الأصحاح السابع عشر – سفر الأمثال – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر الأمثال – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح السابع عشر

العدد 1

آية (1): -

"1لُقْمَةٌ يَابِسَةٌ وَمَعَهَا سَلاَمَةٌ، خَيْرٌ مِنْ بَيْتٍ مَلآنٍ ذَبَائِحَ مَعَ خِصَامٍ.".

تشير الآية لذبائح السلامة التي كان مقدموها يأكلون منها في بيوتهم. وما أحلى العائلة التي تسكن في محبة بلا حسد ولا خصام فيسودها السلام حتى لو كان طعامها كسرة خبز يابسة فالحب سيجعل كسرة الخبز حلوة، أما الخصام فسيشوه وليمة المحبة هذه (1كو17: 11 - 22). ولكن ذبيحة السلامة يأكل منها المذبح وكثيرين لذلك فهى تشير للشركة مع الله والمحبة بين الناس.

العدد 2

آية (2): -

"2اَلْعَبْدُ الْفَطِنُ يَتَسَلَّطُ عَلَى الابْنِ الْمُخْزِي وَيُقَاسِمُ الإِخْوَةَ الْمِيرَاثَ.".

هذا المثل تم حرفياً مع ابن سليمان، فيربعام الذكي اقتسم الميراث مع رحبعام بسبب حماقة رحبعام، بل هو أخذ نصيب الأسد (يربعام كان نصيبه 10أسباط). والحكمة ترفع صاحبها لمستوى البنين وهذا ما حدث مع الكنيسة التي سادت على اليهود. والجهالة تضيع الابن المدلل فلنحذر لأنه إن كان الله لم يشفق على الزيتونة الأصلية (اليهود) فهو لن يشفق علينا إذا أخطأنا (رو17: 11 - 24).

العدد 3

آية (3): -

"3الْبُوطَةُ لِلْفِضَّةِ، وَالْكُورُ لِلذَّهَبِ، وَمُمْتَحِنُ الْقُلُوبِ الرَّبُّ.".

البوطة والكور هما التجارب التي يسمح بها الله لأولاده (1بط6: 1، 7). والصائغ الحكيم يعرف مقدار النار التي يحتاجها المعدن النفيس فلا يزيد عنها لئلا تحترق (1كو13: 10) والله يضع أولاده في الكور لينقيهم من الزغل والشوائب ولكنه يكون معهم كما كان مع الفتية الثلاثة في أتون النار. ولكن خرج الثلاثة فتية محلولين من الرباطات التى قيدوهم بها، وهذه هى فائدة التجارب، حل رباطات الخطية.

ممتحن القلوب = لا تعنى أن الله لا يعرف فيمتحن ولكن الله يعرف إحتياج القلب لأى نوع من التأديب ليتنقى = مقدار النار التى يحتاجها كل معدن (راجع إش28: 23 - 29).

العدد 4

آية (4): -

"4الْفَاعِلُ الشَّرَّ يَصْغَى إِلَى شَفَةِ الإِثْمِ، وَالْكَاذِبُ يَأْذَنُ لِلِسَانِ فَسَادٍ.".

الإنسان الشرير يعطي أذنه للأقوال الشريرة ويَجِد فيها لذة، والكاذب يميل لمن يخدعه.

كذباً. والنفس الظالمة تنسجم مع من هم على شاكلتها (إر31: 5 + حز24 + 2تي3: 4، 4).

العدد 5

آية (5): -

"5الْمُسْتَهْزِئُ بِالْفَقِيرِ يُعَيِّرُ خَالِقَهُ. الْفَرْحَانُ بِبَلِيَّةٍ لاَ يَتَبَرَّأُ.".

لا يتبرأ = لا ينجو من العقاب. الفرحان ببلية غيره سيجازيه الله (عوبديا12 - 16).

العدد 6

آية (6): -

"6تَاجُ الشُّيُوخِ بَنُو الْبَنِينَ، وَفَخْرُ الْبَنِينَ آبَاؤُهُمْ.".

