الأصحاح الرابع عشر – سفر الأمثال – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر الأمثال – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأَصْحَاحُ الرَّابِعُ عَشَرَ

إرضاء الله.

1 - حِكْمَةُ الْمَرْأَةِ تَبْنِي بَيْتَهَا، وَالْحَمَاقَةُ تَهْدِمُهُ بِيَدِهَا. 2 - اَلسَّالِكُ بِاسْتِقَامَتِهِ يَتَّقِي الرَّبَّ، وَالْمُعَوِّجُ طُرُقَهُ يَحْتَقِرُهُ. 3 - فِي فَمِ الْجَاهِلِ قَضِيبٌ لِكِبْرِيَائِهِ، أَمَّا شِفَاهُ الْحُكَمَاءِ فَتَحْفَظُهُمْ. 4 - حَيْثُ لاَ بَقَرٌ فَالْمَعْلَفُ فَارِغٌ، وَكَثْرَةُ الْغَلَّةِ بِقُوَّةِ الثَّوْرِ. 5 - اَلشَّاهِدُ الأَمِينُ لَنْ يَكْذِبَ، وَالشَّاهِدُ الزُّورُ يَتَفَوَّهُ بِالأَكَاذِيبِ. 6 - اَلْمُسْتَهْزِئُ يَطْلُبُ الْحِكْمَةَ وَلاَ يَجِدُهَا، وَالْمَعْرِفَةُ هَيِّنَةٌ لِلْفَهِيمِ. 7 - اِذْهَبْ مِنْ قُدَّامِ رَجُل جَاهِل إِذْ لاَ تَشْعُرُ بِشَفَتَيْ مَعْرِفَةٍ. 8 - حِكْمَةُ الذَّكِيِّ فَهْمُ طَرِيقِهِ، وَغَبَاوَةُ الْجُهَّالِ غِشٌّ. 9 - اَلْجُهَّالُ يَسْتَهْزِئُونَ بِالإِثْمِ، وَبَيْنَ الْمُسْتَقِيمِينَ رِضًى. 10 - اَلْقَلْبُ يَعْرِفُ مَرَارَةَ نَفْسِهِ، وَبِفَرَحِهِ لاَ يُشَارِكُهُ غَرِيبٌ.

العدد 1

ع1:

المرأة الحكيمة تدبر بيتها حسنًا، فتهتم بزوجها، وأولادها، وكل ما في بيتها، وتشجعهم على النجاح وتحمل المسئوليات. وهذه الحكمة تأخذها من الله. والحكمة هي الأقنوم الثاني، أي المسيح، فمن تقتنى المسيح داخلها فهي المرأة الحكيمة.

والتدبير الحسن للبيت ليس معتمدًا على جمال المرأة، أو قدرتها الجسدية، أو أية إمكانيات مادية من مال وشهرة، ولكن التدبير الحسن يعتمد على الحكمة فقط.

وعلى العكس المرأة الحمقاء، أي البعيدة عن الله، لا تدبر بيتها حسنًا، بل تفعل الشر، فتهدم بيتها.

وإن كانت المرأة الحكيمة قدوة للآخرين؛ لأن بيتها الأول هو نفسها، وكانت تحيا مع الله، فهي تشجع من حولها على الحياة مع الله، والعكس صحيح، فالمرأة الحمقاء بشرها تبعد من حولها عن الله، فتهدم نفسها ومن حولها.

العدد 2

ع2:

الإنسان الحكيم الذي يحيا مع الله هو إنسان يخاف الله، ويتقيه؛ لذا يسلك باستقامة في كل أعماله، وهذا يبين أن قلبه مستقيم، وفكره نقى؛ لذا فأعماله مستقيمة.

أما الإنسان الشرير البعيد عن الله، فهو يسلك باعوجاج، أي في طرق العالم، ووسائله الشريرة، ولا يخاف الله، ولكن يريد أن يحقق شهواته المتنوعة، وقد يتناسى حياته الأخرى. والله يحتقر تصرفاته الشريرة، وإن استمر في هذا الشر، فسيسقط في الاحتقار الأبدي، أي يكون بعيدًا عن الله في العذاب.

العدد 3

ع3:

الجاهل يتكلم بكلمات الشر التي لا ترضى الله، ويسىء إلى الآخرين؛ لأنه متكبر، فيضايقهم بكلماته، إذ تصير كقضيب يضرب به الآخرين، فيكرهه الناس، ويتخلى عنه الله، فتأتى كلماته السيئة على رأسه، أي تكون كلماته السيئة كقضيب يضرب بها نفسه. مثل جليات الجبار الذي تطاول على الله، واحتقر داود، فأسقطه الله سريعًا عند أقدام داود.

أما شفاة الحكماء فهي كلمات من الله، خارجة من قلب، وفكر نقى مملوء من مخافة الله. فهي تبنى كل من يسمعها، بل وتحفظ أيضًا من يتكلم بها، وتثبته في الحياة مع الله.

العدد 4

ع4:

المعلف: مكان إقامة البهائم، حيث يوضع لهم العلف، وهو الطعام، ليأكلوا منه.

