الشفاعة 14 03 1989 محاضرات الكلية الإكليريكية فيديو – البابا شنودة الثالث

الشفاعة 14 03 1989

أخوتنا البروتستانت ينكرون الشفاعة لسبب أساسى هو أنهم يحبوا ان يكون هناك صلة مباشرة بين الانسان و الله ولا يقبلون وسيطا على الاطلاق بين الله و الانسان, حتى الكهنوت ينكرونه كوسيط بين الله و الانسان. يعتمدون على أياتين على الاقل فى الكتاب المقدس. الاية الاولى ” يا أولادي، أكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا. وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب، يسوع المسيح البار” يوحنا الاولى 2: 1 و تكملتها التى ممكن ان نرد بها ” وهو كفارة لخطايانا . ليس لخطايانا فقط، بل لخطايا كل العالم أيضا ” يوحنا الاولى 2: 2 فهنا الوسيط موجود عبارة عن وسيط فى الكفارة. فمن ناحية الكفارة لا يوجد سوى وسيط واحد هو السيد المسيح لانه لم يستطيع أحد ان يقدم ثمنا للخطية و ثمن لوفاء العدل الالهى الا يسوع المسيح بموته عن البشر فهو هنا الشفيع الوحيد و نحن حينما نطلب شفاعة القديسين لا نطلب شفاعة كفارية فى التكفير عن خطايانا انما هى شفاعة توسلية اى انهم يصلون عنا. المسيح فى الكفارة قدم ثمن الخطية و قدم الخلاص و نحن عندما نطلب شفاعة قديس لا نطلب منه ان يدفع ثمن الخطية او ثمن الخلاص مجرد يصلى لاجلنا لا أكثر او أقل. ثانى أية هى ” لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس: الإنسان يسوع المسيح. الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع” تيموثاوس الاولى 2: 5-6 و ايضا يقفوا هم فى الاية عند يسوع المسيح فقط لكن بالاية التالية واضح ان هذا الوسيط وسيط فى الفداء و هو الوسيط الوحيد الذى بذل نفسه فديه ولا يوجد شهيد ولا قديس ولا ملاك فدانا بدمه. فالوسيط الوحيد فى الفداء حسب تيموثاوس الاولى 2: 5 او الوسيط الوحيد فى الكفارة حسب يوحنا الاولى 2: 1 فتلك كفارة و فداء و القديسين لا يوجد لهم علاقة بالكفارة او الفداء.

