الاصحاح الثاني – سفر الأمثال – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر الأمثال – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأَصْحَاحُ الثَّانِي

بركات الحكمة.

1 - يَا ابْنِي، إِنْ قَبِلْتَ كَلاَمِي وَخَبَّأْتَ وَصَايَايَ عِنْدَكَ، 2 - حَتَّى تُمِيلَ أُذْنَكَ إِلَى الْحِكْمَةِ، وَتُعَطِّفَ قَلْبَكَ عَلَى الْفَهْمِ، 3 - إِنْ دَعَوْتَ الْمَعْرِفَةَ، وَرَفَعْتَ صَوْتَكَ إِلَى الْفَهْمِ، 4 - إِنْ طَلَبْتَهَا كَالْفِضَّةِ، وَبَحَثْتَ عَنْهَا كَالْكُنُوزِ،.

العدد 1

ع1:

يقدم سليمان إلى سامعيه شرطين لطلب الحكمة هما:

قبول كلام الله الذي أعلنه سليمان، وهذا معناه أن الإنسان ممكن أن يرفض، أو يقبل كلام الله. فأول خطوة في التجاوب مع الله أن تقبل كلامه باهتمام ورضا.

تخبئة الوصايا: وهي وصايا الله التي أعلنها سليمان، فيخبئها السامع في قلبه، أي يفهمها، ثم يشعر بها ويتأملها، فينتج عن ذلك أن يحيا بها. وبهذا يشتاق أن يعرف عنها المزيد، ويطلبها ليتتلمذ عليها، ويشبع بها. وتخبئة الوصايا تجعلها كنزًا له، يخرج منه كل يوم ما يفيده، وتحميه أيضًا من أفكار إبليس وشكوكه.

العدد 2

ع2:

تعطف: تميل.

إذا تحرك قلب الإنسان مع الحكمة، وطلبها، فيظهر منه أمران:

يميل أذنه: أي يطلب الحكمة باتضاع، ويسعى إليها.

يعطف قلبه: أي يميل بقلبه أيضًا. وهذا معناه اشتياقه لسماع الحكمة، وتطبيقها في حياته، فينمو في معرفة الحكمة والحياة بها.

العدد 3

ع3:

لكيما ينال الإنسان الحكمة لابد أن يطلبها. وإذ يعلن احتياجه لها، يفيض عليه بها. فيصلى إلى الله طالبًا المعرفة والفهم. وهكذا يطلبها الإنسان بكل إمكانياته باستماعه إليها بأذنيه وبقلبه (ع2)، ثم أيضًا يطلبها بلسانه (ع3). ويزداد طلب الإنسان للحكمة إذا سمعها وخبأها في قلبه، فيتلذذ بها، ويلح في طلبها.

العدد 4

ع4:

من ينال الحكمة هو من يطلبها ويبحث عنها باهتمام واجتهاد كبير، كمن يبحث عن الكنوز في باطن الأرض، فيحفر ويعمق الحفر؛ حتى يجد الكنز.

ويلزم أيضًا أن يشعر بقيمة الحكمة أنها مثل أغلى ما في العالم، وهو الفضة أو الكنوز، فيسعى بمثابرة حتى يجدها. فالجدية شرط لنوال الحكمة.

† ليتك تطلب الحكمة من الله قبل كل عمل ليرشدك ماذا تصنع، أو كيف تتكلم، وحينئذ تسلك بنجاح مطمئنًا، وتحقق ما يريده الله لك.

5 - فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُ مَخَافَةَ الرَّبِّ، وَتَجِدُ مَعْرِفَةَ اللهِ. 6 - لأَنَّ الرَّبَّ يُعْطِي حِكْمَةً. مِنْ فَمِهِ الْمَعْرِفَةُ وَالْفَهْمُ. 7 - يَذْخَرُ مَعُونَةً لِلْمُسْتَقِيمِينَ. هُوَ مِجَنٌّ لِلسَّالِكِينَ بِالْكَمَالِ، 8 - لِنَصْرِ مَسَالِكِ الْحَقِّ وَحِفْظِ طَرِيقِ أَتْقِيَائِهِ. 9 - حِينَئِذٍ تَفْهَمُ الْعَدْلَ وَالْحَقَّ وَالاسْتِقَامَةَ، كُلَّ سَبِيل صَالِحٍ.

