الأصحاح الحادي عشر – سفر الملوك الأول – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر الملوك الأول – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأَصْحَاحُ الحَادِي عَشَرَ

انحراف سليمان ومعاقبة الرب له.

1 وَأَحَبَّ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ نِسَاءً غَرِيبَةً كَثِيرَةً مَعَ بِنْتِ فِرْعَوْنَ: مُوآبِيَّاتٍ وَعَمُّونِيَّاتٍ وَأَدُومِيَّاتٍ وَصِيدُونِيَّاتٍ وَحِثِّيَّاتٍ 2 مِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ قَالَ عَنْهُمُ الرَّبُّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: «لاَ تَدْخُلُونَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ لاَ يَدْخُلُونَ إِلَيْكُمْ، لأَنَّهُمْ يُمِيلُونَ قُلُوبَكُمْ وَرَاءَ آلِهَتِهِمْ». فَالْتَصَقَ سُلَيْمَانُ بِهؤُلاَءِ بِالْمَحَبَّةِ. 3 وَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيِّ، فَأَمَالَتْ نِسَاؤُهُ قَلْبَهُ. 4 وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلًا مَعَ الرَّبِّ إِلهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ. 5 فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلهَةِ الصِّيدُونِيِّينَ، وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ. 6 وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلَمْ يَتْبَعِ الرَّبَّ تَمَامًا كَدَاوُدَ أَبِيهِ. 7 حِينَئِذٍ بَنَى سُلَيْمَانُ مُرْتَفَعَةً لِكَمُوشَ رِجْسِ الْمُوآبِيِّينَ عَلَى الْجَبَلِ الَّذِي تُجَاهَ أُورُشَلِيمَ، وَلِمُولَكَ رِجْسِ بَنِي عَمُّونَ. 8 وَهكَذَا فَعَلَ لِجَمِيعِ نِسَائِهِ الْغَرِيبَاتِ اللَّوَاتِي كُنَّ يُوقِدْنَ وَيَذْبَحْنَ لآلِهَتِهِنَّ.

الأعداد 1-2

ع1 - 2:

:

موآبيات وعمونيات: من بنات شعبى موآب وبنى عمون، وهم أولاد لوط من ابنتيه وسكن الشعبان شرقى نهر الأردن.

أدوميات: بنات أدوم وأدوم هو عيسو، سكنت قبيلته شرقى خليج العقبة وجنوب بني إسرائيل.

صيدونيات: بنات صيدون التي هي "صيدا" حاليًا. وهي مدينة لبنانية شهيرة على ساحل البحر الأبيض.

حثيات: بنات حث ويرجح أن بنى حث هم أصل الأرمن الحاليين وكانوا يسكنوا شمال بلاد اليهود بجوار حماه.

اشتعل قلب سليمان بمحبة النساء فقادته شهوته للارتباط بزوجات كثيرات، ليس فقط من بني إسرائيل، بل أيضًا من الشعوب المحيطة ببلاده مثل الموآبيات والعمونيات والأدوميات والصيدونيات والحثيات، وشجعه على هذا أنه في أيامه كانت عظمة ملوك الأمم تقدر بكثرة نسائهم، ولعله قصد أيضًا أهدافًا سياسية في تعضيد ملكه، بأن يرتبط بملوك ورؤساء هذه الشعوب.

ولكن كان هذا مخالفًا لشريعة الله فيما يلي:

نهت الشريعة عن إكثار الزيجات (تث17: 16، 17).

منعت الشريعة أيضًا الزواج بالأجنبيات، حتى لا يبعدن شعب الله عن عبادته فيرتبطوا بآلهة الأمم الوثنية (خر34: 15، 16، تث7: 3) وهذا ما حدث فعلًا مع سليمان.

وبالطبع كثرة الزيجات جعلت نفقات الملك كثيرة جدًا، حتى أن غنى سليمان لم يكفِ نفقاته واحتاجت خزينة المملكة مما جعله يزيد الضرائب ويرهق شعبه، فقد أساء وظلم شعبه لأجل كثرة شهواته.

ونلاحظ أن الله عندما بارك سليمان وأعطاه خيرات وحكمة كثيرة أنه انشغل بشهواته وكان ينبغى أن يهتم بعبادة الله وتعليم أولاده وشعبه حتى ينهض بهم روحيًا ولكنه اكتفى ببناء بيت الله ثم انشغل بقصوره وشهواته، فبدأ يبتعد عن الله.

† فكن حريصًا مهما كان ذكاؤك ومعرفتك، حتى لا تنزلق في شهوات العالم وذلك بأن تتمسك بوصايا الله وتخضع لأبيك الروحي وتراجع نفسك كل يوم وتتضع أمام الله، فينقذك من فخاخ إبليس.

العدد 3

ع3:

إذ ارتبط سليمان بألف زوجة بدأت محبته لله تضعف وابتعد عن مخافة الله. لقد ظن أن سعادته تكمن في هؤلاء النساء فصار مغرمًا بهن ووقع تحت تأثيرهن.

