أقوال الآباء 11 04 1989 محاضرات الكلية الإكليريكية فيديو – البابا شنودة الثالث

أقوال الاباء تشمل الموضوعات التالية:

أولا الاباء الرسوليين وأقوالهم Apostolic Fathers و تشمل أكليمنضس الرومانى و بوليكاربوس أسقف أزمير و أغناطيوس الانطاكى و هرماس و بابياس و رسالة برنابا و طبعا فى العصر الرسولى ممكن ان نضيف الى هذا الليتورجيات التى ظهرت فى العصر الرسولى وكلمة ليتورجية تعنى قداس مثل ليتورجية مرقس الرسول و ليتورجية يعقوب الرسول  وممكن ان نذكر أيضا الدسقولية “تعليم الاباء الرسل” و ما ينسب للاباء الرسل أيضا و ممكن ان ننسب اليه التقاليد التى ورثناها الى أخره.

ثانيا تأتى أقوال الاباء المدافعين عن المسيحية و الذين يسمونهم Apologist من كلمة Apology اى دفاع مثل القديس يوستينوس مثلا وكان هناك أباء كثيرين.

ثالثا أباء مدرسة الاسكندرية مثل أثيناغورس و بنتينوس و أكليمنضس السكندرى و أوريجانوس و ديديموس الضرير و هو كان معاصرا لاثناسيوس الرسول و كل هؤلاء كتبوا كتابات كثيرة.

رابعا الاباء الاوائل فى العصور الاولى مثل اريناوس قد كتب كتاب “ضد جميع الهرطقات” عبارة عن 38 هرطقة فى القرن الثانى. ممكن ان نذكر أباء الاسكندرية الذين لهم كتابات و كانوا مشهورين مثل القديس أثناسيوس الرسولى و كتاباته و القديس كيرلس الكبير و القديس تيمثاؤس البطريرك ال 22 و القديس ديونيسيوس البطريرك ال 14 و القديس بطرس خاتم الشهداء البطريرك ال 17 و البابا ثاؤفيلس البطريرك ال 23 أيضا تنسب اليه قوانين أيضا و نذكر أيضا من الاباء الاباء الكبادوكيون مثل (القديس باسيليوس الكبير و القديس أغريغوريوس أسقف نيصص و القديس أغريغوريوس النزينزى الذى هو الناطق بالإلهيات) و قبل هذا كان هناك القديس أغريغوريوس صانع العجائب له كتاب بديع فى أوريجانوس و نذكر أيضا أباء الكنيسة السريانية مثل (مار أفرام السريانى و مار يعقوب السروجى و مار يعقوب  أسقف نصيبين و مار فلكسينوس و كتاباته عن الرهبنة و القديس ساويرس الانطاكى بالقرن السادس وقد جاء الى مصر و قضى فيها 28 سنةأيام أضطهادات جوستانيوس) و كل هؤلاء من الاباء المشهورين فى تاريخ الكنيسة و لهم كتابات.

هناك دائرة معارف للاباء أسمها Patrologia Orientalis صدرت فى باريس و فيها كتابات للاباء الاقباط و الاباء السوريان و الاباء الاحباش و الاباء الارمن و كثير من أباء الشرق و بها مجموعة كبيرة لرسائل ساويرس الانطاكى.