الكفارة نقدر ان نجدها فى ” وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا. تأديب سلامنا عليه، وبحبره شفينا. كلنا كغنم ضللنا. ملنا كل واحد إلى طريقه، والرب وضع عليه إثم جميعنا” اشعياء 53: 5-6 تلك هى الشفاعة الكفارية ان الله وضع كل أثامنا على المسيح و هو مات عن هذه الاثام والخطايا و نحن لا نقول على الاطلاق عن اى قديس ان الله وضع عليه أثم جميعنا. فالاعتراض لديهم خاص بالايات التى تتعلق بالكفارة و الفداء و نحن لا نقول هذا عن القديسين, انما بالنسبة للقديسين نطلب صلواتهم عنا لا أكثر ولا أقل. تقول عندما تطلب الصلاة يكون أيضا وسيط بينك و بين الله, فما رايكم باننا نطلب صلاة كل أنسان عايش عننا!! لما أنا أقابل شخص و اطلب منه ان يصلى من أجلى يقولى لا أصلى من أجلك لا “لا يوجد وسيط بين الله و الانسان” تقبلوها دى!! لا نحن نقبلها ولا البروتستانت يقبلوها ولا الكتاب المقدس يقبلها فى ” صلوا بعضكم لأجل بعض” يعقوب 5: 16 بولس الرسول فى مواضع كثيرة جدا يقول “صلوا لاجلنا” فى تسالونيكى الثانية 3: 1 و ايضا فى عبرانيين 13: 18 و ايضا فى تسالونيكي 5: 25 وفى ” مصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح، وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة، لأجل جميع القديسين. ولأجلي، لكي يعطى لي كلام عند افتتاح فمي، لأعلم جهارا بسر الإنجيل ” أفسس 6: 18- 19 الرسول نفسه بيطلب نفسه صلوات الناس لاجله. هل نقول له لا تطلب الصلوات لانه لا يوجد وسيط بين الله و الناس؟ الوسيط فى الكفارة و الفداء غير الصلاة بعضنا لاجل بعض. صلاتنا بعضنا من أجل بعض هى نوع من المحبة المتبادلة و هى ليس لها علاقة بوساطة الفداء. فان كنا بنطلب صلاة الاحياء فكم بالاولى صلاة الذين رقدوا و هم بلا شك فى حالة أفضل و خصوصا الابرار الذين أرواحهم بجوار الله فى الفردوس اللص اليمين قال له ” اليوم تكون معى فى الفردوس” تكون معى اى مع الله. نحن نطلب صلاوات ناس فى الفردوس  فى حالة أفضل و فى معرفة أفضل و فى قربة الى الله أكثر و خصوصا بعد ان تركوا الجسد. فهل معقول مثلا أن أطلب صلاة أنسان و هو عايش على الارض فأذا ما أنتقل الى السماء  لا أستطيع أن اطلب صلاته؟!!! هنا نوع من التناقض واحد كان عايش معانا و كان بارا و كويس و بقوله صلى من أجلى يا فلان و تنيح و رقد جنب ربنا مقدرش بعد كده اطلب صلواته و اذا كان معروف عنه القداسة و الروحانية. هل ناس كانوا يطلبوا صلاة بولس الرسول فى حياته فاذا انتقل الى السماء لا اقدر ان اطلب صلاته؟ ناس كانوا عايشين مع الانبا أنطونيوس على الارض و بيطلبوا صلواته و أول ما تنيح لا نقدر ان نطلب صلاته.