† عجيب هو هذا العدد من النساء فإن دلنا على شيء فهو أنه إذا تهاوننا في التمسك بأقوال الله وانفتح الباب لانحدار الإنسان يصعب عليه أن يتوقف عند حد معين. فلنحذر البداية التي قد تكون بسيطة ولكنها تجر وراءها سيل من الانحرافات.

العدد 4

ع4:

تأثر سليمان بالزيجات الكثيرة الأجنبية، فبدأ يجامل نساءه بإقامة أصنام لآلهتهن وهكذا في شيخوخته عبد الأوثان إلى جانب عبادة الله ولم تستطع حكمته أن تحميه؛ لأنه ابتعد عن الله ولم يحيا باستقامة قلب، مثل داود أبيه، الذي رفض عبادة الأوثان تمامًا طوال حياته.

ويرى الكثير من الآباء أن سليمان تاب في نهاية حياته وكتب سفر الجامعة الذي يظهر زهده في كل الشهوات وعودته إلى عبادة الله فقط.

وإن قلنا سليمان قد مات وعمره حوالي ستون عامًا فيكون زمان شيخوخته حوالي الخمسين، فهذا عمر مبكر ولكنه اعتبر شيخوخة له لكثرة انهماكه في اللذات الجسدية وما نتج عنها من هموم وأتعاب جعلته يصل للشيخوخة مبكرًا.

العدد 5

ع5:

عشتاروت إلهة الصيدونيين: الإلهة الرئيسية في كل من بابل وأشور وفى مدن الفينيقيين الساحلية، كانت تعبد دائمًا مع إله ذكر هو البعل، رمزت هي والبعل إلى القمر والشمس.

ملكوم رجس العمونيين: مولك إله العمونيين. كان يقدم له ذبائح بشرية خاصة من الأطفال، وصنع صنمه من نحاس مجوف تشعل نارًا حامية في تجويفه ويوضح الطفل على ذراعى التمثال الساخنتان جدًا وأثناء ذلك يدقون الطبول؛ لمنع سماع صراخه.

سمح سليمان لزوجاته الصيدونيات بعبادة إلهتهن عشتاروت، كما سمح للعمونيات بعبادة آلهتهن ملكوم وذلك تحت تأثير إلحاحهن عليه بقبول آلهتهن. وإن كان من المحتمل أنه لم يشارك بنفسه في هذه العبادة، بل سمح بها وقد يكون أحبها.

العدد 6

ع6:

عصى بذلك سليمان الرب إلهه وسار مع آلهة أخرى، فعبدها مع عبادة الإله الحقيقي الواحد، فكان هذا شرًا في عينى الرب، الذي سبق وحذره مرتين في رؤيتين؛ حتى لا يقع فيه.

العدد 7

ع7:

كموش رجس الموآبيين: إله الموآبيين. كانت طريقة عبادته تشبه عبادة "مولك" بتقديم الأولاد ذبائح له وهو إله الشمس.

إرضاءً لزوجاته أقام مرتفعة خُصِّصَت لعبادة الإله الوثني "كموش" إله الموآبيين، وكان موقعها هو جبل الزيتون، كما أقام مرتفعة أخرى خُصِّصَت للإله "مولك" إله بنى عمون. فبذلك كان مرتفع كموش في شمال أورشليم ومرتفع مولك جنوبها. وبهذه المرتفعات سقط سليمان في خطايا كثيرة:

تحدى الله وأغاظه بإقامة عبادات وثنية في مواجهة هيكل الله.

أعثر شعبه وأضله؛ لأنه شجعه على عبادة الأوثان بالإضافة إلى عبادة الله.

أفقد شعب الله مكانته، كقدوة صالحة للأمم المحيطة وأصبح الله مجرد إله بين آلهة كثيرة.

ولم نسمع أن سليمان عندما تزوج ابنة فرعون أنه أقام معابد لآلهتها الوثنية ولعل هذا معناه أنه استطاع أن يقنعها بعبادة الله فانضمت إلى شعبه، ولكن انغماسه في الشهوات وكثرة النساء أضعف إرادته وحرارته الروحية فخضع لضغوط زوجاته الأخريات وأدخل عبادتهن الوثنية في بلاده.

العدد 8

ع8:

لم يكتفِ سليمان بهاتين المرتفعتين للآلهة الوثنية، بل أقام مثلهما لآلهة زوجاته الوثنيات اللواتى كن يقدمن البخور والذبائح لآلهتهن وبهذا أدخل سليمان عبادة الأوثان والذبح على المرتفعات التي ظلت في حياة نسله مئات السنين حتى يوشيا الملك الصالح، الذي ظهر قرب نهاية المملكة أي قبل السبي بقليل وأزال هذه العبادات تمامًا.