هناك مجموعة أخرى لخطب القديس ساويرس فى البطريركية او الكاتدرائية يسموها Cathedral Homily أتذكر انى ترجمت فى الدير  قبل رسامتى أسقف ممكن سنة 1960 تقريبا مقالات القديس ساويرس عن سلسلة الانساب, كان شخص سئله مام عنى ان نسمع فى صلاة العيد ان فلان ولد فلان حتى نتعب من كثرة الاسماء ولا نستفيد شيئا فشرح القديس ساويرس ما هى المعانى الروحية التى ممكن ان نأخذها من سلسلة الانساب و شرح أيضا فى مقالة أخرى أسباب الخلاف بين قائمة القديس متى و قائمة القديس لوقا فى سلسلة الانساب كلام كثير جدا يدل على علم وفير. من مقالات القديس ساويرس الانطاكى انه كان هناك شماسات فى القرن السادس لانه له أكثر من رسالة الى الشماسة أنسطاسيا. كان فى أواخر القرن الرابع و أول الخامس شماسات أيضا فالقديس يوحنا ذهبى الفم كتب الى الشماسة أولمبياس فكان لها مركز كبير جدا فى هذا الزمان.  المهم ان هناك كتابات للاباء السريان ولهم مجموعة مشهورة تدعى Patrologia Syriaca. فكانتPatrologia Orientalis لكل الاباء الشرقيين لكن Patrologia Syriaca للاباء السريان فقط و الكتابات التى كتبت باللغة السريانية.

يوجد أباء مشهورين جدا فى الكنيسة لهم كتابات لا نقدر أن نتركها مثل الاباء اللاتين الذين كتبوا باللغة اللاتينية من أمثلتهم القديس جيروم إيرونيموس كتب باللغة اللاتينية و القديس أغسطينوس أسقف هيبو فى منطقة قرطاجنة بالقرن الرابع و الخامس كتب باللغة اللاتينية و القديس أمبروسيوس أسقف ميلان معلم أغسطينوس كتب باللغة اللاتينية و ترتليانوس كتب باللغة اللاتينية و كبريانوس رئيس أساقفة قرطاجنة بالقرن الثالث أيضا كتب باللغة اللاتينية و القديس هيلاري أسقف بواتييه كتب باللغة اللاتينية ومن أعجالهم بكتاباته اللاهوتية وخصوصا كتابة  De trinitateعن الثالوث لقب بأثناسيوس الغرب فلم يجدوا لقب يلقيوه به أكثر من تشبيهة بأثناسيوس الرسول.

هناك أباء كبار غير هؤلاء مثل القديس يوحنا ذهبى الفم كان قسيس أنطاكية ثم رئيس أساقفة القسطنطينية و مثل القديس كيرلس الاورشليمى رئيس أساقفة أورشليم و مثل القديس أبيفانيوس أسقف قبرص هؤلاء من الاباء الكبار المشهورين.

فى ال  Patrologiaأيضا يوجد بعض كتب فى التاريخ مشهورة من أشهرها كتاب التاريخ الكنسى ليوسابيوس القيصرى  Ecclesiastical History و كتاب التاريخ الكنسى لسوزمينوس و كتاب التاريخ الكنسى لسقراط, تلك ثلاثة مجموعات من مجموعات التاريخ الكنسى.

هناك أقوال أباء الرهبنة و تلك كثيرة جدا لا نقدر ان نحصيهم لكن لعلنا نذكر فى مقدمتهم كتابات بلاديوس historia lausiaca  التى ترجمت تحت أسم بستان الرهبان و كتاب روفينوس عن أباء البرية و كتب جون كاسيان وخصوصا كتاب المعاهد Institutes و كتاب المقابلات Conferences كل تلك أسماء للكتابات الابائية.

توجد مجموعات كثيرة جدا نشرت عن أقوال الاباء باللغات اللاتينية و اليونانية و لكن أشهر من جمع تلك الاشياء رجل يسمى الاب Migne جمع كل أقوال الاباء فى مجموعتين كبيرتين مجموعة أسمها Patrologia Graeca اى أقوال الاباء باليونانية ومجموعة أسمها Patrologia latina اى أقوال الاباء باللاتينية وبعد ذلك هناك مجموعات كبيرة جدا لا داعى ان اقولها لكم تكتب لكم أفضل.

لكن أهم ما ينفعكم هو الاتى:

* مجموعة أسمها Ante Nicene Fathers اى أباء ما قبل نيقية. هناك فرق بين Anti التى تعنى ضد و بين Ante بمعنى قبل.

