الأصحاح الثاني والعشرون – سفر حزقيال – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر حزقيال – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأَصْحَاحُ الثَّانِي وَالعِشْرُونَ

خطايا يهوذا.

1 - وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلًا: 2 - « وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ، هَلْ تَدِينُ، هَلْ تَدِينُ مَدِينَةَ الدِّمَاءِ؟ فَعَرِّفْهَا كُلَّ رَجَاسَاتِهَا، 3 - وَقُلْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: أَيَّتُهَا الْمَدِينَةُ السَّافِكَةُ الدَّمِ فِي وَسْطِهَا لِيَأْتِيَ وَقْتُهَا، الصَّانِعَةُ أَصْنَامًا لِنَفْسِهَا لِتَتَنَجَّسَ بِهَا، 4 - قَدْ أَثِمْتِ بِدَمِكِ الَّذِي سَفَكْتِ، وَنَجَّسْتِ نَفْسَكِ بِأَصْنَامِكِ الَّتِي عَمِلْتِ، وَقَرَّبْتِ أَيَّامَكِ وَبَلَغْتِ سِنِيكِ، فَلِذلِكَ جَعَلْتُكِ عَارًا لِلأُمَمِ، وَسُخْرَةً لِجَمِيعِ الأَرَاضِي. 5 - الْقَرِيبَةُ إِلَيْكِ وَالْبَعِيدَةُ عَنْكِ يَسْخَرُونَ مِنْكِ، يَا نَجِسَةَ الاسْمِ، يَا كَثِيرَةَ الشَّغَبِ. 6 - هُوَذَا رُؤَسَاءُ إِسْرَائِيلَ، كُلُّ وَاحِدٍ حَسَبَ اسْتِطَاعَتِهِ، كَانُوا فِيكِ لأَجْلِ سَفْكِ الدَّمِ. 7 - فِيكِ أَهَانُوا أَبًا وَأُمًّا. فِي وَسْطِكِ عَامَلُوا الْغَرِيبَ بِالظُّلْمِ. فِيكِ اضْطَهَدُوا الْيَتِيمَ وَالأَرْمَلَةَ. 8 - ازْدَرَيْتِ أَقْدَاسِي وَنَجَّسْتِ سُبُوتِي. 9 - كَانَ فِيكِ أُنَاسٌ وُشَاةٌ لِسَفْكِ الدَّمِ، وَفِيكِ أَكَلُوا عَلَى الْجِبَالِ. فِي وَسْطِكِ عَمِلُوا رَذِيلَةً. 10 - فِيكِ كَشَفَ الإِنْسَانُ عَوْرَةَ أَبِيهِ. فِيكِ أَذَلُّوا الْمُتَنَجِّسَةَ بِطَمْثِهَا. 11 - إِنْسَانٌ فَعَلَ الرِّجْسَ بِامْرَأَةِ قَرِيبِهِ. إِنْسَانٌ نَجَّسَ كَنَّتَهُ بِرَذِيلَةٍ. إِنْسَانٌ أَذَلَّ فِيكِ أُخْتَهُ بِنْتَ أَبِيهِ. 12 - فِيكِ أَخَذُوا الرَّشْوَةَ لِسَفْكِ الدَّمِ. أَخَذْتِ الرِّبَا وَالْمُرَابَحَةَ، وَسَلَبْتِ أَقْرِبَاءَكِ بِالظُّلْمِ، وَنَسِيتِنِي، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.

الأعداد 1-2

ع1 - 2:

:

يتحدث الله في الإصحاح عن مدينته المقدسة أورشليم؛ لأن هيكله فيها، فيدين الظلم. الذي فيها. ويصف مدينته أنها مدينة الدماء؛ من أجل دماء الأبرياء الذين حُكم عليهم بالقتل ظلمًا، ومن أجل أيضًا سلب حقوق الكثيرين ظلمًا، ومن أجل قتل الأطفال بتقديمهم ضحايا للإله مولك، إله بنى عمون.

