هذا الفصل هو جزء من كتاب: 46-تفسير سفر المكابيين الثالث – القمص تادرس يعقوب ملطي.
- الأصحاح الأول – سفر المكابيين الثالث – القمص تادرس يعقوب ملطي
- الأصحاح الثاني – سفر المكابيين الثالث – القمص تادرس يعقوب ملطي
- الأصحاح الثالث – سفر المكابيين الثالث – القمص تادرس يعقوب ملطي
- الأصحاح الرابع – سفر المكابيين الثالث – القمص تادرس يعقوب ملطي
- الأصحاح الخامس – سفر المكابيين الثالث – القمص تادرس يعقوب ملطي
- الأصحاح السادس – سفر المكابيين الثالث – القمص تادرس يعقوب ملطي
- الأصحاح السابع – سفر المكابيين الثالث – القمص تادرس يعقوب ملطي
الأصحاح الثاني
(1) فحنى سمعان، عظيم الكهنة، ركبتيه أمام المكان المقدس، وبسط يديه خاشعًا، وتلا الصلاة التالية:
(2) "يا ربّ، يا ربّ، يا ملك السماوات وسيّد الخليقة كلها.
أيها القدوس بين القدوسين، أيها الملك الضابط الكل.
أصغ إلينا نحن الذين يضايقنا رجل شرّير وفاسد،.
متعجرف في وقاحته وقدرته.
(3) أنت يا خالق كل شيء وسيّد الكون كله، أنت الحاكم العادل الذي يدين جميع الذين يتصرّفون بكبرياء ووقاحة.
(4) أنت الذي دمّر البشر بسبب أعمالهم الشريرة في الماضي، ومنهم الجبابرة الذين اعتمدوا على قوّتهم الخاصّة وثقتهم بأنفسهم، فجلبتَ عليهم طوفان ماء عظيمًا جدًا.
(5) أنت الذي جعل أهل سدوم الذين أفرطوا في عمل الشرّ واشتهروا برذائلهم، مثلاً للأجيال الآتية، حين أحرقهم بالنار والكبريت.
(6) أنت الذي اختبر قدرة فرعون الذي استعبد شعبك المقدّس اسرائيل، بعقوبات عديدة ومختلفة، وعرّفته قدرتك العظيمة.
(7) أنت الذي قلبتَ أعماق البحر عليه، حين كان يلاحق شعبك بالمركبات والجيوش الكثيرة، وجعلتَ الذين يثقون بك يعبرون بأمان، يا سيّد الخليقة كلها.
(8) حين رأوا أعمال يديك باركوك، يا ضابط الكل.
(9) أنت يا ملكًا خلقت الأرض التي لا حدود لها ولا قياس، واخترتَ هذه المدينة، وقدّست هذا الهيكل لأجل اسمك، مع أن لا شيء ينقصك.
لقد مجّدته بظهورك البهيّ وأقمته لمجد اسمك العظيم والكريم.
(10) في حبّك لبيت اسرائيل، وعدتنا أننا إن ابتعدنا عنك ونالنا الضيق، فجئنا إلى هذا البيت وصلّينا، تسمع صلاتنا.
(11) أنت حقًا الأمين الذي نثق به.
(12) مرارًا، ساعة كان آباؤنا في الضيق، ساعدتَهم في ذلّهم ونجيّتهم من الأخطار الكبيرة. (13) فانظر الآن، أيها الملك القدوس، كم نحن مضايَقون وخاضعون لأعدائنا، بسبب كثرة خطايانا، فصرنا ضعفاء وما عاد لنا من قوّة.
(14) وإذ نحن في هذا الوضع المزري، أراد هذا الرجل المتشامخ والفاسد أن ينجّس المكان المقدس الذي كرِّس على الأرض لأجل اسم مجدك.
(15) فمكان سكناك، سماء السماوات، لا يقرب منه إنسان.
(16) ولكن قدّستَ هذا المكان المقدس، لأنك ارتضيتَ أن تُظهر مجدَك وسط شعب اسرائيل.
(17) لا تعاقبنا لنجاسة هؤلاء الرجال، ولا تؤدّبنا لتدنيسهم. فمن لا شريعة له يفتخر بغضبه، ويتعظّم في وقاحة لسانه قائلاً:
(18) "دسنا بيتَ المقدس كما دُسنا بيوت الرجاسة".
