الأصحاح الأول – سفر الأمثال – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر الأمثال – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

المقدمة

أولا: كاتبه.

ثانيًا: زمن كتابته.

ثالثًا: مكان كتابته.

رابعًا: أغراضه.

خامسًا: سماته.

سادسًا: رموزه.

سابعًا: اقتباسات من السفر في العهد الجديد.

ثامنًا: أقسامه.

أولا: كاتبه:

سليمان ملك إسرائيل، الذي ولد عام 990 ق. م، وحكم منذ عام 970 ق. م حتى وفاته عام 930 ق. م. ومعنى اسمه رجل السلام، ومعناه أيضًا "يديديا"، أي محبوب الله، وهو ابن الملك داود من بثشبع التي كانت زوجة لأوريا الحثي (2 صم12: 25).

وعندما ملك سليمان وعمره عشرون عامًا، طلب من الله الحكمة، ففرح الله بطلبه وأعطاه حكمة أكثر ممن قبله وممن بعده، وأعطاه أيضًا الغنى. وقد بنى هيكل الله في سبع سنوات، وقدم يوم تدشين الهيكل 142000 ذبيحة من البقر والغنم (1 مل8: 63). وقد قال سليمان 3000 مثلًا، ووضع 1005 نشيدًا (1 مل4: 32؛ جا12: 9).

علَّم شعبه علومًا كثيرة، وأدار مملكته بحكمة، فتقدم بها اقتصاديًا وسياسيًا. ولكنه أخطأ بزواجه من عدد كبير من النساء، وأكثر من امتلاك الخيل كقوة حربية، مخالفًا بهذا شريعة الله؛ حتى كاد أن يهلك. ولكنه تاب في أواخر حياته، وكتب سفر الجامعة.

يجمع كل الآباء على أن سليمان كاتِب هذا السفر من الأصحاح الأول حتى الأصحاح التاسع والعشرين. أما بالنسبة للأصحاحين الأخيرين (أم 30، 31) فيوجد رأيان:

الرأي الأول، وهو الأرجح أنه ينسب للكاتب المذكور اسمه في بداية الإصحاح. فالأصحاح الثلاثون ينسب إلى أجور بن متقية مسَّا، والذي يدعى أيضًا أجور بن ياقة المساوي، كما في النسخة الكاثوليكية للرهبانية اليسوعية، وكما في الترجمة الإنجليزية. أما الأصحاح الحادي والثلاثون فينسب لكاتبه لموئيل ملك مسَّا. وقد ذكر الكتاب المقدس أن مسا قبيلة إسماعيلية تعيش في شمال شبه الجزيرة العربية (تك25: 14).

الرأي الثاني أن كاتب الأصحاح الثلاثين أجور بن ياقة هو سليمان؛ لأن كلمة أجور معناها "الجامع" وهو سليمان الذي يسمى الجامعة لكثرة علمه. أما كلمة ياقة فتعنى "مفيض الحقائق" أي داود المملوء من روح الله. وأن سليمان أيضًا هو كاتب الأصحاح الحادي والثلاثين الذي ينسب إلى لموئيل ملك مسَّا؛ لأنه لا يعرف ملك بهذا الاسم. وبهذا يكون سليمان هو كاتب سفر الأمثال كله. وقد جمع كتبة حزقيا الملك الأمثال التي كتبها سليمان (أم 25: 1).

ثانيًا: زمن كتابته:

كتبه سليمان بعد تملكه بفترة قليلة، وهو في شبابه، وعمره حوالي الثلاثين عامًا، أي في منتصف عمره وكان ذلك عام 960 ق. م. وكان ذلك في بداية عصر الرخاء في المملكة؛ ليوجه شعبه إلى السلوك المستقيم، فلا يهمل وصايا الله، وينشغل بالماديات، فينحرف في شرور كثيرة.

ثالثًا: مكان كتابته:

في أورشليم.

رابعًا: أغراضه:

محبة الله: من خلال تدبيرات الله لحياة أولاده، لتقودهم إلى خلاص نفوسهم.

التدقيق: يظهر اهتمام الله بأدق تفاصيل حياة أولاده؛ أي أفكارهم، وأقوالهم، وأعمالهم؛ ليعلم الإنسان التدقيق في معاملاته.

مخافة الله: يبين أهميتها لنوال الحكمة، وخطورة الانغماس في الشر الذي هو الجهل.

معاملات الله ومعاملات الإنسان: يظهر سمو معاملات الله مع الإنسان؛ ليقوده إلى معاملات أفضل مع باقي البشر. فيتعامل مع البعيدين عن الله مع تمييزه لأفكارهم لاختلافها عن أفكاره.

السعادة: السلوك في الحكمة يؤدى إلى السعادة الحقيقية.

النمو الروحي: يدعو السفر إلى النمو في الحكمة والحياة الروحية، فيبتعد الإنسان عن الشر.

الكتاب المقدس: يبين السفر أن الله هو مصدر الحق الذى يعلن نفسه في الكتاب المقدس، الذي هو الحكمة السماوية.