ويطالب حزقيال أن يدينها، أولًا بحكم الله عليها، ثم بسلوكه هو النقى، فهو ابن آدم وإنسان مثلهم ويسلك بالاستقامة، أما هم فيسلكون بالشر.

ويطلب من حزقيال أن يعرف سكان أورشليم بالرجاسات، أي الشرور التي يسقطون فيها، ومن كثرة السقوط تعودوا الخطية، فلم يعودوا يشعرون بالذنب.

العدد 3

ع3:

كانت العادة أن يجلس الشيوخ والقضاة في وسط المدينة في ساحة كبيرة ليقضوا للشعب. ولكن للأسف في أورشليم حكم القضاة بالظلم على الأبرياء، فسفكوا دماءهم وظلموهم.

وطلب من حزقيال أن ينذرهم بأن وقت العقاب الإلهي قد اقترب، فتدمر وتحرق أورشليم بسبب شرورها على يد بابل.

ويوضح الله سببًا ثانيًا لمعاقبة أورشليم وهو عبادتها للأصنام، أي الآلهة الغريبة، وبهذا تنجست؛ لأن هذا يسمى الزنى الروحي، كما تترك المرأة رجلها وترتبط بآخر، هكذا شعب الله عروسه تركته وارتبطت بالآلهة الغريبة.

الأعداد 4-5

ع4 - 5:

:

نجسة الإسم: سمعتها سيئة ومثالًا للشر.

كثرة الشغب: كثيرة الاضطراب بسبب خطاياها، ففقدت سلامها، وكانت مضطربة تعرج بين عبادة الله وعبادة الأصنام.

من أجل سفك أورشليم للدماء وتنجسها بالأصنام، يعلن لها الله أنه قد اقترب وقت عقابها، فتدمرها بابل وتصير مثالًا للعار والسخرية بين كل الأمم المحيطة بها، القريبة منها والبعيدة؛ عندما يرون عقاب أورشليم على شرورها واضطرابها، فأصبحت سمعتها سيئة في كل مكان.

† إن الله يعطيك فرصة الآن لتتوب وتتمتع بعشرته وتكون لك أمجاد في السماء. ولكن إن تهاونت وبررت خطاياك، ستكون عارًا وسخرية في يوم الدينونة بين جميع الأشرار، عندما تلقى في العذاب الأبدي.

العدد 6

ع6:

تمادى رؤساء الشعب في أورشليم في الشر بكل قوتهم قدر ما استطاعوا، وبالتالي شجعوا الشعب على الظلم وفعل الشر، أي تمادت المدينة كلها في شرورها، مستخدمة إمكانيات الله وعطاياه لإغاظته بالشر.

العدد 7

ع7:

يبدأ هنا، فيعدد أنواع الخطايا التي سقط فيها شعب الله وهي:

عدم احترام الوالدين بل إهانتهم، وهذا كسر للوصية الخامسة التي توصى بإكرام الأب والأم.

بدلًا من أن يهتموا بإضافة الغرباء، استغلوا عدم معرفة الغريب بظروف البلد، فظلموه واستغلوه لمصلحتهم.

بدلًا من الاهتمام بالضعفاء، مثل اليتيم والأرملة، أساءوا إليهم واضطهدوهم واستغلوهم؛ لتحقيق شهواتهم.

العدد 8

ع8:

يستكمل قائمة خطايا شعب الله، فيقول:

أهمل شعب الله واحتقر عبادته في الهيكل، فقدموا تقدمات معيبة، ولم يطيعوا الشريعة في عبادة الله ومخافته وهذا إهمال واحتقار لله نفسه.

أهملوا الوصية الرابعة الخاصة بتقديس السبت، فعملوا أعمالًا عالمية، وتركوا عبادة الله ولم يتفرغوا لها، وهذا إهانة واضحة لله.

العدد 9

ع9:

يضيف هنا أيضًا لقائمة خطايا أورشليم ما يلى:

سقط بعض الشعب في الوشاية، فاتهموا الأبرياء زورًا وبالتالي عوجوا القضاء؛ فظلموا الأبرار.

