الأصحاح الثالث والثلاثون – سفر حزقيال – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر حزقيال – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأَصْحَاحُ الثَّالِثُ وَالثَّلاَثُونَ

الشر والرياء سبب الخراب.

1 - وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلًا: 2 - «يَا ابْنَ آدَمْ، كَلِّمْ بَنِي شَعْبِكَ وقُلْ لَهُمْ: إِذَا جَلَبْتُ السَّيْفَ عَلَى أَرْضٍ، فَإِنْ أَخَذَ شَعْبُ الأَرْضِ رَجُلًا مِنْ بَيْنِهِمْ وَجَعَلُوهُ رَقِيبًا لَهُمْ، 3 - فَإِذَا رَأَى السَّيْفَ مُقْبِلًا عَلَى الأَرْضِ نَفَخَ فِي الْبُوقِ وَحَذَّرَ الشَّعْبَ، 4 - وَسَمِعَ السَّامِعُ صَوْتَ الْبُوقِ وَلَمْ يَتَحَذَّرْ، فَجَاءَ السَّيْفُ وَأَخَذَهُ، فَدَمُهُ يَكُونُ عَلَى رَأْسِهِ. 5 - سَمِعَ صَوْتَ الْبُوقِ وَلَمْ يَتَحَذَّرْ، فَدَمُهُ يَكُونُ عَلَى نَفْسِهِ. لَوْ تَحَذَّرَ لَخَلَّصَ نَفْسَهُ. 6 - فَإِنْ رَأَى الرَّقِيبُ السَّيْفَ مُقْبِلًا وَلَمْ يَنْفُخْ فِي الْبُوقِ وَلَمْ يَتَحَذَّرِ الشَّعْبُ، فَجَاءَ السَّيْفُ وَأَخَذَ نَفْسًا مِنْهُمْ، فَهُوَ قَدْ أُخِذَ بِذَنْبِهِ، أَمَّا دَمُهُ فَمِنْ يَدِ الرَّقِيبِ أَطْلُبُهُ. 7 - « وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ، فَقَدْ جَعَلْتُكَ رَقِيبًا لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ، فَتَسْمَعُ الْكَلاَمَ مِنْ فَمِي، وَتُحَذِّرُهُمْ مِنْ قِبَلِي. 8 - إِذَا قُلْتُ لِلشِّرِّيرِ: يَا شِرِّيرُ مَوْتًا تَمُوتُ. فَإِنْ لَمْ تَتَكَلَّمْ لِتُحَذِّرَ الشِّرِّيرَ مِنْ طَرِيقِهِ، فَذلِكَ الشِّرِّيرُ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ، أَمَّا دَمُهُ فَمِنْ يَدِكَ أَطْلُبُهُ. 9 - وَإِنْ حَذَّرْتَ الشِّرِّيرَ مِنْ طَرِيقِهِ لِيَرْجعَ عَنْهُ، وَلَمْ يَرْجعْ عَنْ طَرِيقِهِ، فَهُوَ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ خَلَّصْتَ نَفْسَكَ.

الأعداد 1-5

ع1 - 5:

:

كلم الله حزقيا لينذر شعبه، ويلاحظ أن الله لم يقل شعبى بل قال للنبى شعبك؛ لأن الشعب كان بعيدًا عن الله بسبب كثرة خطاياه التي سببت له السبي. ولكن عندما يخضع الشعب لله يقول عنهم شعبى (حز 37: 27).

اختار الله مثالًا معروفًا للشعب وهو الرقيب الذي يقف على أسوار المدينة في حالة الخطر؛ ليراقب تحركات الأعداء، فالله يبين أن الشعب في خطر بسبب كثرة الخطايا.

هذا الرقيب مسئوليته أن يضرب بالبوق عندما يرى هجوم الأعداء، فإذا تهاون إنسان من الشعب الذي داخل الأسوار ولم يحترس وهجم عليه الأعداء وقتلوه، فدمه على رأسه؛ لأنه لم يطع إنذار الرقيب؛ لأنه لو كان قد تسلح بأسلحته، أو تحصن في المخابئ؛ لكان قد نجى نفسه من الموت، فهو مسئول عن موته بسب تهاونه.