السلوك المستقيم: يؤكد السفر على أهمية السلوك المستقيم، والأخلاقيات الجيدة، والحياة النقية، التي تتفق مع الروحانية التي علمها الله لشعبه، فترفع أنظارهم للسماء. وبالتالي لا توجد ثنائية في حياة المؤمن بين متطلبات الجسد والروح، إذ يسلك بالروح في كل أمور حياته.

الزهد: يدعو السفر إلى الزهد في الماديات.

المرأة: يظهر السفر أهمية دور المرأة في الأسرة والمجتمع، خاصة في زمن كانت النظرة فيه إلى المرأة أنها أقل من الرجل. ويقدم لنا في الأصحاح الأخير المرأة الفاضلة كنموذج لكل إنسان يود أن يحيا بالروح، وليس للنساء فقط.

الطبيعة: اهتم سليمان بالطبيعة التي هي عمل الله، ودعانا للتأمل فيها، والتعلم منها.

خامسًا: سماته:

الروحانية: هو ليس مجرد إرشادات أخلاقية، بل هو وحى من الله لسليمان. فيتكلم عن الله ويتكرر اسمه 86 مرة، ويتحدث عن الحكمة الإلهية، فتكررت كلمة الحكمة أربعون مرة.

فئات الشر: يقسم السفر البشر إل قسمين هما الحكماء والأغبياء. ويستطيع الإنسان أن يختار أيهما، أو يتركه في أي وقت ويختار القسم الآخر، كما يمكنه أن ينمو ويتقدم في قسمه. والحكماء هم محبو المعرفة والسالكون فيها. أما الأغبياء فينقسمون إلى ما يلي:

أ - البسطاء: وهم الجهال الذين لا يستطيعون التمييز بين الخير والشر.

ب - المستهزئون: وهم من يسخرون من الحكمة لانغماسهم في الخطية.

جـ - الحمقى: يجهلون الحكمة بإرادتهم، ولا يهتمون بالبحث عنها.

د - المتمردون: يكرهون الحكمة ويحتقرون التأديب.

الخبرات: يقدس السفر الخبرات الإنسانية ويستخدمها لإرشاد البشر.

الإرادة: يساعد الإرادة الإنسانية على الاختيار السليم بين المتناقضات.

أسلوب الكتابة: سفر الأمثال من الأسفار الشعرية في العهد القديم، ويستخدم السفر مختلف الصور الأدبية من شعر، وأمثال قصيرة، وأسئلة محددة، وجمل من شطرين، كما تشمل المقارنات والمتناقضات والتجسيد.

التكرار: يستخدم السفر أسلوب التكرار كوسيلة تعليمية لتثبيت المفاهيم الروحية، فيتكرر المعنى الواحد عدة مرات في السفر.

الموضوعات: يحوى السفر موضوعات متنوعة في مجالات الحياة المختلفة.

علاقة السفر بالأسفار الحكمية:

الأسفار الحكمية هي: أيوب - المزامير - الأمثال - الجامعة - نشيد الأنشاد - الحكمة - حكمة يشوع بن سيراخ. ويرى الآباء علاقات كثيرة بين هذه الأسفار. أهم هذه العلاقات هي:

أ - الحياة الروحية:

+ الخطوة الأولى في الحياة الروحية هي معرفة الحكمة، واقتناؤها والسلوك بها. وهذا يظهر في أسفار الأمثال، والحكمة، وحكمة يشوع بن سيراخ.

+ الخطوة الثانية: هي التغرب عن العالم وهذا يظهر في سفر الجامعة.

+ الخطوة الثالثة: هي الدخول في الحب الإلهي من خلال سفر نشيد الأنشاد.

ب - جوهر الإنسان: الذي يظهر فيما يلي:

+ الإرادة: في اختيار السلوك السليم، وهذا يظهر في سفري الأمثال ويشوع بن سيراخ.

+ العقل: في السمو به وتقديسه، وهذا يظهر في سفري الجامعة والحكمة.

+ القلب: الذي يمتلئ بالحب الإلهي من خلال سفر نشيد الأنشاد.

حـ - الحياة النسكية:

وتظهر في ثلاث درجات، هي أن يترك الإنسان أرضه، ثم شعبه، ثم بيت أبيه وتظهر كما يلي:

+ الدرجة الأولى: أن يترك الإنسان أفكاره الأرضية ليقتنى السماوية، أي يترك الإنسان أرضه، ويظهر في سفري الأمثال ويشوع بن سيراخ.

+ الدرجة الثانية: أن يترك الإنسان عاداته التى أخذها من مجتمعه، أي يترك شعبه، ويظهر في سفري الجامعة والحكمة.

+ الدرجة الثالثة: ويترك فيها الإنسان بيت أبيه، ليدخل إلى الحب الإلهي والتمتع بالبنوة لله، ويظهر هذا في سفر نشيد الأنشاد.