قدموا ذبائح للأوثان على الجبال، أي عبدوا الأصنام وصنعوا شهوات شريرة كثيرة، التي هي جزء من العبادات الوثنية، مثل الزنى.

العدد 10

ع10:

مازال يعدد خطايا أورشليم فيقول:

يقصد بعورة أبيه زوجته، أي زنى الابن مع زوجة أبيه سواء أمه، أو أية زوجة أخرى، وهذا شيء فظيع يتنافى مع المشاعر الطبيعية في النقاوة والاحترام للوالدين.

نهت الشريعة عن العلاقة الجسدية بالمرأة الطامث، أي في فترة الدورة الشهرية، ولكن اشتعلت شهوات شعب الله فاضطجعوا مع نسائهم أثناء هذه الفترة.

العدد 11

ع11:

ويضيف إلى قائمة الخطايا هذه الشرور:

سقوط البعض في الزنى، بنساء متزوجات من أقاربهم وهذا صعب؛ لأن السقوط مع المرأة المتزوجة هو اعتداء عليها وعلى زوجها، بالإضافة إلى أنه زنى وتحدى لله. وقد يكون المقصود بقريبه أي يهودي، أو أي إنسان، وهذا يعنى الزنى مع آية امرأة متزوجة في المدينة.

بخلاف الأوضاع الطبيعية بين الآباء والأبناء، حيث الأمان الكامل، تطاول بعض الآباء وزنوا مع زوجات أبنائهم، أي نسائهم.

وتطاول البعض الآخر ليزنى مع أخته إبنة أبيه وهذا شيء في غاية الفظاعة.

العدد 12

ع12:

يختم قائمة الخطايا بما يلي:

أخذ بعض القضاة الرشوة، فحكموا على الأبرياء ظلمًا، وسفكوا دماءهم، وهذا ضد الشريعة تمامًا.

قدم البعض قروضًا للمحتاجين وأخذوا فوائد عند استردادها، وهذا هو الربا الذي نهت عنه الشريعة لأن فيه استغلال للمحتاج. كذلك سقط البعض في المرابحة، أي قاموا بالمتاجرة والبيع والربح وهم ليسوا تجارًا، فاستغلوا ثقة الناس بهم، وكذبوا عليهم كأنهم اشتروا لهم هذه الماديات وأخذوا ربحًا كبيرًا.

ظلم الآخرين بالقوة وسلب أموالهم، أو خداعهم وسلب حقوقهم، بكل هذه الخطايا المذكورة في هذه القائمة، أي الخمسة عشر نوعًا من الخطايا انشغل شعب الله بها عنه، وتركوا عبادته ومحبته.

13 - «فَهأَنَذَا قَدْ صَفَّقْتُ بِكَفِّي بِسَبَبِ خَطْفِكِ الَّذِي خَطَفْتِ، وَبِسَبَبِ دَمِكِ الَّذِي كَانَ فِي وَسْطِكِ. 14 - فَهَلْ يَثْبُتُ قَلْبُكِ أَوْ تَقْوَى يَدَاكِ فِي الأَيَّامِ الَّتِي فِيهَا أُعَامِلُكِ؟ أَنَا الرَّبَّ تَكَلَّمْتُ وَسَأَفْعَلُ. 15 - وَأُبَدِّدُكِ بَيْنَ الأُمَمِ، وَأُذَرِّيكِ فِي الأَرَاضِي، وَأُزِيلُ نَجَاسَتَكِ مِنْكِ. 16 - وَتَتَدَنَّسِينَ بِنَفْسِكِ أَمَامَ عُيُونِ الأُمَمِ، وَتَعْلَمِينَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ». 17 - وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلًا: 18 - «يَا ابْنَ آدَمَ، قَدْ صَارَ لِي بَيْتُ إِسْرَائِيلَ زَغَلًا. كُلُّهُمْ نُحَاسٌ وَقَصْدِيرٌ وَحَدِيدٌ وَرَصَاصٌ فِي وَسْطِ كُورٍ. صَارُوا زَغَلَ فِضَّةٍ. 19 - لأَجْلِ ذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ حَيْثُ إِنَّكُمْ كُلَّكُمْ صِرْتُمْ زَغَلًا، فَلِذلِكَ هأَنَذَا أَجْمَعُكُمْ فِي وَسْطِ أُورُشَلِيمَ، 20 - جَمْعَ فِضَّةٍ وَنُحَاسٍ وَحَدِيدٍ وَرَصَاصٍ وَقَصْدِيرٍ إِلَى وَسْطِ كُورٍ لِنَفْخِ النَّارِ عَلَيْهَا لِسَبْكِهَا، كَذلِكَ أَجْمَعُكُمْ بِغَضَبِي وَسَخَطِي وَأَطْرَحُكُمْ وَأَسْبِكُكُمْ. 21 - فَأَجْمَعُكُمْ وَأَنْفُخُ عَلَيْكُمْ فِي نَارِ غَضَبِي، فَتُسْبَكُونَ فِي وَسْطِهَا. 22 - كَمَا تُسْبَكُ الْفِضَّةُ فِي وَسْطِ الْكُورِ، كَذلِكَ تُسْبَكُونَ فِي وَسْطِهَا، فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ سَكَبْتُ سَخَطِي عَلَيْكُمْ».