إذا لم يوجد بقر، فلن يكون هناك عمل في الحقل، ولا انتاج لنباتات تأكلها البهائم، فسيكون المعلف فارغًا. ولكن إن كانت هناك ثيران، أو حيوانات قوية، فستنتج الحقول نباتات تمتلئ بها المعالف، ويأكل منها البقر ويشبع.

والبقر، أو الثيران ترمز للخدام الذين يفتقدون الناس، ويرعونهم، فتمتلئ الكنيسة ويشبعون من يد الله بكلامه الروحي. وإن أهمل الخدام الخدمة، أو تباعدوا، أو طردهم أحد المسئولين، فلن توجد خدمة، أو رعاية، وتكون الكنيسة نظيفة مرتبة، ولكن فارغة لا يوجد بها أحد من الناس. ولذا لا تصح القسوة من قادة الخدمة في طرد كل من به عيب، أو يحدث مشاكل، بغرض الحفاظ على هدوء ونظام الكنيسة، أو طرد الخدام فتقل الرعاية، ويتفرق الناس بعيدًا عن الله.

العدد 5

ع5:

الشاهد الأمين هو الإنسان الحكيم الذي يتقى الله، وبالتالي لن يقول في شهادته إلا الصدق، مهما حاول الناس أن يضغطوا عليه بالإغراءات، أو التهديدات، فلن يكذب، لأنه يرضى الله. وهذا ما فعله دانيال عندما رأى سوسنة العفيفة تساق إلى الموت بشهادة زور من الشيخين القاضيين الأشرار، فأعلن الحق، ونجى سوسنا من الموت.

أما الشاهد الزور، فيسهل عليه أن يتكلم بالأكاذيب إرضاءً لشهواته وأغراضه. كمافعل الشيخان اللذان حاولا إتمام شهوتيهما في سوسنة العفيفة، ولما رفضت شهدا عليها زورًا (دا13).

العدد 6

ع6:

الإنسان المتسهزئ هو إنسان جاهل لأجل كبريائه وسفاهته، فهو لا يريد أن يتعلم، لذا يبقى في جهله بعيدًا عن الله، فهو يطلب الحكمة بفمه، ولكن يرفضها بتصرفاته وكلامه؛ لذا فلن يصل إليها، مثل الكتبة والفريسيين الذين كانوا يحاولون اصطياد المسيح بكلمة وأسئلة ليحرجوه، لا ليتعلموا منه، فازدادوا جهلًا.

أما الإنسان الفهيم وهو الحكيم، الذي يحيا مع الله، ويحب الحكمة من قلبه، فهذا من السهل أن يحصل عليها لأجل اتضاعه، وتقديره لأهمية الحكمة، ومحبته لله.

العدد 7

ع7:

إن الله يطالبنا أن نحب جميع الناس، ولكن في نفس الوقت يطلب منا أن نبتعد عن الجهال، ولا نختلط بهم حتى لا تتلوث أفكارنا، أو نسقط في أية خطايا نتيجة اختلاطنا بهم. وهؤلاء الجهال هم الذين يحاولون جذبنا إلى الخطية، مثل المبتدعين، أو الشهوانيين، وكل من يعثرنا. فمن المتوقع أن تسمع كلمات شريرة، وليست كلمات معرفة روحية، أو شيئًا يفيدك من فم الجهال، كما يوصينا كذلك بولس الرسول (تى3: 10، 11).

العدد 8

ع8:

الإنسان الذكى هو الإنسان الحكيم الذي يحفظ وصايا الله، وبالتالي يعرف طريقه الذي يؤدى به إلى الحياة الأبدية. ووصايا الله ترشده دائمًا للحق، فيسلك باستقامة في كل خطواته. كما أن الإنسان الذي يعرف المسيح، الذي هو الطريق، يسلك حسنًا.

من ناحية أخرى فالإنسان الجاهل يظن أنه يسلك حسنًا، فيغش نفسه، وإذ يسلك بغباوته وأفكاره الشريرة البعيدة عن الله، فإنه يضل نفسه، ويهلكها.

العدد 9

ع9:

الجهال هم الأشرار الذين يسلكون في الشر بعيدًا عن الله، ويستبيحون الخطية، ويشربونها كالماء (أى 15: 16) فيستهزئون بالإثم، أي يقبلونه دون أية مقاومة.

أما المستقيمون فيتمسكون بوصايا الله، ومخافته في قلوبهم، وعندما يسلكون باستقامة يرضون الله، وينالون نعمة، ومعونة إلهية.

العدد 10

ع10:

الإنسان يعرف هدفه، وما يريده. ومن يحيا مع الله يكون قلبه في فرح، وأعماله مستقيمة، ولا يشعر به إلا الأبرار الذين مثله.

أما الأشرار فقلوبهم مملوءة بالشر، ويسلكون في خطاياهم، ويعرفون أن خطاياهم مرة، تمرر قلوبهم، وتسىء إلى الآخرين.