9 فَغَضِبَ الرَّبُّ عَلَى سُلَيْمَانَ لأَنَّ قَلْبَهُ مَالَ عَنِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَرَاءَى لَهُ مَرَّتَيْنِ، 10 وَأَوْصَاهُ فِي هذَا الأَمْرِ أَنْ لاَ يَتَّبعَ آلِهَةً أُخْرَى، فَلَمْ يَحْفَظْ مَا أَوْصَى بِهِ الرَّبُّ. 11 فَقَالَ الرَّبُّ لِسُلَيْمَانَ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّ ذلِكَ عِنْدَكَ، وَلَمْ تَحْفَظْ عَهْدِي وَفَرَائِضِيَ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ بِهَا، فَإِنِّي أُمَزِّقُ الْمَمْلَكَةَ عَنْكَ تَمْزِيقًا وَأُعْطِيهَا لِعَبْدِكَ. 12 إِلاَّ إِنِّي لاَ أَفْعَلُ ذلِكَ فِي أَيَّامِكَ، مِنْ أَجْلِ دَاوُدَ أَبِيكَ، بَلْ مِنْ يَدِ ابْنِكَ أُمَزِّقُهَا. 13 عَلَى أَنِّي لاَ أُمَزِّقُ مِنْكَ الْمَمْلَكَةَ كُلَّهَا، بَلْ أُعْطِي سِبْطًا وَاحِدًا لابْنِكَ، لأَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي، وَلأَجْلِ أُورُشَلِيمَ الَّتِي اخْتَرْتُهَا».

الأعداد 9-10

ع9 - 10:

بالطبع انحراف سليمان في عبادته الأوثان أثار غضب الله عليه وذلك لما يلى:

لأن الله ظهر له مرتين في رؤيا وحذره من عبادة الأوثان (1 مل 3: 5 - 14؛ 9: 1 - 9).

وهب الله له حكمة فاقت كل من قبله ومن بعده.

منحه غنى أكثر من جميع ملوك الأرض أيامه.

العدد 11

ع11:

أعلن الله عقابه لسليمان بسبب كسره للعهد مع الله ورفضه وصاياه. وقال له أنى سأمزق مملكتك وأعطيها لعبدك. ويقصد أن الله سيسمح أن تنقسم إلى قسمين ويأخذ الجزء الأكبر منها يربعام بن ناباط عبد سليمان.

وقد أعلن الله عقابه هذا إما على يد نبى مثل أخيا، أو على فم رئيس الكهنة أو بأى طريقة مثل سماعه صوت من السماء.

الأعداد 12-13

ع12 - 13:

:

وتظهر كرامة القديسين، فمن أجل داود ومن أجل اسم الله المدعو على هيكله في أورشليم المدينة المقدسة وعد الله سليمان بتأجيل العقاب إلى عهد ابنه وإبقاء سبط تحت حكمه. والسبط الواحد المذكور هو سبط بنيامين الذي كان سبطًا صغيرًا مجاورًا لسبط يهوذا فانضم الاثنان وصارا مملكة واحدة باسم مملكة يهوذا.

وقد قصد الله بهذا العقاب ليس الانتقام من سليمان، بل دعوته للتوبة. ويرى الكثير من الآباء أنه تاب فعلًا بعد سماعه عقاب الله وكتب سفر الجامعة الذي يظهر فيه بطلان العالم واهتمامه بحفظ وصايا الله.

وإبقاء سبط بنيامين مع يهوذا تحت حكم نسل داود له غرضين:

استمرار عبادة الله بهيكله في أورشليم.

استمرار نسل داود حتى يأتي منه المسيح مخلص العالم.

† ثق أن الله يحبك حتى وأنت في خطيتك، فيرسل لك بركات كثيرة أو عقابًا في شكل ضيقات مختلفة لتتوب. فارجع إليه بسرعة لتستعيد بنوتك وتتمتع برعايته وحبه.

