الأصحاح السادس – سفر الملوك الأول – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر الملوك الأول – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأَصْحَاحُ السَّادِسُ

بناء الهيكل.

1 وَكَانَ فِي سَنَةِ الأَرْبَعِ مِئَةٍ وَالثَّمَانِينَ لِخُرُوجِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، فِي السَّنَةِ الرَّابِعَةِ لِمُلْكِ سُلَيْمَانَ عَلَى إِسْرَائِيلَ، فِي شَهْرِ زِيُو وَهُوَ الشَّهْرُ الثَّانِي، أَنَّهُ بَنَى الْبَيْتَ لِلرَّبِّ. 2 وَالْبَيْتُ الَّذِي بَنَاهُ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ لِلرَّبِّ طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، وَعَرْضُهُ عِشْرُونَ ذِرَاعًا، وَسَمْكُهُ ثَلاَثُونَ ذِرَاعًا. 3 وَالرِّوَاقُ قُدَّامَ هَيْكَلِ الْبَيْتِ طُولُهُ عِشْرُونَ ذِرَاعًا حَسَبَ عَرْضِ الْبَيْتِ، وَعَرْضُهُ عَشَرُ أَذْرُعٍ قُدَّامَ الْبَيْتِ. 4 وَعَمِلَ لِلْبَيْتِ كُوًى مَسْقُوفَةً مُشَبَّكَةً. 5 وَبَنَى مَعَ حَائِطِ الْبَيْتِ طِبَاقًا حَوَالَيْهِ مَعَ حِيطَانِ الْبَيْتِ حَوْلَ الْهَيْكَلِ وَالْمِحْرَابِ، وَعَمِلَ غُرُفَاتٍ فِي مُسْتَدِيرِهَا. 6 فَالطَّبَقَةُ السُّفْلَى عَرْضُهَا خَمْسُ أَذْرُعٍ، وَالْوُسْطَى عَرْضُهَا سِتُّ أَذْرُعٍ، وَالثَّالِثَةُ عَرْضُهَا سَبْعُ أَذْرُعٍ، لأَنَّهُ جَعَلَ لِلْبَيْتِ حَوَالَيْهِ مِنْ خَارِجٍ أخْصَامًا لِئَلاَّ تَتَمَكَّنَ الْجَوَائِزُ فِي حِيطَانِ الْبَيْتِ. 7 وَالْبَيْتُ فِي بِنَائِهِ بُنِيَ بِحِجَارَةٍ صَحِيحَةٍ مُقْتَلَعَةٍ، وَلَمْ يُسْمَعْ فِي الْبَيْتِ عِنْدَ بِنَائِهِ مِنْحَتٌ وَلاَ مِعْوَلٌ وَلاَ أَدَاةٌ مِنْ حَدِيدٍ. 8 وَكَانَ بَابُ الْغُرْفَةِ الْوُسْطَى فِي جَانِبِ الْبَيْتِ الأَيْمَنِ، وَكَانُوا يَصْعَدُونَ بِدَرَجٍ مُعَطَّفٍ إِلَى الْوُسْطَى، وَمِنَ الْوُسْطَى إِلَى الثَّالِثَةِ. 9 فَبَنَى الْبَيْتَ وَأَكْمَلَهُ، وَسَقَفَ الْبَيْتَ بِأَلْوَاحٍ وَجَوَائِزَ مِنَ الأَرْزِ. 10 وَبَنَى الْغُرُفَاتِ عَلَى الْبَيْتِ كُلِّهِ سَمْكُهَا خَمْسُ أَذْرُعٍ، وَتَمَكَّنَتْ فِي الْبَيْتِ بِخَشَبِ أَرْزٍ.

العدد 1

ع1:

شهر زيو: صار اسمه بعد السبي شهر "آيار" وهو يقابل جزءًا من شهر أبريل وجزءًا آخر من شهر مايو. وهو الشهر الثاني من السنة الدينية لليهود أي الشهر الثامن من السنة المدنية.

البيت: أي بيت الرب كله وأحيانًا يقصد به القدس، أي المكان الذي يدخله الكهنة فقط، الذي أمام قدس الأقداس الذي به تابوت العهد.

يعلمنا كاتب السفر بأن السنة الربعمائة والثمانين لخروج بني إسرائيل من مصر أيام موسى تقابلها السنة الرابعة لملك سليمان. وقد قضى سليمان ثلاث سنوات في استكمال جمع مواد البناء للهيكل بالإضافة إلى ما استلمه من مواد أعدها داود أبوه، واهتم أيضًا في هذه السنوات الثلاث بجمع العمال الذين سيبنون الهيكل وتنظيمهم. والربعمائة والثمانون عامًا تشمل أربعين سنة في برية سيناء أيام موسى، ثم دخول بني إسرائيل أرض كنعان وتملكهم أيام يشوع، ثم عصر القضاة وبعده عصر المملكة أي مملكة شاول ثم داود. والسنة الرابعة لمُلك سليمان تقابل حوالي سنة 1011 ق. م.

وقد بدأ بناء البيت في الشهر الثاني من السنة الدينية لليهود، وسُمّى بيت الرب، لأنه مخصَّص لعبادة الرب وهو الذي اختاره ووضع تصميمه.

ويلاحظ أن خيمة الاجتماع ترمز لجسد المسيح على الأرض أي جسده الذي سيتغير، أما هيكل سليمان، فيرمز لجسد المسيح النورانى الباقى إلى الأبد. وخيمة الاجتماع ترمز للكنيسة على الأرض لأن أرضها ترابية، أما هيكل سليمان فيرمز للكنيسة في السماء، لأن أرضه مغطاة بالذهب الذي يرمز للسماويات.