* مجموعة Nicene And Post Nicene Fathers اى أباء نيقية و ما بعد نيقية على مجموعتين مجموعة منهم 14 Volume خاصة بذهبى الفم و أغسطينوس فقط و المجموعة الثانية series 2 لاباء كثيرين, للاسف القديس كيرلس الكبير غير موجود بها.

* مجموعة جيدة أسمها Ancient Christian Writers اى كتابات الاباء القدامى, كل كتاب ينقسم لثلاثة أقسام مقدمة, النص, ملاحظات (Introduction, Text, Notes) بشرح لطيف جدا و بجزء النص تجد الملاحظات برقم مسلسل متصل وتجده فى النهاية تحت نفس الرقم و ليس بنهاية كل صفحة.

* مجموعة مشهورة جدا أيضا أسمها Church Fathers صدر منها عدد كبير خاصة بأباء معينين.

* مجموعة أخرى مشهورة جدا صدر منها أكثر من 300 Volume أسمها Sources chrétiennes اى المصادر المسيحية فتجد فى صفحة منهم النص اليونانى او اللاتينى و أمامها الترجمة الفرنسية فموجود النص و الترجمة معا, بينما مجموعة Nicene And Post Nicene Fathers مجرد ترجمة فقط قامت بها جامعة متشيجان. بعض تلك المجموعة صدرت لاباء من أبائنا الذين نوافق عليهم و بعضها لاباء من بعد الانقسام. تجدوا فيها مثلا كتابات لكيرلس الكبير و محاوراته حول الثالوث القدوس و محاوراته حول ال Christology طبيعة المسيح, القديس كيرلس الكبير له تفسير لانجيل لوقا بالانجيليزية هى التى وصلت لنا بينما تفسيراته الاخرى الكثيرة لم يصل لنا منها شىء. تجد فى تلك المجموعة ترجمات كثيرة لاوريجانوس فتوجد تفسيره لاسفار موسى الخمسة و تفسيره لنشيد الاناشيد. تجدوا فيها أيضا كتابات لديديموس الضرير فمثلا تجدوا تفسير نبوة زكريا – من الانبياء الصغار- فى ثلاثة مجلدات.

كثير من كتابات الاباء عبارة عن كثير من الايات  لا حصر لها فمثلا فى الاباء الرسوليين رسالة القديس أكليمنضس الرومانى تجدوا ثلث او ربع الرسالة أيات فى موضوعات متعددة و طريقة مفهومة لتلك الايات, بينما أيام الاباء لم يكن يوجد فهارس للكتاب المقدس ولا قواميسه لكن كانوا يحفظون الكتاب حفظا دقيقا عجيبا بأياته المتعددة. يلزمنا مكتبة كبيرة لمجموعات الاباء تجمع الاعمال الموجودة لكن مجموعة Migne بمئات ال Volumes لها باليونانية و اللاتينية و مع عدم أتقانكم لهم سيكون عبارة عن معرض فقط.

فى مكتبتنا الحاضرة توجد بعض الكتب ترجمت للغتنا العربية مثل:

للقديس أغسطينوس ترجم كتب “الاعترافات” و “النعمة و الارادة” و “التوبيخ و النعمة” و “خواطر فيلسوف فى الحياة الروحية” و بخصوص التوبيخ و النعمة و الارادة فى كتابات القديس أغسطينوس كانت لانه أصطدم بالبلاجيين لان كان لهم راى فى الاعمال و النعمة فكتب أكثر من كتاب فى هذا الموضوع.

كما ترجمت بعض كتب مار أفرام السريانى وخصوصا تفسيره للتكوين و الخروج و اللاويين و بعض كتب عن أشعاره و تأملاته فى الميلاد و بعض الاعياد.