14 وَأَقَامَ الرَّبُّ خَصْمًا لِسُلَيْمَانَ: هَدَدَ الأَدُومِيَّ، كَانَ مِنْ نَسْلِ الْمَلِكِ فِي أَدُومَ. 15 وَحَدَثَ لَمَّا كَانَ دَاوُدُ فِي أَدُومَ، عِنْدَ صُعُودِ يُوآبَ رَئِيسِ الْجَيْشِ لِدَفْنِ الْقَتْلَى، وَضَرَبَ كُلَّ ذَكَرٍ فِي أَدُومَ. 16 لأَنَّ يُوآبَ وَكُلَّ إِسْرَائِيلَ أَقَامُوا هُنَاكَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ حَتَّى أَفْنَوْا كُلَّ ذَكَرٍ فِي أَدُومَ. 17 أَنَّ هَدَدَ هَرَبَ هُوَ وَرِجَالٌ أَدُومِيُّونَ مِنْ عَبِيدِ أَبِيهِ مَعَهُ لِيَأْتُوا مِصْرَ. وَكَانَ هَدَدُ غُلاَمًا صَغِيرًا. 18 وَقَامُوا مِنْ مِدْيَانَ وَأَتَوْا إِلَى فَارَانَ، وَأَخَذُوا مَعَهُمْ رِجَالًا مِنْ فَارَانَ وَأَتَوْا إِلَى مِصْرَ، إِلَى فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ، فَأَعْطَاهُ بَيْتًا وَعَيَّنَ لَهُ طَعَامًا وَأَعْطَاهُ أَرْضًا. 19 فَوَجَدَ هَدَدُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْ فِرْعَوْنَ جِدًّا، وَزَوَّجَهُ أُخْتَ امْرَأَتِهِ، أُخْتَ تَحْفَنِيسَ الْمَلِكَةِ. 20 فَوَلَدَتْ لَهُ أُخْتُ تَحْفَنِيسَ جَنُوبَثَ ابْنَهُ، وَفَطَمَتْهُ تَحْفَنِيسُ فِي وَسَطِ بَيْتِ فِرْعَوْنَ. وَكَانَ جَنُوبَثُ فِي بَيْتِ فِرْعَوْنَ بَيْنَ بَنِي فِرْعَوْنَ. 21 فَسَمِعَ هَدَدُ فِي مِصْرَ بِأَنَّ دَاوُدَ قَدِ اضْطَجَعَ مَعَ آبَائِهِ، وَبِأَنَّ يُوآبَ رَئِيسَ الْجَيْشِ قَدْ مَاتَ. فَقَالَ هَدَدُ لِفِرْعَوْنَ: «أَطْلِقْنِي إِلَى أَرْضِي». 22 فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ: «مَاذَا أَعْوَزَكَ عِنْدِي حَتَّى إِنَّكَ تَطْلُبُ الذَّهَابَ إِلَى أَرْضِكَ؟ » فَقَالَ: «لاَ شَيْءَ، وَإِنَّمَا أَطْلِقْنِي». 23 وَأَقَامَ اللهُ لَهُ خَصْمًا آخَرَ: رَزُونَ بْنَ أَلِيدَاعَ، الَّذِي هَرَبَ مِنْ عِنْدِ سَيِّدِهِ هَدَدَ عَزَرَ مَلِكِ صُوبَةَ، 24 فَجَمَعَ إِلَيْهِ رِجَالًا فَصَارَ رَئِيسَ غُزَاةٍ عِنْدَ قَتْلِ دَاوُدَ إِيَّاهُمْ، فَانْطَلَقُوا إِلَى دِمَشْقَ وَأَقَامُوا بِهَا وَمَلَكُوا فِي دِمَشْقَ. 25 وَكَانَ خَصْمًا لإِسْرَائِيلَ كُلَّ أَيَّامِ سُلَيْمَانَ، مَعَ شَرِّ هَدَدَ. فَكَرِهَ إِسْرَائِيلَ، وَمَلَكَ عَلَى أَرَامَ.

العدد 14

ع14:

كان السلام الذي أحاط بسليمان في فترة حكمه حتى الآن هو من تدبير الرب الذي جعل كل من حوله يسالمونه كما يقول الكتاب: "إن أرضت طرق إنسان الرب جعل أعداءه يسالمونه" (أم16: 7). لكن حين أخطأ تخلت عنه النعمة الإلهية فبدأ يظهر له أعداء يقاومونه، وربما كانوا موجودين ولكن كانوا ضعفاء أمام قوة الله التي تسانده ومن هؤلاء الأعداء هدد الأدومى الذي كان أميرًا أدوميًا.

ونلاحظ أن غنى سليمان واهتمامه بكثرة الخيل والمركبات لم يحِمِه ويسنده لأن الله هو الذي يحمى أولاده إذا حفظوا وصاياه وابتعدوا عن الشهوات.

الأعداد 15-16

ع15 - 16:

:

لدفن القتلى: المقصود القتلى من بني إسرائيل.

هجم جيش داود على أدوم وانتصر عليهم واستولى على بلادهم ووضع جنودًا تابعين له فيها ولكن بعد ذلك عصت آدوم على داود وقتلت بعض جنوده فهجم عليها جيش داود برئاسة يوآب ودفنوا الجنود اليهود القتلى وأبادوا كل ذكر في آدوم؛ لأجل عصيانها وذلك خلال ستة شهور.

العدد 17

ع17:

استطاع بعض رجال من الحرس الملكى الأدومى أن يهربوا إلى مصر وأخذوا معهم الأمراء وهو هدد وكان غلامًا صغيرًا. ولم تكن مصر على علاقة طيبة ببني إسرائيل أيام داود كما أصبحت فيما بعد أيام سليمان؛ لأجل زواجه بإبنة فرعون.

العدد 18

ع18:

مديان: جزء من شبه جزيرة سيناء وتمتد من خليج العقبة إلى شمال سيناء.

فاران: صحراء جنوب يهوذا شرق بئر سبع وشمال سيناء.

سلك هدد والرجال الذين معه طريقًا غير مألوف في الرحلات من فلسطين إلى مصر؛ ليهربوا من جنود داود المطاردين لهم، فذهبوا عن طرق "مديان" حتى وصلوا إلى "فاران" ومن هناك أرشدهم سكان فاران إلى الطريق إلى مصر، حيث قدموا أنفسهم لملك مصر طالبين اللجوء إليه، فكان فرعون كريمًا جدًا مع هدد وأعطاه بيتًا وخصَّص له طعامًا يوميًا ومنحه أرضًا.

الأعداد 19-20

ع19 - 20:

:

تحفنيس: امرأة فرعون الذي ينتمى للأسرة الحادية والعشرين وكان معاصرًا لسليمان.

