اَلأَصْحَاحُ الرَّابِعُ عَشَرَ – سفر الملوك الثاني – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر الملوك الثاني – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح الرابع عشر

الأعداد 1-7

الآيات (1 - 7): -

"1فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِيُوآشَ بْنِ يَهُوأَحَازَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ، مَلَكَ أَمَصْيَا بْنُ يُوآشَ مَلِكِ يَهُوذَا. 2كَانَ ابْنَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَاسْمُ أُمِّهِ يَهُوعَدَّانُ مِنْ أُورُشَلِيمَ. 3 وَعَمِلَ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلكِنْ لَيْسَ كَدَاوُدَ أَبِيهِ، عَمِلَ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ يُوآشُ أَبُوهُ. 4إِلاَّ أَنَّ الْمُرْتَفَعَاتِ لَمْ تُنْتَزَعْ، بَلْ كَانَ الشَّعْبُ لاَ يَزَالُونَ يَذْبَحُونَ وَيُوقِدُونَ عَلَى الْمُرْتَفَعَاتِ. 5 وَلَمَّا تَثَبَّتَتِ الْمَمْلَكَةُ بِيَدِهِ، قَتَلَ عَبِيدَهُ الَّذِينَ قَتَلُوا الْمَلِكَ أَبَاهُ. 6 وَلكِنَّهُ لَمْ يَقْتُلْ أَبْنَاءَ الْقَاتِلِينَ حَسَبَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ شَرِيعَةِ مُوسَى، حَيْثُ أَمَرَ الرَّبُّ قَائِلاً: «لاَ يُقْتَلُ الآبَاءُ مِنْ أَجْلِ الْبَنِينَ، وَالْبَنُونَ لاَ يُقْتَلُونَ مِنْ أَجْلِ الآبَاءِ. إِنَّمَا كُلُّ إِنْسَانٍ يُقْتَلُ بِخَطِيَّتِهِ». 7هُوَ قَتَلَ مِنْ أَدُومَ فِي وَادِي الْمِلْحِ عَشَرَةَ آلاَفٍ، وَأَخَذَ سَالِعَ بِالْحَرْبِ، وَدَعَا اسْمَهَا يَقْتَئِيلَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ.".

فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ = بعد أن إشترك مع أبيه فى الحكم فترة زمنية (منها كسور سنة) بعدها بدأ حكمهُ المنفرد (راجع الرسم الإصحاح السابق) ومن خطايا أمصيا سجوده لآلهة آدوم ورفضه إنذار رجل الله وكبرياءه (2 أى 14: 25 - 16، 19).

حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ = هو بدأ حسنا ثم أنهى حياته فى الخطية لذلك إنكسر أمام الأعداء وسلم خزائن بيت الرب ثم قتله عبيده مثل أباه. وكان الأدوميون قد عصوا على يهوذا أيام يهورام بن يهوشافاط. هولَمْ يَقْتُلْ أَبْنَاءَ قتلة أبيه = ربما أشار مشيروه بهذا لكنه إلتزم بالناموس.

الأعداد 8-16

الآيات (8 - 16): -

"8حِينَئِذٍ أَرْسَلَ أَمَصْيَا رُسُلاً إِلَى يَهُوآشَ بْنِ يَهُوأَحَازَ بْنِ يَاهُو مَلِكِ إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: «هَلُمَّ نَتَرَاءَ مُواجَهَةً». 9فَأَرْسَلَ يَهُوآشُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ إِلَى أَمَصْيَا مَلِكِ يَهُوذَا قَائِلاً: «اَلْعَوْسَجُ الَّذِي فِي لُبْنَانَ أَرْسَلَ إِلَى الأَرْزِ الَّذِي فِي لُبْنَانَ يَقُولُ: أَعْطِ ابْنَتَكَ لابْنِي امْرَأَةً. فَعَبَرَ حَيَوَانٌ بَرِّيٌّ كَانَ فِي لُبْنَانَ وَدَاسَ الْعَوْسَجَ. 10إِنَّكَ قَدْ ضَرَبْتَ أَدُومَ فَرَفَعَكَ قَلْبُكَ. تَمَجَّدْ وَأَقِمْ فِي بَيْتِكَ. وَلِمَاذَا تَهْجُمُ عَلَى الشَّرِّ فَتَسْقُطَ أَنْتَ وَيَهُوذَا مَعَكَ؟ ». 11فَلَمْ يَسْمَعْ أَمَصْيَا، فَصَعِدَ يَهُوآشُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَتَرَاءَيَا مُواجَهَةً، هُوَ وَأَمَصْيَا مَلِكُ يَهُوذَا فِي بَيْتِ شَمْسٍ الَّتِي لِيَهُوذَا. 12فَانْهَزَمَ يَهُوذَا أَمَامَ إِسْرَائِيلَ وَهَرَبُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى خَيْمَتِهِ. 13 وَأَمَّا أَمَصْيَا مَلِكُ يَهُوذَا ابْنُ يَهُوآشَ بْنِ أَخَزْيَا فَأَمْسَكَهُ يَهُوآشُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ فِي بَيْتِ شَمْسٍ، وَجَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَهَدَمَ سُورَ أُورُشَلِيمَ مِنْ بَابِ أَفْرَايِمَ إِلَى بَابِ الزَّاوِيَةِ، أَرْبَعَ مِئَةِ ذِرَاعٍ. 14 وَأَخَذَ كُلَّ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَجَمِيعَ الآنِيَةِ الْمَوْجُودَةِ فِي بَيْتِ الرَّبِّ وَفِي خَزَائِنِ بَيْتِ الْمَلِكِ وَالرُّهَنَاءَ وَرَجَعَ إِلَى السَّامِرَةِ. 15 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يَهُوآشَ الَّتِي عَمِلَ وَجَبَرُوتُهُ وَكَيْفَ حَارَبَ أَمَصْيَا مَلِكَ يَهُوذَا، أَمَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ؟ 16ثُمَّ اضْطَجَعَ يَهُوآشُ مَعَ آبَائِهِ، وَدُفِنَ فِي السَّامِرَةِ مَعَ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ، وَمَلَكَ يَرُبْعَامُ ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ.".