هذا الرقيب يرمز للنبى حزقيال ولكل الكهنة والخدام في كل جيل، المسئولين عن إنذار شعبهم ليتوبوا ويرجعوا عن خطاياهم. ويرمز أيضًا للضمير الخاضع للروح القدس، فإذا أطاع الإنسان إنذارات ضميره نجى نفسه.

† إذا سمعت صوت الله في داخلك، أو من الكتاب المقدس، أو من أب اعترافك، أو بأية طريقة فلا تتهاون، أو تؤجل التوبة لئلا تفتر ويضعف صوت الله في داخلك، فيسهل على الشيطان أن يفترسك. إن الله يريد خلاصك، فأطعه بتدقيق؛ لتنجى نفسك.

العدد 6

ع6:

هذا الرقيب الواقف على الأسوار إذا رأى العدو مقبلًا ولم ينفخ في البوق، فهو متهاون في مسئوليته. وعند هجوم الأعداء على المدينة إذا وجدوا شخصًا متهاونًا غير متسلح بأسلحته فقتلوه؛ فالذى مات دمه على رأسه؛ لأنه كان متهاونًا؛ فمات بخطيته، ولكن في نفس الوقت يحاسب الرقيب؛ لأنه لم يقم بواجبه، ولم يضرب بالبوق لينذر هذا المتهاون، لعله ينتبه؛ لذا يحاسب الرقيب ويدان من الله.

هذه الآية تبين قيمة كل نفس في نظر الله، فهي غالية جدًا؛ لأنها صورة له، وقد دفع ثمنًا غاليًا - وهو دمه على الصليب - لتؤمن وتخلص به.

ومن ناحية أخرى تظهر مسئولية الخدام عن كل نفس مهما بدت بعيدة ومعاندة، فيلزم أن يقدموا لها المسيح، ويحذرونها من خطورة الهلاك.

يلاحظ أن المعنى المذكور في الآيات السابقة تكرر ذكره في نفس السفر في (حز 3: 17 - 21؛ 18) وهذا يبين اهتمام الله بإظهار خطورة إهمال الإنسان مسئوليته عن نفسه وعن خدمته للآخرين. ولكن نلاحظ في (حز 3) أنه تكلم عن الرقيب كمنذر بالعقاب للمتهاونين، ولكن في هذا الأصحاح يظهره كمنذر بالعقاب، وأيضًا مبشر بالخلاص للتائبين، كما سيظهر في الآيات التالية.

ولذا فينبغى أن يقوم الخادم بالدورين، دوره كمنذر بالعقاب للمتهاونين، ودوره كمبشر بالخلاص لكل من يتوب.

الأعداد 7-9

ع7 - 9:

:

يعلن بوضوح أن مثل الرقيب يقصد به حزقيال نفسه. أنه هو الرقيب على شعبه، ويطالبه أن يحذر شعبه من الخطية ليتوبوا، فإن لم يحذرهم فشعبه سيهلك بخطاياه، ويدان هو هنا؛ لعدم قيامه بمسئوليته. ولكن إن حذر شعبه ولم يطيعوه، فسيهلكون بسبب تمردهم، أما حزقيال فينجو من الدينونة.

نلاحظ أن بولس الرسول.

في كلامه مع كهنة أفسس يعلن براءته من دماء الأقسسيين؛ لأنه قام بمسئوليته وحذرهم من الخطية.