العدد 13

ع13:

الله يصفق منذرًا شعبه؛ ليتوب، وذلك عن طريق نبوات حزقيال وكل الأنبياء، ينذرهم بالخراب الآتي على يد بابل؛ بسبب خطفهم، أي ظلمهم بعضهم لبعض، وسلب حقوق الضعفاء، وقتل الأبرياء، ويصفق أيضًا بيديه، تعنى التعجب والحزن على ما صار إليه شعبه.

العدد 14

ع14:

يتساءل الله محدثًا مدينته أورشليم لينبهها، فيقول لها هل تستطيعين أن تثبتى أمام غضبى الآتي على يد بابل؟ هل تستطيعين أن تتحدينى؟ هل تقوى يداك أن تدافعا وتصدا غضبى؟ لأنى أؤكد لك أنى أصدرت أمرًا بعقابك وسأنفذه. كل هذا يقوله الرب، لعل شعبه ينتبه ويتوب في آخر لحظة، فيسامحهم، كما سامح أهل نينوى؛ لأن هذا الوقت قد اقترب جدًا من تنفيذ العقاب.

العدد 15

ع15:

من أجل تخليص الله شعبه من شروره ونجاساته، سيسمح بإذلالهم بالسبي كعبيد، ويتفرقون بين الأمم، كغرباء؛ حتى يتوبوا، ويشتاقوا للرجوع إليه وعبادته في هيكله الذي أحرقه البابليون، وحينئذ يستطيع بقوته أن يعيدهم. وهذا ما حدث عندما أرجعهم من السبي وبنوا هيكلهم من جديد.

العدد 16

ع16:

تصير أورشليم نجسة ودنسة؛ بسبب شرورها وعقاب الله لها وتنظر الأمم ذلها. وعندما يحدث هذا سيعرف شعبه أنه هو الرب؛ لأنه أنبأهم بهذا ولم يسمعوا له، ولكن تحقق كلامه وتشتتوا بالسبي، كل هذا إذا حدث يريد به أن يتوبوا ويرجعوا إليه. فالله لا يسر بموت الخاطئ أو عقابه؛ لكنه يريد أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلوه (1 تى2: 4).

الأعداد 17-18

ع17 - 18:

:

زغل: شوائب.

كور: فرن، أو مجمرة يشتعل فيها النار لتسخين وصهر المعادن.

يعلن الله بحزن أن شعبه لم يعد فضة، والفضة ترمز لكلمة الله، أي أن شعبه لم يعد يحيا بكلمة الله ويحفظ وصاياه، بل للأسف صاروا شوائب، فالفضة قليلة جدًا ومعظم الشعب معادن أخرى، مثل النحاس والقصدير والحديد والرصاص. وقد ظهروا كشوائب عندما دخلوا في الكور، حيث تنصهر المعادن، فيظهر بريق الفضة، أما المعادن الأخرى الأقل، مثل النحاس والقصدير... فتحترق.