بالرجوع لسفر الأيام (2 أى 13: 25) نجد أن إسرائيل إقتحمت عدة مدن ويبدو أن أمصيا أراد إستردادها فرفض ملك إسرائيل. فطلب ملك يهوذا أمصيا الحرب وكان كلاهما ملك يهوذا وملك إسرائيل منتفخين فهذا قد ضرب أدوم قبلها، وذاك قد ضرب أرام قبل ذلك. ومعنى كلام ملك إسرائيل أن اَلْعَوْسَجُ = هو أدنى الأشجار (وهو يقصد بهذا ملك يهوذا). والأَرْز = أعظم الأشجار (ويقصد بهذا نفسه). طلب العوسج إبنة الأرز إمرأة (يقصد طلب أمصيا إسترداد مدنهُ) وإسترداده لمدنه سيكون بالحرب لذلك سيرسل ملك إسرائيل جيشه الجبار (الحيوان البرى) ليدوس العوسج (أمصيا وجيشه) وما أحلى التواضع فماذا لو سمع ملك أشور هذا الحديث وهو الملك الجبار فعلا بجيوشه وقوته، وهو الذى يمكن تشبيهه فعلا بالأرز لعظمته، فهو أعظم ملك فى ذلك الوقت!! من المؤكد سيكون كلاهما مثار سخرية ملك أشور.

وكما هى عادة سفر الملوك فإهتمامه أخبار المملكة وما يحدث للمملكة من إنتصارات وهزائم. لكن كاتب سفر الأيام يفسر الأحداث السياسية تفسيرا روحيا ويشرح أن الهزيمة سببها الخطية وهو يشرح أن عناد ملك يهوذا وإصراره على الحرب كان من قبل الله لأن الله أراد أن يؤدبهم على سجودهم لآلهة أدوم. ثم أن ملك إسرائيل هدم جزء من السور حتى يستحيل الدفاع عن أورشليم وأسر أمصيا ملك يهوذا. ويبدو أنه وضع شرطا للإفراج عنه أن يأسر عددا من عظماء يهوذا ويأخذهم كرهائن حتى يقتلهم لو فكر يهوذا وملك يهوذا أن يعلنوا الحرب على إسرائيل ثانية، وهؤلاء العظماء أسماهم الكتاب هنا الرُّهَنَاءَ آية (14).

الأعداد 17-22

الآيات (17 - 22): -

"17 وَعَاشَ أَمَصْيَا بْنُ يُوآشَ مَلِكُ يَهُوذَا بَعْدَ وَفَاةِ يَهُوآشَ بْنِ يَهُوأَحَازَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ خَمْسَ عَشَرَةَ سَنَةً. 18 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ أَمَصْيَا، أَمَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ يَهُوذَا؟ 19 وَفَتَنُوا عَلَيْهِ فِتْنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، فَهَرَبَ إِلَى لَخِيشَ، فَأَرْسَلُوا وَرَاءَهُ إِلَى لَخِيشَ وَقَتَلُوهُ هُنَاكَ. 20 وَحَمَلُوهُ عَلَى الْخَيْلِ فَدُفِنَ فِي أُورُشَلِيمَ مَعَ آبَائِهِ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ. 21 وَأَخَذَ كُلُّ شَعْبِ يَهُوذَا عَزَرْيَا، وَهُوَ ابْنُ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً، وَمَلَّكُوهُ عِوَضًا عَنْ أَبِيهِ أَمَصْيَا. 22هُوَ بَنَى أَيْلَةَ وَاسْتَرَدَّهَا لِيَهُوذَا بَعْدَ اضْطِجَاعِ الْمَلِكِ مَعَ آبَائِهِ.