10 - وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ فَكَلِّمْ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَقُلْ: أَنْتُمْ تَتَكَلَّمُونَ هكَذَا قَائِلِينَ: إِنَّ مَعَاصِيَنَا وَخَطَايَانَا عَلَيْنَا، وَبِهَا نَحْنُ فَانُونَ، فَكَيْفَ نَحْيَا؟ 11 - قُلْ لَهُمْ: حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ، بَلْ بِأَنْ يَرْجعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا. اِرْجِعُوا، ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ! فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟ 12 - وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ، فَقُلْ لِبَنِي شَعْبِكَ: إِنَّ بِرَّ الْبَارِّ لاَ يُنَجِّيهِ فِي يَوْمِ مَعْصِيَتِهِ، وَالشِّرِّيرُ لاَ يَعْثُرُ بِشَرِّهِ فِي يَوْمِ رُجُوعِهِ عَنْ شَرِّهِ. وَلاَ يَسْتَطِيعُ الْبَارُّ أَنْ يَحْيَا بِبِرِّهِ فِي يَوْمِ خَطِيئَتِهِ. 13 - إِذَا قُلْتُ لِلْبَارِّ: حَيَاةً تَحْيَا. فَاتَّكَلَ هُوَ عَلَى بِرِّهِ وَأَثِمَ، فَبِرُّهُ كُلُّهُ لاَ يُذْكَرُ، بَلْ بِإِثْمِهِ الَّذِي فَعَلَهُ يَمُوتُ. 14 - وَإِذَا قُلْتُ لِلشِّرِّيرِ: مَوْتًا تَمُوتُ. فَإِنْ رَجَعَ عَنْ خَطِيَّتِهِ وَعَمِلَ بِالْعَدْلِ وَالْحَقِّ، 15 - إِنْ رَدَّ الشِّرِّيرُ الرَّهْنَ وَعَوَّضَ عَنِ الْمُغْتَصَبِ، وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِ الْحَيَاةِ بِلاَ عَمَلِ إِثْمٍ، فَإِنَّهُ حَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 16 - كُلُّ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. عَمِلَ بِالْعَدْلِ وَالْحَقِّ فَيَحْيَا حَيَاةً. 17 - وَأَبْنَاءُ شَعْبِكَ يَقُولُونَ: لَيْسَتْ طَرِيقُ الرَّبِّ مُسْتَوِيَةً. بَلْ هُمْ طَرِيقُهُمْ غَيْرُ مُسْتَوِيَةٍ! 18 - عِنْدَ رُجُوعِ الْبَارِّ عَنْ بِرِّهِ وَعِنْدَ عَمَلِهِ إِثْمًا فَإِنَّهُ يَمُوتُ بِهِ. 19 - وَعِنْدَ رُجُوعِ الشِّرِّيرِ عَنْ شَرِّهِ وَعِنْدَ عَمَلِهِ بِالْعَدْلِ وَالْحَقِّ، فَإِنَّهُ يَحْيَا بِهِمَا. 20 - وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: إِنَّ طَرِيقَ الرَّبِّ غَيْرُ مُسْتَوِيَةٍ. إِنِّي أَحْكُمُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ كَطُرُقِهِ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ».

العدد 10

ع10:

فانون: أي أننا حتمًا سنفنى ونبيد ونهلك.

شعر شعب الله بخطاياهم، بسبب تحذيرات حزقيال والأنبياء لهم، ولكنهم في ندمهم لم يكن لهم رجاء، فشعروا أنهم سيموتون حتمًا بسبب خطاياهم.

العدد 11

ع11:

يعلن الله نفسه لحزقيال وشعبه بأنه الحي إلى الأبد، ويقسم بحياته أنه لا يريد هلاك أولاده، بل يُسر بتوبتهم ورجوعهم إليه، ويدعوهم على لسان حزقيال للتوبة. فالله يعطى رجاء لكل الخطاة، مهما كانت خطاياهم، ولكن بشرط عدم إتخاذ الرجاء فرصة للتهاون، بل تكون توبة حقيقية وقطع الشر واستمرار في هذه التوبة.

الأعداد 12-13

ع12:

يكرر الله هنا لحزقيال أن الشعب هو شعبه؛ لأنهم مازالوا منغمسين في الخطية ولم يتوبوا ويعلن لهم أن البار لا ينفعه بره الذي عاشه فترة طويلة، إن كان يرجع عنه وينغمس في الخطية ولا يريد التوبة، فهو سيهلك بخطاياه. ومن ناحية أخرى فالشرير إن تاب لا يهلك. والبار يسقط إما لأنه لم يواجه حروب قوية من إبليس، فعندما يختبر يسقط، أو لأنه تكبر بسبب بره، فسقط، وقد لا يكون بارًا بالحقيقة، بل في نفسه يظن أنه بار بسبب بعض الممارسات الدينية الجوفاء، بلا روح مع تهاونه في خطايا أخرى، وبالطبع فالله لا يرضى عنه، ثم يواجه حربًا من الشياطين، فيسقط سقوطًا عظيمًا.