والخلاصة أن الأبرار في سلام وفرح داخلي لا يشعر به الأشرار، الذين يعتبرون الأبرار جهلاء. والأشرار قلوبهم مضطربة، ويعانون من المرارة الناتجة عن أفكارهم وأفعالهم، وكل واحد ينال مجازاة أفكاره إن كانت حسنة، أو ردية.

وبالتالي لا تعتمد على رأى الناس المحيطين بك، ولكن اهتم برأى المرشدين الروحيين، والإخوة المجاهدين معك في الكنيسة، فلا يمكن إرضاء الله، وإرضاء الناس. وإن كنت تعانى من مرارة، فافحص نفسك، لئلا تكون بسبب خطاياك. وإن كنت في فرح فاشكر الله، وتعزى مع الإخوة والآباء الروحيين؛ حتى لو قاومك أهل العالم.

† راجع نفسك كل يوم على وصايا الله، وقدم توبة مهما كانت خطاياك صعبة. فالله يفرح بتوبتك، ويمسح عنك خطاياك، فتتجدد مشاعرك بالتوبة، وبقوة الروح القدس تستعيد نشاطك، وتبدأ من جديد كل يوم.

11 - بَيْتُ الأَشْرَارِ يُخْرَبُ، وَخَيْمَةُ الْمُسْتَقِيمِينَ تُزْهِرُ. 12 - تُوجَدُ طَرِيقٌ تَظْهَرُ لِلإِنْسَانِ مُسْتَقِيمَةً، وَعَاقِبَتُهَا طُرُقُ الْمَوْتِ. 13 - أَيْضًا فِي الضِّحِكِ يَكْتَئِبُ الْقَلْبُ، وَعَاقِبَةُ الْفَرَحِ حُزْنٌ. 14 - اَلْمُرْتَدُّ فِي الْقَلْبِ يَشْبَعُ مِنْ طُرُقِهِ، وَالرَّجُلُ الصَّالِحُ مِمَّا عِنْدَهُ. 15 - اَلْغَبِيُّ يُصَدِّقُ كُلَّ كَلِمَةٍ، وَالذَّكِيُّ يَنْتَبِهُ إِلَى خَطَوَاتِهِ. 16 - اَلْحَكِيمُ يَخْشَى وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ، وَالْجَاهِلُ يَتَصَلَّفُ وَيَثِقُ. 17 - اَلسَّرِيعُ الْغَضَبِ يَعْمَلُ بِالْحَمَقِ، وَذُو الْمَكَايِدِ يُشْنَأُ. 18 اَلأَغْبِيَاءُ يَرِثُونَ الْحَمَاقَةَ، وَالأَذْكِيَاءُ يُتَوَّجُونَ بِالْمَعْرِفَةِ. 19 - الأَشْرَارُ يَنْحَنُونَ أَمَامَ الأَخْيَارِ، وَالأَثَمَةُ لَدَى أَبْوَابِ الصِّدِّيقِ. 20 - أَيْضًا مِنْ قَرِيبِهِ يُبْغَضُ الْفَقِيرُ، وَمُحِبُّو الْغَنِيِّ كَثِيرُونَ. 21 - مَنْ يَحْتَقِرُ قَرِيبَهُ يُخْطِئُ، وَمَنْ يَرْحَمُ الْمَسَاكِينَ فَطُوبَى لَهُ.

العدد 11

ع11:

الشرير كل أفكاره في الأرض وشهواتها، لذلك يسعى أن يبنى له مستقرًا، أي بيتًا وأملاكًا على الأرض. ولكنه في داخله يعانى من الاضطراب، وهو محروم من بركة الله، وبالتالي معرض لتقلبات العالم، بل وفقدان لكثير من أملاكه. ولكن من المؤكد أنه بنهاية حياته على الأرض يذهب إلى العذاب الأبدي، فبيته حتمًا سيخرب.

أما المستقيمون فهم غرباء عن العالم، غير متعلقين بشهوات العالم الشريرة؛ لذا يشبه مساكنهم بالخيمة التي تعنى الغربة عن العالم. هؤلاء يتمتعون ببركة الله، وبسلام داخلي. وبركة الله تعطيهم نجاحًا في نواحى حياتهم المختلفة، خاصة النجاحات الروحية، ويشبههم بنباتات تنمو، لها أزهار، فتكون لها مناظر جميلة ورائحة طيبة، كل هذا عربون للسعادة الأبدية في ملكوت السموات.

العدد 12

ع12:

الشيطان المخادع يظهر للناس، خاصة المحبين لله، طريقًا طريق تبدو مستقيمة كأنها طريق الله؛ لأن طريق الله هو طريق واحد لا يؤدى غيره إلى الملكوت. وهذا الطريق المخادع نهايته الهلاك الأبدي.

