أقوال الآباء بنتيوس و إكليمنضس 18 04 1989 محاضرات الكلية الإكليريكية فيديو – البابا شنودة الثالث

المحاضرة الاولى

نبدأ بأقوال الاباء الموجودين بالاكليريكية او عموما نبدأ بالاباء المدافعين عن الايمان المسيحى و المدافعين عن المسيحية يسموهم “Apologist” و كلمة Apology تعنى دفاع او محاماة ومن ضمن هؤلاء الناس القديس يوستينوس و الفيلسوف أثيناغورس و القديس تاتيان او تاتيانوس.

نبدأ مع أثيناغورس هو أحد أساتذة الكلية الاكليريكية القدامى وكان من أثينا و سكن فى الاسكندرية وصار مدير للاكاديمية الفلسفية الاسكندرية وكان ضد المسيحية و يحاربها ثم بدأ يقرأ الكتاب المقدس لكى يهاجم الكتاب المقدس وأنتهى به الامر الى الايمان بالمسيحية و صار من أكبر المدافعيين عن المسيحية. الكنيسة عهدت اليه بالاستاذية فى الكلية الإكليريكية وكان هذا فى النصف الثانى من القرن الثانى الميلادى و هو يعتبر أستاذا للقديس بنتينوس و أكليمنضوس الاسكندرى ولما صار أستاذا للاكليريكية ظل كما هو بملابس الفلاسفة و ظل على أسلوبه الفلسفى اى يتكلم بالطريقة العقلية المقنعة بالمنهج الفلسفى وكان متأثرا بالفلسفة الافلاطونية الحديثة التى يسمنوها Neoplatonism وPlato  التى هى أفلاطون و كان من محبى أفلاطون وكان يقتبس من أقوال الفلاسفة ويختار منها ما هو صالح و كان أيضا يقتبس من الكتاب المقدس لكن بطريقة انه لا يقول ما هى الشواهد وحتى النصوص بعبارات مغايرة قليلا لما بين يدينا. أهم كتابين عملهم أثيناغورس كتاب “الدفاع عن المسيحية” و كتاب “قيامة الاجساد من الاموات” ما هى كتب الدفاع تلك؟ كان المسيحيون فى أواخر القرن الثانى يقابلون بأضطهاد شديد جدا وهو ارسل دفاع للامبراطور  مركوس أوريليوس وقد كان من أشد الاباطرة أضطهادا للمسيحيين وهدما للكنائس و تعذيبا لهم و كان يصدق التهم التى تصل اليه عنهم بلا فحص مع انه كان رجلا فيلسوفا أيضا. التهم التى كانت تصل عن المسيحيين أما كانت تصل من الفلاسفة الوثنيين وخصوصا الفلاسفة السفسطائيين فى ذلك الحين و أيضا من السحرة الذى كان رزقهم يضيع بأنتشار المسيحية وأيضا من أعداء الدين عموما وكانوا يسموون المسيحيين “أعداء الالهة” يقصدون الالهة الوثنية. فهو أرسل خطاب الى الامبراطور او ارسل دفاعا عن المسيحيين الى الامبراطور ليرد على الاتهامات التى كانت موجهة للمسيحيين فى ذلك الحين, القديس يوستينوس أيضا ارسل دفاعا لكنه كان شديدا و عنيف فى دفاعه بينما أثيناغورس كان هادىء قليلا. عجيب الاتهامات الموجودة فى ذلك الحين!! حاليا لا يوجد أتهام واحد منهم موجود لكن تعرفوها من جهة التاريخ. الاتهامات كانت:

1- أتهام المسيحيين بالالحاد

2- أتهامهم بالممارسات الاوديبية

3- أتهامهم بأكل لحوم البشر

طبعا مصدر أتهامهم بالالحاد هو انهم لا يعبدون ألهتهم, ما دام لا نعبد الهتهم اذا ملحدين.