ومثال لذلك، الفريسى المتكبر ببره (لو18: 11) ويحذرنا الكتاب المقدس بوضوح بقوله "إذًا من يظن أنه قائم فلينظر أن لا يسقط" (1 كو10: 12). ومن ناحية أخرى قد تكون ظروف الشرير قد ساعدته لفترة طويلة على التمرغ في الخطية، ولكنه تجاوب مع صوت الله وتاب؛ فيحيا إلى الأبد معه.

الأعداد 14-16

ع14 - 16:

:

يفتح الله باب الرجاء لكل الخطاة إن تابوا عن خطاياهم، مثل رد الشئ المرهون عندهم للفقراء المحتاجين، أي أنهم أشفقوا عليهم، وكذلك عوضوا كل إنسان اغتصبوا منه شيئًا، أي ردوا له حقوقه.

وهؤلاء التائبون إن استمروا في الابتعاد عن الخطية وتمسكوا بوصايا الله، فإنهم يحيون إلى الأبد مع الله. وتمحى كل خطاياهم مهما كانت صعبة؛ لأنهم تابوا وسلكوا باستقامة أمام الله.

العدد 17

ع17:

يتمادى الأشرار في شرهم فيتهمون الله، بأنه غير عادل وأحكامه خاطئة، مع أنهم هم المخطئون؛ إنها خطيئة التذمر، التي تزيد الخاطئ في خطيته بدلًا من أن يتوب.

الأعداد 18-19

ع18 - 19:

:

الإنسان يحاسب على نهاية حياته، فإن رجع البار عن بره وعاش في الخطية يهلك، وإن رجع الشرير عن شره بالتوبة وسلك بالبر فإنه يحيا. فيهوذا الاسخريوطى رغم أنه تلميذ المسيح لكن كانت نهايته الهلاك، ولم ينفعه مظهر البر الذي عاش فيه سنينًا، أما شاول الطرسوسى عندما تاب صار رسولًا عظيمًا هو بولس الرسول.

† إن التوبة هي الحضن المفتوح لك مهما كانت خطاياك لترجع إلى الله، وهو مستعد أن يمسح كل شرورك، بل يجملك بالبر، فتحيا معه إلى الأبد. أسرع إلى التوبة كل يوم، فهي طريق خلاصك.

العدد 20

ع20:

يرد الله على اتهام الخطاة المتمردين المتذمرين عليه، بأن طرقهم غير مستوية، فيقرر أنه سيحاسب كل إنسان بحسب أعماله، فكل فرد مسئول عن تصرفاته. ولا يعاقب إنسان على شرور من حوله، ولا يكافأ إنسان بسبب بر المحيطين به.

ونلاحظ أن هذا الجزء.

تكرارًا للتأكيد لما ذُكِرَ في (حز 18).