العدد 2

ع2:

الذراع: وحدة لقياس الأطوال وتساوى حوالي 50 سم.

البيت: المقصود به الهيكل كله، أي القدس وقدس الأقداس.

سمكه: أي ارتفاعه.

أبعاد الهيكل كانت ضعف أبعاد خيمة الاجتماع وكانت كالآتي:

الطول 60 ذراع (أي حوالي 30 مترًا).

العرض 20 ذراع (أي حوالي 10 أمتار).

الارتفاع 30 ذراع (أي حوالي 15 مترًا).

ويلاحظ أن هذه المقاييس صافية من الداخل دون حساب سمك الجدران. وهذه المقاييس وتفاصيل بناء الهيكل أعلمها الله لداود الذي أعلمها لابنه سليمان (1 أى28: 12). ورغم ذلك فإن أبعاد الهيكل صغيرة لأن الذين يدخلون إليه هم الكهنة فقط ورؤساء الكهنة، أما الدار الخارجية فواسعة إذ يدخل فيها الشعب أما ارتفاع الهيكل الكبير فكان هو المعتاد في ذلك الزمان إذ كانت بعض معابد الأوثان ترتفع أكثر من هذا مثل معبد أرطاميس في أفسس.

العدد 3

ع3:

الرواق: مدخل، أو بهو له سقف يرتكز على أعمدة.

هيكل الرب: المقصود به هنا القدس الذي يدخله الكهنة ولكن أحيانًا يقصد به بيت الرب كله. وكلمة هيكل كلمة سومارية معناها البيت الكبير والسوماريون هم السكان القدماء لبلاد ما بين النهرين أي العراق الحالية.

كان هناك بهو مسقوف وبه أعمدة أمام الهيكل طوله عشرة أمتار، وعرضه خمسة أمتار. ويضيف سفر أخبار الأيام الثاني أن ارتفاعه بلغ ستين مترًا (2 أى3: 4).

وقد اهتم سليمان أن يجعل هذا الرواق مرتفعًا ارتفاعًا شاهقًا، ليكون منظر البيت عظيمًا جدًا وسط كل المباني. وكانت الشعوب الوثنية تهتم ببناء معابد شاهقة لآلهتها، مثل المصريين في بنائهم لمعبد الكرنك.

ويلاحظ أن مدخل الهيكل مثل مدخل خيمة الاجتماع كان من الشرق، أما قدس الأقداس حيث تابوت عهد الله فكان في الغرب، وقد قصد الله هذا حتى لا يماثلوا عبدة الشمس. أما في العهد الجديد فهيكل الكنيسة في الشرق وذلك لما يلي:

لأن الفردوس كان في الشرق.

ظهر النجم للمجوس في الشرق.

ولد المسيح في بلاد اليهودية أي في الشرق.

المسيح هو شمس البر أي الآتي من الشرق.

سيظهر المسيح في مجيئه الثاني من الشرق كما يقول أن البرق يخرج من المشارق إلى المغارب هكذا يكون مجئ المسيح.

أى أن المقصود في الكنيسة النظر إلى المسيح الذي ظهر في الشرق وسيأتى في مجيئه الثاني من الشرق.

العدد 4

ع4:

كوى: نوافذ في أعلى الحائط البحرى والقبلى قرب السقف.

مسقوفة: سقفها هو سمك الجدران.

مشبكة: على الكوى عيدان خشبية متقاطعة أو قضبان من نحاس، أو أي معدن؛ لمنع دخول الطيور.

عمل سليمان نوافذ صغيرة في جدران البيت، أي القدس، غطاها بشبكات خشبية، أو معدنية لدخول الهواء، أو خروج الدخان وفى نفس الوقت تمنع دخول الطيور.

العدد 5

ع5:

طباق: طوابق.

المحراب: قدس الأقداس.

في مستديرها: أي في الناحية البحرية والغربية والقبلية.

بنى على جوانب جدران القدس وقدس الأقداس حجرات تحيط بهما وكانت في ثلاثة طوابق فوق بعضها ويحتوى كل طابق، أي دور على عدة غرفات، وكانت هذه الغرفات على جانبى الهيكل، أي القدس وقدس الأقداس، من الناحية البحرية والقبلية وكذلك أيضًا خلف المحراب، أي أن الغرفات كانت حول الهيكل من ثلاثة اتجاهات والجهة الأخرى الشرقية الباقية هي الباب وليس عليها بالطبع غرفات. وكانت هذه الغرفات تستخدم في احتياجات الهيكل إذ يوضع فيها الأوانى والتقدمات والبخور والعشور والرفائع وإقامة الكهنة واجتماعاتهم مع اللاويين والكتبة (أر36: 10، 20) ويلاحظ أن خيمة الاجتماع لم يكن يسكن أحد بها أو بجوارها؛ ليظهر الله عظمته ومهابته فيخافه الكل ولا يستطيع أحد بسهولة الاقتراب إليه. أما في هيكل سليمان فسمح الله بإقامة الكهنة في بيته وذلك تمهيدًا لكنيسة العهد الجديد، التي يُسمح فيها بدخول كل الشعب ليتناولوا جسده ودمه ويتحدوا به.

العدد 6

ع6:

أخصامًا: جمع خصم وهو زاوية أو بروز في الحائط الخارجي للغرفات إذ أن الحائط يقل سمكه عند نهاية الطابق فيترك مساحة يمكن وضع أطراف الأخشاب عليها، أي أن الحائط يكون سميكًا عند الطابق الأول ينقص سمكه عند الطابق المتوسط ومرة أخرى عند الطابق الأعلى.

الجوائز: أعمدة خشبية أي عروق ترص متلاصقة لتكون سقف الحجرة، أو أرضية الحجرة التي أعلاها.

