رسالة عاشق حيران – الراهب صليب الصموئيلي

كارت التعريف بالمقال

رسالة عاشق حيران

سيدي وربي وحبيب قلبي,...

ليس بعد السلام والتحية, وإنما...

أثناء إنشغالي بك, وبجمالك المبهر, وحنانك العجيب, ومحبتك المشرقة, بعضاً من روائعك التي تجعلني أبكم, فلا أستطيع التعبير عن ما بداخلي بالكلام, لذلك أرسل لك بنظراتي ونبضاتي كل ما يشغل فكري وقلبي...

أعمالك معي جعلتني عاشقك الحيران,.

حقا أني لا أستحق الإقتراب منك, وربما لا أقدر إن حاولت,.

ولكني لا أستطيع أن أمنع نفسي من رغبتها في الإرتباط بك.

لقد علقتني بك,.

والآن, حياتي التي أعطيتني إياها هى ثقل علىَّ لأني أحياها بدونك.

فأنا لا أريدها إن كنت لا أحياها معك,.

ولا أريد أن أحياها مع غيرك,.

ولا أريد أن أحياها مع خيرك,.

إنما أريد أن أحياها معك أنت, أنت وكفى.

لماذا لي حياة إن كنت لا تريد أن تحياها معي؟!!.

هل يُحزنك إن رفضت عطيتك إن لم تشاركني أنت فيها؟!!.

فإن كنت لا تريد أن تشاركني الحياة, فأنا لا أريد هذه الحياة.

إن كنت لا تريد أن تشاركني في خيرك الذي ترسله لي, فأنا لا أريد أن أتمتع بهذا الخير وحدي.

هل خلقتني كي أنفصل عنك, وأستقل بحياتي؟!!.

صدقني, أنا لا أعرف كيف تُعاش هذه الحياة,.

ولا أريد أن أعيشها بدونك.

لماذا لم تشترك معي في كل ما أعطيتني؟!!.

هل لا ترغب أن نكون واحد؟!!.

هل لا تريد مصاحبتي؟!!.

أم أن مرافقتي لا توافقك؟!!.

هل تخشى إن شاركتني في ما معي, أطلب منك المثل, فأشاركك في كل ما لك؟!!.

صدقني, سوف لا أطلب إلاّ أنت, أنت وكفى.

أنت تعلم أني لا أكذب عليك,.

فلماذا لا تستجيب لي؟!!.

لماذا تتصامم من جهتي؟!!.

لماذا تتظاهر بالضعف؟!! ,.

وكأنك لا تقدر على تحقيق حلمي الذي لا أريد سواه.

لماذا علقتني بك, بمحبتك وأعمالك العجيبة معي, والآن قد تركتني أقاسي مرارة البعد عنك؟!!.

إلى متى تظل ملتزماً بالصمت تجاهي, فلا ترد علىَّ؟!!.

صدقني يا إلهي, وأنت تعلم,.

إن متعة الحياة هى مرافقة من تحب,.

وأنت قد جعلت لكل إنسان معيناً نظيره, لأنك قلت أنه ليس جيد أن يكون آدم وحده,.

وأنا لا أريد سواك.

فهل تركتني أحيا وحيداً لأني أصر أن تشاركني أنت, ولا أريد بدائل؟!!.

إن كانت رغبتي فيك يا الله, وعدم قبولي لبدائل لك هى بمثابة عصيان وتمرد, فأنا أخطأت, سامحني وأمحي أثم عبدك.

ولكن صدقني, مش قادر.

حاولت أن أبعد عن هذه الرغبة, ولم أستطع.

فإن كانت هذه الرغبة لا توافقك, فلتكن مشيئتك.

أشفيني, وها أنا بين يديك.

أعطيني الرغبة والإشتياق بحسب مشيئتك.

ولكن من فضلك,.

إن كان ممكناً, لا تنزع رغبتي فيك, وإشتياقي إليك, بكاملها,.

إترك لي جزء منها,.

فهذه الرغبة تُلهبني بحرارة الحب الطاهر النقي الذي لم أعرفه قبلما عرفتك,.

لذلك أرجوك يا إلهي,.

أترك لي بعضاً من هذه الرغبة كي أحيا بها باقي أيامي,.

ولتكن مشيئتك,.

عاشقك الحيران.

...................

سلسلة قصائد للراهب صليب الصموئيلي
سلسلة قصائد للراهب صليب الصموئيلي