مسئلة الشفاعة مسئلة طلبه الله و أمر بها أمرا و لها أمثلة بالكتاب المقدس فمثلا فى قصة أبيمالك بسفر التكوين 20: 3-7 ” فالآن رد امرأة الرجل، فإنه نبي، فيصلي لأجلك فتحيا” هنا الله يقول أن أبراهيم  يصلى من أجله لكى يحيا, طيب ما يارب انت تغفر و انت عارف ان لم يكن لى نية سيئة و خلاص خلصت؟ لكن لا الله يقول له لازم ان هو يصلى من أجلك لكى تحيا. بنفس الوضع نجد فى قصة أيوب فى أخر أصحاح أيوب 42: 7-8 ” قد احتمى غضبي عليك وعلى كلا صاحبيك، لأنكم لم تقولوا في الصواب كعبدي أيوب. والآن فخذوا لأنفسكم سبعة ثيران وسبعة كباش واذهبوا إلى عبدي أيوب ، وأصعدوا محرقة لأجل أنفسكم، وعبدي أيوب يصلي من أجلكم لأني أرفع وجهه لئلا أصنع معكم حسب حماقتكم ” وكان الله يقدر ان يغفر لوحده لكنه أمر ان أيوب يصلى لاجلهم لئلا يصنع معهم حسب حماقتهم. نفس الوضع قبله الله  فى صلاة أبراهيم  من أجل سدوم و شفاعته من اجل شعبها و قبول الله فى اتفاقاته مع أبراهيم  ان لو وجد بها خمسين لا اهلكها من أجل الخمسين و حتى كلمة من أجل الخمسين فيها أيضا شفاعة صامتة بأن من أجل وجود الخمسين تجعل الله يوقف العقوبة ثم أبراهيم  تكلم لو لم يوجد خمسين و لو وجد اربعين او ثلاثين حتى عشرة فلو وجد العشرة لا يهلك المدينة من أجل العشرة موجودة بتكوين 18. فربنا يقبل شفاعة الناس بل فى قصة أبراهيم  و سدوم أعطى أبراهيم  فرصة لكى يطلب من أجل الناس.بل هناك عبارة عجيبة جدا فى تكوين 18: 17-18 ” فقال الرب: هل أخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله. وإبراهيم يكون أمة كبيرة وقوية، ويتبارك به جميع أمم الأرض؟” فالله يقول لا أخفى عن أبراهيم ما يفعله لانه سيكون امة عظيمة و يتبارك فى نسله جميع الامم و هو يعلم انه سيدخل معه فى مناقشة و انه يقبل كلام أبراهيم!!! فتلك هى مكانة هؤلاء القديسين عند ربنا. ليس كما يقول شخص بروتستانت و يقول ما الفرق بينى و بين مارجرجس!! الفرق بينك و بين مارجرجس يا أخى تواضع قليلا, لو الملاك ميخائيل هتقول ايه الفرق بينى و بين الملاك ميخائيل و ايه الفرق بينى و بين العذراء لا هنا المسئلة زادت شوية. يعنى رفض شفاعة القديسين بها أيضا عدم أحترام للقديسين و عدم توقير لهم فهم لهم مكانة عند ربنا لا نقدر ابدا ان نقول ان المؤمن العادى مثل اى قديس. ربنا نفسه فى مواضع كثيره كان يقول “من أجل داوود عبدى” ان له مكانة معينة فتكلم عن خطايا سليمان انه يشق المملكة لكن ليس فى أيامك من أجل داوود عبدى و سينشقوا عنك و لكن سابقى لك سبط من أجل داوود عبدى و المزمور يقول “من اجل داوود عبدك لا ترد وجه مسيحك” مزمور 132: 10 و هذه أية بالمزمور و بها شفاعة من أجل داوود عبدك. يعنى القديسيين لهم مكانة معينة ليس فقط أبراهيم لكنه قال أن وجد عشرة ابرار فى المدينة لا أهلك المدينة لاجل العشرة اذا العشرة لهم مكانة عند ربنا و من أجل العشرة لا يهلك المدينة. حتى هنا نجد ان الله لم يقول لو وجدت عشرة ابرار أنا أنقذ العشرة و أهلك الباقى لا أنا أنقذ المدينة كلها من أجل العشرة.

كذلك فى خروج 32: 7-14 ” فقال الرب لموسى: «اذهب انزل. لأنه قد فسد شعبك الذي أصعدته من أرض مصر. وقال الرب لموسى: «رأيت هذا الشعب وإذا هو شعب صلب الرقبة. فالآن اتركني ليحمى غضبي عليهم وأفنيهم، فأصيرك شعبا عظيما». فتضرع موسى أمام الرب إلهه، وقال: «لماذا يا رب يحمى غضبك على شعبك الذي أخرجته من أرض مصر بقوة عظيمة ويد شديدة؟ لماذا يتكلم المصريون قائلين: أخرجهم بخبث ليقتلهم في الجبال، ويفنيهم عن وجه الأرض؟ ارجع عن حمو غضبك، واندم على الشر بشعبك. اذكر إبراهيم وإسحاق وإسرائيل عبيدك الذين حلفت لهم بنفسك وقلت لهم: أكثر نسلكم كنجوم السماء، وأعطي نسلكم كل هذه الأرض التي تكلمت عنها فيملكونها إلى الأبد. فندم الرب على الشر الذي قال إنه يفعله بشعبه” شفاعة موسى من أجل الشعب الذى عبد العجل الذهبى و هذه خطية كبيرة و نجد الله يقول له أتركنى و بأن موسى من يمنعه و يكمل أندم على الشر من يكلم الله بتلك الطريقة!! غير أنسان له دالة عند ربنا. كما بقصة أبراهيم و سدوم الله يقول كيف أخفى عنه مشيئتى وأاتناقش معه و نتفق و كذلك هنا كيف أفنى الشعب و موسى موجود لابد ان أقول له و نتفق لانه يمسكنى بالحب الذى بينى و بينه و بالوعود التى قلتها له و بالفكرة التى لديه عنى كأله رحيم و شفوق فلا اقدر ان احزن قلبه لابد ان اقول له.  كما يكمل موسى اذكر أبراهيم و أسحاق و أسرائيل نوع من الشفاعة أيضا و ان الله ندم على الشر فتقول انت انك مثل موسى!!! لا طبعا انت شىء و موسى شىء صحيح ان كلاكما تراب و رماد لكن عند ربنا نجم فوق نجم فى الرفعة, ليس الجميع سواسية.