فالحنان مثلًا من الأبوين عندما يزداد يصير تدليلًا، فيفسد البنين ويأخذهم إلى الهلاك. والحزم الزائد لإصلاح الآخرين يثير مشاعرهم، ويولد فيهم التمرد والانحراف، فيؤدى أيضًا إلى الهلاك. وكثرة الكلام لإرضاء وكسب الناس يسقط في خطايا كثيرة، تؤدى إلى الموت الأبدي. وقد يبدأ الشيطان بطريق مستقيمة، ثم ينحرف بها تدريجيًا للهلاك. فقد يفحص الإنسان كل ما حوله ليكون يقظًا ومنتبهًا، فيسقط في الإدانة والمناظر الشريرة.

ولا يكتشف الإنسان الطريق الحقيقي إلا بأمرين:

الصلاة باستمرار باتضاع، ليعلن الله صوته وإرشاده.

الإرشاد الروحي من أب الاعتراف والآباء والإخوة الروحيين.

العدد 13

ع13:

الضحك المملوء استهزاءً واستهتارًا، ويغطى في داخل الإنسان قلبًا كئيبًا لا يستفيد من هذا الضحك أبدًا. بل على العكس، إن كان يخرجه ظاهريًا من اكتئابه، لكنه يشبه أحلام اليقظة، أو من يشرب خمرًا حتى السكر، ثم يعود إلى رشده، فيكتشف اكتئابه، فيزداد غمًا. فالإكتئاب علاجه معرفة أسبابه، ومحاولة معالجتها، ولو بطرق لطيفة خفيفة تدريجية.

وعمومًا أفراح العالم المبنية على إشباع الشهوات، سواء الشهوات الشريرة، أو المغالاة والانغماس في الشهوات لا تفرح قلب الإنسان، بل على العكس تحزنه. لأن الخطية يعقبها الضيق، إذ أنها ابتعاد عن الله، وفقدان لنعمته، وسلامه، وسعادته.

والخلاصة، يحتاج الإنسان أن يقترب إلى الله، ويفرح داخليًا ويعالج، أو يبتعد عما يسبب له اكتئاب.

العدد 14

ع14:

الإنسان الذي يحيا مع الله، ولكن تغويه شهوات العالم الشريرة، يرتد عن الله، ويتجه قلبه إلى العالم. مثل ديماس تلميذ بولس الرسول (2 تى4: 10)، ومثل شاول الملك. فهؤلاء يشبعون ألمًا وضيقًا من طرقهم الشريرة التي ارتدوا إليها، ويحرمون أنفسهم من نعمة الله، وعشرته، والسعادة الأبدية.

وعلى الجانب الآخر، فإن الإنسان الصالح المتمسك بوصايا الله وطريقه المستقيمة، فإنه يشبع من يدى الله الذي يحيا معه، وينال بركات كثيرة في هذا العالم، ثم في الدهر الآتي سعادة الأبدية.

العدد 15

ع15:

الإنسان الشرير هو الغبى الذي يحيا بعيدًا عن الله، وبالتالي هو فاقد لنعمة الله وإرشاده، فيسهل على الشيطان أن يضله، إذ يصدق ويقبل أية كلمة تقال له، فتحلو أمام عينيه ويحيا بها، حتى لو كانت إنكار الله والإلحاد، وينزلق أيضًا لشهوات بلاحصر.

أما الإنسان الحكيم، وهو الذكى، فيحيا مع الله، وروح الله يرشده في كل خطواته. فما يتفق مع وصايا الله يسلك فيه، وما لا يرضى الله يتباعد عنه. فهو إنسان مميز يستطيع أن يفرز الصواب عن الخطأ.

العدد 16

ع16:

يتصلف: يتكبر وينتفخ.

الإنسان الحكيم، أي الذي يحيا مع الله هو إنسان يخاف الله. ومخافة الله تنبهه، فيبتعد عن الشر، ولأنه متضع يطيع وصايا الله وكل إرشاد روحي، فيحيا في نقاوة.

أما الإنسان الشرير فهو جاهل؛ لذا يتكبر ويظن أنه يفهم أكثر من غيره، ويثق في نفسه رغم جهله، فيندفع في كل طريق شريرة، وليس من يرشده؛ لأنه رفض الله وكل إرشاد روحي.

العدد 17

ع17:

يشنأ: يصير مكروهًا ويبغضه الناس.

يتكلم سليمان في هذه الآية عن صفتين للإنسان الشرير؛ أولهما هي الغضب. والشرير في غضبه مندفع، فيسقط في تصرفات غبية تزيد ابتعاده عن الله، ولأجل كبريائه لا يفهم الحماقة التي يعملها، بل يظنها مناسبة وصحيحة، غير عالم أن "غضب الإنسان لا يصنع بر الله":

20). ويقول القديس أغاثون: أن الإنسان الغضوب غير مقبول من الله حتى لو أقام أمواتًا. ويؤكد أنبا أنطونيوس نفس المعنى عندما يقول أن جهاد الغضوب كله ضائع.

والصفة الثانية للشرير، هي صنع المكايد، فهو يفرح بإقامة المشاكل والنزاعات بين الناس، فيتضايقون منه، ويكرهونه، وفوق كل هذا فهو مرفوض من الله، ولا نصيب له مع الله في الأبدية.

