقَلِبًا، مُنْقَلِبًا، مُنْقَلِبًا أَجْعَلُهُ! هذَا أَيْضًا لاَ يَكُونُ حَتَّى يَأْتِيَ الَّذِي لَهُ الْحُكْمُ فَأُعْطِيَهُ إِيَّاهُ.

العدد 25

ع25:

هذه النبوة قالها حزقيال ضد ملك يهوذا وهو صدقيا، ويصفه الله بأنه نجس وشرير؛ لأنه ليس فقط عبد الأوثان وسار في شهواته الشريرة، بل أيضًا شجع شعبه على الشر ولم يحاول إرجاعهم إلى الله، فكان بهذا قائدهم في الشر، وامتلأ كأس غضب الله عليه، وأتى زمان معاقبته على شروره، أى نهاية مملكته.

العدد 26

ع26:

العمامة: التاج، المقصود الملك.

أنذر حزقيال صدقيا بأن تاج الملك سينزع عن رأسه، وينزلونه عن عرشه، ويقودونه أسيرًا إلى بابل، وبعد أن يضعونه إلى الأرض، وهو الرفيع الشأن، ويرفعون واحدًا من الشعب ويجعلونه حاكمًا للمملكة وهو جدليا، الذي ليس من النسل الملكى. وعندما يقول "هذه لا تلك" يقصد أن نهاية ملك صدقيا ستأتي لأن شره قد زاد، ولن تبقى تلك، أي العمامة والتاج على رأسه، وفى الترجمة اليسوعية للكاثوليك يقول هذه لا تبقى، أي أن التاج لن يبقى على رأسه فهو تأكيد لزوال ملك صدقيا.

† اعلم أن كل مواهبك وقدراتك هي نعمة من الله، فكن أمينًا عليها لئلا تنزع منك وتفقدها، مثلما فقد صدقيا تاجه. لذلك حاسب نفسك كل يوم، ليس فقط عن خطاياك السلبية، بل أيضًا على مدى أمانتك في استغلال قدرتك.

العدد 27

ع27:

يؤكد هنا ثلاث مرات أن عرش صدقيا سينقلب ولن يكون، وهكذا يزول الملك من نسل داود إلى أن يأتي المسيح في ملء الزمان؛ ليملك على الصليب ويفدى شعبه، ليس فقط اليهود، بل كل من يؤمن به في العالم، ويملك عليهم إلى الأبد.

28 - « وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ، فَتَنَبَّأْ وَقُلْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ، فِي بَنِي عَمُّونَ وَفِي تَعْيِيرِهِمْ، فَقُلْ: سَيْفٌ، سَيْفٌ مَسْلُولٌ لِلذَّبْحِ! مَصْقُولٌ لِلْغَايَةِ لِلْبَرِيقِ. 29 - إِذْ يَرَوْنَ لَكَ بَاطِلًا، إِذْ يَعْرِفُونَ لَكَ كَذِبًا، لِيَجْعَلُوكَ عَلَى أَعْنَاقِ الْقَتْلَى الأَشْرَارِ الَّذِينَ جَاءَ يَوْمُهُمْ فِي زَمَانِ إِثْمِ النِّهَايَةِ. 30 - فَهَلْ أُعِيدُهُ إِلَى غِمْدِهِ؟ أَلاَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي خُلِقْتِ فِيهِ فِي مَوْلِدِكِ أُحَاكِمُكِ! 31 - وَأَسْكُبُ عَلَيْكِ غَضَبِي، وَأَنْفُخُ عَلَيْكِ بِنَارِ غَيْظِي، وَأُسَلِّمُكِ لِيَدِ رِجَال مُتَحَرِّقِينَ مَاهِرِينَ لِلإِهْلاَكِ. 32 - تَكُونِينَ أُكْلَةً لِلنَّارِ. دَمُكِ يَكُونُ فِي وَسْطِ الأَرْضِ. لاَ تُذْكَرِينَ، لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ تَكَلَّمْتُ».

العدد 28

ع28:

شمت العمونيون جيران وأعداء بني إسرائيل عندما وجدوا أورشليم قد دمرت وأحرقت بالنار. فيعلن حزقيال لهم أن سيف بابل سيكون حادًا ومصقولًا وبراقًا ومهلكًا لهم بشدة، لأجل شرهم وتعييرهم لشعب الله. فالله يستاء ممن يعير أولاده حتى لو كان أولاده أشرارًا، فهو يحب أولاده ويدعوهم إلى التوبة، ويمكن أن يستجيبوا، أما الأشرار فهم مصرون على شرهم، فغضبه شديد عليهم. ونفهم من هذا أن حزقيال يتنبأ على شعب الله، وأيضًا على الأمم؛ لأن الله إله كل الشعوب ويريد خلاص الكل، فهو يقصد بهذه النبوة التي ستصل إلى بنى عمون أن يخافوا ويؤمنوا بالله فيقبلهم.

العدد 29

ع29:

كان للعمونيين أنبياء كذبة وسحرة عرفوا لهم عرافة كاذبة، فقالوا لهم إن تحطيم أورشليم قوة لبنى عمون، إذ لن يوجد بعد منافس لهم في المنطقة من الجيران، وأنهم سيقفون على أعناق القتلى من بنى إسرائيل، الذين أتت نهاية شرورهم وغضب الله عليهم، وذلك من عمل الشيطان، ليبعدهم عن الخوف من الله والإيمان به. ولكن ما حدث فعلًا هو أن بابل هاجمت بنى عمون بعد خمس سنوات من تدمير أورشليم.

العدد 30

ع30:

يعلن الله أنه لن يرجع سيفه، أي بابل، إلى غمده، بل ستهاجم العمونيين في مكان مولدهم وإقامتهم، أي يحطمهم ويقتلهم في بلادهم التي أطمأنوا داخلها لأنها محصنة وتحيط بها الخيرات.

† لا تشمت في مصيبة من حولك مهما كانوا أشرارًا، أو مسيئين إليك، بل اتعظ من أخطائهم، وارجع إلى الله بالتوبة، وصلى لأجل الذين في تجارب؛ ليرفع عنهم الله، فيرحمك الله أيضًا؛ لأجل محبتك لهم.

العدد 31

ع31:

يوضح الله عقابه الشديد للعمونيين بأنه سيسكب الغضب بشدة، فيغرق العمونيون وذلك بهجوم رجال بابل العنفاء المملوئين غيظًا وشرًا، فيقتلون العمونيين ويدمرون بلادهم وهكذا يهلكون ويفنون، وليس مثل بني إسرائيل يؤدبون ليتوبوا، إذ أن العمونيين لا يؤمنون بالله ومنغمسون في الشر، وهم في نظر الله الشر نفسه، وليسوا أشرارًا فقط، يمكن أن يتوبوا؛ لأن الله يريد خلاص الكل وتوبة الأشرار.

العدد 32

ع32:

والخلاصة أن بلاد العمونيين ستأكلها نيران بابل، وتملأها بالدماء، وتنتهي لأجل شرها. وهذا مختلف تمامًا عن شعب الله الذي يؤدب مؤقتًا بالسبي، ثم سيرجع منه بعد أن يتوب، ثم يعطيهم ملكًا إلى الأبد هو المسيح.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح الثاني والعشرون - سفر حزقيال - مارمرقس مصر الجديدة

الأصحاح العشرون - سفر حزقيال - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير سفر حزقيال الأصحاح 21
تفاسير سفر حزقيال الأصحاح 21