ربما أتهامهم بأكل لحوم البشر يأتى من سر الافخارستيا ولا نعرف الممارسات الاوديبية جاءت من أين؟ – لكن ممكن التكهن بسبب وهو الاجتماعات المغلقة الخاصة بممارسة الليتورجيات السرائرية مع وجود علاقات وطيدة بين المسيحيين وبعضهم البعض، واشتراك الجنسين معا حتى في الدراسة في مدرسة الإسكندرية، هذا كله أدى إلى تشكك الوثنيين في أمر هذه الاجتماعات، لهذا اتهموهم بالمعاشرات الأوديبية حتى يحطموا هذه الاجتماعات المغلقة ويعرفوا أسرارها.- . من جهة الالحاد رد عليها أثيناغوراس بلأن المسيحيين يؤمنون بأله و يؤمنون بأله واحد وهذا الاله أزلى و أبدى و واجب الوجود و دخل فى الثالوث القدوس و كيف نسمى هذا الاله (أب و أبن و روح قدس) و قال ان صفات هذا الاله غير صفات الالهة الوثنية فلذلك انتم لا تعرفوه, تدرج الى ان الهة الوثنيين وأننا لا نؤمن بهم لانهم ليسوا ألهة و أنهم كانوا بشرا و انتم صيرتوهم ألهة ولان تحاط حولهم قصص من الفساد و القسوة و المؤامرات و النزاعات بينهم وبين بعض, لاحظوا هنا ان المدافعيين المسيحيين كانوا لا يدافعون فقط عن المسيحية انما يتدرجون لمهاجمة الوثنية أثناء دفاعهم ولم يكونوا يخافوا. القديس يوستينوس عندما دخل فى هذا الموضوع دعاهم الى الايمان بالمسيح فهاجم العبادات الوثنية وشرح ما بها من خطأ. أيضا هاجموا فى الوثنية تعدد الالهة و هاجموا الاساطير الوثنية التى يؤمنون بها و فساد الالهة الوثنية.

أما نقطة المعاشرات الاوديبية فقالوا انها لا توجد لدينا تلك الممارسات و لكنها موجودة عند الوثنيين وكأن الاخرين يهاجمون المسيحيين بالعيوب لديهم!! تكلموا عن أخلاق المسيحيين و عفتهم و كيف انهم يمتنعوا عن النظرة الشريرة و يمتنعوا عن شرور القلب و يمتنعوا عن زيجات معينة وان بعضهم يسير فى البتولية و يمتنعوا عن تعدد الزيجات وكيف هم يبعدوا عن شهوات الدنيا و يهتموا حتى بالفكر ان يكون الانسان رقيب عليه الى أخره.

أما من جهة أكل لحوم البشر قالوا ان هذا الكلام غير معقول  لان اذا كان هناك أكل للحوم البشر اذا هناك قتل للناس!! و المسيحية لا تؤمن بالقتل ولا حتى بالاجهاض ولا بما يفعله الوثنييون من جهة أولادهم بقتلهم و ليس لدينا قسوة و أيضا المسيحيون يؤمنون بقيامة الاموات و بقيامة الاجساد و غير معقول ان شخص يأكل جسد و هو يؤمن انه سيقوم؟ هذا الاتهام ممكن يكون عند منكرى القيامة. وكان المدافعون أيضا يقولون للاباطرة مفروض ان العدالة تقتضى ان تحققوا فى الاتهامات التى تصل اليكم و بكل الاتهامات التى يتهم بها المسيحييون لمجرد الاسم المسيحى وهذا ليس تهمة.

كما شرح بعض العقائد من عقائد المسيحية.

كتاب “قيامة الموتى” كتب كثيرة كتبت من أقوال الاباء عن القيامة و ممكن ان نجمع كل تلك الكتابات ليكون لنا مجمع عن الفكر المسيحى او الفكر الابائى عن القيامة.