سادسًا: رموزه:

1 - المسيح:

فيتكلم عن صفاته وهي الأزلية "الرب قنانى أول طريقه"، "منذ الأزل.. منذ البدء". (أم 8: 22، 23). وهو الخالق "كنت عنده صانعًا" (أم 8: 30). وهو حكمة الله وعقله "لى المشورة والرأى. أنا الفهم" (أم 8: 14). وكذلك هو الابن الحبيب مسرة الآب "كنت كل يوم لذته" (أم 8: 30). هو الحياة "من يجدنى يجد الحياة" (أم 8: 35). وتعاليمه المحيية "أتكلم بأمور شريفة" (أم 8: 6). وضرورة حفظ وصاياه "طوبى للذين يحفظون طرقى" (أم 8: 32).

2 - الكنيسة.

فيتكلم عنها كبيت الله "الحكمة بنت بيتها" (أم 9: 1)، وعن أسرارها السبعة المقدسة "نحتت أعمدتها السبعة" (أم 9: 1). وعن سر الأفخارستيا "ذبحت ذبحها. مزجت خمرها. أيضًا رتبت مائدتها" (أم 9: 2). وإرسالية الرسل للتبشير "أرسلت جواريها تنادى" (أم 9: 3).

سابعًا: اقتباسات من السفر في العهد الجديد.

مما يثبت قانونية سفر الأمثال، أن العهد الجديد اقتبس من سفر الأمثال، فنجد تشابه واضح بين آيات العهد الجديد وسفر الأمثال. ونقدم هنا عينات من هذه الاقتباسات.

أ - الأناجيل:

نجد اهتمام واضح من المسيح بسفر الأمثال، كما يظهر فيما يلي:

(أم25: 6، 7) و(لو14: 7 - 11).

(أم14: 11) و(مت7: 24 - 27).

(أم27: 1) و(لو12: 19).

(أم30: 4) و(يو3: 13).

ب - رسائل بولس الرسول:

(أم1: 16) و(رو3: 15).

(أم3: 7) و(رو12: 16).

(أم25: 21) و(رو12: 20).

(أم17: 13) و(رو12: 17).

(أم17: 13) و(1 تس 5: 15).

(أم3: 11، 12) و(عب12: 5، 6).

(أم10: 12) و(1 بط4: 8).

(أم11: 31) و(1 بط4: 17، 18).

(أم17: 13) و(1 بط3: 9).

(أم24: 21) و(1 بط2: 17).

(أم16: 7) و(1 بط3: 13).

(أم26: 11) و(2 بط2: 22).

ثامنًا: أقسامه:

أهمية الحكمة (أم 1 - 10).

مقارنات بين الحكماء والجهلاء (أم 11 - 22).

نصائح في الحكمة (أم 23 - 31).

الأَصْحَاحُ الأَوَّلُ

عقاب العنف والجهل.

1 - أَمْثَالُ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ: 2 - لِمَعْرِفَةِ حِكْمَةٍ وَأَدَبٍ. لإِدْرَاكِ أَقْوَالِ الْفَهْمِ. 3 - لِقُبُولِ تَأْدِيبِ الْمَعْرِفَةِ وَالْعَدْلِ وَالْحَقِّ وَالاسْتِقَامَةِ. 4 - لِتُعْطِيَ الْجُهَّالَ ذَكَاءً، وَالشَّابَّ مَعْرِفَةً وَتَدَبُّرًا. 5 - يَسْمَعُهَا الْحَكِيمُ فَيَزْدَادُ عِلْمًا، وَالْفَهِيمُ يَكْتَسِبُ تَدْبِيرًا. 6 - لِفَهْمِ الْمَثَلِ وَاللُّغْزِ، أَقْوَالِ الْحُكَمَاءِ وَغَوَامِضِهِمْ.

العدد 1

ع1:

يعلن في هذه الآية ما يلي:

أمثال: ومعناها حكم تظهر الصواب من الخطأ للمؤمنين. فكل هذا السفر عبارة عن أمثال مفيدة جدًا للمؤمنين؛ لتعطيهم الحكمة.

سليمان: كاتب هذا السفر هو سليمان، ومعنى اسمه "سلام"، وهو رمز للمسيح ملك السلام، وابن داود، وملك إسرائيل. وذكر اسم سليمان في هذا السفر ثلاث مرات؛ هنا وفى (أم 10: 1؛ 25: 1).

ابن داود: وهو الملك والنبى العظيم، وكان رجل حرب عكس ابنه سليمان، الذي ساد في أيامه السلام. وداود أيضًا رمز للمسيح، الذي تغلب على حروب إبليس، وأعطى السلام للمؤمنين به.

ملك إسرائيل: أي ملك على شعب الله، الذين يهمهم تعلم الحكمة؛ ليحيوا مع الله الحكمة الحقيقية؛ لذا كتب لهم سليمان هذا السفر.

الأعداد 2-5

ع2 - 5:

:

يحدثنا في هذه الآيات عن محتوى السفر، أي الأمثال المتنوعة، وماذا تعطى لسامعيها، فهي تشمل:

حكمة (ع2): التي ترشدنا إلى السلوك المستقيم الذي يرضى الله. وهي هبة من الله يعطيها لمن يطلبها ويحتاجها. وقد وردت كلمة حكمة 37 مرة في هذا السفر. والحكمة هي الأقنوم الثاني الابن الوحيد، المسيح إلهنا.

