الأصحاح الثالث عشر – سفر زكريا – القمص أنطونيوس فكري

الإصحاح الثالث عشر

يتكلم هنا عن جراحات الراعي، ونجد نبوة عن ألام المسيح وتشتت تلاميذه يوم الصليب، وتخريب الأمة اليهودية لذلك. ويتكلم عن تطهير وتقديس البقية المؤمنة. ومن هنا نرى علاقة إصحاح (12) بإصحاح (13) فهناك رأينا بكاء ودموع. وهنا نجد جراحات الراعي، وبدم الراعي مصحوباً ببكاء وتوبة المؤمن، يتطهر المؤمن ويتقدس. فالنوح على الخطية لابد وسيعقبه تطهير.

الأعداد 1-6

الآيات (1 - 6): -

"1«فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ يَنْبُوعٌ مَفْتُوحًا لِبَيْتِ دَاوُدَ وَلِسُكَّانِ أُورُشَلِيمَ لِلْخَطِيَّةِ وَلِلْنَجَاسَةِ. 2 وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ، أَنِّي أَقْطَعُ أَسْمَاءَ الأَصْنَامِ مِنَ الأَرْضِ فَلاَ تُذْكَرُ بَعْدُ، وَأُزِيلُ الأَنْبِيَاءَ أَيْضًا وَالرُّوحَ النَّجِسَ مِنَ الأَرْضِ. 3 وَيَكُونُ إِذَا تَنَبَّأَ أَحَدٌ بَعْدُ أَنَّ أَبَاهُ وَأُمَّهُ، وَالِدَيْهِ، يَقُولاَنِ لَهُ: لاَ تَعِيشُ لأَنَّكَ تَكَلَّمْتَ بِالْكَذِبِ بِاسْمِ الرَّبِّ. فَيَطْعَنُهُ أَبُوهُ وَأُمُّهُ، وَالِدَاهُ، عِنْدَمَا يَتَنَبَّأُ. 4 وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ الأَنْبِيَاءَ يَخْزَوْنَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ رُؤْيَاهُ إِذَا تَنَبَّأَ، وَلاَ يَلْبَسُونَ ثَوْبَ شَعْرٍ لأَجْلِ الْغِشِّ. 5بَلْ يَقُولُ: لَسْتُ أَنَا نَبِيًّا. أَنَا إِنْسَانٌ فَالِحُ الأَرْضِ، لأَنَّ إِنْسَانًا اقْتَنَانِي مِنْ صِبَايَ. 6فَيَقُولُ لَهُ: مَا هذِهِ الْجُرُوحُ فِي يَدَيْكَ؟ فَيَقُولُ: هِيَ الَّتِي جُرِحْتُ بِهَا فِي بَيْتِ أَحِبَّائِي.".