العلامة أثيناغورس عندما تعرض لهذا الموضوع تعرض اليه م نناحية فلسفية بحتة بغض النظر عن أيات الكتاب المقدس و ما تقوله. طبعا منذ العصر المسيحى الاول انه كان هناك أنكار لقيامة الموتى مثل أفكار الصدوقيين الذين كانوا لا يؤمنون بالقيامة ولا بملاك ولا بروح وموجود بالكتاب المقدس مشكلتهم وكيف كانوا يهاجمون المسيح و يهاجمون بولس الرسول وعندما بولس الرسول تكلم عن قيامة الموتى أستهزؤا به وقالوا “سنسمع منك عن هذا أيضا” أعمال 17: 32 و بولس الرسول أستخدم هذا الموضوع مرة فعندما عرف ان من يسمعوه بعضهم من الفريسيين و بعضهم من الصدوقيين قال “أنا فريسي ابن فريسي . على رجاء قيامة الأموات أنا أحاكم” أعمال 23: 6 فأصطدموا ببعض و الفريسيين قالوا ” لسنا نجد شيئا رديا في هذا الإنسان! وإن كان روح أو ملاك قد كلمه فلا نحاربن الله” أعمال 23: 9 بينما اليهود كانوا ضده فى وقت من الاوقات فاستخدم ذلك الموضوع لينقسم الطرفيين ضد بعض. فكان المسيحيون يتكلمون عن قيامة الاموات. أثيناغورس عندما تكلم عن هذا الامر قال: ما الاعتراضات على قيامة الاموات فهل ربنا لا يقدر ان يقيمهم؟؟ ام لا يريد ان يقيمهم؟؟ فأن كان لا يقدر هذا غير معقول لان الذى خلق هذه الاجساد يستطيع ان يعيد تركيبها والذى خلق الاجساد من تراب يستطيع ان يرجعها بعد ان تتحول الى تراب و مهما حدث لتلك الاجساد سواء تحللت او انتثرت من مكان لاخر او دخلت فى تركيب كائنات أخرى (حيوان او أنسان او نبات)  فمثلا أنسان مات وكله وحش فجسده دخل فى تركيبة الوحش (فى قصة نابوت اليزرعيلى و أخاب الملك عندما مات لحست الكلاب دمه و لو وجدت شىء ممكن تكون أكلته – القديس أغناطيوس الانطاكى قدموه للوحوش فأكلته الاسود) الوحش يتحول لتراب و يكون التراب هو به جزء من الانسان. او مثلا أنسان دفن فى مكان و زرعوا شجرة و جسمه تحلل و أختلط بالتراب فالشجرة أمتصت عناصره داخلها و تحول الى جزء من ثمرة أكلها أنسان, المهم أيا كانت القصة ستعود للتراب مرة أخرى. يمكن الاصعب عند الهنود فمثلا عندما مات غاندى و هو رجل قديس عندهم وهو المهاتما غاندى بمعنى الروح الكبير تم حرقة و الرماد المتبقى القوه فى النهر الكبير و هناك بعض البلاد بأوروبا تقول لا أدع الجسد يتعفن و يحرقوا الجسد و يضعوه فى علبة و يحتفظوا بهذا الرماد, فلا تقول لى ان الجسد عندما يحرق بعضه يتحول الى غازات و يرتفع فى الجو!! فالمادة لا تفنى و تظل تلف و ترجع ثانيا. فالله الذى خلق من العدم او خلق من التراب لا يعجز أن يقيم الميت مرة أخرى أيا كانت وهذا من جهة قدرة الله فهو يستطيع فقال لهم عدم قدرة الله هى عدم قدرة من جهة القوة؟؟ ام عدم قدرة من جهة المعرفة؟؟ فقال انه يعرف بدليل انه من أتى بتراب و خلق منه أنسان. أم هو لا يشاء؟؟ فقال لا لماذا لا يشاء فربنا أعطى وعود للانسان بالحياة الابدية و هو يشاء ان الانسان يحيا فى خلود و ثم لماذا الله لا يشاء هل لان القيامة بها ظلم؟؟ ام القيامة نفسها عمل شائن؟؟ بالتأكيد هى ليست بها ظلم بل بها عدالة وهى ليست عمل شائن. لاحظوا ان الاباء يحللون المواضيع تحليل ليس بسيط و سهلا. ثم عندما أراد ان يتكلم عن الادلة على القيامة قال ان الدليل الاول هو: الغرض الاساسى من خلق الانسان فهل ربنا خلقه ليفنى ام خلقه ليحيا و يتمتع بالوجود و يتمتع بالله و يرى الله و يعيش معه؟ فأذا كان الله خلقه لهذا الغرض يكون الموت لا يحقق هذا الغرض و القيامة هى التى تحقق هذا الغرض من خلق الانسان. مثل مثلا السيد المسيح قال لتلاميذه “وإن مضيت وأعددت لكم مكانا آتي أيضا وآخذكم إلي، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضا” يوحنا 14: 3 فاذا كان يريد الناس ان يكونوا معه و يعيشوا معه فى الابدية يكون لا يمكن ان يتحقق هذا الغرض من خلود الانسان و أبديته الا اذا كانت هناك قيامة. لاحظوا عندما نتكلم عن القيامة نقصد قيامة الاجساد حتى فى الايمان الذى تقوله الام أثناء معمودية الطفل تقول   “ أؤمن باله واحد الله الآب ضابط الكل وابنه الوحيد يسوع المسيح ربنا والروح القدس المحي وقيامة الجسد” فتقول قيامة الجسد لان الروح لا تموت حتى تقوم فالروح حية بطبيعتها فالقيامة بطبيعتها هى قيامة الجسد و لما التلاميذ ظنوا ان المسيح مجرد روح او خيال كان هذا ضد قيامة الجسد فلو هو خيال او روح يكون اذا ليس ان الجسد قام لكن المهم فى القيامة هى قيامة الجسد نفسه.