العدد 18

ع18:

يتصف أيضًا الشرير، وهو غبى لانفصاله عن الله، بأنه أحمق في أفكاره وكلامه وتصرفاته. لأن الحكمة هي من عطايا الله لأولاده لا يمكن أن ينالها الأشرار.

أما أولاد الله الذين هم أذكياء فيهبهم الله المعرفة. وأهم معرفة هي معرفة الله، الذي يرشد أولاده بعد هذا لكل عمل صالح، فيستطيعون أيضًا التمييز في كل مجال؛ لأن الله يرشدهم بنعمته ويعطيهم حكمة.

العدد 19

ع19:

يعلن لنا سليمان نهاية الأشرار أنهم في الحياة الأخرى ينحنون أمام أولاد الله الأخيار، أي الذين عملوا أعمال الخير، ويكونون في ذل عند أبواب الصديقين، أي في ملكوت السموات، كما كان الغنى في المثل منحنى أمام إبراهيم ولعازر المتمتعين بالسعادة الأبدية، ويتمنى ولو قطرة ماء من يد لعازر (لو 16: 24).

وأيضًا في الحياة الحاضرة الأثمة والأشرار يشعرون بنعمة الله في أولاده الصديقين المتمتعين بسلام داخلي، ويشعرون بالضعف أمامهم، مهما كانت عظمة الأشرار، أو أموالهم. ولا تستطيع لذات شهواتهم أن تمنع خضوعهم وشعورهم بضعفهم أمام قوة أولاد الله.

الأعداد 20-21

ع20 - 21:

: يتأثر البشر عمومًا بالماديات، فيكرمون الغنى لغناه، ويحبونه لعله يساعدهم، أو يعطيهم شيئًا من أمواله، مع أن الغنى في معظم الأحيان أنانى، ومتعلق بالمال ولا يساعد أحدًا.

وفى نفس الوقت يبغض الناس الفقير لضعفه وفقره، حتى أنهم قد يظلمونه مستغلين ضعفه؛ لذا يقول لهم الله في سفر الخروج "لا تحرف حق فقيرك في دعواه" (خر23: 6). مع أن الفقير قد يكون محسنًا من القليل الذي عنده أكثر من الغنى، فيعطى من أعوازه، مثل المرأة ذات الفلسين (مر 12: 41 - 44).

وبالطبع يوجد أغنياء صالحون يحبون الله، ويتمسكون بوصاياه، فيحبهم الناس ليس فقط لغناهم، بل بالأكثر لصلاحهم. مثل يوسف الرامى الذي قام بتكفين ودفن جسد رب المجد يسوع.

ويوصينا الله ألا نحتقر الفقير لفقره، فقد يكون أعظم من الغنى في نظر الله، وعلى العكس نساعده، ونرحمه قدر ما نستطيع، ولا يكون تقييمنا للناس بحسب ما يملكون.

† تمسك بوصايا الله حتى تميل لعمل الخير، فهو الذي سيبقى لك ويدخلك إلى الملكوت. ساعد كل محتاج، ليس فقط الفقير ماديًا، بل بالأحرى الفقير روحيًا، أي البعيد عن الله. واهتم بكل مريض، وساعد كل من تستطيع أن تساعده.

.

22 - أَمَا يَضِلُّ مُخْتَرِعُو الشَّرِّ؟ أَمَّا الرَّحْمَةُ وَالْحَقُّ فَيَهْدِيَانِ مُخْتَرِعِي الْخَيْرِ. 23 - فِي كُلِّ تَعَبٍ مَنْفَعَةٌ، وَكَلاَمُ الشَّفَتَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَى الْفَقْرِ. 24 - تَاجُ الْحُكَمَاءِ غِنَاهُمْ. تَقَدُّمُ الْجُهَّالِ حَمَاقَةٌ. 25 - اَلشَّاهِدُ الأَمِينُ مُنَجِّي النُّفُوسِ، وَمَنْ يَتَفَوَّهُ بِالأَكَاذِيبِ فَغِشٌّ. 26 - فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ ثِقَةٌ شَدِيدَةٌ، وَيَكُونُ لِبَنِيهِ مَلْجَأٌ. 27 - مَخَافَةُ الرَّبِّ يَنْبُوعُ حَيَاةٍ لِلْحَيَدَانِ عَنْ أَشْرَاكِ الْمَوْتِ. 28 - فِي كَثْرَةِ الشَّعْبِ زِينَةُ الْمَلِكِ، وَفِي عَدَمِ الْقَوْمِ هَلاَكُ الأَمِيرِ. 29 - بَطِيءُ الْغَضَبِ كَثِيرُ الْفَهْمِ، وَقَصِيرُ الرُّوحِ مُعَلِّي الْحَمَقِ. 30 - حَيَاةُ الْجَسَدِ هُدُوءُ الْقَلْبِ، وَنَخْرُ الْعِظَامِ الْحَسَدُ. 31 - ظَالِمُ الْفَقِيرِ يُعَيِّرُ خَالِقَهُ، وَيُمَجِّدُهُ رَاحِمُ الْمِسْكِينِ. 32 - اَلشِّرِّيرُ يُطْرَدُ بِشَرِّهِ، أَمَّا الصِّدِّيقُ فَوَاثِقٌ عِنْدَ مَوْتِهِ. 33 - فِي قَلْبِ الْفَهِيمِ تَسْتَقِرُّ الْحِكْمَةُ، وَمَا فِي دَاخِلِ الْجُهَّالِ يُعْرَفُ. 34 - اَلْبِرُّ يَرْفَعُ شَأْنَ الأُمَّةِ، وَعَارُ الشُّعُوبِ الْخَطِيَّةُ. 35 - رِضْوَانُ الْمَلِكِ عَلَى الْعَبْدِ الْفَطِنِ، وَسَخَطُهُ يَكُونُ عَلَى الْمُخْزِي.