العدد 5

ع5:

إن طلب الإنسان الحكمة كما شرح سليمان في الأربع آيات السابقة، فسيحصل عليها من خلال أمرين:

مخافة الرب: أي تشعر بوجوده، وقداسته، فتبتعد عن كل شر، وتعمل كل شيء بأمانة؛ لترضى اسمه القدوس.

معرفة الله: وليس المقصود المعرفة النظرية فقط، بل المعرفة التي تولد إيمان في النفس، وحياة معه وفيه.

العدد 6

ع6:

يوضح هنا أن مصدر الحكمة والمعرفة والفهم هو كلام الله الخارج من فمه. وبالتالي من يقرأ ويفهم، ويحيا بكلام الله ينال الحكمة. والله يعطى فهمًا متميزًا لأولاده للتصرف في كل المواقف، بل لمعرفة الله وأعماقه التي لا يمكن أن يدركها العقل البشرى (مت11: 25)؛ كما أعطى لبطرس الإيمان أن المسيح هو ابن الله (مت16: 16).

الأعداد 7-9

ع7 - 9:

:

يذخر: يكنز.

مجن: هو الترس الكبير الذي يدافع به الجندى عن نفسه ضد سهام العدو. والترس هو قطعة خشبية لها عروة خلفية، يدخل فيها الجندى يده، ويحرك هذه الخشبة أمام رأسه وجسده؛ ليصد بها السهام فلا تصيبه.

يبين هنا سليمان بركات الحكمة الإلهية التي يهبها الله لأولاده الذين يطلبونها، وهذه البركات هي:

معونة للمستقيمين (ع7): معونة تعطى لطالبى الحكمة السالكين باستقامة بحسب وصايا الله. وهذه المعونة يخبئها الله ككنز، ويعطيها للمستقيمين فقط عندما يحتاجون إليها.

مجن للسالكين بالكمال (ع7): حماية ودفاع عن كل من يسعى للسلوك بالكمال بحسب كلام الله.

نصر مسالك الحق (ع8): نصرة لمن يسلكون بالحق، فيتغلبون على أعدائهم الشياطين، وكل من يتبعهم من الأشرار.

حفظ طريق أتقيائه (ع8): الحفاظ على أولاد الله في كل طرقهم، لأنهم يخافونه، ويسلكون بما يرضيه.

تفهم الحق والعدل والاستقامة (ع9): فيعطى الله القدرة على التمييز والإفراز لاختيار الحق والخير، ورفض الباطل والشر، وإقرار العدل في أحكامنا. كما فعل سليمان في قضية الابن الحي والميت (1 مل3: 16 - 28)، وكما تصرفت أبيجايل مع داود (1 صم25: 18 - 32).

† اقرأ كلمات الكتاب المقدس كل يوم بتأنى لتجد رسالة شخصية لك ومعونة تسندك طوال اليوم، فتحيا بكلمة الله المرسلة لك، وتحفظك في كل خطواتك.

.