فأول ما قاله أثيناغورس هو تحقيق الغاية من خلق الانسان و القيامة هى التى تحقق هذا الغرض و تحقق للانسان السعادة فى الابدية و تحقق له العشرة الالهية.

ثانيا قال ان القيامة تحقق الطبيعة الانسانية, لان الانسان يتكون من جسد ومن روح فلو بقيت الروح وحدها اذا لم تتكامل الطبيعة فلابد للروح ان تحيا مع الجسد فيعود الارتباط مرة أخرى حتى يتم التكامل للانسان, فلو مجرد روح تحيا فى الابدية لا تكون أنسان كامل و لا تكون طبيعة بشرية كاملة, اذا لابد من قيامة الجسد.

ثالثا قال من جهة الجزاء فى الابدية بمعنى ان الروح و الجسد أشتركوا معا فى الخير او أشتركوا معا فى الشر فلابد للمكافأة تكون للاثنين معا او العقوبة تكون للاثنين معا. فمثلا أنسان أحتدت روحه فيه فضرب أنسان فالروح أحتدت بالغضب و اليد تحركت و ضربت فيكون فى الابدية التى تعاقب الروح وحدها ام الجسد الذى ضرب؟؟ بنفس الوضع أنسان روحه أحبت المادة و التصقت بها وكان يأكل و يشرب و يمتع حواسه و نظره و سمعه و لمسه الى أخره ففى الابدية الروح هى التى تعاقب ام الجسد أيضا الذى متع حواسه بلذات العالم الحاضر؟؟ وهكذا أيضا الروح التى أحبت الله و الجسد يسجد و يصوم و يسهر و يتعب فى خدمة الاخرين و يتعب فى العبادة فلابد ان الذى يكافىء ليس الروح فقط ولكن يكافىء الجسد معه. القيامة أيضا تدل على عناية الله و على عدالة الله لان لو الجسد فنى او انتهىفيكون الله لم يعتنى به و الله يعتنى بالجسد و يعتنى بالروح أيضا فيحفظ و يقام.

المحاضرة الثانية

فى المحاضرة الاولى تكلمنا على أقوال أثيناغورس وهو من اكبر علماء المدرسة اللاهوتية الاسكندرية عن الاكليريكية القديمة وفى الحقيقة ثلاثة كانوا متتاليين من أساتذة و مديرى الكلية الاكليريكية كانوا فلاسفة و أساتذة وهم أثيناغورس و بنتينوس و اكليمنضس ليس فقط كانوا فلاسفة و أساتذة لاهوت انما كان أصلهم وثنى و يشتركوا فى الاصل اليونانى أيضا ودخلوا فى الايمان المسيحى ثم صاروا أساتذة فى اللاهوت ولقب القداسة يطلق على و بنتينوس و اكليمنضس و ظلوا يحبون الفلسفة و يستفيدون منها بعد ان صاروا مسيحيين و أساتذة لاهوت.

القديس بنتينوس: ولد فى النصف الاول من القرن الثانى الميلادى ويقال انه كان فيلسوفا رواقيا تابعا للفلسفة الرواقية وهى قد ذكرت فى الكتاب المقدس وهى فلسفة تهتم بالاخلاق و الفضيلة و الحياة النقية ودائما كان الفلاسفة الرواقييون أشخاص لهم كرم ألاخلاق.

