الأصحاح الخامس والعشرون – سفر حزقيال – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر حزقيال – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأَصْحَاحُ الخَامِسُ وَالعِشْرُونَ

نبوات بمعاقبة البلاد الشامتة.

1 - وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلًا: 2 - «يَا ابْنَ آدَمَ، اجْعَلْ وَجْهَكَ نَحْوَ بَنِي عَمُّونَ وَتَنَبَّأْ عَلَيْهِمْ، 3 - وَقُلْ لِبَنِي عَمُّونَ: اسْمَعُوا كَلاَمَ السَّيِّدِ الرَّبِّ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكِ قُلْتِ: هَهْ! عَلَى مَقْدِسِي لأَنَّهُ تَنَجَّسَ، وَعَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهَا خَرِبَتْ، وَعَلَى بَيْتِ يَهُوذَا لأَنَّهُمْ ذَهَبُوا إِلَى السَّبْيِ، 4 - فَلِذلِكَ هأَنَذَا أُسَلِّمُكِ لِبَنِي الْمَشْرِقِ مِلْكًا، فَيُقِيمُونَ صِيَرَهُمْ فِيكِ، وَيَجْعَلُونَ مَسَاكِنَهُمْ فِيكِ. هُمْ يَأْكُلُونَ غَلَّتَكِ وَهُمْ يَشْرَبُونَ لَبَنَكِ. 5 - وَأَجْعَلُ «رَبَّةَ» مَنَاخًا لِلإِبِلِ، وَبَنِي عَمُّونَ مَرْبِضًا لِلْغَنَمِ، فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ. 6 - لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ صَفَّقْتَ بِيَدَيْكَ وَخَبَطْتَ بِرِجْلَيْكَ وَفَرِحْتَ بِكُلِّ إِهَانَتِكَ لِلْمَوْتِ عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ. 7 - فَلِذلِكَ هأَنَذَا أَمُدُّ يَدِي عَلَيْكَ وَأُسَلِّمُكَ غَنِيمَةً لِلأُمَمِ، وَأَسْتَأْصِلُكَ مِنَ الشُّعُوبِ، وَأُبِيدُكَ مِنَ الأَرَاضِي. أَخْرِبُكَ، فَتَعْلَمُ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ.

الأعداد 1-3

ع1 - 3:

:

بنى عمون: هم نسل بنو عمى ابن لوط من ابنته الصغرى، وكانوا في حروب دائمة ضد شعب الله، حتى بعد سقوطهم في السبي قتلوا حاكمهم جدليا (إر40: 14)، وكانوا يعبدون إلههم ملكوم الذي يقدمون له ذبائح بشرية.

هه: صيحة فرح وشماتة.

مقدس: هيكل الله في أورشليم.

أمر الله حزقيال أن يترك شعب الله، ويوجه نبواته نحو الأمم، وبدأ بمملكة بنى عمون، فأظهر غضب الله على شرورهم؛ لأنهم شمتوا بكبرياء وصاحوا فرحين، عندما دمرت بابل هيكل الله وأحرقته، وخربت أورشليم ومملكة يهوذا، وأخذت سكانها سبايا إلى بابل.

لم تكن هذه الأحداث قد تمت في أورشليم، أي لم يكن قد تم السبي وحرق الهيكل وقت نبوة حزقيال، ولم تظهر شماته بنى عمون، ولكن حزقيال رآها بروح النبوة. ومن أجل هذه الشرور سيعاقبهم الله.

الأعداد 4-5

ع4 - 5:

:

صيرهم: حظائر أغنامهم.

مناخًا: مكان راحة الجمال، أي الحظائر الخاصة بهم.

مربضًا: حظائر الأغنام حيث تربض، أي تستريح.

من أجل هذه الشرور، يسلم الله مملكة بنى عمون لبابل الآتية بجيوشها من المشرق، فتخرب بلاد بنى عمون، حتى تصير أماكن لرعى الغنم، إذ أصبحت مهجورة ومخربة، ويقيم البابليون فيها حظائر لأغنامهم وجمالهم ومساكن لرعاتهم، ينهبون كل خيرات بنى عمون، سواء محاصيل الحقل، أي غلاتها، أو المواشى التي ترعى فيها التي تعطى لبنًا، فيعبر عنها هنا بلبن بنى عمون.