عند بناء جدران الهيكل بنى الجدار من أسفل سميكًا وعند ارتفاع خمسة أذرع، أي الطابق الذي يليه جعل سمك الجدار يقل بمقدار نصف ذراع، ثم بعد ارتفاع خمسة أذرع أخرى جعل جدار الهيكل يقل بمقدار نصف ذراع حتى سقف الهيكل وأتبعت نفس المقاييس بالضبط في الحائط مقابل، أي الحائط الخارجي للغرفات.

عند بناء الحجرات أراد سليمان ألا يحفر في جدران الهيكل ليضع الألواح المكونة لسقف الحجرات، أو أرضية الحجرات الأعلى منها؛ حتى لا يضعف جدران الهيكل.

فبنى جدار الهيكل الذي هو الجدار الداخلي للغرفات وكذلك الجدار الخارجي سميكًا من اسفل وعند ارتفاع خمسة أذرع أي عند الطابق المتوسط يقل سمك كل من الجدارين بمقدار نصف ذراع وبذلك تتكون مساحة أي بروز في كل من الجدارين يضع عليهما الألواح الخشبية ويتكرر هذا بعد خمسة أذرع أخرى، أي في الطابق الأعلى.

بهذا يكون عرض الحجرات السفلية خمسة أذرع، ثم في الطابق المتوسط يزيد فيصير ستة أذرع وفى العلوى يزيد فيصير سبعة أذرع. فكلما ارتفعنا تزداد مساحة الحجرة.

العدد 7

ع7:

منحت: أداة حديدية لتكسير ونحت الحجارة (أجنة).

معول: فأس.

تم بناء البيت بحجارة صحيحة اقتلعها العمال ونحتوها في محاجرها، أي في الأماكن التي قُطعت منها قبل إحضارها إلى موقع الهيكل، فلم يسمع في الهيكل عند بنائه صوت أيّة أداة حديدية لنحت وتهذيب الحجارة. وهذا معناه أن العمل تم في بيت الرب بهدوء. وكان ذلك تنفيذًا لوصية الله في عدم استخدام الآلات الحديدية في بناء مذبحه، أو هيكله؛ حتى لا يتشبهوا بمعابد الأوثان التي تستخدم فيها هذه الآلات لصنع التماثيل بها (خر20: 25).

والحجارة ترمز للمؤمنين المبنيين كحجارة حية في جسد المسيح أي الكنيسة، ونحت الحجارة يرمز للآلام التي يعانيها المؤمنون على الأرض، أما في الهيكل الذي يرمز للسماء فلا يوجد فيه نحت أي لا يوجد فيه آلام.

العدد 8

ع8:

درج معطف: سلم حلزونى.

كانت وسيلة الصعود إلى الطابق المتوسط ثم العلوى عن طريق مدخل في الغرفة الوسطى أي التي تتوسط غرفات الجانب الأيمن من البيت أي الجهة القبلية فيكون المدخل عن يمينك إن كنت ناظرًا إلى الشرق. ومن هذا المدخل نجد سلم حلزونى حجرى يصعد إلى الطابق المتوسط ثم منه إلى الطابق العلوى.

العدد 9

ع9:

بعد أن أكمل سليمان بناء البيت غطى سقفه بجوائز وألواح من خشب الأرز.

العدد 10

ع10:

سمكها: ارتفاعها.

تمكنت: تثبتت.

بنى سليمان الغرفات بارتفاع خمسة أذرع أي 2.5 متر لكل طابق، فيكون ارتفاع الثلاثة طوابق 15 ذراع بخلاف سمك الأسقف والأرضيات.

وتثبيت الغرفات في البيت بجوائز الأرز كما شرحنا في (ع6) بوضع الجوائز على الأخصام أي الزوايا أو البروزات المتكونة نتيجة تناقص سمك الجدران فصارت مرتكزة عليها وقوية دون الاحتياج إلى أي حفر في حائط البيت.

† ثبات الغرفات والتصاقها بالهيكل يرمز للخدام الثابتين في الكنيسة ويعاونون في جمع النفوس لتلتصق بالله. فاحرص أن تثبت في الكنيسة من خلال الأسرار المقدسة ووسائط النعمة حتى تستطيع أن تساعد غيرك على الارتباط بالكنيسة والتمتع برعاية الله.

11 وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى سُلَيْمَانَ قَائِلًا: 12 «هذَا الْبَيْتُ الَّذِي أَنْتَ بَانِيهِ، إِنْ سَلَكْتَ فِي فَرَائِضِي وَعَمِلْتَ أَحْكَامِي وَحَفِظْتَ كُلَّ وَصَايَايَ لِلسُّلُوكِ بِهَا، فَإِنِّي أُقِيمُ مَعَكَ كَلاَمِي الَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ إِلَى دَاوُدَ أَبِيكَ، 13 وَأَسْكُنُ فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَلاَ أَتْرُكُ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ».

العدد 11

ع11:

أثناء بناء البيت وبينما كان سليمان مكرسًا كل طاقاته وطاقات المملكة لبناء هيكل الرب، تكلم إليه الرب، إما بشكل رؤيا، أو عن طريق ناثان النبي، أو أحد الأنبياء وذلك لما يلي:

تشجيعًا له لأن العمل ضخم، فيشعر أن الله معه يعينه ويكمل له كل شيء خاصة وأن سليمان كان صغيرًا.

لينبهه إلى أن حفظ الوصية أهم من بناء البيت، فينبغى أن يتمسك بوصايا الله هو وشعبه أثناء بناء البيت وبعد ذلك.

الأعداد 12-13

ع12 - 13:

:

أقيم كلامى: أنفذ ما تعهدت به.