صورة حلوة يفرح بها الله فالشيوخ يفرحون ببني بنيهم والأحداث يوقرون الكبار ويطيعونهم.

العدد 7

آية (7): -

"7لاَ تَلِيقُ بِالأَحْمَقِ شَفَةُ السُّودَدِ. كَمْ بِالأَحْرَى شَفَةُ الْكَذِبِ بِالشَّرِيفِ!".

شفة السودد = شفة الفضل أو الكلام بالمستقيمات. ومعنى الكلام أنه إن كانت شفة الفضل لا تليق بالأحمق فبالأولى جداً لا يليق بالشريف أن يكذب. فالأقوال الحسنة لا تتفق مع شفة اللئيم فأعماله تناقض أقواله (1صم10: 10 - 12). وهكذا لا يليق بالشريف الكذب.

العدد 8

آية (8): -

"8الْهَدِيَّةُ حَجَرٌ كَرِيمٌ فِي عَيْنَيْ قَابِلِهَا، حَيْثُمَا تَتَوَجَّهُ تُفْلِحْ.".

هنا لا يتكلم عن الرشوة، بل هدية المحبة والتي تؤصل المحبة بين الطرفين.

العدد 9

آية (9): -

"9مَنْ يَسْتُرْ مَعْصِيَةً يَطْلُبِ الْمَحَبَّةَ، وَمَنْ يُكَرِّرْ أَمْرًا يُفَرِّقْ بَيْنَ الأَصْدِقَاءِ.".

من يستر على معصية أخيه يتشبه بالله (أبو مقار). ومن يكرر سقطة الآخرين أي يذيعها ويعلنها يتمثل بإبليس (المشتكي). ومثل هؤلاء يفرقوا الأصدقاء.

العدد 10

آية (10): -

"10اَلانْتِهَارُ يُؤَثِّرُ فِي الْحَكِيمِ أَكْثَرَ مِنْ مِئَةِ جَلْدَةٍ فِي الْجَاهِلِ.".

الحكيم لو أنبته بلطف لن يكف عن تأنيب ذاته (داود)، والجاهل مهما جلدته لن يتوب (فرعون).

العدد 11

آية (11): -

"11اَلشِّرِّيرُ إِنَّمَا يَطْلُبُ التَّمَرُّدَ فَيُطْلَقُ عَلَيْهِ رَسُولٌ قَاسٍ.".

الشرير يزعجه كبح جماحه عن طريق أي سلطة شرعية لذلك يتمرد على السلطة القائمة ويغدر ويعصي. ولذلك يجب أن يعامل بقسوة. الرسول القاسي = الرسول بمعنى مرسل، هو مرسل القضاء أو الحاكم الذي يرسله لتأديب المتمرد. والشرير الذي يتمرد على الله يؤدبه الله برسول قاسِ فبابل كانت رسول قاسٍ ضد يهوذا (مز49: 78) والله يسمح للشيطان بأن يؤدب الأشرار (1كو5: 5).

العدد 12

آية (12): -

"12لِيُصَادِفِ الإِنْسَانَ دُبَّةٌ ثَكُولٌ وَلاَ جَاهِلٌ فِي حَمَاقَتِهِ.".

الإنسان الجاهل الشهواني يكون كدبة فقدت أولادها لا يمكن وقفها، وهكذا كل غضوب يشتهي الإنتقام. ونلاحظ أن الغضب هو نوع من الجنون المؤقت. والدبة الثكلي خطر جداً.

العدد 13

آية (13): -

"13مَنْ يُجَازِي عَنْ خَيْرٍ بِشَرّ لَنْ يَبْرَحَ الشَّرُّ مِنْ بَيْتِهِ.".

السيف لم يفارق بيت داود لأنه كافأ أوريا الأمين شراً. واليهود عوقبوا بسبب صلبهم المسيح.

العدد 14

آية (14): -

"14اِبْتِدَاءُ الْخِصَامِ إِطْلاَقُ الْمَاءِ، فَقَبْلَ أَنْ تَدْفُقَ الْمُخَاصَمَةُ اتْرُكْهَا.".