فهناك أشخاص لهم مكانة عند ربنا و ربنا الذى يعطيهم فرصة او يعطى أمر بأن يقول لابيمالك أذهب لابراهيم ليصلى من أجلك أو يقول لاليفاز التيمانى و أصحابه اذهبوا لاجل ان يصلى أيوب من أجلكم او يدع فرصة لابراهيم أن يتدخل فى قصة سدوم او يدع فرصة لموسى انه يتدخل. ليس فقط دليل على المحبة المتبادلة بين الناس و بعضهم ان يصلوا لاجل بعض لكن دليل على محبة الله لهؤلاء الذين يتشفعون.

هل الملائكة و القديسون يعرفون حالتنا ليتشفعوا من أجلنا؟ طبيعى ان الذين انتقلوا عن الارض و صعدوا الى السماء معرفتهم أكثر و معرفتهم تزداد عندما يخلعوا هذا الجسد الذى كان مثل ضباب فبولس الرسول بكورنثوس الاولى 13: 12 ” فإننا ننظر الآن في مرآة، في لغز، لكن حينئذ وجها لوجه. الآن أعرف بعض المعرفة، لكن حينئذ سأعرف كما عرفت.” الانسان عند خروجه من الجسد معرفته تزداد بحكم خلعه للجسد لان الروح معرفتها أكثر. كما أن هناك أشياء بتعلن له مثل أسرار الملكوت, من جهة الملائكة و القديسين ربنا يقول السماء تفرح بخاطىء واحد يتوب أكثر من تسعة و تسعين لا يحتاجون للتوبة, اذا السماء تعرف اذا الشخص تاب فكيف نقول انهم لا يعرفوا. كما أن أيضا الملائكة و القديسين بيرفعوا صلواتنا الى السماء مثل رؤيا 8: 3-4 ” وجاء ملاك آخر ووقف عند المذبح، ومعه مبخرة من ذهب، وأعطي بخورا كثيرا لكي يقدمه مع صلوات القديسين جميعهم على مذبح الذهب الذي أمام العرش. فصعد دخان البخور مع صلوات القديسين من يد الملاك أمام الله ” فاذا كان الملائكة هم من يصعدون صلواتنا الى فوق فتقول اذا كانوا يعرفوا ام لا؟ لذلك عندما يمر الكاهن بالبخور فى البولس او الكاثوليكون او غيره الناس بيرفعوا صلواتهم لتصعد مع رائحة البخور التى يقدمها الكاهن. فى رؤيا 5: 8 ” ولما أخذ السفر خرت الأربعة الحيوانات والأربعة والعشرون شيخا أمام الخروف، ولهم كل واحد قيثارات وجامات من ذهب مملوة بخورا هي صلوات القديسين.” فهنا هم يأخذوا الصلوت و يصعدوها الى فوق.