أكد له الرب أنه إن بقى هو والشعب أمناء في سلوكهم، محافظين على عبادة الله وشريعته، وراعوا جميع وصاياه للعمل بها، فانه من جانبه سيحقّق لهم كل ما وعد به داود أباه وسيسكن في وسطهم ولا يتركهم.

† إن الله يريد أن يسكن في وسطنا لأنه يحبنا ويريد أن يشبعنا بحبه ويرعانا. فهل نفسح له مكانًا في قلوبنا ونتنازل عن كل ما يعطلنا عنه.. إنه يريد أن نكون هياكل مقدسة له ترتفع فيها الصلوات كرائحة بخور، فيباركنا بكل بركة روحية نحتاج إليها.

14 فَبَنَى سُلَيْمَانُ الْبَيْتَ وَأَكْمَلَهُ. 15 وَبَنَى حِيطَانَ الْبَيْتِ مِنْ دَاخِل بِأَضْلاَعِ أَرْزٍ مِنْ أَرْضِ الْبَيْتِ إِلَى حِيطَانِ السَّقْفِ، وَغَشَّاهُ مِنْ دَاخِل بِخَشَبٍ، وَفَرَشَ أَرْضَ الْبَيْتِ بِأَخْشَابِ سَرْوٍ. 16 وَبَنَى عِشْرِينَ ذِرَاعًا مِنْ مُؤَخَّرِ الْبَيْتِ بِأَضْلاَعِ أَرْزٍ مِنَ الأَرْضِ إِلَى الْحِيطَانِ. وَبَنَى دَاخِلَهُ لأَجْلِ الْمِحْرَابِ، أَيْ قُدْسِ الأَقْدَاسِ. 17 وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعًا كَانَتِ الْبَيْتَ، أَيِ الْهَيْكَلَ الَّذِي أَمَامَهُ. 18 وَأَرْزُ الْبَيْتِ مِنْ دَاخِل كَانَ مَنْقُورًا عَلَى شِكْلِ قِثَّاءٍ وَبَرَاعِمِ زُهُورٍ. الْجَمِيعُ أَرْزٌ. لَمْ يَكُنْ يُرَى حَجَرٌ. 19 وَهَيَّأَ مِحْرَابًا فِي وَسَطِ الْبَيْتِ مِنْ دَاخِل لِيَضَعَ هُنَاكَ تَابُوتَ عَهْدِ الرَّبِّ. 20 وَلأَجْلِ الْمِحْرَابِ عِشْرُونَ ذِرَاعًا طُولًا وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا عَرْضًا وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا سَمْكًا. وَغَشَّاهُ بِذَهَبٍ خَالِصٍ، وَغَشَّى الْمَذْبَحَ بِأَرْزٍ. 21 وَغَشَّى سُلَيْمَانُ الْبَيْتَ مِنْ دَاخِل بِذَهَبٍ خَالِصٍ. وَسَدَّ بِسَلاَسِلِ ذَهَبٍ قُدَّامَ الْمِحْرَابِ. وَغَشَّاهُ بِذَهَبٍ. 22 وَجَمِيعُ الْبَيْتِ غَشَّاهُ بِذَهَبٍ إِلَى تَمَامِ كُلِّ الْبَيْتِ، وَكُلُّ الْمَذْبَحِ الَّذِي لِلْمِحْرَابِ غَشَّاهُ بِذَهَبٍ. 23 وَعَمِلَ فِي الْمِحْرَابِ كَرُوبَيْنِ مِنْ خَشَبِ الزَّيْتُونِ، عُلُوُّ الْوَاحِدِ عَشَرُ أَذْرُعٍ. 24 وَخَمْسُ أَذْرُعٍ جَنَاحُ الْكَرُوبِ الْوَاحِدُ، وَخَمْسُ أَذْرُعٍ جَنَاحُ الْكَرُوبِ الآخَرُ. عَشَرُ أَذْرُعٍ مِنْ طَرَفِ جَنَاحِهِ إِلَى طَرَفِ جَنَاحِهِ. 25 وَعَشَرُ أَذْرُعٍ الْكَرُوبُ الآخَرُ. قِيَاسٌ وَاحِدٌ، وَشَكْلٌ وَاحِدٌ لِلْكَرُوبَيْنِ. 26 عُلُوُّ الْكَرُوبِ الْوَاحِدِ عَشَرُ أَذْرُعٍ وَكَذَا الْكَرُوبُ الآخَرُ. 27 وَجَعَلَ الْكَرُوبَيْنِ فِي وَسَطِ الْبَيْتِ الدَّاخِلِيِّ، وَبَسَطُوا أَجْنِحَةَ الْكَرُوبَيْنِ فَمَسَّ جَنَاحُ الْوَاحِدِ الْحَائِطَ وَجَنَاحُ الْكَرُوبِ الآخَرِ مَسَّ الْحَائِطَ الآخَرَ. وَكَانَتْ أَجْنِحَتُهُمَا فِي وَسَطِ الْبَيْتِ يَمَسُّ أَحَدُهُمَا الآخَرَ. 28 وَغَشَّى الْكَرُوبَيْنِ بِذَهَبٍ.

العدد 14

ع14:

هكذا شيَّد سليمان هيكل الرب وأتم بناءه، أي جدرانه الخارجية وأسقفه من حجارة وأخشاب، ثم سيذكر بعد هذا تغطية البيت من الداخل بالأخشاب والذهب ثم تزيينها.

العدد 15

ع15:

أضلاع: ألواح.