بدء النزاع يشبه بفتحة صغيرة حدثت في سد، ففي بدايتها يمكن وقف إندفاع الماء بحصاة صغيرة، ولكن تركها وإهمالها يتسبب في إندفاع الماء منها، وبالتالي تزداد الثغرة إتساعاً، إلى أن تجرف المياه المندفعة كل ما في طريقها. وهكذا كل نزاع وخصام يسهل علاجه في بدايته باعتذار رقيق وهذا يمنع سنوات من الألم والخصام والحزن (أف26: 4).

العدد 15

آية (15): -

"15مُبَرِّئُ الْمُذْنِبَ وَمُذَنِّبُ الْبَرِيءَ كِلاَهُمَا مَكْرَهَةُ الرَّبِّ.".

الله يطلب شهادة الحق. والمسيح لم يبرئنا من ذنوبنا بلا ثمن بل دفع دمه ثمناً. وهذه الآية انطبقت تماماً في موقف بيلاطس من المسيح ومن باراباس.

العدد 16

آية (16): -

"16لِمَاذَا فِي يَدِ الْجَاهِلِ ثَمَنٌ؟ أَلاقْتِنَاءِ الْحِكْمَةِ وَلَيْسَ لَهُ فَهْمٌ؟".

هذا يعني أن الجاهل لا يمكنه أن يقتني الحكمة بماله أو ثروته، حتي لو فرض وامتلك الثروة فلن يحاول أن يبحث عن الحكمة، مادام قلبه منحرفاً ولا يطلبها بصدق. والإنسان لا يعرف الحق إلا بسلوكه فيه وبقلب يطلبه بإخلاص وليس بالمال. ولكننا نلاحظ هنا أن الحمقي لهم مال، والمال وزنة سيحاسبنا الله كيف أنفقناها (سيمون الساحر).

العدد 17

آية (17): -

"17اَلصَّدِيقُ يُحِبُّ فِي كُلِّ وَقْتٍ، أَمَّا الأَخُ فَلِلشِّدَّةِ يُولَدُ.".

هذه عن المسيح الذي أحبنا دائماً فوُلِدَ كأخٍ لنا ليخلصنا من شدتنا. وهو صديق لكل متألم.

العدد 18

آية (18): -

"18اَلإِنْسَانُ النَّاقِصُ الْفَهْمِ يَصْفِقُ كَفًّا وَيَضْمَنُ صَاحِبَهُ ضَمَانًا.".

راجع إصحاح (6). ووضعت الآية هنا بعد موضوع الصداقة، حتى لا تستغل الصداقة في الضمان.

الأعداد 19-20

الآيات (19 - 20): -

"19مُحِبُّ الْمَعْصِيَةِ مُحِبُّ الْخِصَامِ. الْمُعَلِّي بَابَهُ يَطْلُبُ الْكَسْرَ. 20الْمُلْتَوِي الْقَلْبِ لاَ يَجِدُ خَيْرًا، وَالْمُتَقَلِّبُ اللِّسَانِ يَقَعُ فِي السُّوءِ.".

من يحب المعصية يجد لذة في الخصام، ومن يخاصم فهو محب للمعصية. والأسوأ هو.

من يخاصم وهو يدَّعى أنه يبحث عن الحق ويسعى وراءه. المعلى بابه = المتعجرف. يطلب الكسر = فهو إذ يتشامخ يكرهه الناس ويكسره الله. وهكذا كل ذي قلب ملتوٍ أو لسان غاش حاقد. بل المتعجرف يثير من حوله فيخططوا لهدمه بسبب تشامخه والله يسمح لهم لتأديبه. أما أولاد الله الطائعين للوصية فقلبهم مملوء سلاما ومحبة لا يميلون للخصام بل للتسامح.

العدد 21

آية (21): -

"21مَنْ يَلِدُ جَاهِلاً فَلِحَزَنِهِ، وَلاَ يَفْرَحُ أَبُو الأَحْمَقِ.".

داود لم يفرح قطعاً لا بإبشالوم ولا بأمنون.