أعجب فرعون بهدد فأكرمه وزوجه أخت زوجته الملكة وأنجب منها هدد ابنًا ذكرًا أسماه "جنوبثفطم الطفل وتربى مع بنى فرعون في قصره. وقد صاهر فرعون هدد ليكون له حليفًا في هذه المنطقة.

العدد 21

ع21:

ظل هدد في مصر هاربًا من وجه داود حتى علم بموته هو ورئيس جيشه يوآب فقرر العودة إلى وطنه وطلب الإذن في ذلك من فرعون وكان ذلك في أوائل حكم سليمان، وبدأ يثير الأدوميين ضد سليمان..

العدد 22

ع22:

رغم إكرام فرعون لهدد، طلب منه الرجوع إلى مصر بعد موت داود، وحاول فرعون أن يستبقيه ولكنه أصرّ لأنه كان يريد الثأر لبلاده. وبدأ هدد بهجمات ضعيفة على بني إسرائيل في البداية ولكنها ازدادت مع الوقت، وكان ذلك بعد سقوط سليمان وعقاب الله له.

العدد 23

ع23:

هدد عزر ملك صوبة: سبق أن حاربه داود وانتصر عليه. عاود الكرة بمساعدة ملوك آخرين تحالفوا معه، هزمهم داود أيضًا وذبح قائدهم "شوبك" فاستسلم الباقون لداود (2 صم10: 6 - 19).

صوبة: مملكة عظيمة من ممالك "أرام" غربى الفرات.

الخصم الثاني كان رزون بن أليداع، وأحد قواد هدد عزر ملك صوبة، هرب بعد أن هزمهم داود وظل رزون وكل من معه يخافون داود لأجل تقواه ومساندة الله له، ثم من بعده سليمان عندما كان يعبد الله بكل قلبه. ولكن عندما زاغ سليمان وراء عبادة الأوثان رفع الله مساندته له، فبدأ رزون يقاوم سليمان.

العدد 24

ع24:

عندما هرب رزون من وجه داود كوّن عصابة ضمّ إليها رجال كثيرين، وصار يهاجم بعض البلاد ويأخذ غنائمهم حتى قوى واستطاع أن يهاجم دمشق ويمتلكها.

العدد 25

ع25:

أرام: هي سوريا الحالية.

بتملك رزون على دمشق سيطر على مملكة أرام التي عاصمتها دمشق. وكانت دمشق مدينة تجارية وعلى طريق تجارى وبتملك رزون عليها خسر سليمان كثيرًا في تجارته ولم تعد أرام خاضعة له بل صارت مركزًا لمقاومته من شمال بلاده بالإضافة إلى مقاومة هدد الأدومى له من الجنوب (ع14). وكان رزون يحمل كراهية لسليمان بسبب ما صنعه داود في بلاده فقاوم سليمان بشدة.

† إحفظ وصايا الله حتى يحفظك من أعدائك الشياطين الذين يريدون أن يفترسوك ولكنهم يخافون منك إذا تمسكت بالله. فثق بقوتك ما دمت مع الله ولا تهتم بتهديدات الأشرار فالله قادر أن ينقذك منها.

