المفاجأات في ملكوت السموات – الراهب صليب الصموئيلي

كارت التعريف بالمقال

المفاجأات في ملكوت السموات

هى فكرة داعبتني, وأردت أن تشترك معي في تلك المداعبة.

هناك مبدأ, بل هو قانون يعرفه الجميع وهو أن لكل مالك الحق في التصرف فيما يملكه كيفما يشاء, وأظن أنك تتفق معي في تأييد هذا المبدأ أو القانون.

ولكننا كثيراً ما نأخذه كهبة من الله نسلب به الخالق ذاته.

بمعنى أوضح,.

الأرض وملئها للرب, ومع ذلك نمتلك الأرض ونضع عليها أسمائنا ونورثها ونوَّرثها.

الله أعطى الحرية للإنسان فيما يفكر وفيما يعمل وفيما يختار, ولكننا كثيراً ما نعترض حرية الله, لماذا فعل هذا؟ ولماذا سمح بذلك؟ وما موقفه من تلك؟ أين عدله؟ أين رحمته؟ أين حكمته؟ وأين قوته؟.

الله الذي لم يصنع معنا حسب خطايانا ولم يجازنا حسب آثامنا, كثيراً ما نضعه تحت المجهر ونحاسبه نحن.

الله الذي يقرع على الباب محافظاً على خصوصية الإنسان وحريته في الإختيار إما في القبول أو الرفض, ولا يفرض على إنسان محبته, كثيراً ما نأخذ مكانه دون إذن ونحكم في الآخرين, من منهم مستحق للملكوت ومن منهم يمنع من دخوله.

ولعل من الأمور التي تثير الدهشة وتداعب عقلي مداعبة رقيقة, اللوائح التي تُنظّم عملية الفرز بين البشر للدخول إلى ملكوت السموات, تلك اللوائح التي تأسست على الإيمان والرجاء والمحبة كأسس أساسية ورئيسية.

ولكن ألا يوجد إستثناءات لهذه اللوائح؟.

بمعنى أخر أليس من حق مالك الملكوت من إدخال من يريد حتى وإن لم تنتبق عليه اللوائح كإستثناء إن صح هذا التعبير؟

ماذا يضيرنا من وجود إستثناءات؟

ومن يعترض إن تصرف مالك فيما يملك بحرية كيفما شاء؟

ماذا سيقع عليَّ من ظلم إذا وجدت اللص اليمين في السماء, أو بائيسة التي غادرت الأرض عقب مغادرتها بيت الخطية؟

ماذا يحزنني إن أراد الله أن يعطي أصحاب الحادية عشر مثلما وعدني بأن يعطيني أنا الذي تعبت النهار كله؟.

من يعلم,.

لعلي أنا أكون إستثناءاً بين السمائيين في الملكوت.

وتتوالى المفاجأات في ملكوت السموات,

+ العشار تبرر دون الفريسي.

+ الخطاة والزناة يتسابقون في الدخول إلى السماء, وأما الأبرار في أعين أنفسهم يتأخرون.

+ العمي والجدع والعرج والمساكين التائهين في السياجات والأزقة إستحقوا أن يدخلوا إلى العرس بل وقال صاحب العرس لخدامه ألزموهم بالدخول لعلهم يخجلون, وأما الذي لم يكن مرتدياً ثياب العرس طُرِدَ.

+ يأتون من المشارق والمغارب والشمال والجنوب ويتكئون في أحضان إبراهيم واسحق ويعقوب, وأما بنو الملكوت فيطرحون خارجاً.

+ كل من إجتاز الطريق الضيق الكرب دخل إلى الملكوت, وأما الذين أكلوا وشربوا أمام الرب وعلَّمَ في شوارعهم فيقال لهم: إني لا أعرفكم.

+ الذين لم يروا آية وآمنوا يُعطون الطوبى, والذين صنعوا بإسمه قوات وتنبأوا وأخرجوا شياطين يتبرَّء منهم.

+ وهكذا يكون الآخرون أولين والاولون آخرين لان كثيرين يدعون وقليلين ينتخبون.

فالأحرى بنا الآن أن لا ننشغل بالحكم على الآخرين ونغفل عن أنفسنا التي لا تساويها الدنيا بما فيها.

من يقدر أن يغلق الباب أمام أحد إن كان الله قد فتحه له؟!!

أقادر أنا أن أمنع الله؟!!

بالحقيقة... إن ملكوت السموات مليء بالمفاجأات.

سلسلة قصائد للراهب صليب الصموئيلي
سلسلة قصائد للراهب صليب الصموئيلي