العدد 19

ع19:

يقرر الله ويوبخ شعبه، لأنهم صاروا كلهم زغلًا، فسيجمعهم في وسط أورشليم، وسيحرقهم بنار بابل، فسيموتون من أجل إصرارهم على الشر، ولن يبقى منهم إلا القليل الذين يصبرون ويحتملون ويتمسكون بالإيمان، وهم الذين يرمز إليهم بالفضة كما سيظهر في الآية التالية. وهكذا يرون أورشليم التي ادعوا أنها تحميهم بسبب هيكل الله الذي فيها، تتحول إلى كور يحترقون فيه بنار بابل؛ لأجل شرورهم، وهيكل الله نفسه، يسمح الله أن يحرق، لأنهم دنسوه بعبادة الأوثان.

العدد 20

ع20:

يؤكد الله هنا أنه سيجمع كل شعبه بأنواعهم المختلفة المؤمنين الأبرار، بالإضافة إلى شعبه الشرير المتمرد ويحترقون في كور أورشليم بنار بابل، فتحترق المعادن التي هي زغل وتبقى فقط الفضة، بل يزداد بريقها أي يبارك الله أولاده المتمسكين بالإيمان وصمدوا وسط شرور باقي الشعب.

العدد 21

ع21:

كما ينفخ الصانع في النار التي في الكور ليساعد على تسخين المعادن وصهرها، هكذا ينفخ الله بغضبه على أورشليم على يد بابل، فتحرق الشوائب وتسبك الفضة بعد أن تتنقى من الشوائب ويزداد بريقها.

العدد 22

ع22:

عندما يتم سبك الفضة، واحتراق الشوائب في أورشليم، ويرى المؤمنون ذلك، أو من بقوا من غير المؤمنين، يتأكدون أن هذا هو غضب الله، كما أعلن على فم حزقيال فيتوبون ويتمسكون بالله.

† لا تنزعج من الضيقات، فرغم صعوبتها ثق أنها لتزكيتك. تمسك بالله واطلب معونته، فيسندك ويمجدك ويعزى قلبك، ثم يذخر لك أمجادًا في السماء.

23 - وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلًا: 24 - «يَا ابْنَ آدَمَ، قُلْ لَهَا: أَنْتِ الأَرْضُ الَّتِي لَمْ تَطْهُرْ، لَمْ يُمْطَرْ عَلَيْهَا فِي يَوْمِ الْغَضَبِ. 25 - فِتْنَةُ أَنْبِيَائِهَا فِي وَسْطِهَا كَأَسَدٍ مُزَمْجِرٍ يَخْطُفُ الْفَرِيسَةَ. أَكَلُوا نُفُوسًا. أَخَذُوا الْكَنْزَ وَالنَّفِيسَ، أَكْثَرُوا أَرَامِلَهَا فِي وَسْطِهَا. 26 - كَهَنَتُهَا خَالَفُوا شَرِيعَتِي وَنَجَّسُوا أَقْدَاسِي. لَمْ يُمَيِّزُوا بَيْنَ الْمُقَدَّسِ وَالْمُحَلَّلِ، وَلَمْ يَعْلَمُوا الْفَرْقَ بَيْنَ النَّجِسِ وَالطَّاهِرِ، وَحَجَبُوا عُيُونَهُمْ عَنْ سُبُوتِي فَتَدَنَّسْتُ فِي وَسْطِهِمْ. 27 - رُؤَسَاؤُهَا فِي وَسْطِهَا كَذِئَابٍ خَاطِفَةٍ خَطْفًا لِسَفْكِ الدَّمِ، لإِهْلاَكِ النُّفُوسِ لاكْتِسَابِ كَسْبٍ. 28 - وَأَنْبِيَاؤُهَا قَدْ طَيَّنُوا لَهُمْ بِالطُّفَالِ، رَائِينَ بَاطِلًا وَعَارِفِينَ لَهُمْ كَذِبًا، قَائِلِينَ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ، وَالرَّبُّ لَمْ يَتَكَلَّمْ. 29 - شَعْبُ الأَرْضِ ظَلَمُوا ظُلْمًا، وَغَصَبُوا غَصْبًا، وَاضْطَهَدُوا الْفَقِيرَ وَالْمِسْكِينَ، وَظَلَمُوا الْغَرِيبَ بِغَيْرِ الْحَقِّ. 30 - وَطَلَبْتُ مِنْ بَيْنِهِمْ رَجُلًا يَبْنِي جِدَارًا وَيَقِفُ فِي الثَّغْرِ أَمَامِي عَنِ الأَرْضِ لِكَيْلاَ أَخْرِبَهَا، فَلَمْ أَجِدْ. 31 - فَسَكَبْتُ سَخَطِي عَلَيْهِمْ. أَفْنَيْتُهُمْ بِنَارِ غَضَبِي. جَلَبْتُ طَرِيقَهُمْ عَلَى رُؤُوسِهِمْ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ».