26 وَيَرُبْعَامُ بْنُ نَابَاطَ، أَفْرَايِمِيٌّ مِنْ صَرَدَةَ، عَبْدٌ لِسُلَيْمَانَ. وَاسْمُ أُمِّهِ صَرُوعَةُ، وَهِيَ امْرأَةٌ أَرْمَلَةٌ، رَفَعَ يَدَهُ عَلَى الْمَلِكِ. 27 وَهذَا هُوَ سَبَبُ رَفْعِهِ يَدَهُ عَلَى الْمَلِكِ: أَنَّ سُلَيْمَانَ بَنَى الْقَلْعَةَ وَسَدَّ شُقُوقَ مَدِينَةِ دَاوُدَ أَبِيهِ. 28 وَكَانَ الرَّجُلُ يَرُبْعَامُ جَبَّارَ بَأْسٍ، فَلَمَّا رَأَى سُلَيْمَانُ الْغُلاَمَ أَنَّهُ عَامِلٌ شُغْلًا، أَقَامَهُ عَلَى كُلِّ أَعْمَالِ بَيْتِ يُوسُفَ. 29 وَكَانَ فِي ذلِكَ الزَّمَانِ لَمَّا خَرَجَ يَرُبْعَامُ مِنْ أُورُشَلِيمَ، أَنَّهُ لاَقَاهُ أَخِيَّا الشِّيلُونِيُّ النَّبِيُّ فِي الطَّرِيقِ وَهُوَ لاَبِسٌ رِدَاءً جَدِيدًا، وَهُمَا وَحْدَهُمَا فِي الْحَقْلِ. 30 فَقَبَضَ أَخِيَّا عَلَى الرِّدَاءِ الْجَدِيدِ الَّذِي عَلَيْهِ وَمَزَّقَهُ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ قِطْعَةً 31 وَقَالَ لِيَرُبْعَامَ: «خُذْ لِنَفْسِكَ عَشَرَ قِطَعٍ، لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: هأَنَذَا أُمَزِّقُ الْمَمْلَكَةَ مِنْ يَدِ سُلَيْمَانَ وَأُعْطِيكَ عَشَرَةَ أَسْبَاطٍ. 32 وَيَكُونُ لَهُ سِبْطٌ وَاحِدٌ مِنْ أَجْلِ عَبْدِي دَاوُدَ وَمِنْ أَجْلِ أُورُشَلِيمَ الْمَدِينَةِ الَّتِي اخْتَرْتُهَا مِنْ كُلِّ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ، 33 لأَنَّهُمْ تَرَكُونِي وَسَجَدُوا لِعَشْتُورَثَ إِلهَةِ الصِّيدُونِيِّينَ، وَلِكَمُوشَ إِلهِ الْمُوآبِيِّينَ، وَلِمَلْكُومَ إِلهِ بَنِي عَمُّونَ، وَلَمْ يَسْلُكُوا فِي طُرُقِي لِيَعْمَلُوا الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيَّ وَفَرَائِضِي وَأَحْكَامِي كَدَاوُدَ أَبِيهِ. 34 وَلاَ آخُذُ كُلَّ الْمَمْلَكَةِ مِنْ يَدِهِ، بَلْ أُصَيِّرُهُ رَئِيسًا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ لأَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي الَّذِي اخْتَرْتُهُ الَّذِي حَفِظَ وَصَايَايَ وَفَرَائِضِي. 35 وَآخُذُ الْمَمْلَكَةَ مِنْ يَدِ ابْنِهِ وَأُعْطِيكَ إِيَّاهَا، أَيِ الأَسْبَاطَ الْعَشَرَةَ. 36 وَأُعْطِي ابْنَهُ سِبْطًا وَاحِدًا، لِيَكُونَ سِرَاجٌ لِدَاوُدَ عَبْدِي كُلَّ الأَيَّامِ أَمَامِي فِي أُورُشَلِيمَ الْمَدِينَةِ الَّتِي اخْتَرْتُهَا لِنَفْسِي لأَضَعَ اسْمِي فِيهَا. 37 وَآخُذُكَ فَتَمْلِكُ حَسَبَ كُلِّ مَا تَشْتَهِي نَفْسُكَ، وَتَكُونُ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ. 38 فَإِذَا سَمِعْتَ لِكُلِّ مَا أُوصِيكَ بِهِ، وَسَلَكْتَ فِي طُرُقِي، وَفَعَلْتَ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيَّ، وَحَفِظْتَ فَرَائِضِي وَوَصَايَايَ كَمَا فَعَلَ دَاوُدُ عَبْدِي، أَكُونُ مَعَكَ وَأَبْنِي لَكَ بَيْتًا آمِنًا كَمَا بَنَيْتُ لِدَاوُدَ، وَأُعْطِيكَ إِسْرَائِيلَ. 39 وَأُذِلُّ نَسْلَ دَاوُدَ مِنْ أَجْلِ هذَا، وَلكِنْ لاَ كُلَّ الأَيَّامِ». 40 وَطَلَبَ سُلَيْمَانُ قَتْلَ يَرُبْعَامَ، فَقَامَ يَرُبْعَامُ وَهَرَبَ إِلَى مِصْرَ إِلَى شِيشَقَ مَلِكِ مِصْرَ. وَكَانَ فِي مِصْرَ إِلَى وَفَاةِ سُلَيْمَانَ.

العدد 26

ع26:

صردة: مدينة تقع غرب الأردن.

ظهر خصم ثالث لسليمان هو يربعام بن ناباط وهو من عبيده وكان من سبط أفرايم ومن مدينة صردة، أمه اسمها صروعه وكانت أرملة. وقد كان سبط أفرايم - أكبر الأسباط عددًا - وكان كثير التمرد منذ عصر القضاة، أيام جدعون وبعده يفتاح الجلعادى، ثم تمردوا على داود. وهكذا يظهر أعداء لسليمان ليس من الخارج فقط كهدد ورزون، بل من الداخل أيضًا، أي من عبيده.

الأعداد 27-28

ع27 - 28:

:

رفع يده على الملك: تمرد عليه.

بدأت قصة تمرد يربعام منذ أن قام سليمان ببناء القلعة وهي جزء حصين في أورشليم، ورمَّم أيضًا مدينة داود وهي جزء آخر في أورشليم. وظهر نشاط يربعام في العمل وشخصيته القوية، حتى أن سليمان وثق به وأقامه مسئولًا عن العاملين من نسل يوسف، أي سبطى أفرايم ومنسى لأنه أفرايمى مثلهم. وكان يربعام قويًا في قيادته لسبط أفرايم؛ لأن التسخير أمر مكروه، بالإضافة إلى سبط أفرايم كان يشعر أنه أحق بالملك من سبط يهوذ الذي أتى منه سليمان. فكيف يُسخرون لملك ليس من سبطهم.

الأعداد 29-30

ع29 - 30:

:

شيلوه: تقع في جبل أفرايم شمال أورشليم على بعد 19 كم وكانت مقرًا لخيمة الاجتماع فترة طويلة، منذ أيام يشوع وحتى داود (يش18: 1).