كيرلس الاورشليمى نشرت عظاته و خصوصا عظاته للموعوظين

القديس أغريغوريوس أسقف نيصص ترجم له “من مجد الى مجد” و “ناشيد الاناشيد”

مار اوغريس ترجم له كتاب عن الصلاة الحياة الروحية

القديس مكاريوس الكبير ترجمت كتب عظاته

القديس دوروثيئوس ترجمت عظاته و توجد مجموعة يسمونها  Philokalia نشرت بعض كتب من ضمنها دوروثيئوس

برسنسيوس نشرت أقواله

أوريجانوس بعض كتبه له نشرت

ذهبى الفم نشرت بعض كتاباته و خصوصا مقالاته فى المعمودية و مع التلاميذ و فى الكهنوت و فى الزواج و رسائلة الى أولمبياس و بعض نبذات فى كلامة فى التعزية

أمبروسيوس نشر له كتاب الاسرار

أسحق السريانى نشرت نسكياته

باسيليوس نشر له كتاب عن الروح القدس و كتاب قوانينه و نسكياته

باخوميوس الكبير نشرت قوانينه

أثناسيوس الرسولى نشر له بالعربية “تجسد الكلمة” و “الرسالة الى الوثنيين” و “الروح القدس” و رسائله الفصحية و “حياة أنطونيوس”

أكليمنضس الاسكندرى نشرت له نبذة عن الله و المال

غريغوريوس النزينزى  نشر له عن يوم الفصح

القديس يوحنا ذهبى الفم هو من أكثر الاباء فى تفسير الكتاب المقدس و بخاصة العهد الجديد فله تفسير لانجيل متى و تفسير لانجيل يوحنا و تفسير لاعمال الرسل و تفسير لرسائل بولس الرسول ال 14 وكلهم موجودين باللغة الانجليزية فى مجموعة Nicene And Post Nicene Fathers وكلهم موجودين فى مخطوطات باللغة العربية بدير البراموس.

أكثر أباء كتبوا فى التفسير القديس يوحنا ذهبى الفم و القديس جيروم قد فسر الكتاب المقدس كله تقريبا و القديس كيرلس الكبير من أكبر مفسرى الكتاب المقدس وللاسف لم تصل الينا جميع تفسيراته و القديس أغسطينوس.

هناك أباء فسروا أجزاء مثل المزامير بعض الاباء فسروا بعضها والقديس أغسطينوس له تفسير كامل للمزامير.

تفسير الاباء يؤخذ بأن يكمل بعضه بعضا لان داوود قال ” لكل كمال رأيت حدا، أما وصيتك فواسعة جدا” مزامير 119: 96 فبعض تفسيرات الاباء تفسيرات حرفية والبعض الاخر رمزية و البعض الاخر تأملات روحية. فمثلا عندما يأتى أغسطينوس ليفسر المزمور الاول يقول ” طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الأشرار، وفي طريق الخطاة لم يقف، وفي مجلس المستهزئين لم يجلس” مزمور 1: 1 يقول ان هذا الرجل هو السيد المسيح لانه لا يوجد شخص فى الدنيا لم يسلك فى مشورة الاشرار و لم يبتعد عن طريق الخطاة الا السيد المسيح الذى قال ” من منكم يبكتني على خطية” يوحنا 8: 46 ويكون المزمور كله نبؤات عن المسيح وتكون الناحية الروحية و العمومية لم تحصل عليها تكملهم من تفسير قديس أخر للمزمور وهكذا يكمل كل منهم الاخر لكن لا تقول خلاص المزمور لا يفسر الا هذه الناحية لان أغسطينوس قال هذا لا لا نقدر ان نقول بهذا بل نأخذ أقوال الاباء يكمل بعضها بعضا و لكن لا ناخذ رايا واحد. هذا فى التفسير و نقطة أخرى القديس يوحنا ذهبى الفم يخلط خلطا كاملا بين التفسير و العظات فمثلا فى تفسيره لانجيل متى فى سلسلة الانساب يقول: لماذا فى سلسلة الانساب حسب متى ذكر النسوة الزانيات و الغريبات مثل رحاب الزانية و مثل بتشبع و ثامار الزانية و راعوث الغريبة الجنس ولم يذكر النساء القديسات؟ فمن ضمن كلامه يقول لكى يرينا ضعف طبيعتنا وكيف هى سقطت و أيضا لكى لا يفتخر أحد بأجداده و أيضا ان المسيح أخذ تلك الطبيعة الساقطة و أصلحها ثم يأخذ عظة طويلة عن الاتضاع لا علاقة لها بسلسة الانساب و انما هى عظة روحية وقد خرج من التفسير الى الوعظ و أحيانا يخرج من التفسير لمعالجة المشاكل الموجودة مثل الناس الذين يذهبون للصيد و يذهبون للحمامات و يذهبون للقمار فى كلام لا علاقة له بالتفسير لكن أنتقل من التفسير الى الوعظ فكيف يستطيع الانسان ان يفصل التفسير فى جهة و يفصل العظة فى جهة أخرى موضوع يحتاج الى جهد كبير فى ترجمة أقوال الاباء. أحيانا أقوال الاباء تناسب عصرهم وهى غير موجودة مثلا حاليا و نفس الوضع فى بعض الاباء الذين كانت توجد بدع و هرطقات فى أيامهم ففى كلامهم ركزوا على تلك النقط بشدة وهى غير موجودة حاليا. فأقوال الاباء تحتاج للانسان أن ياخذها يهضمها و يستفيد بها ثم ينتقى منها ما يناسب أيامنا الا لو ترجمات موجودة الانسان يأخذ منها ما يحتاجه فقط.