بعد أن بنيت الحوائط الحجرية، أراد سليمان أن يغطيها بالأخشاب من الداخل، فأقام أضلاعًا، أي قوائم خشبية من الأرض للسقف، ثم ثبت على هذه القوائم ألواحًا خشبية فغطت الحائط كله ولم يعد أحد يرى الحجر داخل الهيكل. وكانت الأخشاب المبطنة للحوائط من خشب الأرز الثمين الذي لا يفسد ولا يستهلك بسهولة، أما أرض الهيكل فقد غطاها بألواح من خشب السرو وهو أيضًا من الأخشاب الثمينة.

العدد 16

ع16:

مؤخر البيت: أي الجزء الغربي من الهيكل، وهو جزء مكعب طوله وعرضه وارتفاعه عشرون ذراعًا أي عشرة أمتار.

بنى داخله لأجل المحراب: خصّص هذا الجزء، أي مؤخر البيت ليكون مكانًا لقدس الأقداس، الذي دعاه المحراب ليوضع فيه تابوت العهد وتطلق كلمة محراب على الحجرات الداخلية في المعابد وهي كلمة يونانية تعنى المكان الذي يسمح لأحد بدخوله.

خصّص سليمان عشرة أمتار من مؤخرة البيت لقدس الأقداس وغطى جدرانه بأكملها من الأرض وحتى السقف بألواح من خشب الأرز وأقام حائطًا خشبيًا من الأرض إلى السقف، ليفصل بين القدس وقدس الأقداس وعمل فيه بابًا كما يظهر من (ع31).

العدد 17

ع17:

امتد باقي الهيكل من أمام قدس الأقداس بطول 20 مترًا، وهو الجزء الذي يسمى القدس وتوجد فيه المنارة ومذبح البخور ومائدة خبز الوجوه ولا يدخله إلا الكهنة ويقع في الناحية الشرقية من قدس الأقداس.

العدد 18

ع18:

منقورًا: منقوشًا فيه بالحفر.

جميع جدران البيت من الداخل كانت مغطاة بالأخشاب ونقش فيها بالحفر للتزيين أشكال للزهور والقثاء، وذلك لأن الله يفرح بالثمار الروحية لأولاده الذين يعبدونه والتي ترمز إليها الزهور والقثاء.

العدد 19

ع19:

محراب: قدس الأقداس.

أعد محرابًا في وسط الهيكل من الداخل ليضع فيه تابوت عهد الرب إذ كان مدخل المحراب عن طريق القدس، وكان المحراب محاطًا بالغرفات من جوانبه الثلاثة البحرية والغربية والقبلية أما الناحية الشرقية فكان القدس. فالمحراب في الوسط لأنه محاط بالغرفات من ثلاث نواحى أما الناحية الرابعة فيكون القدس.

† يقول العلامة أوريجانوس: "لابد للنفس من مذبح في وسط القلب لنقدم عليه ذبائح الصلاة وعطاء الرحمة ولنذبح كل فكر شرير ونقتل كل كبرياء وغضب". فليكن قلبك ذبيحة حب لله ترفع منه كل يوم صلوات وتسابيح ويتحرك بالحب والإحسان على لكل محتاج.

العدد 20

ع20:

كان طول المحراب وعرضه وارتفاعه عشرة أمتار. غطاه بألواح من الذهب الخالص وطرق الذهب على الخشب المنقوش المحفور فظهر الحاط كله ذهبًا محفورًا منه أشكال الزينة التي نقشت على الخشب الذي تحته، وقد ثبتت الألواح الذهبية في الخشب بمسامير ذهبية وبالتالي لا يرى داخل المحراب إلا الذهب ليعلن عظمة حضرة الله، والذهب أيضًا يرمز للحياة السماوية، فيعلن أن مسكن الله في السماء وباتضاعه سكن وسط شعبه، ليرفعهم ويسمو بهم عن كل الشهوات الأرضية.

ومذبح البخور المصنوع من الحجر الموجود في القدس غشاه سليمان بخشب الأرز ثم بعد ذلك غشى الخشب بالذهب. هذا هو المذبح الذهبى، أي مذبح البخور الذي يقدم عليه البخور كل يوم داخل القدس أمام المحراب أي قدس الأقداس. ويلاحظ أن هذا المذبح في خيمة الاجتماع كان مصنوعًا من خشب السنط ومغشى بالذهب لأنه كان ينقل مع أدوات الخيمة، أما هنا فلثبات الهيكل صنع من الحجر (خر30: 1 - 8).

العدد 21

ع21:

وبهذا غطى سليمان الهيكل كله من الداخل بذهب نقى أي الحوائط الحجرية المغطاة بالخشب وكذلك الحائط الخشبى الفاصل بين القدس وقدس الأقداس الخشبى المعمول فيه. فلم يعد يرى داخل القدس وقدس الأقداس إلا الذهب. شد أمام الباب سلاسل ذهبية لا ترفع إلا مرة في السنة ليدخل من هذا الباب الرئيسى الكهنة في يوم الكفارة العظيم (لا16). مما سبق يظهر إحكام غلق قدس الأقداس لإظهار مجد الله الذي لا يستطيع أحد معاينته. ويسمح لرئيس الكهنة فقط مرة واحدة في السنة رمزًا للمسيح رئيس كهنتنا الذي صعد إلى السموات مرة واحدة بعد قيامته ليعد لنا مكانًا ويأخذنا إليه وهو ملكوت السموات. فطريق الأقداس في العهد القديم كان مغلقًا بسبب خطايانا وقد فتحه المسيح الفادى في العهد الجديد ليدخلنا معه إلى السموات.

ويلاحظ أن المحراب الذي هو قدس الأقداس لا يوجد فيه نوافذ؛ لأنه يرمز للسماء التي لا تحتاج إلى شمس أو قمر لتدخل أشعتها من النوافذ لأن المسيح هو نور السماء. وكان النور الوحيد في قدس الأقداس هو نور إلهى يسمى نور الشكيناه الذي يراه رئيس الكهنة بين الكاروبين اللذين على التابوت.