الأعداد 23-24

ع23 - 24:

:

أعلن الرب على فم حزقيال لأورشليم أنها الأرض المملوءة شرًا، التي لم تتطهر حتى الآن بالغضب الإلهي، ولم يمطر عليها بسخطه، كما حدث أيام الطوفان، فمات الأشرار، وطهرت الأرض، ونجا نوح وأسرته (تك7: 23) وكما ظهر الله سدوم عندما أمطر عليها نارًا فطهرت الأرض ونجا فقط لوط وبنيه (تك19: 24).

العدد 25

ع25:

يوضح الله هنا سبب نجاسة أورشليم وهو سقوط كل فئات الشعب في الشر. ويبدأ بالأنبياء الكذبة الذين يشبههم بأسد يصدر أصواتًا مخيفة، ليس ليدافع عن شعبه ولكن ليفترسهم. فكانوا أنانيين يبحثون عن مصالحهم، فيأخذون أموالًا ومقتنيات مقابل نبؤاتهم، وأي رجل يتعرض لهم ويعارضهم يقتلونه، وبهذا زاد عدد الأرامل في أورشليم. وأيضًا بنبواتهم الكاذبة طلبوا من الرجال أن يقاوموا بابل، فتعرضوا للقتل، وزادت الأرامل، مع أن كلام الله على فم إرميا كان واضحًا في ضرورة الاستسلام لبابل لأنها يد الله المؤدبة.

العدد 26

ع26:

الفئة الثانية التي رفضت الله هي الكهنة، وهم قادة الشعب في عبادة الله، هؤلاء لم يطيعوا الشريعة ونجسوا هيكل الله المقدس، فلم يطبقوا الشريعة في أن جزءًا من الذبيحة يخصص لله فيحرق على المذبح، وجزءًا آخر يقدس لله ويعطى للكهنة، ثم الباقى من ذبيحة السلامة يحل للشعب الذي يقدم الذبائح أن يأكل منه. فكان الشعب يأكل الأجزاء المقدسة لله وللكهنة، والكهنة يأكلون أي جزء من الذبيحة، كذلك لم يميزوا بين النجس والطاهر، فلم يدققوا في تنفيذ الشريعة عند اختيار الذبيحة، أو التقدمة المقدمة لله، فقبلوا تقديم الذبائح التي بها عيب. والخلاصة أنهم أهملوا عبادة الله، وخالفوا الشريعة فنجسوا بيت الرب، وبالتالي أضلوا الشعب فسقط الكل في مخالفة عبادته، بالإضافة إلى إهمال تقديس يوم السبت فصار يومًا عاديًا يعملون فيه كل أعمالهم، فنجسوا اسم الله بكل أفعالهم السابقة.

العدد 27

ع27:

أما الفئة الثالثة التي سقطت في الشر فهم الرؤساء، الذين بدلًا من أن يقودوا الشعب في طريق الله قادوه في طريق الشر. ويشبههم بذئاب خاطفة، تفترس من يقاومها وتقتله، حتى تحقق أكبر مكسب مادى، أي من لا يدفع لهم يقتلونه، أو من يحاولون معارضتهم في ظلمهم يهلكونه.