العدد 22

آية (22): -

"22الْقَلْبُ الْفَرْحَانُ يُطَيِّبُ الْجِسْمَ، وَالرُّوحُ الْمُنْسَحِقَةُ تُجَفِّفُ الْعَظْمَ.".

الحزن يهدم صحة الجسد. أما الممتلئ من روح الله يمتلئ فرحاً ويصح جسمه.

العدد 23

آية (23): -

"23الشِّرِّيرُ يَأْخُذُ الرَّشْوَةَ مِنَ الْحِضْنِ لِيُعَوِّجَ طُرُقَ الْقَضَاءِ.".

القاضي الذي يقبل رشوة من مذنب سيكون مديوناً له وسيعوج القضاء. ويسميها من الحضن = لأنه يأخذها في السر وليس في العلن وكأنه يخبئه حتى عن ضميره (داخل حضنه).

العدد 24

آية (24): -

"24الْحِكْمَةُ عِنْدَ الْفَهِيمِ، وَعَيْنَا الْجَاهِلِ فِي أَقْصَى الأَرْضِ.".

من يطلب الرب يجد الحكمة بسهولة فهى فى تنفيذ وصاياه. ومن ينفذ وصايا الله يمتلئ بالروح، والروح هو روح الحكمة. أما الجاهل لأنه لا يطلب الرب يذهب فيبحث عنها حتى أقصاء الأرض ووراء كل مذهب فلسفي (2تي3: 4، 4) وقطعاً لن يجدها. بينمما هي في متناول يده (تث11: 30 - 14). فمن يذهب بعيداً يضل نفسه بينما هو يبحث عن حكمة نفسانية عالمية.

العدد 25

آية (25): -

"25الابْنُ الْجَاهِلُ غَمٌّ لأَبِيهِ، وَمَرَارَةٌ لِلَّتِي وَلَدَتْهُ.

العدد 26

آية (26): -

"26أَيْضًا تَغْرِيمُ الْبَرِيءِ لَيْسَ بِحَسَنٍ، وَكَذلِكَ ضَرْبُ الشُّرَفَاءِ لأَجْلِ الاسْتِقَامَةِ.".

تغريم البريء = الحكم الظالم على الأبرياء يبغضه الله. ضرب الشرفاء لأجل الاستقامة = الشرفاء تترجم الأمراء أولاد الملوك وهؤلاء لا يصح ضربهم إحتراما لأبيهم الملك ونلاحظ: - 1) بهذا يجب على الملك أن يحسن تربية أولاده. 2) نحن كأولاد لملك الملوك يجب أن ندقق فى كل تصرف حتى لا نكون سببا فى إهانة تلحق بإسم إلهنا فليس حسن أن يهان أولاد الله بسبب أخطائهم. 3) هذا أيضاً يبغضه الله أن يضرب المستقيم الشريف بلا سبب حقيقى ولكن بغرض إخافة الناس فلا يخطئوا. 4) وتفهم أيضاً بأن الأشرار يتمردون على الحاكم المستقيم كما تمرد إبشالوم على أبيه داود البار.

الأعداد 27-28

الآيات (27 - 28): -

"27ذُو الْمَعْرِفَةِ يُبْقِي كَلاَمَهُ، وَذُو الْفَهْمِ وَقُورُ الرُّوحِ. 28بَلِ الأَحْمَقُ إِذَا سَكَتَ يُحْسَبُ حَكِيمًا، وَمَنْ ضَمَّ شَفَتَيْهِ فَهِيمًا.".

الأحمق يتكلم كثيراً، فإذا سكت يعتبر هذا حكمة فبسكوته لن تظهر حماقته بل ستكون له فرصة أن يسمع الحكماء فيتعلم منهم. أما الحكيم فلا يتكلم كثيراً وأخلاقه هادئة = وقور الروح.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح الثامن عشر - سفر الأمثال - القمص أنطونيوس فكري

الأصحاح السادس عشر - سفر الأمثال - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر الأمثال الأصحاح 17
تفاسير سفر الأمثال الأصحاح 17