العدد 22

ع22:

الذى يخطئ يعصى الله، ويفقد نعمته، ولكن أشر منه هو من يخترع نوعًا جديدًا من الشر، أو يبحث عن شر ليؤذى به إنسانًا آخر. فهذا معناه أن قلبه قد امتلأ بالشر، ويبحث عن أنواع جديدة منه، وهو خاضع تمامًا للشيطان، والله قد ابتعد عنه، وهو في ضلال، ويسير بخطى واسعة نحو الهلاك، لابتعاده عن التوبة.

على الجانب الآخر، نجد من يخترع الخير، أي يتفنن في عمل الخير بأشكال مختلفة إرضاءً لله، ومحبة للناس. فإن رحمة الله تفيض عليه، والحق الإلهي يسنده، ويثبته في عمل الخير، ويهديه، ويجذبه أكثر إلى الله، فيمتلئ بالحب الإلهي، ويزداد فيضه على الآخرين، بأعمال خير لا تنتهي؛ لأن نعمة الله تكون هي المحركة له، وتحفظه من الشر، وتهديه دائمًا للطريق المستقيم.

العدد 23

ع23:

تؤكد هذه الآية على أهمية التعب والجهاد الروحي، إذ له منافع كثيرة أهمها:

انشغال الإنسان بأمور نافعة، فيبتعد عن الخطية، كما يقول الكتاب "من تألم في الجسد كف عن الخطية" (1 بط4: 1).

تعطى الإنسان ثقة في نفسه أنه قادر على الأعمال المفيدة.

تعطى حيوية ونشاط للجسد.

إذ يتعب الإنسان يتضع أمام الله ويشعر بضعفه.

مَن يتعب يقابل مشاكل، وإذ يطلب الله يتدخل ويعينه، وتزداد خبرته مع الله ويمجده.

مَن يعمل يجد احتياجاته، كما قال بولس "إن كان أحد لا يريد أن يشتغل فلا يأكل أيضا" (2 تس3: 10).

على الجانب الآخر، من لا يريد أن يعمل ويكتفى بالكلام فهو كسول، ويتعرض للفقر ولا يجد قوته، ويسقط في خطايا كثيرة، لأنه يحيا في فراغ، وتأتى عليه عكس كل البركات السابق ذكرها في هذه الآية.

العدد 24

ع24:

تاج الحكماء، أي مجدهم في غناهم، والمقصود بالغنى هنا المعرفة والحكمة الروحية، وهذه ثابتة في قلوبهم لا تتغير مهما تغيرت الظروف المحيطة بهم، فسواء كانوا أغنياء في المال والماديات والمركز، أو على عكس ذلك، فهم أغنياء في نظر الله. وإن كانت لديهم ماديات، أو أية قوة من قوى العالم يستخدمونها بحكمتهم للخير.

وعلى العكس، فإن الجهال مهما تقدموا في المركز، أو المقتنيات فتصرفاتهم حمقاء تؤدى إلى هلاكهم. إذ يتكبرون لكثرة ما معهم، أو يظلمون غيرهم، وقد يستغلون مركزهم، ويسيئون للضعفاء، إذ هم بعيدون عن الله، ويتخبطون في الشر.

العدد 25

ع25:

الشاهد الأمين هو من يشهد بالحق، فينجى المظلومين. والشهادة الأمينة هي ليست فقط بالكلام، بل بالتصرفات. فيكون الإنسان قدوة حسنة، ونورًا للعالم، فينجى البعيدين عن الله، إذ يقتربون إليه، ويتوبون، ويقتدون بأولاد الله الذين يشهدون بالحق في حياتهم، فينجون من الشر، وكذا الهلاك الأبدي.

والمسيح يلقبه سفر الرؤيا بالشاهد الأمين (رؤ3: 14)؛ لأنه شهد بالحق في حياته التي بلا خطية، وبحبه على الصليب قدم أعظم شهادة أمينة عندما رفع خطايا العالم بموته، لينجى أولاده المؤمنين به من العذاب الأبدي.

أما الذي يتكلم بالأكاذيب فهو الشاهد الزور، الذي يغش الناس بكلامه، وبالتالي يحكم على المظلومين زورًا وهم أبرياء، كما استعانت إيزابل بمن شهدوا زورًا على نابوت اليزرعيلى فقتلته. وعمومًا الشيطان هو الكذاب وأبو الكذاب الذي يغش الناس على مدى الأجيال (يو 8: 44).