العدد 28

ع28:

يعود فيتكلم عن الأنبياء الكذبة الذين يضلون الناس، وبدلًا من أن يوبخونهم عن خطاياهم ليتوبوا، يوهمونهم بصلاحهم، كمن يغطى الحائط المبنى من الحجارة بالطفال، أي الطين، فيغطى شقوقه وعيوبه، فيقولون نبوات كاذبة، ويدعون أن الله سلمهم إياها، وهذا بالطبع لم يحدث، مثل أن يقول الشعب سلام سلام مع أن الله قد أعلن على فم أنبياءه التأديب الآتي عليهم بسبب خطاياهم ليتوبوا، فهم بكذبهم هذا يضلون الشعب ويبعدونه عن التوبة.

العدد 29

ع29:

وأخيرًا الفئة الرابعة، هي عامة الشعب، الذين ساروا وراء قياداتهم المنحرفة من الأنبياء والكذبة والكهنة والرؤساء، فظلموا بعضهم بعضًا، واستغلوا ضعف الفقراء فسلبوهم حقوقهم، واضطهدوا أيضًا الغرباء، أي كل واحد بأنانية كان يفكر في مصلحته على حساب من حوله، واستغلوا ضعف كل ضعيف.

† إعلم أن الله يرى كل أفعالك وكلامك فلا تظلم أحدًا؛ لأن إلهه يدافع عنه، وأن طول أناة الله يعطيك فرصة للتوبة؛ لأنه يريد خلاصك، فاسرع للتوبة لتنقذ نفسك من الهلاك. وإن كنت ضعيفًا وسلب أحد حقوقك فلا تضطرب، لأن الله قادر أن يعوضك عن كل حقوقك في الأرض وفى السماء.

الأعداد 30-31

ع30 - 31:

:

انتظر الرب أحدًا يشفع في أورشليم، فيبنى جدارًا يحميها من غضب الله ويسد الثغرات التي في علاقة أورشليم بإلهها ولكنه لم يجد؛ لأن الوحيد القادر على هذا هو المسيح الفادى، الذي يأتي في ملء الزمان ويحمينا ويحصنا بإسمه القدوس، ويسد كل الثغرات في علاقتنا بالله، وبه نستطيع أن نقف أمام الله ونتكلم مستترين في دمه الفادى.

ويقول "عن الأرض" وهي تعنى ليس فقط أرض أورشليم ومملكة يهوذا، بل كل العالم، فالمسيح هو فادى البشرية كلها.

وبفداء المسيح يرفع عنا الهلاك والغضب الإلهي وكل الخراب والدمار؛ لأنه حمل كل هذا في جسده على الصليب، وأعطانا الحياة بإسمه القدوس إلى الأبد.

إذ لم يجد الله من يفدى أورشليم ووجدها مصرة على خطاياها سكب الله سخطه في الهجوم البابلي وأباد الكثيرين من شعبه الأشرار، وبهذا جاءت شرور شعبه على رؤوسهم فأهلكتهم، فالله يتمنى أن يتوب كل شعبه، حتى وقت إعلان هذه النبوة، ولكن إذا لم يتوبوا أهلكهم على يد بابل.

† إن كان المسيح قد تقدم كشفيع وحيد كفارى عنا وفدانا بدمه، فهو يفرح بصلواتنا وجهادنا من أجل كل البعيدين، وشفاعتنا فيهم ليخلصوا، ويفرح أيضًا عندما نتشفع بقديسيه. فليكن عندك روح الفداء والاستعداد أن تتعب وتضحى من أجل خلاص نفوس من حولك.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح الثالث والعشرون - سفر حزقيال - مارمرقس مصر الجديدة

الأصحاح الحادي والعشرون - سفر حزقيال - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير سفر حزقيال الأصحاح 22
تفاسير سفر حزقيال الأصحاح 22