العدد 22

ع22:

المذبح الذي للمحراب: مذبح البخور الذي يوجد في القدس الذي يسمى البيت وأمام قدس الأقداس الذي يسمى المحراب ويرتفع عليه البخور أمام المحراب لذلك سمى مذبح المحراب.

كان الهيكل كله مغشى من الداخل بالذهب النقى بما فيه مذبح المحراب، وهذا احتاج لكميات كبيرة من الذهب. وكان داود قد ترك لسليمان مقدار كبير من الذهب (1 أى22: 14) بالإضافة إلى دخل سليمان من الذهب الذي كان 666 وزنة في سنة واحدة (1 مل 10: 14). لم يكن الذهب يستخدم في صك العملات الذهبية إلا نادرًا. فتوفرت لسليمان كميات كبيرة من الذهب لبناء بيت الرب.

وهذا يبين ما يلي:

اهتمام سليمان أن يكون هيكل الله معد بأفخر المواد وهي الذهب، في ذلك الوقت لشعوره أنه أعظم مكان في العالم.

ليساعد الكهنة أثناء خدمتهم على الشعور بالخشوع أمام الله والإحساس بحضرته.

الذهب يرمز إلى الحياة السمائية، فيعطى الكهنة الإحساس بالاشتياق إلى السماء، حيث عرش الله.

† تغشية الهيكل بالذهب يبين مدى محبة سليمان واهتمامه ببيت الرب وهذا يفرح قلب الله أن تقدم له أغلى ما عندك، وإن لم يكن عندك إلا قليل فالله يفرح بعطاياك مهما كانت صغيرة، مثل عطية الأرملة ذات الفلسين. المهم أن تظهر محبتك لله بالعطاء قدر ما تستطيع.

الأعداد 23-28

ع23 - 28:

:

كاروبين: مثنى كاروب وهو ملاك من رتبة الكاروبيم أو الشاروبيم المملوئين أعينًا ويمثل العدل الإلهي.

صنع سليمان كاروبين، ارتفاع كل منهما عشرة أذرع وجناحاه مفرودان على جانبيه، ومن طرف جناح الكاروب إلى الطرف الآخر عشرة أذرع. وأقام الكاروبين بجوار بعضهما البعض فيمس طرف جناح الكاروب الواحد طرف جناح الكاروب الآخر. وكان الكاروبان واقفين على أرض قدس الأقداس وطرف جناح كل كاروب يصل إلى الحائط، أي أن الكاروبين يصلان بين الحائط البحرى والقبلى ويقفان بجوار التابوت وينظران نحو القدس الذي يسمى البيت، فهما يمثلان العدل الإلهي. فعندما يرش رئيس الكهنة الدم على التابوت في يوم الكفارة العظيم كل عام، يرى الكاروبين، أي العدل الإلهي، الدم فيصفح الله عن شعبه. ودم الحيوانات كما نعلم يرمز إلى دم المسيح المخلص الذي ننال به الغفران.

والكاروبان مصنوعان من خشب الزيتون وهو من أفخر الأخشاب. ومن الزيتون يؤخذ الزيت الذي يرمز للروح القدس وورق الزيتون يرمز للسلام، أي أن الكاروبين يرمزان لروح الله الذي بدم المسيح يرضى عنا ويغفر خطايانا ويعطينا السلام. ولأن قدس الأقداس المسمى بالمحراب أبعاده عشرون ذراعًا طولًا وعشرون ذراعًا عرضًا، فالكاروبان يملآن المساحة كلها من الحائط البحرى إلى القبلى، أما السقف فيرتفع عشرين ذراعًا، وارتفاع الكاروب عشرة أذرع، فارتفاعهما إلى نصف ارتفاع المحراب.

ثم غشى الكاروبين بالذهب لأنهما ملائكة ترمز للحياة السمائية، إذ كما ذكرنا أن الذهب يرمز للسماء، فيعلنان أن المحراب هو صورة للسماء على الأرض.

وهذان الكاروبان غير الكاروبين الموجودين على غطاء التابوت ويختلفان عنهما فيما يلي:

يقف هذان الكاروبان على الأرض أما الآخران فعلى غطاء التابوت.

وجه هذين الكاروبين يتجه نحو القدس أما الآخران فينظران إلى غطاء التابوت، حيث يرش الدم فيرضى العدل الإلهي الذي يمثله هذان الكاروبان اللذان فوق الغطاء. أما هذين الكاروبين الواقفان على الأرض، فوجهيهما نحو القدس؛ ليعلنا عدل الله ومهابته أمام الواقفين في القدس.

هذان الكاروبان مصنوعان من الخشب ومغشيان بالذهب، أما الآخران فمصنوعان من الذهب وهما قطعة واحدة مع الغطاء.

هذان الكاروبان الواقفان على الأرض أجنحتهما ممتدتان من الحائط للحائط وجناح كل منهما يلمس الآخر، فهما الواجهة التي يراها رئيس الكهنة عندما يدخل إلى قدس الأقداس، أما الكاروبين المجسمين اللذين على الغطاء فينظران إلى أسفل نحو الغطاء وتتلامس أطراف أجنحتهما، فشكلهما بشكل مقبب أما اللذان على الأرض فبشكل مسطح.

† إن الكنيسة هي صورة السماء على الأرض فيها نتناول جسد الرب ودمه ليتحد بنا فيرفع عيوننا إلى السماء لنحيا لله وليس للعالم، فادخل الكنيسة بخضوع عالمًا أنك تقف أمام الله، واسجد أمام هيكله واشكره على نعمته أنه أدخلك إلى بيته.