أدب (ع2): والمقصود بها تأديبات لتعليم السلوك الصالح. وذكرت في هذا السفر 26 مرة.

الفهم (ع2): وهو التمييز بين الخير والشر.

المعرفة (ع3): وهي خبرة روحية ينالها الإنسان من خلال عشرته مع الله وسلوكه في الحياة، مثل اختبار بركات الضيقة، فيتعلم الإنسان منها الصبر وطول الأناة والثقة في الله؛ هذه كلها عبارة عن أنواع من المعرفة الروحية.

العدل (ع3): وهو السلوك المستقيم أمام الله، فيعامل الناس كما يحب أن يعاملوه.

الحق (ع3): الحق هو الله، فنحرص أن نرضى الله في كل أعمالنا، ونعطى كل إنسان حقه، ونهتم بأجسادنا وأرواحنا بطريقة متزنة من أجل الله.

الإستقامة (ع3): وهي السلوك السليم الذي يرفض أية انحرافات عن وصايا الله، فيسئ للآخرين، ولنفسه.

ذكاء (ع4): وهو فهم، وقدرة على التصرف يفوق الذكاء الطبيعي، ويعوض الجاهل، فيصير أفضل من أذكياء العالم؛ لأن ذكاءه من الله رأسًا، كما يستخدم ذكاء المؤمنين بالله ويكمله؛ لأن الذكاء الطبيعي الذي في الإنسان هو عطية من الله؛ ليستخدمها بحسب مشيئة الله.

تدبر (ع4): أي التدبير، والمقصود به رعاية وقيادة الآخرين بحكمة إلهية تفوق المواهب البشرية. فحكمة أستير المعتمدة على الصلاة والصوم فاقت الحكمة العالمية التي استخدمها هامان في الشر.

علم (ع5): وتشمل معرفة كل العلوم الطبيعية، حتى ما يبدو منها غامضًا، أو صعب الفهم. واكتشاف قدرة الله المختفية وراء كل الأحداث والمخلوقات.

ويفهم من هذه الآيات أنها موجهة لكل الفئات؛ وهم الحكماء والجهال الذين يطلبون الحكمة والشباب. ويلاحظ أن الأمثال تقودنا إلى عشر بركات، لتشبه العشر وصايا الإلهية التي أعطاها الله لموسى.

العدد 6

ع6:

يشرح سليمان في هذه الآية البركة الثالثة للأمثال التي ذكرها في (ع2)، وهي الفهم. فيفهم الإنسان الأمثال التي تعبر عن الفكرة بشكل قصصى، أو عمل من أعمال الحياة. واللغز هو التعبير عن صفات، أو أمور في حياة الإنسان، أو الله بالكناية، أو الاستعارة؛ أي ليس كلامًا مباشرًا. فهذه طرق لتوصيل المعنى بطريقة أعمق؛ حتى لا ينساها الإنسان، أو يهملها. والأمثال عمومًا تفهم من يقرأها أي كلام يبدو غامضًا يقوله الحكماء. وبالتالي لا يصح أن يهمل الإنسان ما يسمعه، أو يقرأه، وخاصة كلام الكتاب المقدس إذا لم يفهمه، بل يصلى ليعطيه الله فهمًا، ويستمر في قراءة الكتاب المقدس، فهو يشرح نفسه، كما يعلن سليمان هنا أن أمثاله تساعد الناس على فهم أي أمثال، أو ألغاز، أو غوامض يسمعونها ويرونها. ويمكن بالطبع سؤال الكهنة والخدام، كما سأل الخصى الحبشي فيلبس فشرح له، وقاده إلى الإيمان. والمسيح نفسه استخدم الأمثال في التعليم؛ لأنها من أفضل الطرق لإقناع الإنسان، فالمثل له علاقة بحياة السامعين يقرب المعنى إليهم.

† ليتك تصلى قبل أن تقرأ الكتاب المقدس؛ ليعطيك الله فهما، واقرأ الكلام بهدوء، وإن أمكنك أن تقرأ كتبًا للتفسير، فهذا يعطيك فهما، ويفتح لك مجال واسع للتأمل في كلمة الله حتى تحيا بها.

.

7 - مَخَافَةُ الرَّبِّ رَأْسُ الْمَعْرِفَةِ، أَمَّا الْجَاهِلُونَ فَيَحْتَقِرُونَ الْحِكْمَةَ وَالأَدَبَ. 8 - اِسْمَعْ يَا ابْنِي تَأْدِيبَ أَبِيكَ، وَلاَ تَرْفُضْ شَرِيعَةَ أُمِّكَ، 9 - لأَنَّهُمَا إِكْلِيلُ نِعْمَةٍ لِرَأْسِكَ، وَقَلاَئِدُ لِعُنُقِكَ.

العدد 7

ع7:

يعلن سليمان في هذه الآية بوضوح مفتاح سفر الأمثال، وهو أن مخافة الرب رأس المعرفة. فبدون مخافة الرب لا يمكن أن نعرف طرقه، أو نتمسك بوصاياه ونطيعها. هكذا أجمع الآباء القديسون على ضرورة المخافة. أما الجاهلون، الذين ليس في قلوبهم مخافة الرب، فبالطبع لن يطيعوا الحكمة والأدب الواضحين في وصايا الله، وكلامه. وهذا الرفض ليس بسبب الإلحاد فقط، والشك في وجود الله، ولكن أيضًا بإهمال وجود الله والانغماس في الشهوات والكبرياء، وكل أفكار العالم. وقد تكررت هذه الآية في (أم 9: 10) وكذلك في (أش11: 2).