(19) فاغسل خطايانا، وأبعد معاصينا، وأظهر رحمتك في هذا الوقت.
(20) لتأت مراحمك إلينا عاجلآً. ولتمدحك أفواهُ الذين يسقطون فتنسحق نفوسهم. وامنحنا السلام ".
عقاب الله.
(21) في ذلك الوقت، سمع الالهُ الذي يرى كل شيء، الذي هو قدوس بين القدوسين، (22) صلاةَ التضرّع التي تليق به، وجلد ذاك الذي تعظّم وتعجرف في وقاحته وسفاهته. فأخذ يروح ويجيء كالقصبة في الريح، وسقط على الأرض بدون قوّة، فتجمّدت أعضاؤه فما عاد يقدر على الكلام بعد أن سيطر عليه الحكمُ العادل.
(23) فلما رأى أصدقاؤه وحرسه الشخصيّ قسوة العقاب الذي حلّ به فجأة، خافوا عليه من الموت، فنقلوه بسرعة وهم مرتعبون. (24) ولما عاد مع الوقت إلى نفسه، لم تُحدث هذه الضربةُ القاسية ندامة في داخله، بل مضى وهو يهدّد بمرارة.
(25) فحين وصل إلى مصر، صار أكثر تطرّفًا في شرّه، عبر رفاقه وأصدقائه الذين ذُكروا سابقًا والذين كانوا غرباء كل الغربة عن كل ما هو عدل. (26) فما اكتفى بأعمال إجرام لا عدّ لها، بل وصلت به سفاهته إلى أن يستنبط تقارير مشنّعة هناك. لاحظ عددٌ من أصدقائه هدفه، فدخلوا في خطّ رغباته. (27) كان همّه أن يلقي العار بشكل علنيّ على الأمّة. لهذا، نصب عمودًا في برج القصر، وكتب فيه: (28) "لا يُسمح لمن لا يقدّمون ذبيحة، بالدخول إلى هياكلهم. ويُفرض على جميع اليهود أن يُحصوا مع سائر الشعب. فمن قاوم، يؤخذ بالقوّة ويُقتل. (29) أما الذين يُحصون فيُطبَعون بالنار في أجسادهم، بشكل ورق اللبلاب، الذي هو رمز ديونيسيوس، ويُفرَزون حسب حقوقهم المحدودة". (30) ولكنه أضاف لكي يتظاهر أنه ليس عدوًا لهم كلّهم: "ولكن إن انضمّ واحد منهم إلى الذين تدرّجوا في الأسرار، ينال ذات الحقوق التي ينالها مواطنو الاسكندريّة". (31) فالذين عارضوا بقوّة الثمنَ الذي يجب على المدينة أن تدفعه لممارسة ديانتها، عادوا واستسلموا بفرح وانتظروا إكرامًا عظيمًا ينالونه حين يشاركون الملك في عبادته. (32) ولكن القسم الأكبر قاوموا بشجاعة، ورفضوا أن يتخلّوا عن ممارستهم الدينية، فأعطوا مالهم فدية عن حياتهم. وطلبوا النجاة من الإحصاء، بدون خوف. (33) وثبتوا في رجاء يقول لهم إنهم سينالون عونًا مقبلاً، واحتقروا الذين تركوا صفوفهم، واعتبروهم بأنهم أعداء الأمّة، وطردوهم من الجماعة في حياتها وفي علاقاتها.
اليهود في المجتمع.
فهرس الكتاب
إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.
- الأصحاح الأول – سفر المكابيين الثالث – القمص تادرس يعقوب ملطي
- الأصحاح الثاني – سفر المكابيين الثالث – القمص تادرس يعقوب ملطي
- الأصحاح الثالث – سفر المكابيين الثالث – القمص تادرس يعقوب ملطي
- الأصحاح الرابع – سفر المكابيين الثالث – القمص تادرس يعقوب ملطي
- الأصحاح الخامس – سفر المكابيين الثالث – القمص تادرس يعقوب ملطي
- الأصحاح السادس – سفر المكابيين الثالث – القمص تادرس يعقوب ملطي
- الأصحاح السابع – سفر المكابيين الثالث – القمص تادرس يعقوب ملطي