29 وَجَمِيعُ حِيطَانِ الْبَيْتِ فِي مُسْتَدِيرِهَا رَسَمَهَا نَقْشًا بِنَقْرِ كَرُوبِيمَ وَنَخِيل وَبَرَاعِمِ زُهُورٍ مِنْ دَاخِل وَمِنْ خَارِجٍ. 30 وَغَشَّى أَرْضَ الْبَيْتِ بِذَهَبٍ مِنْ دَاخِل وَمِنْ خَارِجٍ. 31 وَعَمِلَ لِبَابِ الْمِحْرَابِ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ خَشَبِ الزَّيْتُونِ. السَّاكِفُ وَالْقَائِمَتَانِ مُخَمَّسَةٌ. 32 وَالْمِصْرَاعَانِ مِنْ خَشَبِ الزَّيْتُونِ. وَرَسَمَ عَلَيْهِمَا نَقْشَ كَرُوبِيمَ وَنَخِيل وَبَرَاعِمِ زُهُورٍ، وَغَشَّاهُمَا بِذَهَبٍ، وَرَصَّعَ الْكَرُوبِيمَ وَالنَّخِيلَ بِذَهَبٍ. 33 وَكَذلِكَ عَمِلَ لِمَدْخَلِ الْهَيْكَلِ قَوَائِمَ مِنْ خَشَبِ الزَّيْتُونِ مُرَبَّعَةً، 34 وَمِصْرَاعَيْنِ مِنْ خَشَبِ السَّرْوِ. الْمِصْرَاعُ الْوَاحِدُ دَفَّتَانِ تَنْطَوِيَانِ، وَالْمِصْرَاعُ الآخَرُ دَفَّتَانِ تَنْطَوِيَانِ. 35 وَنَحَتَ كَرُوبِيمَ وَنَخِيلًا وَبَرَاعِمَ زُهُورٍ، وَغَشَّاهَا بِذَهَبٍ مُطَرَّق عَلَى الْمَنْقُوشِ. 36 وَبَنَى الدَّارَ الدَّاخِلِيَّةَ ثَلاَثَةَ صُفُوفٍ مَنْحُوتَةٍ، وَصَفًّا مِنْ جَوَائِزِ الأَرْزِ. 37 فِي السَّنَةِ الرَّابِعَةِ أُسِّسَ بَيْتُ الرَّبِّ فِي شَهْرِ زِيُو. 38 وَفِي السَّنَةِ الْحَادِيَةِ عَشَرَةَ فِي شَهْرِ بُولَ، وَهُوَ الشَّهْرُ الثَّامِنُ، أُكْمِلَ الْبَيْتُ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ وَأَحْكَامِهِ. فَبَنَاهُ فِي سَبْعِ سِنِينٍ.

العدد 29

ع29:

البيت: المقصود به هنا القدس وقدس الأقداس.

نقش على جميع جدران الهيكل رسومات كروبيم ونخيل وبراعم وزهور من داخل الهيكل أي في البيت والمحراب اللذان هما القدس وقدس الأقداس وأيضًا من الخارج أي على جدران الرواق الخارجي الكائن أمام البيت (ع3).

والكاروبيم كما ذكرنا يرمز وجودهم للملائكة والحياة السمائية داخل بيت الرب.

والنخيل في البرية يحمى المساكن والخيام، فهو يرمز للحماية والأمن والسلام.

والبراعم والزهور ترمز للثمار الروحية التي يهبها الروح القدس لأولاده المتعبدين له. فعندما يرى الكهنة والشعب هذه الرسوم يتشجعون في الجهاد الروحي ليتحلوا بالفضائل.

ونقش الكاروبيم والنخيل والبراعم والزهور كان نقرًا في الخشب ثم تم تغطيته بالذهب فأصبحت نقوشًا ذهبية يراها كل من يدخل إلى القدس.

العدد 30

ع30:

غشى أرض الهيكل المصنوعة من خشب السرو بالذهب سواء في الداخل، أي في قدس الأقداس أو في الخارج، أى في القدس لتعلن مجد الله السماوى وكل من يدخل إلى بيت الرب يشعر بالخضوع أمامه وبمهابته.

العدد 31

ع31:

مصراع: دلفة.

الساكف: القائمة العليا للباب.

القائمتان: القائمان الجانبيان اللذان يثبت فيهما الباب.

مُخمسة: تساوى خمس عرض الحائط.

كان هناك حائط خشبى يفصل بين القدس وقدس الأقداس (ع21)، عمل فيه سليمان بابًا من دلفتين عرضه خمس عرض الحائط أي عرضه أربعة أذرع، أي أن كل دلفة وقائمتها الجانبية المثبتة بها عرضها ذراعان.

العدد 32

ع32:

عمل مصراعى الباب من خشب الزيتون ونقر فيهما رسوم كروبيم ونخيل وبراعم زهور، ثم غطى دلفتى الباب بالذهب فظهرت فيه الأشكال المنقوشة في الباب والأجزاء البارزة فكان شكلها جميلًا جدًا، أي مرصعًا بالذهب.

الأعداد 33-34

ع33 - 34:

:

مدخل الهيكل: أي المدخل الخارجي للقدس وهو من الناحية الشرقية.

مربعة: أي عرض الباب ربع عرض الحائط، فالحائط عرضه عشرون ذراعًا فيكون عرض الباب بقوائمه خمسة أذرع.

دفتان تنطويان: مصراع الباب عبارة عن دلفتين مرتبطتين بمفصلات وتنطوى الواحدة على الأخرى.