العدد 8

ع8:

ينادى سليمان بروح الأبوة كل من يريد أن يتعلم الحكمة بقوله يا ابنى. وهذا أسلوب مملوء بالحب والحنان. وتتكرر مناداة سليمان للإنسان باعتباره ابن ليسمع الحكمة 26 مرة في هذا السفر، سواء بالمفرد، أو بالجمع. وقد اتضح تعبير البنوة في العهد الجديد، فيطالبنا المسيح أن نشعر به كأب عندما نصلى الصلاة الربانية، فنناديه أبانا الذي في السموات. والكاهن يدعى "أبونا" والأسقف والبطريرك أيضًا كانوا يدعونهما "أبونا الأسقف"، أو "أبونا البطريرك".

يركز في هذه الآية على طاعة الوالدين وتعاليمهما و "اسمع" هنا تعنى أطع. والتأديب هو كلام التوبيخ والعتاب؛ بالإضافة إلى قبول العقاب إن كان هناك خطأ يستدعى ذلك. وشريعة الأم هي تعاليمها. ووصية إكرام الوالدين هي الوصية الخامسة التي كتبت على لوح الحجر الأول مرتبطة بالوصايا الموجهة نحو الله؛ لأن إكرام الوالدين وطاعتهما مرتبط بطاعة الله.

العدد 9

ع9:

قلائد: جمع قلادة وهي الحلى التي تلبس في العنق، وتصنع من المعادن الثمينة مثل الذهب وخلافه.

يصف تأديب وتعليم الوالدين لأبنائهما بالأكاليل التي توضع على الرأس لتزينه وتعطيه كرامة. وتعتبر الأكاليل نعمة من مانحها، والمانح هنا هو الله، الذي يزين ويكرم أولاده بكلامه وشرائعه.

والقلائد تشير إلى العظمة والسلطان، بالإضافة للجمال والحسن. وكلام الله يزين الإنسان ويتحول إلى فضائل في حياته تكون قدوة لمن حوله، بل تعطى صاحبها مهابة وسلطان على من حوله، فيكرموه ويخضعون لكلامه، الذي هو كلام الله.

† ليت فكرك ينشغل بكلام الله، ويساعدك على هذا ترديد كلام الله، مثل المزامير التي تحفظ فكرك، وتطهره، فتكون إكليلًا يتوج رأسك، وقلادة تزين حياتك.

10 - يَا ابْنِي، إِنْ تَمَلَّقَكَ الْخُطَاةُ فَلاَ تَرْضَ. 11 - إِنْ قَالُوا: «هَلُمَّ مَعَنَا لِنَكْمُنْ لِلدَّمِ. لِنَخْتَفِ لِلْبَرِيءِ بَاطِلًا. 12 - لِنَبْتَلِعْهُمْ أَحْيَاءً كَالْهَاوِيَةِ، وَصِحَاحًا كَالْهَابِطِينَ فِي الْجُبِّ، 13 - فَنَجِدَ كُلَّ قِنْيَةٍ فَاخِرَةٍ، نَمْلأَ بُيُوتَنَا غَنِيمَةً. 14 - تُلْقِي قُرْعَتَكَ وَسْطَنَا. يَكُونُ لَنَا جَمِيعًا كِيسٌ وَاحِدٌ». 15 - يَا ابْنِي، لاَ تَسْلُكْ فِي الطَّرِيقِ مَعَهُمْ. اِمْنَعْ رِجْلَكَ عَنْ مَسَالِكِهِمْ. 16 - لأَنَّ أَرْجُلَهُمْ تَجْرِي إِلَى الشَّرِّ وَتُسْرِعُ إِلَى سَفْكِ الدَّمِ. 17 - لأَنَّهُ بَاطِلًا تُنْصَبُ الشَّبَكَةُ فِي عَيْنَيْ كُلِّ ذِي جَنَاحٍ. 18 - أَمَّا هُمْ فَيَكْمُنُونَ لِدَمِ أَنْفُسِهِمْ. يَخْتَفُونَ لأَنْفُسِهِمْ. 19 - هكَذَا طُرُقُ كُلِّ مُولَعٍ بِكَسْبٍ. يَأْخُذُ نَفْسَ مُقْتَنِيهِ.

العدد 10

ع10:

يحذر سليمان من يسمعه ويناديه "يا ابني"، وليس المقصود الشاب الصغير السن فقط، بل كل من يريد أن يتعلم الحكمة. فهو كملك مسئول عن كل شعبه كبار وصغار.