وَعَاشَ أَمَصْيَا = لم يقل أنه ملك لأنه بقية عمره بعد الهزيمة عاش بلا كرامة وبلا عمل يذكر وربما حدث نوع من الوصاية على العرش. أَيْلَةَ = إيلات وهى على خليج العقبة وهى كانت لأدوم فإستردها عزريا لأنها مركز تجارى ساحلى هام على البحر الأحمر.

يهوذا

.

الأعداد 23-29

الآيات (23 - 29): -

"23فِي السَّنَةِ الْخَامِسَةَ عَشَرَةَ لأَمَصْيَا بْنِ يُوآشَ مَلِكِ يَهُوذَا، مَلَكَ يَرُبْعَامُ بْنُ يُوآشَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ فِي السَّامِرَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ سَنَةً. 24 وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. لَمْ يَحِدْ عَنْ شَيْءٍ مِنْ خَطَايَا يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ الَّذِي جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ. 25هُوَ رَدَّ تُخُمَ إِسْرَائِيلَ مِنْ مَدْخَلِ حَمَاةَ إِلَى بَحْرِ الْعَرَبَةِ، حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ عَبْدِهِ يُونَانَ بْنِ أَمِتَّايَ النَّبِيِّ الَّذِي مِنْ جَتَّ حَافِرَ. 26لأَنَّ الرَّبَّ رَأَى ضِيقَ إِسْرَائِيلَ مُرًّا جِدًّا، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَحْجُوزٌ وَلاَ مُطْلَقٌ وَلَيْسَ مُعِينٌ لإِسْرَائِيلَ. 27 وَلَمْ يَتَكَلَّمِ الرَّبُّ بِمَحْوِ اسْمِ إِسْرَائِيلَ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ، فَخَلَّصَهُمْ بِيَدِ يَرُبْعَامَ ابْنِ يُوآشَ. 28 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يَرُبْعَامَ وَكُلُّ مَا عَمِلَ وَجَبَرُوتُهُ، كَيْفَ حَارَبَ وَكَيْفَ اسْتَرْجَعَ إِلَى إِسْرَائِيلَ دِمَشْقَ وَحَمَاةَ الَّتِي لِيَهُوذَا، أَمَاهِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ؟ 29ثُمَّ اضْطَجَعَ يَرُبْعَامُ مَعَ آبَائِهِ، مَعَ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ، وَمَلَكَ زَكَرِيَّا ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ.".

كان يَرُبْعَامُ بْنُ يُوآشَ (يربعام الثانى) أعظم ملوك إسرائيل وطال ملكه أطول من غيره وأيامه كانت أيام نجاح زمنى وبناء بيوت من حجارة منحوتة وكروم شهية ولكن زمانه كان زمان إنحطاط روحى وسكر وزنا وعبادة أوثان ويفهم هذا من الأنبياء (هوشع / يوئيل / عاموس) والملوك المحيطين خافوا من محاربة إسرائيل بسبب تحالفها مع أشور القوية وكانت هذه سياسة وقتية لأشور بالإضافة إلى قوة يربعام. بَحْرِ الْعَرَبَةِ = بحر لوط.

وفى (27) لَمْ يَتَكَلَّمِ الرَّبُّ بِمَحْوِ اسْمِ إِسْرَائِيلَ = لأن ذنبهم كان لم يكتمل بعد ومن رحمته وطول أناته كان مازال صابرا عليهم. والله بهذا يمنح إسرائيل فرصة أخيرة للتوبة فقد يقود النجاح والرخاء إلى ما تقدهم إليه المجاعات والحروب والضيق والهزائم. ولكن يظهر من أسفار الأنبياء أن هذا لم ينفع أيضا معهم بل قادهم الرخاء إلى الفساد الإجتماعى. وفى (28) حَمَاةَ الَّتِي لِيَهُوذَا = فى إسرائيل (المملكة الشمالية بعد الإنفصال) ينسبون داود ليهوذا "ليس لنا نصيب فى ابن يسى".

فكان داود قد أخضع حماة وكانت تدفع له الجزية. ونفهم من هذا النص أن يربعام جعلها ثانية تدفع له الجزية كما كانت تدفعها أيام داود.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

اَلأَصْحَاحُ الْخَامِسُ عَشَرَ - سفر الملوك الثاني - القمص أنطونيوس فكري

اَلأَصْحَاحُ الثَّالِثُ عَشَرَ - سفر الملوك الثاني - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر الملوك الثاني الأصحاح 14
تفاسير سفر الملوك الثاني الأصحاح 14