21 - وَكَانَ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ عَشَرَةَ مِنْ سَبْيِنَا، فِي الشَّهْرِ الْعَاشِرِ، فِي الْخَامِسِ مِنَ الشَّهْرِ، أَنَّهُ جَاءَ إِلَيَّ مُنْفَلِتٌ مِنْ أُورُشَلِيمَ، فَقَالَ: «قَدْ ضُرِبَتِ الْمَدِينَةُ». 22 - وَكَانَتْ يَدُ الرَّبِّ عَلَيَّ مَسَاءً قَبْلَ مَجِيءِ الْمُنْفَلِتِ، وَفَتَحَتْ فَمِي حَتَّى جَاءَ إِلَيَّ صَبَاحًا، فَانْفَتَحَ فَمِي وَلَمْ أَكُنْ بَعْدُ أَبْكَمَ. 23 - فَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلًا: 24 - «يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّ السَّاكِنِينَ فِي هذِهِ الْخِرَبِ فِي أَرْضِ إِسْرَائِيلَ يَتَكَلَّمُونَ قَائِلِينَ: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ وَاحِدًا وَقَدْ وَرِثَ الأَرْضَ، وَنَحْنُ كَثِيرُونَ، لَنَا أُعْطِيَتِ الأَرْضُ مِيرَاثًا. 25 - لِذلِكَ قُلْ لَهُمْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: تَأْكُلُونَ بِالدَّمِ وَتَرْفَعُونَ أَعْيُنَكُمْ إِلَى أَصْنَامِكُمْ وَتَسْفِكُونَ الدَّمَ، أَفَتَرِثُونَ الأَرْضَ؟ 26 - وَقَفْتُمْ عَلَى سَيْفِكُمْ، فَعَلْتُمُ الرِّجْسَ، وَكُلٌّ مِنْكُمْ نَجَّسَ امْرَأَةَ صَاحِبِهِ، أَفَتَرِثُونَ الأَرْضَ؟ 27 - قُلْ لَهُمْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: حَيٌّ أَنَا، إِنَّ الَّذِينَ فِي الْخِرَبِ يَسْقُطُونَ بِالسَّيْفِ، وَالَّذِي هُوَ عَلَى وَجْهِ الْحَقْلِ أَبْذِلُهُ لِلْوَحْشِ مَأْكَلًا، وَالَّذِينَ فِي الْحُصُونِ وَفِي الْمَغَايِرِ يَمُوتُونَ بِالْوَبَإِ. 28 - فَأَجْعَلُ الأَرْضَ خَرِبَةً مُقْفِرَةً، وَتَبْطُلُ كِبْرِيَاءُ عِزَّتِهَا، وَتَخْرَبُ جِبَالُ إِسْرَائِيلَ بِلاَ عَابِرٍ. 29 - فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ حِينَ أَجْعَلُ الأَرْضَ خَرِبَةً مُقْفِرَةً عَلَى كُلِّ رَجَاسَاتِهِمِ الَّتِي فَعَلُوهَا.

العدد 21

ع21:

منفلت: هارب.

يحدد حزقيال موعد، هو الشهر الخامس من السنة الثانية عشر، وهو بعد ستة شهور من سقوط أورشليم. في هذا الوقت وصل إلى حزقيال الذي في السبي رجل هرب من أورشليم، بعد اقتحام بابل لها وتدميرها وقتل الكثيرين من أبنائها، وأخبره هذا المنفلت بسقوط أورشليم.

ونلاحظ هنا طول أناة الله، فقد بدأ حزقيال نبواته منذ سبع سنوات تقريبًا قبل هذا التاريخ وأنذر الشعب ليتوبوا، وأعلن أن العقاب قريب، ولكنهم تهاونوا، فسقطت أخيرًا أورشليم وخربت.

العدد 22

ع22:

يخبرنا حزقيال أنه في الليلة السابقة لحضور هذا المنفلت حل عليه روح الله فأعلمه بسقوط أورشليم. ومن ذهوله فتح فمه ولم ينطق بكلمة تعجبًا وحزنًا، وظل هكذا حتى الصباح، حتى جاءه هذا الرجل المنفلت، وأخبره بسقوط أورشليم، وحينئذ بدأ حزقيال يتكلم بعد صمت طويل ذكر في (حز 24: 26، 27). وكما ذكرنا أن هذا الصمت إما كان كاملًا، لم يتكلم فيه حزقيال بأية نبوة، أو صمت عن الكلام بخصوص أورشليم، وتكلم بنبوات عن الأمم، ثم عاد يفتح فمه عن أورشليم التي سُبيت ولكن أبناءها سيعودون إليها، فيتكلم عن التوبة والاستعداد لشعب الله الجديد الذي يحيا معه.

الأعداد 23-24

ع23 - 24:

:

بعد أن سقطت أورشليم وأصبحت خربة، لم يخضع شعبها لله بالتوبة. ولكنهم بكبرياء قالوا إن كان إبراهيم قد أعطاه الله الوعد بكل أرض الميعاد، فبالأولى نحن الشعب الكثير لنأخذ أرض كنعان، أي ظنوا أنهم لكثرتهم لهم الحق في دوام امتلاك أرض كنعان. وهذا أمر خاطئ تمامًا، لأن الوعد كان لإبراهيم بسبب بره، والله لا تعنيه الكثرة، بل يعنيه البر، فمن أجل بار واحد تخلص المدينة، أما الكثيرون الأشرار فبلا قيمة.