تحذير سليمان هو من تملق الأشرار؛ أي إغرائهم لمن حولهم؛ ليسقطوا معهم في الخطية، كما تملقت الحية حواء، فِأسقطتها. وينصح سليمان من يسمعه ألا يرضى بهذا التملق، بل يرفضه؛ لأنه فخ للسقوط في الشر، وإغضاب الله، والابتعاد عن البر والصلاح. فالإنسان له إرادة حرة أن يقبل الشر، أو يرفضه، إما أن يختار الحياة مع الله، أو الخضوع للشيطان.

الأعداد 11-12

ع11 - 12:

: إذا قال لك الأشرار هلم معنا لنختفى في كمين على الطريق؛ حتى نهجم على إنسان برئ فنقتله، ونسلب أمواله، مع علمنا أن عملنا هذا عمل باطل وشر، وبهذا نبتلع الأبرياء ونفترسهم وهم أحياء، كمن يسقطون وهم أحياء في الهاوية. فهم أشرار ويعلمون أنهم يصنعون شرًا عظيمًا، ولكنهم لا يتوبوا، بل على العكس يغرون غيرهم للاشتراك معهم في قتل الأبرياء. وهذا يبين أن الشرير يفقد عقله منساقًا وراء الخطية، ولا يريد أن يسمع صوت الله، أو أي إرشاد.

هذا الشر هو ما صنعه اليهود مع المسيح البار، فقد دبروا مؤامرتهم؛ حتى قبضوا عليه وحاكموه باتهامات زور، وصلبوه. وهذا ماحدث أيضًا من شاول ورجاله نحو داود البار، ومن أبشالوم نحو أبيه، ولكن الله نجى داود، كما قام المسيح من بين الأموات محطمًا قوة الشيطان.

الأعداد 13-14

ع13 - 14:

: قنية: كل ما يقتنيه الإنسان، أو يمتلكه.

غنيمة: هي ما يحصل عليه الإنسان ويفوز به دون مشقة، مثل المسروقات، أو ما يحصل عليه المنتصر في الحرب من ممتلكات عدوه.

يغرى الأشرار أولاد الله بمكاسب، ليشتركوا معهم في الشر، وهذه المكاسب هي المقتنيات والغنائم التي يحصلون عليها بالإجبار والسرقة من الأبرياء. فيشتركون مع الأشرار فيما يحصلون عليه من البرئ، ويقسمونه إلى أقسام، ويلقون قرعة بينهم لينال كل واحد منهم نصيبه منها. فالأشرار يغرون بما يلى:

مكاسب مادية.

شركة وحب مزيف بينهم، أي يكون للكل كيس واحد، فلا يظلم أحد غيره، وبهذا لا يحتاج أحد، بل يشبع الكل.

الأعداد 15-17

ع15 - 17:

:

ينذر سليمان بوضوح من يريد أن يتعلم الحكمة ليبتعد عن طرق الأشرار، أي مصادقتهم، أو السير معهم، خاصة وأن الأشرار يجرون نحو الشر وسفك الدم باندفاع، إذ فقدوا سيطرتهم على أنفسهم، وسيطر الشر على قلوبهم. فسيجد الإنسان نفسه منحدرًا مع الأشرار، وغير قادر عن التحكم في نفسه، أو الرجوع عن الشر. بل يعلن سليمان بوضوح أن الفخ لا ينصب أمام عين الطائر، بل على العكس يخفى الصياد الفخ عن عين الطائر، فيسقط فيه. فليعلم من يريد الحكمة أن ما يصنعه الأشرار معه هو فخ يريدون إسقاطه فيه، فيخسر حياته مع الله. وقد أكد أشعياء طباع الأشرار، وهي الإسراع نحو الشر (اش59: 7)، وكذلك بولس الرسول (رو3: 15).

الأعداد 18-19

ع18 - 19:

: مولع بكسب: مغرم ومتعلق بالمكسب، أي طماع.

المنطق يقول أن الطماع يريد أن يكسب من غيره، والحقيقة أن طمع الإنسان يأتي على رأسه، فيصبح شريرًا، عاجزًا عن إيقاف نفسه عن الشر، ومبتعدًا عن الله، لانغماسه في الخطية. من أجل كل هذا يلزم أن يبتعد الحكيم عن الأشرار.

نرى في هذا الجزء صفات الصديق الشرير وهي:

متملق يغوى أولاد الله ويخدعهم (ع10).

يخطط للشر (ع11).

عنيف (ع12).

طماع (ع13).

مندفع في طريق الشر (ع16).

يدمر نفسه (ع18).

† إحذر من الصديق الشرير مهما كان مبهجًا، أو مغريًا في كلامه، ولا تتهاون إذا وجدت نفسك تنحدر ولو قليلًا معه، فلا تقامر بحياتك لئلا تهلك معه، وتفقد كل علاقتك بالله.