السيد المسيح فى أنجيل متى 18: 10 ” انظروا، لا تحتقروا أحد هؤلاء الصغار، لأني أقول لكم: إن ملائكتهم في السماوات كل حين ينظرون وجه أبي الذي في السماوات ” الملائكة الخاصين بالاطفال الذين يرفعوا صلواتهم و يحرسوهم فكيف لا يعرفون حالتهم فلماذا اسماهم ملائكتهم؟ ملائكة الله الحالة حول خائفيه و تنجيهم هل لا يعرفوا حالتهم! الملائكة الذين ورد عنهم فى عبرانيين 1: 14 ” أليس جميعهم أرواحا خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص ” فهولاء لا يعرفوا حالتهم؟ فى قصة الغنى فى لوقا 16 نلاحظ ان أبراهيم عارف الحالة للغنى و الحالة للعازر و انه لعازر استوفى بلاياه و ان الغنى استوفى خيراته و ان على الارض معهم موسى و الانبياء فكيف يكون لا يعلم بحالهم؟ لما السيد المسيح تكلم عن أبراهيم أب الاباء فى مناقشته مع اليهود فى يوحنا 8: 56 ” أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومي فرأى وفرح ” كيف راى يومه؟ فيكون لا يعرف فقط ما حدث فى الماضى بل ما سيحدث ايضا فى المستقبل باعلان من الله. فى سفر الرؤيا 6: 9-11 ” ولما فتح الختم الخامس، رأيت تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من أجل كلمة الله، ومن أجل الشهادة التي كانت عندهم، وصرخوا بصوت عظيم قائلين: «حتى متى أيها السيد القدوس والحق، لا تقضي وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الأرض؟» فأعطوا كل واحد ثيابا بيضا، وقيل لهم أن يستريحوا زمانا يسيرا أيضا حتى يكمل العبيد رفقاؤهم، وإخوتهم أيضا، العتيدون أن يقتلوا مثلهم. ” كيف عرفوا انهم لم ينتقم الى دمائهم بعد فيعاتبوا الله على ذلك؟ كل ذلك يثبت معرفتهم بما يحدث على الارض.

سفر أخبار الايام الثانى 21: 12-14 ” وأتت إليه كتابة من إيليا النبي تقول: «هكذا قال الرب إله داود أبيك: من أجل أنك لم تسلك في طرق يهوشافاط أبيك وطرق آسا ملك يهوذا، بل سلكت في طرق ملوك إسرائيل، وجعلت يهوذا وسكان أورشليم يزنون كزنا بيت أخآب، وقتلت أيضا إخوتك من بيت أبيك الذين هم أفضل منك، هوذا يضرب الرب شعبك وبنيك ونساءك وكل مالك ضربة عظيمة.” فكيف عرف ايليا بما صنعه يهورام الملك و هو لم يكن موجود بذلك الوقت بل كان صعد قبلها للسماء لكنه ارسل له رسالة لما فعلته فربنا سيعاقبك.

بالنسبة لصموئيل النبى فى صموئيل الاول 9: 6 ” فقال له: هوذا رجل الله في هذه المدينة، والرجل مكرم، كل ما يقوله يصير. لنذهب الآن إلى هناك لعله يخبرنا عن طريقنا التي نسلك فيها” فاذا كان و هو بالجسد يعرف ما يحتاجه فكم بالاولى بعد انتقاله. فى قصة اليشع و جيحزى سفر ملوك الثانى 5 :25-27 “وأما هو فدخل ووقف أمام سيده. فقال له أليشع: «من أين يا جيحزي؟» فقال: «لم يذهب عبدك إلى هنا أو هناك». فقال له: «ألم يذهب قلبي حين رجع الرجل من مركبته للقائك؟ أهو وقت لأخذ الفضة ولأخذ ثياب وزيتون وكروم وغنم وبقر وعبيد وجوار؟ فبرص نعمان يلصق بك وبنسلك إلى الأبد». فخرج من أمامه أبرص كالثلج.” نجد ان جيحزى بعد ان شفى نعمان السريانى جرى ورائه و طلب منه طلبات فلما عاد مسكه اليشع النبى قال له ما أخذه من نعمان بالتفصيل فكيف عرف ذلك, اذا كان أولاد الله و هم على الارض لهم عيون مفتحة تستطيع ان ترى مالا يرى فكم بالاولى بعد ان يصعدوا الى السماء. فاذا كان نبى قد هلك “بلعام” كان يقول “وحي بلعام بن بعور. وحي الرجل المفتوح العينين.. الذي يرى رؤيا القدير” عدد 24: 3-4 أن كان بلعام قبل ان يهلك كان مفتوح العينين فرجال الله لن يروا بعد انتقالهم و ان كانوا يروا على الارض فلا يروا فى السماء؟ ملك أرام عندما كان يحارب أسرائيل فى ملوك الثانية 6: 12 ” فقال واحد من عبيده: ليس هكذا يا سيدي الملك. ولكن أليشع النبي الذي في إسرائيل، يخبر ملك إسرائيل بالأمور التي تتكلم بها في مخدع مضطجعك” هنا خادم لملك أرام يقول ان اليشع يخبر ملك أسرائيل بما يتكلم به ملك أرام فى مخدعه, فاليشع هذا الذى يرى ذلك و هو على الارض فبعد خلعه للجسد تصير معرفته أكثر. مثال أخر بطرس الرسول مع حنانيا و سفيرة كيف علم بكذبهم و احتجازهم جزء و اخفوه فبطرس أيضا له عينان مفتوحتان و هكذا ايضا باقى القديسين و الرسل لهم المواهب التى يكشف الله لهم بها. بولس الرسول فى أعمال الرسل 20: 29-30 ” لأني أعلم هذا: أنه بعد ذهابي سيدخل بينكم ذئاب خاطفة لا تشفق على الرعية. ومنكم أنتم سيقوم رجال يتكلمون بأمور ملتوية ليجتذبوا التلاميذ وراءهم.” كيف عرف بولس؟ مكشوف أمامه ما يحدث فى المستقبل بروح النبوة, فاذا كان شخص بروح النبوة يكشف له الله او يعلن له ما يحدث فى المستقبل فعلى الاقل فى السماء يعلن له ما هو كائن و خاصة وسط احبائه و وسط شعبه لانه فى حالة روحية أقوى.