العدد 25

ع25:

يعلن الله لشعب أورشليم واليهودية أنه بسبب خطاياه، إذ أكل الذبائح بدمها، وعبد الأوثان، وظلم بعضهم البعض، وسفكوا دماء المظلومين، فبسبب هذا تم خراب أورشليم ولن يعودوا إليها، إلا إذا تابوا. فتحقيق وعود الله لشعبه بامتلاك الأرض مشروطة بسلوكهم في وصاياه.

العدد 26

ع26:

وقفتم على سيفكم: اعتمدتم على قوتكم وظلم بعضكم البعض وقتلتم المظلومين بالسيف.

الرجس: النجاسة، أي الزنى والشرور المختلفة.

يضيف الله ويوضح لشعبه خطاياه، وهي اعتمادهم على الظلم، وقتل الآخرين، وعمل الشرور المختلفة، واغتصاب كل واحد لزوجة قريبة؛ كل هذا أدى إلى غضب الله وتدمير أورشليم.

العدد 27

ع27:

يعلن الله عقابه لكل سكان أورشليم بعد أن خربتها بابل، ويظهر هذا العقاب في ثلاثة أمور:

قتل الموجودين في البيوت المخربة بأورشليم.

افتراس الوحوش للهاربين في الحقول حول المدينة، أي يهيج الله عليهم الوحوش بعد أن كان يحميهم منها.

الذين تحصنوا من بابل والوحوش باختبائهم في الحصون تقتلهم الأوبئة، أي تنتشر بينهم الأمراض وتميت الكثيرين.

كل هذا لأن الله تخلى عن شعبه لابتعادهم ورفضهم إياه.

الأعداد 28-29

ع28 - 29:

:

بهذا تصبح أورشليم واليهودية خرابًا وقفرًا، مهجورة من سكانها، وتنحط كرامتها. وأورشليم المبنية على خمسة جبال لا يعبر فيها إنسان، لكثرة الوحوش ولخرابها وعندما يحدث هذا يتأكد الباقون من اليهود والأمم أن كلام الله حق، الذي أعلنه على فم أنبيائه، مثل حزقيال، وأن الدمار الذي تم كان بسبب شرور اليهود.

† عندما تزداد الضيقات عليك وتحاصرك من كل جانب، إعلم أن الله ينتظر توبتك ورجوعك إليه. فأسرع إلى التوبة لتنال مراحمه، حينئذ تتمتع بوجهه الحنون، وتتبدل كل متاعبك إلى راحة وفرح.

30 - « وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ، فَإِنَّ بَنِي شَعْبِكَ يَتَكَلَّمُونَ عَلَيْكَ بِجَانِبِ الْجُدْرَانِ، وَفِي أَبْوَابِ الْبُيُوتِ، وَيَتَكَلَّمُ الْوَاحِدُ مَعَ الآخَرِ، الرَّجُلُ مَعَ أَخِيهِ قَائِلِينَ: هَلُمَّ اسْمَعُوا مَا هُوَ الْكَلاَمُ الْخَارِجُ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ! 31 - وَيَأْتُونَ إِلَيْكَ كَمَا يَأْتِي الشَّعْبُ، وَيَجْلِسُونَ أَمَامَكَ كَشَعْبِي، وَيَسْمَعُونَ كَلاَمَكَ وَلاَ يَعْمَلُونَ بِهِ، لأَنَّهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُظْهِرُونَ أَشْوَاقًا وَقَلْبُهُمْ ذَاهِبٌ وَرَاءَ كَسْبِهِمْ. 32 - وَهَا أَنْتَ لَهُمْ كَشِعْرِ أَشْوَاق لِجَمِيلِ الصَّوْتِ يُحْسِنُ الْعَزْفَ، فَيَسْمَعُونَ كَلاَمَكَ وَلاَ يَعْمَلُونَ بِهِ. 33 - وَإِذَا جَاءَ هذَا، لأَنَّهُ يَأْتِي، فَيَعْلَمُونَ أَنَّ نَبِيًّا كَانَ فِي وَسْطِهِمْ».