10 - إِذَا دَخَلَتِ الْحِكْمَةُ قَلْبَكَ، وَلَذَّتِ الْمَعْرِفَةُ لِنَفْسِكَ، 11 - فَالْعَقْلُ يَحْفَظُكَ، وَالْفَهْمُ يَنْصُرُكَ، 12 - لإِنْقَاذِكَ مِنْ طَرِيقِ الشِّرِّيرِ، وَمِنَ الإِنْسَانِ الْمُتَكَلِّمِ بِالأَكَاذِيبِ، 13 - التَّارِكِينَ سُبُلَ الاسْتِقَامَةِ لِلسُّلُوكِ فِي مَسَالِكِ الظُّلْمَةِ، 14 - الْفَرِحِينَ بِفَعْلِ السُّوءِ، الْمُبْتَهِجِينَ بِأَكَاذِيبِ الشَّرِّ، 15 - الَّذِينَ طُرُقُهُمْ مُعْوَجَّةٌ، وَهُمْ مُلْتَوُونَ فِي سُبُلِهِمْ. 16 - لإِنْقَاذِكَ مِنَ الْمَرْأَةِ الأَجْنَبِيَّةِ، مِنَ الْغَرِيبَةِ الْمُتَمَلِّقَةِ بِكَلاَمِهَا، 17 - التَّارِكَةِ أَلِيفَ صِبَاهَا، وَالنَّاسِيَةِ عَهْدَ إِلهِهَا. 18 - لأَنَّ بَيْتَهَا يَسُوخُ إِلَى الْمَوْتِ، وَسُبُلُهَا إِلَى الأَخِيلَةِ. 19 - كُلُّ مَنْ دَخَلَ إِلَيْهَا لاَ يَؤُوبُ، وَلاَ يَبْلُغُونَ سُبُلَ الْحَيَاةِ. 20 - حَتَّى تَسْلُكَ فِي طَرِيقِ الصَّالِحِينَ وَتَحْفَظَ سُبُلَ الصِّدِّيقِينَ. 21 - لأَنَّ الْمُسْتَقِيمِينَ يَسْكُنُونَ الأَرْضَ، وَالْكَامِلِينَ يَبْقَوْنَ فِيهَا. 22 - أَمَّا الأَشْرَارُ فَيَنْقَرِضُونَ مِنَ الأَرْضِ، وَالْغَادِرُونَ يُسْتَأْصَلُونَ مِنْهَا.

الأعداد 10-11

ع10 - 11:

: إن القلب والروح هما أعماق الإنسان، فإذا قبل الحكمة، وتمتع بها، تفيض على فكره، فيكون نقيًا، وتحفظه الحكمة من كل فكر ردئ، بل وتعطيه أيضًا فهما، وتمييزًا بين الحق والباطل.

الأعداد 12-15

ع12 - 15:

:

الحكمة لها بركات كثيرة، يركز هنا على حماية الحكمة لمن يتحلى بها، فتنقذه من الشرير، وكل ما يتصل به من صفات سيئة، وهي:

المتكلم بالأكاذيب (ع12): فالشرير يسهل عليه أن يكذب، فتحفظك الحكمة من أكاذيبه لتظل في طريق الحق. ومن هذه الأكاذيب الهرطقات مهما كانت تبدو مقنعة، فيحفظك الله في الإيمان المستقيم.

السلوك في مسالك الظلمة (ع13): الأشرار يتركون السلوك المستقيم، ويسلكون في الخطايا المتنوعة والشهوات الشريرة، فيبتعدون عن الله؛ وهذا هو طريق الظلمة.

الفرحين بفعل السوء المبتهجين بأكاذيب الشر (ع14): من صفات الأشرار ليس فقط السلوك في الشر، بل تشجيع الأشرار حولهم، والفرح بفعل السوء والكذب أيضًا. وبهذا ينشرون الشر بين الجهلاء.

ملتوون في سبلهم (ع15): الأشرار يحبون الإلتواء، والإعوجاج، الذي هو ابتعاد عن الطريق المستقيم والحق، فهم مخادعون حتى في النهاية يصدقون أنفسهم أنهم صالحون، فيخدعون ليس فقط الناس، بل أنفسهم، ونهايتهم بالطبع هو الهلاك.

الأعداد 16-19

ع16 - 19:

:

يسوخ: يغوص وينحدر.

الأخيلة: جمع خيال وهو الشبح.

يؤوب: يعود ويرجع.