أثيناغورس يقال انه من أثينا و بنتينوس يقال انه من صقلية و اكليمنضس كان له أصل يونانى, لكن الثلاثة بعد مجيئهم الى الاسكندرية أصبحت لهم ثقافة أسكندرية و شخصية أسكندرية فى معلوماتها وفى تراثها وخصوصا انهم درسوا على يد بعض. أثيناغورس بعد وفاته ترك أدارة المدرسة الى بنتينوس غالبا تولى أدارتها سنة 180 م أو 181 م و نجحت المدرسة كثيرا فى عهده وكانت للقديس بنتينوس أعمال تبشيرية خارج مصر على الاقل فى الهند و فى بلاد العرب تلك من النواحى التبشيرية التى تضم الى الكنيسة القبطية و من جهة الهند يقل ان بعض التجار تتلمذوا على القديس بنتينوس و أعجبوا به و أمنوا بالمسيحية و طلبوا من البابا ديمتريوس أن يوفد اليهم بنتينوس ليبشر بلادهم فذهب الى هناك وقضى بضع سنوات ثم رجع الى بلاد العرب فى الطريق و يقال ان وجد هناك نسخة من أنجيل متى بخط متى نفسه بالعبرية. هؤلاء العرب ربما بشرهم برثلماوس و بعض من العرب كانوا موجودين فى يوم الخمسين لكن لم تكن تكونت كنيسة هناك ,أثناء غياب القديس بنتينوس ترك المدرسة فى يد تلميذه اكليمنضس الذى كان أستاذا بالمدرسة حوالى سنة 190 م اى بعد توالى بنتينوس بعشرة سنوات وعندما عاد تولى المدرسة من جديد فكان اكليمنضس وكيلا لبنتينوس تولى المدرسة فى غيابه.

القديس بنتينوس: يذكرنى بسقراط, فسقراط كان فيلسوفا تكلم كثيرا بالتعليم الشفاهى ولم يترك كتبا بينما أفلاطون تلميذه ترك كتب بينما سقراط علم شفاهة ولم يترك كتبا. بنتينوس أيضا له كثير من التعليم الشفاهى ولم يترك كتبا. يقال انه كان له بعض المؤلفات ولكنها كلها فقدت لا توجد سوى عبارات قليلة التى وجدت فى بعض مقصوصات من المخطوطات ولكن شهرة بنتينوس أنه فسر كتب كثيرة جدا من الكتاب المقدس لكن لا يوجد اى من تلك التفسيرات بقى حتى الان ربما فى الوقت الذى حرقت فيه مكتبة الاسكندرية ضاع كل هذا التراث من أوله لاخره. مثل عندما نقول عن أوريجانوس انه عمل السداسية الخاصة به تسمى Hexapla الهكسابلا كدراسات للكتاب المقدس بستة عواميد وفقدت كل تلك النسخ و الترجمات و ضاعت الهكسابلا التى عمل فيها 26 سنة ولم تبقى لنا سوى قصاصات تدل عليها, من الواضح ان حريق مكتبة الاسكندرية أضاع الكثير. الاشياء التى حفظت فى الغرب وبقيت كانت تدل أيضا. يوسابييوس قال عن بنتينوس انه مفسر كلمة الله لكن هذا العمل لم يصل الينا. تقول الا يوجد شىء من أعمال بنتينوس نذكره بها يوجد الذى هى اللغة القبطية فهو الذى ترجم الكتاب المقدس للغة القبطية بأقدم ترجمة للغة القبطية فى النصف الثانى من القرن الثانى وهو من أخذ الحروف اليونانية وأستخدمها بأخذ 25 حرف يونانى و أضاف لهم 7 حروف الذين لا يوجد لهم مثيل بالنطق اليونانى. فكون تكوينه للغة القبطية من الحروف اليونانية لان طبعا الكتابات القديمة غير معقول ان ناخذ الحروف القديمة الموجودة على التماثيل و المعابد القديمة الوثنية فليكتب كلمة يرسم عدة رسوم فيكون الوضع صعب و لكن الحروف سهله. فله هذا الفضل الكبير فى اللغة القبطية وفى ترجمة القداس الى اللغة القبطية و الفضل الثانى انه أخرج لنا القديس اكليمنضس كتلميذا له. فنسميه اكليمنضس الاسكندرى لكى نميزه عن اكليمنضس الرومانى و اكليمنضس الرومانى من الاباء الرسوليين كان عايش أيام الرسل وبعدهم بينما القديس اكليمنضس السكندرى عاش فى أواخر القرن الثانى الميلادى و تولى رئاسة الاكليريكية فى غياب معلمه بنتينوس عندما سافر للهند سنة 190م و توالها بعد وفاة بنتينوس ربما بين سنة 202-205 م تلك التواريخ ليست مضبوطة جدا وعاش ربما حتى عام 211 م بداية القرن الثالث.