العدد 30

ع30:

بجانب الجدار وفى أبواب البيوت، يتكلمون سرًا وليس علنًا في الساحات، والمقصود هنا غالبًا أنهم تكلموا رديًا على حزقيال، ولكنهم قرروا أن يأتوا ليسمعوه. يكرر هنا الله لحزقيال كلمة شعبك، فمازال الله غاضبًا عليهم، بسبب عدم توبتهم. وأخبر حزقيال أنهم يدينونه سرًا فيما بينهم؛ لإصرارهم على خطاياهم ورفضهم دعوته للتوبة، ولكنهم قرروا أن يأتوا ليسمعوه وذلك لأحد الأسباب الآتية:

عندما رأى الشعب تحقق نبوة حزقيال بسقوط أورشليم، اجتذبهم حب استطلاعهم ليعرفوا الجديد عن المستقبل من فم حزقيال، مجرد معرفة بلا استعداد للتوبة.

لعلهم صدقوا كلام حزقيال، وعلموا أنهم مخطئون، ولكن اعتيادهم الخطية منعهم من التوبة، فهم يريدون أن يعرفوا كلام الله، ولكن غير مستعدين لتغيير حياتهم لتعلقهم بالخطية، مثل المكاسب المادية (ع31).

كان كلام حزقيال بالشعر والفصاحة الأدبية (ع32)، فأرادوا التلذذ بسماع هذا الكلام البليغ.

العدد 31

ع31:

أخبر الله حزقيال أن الشعب سيأتى إليه لسماع نبواته وتعاليمه كأنهم شعب الله الخاضع لوصاياه، مع أنهم في الحقيقة كاذبون، إذ يظهرون غير ما يبطنون، فبأفواههم يبينون اشتياقهم لسماع كلام الله، أما قلوبهم فمتعلقة بخطاياهم وبمحبة المال. وفى الترجمة السبعينية لهذه الآية بدلًا "بأفواههم يظهرون أشواقًا" نجد الترجمة تقول "الأكاذيب في أفواههم" فهذا يؤكد أنهم كذابون ومراؤون.

العدد 32

ع32:

يبين هنا الله لحزقيال المواهب التي وهبها له وهي الصوت الجميل، الذي يبدو كنغمات موسيقية جذابة، وكذلك قدرته البلاغية في الشعر والأدب. هذه وسائل وهبها الله لحزقيال؛ ليقدم بها كلام الله، فيجتذب الناس للاستماع والتوبة، ولكنهم اكتفوا بالاستماع.

ونرى هنا انطلاق حزقيال في الكلام بالشعر، بعد أن تحقق كلام الله بسقوط أورشليم، وشعر اليهود بصدق نبواته، فانطلق يدعوهم للتوبة، ويبشرهم بحياة جديدة مع الله.

العدد 33

ع33:

عند تحقق كلام حزقيال الأخير هذا، وهو البشارة بحياة جديدة مع الله، هي في المعنى القريب الرجوع من السبي وبناء الهيكل وتقديم العبادة لله فيه، أما المعنى البعيد فهو إيمانهم بالمسيح في ملء الزمان، فيصيروا شعب الله الجديد إسرائيل، أي المسيحيين. عندما يتم هذا يتأكدون من صدق كلام الله على فم نبيه حزقيال، أي أن حزقيال نبى حقيقي يتكلم بكلام الله.

ونلاحظ هنا إيمان حزقيال عندما يقول "إذا جاء هذا؛ لأنه يأتى" فهو يثق أن كلام الله سيأتى حتمًا ويتم.

† لا تهمل كلام الله الذي تستمع إليه؛ لأنه رسالة شخصية لك لا تستخدمها كمجرد تعاليم للآخرين، أو معلومات لملء ذهنك، بل إخضع لها؛ لتحيا بها فتخلص.

ليتنا نطيع كلام الله الذي أعلنه في خمس خطوات للخلاص في هذا الأصحاح هي:

يكون الإيمان عملى، أي مصحوب بالأعمال الصالحة، فهي التعبير الحقيقي عن إيماننا ومحبتنا لله (ع24).

لا نكون مرائين فنسمع فقط، بل نحول ما نسمعه إلى تطبيق عملى (ع32).

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح الرابع والثلاثون - سفر حزقيال - مارمرقس مصر الجديدة

الأصحاح الثاني والثلاثون - سفر حزقيال - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير سفر حزقيال الأصحاح 33
تفاسير سفر حزقيال الأصحاح 33