20 - اَلْحِكْمَةُ تُنَادِي فِي الْخَارِجِ. فِي الشَّوَارِعِ تُعْطِي صَوْتَهَا. 21 - تَدْعُو فِي رُؤُوسِ الأَسْوَاقِ، فِي مَدَاخِلِ الأَبْوَابِ. فِي الْمَدِينَةِ تُبْدِي كَلاَمَهَا 22 - قَائِلَةً: «إِلَى مَتَى أَيُّهَا الْجُهَّالُ تُحِبُّونَ الْجَهْلَ، وَالْمُسْتَهْزِئُونَ يُسَرُّونَ بِالاسْتِهْزَاءِ، وَالْحَمْقَى يُبْغِضُونَ الْعِلْمَ؟ 23 - اِرْجِعُوا عِنْدَ تَوْبِيخِي. هأَنَذَا أُفِيضُ لَكُمْ رُوحِي. أُعَلِّمُكُمْ كَلِمَاتِي. 24 - «لأَنِّي دَعَوْتُ فَأَبَيْتُمْ، وَمَدَدْتُ يَدِي وَلَيْسَ مَنْ يُبَالِي، 25 - بَلْ رَفَضْتُمْ كُلَّ مَشُورَتِي، وَلَمْ تَرْضَوْا تَوْبِيخِي. 26 - فَأَنَا أَيْضًا أَضْحَكُ عِنْدَ بَلِيَّتِكُمْ. أَشْمَتُ عِنْدَ مَجِيءِ خَوْفِكُمْ. 27 - إِذَا جَاءَ خَوْفُكُمْ كَعَاصِفَةٍ، وَأَتَتْ بَلِيَّتُكُمْ كَالزَّوْبَعَةِ، إِذَا جَاءَتْ عَلَيْكُمْ شِدَّةٌ وَضِيقٌ. 28 - حِينَئِذٍ يَدْعُونَنِي فَلاَ أَسْتَجِيبُ. يُبَكِّرُونَ إِلَيَّ فَلاَ يَجِدُونَنِي. 29 - لأَنَّهُمْ أَبْغَضُوا الْعِلْمَ وَلَمْ يَخْتَارُوا مَخَافَةَ الرَّبِّ. 30 - لَمْ يَرْضَوْا مَشُورَتِي. رَذَلُوا كُلَّ تَوْبِيخِي. 31 - فَلِذلِكَ يَأْكُلُونَ مِنْ ثَمَرِ طَرِيقِهِمْ، وَيَشْبَعُونَ مِنْ مُؤَامَرَاتِهِمْ. 32 - لأَنَّ ارْتِدَادَ الْحَمْقَى يَقْتُلُهُمْ، وَرَاحَةَ الْجُهَّالِ تُبِيدُهُمْ. 33 - أَمَّا الْمُسْتَمِعُ لِي فَيَسْكُنُ آمِنًا، وَيَسْتَرِيحُ مِنْ خَوْفِ الشَّرِّ».

الأعداد 20-21

ع20 - 21:

: تبدى: تظهر وتعلن.

يتكلم السفر عن الحكمة كشخص ينزل إلى العالم، وينادى في كل مكان ليدعو الأشرار ورافضى الحكمة؛ ليعودوا إلى الله ويتوبوا. وهذا يظهر محبة الله واتضاعه وطول أناته، وبحثه عن الخطاة، واهتمامه بخلاصهم. وقد اتضح حب الله بتجسد المسيح الذي هو الحكمة، وتبشيره، ودعوته العالم للتوبة، وتحننه على كل المتعبين بالأمراض والشياطين، وجميع المحتاجين.

والحكمة أعلنت صوتها لكل الناس؛ سواء المارة الذين في الشوارع، وهم كل البشر، أو في الأسواق، وهو مكان تجمع الناس، ورؤوس الأسواق هي أكثر مكان يعبر فيه الذين يشترون، فهي تنادى التجار والمشترين، وتنادى أيضًا في مداخل الأبواب حيث يجلس القضاة وأصحاب القضايا، والذين في المدينة، أي الساكنين المستقرين. فهي تدعو كل فئات الشعب؛ ليسمعوا صوتها، وتحذرهم من الشر وعقابه؛ ليرجعوا إلى الله. فالله لا يترك نفسه بلا شاهد.

بل يتكلم علانية (يو18: 20)؛ لأنه يريد أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون (1 تى2: 4).

العدد 22

ع22:

الحكمة نادت على كل البعيدين عنها، وهم ينقسمون إلى ثلاث فئات:

الجهال: وهم الذين يبتعدون عن معرفة الحكمة، ظانين أن هذا أفضل، وأسهل لسلوكهم في الحياة. فهم غير مهتمين، ولا يريدون أن يعرفوا الحكمة، وبالتالي سيهلكون وهم غير مدركين.

المستهزئون: وهي درجة متقدمة في الجهل، حيث أن ابتعادهم عن الحكمة جعلهم يشعرون ليس فقط بعدم أهميتها، بل أنها خاطئة، وباطلة، فبدأوا يستهزئون بها. وهذا يعنى بداية التمرد على الحكمة ورفضها.

الحمقَى: وهي الدرجة الأصعب في رفض الحكمة. فقد وصل ابتعادهم، ثم استهزاؤهم بالحكمة إلى درجة تغيير قلوبهم، فأصبحوا يبغضون الحكمة، أي صاروا مقاومين لها. وهذا معناه إصرارهم على أن يهلكوا أنفسهم.