حدث في ذلك الوقت أن يربعام كان خارجًا من مدينة أورشليم، غالبًا لتنفيذ مهمة ما كُلِّف بها، فقابله النبي أخيا الشيلونى وكان النبى يرتدى ثوبًا جديدًا. فنزع النبي الثوب الذي كان يرتديه ومزقه إلى اثنتى عشرة قطعة بعدد أسباط إسرائيل. وليعلن الله أنه صاحب قرار تمزيق المملكة جعل نبيه - الذي يمثله - يمزق ثوبه إلى إثنتى عشر قطعة، أي أن الله الملك الحقيقي للمملكة سيسمح بتمزيقها إلى قسمين يشمل الأول عشرة أسباط والثانى سبطين وهذا يذكرنا بما فعله شاول عندما أمسك بثوب صموئيل فتمزق وحينئذ قال صموئيل أن الله سيمزق المملكة عنه أي سيموت شاول ويملك عليها من يستحقها وهو داود (1 صم15: 27، 28).

العدد 31

ع31:

قال النبي ليربعام خذ عشر قطع من هذا الثوب، ثم فسر له ماذا يعنى ذلك وهو أن الرب إله إسرائيل سيسمح بتقسيم مملكة إسرائيل، بعد أن كانت جميع الأسباط خاضعة لسليمان، وأن يربعام سيأخذ عشرة أسباط يملك عليها.

العدد 32

ع32:

ولكن بسبب محبة الرب لداود واعتزازه بأورشليم المدينة المختارة ليكون اسمه عليها، قرر الإبقاء على استمرار خضوع سبط واحد لسليمان هو سبط بنيامين بالإضافة إلى سبط يهوذا الذي منه سليمان.

العدد 33

ع33:

أعلن الرب سبب سماحه بتمزيق المملكة وهو ترك إسرائيل للإله الحي وعبادتهم لعشتاروت إله صيدون ولكموش إله موآب ولملكوم إله بنى عمون، وبذلك يكون إسرائيل قد انحرف - تحت حكم سليمان - عن طريق الرب ولم يعمل ما هو مرضى للرب ولم يحافظ على الفرائض والأحكام التي أعطاه إياها كما حافظ عليها خلال فترة حكم داود. وبسبب اهتمام سليمان بالآلهة الوثنية جعل الكثيرين من شعبه يسقطون في عبادة الأوثان.

† عندما تحل بك تجربة إفحص نفسك لئلا يكون السبب هو خطيتك، فتب عنها واعلم أن الله حنون ومستعد أن يسامحك ويرفع عنك التجربة ويحولها لخيرك.

العدد 34

ع34:

مرة أخرى يعلن الرب أمانته لعهوده لداود ومحبته له بأنه لن تتم عملية فصل الأسباط في حياة سليمان بل سيتركه ملكًا على جميع أسباط بني إسرائيل كل أيام حياته. ولعل الله يريد بهذا أن يعطيه فرصة حتى يتوب ولا ينشغل بانقسام المملكة في أيامه، فالله يقدر أتعاب سليمان في بناء الهيكل وكل أعماله العظيمة. وغالبًا تاب سليمان بدليل كتابته سفر الجامعة في أواخر حياته، ولكن الله أصرّ على انقسام المملكة بسبب انتشار عبادة الأوثان التي سلك فيها الكثير من الملوك الذين من نسل سليمان.

العدد 35

ع35:

يكرّر الرب ذكر ما سيفعله مستقبلًا بأن عملية الانشقاق هذه ستتم في أيام حكم ابن سليمان فيعطى الرب عشرة أسباط ليربعام ليملك عليها.

العدد 36

ع36:

يبقى الرب سبطًا واحدًا لكي تظل ذكرى داود ماثلة أمامه كل الأيام في مدينة أورشليم التي اختارها ليضع اسمه فيها ولم تسقط أورشليم في السبي إلا في النهاية بعد جميع الأسباط. وكما كان داود كوكبًا مضيئًا في يد الله، هكذا يكون نسله سراجًا على مدى الأيام، وإن كان بعضًا من نسله قد سار في الشر وخفت نور السراج في هذه الأزمنة، ولكن يضئ هذا السراج بقوة في شخص المسيح الآتي من نسل داود ليملك إلى الأبد على قلوب المؤمنين به.

العدد 37

ع37:

يعطى الرب المُلك ليربعام ويمنحه كل ما يرغب فيه ويكون ملكًا على إسرائيل.

ونرى هنا أن الله يعلن اسم المملكة الجديدة المنشقة، أي العشرة أسباط، وهو مملكة إسرائيل والله كان يعلم أن يربعام يشتهى الملك بالإضافة إلى أن سبطه كله يشتهى الملك، فأعطاه هذا الملك ولكن بشرط الخضوع لوصاياه (ع38).

العدد 38

ع38:

هنا يضع الرب ليربعام شرطًا لاستمرار بركته له وهو حفظ الوصية والسلوك في طرق الرب وعمل ما هو صالح في عينيه مع إقامة الفرائض وأحكام الشريعة، مثلما فعل داود من قبل، حينئذ تكون يد الرب معه فيحقق الاستقرار للمملكة ويثبته في حكم إسرائيل هو ونسله من بعده. ورغم أن الله يعلم بسابق علمه أن يربعام شرير وسيعبد الأوثان ولكنه يوصيه لعله يؤمن ويحيا مع الله.