تلك كانت مقدمة عامة عن أقوال الاباء نضيف اليها ككنيسة قبطية أقوال الاباء فى عصور متأخرة مثل العصور الوسطى و الحديثة و ما قبلها من أقوال الاباء و بهذا الشكل البعض يضيف أولاد العسال و ابن كبر و بطرس السدمنتى و بولس البوشى و قوانين كيرلس ابن لقلق و غبريال ابن تريك و ابن كاتب قيصر و زكريا ابن السباع فتوجد أقوال لاباء من العصور الوسطى ممكن ان نأخذ فكرة عنها.

العصر السابق لنا مباشرة سنجد فيه فيلوثاؤس أبراهيم و نجد به حبيب جرجس لكن طبعا المقصود بأقوال الاباء هو الاباء الاوائل الذين كانوا هم معلمى الكنيسة ولا يختلف أحد فيهم و غالبيتهم الى القرن الخامس لكن أيضا لا ننسى أقوال أباء الرهبنة الموجودة فى بستان الرهبان و الموجودة فى بعض الكتب الرهبانية وهى صنف أخر من أقوال الاباء.

أكليمنضس الرومانى:

هو غير أكليمنضس السكندرى الذى كان من أساتذة الكلية الاكليريكية  السابقين لاوريجانوس, ولكن أكليمنضس الرومانى كان أسقف لروما وغالبا كان ثالث أساقفة روما أولهم لينوس ثم أناكليتوس  ثم أكليمنضس, أوريجانوس و يوسابيوس فى تاريخة انه هو نفسه الذى ذكر فى رسائل بولس الرسول وخصوصا فى “مع أكليمندس أيضا وباقي العاملين معي” فيلبى 4: 3 لكن البعض يقول انه كان فى أواخر القرن الاول  من سنة 92-101 م فهل هو ام شخص أخر؟ معروف ان بولس و بطرس أستشهدوا سنة 67 م و ترتليانوس يقول ان أكليمنضس رسمه بطرس على روما فانه يكون من أيام بطرس حتى سنة 101 م تلك فترة طويلة!! على أى الحالات هو أحد أباء القرن الاول سواء كان تلميذ بولس او بطرس او الذى ورد فى فيلبى او شخص أخر. له رسالة الى كورنثوس كتبها بسبب الانشقاقات الموجودة هناك, الرسالة مليئة من أيات الكتاب المقدس بشكل عجيب جدا ويلاحظ فى أقوال هؤلاء الاباء عدم الترتيب ينتقل من موضوع لاخر لكن اذا قرأت تستفيد من جميع الموضوعات. دعك من قدرته على ترتيب المعلومات و خذ جوهر المعلومات و أستفيد منها. رسالته الى كورنثوس أكيدة و هناك رسالة أخرى منسوبة اليه مشتبه فيها. هناك رسالتين كتبهم للبتوليين أشار اليهم أبيفانيوس و ايريناوس و البعض يشك فيهم.