العدد 6

ع6:

يظهر الله هنا مدى شماتة بنى عمون في خراب مملكة يهوذا، فأعلنوا ذلك بأن صفقوا بأيديهم، وأخذوا يخبطون الأرض بأرجلهم، وفرحوا بكل الطرق لمقتل الكثيرين من شعب الله بيد بابل، فهم حقًا يرمزون لشماتة الشيطان بسقوط أولاد الله.

العدد 7

ع7:

من أجل كل هذه الشرور السابقة يسمح الله لبابل أن تفترس بنى عمون، وتأخذها غنيمة. وقد تم بالفعل تخريب مملكة بنى عمون بيد بابل، بعد خمسة سنوات من تخريب أورشليم ومملكة يهوذا. وظلت معرضة للتخريب، حتى انتهت تمامًا في عهد المكابين في القرن الثاني قبل الميلاد، وتقوم الآن مكان عاصمتهم ربة بنى عمون مدينة عمان عاصمة الأردن.

† مهما أساء إليك أي إنسان، فلا تشمت بمصيبته، أي لا تحب الشر لأحد وضع نفسك مكانه، حتى تشعر بمتاعبه، فتسامحه وتصلى لأجله، فيتحنن عليك الله ويسامحك ويرحمك.

8 - «هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّ مُوآبَ وَسَعِيرَ يَقُولُونَ: هُوَذَا بَيْتُ يَهُوذَا مِثْلُ كُلِّ الأُمَمِ. 9 - لِذلِكَ هأَنَذَا أَفْتَحُ جَانِبَ مُوآبَ مِنَ الْمُدُنِ، مِنْ مَدُنِهِ مِنْ أَقْصَاهَا، بَهَاءِ الأَرْضِ، بَيْتِ بَشِيمُوتَ وَبَعْلِ مَعُونَ وَقِرْيَتَايِمَ، 10 - لِبَنِي الْمَشْرِقِ عَلَى بَنِي عَمُّونَ، وَأَجْعَلُهُمْ مُلْكًا، لِكَيْلاَ يُذْكَرَ بَنُو عَمُّونَ بَيْنَ الأُمَمِ. 11 - وَبِمُوآبَ أُجْرِي أَحْكَامًا، فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ.

العدد 8

ع8:

موآب: هم نسل موآب ابن لوط من إبنته الكبرى، وكانوا يعبدون إلههم كموش، وقد دخلوا في حروب كثيرة مع بني إسرائيل، وضايقوهم، مثل أيام القضاة، ولكن أهود القاضى قتل ملكهم وتحرروا منهم (قض3: 12 - 30) ثم أخضعهم داود وسليمان. ولكن عادوا وهاجموا بني إسرائيل أيام يهوشافاط (2 مل3)، ثم تحالفوا مع الكلدانيين ضدهم أيام يهوياقيم (2 مل24: 2).

سعير: كلمة معناها كثرة الشعر، وهي المنطقة التي استولى عليها أدوم، أي عيسو وسكن فيها هو ونسله (تك32: 3) وهي تقع جنوب بني إسرائيل وشمال شرق شبه جزيرة العرب.

الخطية التي سقط فيها موآب واشترك معه الأدوميون سكان سعير، هي أنهم عندما رأوا تدمير أورشليم ومملكة يهوذا، قالوا باحتقار إن بني إسرائيل مثل باقي الأمم، إلههم ضعيف أمام قوة إله بابل، فهم مصرون على رفض الإيمان بالله، والشماتة بشعبه واحتقارهم؛ لأنهم ضعفاء.

† لا تتسرع في الحكم على الأمور؛ لئلا يكون حكمك سطحيا وغير سليم، فمن أنت يا من تدين غيرك. إتعظ مما يحدث للآخرين واتضع أمام الله في توبة، لعل قلبك يتحرك بالشفقة على المخطئين، فتصلى لأجلهم، وتصلى من أجل ضعفك ليرحمك الله وإياهم.

