الأصحاح السابع – سفر المكابيين الثالث – القمص تادرس يعقوب ملطي

الأصحاح السابع

(1) من الملك بطليموس فليوباتور إلى القوّاد في مصر وجميع المهتمّين بأمورنا. سلام وعافية. (2) من جهتنا، نحن في صحّة تامّة وأولادنا أيضًا. فالإله العظيم وجّه أحوالنا بحسب رغبتنا. (3) ولكن بعض أصدقائنا حرّكهم الشرّ، فألحّوا علينا مرارًا وأقنعونا بأن نجمع اليهود في المملكة كتلة واحدة، ونسومهم عذابات خارقة لأنهم خوَنة. (4) وأشاروا إلينا أن أحوالنا لن تكون ثابتة حتى يتمّ هذا العقاب، بسبب الشرّ الذي يُضمره اليهود لجميع الأمم. (5) وهكذا جاؤوا بهم كعبيد أو متآمرين، بعد أن أساؤوا معاملتَهم، وحاولوا قتلهم بدون محاكمة عادلة أو بحث واستقصاء. حجروا عليهم بقساوة ووحشيّة لم تصل إليها عادات الاسكوتيين. (6) ولكن بسبب الرحمة التي بها عاملنا جميعَ البشر، وبّخناهم لسلوكهم وهدّدناهم. وسمحنا لليهود بأن يعيشوا. وإذ عرفنا الحماية التي يحميها الله في السماء لليهود، بسبب عهده معهم، كعهد الأب مع أولاده، (7) وأخذنا بعين الاعتبار ولاءهم الدائم لنا ولآبائنا، برّأناهم بعدل من كل اتّهام ضدّهم. (8) وأمرنا بأن يعود كلُ واحد إلى بيته، بحيث لا نؤذيهم البتّة، في أي مكان، ولا نشير إلى القصاص الجائر الذي فرضناه عليهم. (9) وتأكّدوا ( = أنتم) أننا إن نوينا الشرّ عليهم أو بيّنا لهم سوءًا، لا يكون خصمُنا إنساناً من الناس، بل الإله العليّ وسيّد كل قدرة، وهو ينتقم من مثل هذه الأعمال، بحيث لا ننجو من يده في كل الظروف وفي كل الأوقات. كونوا سالمين. (10) حين تلقّى اليهود هذه الرسالة، لم يعودوا يعجّلون في الذهاب، بل طلبوا أيضًا من الملك أن ينال عقابًا من أيديهم، أولئك اليهود الذين تعدّوا بإرادتهم على الإله القدّوس وتجاوزوا شريعته. (11) وشدّدوا على أن الذين رفضوا وصايا الله من أجل بطنهم، لن يكونوا أمناء لأمور الملك. (12) فأقرّ الملك بحقيقة ما قالوا، وامتدحهم، ومنحهم ملء السلطان لكي يدمّروا جميع الذين تجاوزوا شريعة الله، في أي موضع في مملكته، بدون إذن ولا ارتباك، بدون بحث ولا استقصاء.

عودة اليهود إلى بيوتهم.

(13) فصفّق له كهنتهم تصفيقًا، ومضت الجموع كلها بفرح وهي تهتف هللويا. (14) وكل يهودي التقوه في طريقهم، قد تنجّس، عاقبوه بالموت ليكون عبرة لمن اعتبر. (15) فقتلوا في ذلك اليوم أكثر من 300 رجل، واعتبروا تدمير هؤلاء الأنجاس عيدًا من أعياد الفرح. (16) أما الذين ظلّوا متعلّقين بالله حتّى الموت، فقد نعموا بملء الخلاص. وانطلقوا من المدينة تُكلّلهم كلُّ أنواع الزهور. شكروا إله آبائهم ومخلّص إسرائيل الأبديّ بهتافات الفرح وأناشيد المديح. (17) وحين وصلوا إلى بطلمايس المسمّاة "حاملة الورد"، حيث انتظرتهم السفن سبعة أيام، حسب رغبتهم جميعًا، (18) كانت هناك وليمة تحتفل بنجاتهم. ثم إن الملك منح كل واحد منهم كل ما يحتاج إليه حتى يصل إلى بيته. (19) وحين أتمّوا سفرهم بسلام مع الشكر اللائق، قرّروا هناك، كما في السابق أن يجعلوا هذه الأيام، أيام عيد. (20) سجّلوها كأيام مقدّسة على العمود، وكرّسوا موضع العيد ليكون موضع الصلاة. انطلقوا بدون أذى، أحرارًا، وهم ممتلئون فرحًا. فاقتيدوا بأمان، بأمر الملك، أرضًا وبحرًا ونهرًا، كل واحد إلى بيته. (21) وتمتّعوا بسلطة أكبر من قبل، لدى أعدائهم، واعُتبروا اعتبارًا كبيرًا، وحلّت مخافتهم بحيث لم يجرؤ أحد أن يسلبهم أموالهم. (22) استعادوا كل ممتلكاتهم، حسب السجلات، والذين كان لهم خير استعادوه بخوف عظيم. فالإله العظيم أتمّ عظائم من أجل خلاصهم. (23) مبارك مخلّص إسرائيل من الأبد إلى الأبد. آمين.

No items found

الأصحاح السادس - سفر المكابيين الثالث - القمص تادرس يعقوب ملطي

تفاسير سفر المكابيين الثالث الأصحاح 7
تفاسير سفر المكابيين الثالث الأصحاح 7