رسالته الى كورنثوس عبارة عن 65 فصل مترجمة فى بعض الكتب و على الاقل لدينا كتابين مترجمة فيهم كتاب “الاباء الرسوليين” و كتاب “أقدم النصوص المسيحية”, يتكلم فى رسالته عن كيف ان أهل كورنثوس كانوا جيدين و لكن عندما دخل الانشقاق بينهم تعبوا ثم يتكلم عن الحسد كسبب للشقاق وبه دخل الموت الى العالم فى ” لكن بحسد ابليس دخل الموت الى العالم”  سفر الحكمة 2: 24 ثم يتكلم عن أمثلة من الحسد(قايين كيف حسد هابيل ثم يشرح كل القصة كلها, الحسد الذى جعل يعقوب يهرب من وجه أخيه عيسو عندما حسده, الحسد الذى تعرض له يوسف من أخوته, الحسد الذى حسد به هارون و مريم أخوهم موسى النبى, الحسد الذى به داثان و أبيرام نزلوا تحت الارض, الحسد الذى حسد به شاول داوود) ثم يتكلم عن العصر الحاضر الموجود فيه و الالام الموجودة فى الحسد و يدعوهم الى التوبة و يتكلم عن التوبة وأيات عن التوبة كثيرة, ثم كيف ان ابراهيم و لوط أطاعوا الله و يتكلم فى الطاعة ثم يتكلم عن رحاب الزانية و كيف أنقذت الناس و يتكلم عن التواضع و المسيح ملك المتواضعين ثم يتكلم عن التواضع و أيات كثيرة عنه وكيف الناس الذين عاشوا مع الله كانوا زاهدين فى الدنيا و لباسهم جلود و شعر الماعز و من ضمنهم أيليا و اليشع و حزقيال و الانبياء و يتكلم عن هذا الموضوع ثم يتكلم ثانيا عن الطاعة و التواضع و طاعة الطبيعة و السموات التى تتحرك طبقا لما رسمه الله و تسبيح الشمس و القمر و الارض الخصبة و الانهار و البحر الكبير و المحيط و الرياح و كل المخلوقات تعيش فى سلام و وفاق و يدعوهم الى التوبة و ان الله يعلم كل شىء و يقرأ أفكارنا و ما هى قدرة ربنا و يشرح فيها و لازم الا نناقش ارادته ثم فى قدرة ربنا يتكلم عن القيامة و كل هذ ثم كيف قدرة الله تتحدوها و تنقسموا على بعض ثم يعود الى التوبة و اذا كانت الطبيعة تطيع نحن لماذا لا نطيع و يعطيهم كلام عن التوبة ثم يتكلم عن القيامة و الدلائل على القيامة و كيف نرى القيامة فى البزور التى نراها تنزل فى الارض ثم تطلع من جديد ثم يتكلم عن القيامة و قدرة ربنا ثم يتكلم عن التوبة وكله أيات متتالية و يتكلم عن عطايا الله السخية ثم بعد كل تلك العطايا كيف الا نتوب و يتكلم عن التوبة. ملىء بالمعلومات و لكن معلومات بغير ترتيب فنحن نستفيد من كلام الاباء بأخذ أفكارهم و نعيد ترتيبها كما نريد. ثم يتكلم عن النظام و عن المسيح الكائن الاعظم و كيف هو أعظم من الملائكة ويذكر الايات الموجودة فى عبرانيين و يتكلم عن النظام و وجوده فى الجيش و عن النظام و وجوده فى الطبيعة و عن النظام و وجوده فى الجسم البشرى و يعود للنظام و كيف الله وضع النظام فى القرابيين وان كل القرابيين لها مواعيد معينة و أغراض معينة و كيف ان النظام الله وضعه فى الكهنوت ويوجد رسل و يوجد أساقفة و يوجد قسوس و يوجد شمامسة و كيف ان الكهنوت الله وضع له نظام و أن موسى رغم علمه ان الله أختار هارون عمل عصا هارون التى أفرخت ثمر لكى يقنع الناس و الاباء الاساقفة و أقامتهم و فى أسباب الخلاف و أضطهاد رجال الله القديسين و كيف هم أضطهدوهم و من الذين يثيرون الشقاقات وما أهمية المحبة حتى لا توجد شقاقات و ما هى العقوبات التى عملها الله لهذا, كلام كثير فى 65 فصل ممكن ان تستفيدوا من الايات التى فيها ومن المعلومات التى فيها ولكنها غير مرتبة فى نظرى مع أعتذارنا الكبير لابينا القديس العظيم أكليمنضس الرومانى الذى أنار عقولنا و أفهامنا بتعاليمه النافعة و لكن هذا الترتيب هو أسلوبهم.