† ليتك تكون شاهدًا أمينًا لله بكلامك وحياتك، فتكون تلميذًا للمسيح وتجذب البعيدين إليه، وتنجيهم من شرور كثيرة.

الأعداد 26-27

ع26 - 27:

: الحيدان: الابتعاد.

أشراك: فخاخ.

الإنسان الذي يخاف الله يبتعد عن الشر، فيثق أن خطواته مستقيمة. فمن يخاف الله يحيا مطمئنًا ولا يخاف من الناس، ويثق أن الله قائد حياته، فيتقدم وراءه بسرعة في طريق البر.

ومن يخاف الله فبنيه يتعلمون منه هذه المخافة، فيصير الله ملجأ لهم، يسندهم في كل خطواتهم، ويدافع عنهم، ويحيوا مطمئنين مثل أبيهم. لأن المخافة تنقى القلب من الشر، وتعلم الإنسان الاتضاع، وبهذا ينجو من الخطايا ونتائجها، وهي فخاخ الشياطين التي تؤدى إلى الهلاك. لأن الذي يخاف الله ينال استنارة روحية، بل ويتباعد عن الخطية، ويكتشف أشراك وفخاخ الموت التي يضعها إبليس في طريق الأبرار، وبهذا ينجو من كل شر.

إن مخافة الله تقرب الإنسان من الله؛ لأنه بها يتنقى. والذي يتنقى قلبه يعاين الله، ويتمتع بحبه وبركاته، ويكتشف أن مخافة الله ينبوع حياة للإمتلاء بالحب الإلهي، والإسراع في طريق الملكوت.

من يخاف الله ويبتعد ويرفض الشر يستطيع أن يختلى بالله، فيراه ويفرح بالتأمل فيه، ويشبع من حبه، ويرتوى، بل يستطيع أن يروى غيره، وهذا هو الخادم الحقيقي.

العدد 28

ع28:

عندما يحب الملك شعبه، ويرعاهم بمحبته يلتفوا حوله بكثرة، وهذا يعطيه كرامة، ولا يستطيع أن يقدم هذا الحب باتضاع ورعاية إلا إذا كان مرتبطًا بالمسيح الذي بذل حياته على الصليب. فالذى لا يحب الله ويستند عليه، لا يقدر أن يحتمل ويحتوى الآخرين.

وهكذا كل قائد في مكانه يتقوى، إذا أحب من يقودهم، سواء الأب في بيته، أو الرئيس في عمله، أو الكاهن في كنيسته. وقوته تأتى من الله الذي يعلمه الحب والعطاء لأجل من حوله، فيزداد قوة وكرامة بقوة الله وعمله في شعبه الذي يحبه.

العدد 29

ع29:

قصير الروح: ليس له طول أناة، فيندفع في غضب، أو في أي تصرفات غير حكيمة.

معلى الحمق: كثير الحماقة والغباء.

من يسرع إلى استماع الآخرين يستطيع أن يضبط كلماته ولا يندفع في كلام خاطئ، وبالتالي لا يندفع في الغضب، فمن الصعب أن يسقطه الشيطان في الغضب. وهذا الإنسان له فرصة في الصلاة وطلب إرشاد الله، فيعطيه فهمًا وتمييزًا للأمور، فيتصرف بحكمة.

وعلى العكس، الإنسان المندفع في الكلام يسقط في الغضب، وكلماته وتصرفاته تكون حمقاء، أي تصرفات لا يرضى عنها الله، وتسىء للآخرين، كما يعلمنا يعقوب الرسول.

† لا تظن أن كثرة الكلام، أو ارتفاع الصوت تعطيك قوة، بل تسقطك في الحماقة. تعلم حسن الإنصات لتستطيع أن تصلى، وتزداد فهمًا بإرشاد الله كل يوم.

العدد 30

ع30:

نخر العظام: تآكل العظام من الداخل وتلف خلاياها، فتصير العظام ضعيفة.

القلب هو المشاعر الداخلية للإنسان، وهي أعمق ما فيه، وتؤثر على أفكار الإنسان وتتأثر بها. كل هذا إذا كان هادئًا بسكنى الله فيه، فإنه يعطى راحة للجسد وصحة وقوة، وبالتالي يهب الإنسان نشاطًا في العمل، فتسهل عليه الصلاة والعلاقة مع الله، فينمو روحيًا، بالإضافة إلى نجاحه في أعماله وكسبه في محبة من حوله وخدمتهم.

وعلى العكس، فإن الحسد، وهو شر في القلب، يجعل الإنسان الحسود متمنيًا الشر لغيره، وينزع نعمة الله عنه. هذا الحسود يسىء إلى نفسه قبل أن يسىء إلى الآخرين. ولأن قلبه شرير جسده يضعف، حتى العظام، وهي أقوى ما في الجسد، تصير تالفة وضعيفة، وروحه بالطبع تبتعد عن الله فيسير في طريق الهلاك.