وقد واجه المسيح اقنوم الحكمة هذه الفئات الثلاثة في اليهود، عندما كرز في وسطهم. فبعضهم كانوا من فئة الجهال الذين ابتعدوا عن سماع تعاليمه. ولكن بعض آخر استهزأ بتعاليمه، كما حدث في محل اقامته وهي مدينة الناصرة. أما الفئة الثالثة وهي الحمقى، فكانت فئة الكهنة والكتبة والفريسيين الذين قاوموه؛ حتى صلبوه.

العدد 23

ع23:

تنصح الحكمة كل البشر المعرضين للسقوط في خطايا مختلفة أن يرجعوا إليها، ويخضعوا لها عندما توبخهم. وينقسم السامعون إلى قسمين:

القسم الأول يجهل أن ما يفعله خطأ، فهو بعيد عن الله، ولا يميز الخطأ من الصواب، فعندما يسمع توبيخ الحكمة يرجع إلى الله. وروح الله الذي هو روح الحكمة يعلمه كيف يسلك في الطريق المستقيم بكلام الله.

القسم الثاني هو من يعرف ولكنه مرتبط بعبادته ومنغمس في خطيته، فتناديه الحكمة أن يسمع توبيخها ليتوب ولا ييأس؛ لأن الروح القدس سيساعده على التوبة والحياة الجديدة مع الله.

ويتكلم المسيح أقنوم الحكمة بوضوح عن الروح القدس، أي روح الحكمة، فيقول أنه "يعلمكم كل شئ" (يو14: 26).

الأعداد 24-25

ع24 - 25:

: فأبيتم: فرفضتم.

يبالى: يهتم.

يتكلم الله بحزن، فهو أقنوم الحكمة ويقول للبشر لقد دعوتكم لتعودوا إلىَّ، فرفضتم، بل في طول أناتى توسلت إليكم وترجيتكم أن تتوبوا، ولكنكم في عناد تمردتم وتركتمونى. وقد حدث هذا في العهد القديم عندما تمرد شعب الله على موسى مرات كثيرة، وعلى الأنبياء. وفى العهد الجديد رفضوا المسيح وصلبوه، ورفضوا أيضًا الرسل ومازال الكثيرون، حتى الآن، يرفضون كلام الله.

الأعداد 26-28

ع26 - 28:

:

من يرفضون الحكمة سيسقطون في الخوف، وتأتى عليهم مصائب كثيرة، وتحل بهم فجأة كالعاصفة، وتزعجهم، فيكونوا في ضيق عظيم. وعندما يتعبون يصرخون إلى الله فلا يستجيب لهم؛ لأنهم لم يتوبوا، بل يصرخوا من معاناة نتائج رفضهم للحكمة، وعدل الله يضحك ويشمت بهم، أي يظهر أخيرًا أهمية الحكمة أمامهم. وليس المقصود أن الله يشمت، بل هي تعبيرات بأسلوب البشر لتقريب المعنى للقارئ، ولكن المقصود أن يظهر العدل الإلهي. فمن يرفض الحكمة سيتألم آلامًا عنيفة، فقد حرم نفسه بنفسه من بركاتها. ويقصد الله بهذا الضيق أن يرجع الناس إليه بالتوبة، ولكن إن تمادوا في الشر، فمصيرهم هو الهلاك. كما حدث للعذارى الجاهلات في مثل العذارى (مت25: 1 - 13)، وللغنى في مثل الغنى ولعازر (لو20: 19 - 31).

الأعداد 29-31

ع29 - 31:

:

مؤامراتهم: شرورهم المختلفة.

من يرفض الحكمة يرفض العلم والمعرفة، ويرفض أيضًا مخافة الله، فيحيا في الجهل والاستهتار واستباحة الخطية، ويكون بلا مشورة، أو سند، فتهلك نفسه؛ لأنه رفض توبيخ الله. فيأتى عليه نتائج كل هذا، وثماره جزئيًا في الحياة على الأرض، فيفقد سلامه ويدخل في ضيقات مختلفة، ولكن الأصعب هو ما سيعانيه في الحياة الأخرى من عذاب مستمر.

العدد 32

ع32:

يؤكد سليمان هلاك الأشرار بأن ارتداد الحمقى عن الحكمة، ورفضهم لها سيؤدى حتمًا إلى موتهم. وانغماس الجهال في راحة الجسد، والتنعم، وشهوات الحياة سيبيدهم، فلا يكون لهم مكان في الملكوت، بل يستقروا في العذاب الأبدي.

العدد 33

ع33:

على الجانب الآخر فمن يحيا بالحكمة سيتمتع بأمرين:

الأمان، والطمأنينة، والسلام الداخلي.

سيتخلص من الشر، وكل ما ينتج عنه من خوف اضطراب.

† احترس من الشر الذي يغطيه الشيطان بلذة الشهوة؛ ليغريك فتسقط فيه؛ لأن نتيجته الاضطراب والقلق في هذه الحياة، ثم الهلاك في الحياة الأبدية. وعلى العكس ابحث عن كلام الله لتحيا به، فتصير ابنًا للحكمة، وتفيض عليك بركات الله.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الاصحاح الثاني - سفر الأمثال - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير سفر الأمثال الأصحاح 1
تفاسير سفر الأمثال الأصحاح 1