القديسين الذين قيل عنهم فى أعمال الرسل 19: 12 ” حتى كان يؤتى عن جسده بمناديل أو مآزر إلى المرضى، فتزول عنهم الأمراض، وتخرج الأرواح الشريرة منهم” عن بولس الرسول اذا كان بالمناديل المرضى كانوا يشفوا فما بالكم بصلاته و اذا كانت عظام اليشع تقيم الموتى بحسب ملوك الثانية 13: 21 ” وفيما كانوا يدفنون رجلا إذا بهم قد رأوا الغزاة، فطرحوا الرجل في قبر أليشع، فلما نزل الرجل ومس عظام أليشع عاش وقام على رجليه” اذا كانت عظامه تقيم الموتى فكم تكون روح اليشع؟؟؟

يعوز اخوتنا البروتستانت ان يعرفوا قيمة القديسين و مكانتهم عند الله و مواهبهم و معرفتهم و حبهم للناس و اهتمامهم بهم و صلاتهم عنهم و خصوصا ان السيد المسيح قال فى متى 22: 31-32 ” وأما من جهة قيامة الأموات، أفما قرأتم ما قيل لكم من قبل الله القائل. أنا إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب؟ ليس الله إله أموات بل إله أحياء” فهنا يقول الله عن ابراهيم و اسحق و يعقوب انهم احياء و ليسوا أموات يروا و يعرفوا ما يحدث. على جبل التجلى موجود موسى و ايليا ا ذا كان موسى بعد موته و ايليا بعد صعوده الى السموات كانوا واقفين مع المسيح على الجبل يتحدثوا معا فكيف يكونوا غير عارفين؟ اذا كانوا قادرين على الوقوف مع المسيح و معرفة الاخبار فهل لا يقدروا ان يعرفوا اخبار البشر.