تشير لتقديس الأرض وسكانها ورفض الأنبياء الكذبة. وسر التقديس أنه في ذلك اليوم، يوم الصليب، يكون ينبوع خارجاً من جنب المطعون لتطهير الخطية، خرج من جنب المسيح حين مات وطعن دم وماء، الماء يشير لفعل المعمودية والدم يشير للتكفير والتقديس، وموت المسيح على الصليب كان السبب في هذا الينبوع "تغسلني فأبيض أكثر من الثلج" (مز51 + رؤ14: 7) وكل من يحزن على خطاياه يفيض عليه الرب من ينبوع النعمة. وفي آيات (2، 3): يشير أنه لن توجد أصنام بعد ذلك، وسيفضل الأباء موت إبنهم عن أن يكون نبي كذاب. لا يعيش = فهذا حكم الناموس على الأنبياء الكذبة. وأقطع أسماء الأصنام = فكان عباد الأوثان يظنون أن ترديدهم لإسم الأوثان فيه بركة لهم ويطرد عنهم كل شر. وفي (4) ثوب الشعر = هو الذي كان يلبسه الأنبياء الصادقون إقتداء بإيليا. ثم قلدهم في هذا الأنبياء الكذبة. لكنهم أي الأنبياء الكذبة سيخزون في ذلك اليوم ولا يعودوا يلبسون ثوب الشعر. وفي (5) ينكر الأنبياء الكذبة أنهم أنبياء ويقولون أنهم فلاحين إقتناهم صاحب الأرض. لأَنَّ إِنْسَانًا اقْتَنَانِي مِنْ صِبَايَ = هى إشارة لتجسد المسيح فهو ولد من العذراء كصبى صغير فصار إبن إنسان. ولماذا تجسد وتأنس = أَنَا إِنْسَانٌ فَالِحُ الأَرْضِ = هو الزارع الذى خرج ليزرع حياته المقامة من الأموات فى البشر. وفي (6) كان من عادة الأنبياء الكذبة أن يجرحوا أنفسهم عندما يسألون آلهتهم (1مل28: 18) ويصنع هذا أنبياء الأوثان خاصة أنبياء البعل. فإذا سأل أحد هؤلاء الأنبياء الكذبة عن هذه الجروح قالوا من خزيهم أنا جرحت في بيت أحبائي = أي سوف ينكرون جرحهم أثناء ممارساتهم في عبادة الأوثان. ولاحظ أن هذه الآية وردت مباشرة بعد موضوع الطعن لذلك فهي إشارة لجرح المسيح في بيت أحبائه. ولاحظ أن الكلام عن الأنبياء الكذبة وهذا لأن المسيح قد إعتبره رؤساء الكهنة مضللاً، وهكذا دعوه، بينما هو سُرَّ أن يدعوهم أحباؤه. ثم يكمل الكلام عن الراعي المجروح.

العدد 7

آية (7): -

"7«اِسْتَيْقِظْ يَا سَيْفُ عَلَى رَاعِيَّ، وَعَلَى رَجُلِ رِفْقَتِي، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ. اِضْرِبِ الرَّاعِيَ فَتَتَشَتَّتَ الْغَنَمُ، وَأَرُدُّ يَدِي عَلَى الصِّغَارِ.".

إستيقظ يا سيف = سماح الله بأن يقدم إبنه ذبيحة (إش4: 53، 10). راعيَّ = إذاً هو ليس راعي مثل باقي الرعاة، بل له صفة خاصة وهو مميز عنهم. وهو رجل رفقتي = كلمة رفيق في العبرية تعني فكرة الشركة بين متساويين فالمسيح لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله، وهو كائن معه منذ الأزل. إضرب الراعي فتتشتت الرعية = هذا ما أعلنه مخلصنا ليلة صلبه وهرب تلاميذه مت 26: 31.

وأرد يدي على الصغار = تشير لتشتت اليهود بعدما ضربوا الراعى الصالح وجرحوه وطعنوه فهرب تلاميذه. وكان هذا على يد تيطس سنة 70 م.

العدد 8

آية (8): -

"8 وَيَكُونُ فِي كُلِّ الأَرْضِ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَنَّ ثُلْثَيْنِ مِنْهَا يُقْطَعَانِ وَيَمُوتَانِ، وَالثُّلْثَ يَبْقَى فِيهَا.".

الجيش الروماني خرب البلاد وقتل على الأقل ثلثي اليهود.

العدد 9

آية (9): -

"9 وَأُدْخِلُ الثُّلْثَ فِي النَّارِ، وَأَمْحَصُهُمْ كَمَحْصِ الْفِضَّةِ، وَأَمْتَحِنُهُمُ امْتِحَانَ الذَّهَبِ. هُوَ يَدْعُو بِاسْمِي وَأَنَا أُجِيبُهُ. أَقُولُ: هُوَ شَعْبِي، وَهُوَ يَقُولُ: الرَّبُّ إِلهِي».".

الثلث هم الذين آمنوا وكان الله ينقيهم بنار الآلام والأضطهادات بعد أن هربوا من القتل على يد تيطس. والله كان ينقيهم كالفضة والذهب فهم أشياء ثمينة عنده.

No items found

الأصحاح الرابع عشر - سفر زكريا - القمص أنطونيوس فكري

الأصحاح الثاني عشر - سفر زكريا - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر زكريا الأصحاح 13
تفاسير سفر زكريا الأصحاح 13