اكليمنضس: بقيت لنا من كتاباته كتب عديدة و لذلك لدينا وفرة من المعلومات عنه. ولد سنة 150 م من أصل وثنى من أسرة كبيرة و لكنه تثقف بالثقافة القبطية و تتلمذ على بنتينوس و قبل ان يتتلمذ على بنتينوس تتلمذ اولا على أثيناغورس ثم جال و سافر كثيرا و تتلمذ على علماء الدنيا المشهورين وقال تتلمذت على أساتذة الدنيا العظام لكنى وجدت راحتى فى بنتينوس. كثيرة هى الكلمات التى يصف بها اكليمنضس أستاذه العظيم بنتينوس و لعل من أشهر الاوصاف التى ذكره بها انه يسميه “النحلة الصقلية” و تلك تثبت انه ولد فى صقلية و نحلة لانه كان مثلل النحلة التى تمر على كل ذهرة ليأخذ منها الرحيق ثم يجمعها فى بوتقة واحدة وهى هنا بوتقة العقل و الحكمة و الفلسفة و النور الالهى و المعرفة الصحيحة التى تقدر ان تريح اكليمنضس و أمثاله. كان يصفه وصف “اللسان القفل” بمعنى أخر العلم او الربطة الاخيرة او من جمع معلومات من كل الجهات ثم قفل عليهم بختمه الشخصى, كان اكليمنضس فيلسوف و واسع الاطلاع و دارس فى كثير من العلوم و الفنون ويعرف اللغة اليونانية و كتب بها كما كتب بها بنتينوس و أثيناغورس وله مؤلفات عديدة و تولى أستاذية  الكلية الاكليريكية ويعتبر هو الاستاذ المباشر لاوريجانوس العظيم. يعتبر كل أستاذ خرج أستاذ أعظم منه فبنتينوس خرج اكليمنضس و اكليمنضس اخرج أوريجانوس وأيضا كان لهم تلامذة من الاساقفة و من التلامذة الاساقفة المشهورين بالنسبة لبنتينوس و اكليمنضس “الاسكندر او الكسندروس أسقف أورشليم” كان من تلامذتهم وهو أيضا ارسل خطابا يمتدح فيه أساتذته بنتينوس و اكليمنضس و ربما يكون قد تتلمذ فى جزء من حياته على أثيناغورس أيضا. لذلك كما قلت كان أساتذة الاكليريكية كان لهم تلامذة من أساقفة العالم و العجيب ان كل هؤلاء الاساتذة الكبار كلهم (بنتينوس و اكليمنضس و أوريجانوس) عاشوا فى عهد البابا ديمتريوس الكرام و بالرغم من ان البابا ديمتريوس كرام و لم ينل ثقافة مثل هؤلاء العلماء و الفلاسفة الا انه هو الذى أستطاع ان يحرم أكبر فيلسوف فى عصره وهو أوريجانوس فذلك شىء عجيب جدا فربنا يختار هذا الانسان لكى يفصل فى قضية لاهوتية عجيبة و يقف فى جرأة و شجاعة ضد أكبر المعلمين فى أيامه ويقول له محروم لانك مخطىء لاهوتيا. فلو حرمه فيلسوف مثله نقدر ان نفهمها و لكن يحرمه شخص كان كرام؟ هذه تظهر ان الاباء ما كانوا يجاملون أحدا ولو أستاذ أساتذة او أستاذ أساقفة, الحق هو حق لا توجد مجاملة فى اللاهوت او العقيدة. يقال ان بنتينوس كان قسيسا و اكليمنضس كان قسيسا وربما بنتينوس كان يلزم له الكهنوت لانه ذهب ليبشر فى الهند و فى العرب و التبشير يحتاج لكهنوت لانه سيعمد ناس و يناولهم و سيقيم الاسرار المقدسة و أكليمنضس أيضا كان قسيسا و أوريجانوس لم يرسم قسيسا من أسقفة الاسكندرى البابا ديمتريوس انما أخذ الكهنوت من الخارج وتلك كانت أحد التهم أيضا الموجهة ضده أيضا الى الكسندروس أسقف أورشليم و غريغوريوس أسقف قيصرية الجديدة. بنتينوس سلم المدرسة لاكليمنضس و اكليمنضس فى سنة 202 م غادر الاسكندرية و سلم المدرسة لاوريجانوس وذهب الى غالبا الى أورشليم. اكليمنضس ترك لنا كتبا عديدة لعل من أهمها:

* كتاب Exhortation to the Greek او Protrepticus اى نصائح لليونانيين يشرح فيه فضائل المسيحية و يدعو اليها و يتكلم ضد الوثنية هو فى الحقيقة كتاب لاهوتى جميل جدا. يتكلم فيه عن لاهوت المسيح و تجسد المسيح و وجودة قبل الزمان و يعتمد كثيرا على الاصحاح الاول من أنجيل يوحنا هو كتاب جميل ليتنى أستطيع ان أترجم بعض من كلماته.

* كتاب أخر هو Paedagogas بمعنى المربى او المعلم. فى أوله يقدم المربى على انه يقال..سنة 202 م الان هذا الكلام كلكم تعرفوه لكن فى تلك الايام كان كلام جميل و عميق و يتكلم ان السيد المسيح غذانا بجسده و غذانا بدمه وتلك أحسن أنواع التغذية. تكلم كثيرا على المسيح كمربى و صفات المربى و طبيعته و فى الجزء الثانى و الثالث تكلم عن عمل المربى و بدأ يتكلم عن المجتمع الذى عاش فيه. فى الجزء الاول تكلم عن السيد المسيح كمربى على اعتبار ان هو اللوغوس وهو عقل الله وهو مصدر المعرفة وهو من يربى بكلام لاهوتى صرفو فى الجزء الثانى كلام أجتماعى صرف عن مشاكل أيامه ويجوز تجدوا ان مشاكل أيامه غير مشاكل أيامنا لكن من ناحية التاريخ مفيد ومن ناحية الاجتماع مفيد و من ناحية anthropology مفيد.

* من أشهر كتبه أيضا كتاب Stromata بمعنى المتفرقات او المتنوعات قال تلك مثل الذكريات لى و وضع كلام من جهات كثيرة و ربما لا يوجد رابط بينها, فى أولها يمتدح الفلسفة كثيرا و يمتدح المعرفة ويقول ان الفلسفة ليست ضد الدين و انما الفلسفة تبنى للدين و تمهد للدين ولا تتعارض مع الدين و تسند الدين و طبعا يقصد بالفلسفة اى المعرفة الحقيقية ففى أيامه كان موجود مذهب المعرفة الذى هو مذهب الغنوسية و كلمة غنوسية تعنى معرفة, كان الغنوسيين بعضهم مؤمنين و بعضهم غير مؤمنين فهو يتكلم عن الغنوسى الحقيقى اى الفيلسوف الحقيقى الذى يعرف الحق ليعرف الله. درجة كبيرة ان يكون الانسان يكون روحى عندما يعرف الله. او كما قيل فى المنجاة بين الابن و الاب فى “هذه هي الحياة الأبدية: أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته” يوحنا 17: 3 فمعرفة الله هى بدأ الحياة الروحية الحقيقية و طبعا الذى يعرف لله لا يعرف خطية.

تكلم عن الديانة المسيحية وقال ان الديانة المسيحية تفوق الفلسفة العالمية وطبعا حينما يقول الفلسفة يقصد الفلسفة المبنية على حكمة ألهية وليس عن حكمة هذا العالم التى هى جهالة عند الله. فى الفصل الثالث تكلم عن الزواج المسيحى و عن وقار الزواج وعن تكريم الله له وذكر أيات كثيرة و رد على نقط كثيرة لان فى أواخر القرن الثانى كان هناك ناس يتكلموا ضد الزواج. فما الذى ادخل الزواج وسط الفلسفة و وسط الغنوسية مسئلة Stromata متنوعات مثل باقة ورد متعددة الالوان. تكلم أيضا عن الغنوسى الحقيقى الذى يعرف معرفة سليمة.