أنواع أخرى من الشفاعات من شفاعة الملائكة فى سفر زكريا 1: 12 ” فأجاب ملاك الرب وقال: يا رب الجنود، إلى متى أنت لا ترحم أورشليم ومدن يهوذا التي غضبت عليها هذه السبعين سنة؟” يتشفع هنا الملاك فى الذين ذهبوا الى السبى و فعلا رد عليه الله بكلام تعزيه و قبل شفاعته بنهاية السبى, ثم نجد فى زكريا 3: 1-2 ” وأراني يهوشع الكاهن العظيم قائما قدام ملاك الرب، والشيطان قائم عن يمينه ليقاومه. ” فقال الرب للشيطان: «لينتهرك الرب يا شيطان! لينتهرك الرب الذي اختار أورشليم! أفليس هذا شعلة منتشلة من النار؟».” فقال الرب هنا لا تعنى ربنا لكن تعنى ملاك من طائفة الارباب هنا نرى دفاع الملائكة عن البشر ضد الشياطين, فشعلة منتشلة من النار تعنى انقاذها قبل ان تتحول لرماد. لا أريد ان أتكلم فقط عن الملاك الذى أخرج بولس من السجن لكن أتكلم عن الملاك الذى يساعد على تطهير الناس من الخطية دى شفاعة معينة فهنا تدخل الملاك حتى دون ان يصرخ يهوشع و يطلب معونته من نفسه تدخل و هناك مسئلة اخرى: أشعياء النبى فى سفره أصحاح 6 رأى الله و حوله السيرافيم و هم ملائكة التسبيح و لم نسمع عنهم الا فى أشعياء 6, السيرافيم كانوا يمجدوا الله بقدوس قدوس قدوس و أشعياء عندها قال “ويل لى إني هلكت لانى نجس الشفتين وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين ” أشعياء 6: 5 فاول ما السيرافيم سمعوه يقول ويل لى انى هلكت يقول ” فطار إلي واحد من السرافيم وبيده جمرة قد أخذها بملقط من على المذبح ومس بها فمي وقال: إن هذه قد مست شفتيك، فانتزع إثمك، وكفر عن خطيتك” أشعياء 6: 6-7 لم يقول الله للسيرافيم ان يطير لاشعياء لكنه لم يحتمل ان بشرى يقول ويل لى انى هلكت فطار لتطهير أشعياء و للتكفير عن اثمه. فاذا لم تكن هناك شفاعة فماذا يقوم به الملائكة هنا و شفاعتهم من اجل الناس. أبونا يعقوب أب الاباء يقول ” الملاك الذي خلصني من كل شر، يبارك الغلامين” تكوين 48: 16 يعنى ان أبونا يعقوب يسير فى حياته و هناك ملاك يسير معه فتلك وظيفته, فهل الملائكة ليس لهم رسالة من جهة البشر؟ لهم رسالة و حتى الملائكة المتخصصين للتسبيح اول ما سمعوا اشعياء يقول قد هلكت طاروا لمعونته. بولس الرسول قال ” أليس جميعهم أرواحا خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص” عبرانيين 1: 14 فربنا من دالة القديسين عنده تسمى بأسمائهم فيقول أنا اله أبراهيم , اله أسحق و اله يعقوب ما انت اله الدنيا كلها لكنه يعرف نفسه بالقديسين و اولاده يذكرونه بهم مثلما قال موسى ” اذكر إبراهيم وإسحاق وإسرائيل عبيدك الذين حلفت لهم بنفسك” خروج 32: 13 و كذلك نجد فى سفر العدد 12 اوله ان هارون و مريم تكلموا على موسى انه تزوج امرأة كوشية و هى من الامم و كانت رمز لقبول الله للامم فتكلم الله معهم عن من هو موسى بالنسبة له و مريم نبيه و هارون رئيس الكهنه الاعظم فرغم مكانتهم لكن مع موسى لا يقبل الله ان يتكلموا عنه. فموسى لم يشتكيهم لله بل سمع الكلام و سكت بل نجد الله ” فقال الرب حالا لموسى وهارون ومريم: «اخرجوا أنتم الثلاثة إلى خيمة الاجتماع». فخرجوا هم الثلاثة. فنزل الرب في عمود سحاب ووقف في باب الخيمة، ودعا هارون ومريم فخرجا كلاهما. فقال: «اسمعا كلامي. إن كان منكم نبي للرب، فبالرؤيا أستعلن له. في الحلم أكلمه. وأما عبدي موسى فليس هكذا، بل هو أمين في كل بيتي. فما إلى فم وعيانا أتكلم معه، لا بالألغاز. وشبه الرب يعاين. فلماذا لا تخشيان أن تتكلما على عبدي موسى؟». فحمي غضب الرب عليهما ومضى. فلما ارتفعت السحابة عن الخيمة إذا مريم برصاء كالثلج. فالتفت هارون إلى مريم وإذا هي برصاء.” عدد 12: 4-10 لكن يارب مريم نبيه, فالرب يقول لا حتى لو نبيه لكن مادامت امام موسى رجل الله فحمى غضب الله عليهم و صارت برصاء و لما موسى تشفع فيها لم يقبل و قال انها عقوبة و اخرجوها خارج المحلة سبعة ايام, فتقول لى ان كلنا مثل بعض لا نجم يفوق نجم فى الرفعة و انت لست فى درجة موسى ولا حتى فى درجة مريم التى ضربت بالبرص. فربنا له ناسه و يدافع عنهم و حتى لو غفروا تبقى العقوبة عقوبة و هنا موسى لم يغفر لها فقط و لكنه تشفع من اجلها فرفض الله بان الخطاء خطاءو العقوبة هى العقوبة و كل هذا مجرد لكلامها على موسى.