† أعطى فرصة للصلاة والتأمل في الله، فيفرح قلبك وتتكل عليه، حتى لا تعود تنزعج من تقلبات الحياة، وتحب من يعاديك، أو يسىء إليك، فتنال بركة في الروح والجسد، بل وتنال في النهاية سعادة أبدية.

العدد 31

ع31:

من ينتهز ضعف الفقير فيظلمه مستغلًا مركزه وقوته المادية، فإنه يعير الله لما يلي:

يقول لله أنك ضعيف وأنا أستطيع أن أظلم مخلوقاتك.

الظالم يبين قوته في الشر، أي ظلم الفقير، مستهينًا بقوة الله خالق الفقير، والذي يستطيع أن يقهر الظالم، ولكنه يطيل أناته عليه لعله يتوب.

المسيح يقول أن الفقير هو أخي، والظالم يتطاول على الله؛ لأنه يظلم إخوته.

أما من يهتم بالفقير، ويساعده بالمال، وبكل وسيلة، فإنه يمجد الله خالق الفقير، لأن الفقير هو صورة الله، ومن يرحمه يقدم خدمة شخصية لله نفسه. ولذا فالله يرحم هذا المحسن على الفقير، ويباركه ببركات وفيرة.

† احذر من أن تسىء، أو تستغل ضعف إنسان فقير، أو ضعيف في شيء ما؛ لأن الله خالقه يرى كل شىء، ولن يسكت. أسرع بالتوبة لتنجى نفسك من عقاب الله.

العدد 32

ع32:

الشرير تعلق بشهوات العالم، وشروره أساءت لمن حوله؛ لذا فشروره تطرده خارج العالم إلى الهلاك الأبدي، ولا يستفيد شيئًا من كل شهواته الشريرة.

أما الصديق فهو يحيا مع الله، وبالتالي يثق في الحياة الأبدية التي أعدها الله له، ويعبر فوق ضيقات العالم، مستندًا على الله الذي يحبه، فيحيا في راحة وفرح، حتى يصل إلى أمجاد السماء.

العدد 33

ع33:

الإنسان الفهيم هو الذي يحيا مع الله، ويفهم وصاياه، ويحيا بها. ويهبه الله الحكمة في داخله، ويسلك في الطريق المستقيم. إنه لا يميل إلى كثرة الكلام، أو خداع المظاهر الخارجية. ولكنه في هدوء يخفى الحكمة في قلبه، وتظهر في تصرفاته المستقيمة، وإرشاداته لمن حوله، لأن كلامه وأعماله هي من الله.

أما الجاهل، فهو كثير الكلام لأجل كبريائه، فيعرف ما في داخله، وكل ما فيه شهوات العالم وأطماعه التي تظهر من كلامه وتصرفاته، وهو عديم الحكمة، والنعمة مبتعدة عنه. فهو إنسان سطحى مسكين له مظهر يبدو براقًا، ولكنه ضعيف جدًا من الداخل.

العدد 34

ع34:

إن الأمم مثل الأفراد، فإن كان البر يمجد الإنسان البار، فالخطية تذل الإنسان الشرير. فمن يحيا بالبر يتمتع بالسلام الداخلي، ويسانده الله، وهذا يحدث مع الفرد، ومع الأمة. كما حدث مع مملكة إسرائيل أيام داود، ومع أهل نينوى عندما تابوا.

وعلى الجانب الآخر مهما تعاظمت الشعوب بقوتهاالمالية، أو العسكرية، فإنها تتحطم من أجل خطاياها، كما حدث مع سدوم وعمورة، ومع كل الإمبراطوريات التي ظهرت على الأرض، وارتفعت بكبرياء وتحطمت، ومن أشهر هذه الإمبراطوريات بابل وقائدها نبوخذنصر.

العدد 35

ع35:

الفطن: الذكى والفهيم.

إن الملك يرضى، بل ويفرح بالعبد الفهيم والحكيم، فيرفعه ويعطيه مركزًا عظيمًا في مملكته، كما حدث مع يوسف في مصر، ومع دانيال في بابل.

وعلى العكس، يغضب الملك بشدة على العبد الشرير الذي يفعل خطايا مخزية. كما غضب الملك أحشويرش على هامان نائبه وصديقه، وقتله.

وهكذا أيضًا المسيح يدين في يوم الدينونة كل الشعوب، ويرفع أولاده الحكماء روحيًا، ويكافئهم بالملكوت السماوى، أما الساقطون في خزى الخطية، فيلقيهم في العذاب الأبدي.

† لا تستهن بطول أناة الله عليك في هذه الحياة. فهو يعطيك فرصة للتوبة عن كل خطاياك، بل ويرفعك، ويمجدك إن اخترت طريق البر، ويباركك، ويسندك حتى يمجدك في السماء.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح الخامس عشر - سفر الأمثال - مارمرقس مصر الجديدة

الأصحاح الثالث عشر - سفر الأمثال - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير سفر الأمثال الأصحاح 14
تفاسير سفر الأمثال الأصحاح 14