* من الكتب المشهورة له عن من هو الغنى الذى يخلص؟ ففى قصة الشاب الغنى فى أنجيل متى 16:19-26 و فى مرقس 17:10-27 وفى لوقا 18:18-27 فقال المسيح ” الحق أقول لكم انه يعسر أن يدخل غني إلى ملكوت السماوات” متى 19: 23 فهل معنى ذلك انه لا يوجد أغنياء ممكن ان يدخلوا الملكوت؟ فهو قد كتب هذا الكتاب عن الغنى الذى يخلص. قال ان العيب ليس فى المال و انما فى التعلق فى المال وقال ان الغنى اذا أستخدم فى الخير يكون شىء جيد و ان المال فى حد ذاته ليس خطية و تكلم كلام كثير عن هذا الموضوع. لكن طبعا قال ان الانسان عليه الا يتعلق بالمال و أن الغنى الذى يخلص هو الذى لا يتعلق بالمال وفى قصة الشاب الغنى السيد المسيح قال ان الذين لا يتكلون على أموالهمفلا يتعلق بالمال و لكن على المتكل عليه.

* له كتب أخرى تفسيرية للاسف لم يبقى منها الا قصاصات, حتى للاسف هذه القصاصات شحنها الهراطقة بتفسيرتهم. لان فى بغض الاحيان المبتدعين او الهراطقة يريدون ان يثبتوا الافكار الخاصة بهم ينسبوها لكلام قاله قديسيين, فيأتى احد المفسرين الكبار و يأخذ جزء من الكلام و يغيره وقد تم عمل هذا مع تعاليم أكليمنضس لدرجة ان بعض الكنائس لا تريد ان تعطيه أسم القديس أكليمنضس ولكن لم يرد فى كتب التاريخ القديمة اى أشارة الى أخطاءلاهوتية وقع فيها أكليمنضس.

* له رسالات كثثيرة و مقالات كثيرة بعضها عن الفصح و عن الصوم و عن النميمة وعن الشتيمة وعن حركات التهود.

س: عن الاية التي تقول ” من سألك فإعطه” فهل نعطي كل من يسأل حتى لو لم يكن محتاجاً؟ 0:08

س: عن فترة بقاء مجالس الكنائس 1:15

س: هل يمكن الاكتفاء بالمناولة يوم خميس العهد من كل عام؟ 7:02

س: ارجو إلقاء مزيد من الضوء على كلمة ميطانيا وكيفية عملها وقانونيتها 9:19

س: هل يجوز الزواج من ابن عم الاب؟ 24:21

بدء المحاضرة عن بعض أقوال الاباء من الاباء المدافعين عن الايمان اثيناغورس وبنتينوس واكليمنضس 34:57

القديس اثيناغورس 36:05

محاضرة ثانية 1:05:38

س: هل يمكن غمس الجسد بالدم في المناولة؟ 1:12:31

س: نحن نؤمن ان السيد المسيح هو الاله المتجسد وان السيد المسيح قد مات على الصليب فكيف يموت الاله وان كان الناسوت هو الذي مات فكيف يكون للمسيح طبيعة واحدة؟ 1:17:08

س: هل ناسوت السيد المسيح كائن منذ الازل؟ 1:18:20

س: ارجو تفسير لماذا يأتي شم النسيم بعد عيد القيامة مباشرة ولماذا نأكل الفسيخ؟ 1:18:52

س: هل كانت أكفان السيد المسيح بعد القيامة على شكل تجويف؟ 1:22:46

بدء المحاضرة عن اقوال الاباء اثيناغورس وبنتينوس و اكليمنضس 1:24:37

القديس بنتينوس 1:26:24

القديس إكليمنضس 1:35:28

التبرير والتقديس 16 05 1989 محاضرات الكلية الإكليريكية فيديو - البابا شنودة الثالث

أقوال الآباء 11 04 1989 محاضرات الكلية الإكليريكية فيديو - البابا شنودة الثالث

محاضرات الإكليريكية - 1988-1989 - البابا شنودة الثالث
محاضرات الإكليريكية - 1988-1989 - البابا شنودة الثالث