نحن كلنا أعضاء جسد واحد اذا تألم عضو تألم باقى الاعضاء فممكن بشركة الحب بين أعضاء الجسد الواحد يتشفع الاعضاء فى بعضهم البعض. ليس معنى هذا ان لا نصلى فنحن نصلى من أجل أنفسنا و لكن نضيف صلواتهم الى صلواتنا و صلواتهم أعمق و أقوى من صلواتنا, الذين ينكرون الشفاعة يخسرون هذه العلاقة بينهم و بين القديسين. أتذكر فى اول مرة فى حياتى أسكن فى مغارة فى الجبل و لم أعرف ما يحدث لى ليلا تظهر لى شياطين و أتذكر فى هذه الليلة أخذت معى الابصلمودية و كنت أقرا المجمع كله عشان يعرفوا ان أصحابى كثيرون فاقول ” نى خوروس إنتى نى مارتيروس ” ده كل صفوف الشهداء و ” نى خوروس إنتى نى إسطافروفوروس” يا كل لباس الصليب و مئة الأربعة والأربعين ألفا فكنت بقول و اتبسط عشان الشياطين يعرفوا ان أصحابى كثيرين و كلهم معى و لم يحدث شىء, لكن صدقونى كنت فى تلك الليلة أشعر بقوة عجيبة محيطة بى من أجل أصحابى الكثيرين الموجودين بالمجمع و لذلك أتذكر ان فى الاسبوع الاول من سكنى فى المغارة حفظت مجمع القديسين بالابصلمودية. كذلك بالذكصلوجيات بالقداس تجد أولا العذراء و الملاك ميخائيل و الملاك غبريال و كل الملائكة و تجد أسطفانوس و يوحنا المعمدان و الرسل و الاباء القديسين فالكنيسة تعيش محوطة بالقديسين تشعر أنها ليست واقفة لوحدها لنا سحابة من الشهود واقفة معانا, الشخص اللى يقول لا يوجد وسيط بينى و بين الله نقول له خليك وحيد اما نحن لا نقف وحيدين فأصحابنا كثيرين و أبائنا كثيرين و الذين يتشفعوا فينا كثيرين و من يستهين بتلك الشفاعة لم يجرب حلاوتها و فعاليتها.

دوام بتولية السيدة العذراء جـ1 21 03 1989 محاضرات الكلية الإكليريكية فيديو - البابا شنودة الثالث

أسئلة متنوعة جزء 3 07 03 1989 محاضرات الكلية الإكليريكية فيديو - البابا شنودة الثالث

محاضرات الإكليريكية - 1988-1989 - البابا شنودة الثالث
محاضرات الإكليريكية - 1988-1989 - البابا شنودة الثالث