الأعداد 9-11

ع9 - 11:

بيت بشيموت وبعل معون وقريتايم: مدن موآبية قوية وحصينة. تقع على حدود موآب لتحمى باقي مدن موآب.

بنى المشرق: البابليون.

يعلن الله على فم حزقيال عقاب موآب، وهو هجوم بابل عليه، وتدمير مدنه الحصينة التي على حدوده، ثم تدمير باقي مدنه. كل هذا لم يتم وقت نبوة حزقيال، لأن السبي البابلي لم يكمل لمملكة يهوذا، ولكن رآه حزقيال بروح النبوة، فهو تحذير لموآب؛ حتى لا يتمادى في شره وعدائه لشعب الله واحتقاره لإلههم. وقد هاجمت بابل موآب بعد انتصارها على بنى عمون، أي بعد خمسة سنوات من سبى أورشليم، إذ بتدمير بنى عمون انفتح الطريق لبابل؛ حتى تدمر موآب، ثم أتى العرب بعد هذا واستولوا على بلاد بنى عمون وموآب.

عندما يحدث هذا التدمير لموآب، يعلم الباقون منهم أن كلام حزقيال، الذي تنبأ به عليهم كان صحيحًا، لعلهم يؤمنون بالله ويتركون عبادة الأوثان.

12 - « هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّ أَدُومَ قَدْ عَمِلَ بِالانْتِقَامِ عَلَى بَيْتِ يَهُوذَا وَأَسَاءَ إِسَاءَةً وَانْتَقَمَ مِنْهُ، 13 - لِذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَأَمُدُّ يَدِي عَلَى أَدُومَ، وَأَقْطَعُ مِنْهَا الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ، وَأُصَيِّرُهَا خَرَابًا. مِنَ التَّيْمَنِ وَإِلَى دَدَانَ يَسْقُطُونَ بِالسَّيْفِ. 14 - وَأَجْعَلُ نَقْمَتِي فِي أَدُومَ بِيَدِ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ، فَيَفْعَلُونَ بِأَدُومَ كَغَضَبِي وَكَسَخَطِي، فَيَعْرِفُونَ نَقْمَتِي، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.

العدد 12

ع12:

آدوم: كلمة معناها أحمر، أي دم، أو تراب. وبنو أدوم هم نسل عيسو، الذين سكنوا في منطقة سعير، التي تسمى أيضًا أدوم، وكانوا يتميزون بالعنف، وقد رفضوا مرور بنى إسرائيل في أرضهم عند مجيئهم من برية سيناء (عد20: 14 - 21) وأخضعهم داود ولكنهم قاوموا سليمان (1 مل11: 14 - 17) ودخلوا في حروب كثيرة مع بني إسرائيل، وتحالفوا مع شعوب أخرى ضدهم، وشمتوا ببني إسرائيل عند سبيهم.

يتكلم هنا حزقيال عن أدوم وحده، فبالإضافة إلى اشتراكه مع موآب في احتقار شعب الله عند السبي البابلي له، زاد أدوم لعدائه الشديد لشعب الله، فانتقم منهم، إذ بعد انتصار بابل على يهوذا، استغل أدوم هذه الفرصة واستولى على بعض البلاد الجنوبية من مملكة يهوذا، مثل حبرون، وقتلوا الهاربين من بني إسرائيل. وأدوم هنا يرمز للشيطان الذي يريد إهلاك أولاد الله بعنف ودموية، ولكن انتصر عليه شعب الله الذي يرمز للمسيح، هذا الذي قيد الشيطان بصليبه، وأصبح للمؤمنين به القدرة أن يدوسوا كل قوة إبليس.

† لا تستغل ضعف الذين أساءوا إليك قبلًا، فتذلهم، أو تحتقرهم، فإن هذا يظهر إمتلاء قلبك بالشر وعدم تسامحك، وبهذا تذخر لنفسك غضبًا إلهيًا. ليتك تسامح الآخرين سريعًا، وإن لم تستطع فواظب على الصلاة باتضاع؛ ليرفع عنك الله هذا الفكر الشرير وتتوب، فيرحمك الله وتصبح رحيمًا على الكل حتى المسيئين.