كان مدخل الهيكل أي البيت أو القدس عبارة عن حائط خشبى عمل فيه باب عرضه خمسة أذرع، وللباب مصراعان كل مصراع مكون من دلفتين تنطوى كل واحدة على الأخرى فينفتح الباب تمامًا. وكان عرض باب القدس أعرض من باب قدس الأقداس لأن القدس يدخله الكهنة كل يوم فكان عرضه خمسة أذرع، أما قدس الأقداس فكان عرضه أربعة أذرع إذ يدخله رئيس الكهنة فقط مرة واحدة في السنة. ويلاحظ أن أخشاب الباب كلها من النوع الثمين وهو خشب الزيتون أو السرو.

العدد 35

ع35:

مطرق: مطروق.

نحت على الدلفتين نقش الكروبيم ونخيل وبراعم وزهور وغشاهما بذهب مطروق فظهرت أشكال الكاروبيم وباقى النقوش كأنها مجسمة ومصنوعة من الذهب، فكانت جميلة جدًا.

ويفهم من هذا أن الذهب كان صفائح رقيقة يمكن طرقها لتأخذ شكل النقوش المنقورة في الخشب فتبدو الأشكال كأنها مصنوعة من الذهب.

العدد 36

ع36:

أمام القدس كانت هناك الدار الداخلية وتسمى أيضًا دار الكهنة، وهي ساحة يوجد فيها المذبح النحاسى والمراحض ولها جداران على جانبيها. كل جدار مصنوع من ثلاثة صفوف من حجارة موضوعة فوق بعضها وفوقها صف من خشب الأرز لتثبيتها وتزيينها. وهذه الدار غير دار أخرى بعدها تسمى دار الشعب، أو الدار الخارجية أو الدار العظمى. ولا ننسى أنه في خيمة الاجتماع لم يكن هناك إلا ساحة واحدة خارجية أمام القدس. وتسمى دار الكهنة بالدار العليا (إر36: 10)، لأنها كانت في مستوى أعلى من دار الشعب حتى يستطيع الشعب أن يشاهدوا الكهنة وهم يقومون بطقوس العبادة المختلفة (2 أى4: 9).

الأعداد 37-38

ع37 - 38:

:

شهر زيو: يقابل شهر أبريل ومايو أي يأخذ جزءًا من كلا الشهرين.

شهر بول: يقابل شهرى أكتوبر ونوفمبر.

بدأ بناء الهيكل في السنة الرابعة لملك سليمان في شهر زيو واستمر حتى السنة الحادية عشر لملكه في شهر بول، أي استغرق سبع سنوات ونصف لأنه بدأ في شهر زيو وهو الشهر الثاني من السنة الرابعة واستمر إلى شهر بول وهو الشهر الثامن من السنة الحادية عشر فتكون المدة سبع سنوات وستة أشهر هذا عدا فترة إعداد الأخشاب والمواد التي بنى بها البيت. ونرى أن سليمان صنع كل ما في داخل القدس، أو خارجه جديدًا بمقاسات مختلفة عما في خيمة الاجتماع، ولكن الشئ الوحيد الذي لم يغيره عن خيمة الاجتماع هو تابوت عهد الله، فأخذه كما هو ووضعه في المحراب الذي هو قدس الأقداس فهو يمثل وجود الله والله ليس عنده تغيير ولا ظل دوران.

ويلاحظ أن العمل في الهيكل كان له روح متميزة عن باقى الأعمال أهمها:

الاهتمام والحماس فكانوا يعملون بنشاط لأنه بيت الله، أي أهم من أي بيت آخر في العالم.

كان العمل بدقة بحسب المواصفات التي أعلنها الله وليس بحسب أفكار البشر مهما كانوا فنانين.

بهدوء فلم تقطع الأخشاب والأحجار بمكان البناء ولم يسمع صوت أزميل فصار العمل في هدوء، وهذا يناسب أعمال الله، إذ يجب أن تكون بعيدة عن الضوضاء.

كان العمل بفرح لأنه بركة كبيرة لكل من يعمل في بيت الرب.

وخيمة الاجتماع تعلن وجود الله وسط شعبه وامتدادها هو هيكل سليمان، وهي ترمز للكنيسة في العهد الجديد وكلها ترمز لأورشليم السمائية، أي ملكوت السموات، فكلها تعلن وجود الله وسط شعبه. والفرق بين الكنيسة وهيكل سليمان أنه لم يكن مسموحًا بدخول القدس إلا للكهنة فقط وأما قدس الأقداس فيدخله رئيس الكهنة وحده مرة واحدة في السنة، أما في الكنيسة فكل الشعب يدخل إليها، بل ويتناولون من جسد الرب ودمه ويتحدون به وتقبل الكنيسة كل المؤمنين سواء من أصل يهودي أو أممى.

وهيكل سليمان فيه أجزاء مخفية لا يراها إلا رئيس الكهنة وهي قدس الأقداس أو المحراب، أما في كنيسة العهد الجديد فكل شيء مكشوف للمؤمنين على الأرض والجزء المخفى فقط هو الكنيسة المنتصرة في السماء وحتى هذه تظهر لبعض المؤمنين في ظهورات القديسين. وكما رسمت أشكال الكاروبيم على جدران الهيكل وأبوابه كذلك فإن الملائكة تملأ الكنيسة وتحيط بالمؤمنين.

† إن محبة الله جعلتك هيكلًا للروح القدس ليسكن فيك الله على الدوام بروحه القدوس ويعطيك جسده ودمه لتتحد به فأنت معد لسُكنى الله ولتسكن في السماء؛ فتذكر هذا دائمًا حتى تبتعد عن كل خطية وتقترب إلى الله وتتمتع بعشرته.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح السابع - سفر الملوك الأول - مارمرقس مصر الجديدة

الأصحاح الخامس - سفر الملوك الأول - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير سفر الملوك الأول الأصحاح 6
تفاسير سفر الملوك الأول الأصحاح 6