هناك سبعة رسائل منسوبة الى أغناطيوس الانطاكى و القديس أغناطيوس الانطاكى يسمونه الثيؤفورس اى حامل الاله و أحيانا يعطونه لقب حامل المسيح فى صدره لانه يقال ان هو الطفل الصغير الذى السيد المسيح أقامه وسط التلاميذ و قال لهم ” الحق أقول لكم: إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السماوات” متى 18: 3 و أستشهد فى عصر تراجان من 98- 117 م و أخذ من أنطاكية الى روما ليقدم الى الوحوش فيها وهو فى الطريق أرسل رسائل لبعض الكنائس بعضها لازمير و بعضها لرومية و بعضها لفيلادلفيا و و بعضها لافسس, أهمية هذه الرسائل ترينا شوق القديسين للموت فيشرح كيف انه يحب ان يموت وانه حتى لو الوحوش لم تأتى له سيذهب ليثيرها و يقول لاهل رومية أرجو ان محبتكم لا تسببلى ضررا بأنكم تعيقون طريقى الى الله بينما انا أريد ان أصل سريعا و ها أنا قد وصلت لاخر الطريق و أنى أريد الوحوش ان تطحننى و تأكلنى حتى على الاقل الا أتعب أحد فى العناية بجسدى لان جسدى سيكون داخل الاسود فيقول “أنى أريد ان أكون لله فلا تتركونى فى العالم و أتركونى أقتدى بألام ربى و أنى أذرع ان الوحوش تنقض عليا سريعا وأنى سأجبرها على أفتراسى اذا رفضت مدفوعة بنيه سيئة ولا يحاولن أحد من المنظورين او غير المنظورين ان يمنعنى عن الحظوة بالمسيح” و يكمل بأشتياقه بأن يصل الى الله و ان لا تحبونى بأن يبقى جسدى على الارض ب حبوا روحى أن تصل الى الله كلام لطيف جدا. باقى رسائله من ضمن أهميتها أنها تتكلم عن أدارة الكنيسة و أهمية الاسقف و القس و الشماس و يميز الدرجات الثلاثة تلك و لازال بعض البروتستانت يكرهون كتابات أغناطيوس لانها تتكلم عن أدارة الكنيسة لان شخص فى أخر القرن الاول يتكلم عن هذا النظام الادارى للكنيسة.