العدد 39

ع39:

وإن كان الله سيذل نسل داود لأجل خطاياهم، ليس فقط بأن تكون لهم مملكة صغيرة هي سبطى يهوذا وبنيامين فقط، بل أيضًا سيسمح لهم بالتأديب في السبي، ولكن لن يستمر السبي كل الأيام بل سيعودوا منه ويتحدوا مع باقي الأسباط ثانية ثم يعطيهم رجاءً أيضًا أن هذا الذل سينتهى بميلاد المسيح وخلاصه للبشرية، أي نسل داود الحقيقي وهم كل المؤمنين.

العدد 40

ع40:

علم سليمان بنبوة أخيا ليربعام فطلب القبض على يربعام لقتله، فهرب يربعام إلى شيشق ملك مصر. والغريب أن سليمان لم يتب أمام هذه النبوة وكل ما حاوله هو قتل يربعام وبالطبع لن يستطيع لأن النبوة من الله.

ويفهم من (ع26) أن يربعام بعد سماعه نبوة أخيا تكبر ولعله جمع حوله بعض المشاغبين والمتمردين على سليمان وبدأ يعلن تمرده على الملك. وهذا ما جعل سليمان يطلب قتله، مما يبين مدى كبرياء واندفاع يربعام وشره، فالله سمح بتملك يربعام تأديبًا لشعبه الذي عبد الأوثان لعلهم يتوبون.

41 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ سُلَيْمَانَ وَكُلُّ مَا صَنَعَ وَحِكْمَتُهُ أَمَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أُمُورِ سُلَيْمَانَ؟ 42 وَكَانَتِ الأَيَّامُ الَّتِي مَلَكَ فِيهَا سُلَيْمَانُ فِي أُورُشَلِيمَ عَلَى كُلِّ إِسْرَائِيلَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. 43 ثُمَّ اضْطَجَعَ سُلَيْمَانُ مَعَ آبَائِهِ وَدُفِنَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَمَلَكَ رَحُبْعَامُ ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ.

العدد 41

ع41:

يشير كاتب السفر هنا إلى تفاصيل أخرى تخص ما قام به سليمان خلال فترة حكمه وحكمته التي اشتهر بها، وهذه التفاصيل مدونة في كتاب اسمه "أمور سليمان" وهو كتاب تاريخى لعله الأخبار التي يكتبها الملوك لأنفسهم، أو كتبها واحد عن تاريخ سليمان وهو غير الأسفار المدونة في الكتاب المقدس.

الأعداد 42-43

ع42 - 43:

:

كانت فترة حكم سليمان في أورشليم على كل إسرائيل 40 سنة، مات بعدها سليمان ودفن في مدينة داود أبيه وخلفه على العرش ابنه رحبعام. وكان عمر سليمان عند موته لا يتجاوز الستين لأن الآباء يقولون أنه مسح ملكًا وسنه صغير أغلب الظن لم يكن قد تجاوز العشرين. ورغم أن أباه داود احتمل أتعابًا كثيرة من شاول وعانى من حروب مختلفة مع الأمم المحيطة بالإضافة إلى متاعب من أولاده، باركه الله وأعطاه سلامًا قلبيًا وملك 40 سنة ولكن عاش أكثر من سليمان فأعطاه الله عمر سبعين عامًا.

هكذا نجد أن سليمان قد سقط في أخطاء كثيرة فناله عقاب من نفس خطاياه ونابع منها كما يظهر فيما يلي:

أكثر من اقتناء الخيل مخالفًا للشريعة، فهجمت خيول الأعداء ومركباتهم على المملكة في عهد ابنه رحبعام.

اقتنى ذهبًا كثيرًا اشتهاه الأعداء فهجموا على المملكة بعد موته في عصور مختلفة وأخذوه.

أكثر من الزيجات فأملن قلبه إلى عبادة الأوثان فأقام لها عبادات في أورشليم وما حولها وأضلّ بهذا شعبه وغضب عليه الرب.

استخدم التسخير المكروه من الشعب؛ لتنفيذ مشاريعه الضخمة فتضايق شعبه وقتلوا أدورام الموكل على التسخير وثاروا على رحبعام ابنه وانقسمت المملكة بيد يربعام الذي كان مسئولًا عن التسخير.

† لا تنجذب لشهوة الخطية ولذاتها لئلا تصاب بعقابها الذي ينتج منها بالإضافة إلى غضب الله عليك، فتفقد سلامك وتخسر أبديتك. وإن سقطت فارجع إلى الله بالتوبة حتى لا تظل في ضلالك وراء إبليس.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح الثاني عشر - سفر الملوك الأول - مارمرقس مصر الجديدة

الأصحاح العاشر - سفر الملوك الأول - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير سفر الملوك الأول الأصحاح 11
تفاسير سفر الملوك الأول الأصحاح 11