الحكمة تحذر أيضًا، من يحيا بها، من المرأة الأجنبية الغريبة عن الحياة الروحية والسلوك مع الله. والمقصود هنا المرأة الأممية، أي الوثنية الزانية، وقد دعيت غريبة؛ لأنها غير مؤمنة بالله، وزوجة رجل آخر أممى غير التي تريد أن تزنى معه من شعب الله. فالحكمة تخلص صاحبها من هذه المرأة، وكل صفاتها الشريرة التي هي:

المتملقة بكلامها (ع16): إذ تخدع الناس بمدحهم والتودد إليهم؛ لتسقطهم معها في الزنى.

التاركة أليف صباها (ع17): أي تاركة لزوجها الوثني الذي تحيا معه، لتلتصق وتزنى مع رجل آخر، فهي خائنة تبحث عن شهواتها فقط.

الناسية عهد إلهها (ع17): والمقصود عهد زواجها، وقوانين بلادها، وما تعتقد أنه إله، وتعبده، فهي خائنة، وبلا مبادئ، أو عهد. والزواج عند أولاد الله هو مقدس، وعهد بين الزوجين والله. فهي تريد أن تحطم كل هذه المعانى، وتسقط أولاد الله، وتبعدهم عنه.

بيتها يسوخ إلى الموت وسبلها إلى الأخيلة (ع18): فطريقها يغوص بها في الشر لتذهب إلى الهلاك، فهي فاسدة، وتفسد أيضًا الآخرين، وتجذبهم للشر. وبهذا تذهب إلى العذاب الأبدي، ومعها كثيرون ممن أسقطتهم.

كل مَن دخل إليها لا يؤوب (ع19): كل إنسان جاهل يتجاوب مع هذه الزانية، يبتعد عن الله، ويتعلق بشهواته، فيكون مصيره الهاوية، أي الهلاك الأبدي.

الأعداد 20-21

ع20 - 21:

: بعد أن أعلن في.

أن الحكمة تحفظ من يحيا بها من الأشرار ومن المرأة الأجنبية، وهو الجانب السلبى. يضيف في هذه الآيات الجانب الإيجابى، وهو السلوك بالصلاح مع الصالحين، بل وتثبت وتحفظ نفسك في طريق الصديقين، وهم من يحيون في القداسة. وكذلك تحيا حياة هادئة في سلام قلبى هنا على الأرض، غير منزعج من تقلبات العالم، وتتمتع بالسلوك في الكمال، أي النمو الروحي والاشتياق لله.

وفى العهد القديم كان الله يعطى بركات مادية كثيرة للأبرار على الأرض تعبيرًا عن رضاه عنهم، مثلما أعطى إبراهيم ممتلكات من الماشية، وكذلك يعقوب (تك13: 2؛ 31: 18).

أما مع اسحق فجعل الأرض التي زرعها في جرار تعطيه مئة ضعف (تك26: 12). لكن في العهد الجديد بدأ التركيز على الناحية الروحية، وبدأ النظر على الأرض الجديدة التي هي ملكوت السموات.

العدد 22

ع22:

يختم الأصحاح بمقابلة بين الأبرار وعكسهم الأشرار. فبعد أن ذكر بركات الأبرار في الآيات السابقة، يذكر هنا عقاب ونهاية الأشرار. فيعلن أنهم ينقرضون، أي يقلون عددًا، إذ ليس لهم بركة من الله. وكذلك يصف الأشرار بأنهم غادرون، إذ غدروا وخانوا الله، وتركوا وصاياه، وعاشوا في الشر، فيبادون، ولا يكون لهم موضع على الأرض؛ لأنهم يُستأصلون لرفضهم الحياة المستقلة مع الله.

† بركات الله كثيرة لكل من يسلك بالحكمة ويتمسك بعلاقته مع الله. فلا تنخدع يا أخى بإغراءات الشهوات، فهي مؤقتة وزائلة، بل هي تقضى عليك إن تماديت في تهاونك. فارجع بالتوبة إلى الله لتجد حياتك وتطمئن بين يديه.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الاصحاح الثالث - سفر الأمثال - مارمرقس مصر الجديدة

الأصحاح الأول - سفر الأمثال - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير سفر الأمثال الأصحاح 2
تفاسير سفر الأمثال الأصحاح 2