كتاب الراعى لهيرماس من أشهر الكتب أتذكر سنة 1948 او 1949 شاهدت مجلة الكرمة ووجدتها ترجمت لبعض الاباء الرسوليين ولم تترجم كتاب الراعى لهيرماس فترجمت هذا الكتاب فى الصيف و انا فاضى و أعطيته للاستاذ حبيب جرجس ثم توفى الاستاذ حبيب جرجس فى السنة التالية ولا أعرف اين تلك الترجمة ذهبت و انتقلت و أيضا ترجمت فى “الاباء الرسوليين” وفى ” النصوص المسيحية” لكن طبعا ترجمتهم غير ترجمتنا لان الناس اللبنانيين لهم أسلوب غير الاسلوب المصرى فى اللغة العربية. كتاب الراعى لهيرماس من أجمل الكتب لدرجة ان بعض الناس القدماء عندما كانوا يصنعوا نسخة خاصة بهم من الكتاب المقدس كانوا يضعوا معها كتاب الراعى لهيرماس, بعض النسخ القديمة للكتاب المقدس وجدوا بها كتاب الراعى لهيرماس. هو تكلم عن بعض الرؤى التى راها و ظهر له ملاك على هيئة راعى وكلمة و لذلك سمى كتابه بالراعى وكلامه كله عن التوبة و الحياة الطيبة وشهد له أريناوس و أوريجانوس و أكليمنضس الاسكندرى. جزء منه عبارة عن خمس رؤى وجزء عبارة عن 12 وصية وجزء عبارة عن أمثال فى 10 أمثال و أمثاله أمثال لطيفة, فمثلا مثله عن شجرة الكرمة و شجرة الدردار وشجرة الدردار يقصد بها شجرة خشبية غير مثمرة و لفهما بطريقة أقرب ممكن ان تروا الكرمة و الدعامة الخشبية التى تمسكها فقال: ممكن ان تنظر للدعامة الخشبية و تحتقرها وتقول بلا ثمر و  الثمرة كلها للكرمة بينما الكرمة بدون الدعامة الخشبية تقع على الارض و تفقد ثمرها و تكون قد ضاعت فالاثنين يكملون بعض “الشجرة المثمرة و الدعامة الخشبية التى لا تثمر” ثم قال مثل الغنى و الفقير فهناك انسان غنى عنده اموال كثيرة لكن لا يصلى ولا يصوم وليس له ثمر روحى كفاية لكن عنده حنو على الفقراء فيعطى من أمواله للفقير و الفقير يصلى لاجل الغنى فيجتمع فيهم هم الاثنين الرحمة من الغنى و الصلاة من الفقير و كل لما يجد الغنى ان الفقير يصلى لاجله يعطيه أكثر والفقير يكمله بالصلاة و الاثنين يسيروا معا كالشجرة و الدعامة يكملون بعض. مثل شخص يكتب كتب جيدة تفيد الناس و أخر يطبع الكتب فالاثنين يسيران مع بعض و يسندوا بعض. قال مثل أخر عن الشخص الذى يسير معه “الملاك”: أرانى أشجار فى الشتاء نفضت أوراقها و ظهرت عارية بلا ورق او ثمر فلا تظهر الشجرة الحية من الميتة و قال اته أرانى الاثنين ثم قلت له ما معناها قال مثلما هنا على الارض غير مميز الابرار عن الخطاة كلهم ناس تسير على الارض لكن سيتميزوا فيما بعد عندما ربنا يظهرهم بعيد عن فصل الشتاء و أيضا أشجار لا تثمر لكن عندما تثمر يظهر نوع ثمرها لكن الان انت لا تراها, فله بعض أمثلة لطيفة من واقع الطبيعة التى يراها.

أقوال الآباء بنتيوس و إكليمنضس 18 04 1989 محاضرات الكلية الإكليريكية فيديو - البابا شنودة الثالث

دوام بتولية السيدة العذراء جـ2 28 03 1989 محاضرات الكلية الإكليريكية فيديو - البابا شنودة الثالث

محاضرات الإكليريكية - 1988-1989 - البابا شنودة الثالث
محاضرات الإكليريكية - 1988-1989 - البابا شنودة الثالث