العدد 13

ع13:

التيمن: الجزء الشمالى من بلاد أدوم.

ددان: مدينة تقع في جنوب أدوم.

يعلن الله عقاب أدوم أنها ستخرب ويقتل بنوها، بل وأيضًا الحيوانات التي فيها، وسيكون التخريب شاملًا لكل بلاد أدوم من شمالها إلى جنوبها.

العدد 14

ع14:

سيتم العقاب الإلهي لأدوم بيد بنى إسرائيل، وليس أي شعب آخر؛ ليعلن الله قوته في شعبه، بعد أن أطال أناته مدة طويلة على أدوم. وقد تم هذا الانتقام أيام المكابيين في نهاية القرن الثاني قبل الميلاد على يد يهوذا المكابى، الذي استعاد مدن بني إسرائيل منهم، مثل حبرون (1 مكابيون 5)، ثم ألزمهم يوحنا هيركانوس بالاختتان وضمهم إلى شعب الله.

بهذا العقاب الإلهي يعرف أدوم أن كلام الله حق، الذي أعلنه حزقيال حتى يؤمنوا به ويخضعوا له.

15 - « هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّ الْفِلِسْطِينِيِّينَ قَدْ عَمِلُوا بِالانْتِقَامِ، وَانْتَقَمُوا نَقْمَةً بِالإِهَانَةِ إِلَى الْمَوْتِ لِلْخَرَابِ مِنْ عَدَاوَةٍ أَبَدِيَّةٍ، 16 - فَلِذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا أَمُدُّ يَدِي عَلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَأَسْتَأْصِلُ الْكَرِيتِيِّينَ، وَأُهْلِكُ بَقِيَّةَ سَاحِلِ الْبَحْرِ. 17 - وَأُجْرِي عَلَيْهِمْ نَقْمَاتٍ عَظِيمَةً بِتَأْدِيبِ سَخَطٍ، فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ، إِذْ أَجْعَلُ نَقْمَتِي عَلَيْهِمْ».

العدد 15

ع15:

الفلسطينيين: سكنوا جنوب بني إسرائيل، وعلى ساحل البحر الأبيض. وأصلهم جاء من جزيرة كريت، ومن مصر، وبدأت عداوتهم مع شعب الله منذ استولى يشوع على أرض كنعان وأخذ منهم مدنهم (قض1: 18). واستمرت الحروب مع شعب الله حتى أيام داود.

عداوة أبدية: عداوة قديمة كما في الترجمة اليسوعية.

يعلن الله خطية الفلسطينيين، وهي انتقامهم من شعب الله مثل الأدوميين، ولعل الأدوميين هيجوا الفلسطينيين وذكروهم بالعداوة القديمة بينهم وبين بني إسرائيل، فأذلوا وأهانوا شعب الله وخربوا مدنهم، وهم يرمزون للشيطان الذي يريد إسقاط أولاد الله في الخطية وإذلالهم بها.

العدد 16

ع16:

الكريتيين: سكان جزيرة كريت، الذين هاجروا وكونوا إحدى عشائر الفلسطينيين، كما ذكرنا.

أظهر الله عقاب الفلسطينيين، وهو استئصال وقتل الكثيرين من الفلسطينيين الذين أصلهم من كريت، ويسكنون في مدن على ساحل البحر الأبيض المتوسط.

العدد 17

ع17:

سيكون انتقام الله منهم عظيمًا؛ لأنهم استهانوا بإسمه القدوس، لعل كل هذا يقودهم للإيمان به وترك كل عبادتهم الوثنية.

† لا تستهن بطول أناة الله، فهو يعطيك فرصة للتوبة والرجوع إليه. لا تظلم الآخرين ولا تكون أنانيًا؛ لأن المستهين ينتظره هلاكًا أبديًا عظيمًا.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح السادس العشرون - سفر حزقيال - مارمرقس مصر الجديدة

الأصحاح الرابع والعشرون - سفر حزقيال - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير سفر حزقيال الأصحاح 25
تفاسير سفر حزقيال الأصحاح 25