اَلأَصْحَاحُ السَّابِعُ عَشَرَ – سفر الملوك الثاني – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر الملوك الثاني – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح السابع عشر

الأعداد 1-6

الآيات (1 - 6): -

"1فِي السَّنَةِ الثَّانِيةَ عَشَرَةَ لآحَازَ مَلِكِ يَهُوذَا، مَلَكَ هُوشَعُ بْنُ أَيْلَةَ فِي السَّامِرَةِ عَلَى إِسْرَائِيلَ تِسْعَ سِنِينَ. 2 وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلكِنْ لَيْسَ كَمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَهُ. 3 وَصَعِدَ عَلَيْهِ شَلْمَنْأَسَرُ مَلِكُ أَشُّورَ، فَصَارَ لَهُ هُوشَعُ عَبْدًا وَدَفَعَ لَهُ جِزْيَةً. 4 وَوَجَدَ مَلِكُ أَشُّورَ فِي هُوشَعَ خِيَانَةً، لأَنَّهُ أَرْسَلَ رُسُلاً إِلَى سَوَا مَلِكِ مِصْرَ، وَلَمْ يُؤَدِّ جِزْيَةً إِلَى مَلِكِ أَشُّورَ حَسَبَ كُلِّ سَنَةٍ، فَقَبَضَ عَلَيْهِ مَلِكُ أَشُّورَ وَأَوْثَقَهُ فِي السِّجْنِ. 5 وَصَعِدَ مَلِكُ أَشُّورَ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَصَعِدَ إِلَى السَّامِرَةِ وَحَاصَرَهَا ثَلاَثَ سِنِينَ. 6فِي السَّنَةِ التَّاسِعَةِ لِهُوشَعَ أَخَذَ مَلِكُ أَشُّورَ السَّامِرَةَ، وَسَبَى إِسْرَائِيلَ إِلَى أَشُّورَ وَأَسْكَنَهُمْ فِي حَلَحَ وَخَابُورَ نَهْرِ جُوزَانَ وَفِي مُدُنِ مَادِي.".

هناك إحتمال للمفسرين أن هوشع إغتال فقح فى السنة الرابعة لأحاز ولكنه بدأ الحكم فى السنة الثانية عشرة لأحاز (هو 3: 10). وكان هوشع شريرا لكنه كان أحسن ممن قبله، ولكن شعبه كان قد إكتمل ذنبهم. وَصَعِدَ عَلَيْهِ شَلْمَنْأَسَرُ = هو كان متحالفاً مع تغلث فلاسر وبمساعدته قتل فقح. وظل هوشع خاضعاً لأشور مدة حياة تغلث فلاسر، وبعد موته عصى على خليفته شلمنآصر. فصعد عليه وأدبه فخضع لهُ ثم إنتهز فرصة إنشغال شلمنآصر فى حروب أخرى فعاد وعصى عليه. وأراد ان يتحالف مع سوا ملك مصر ضد أشور. وهوشع النبى نهاه عن هذا التحالف (هو 11: 7 + 1: 12). وفى هذه المدة صعد عليه شلمنآصر، وحاصر السامرة مدة طويلة مات خلالها شلمنآصر وتلاه سرجون. وسرجون هو الذى أسقط السامرة بعد حصار 3 سنين.

وفى آية (4) فَقَبَضَ عَلَيْهِ مَلِكُ أَشُّورَ = غالباً هو قبض عليه قبل سقوط السامرة ولذلك كانت المدينة فى حصارها بلا قائد. والتسع سنين محسوبة إلى سقوط السامرة وليست إلى تاريخ سجنه. وفى الكتابات الأشورية أنه سبى 27290من إسرائيل + 50 مركبة.

الأعداد 7-18

الآيات (7 - 18): -

"7 وَكَانَ أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَخْطَأُوا إِلَى الرَّبِّ إِلهِهِمِ الَّذِي أَصْعَدَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ تَحْتِ يَدِ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ، وَاتَّقَوْا آلِهَةً أُخْرَى، 8 وَسَلَكُوا حَسَبَ فَرَائِضِ الأُمَمِ الَّذِينَ طَرَدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ أَقَامُوهُمْ. 9 وَعَمِلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ سِرًّا ضِدَّ الرَّبِّ إِلهِهِمْ أُمُورًا لَيْسَتْ بِمُسْتَقِيمَةٍ، وَبَنَوْا لأَنْفُسِهِمْ مُرْتَفَعَاتٍ فِي جَمِيعِ مُدُنِهِمْ، مِنْ بُرْجِ النَّوَاطِيرِ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُحَصَّنَةِ. 10 وَأَقَامُوا لأَنْفُسِهِمْ أَنْصَابًا وَسَوَارِيَ عَلَى كُلِّ تَلّ عَال وَتَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ. 11 وَأَوْقَدُوا هُنَاكَ عَلَى جَمِيعِ الْمُرْتَفَعَاتِ مِثْلَ الأُمَمِ الَّذِينَ سَاقَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِهِمْ، وَعَمِلُوا أُمُورًا قَبِيحَةً لإِغَاظَةِ الرَّبِّ. 12 وَعَبَدُوا الأَصْنَامَ الَّتِي قَالَ الرَّبُّ لَهُمْ عَنْهَا: «لاَ تَعْمَلُوا هذَا الأَمْرَ». 13 وَأَشْهَدَ الرَّبُّ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَعَلَى يَهُوذَا عَنْ يَدِ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ وَكُلِّ رَاءٍ قَائِلاً: «ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ وَاحْفَظُوا وَصَايَايَ، فَرَائِضِي، حَسَبَ كُلِّ الشَّرِيعَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُ بِهَا آبَاءَكُمْ، وَالَّتِي أَرْسَلْتُهَا إِلَيْكُمْ عَنْ يَدِ عَبِيدِي الأَنْبِيَاءِ». 14فَلَمْ يَسْمَعُوا بَلْ صَلَّبُوا أَقْفِيَتَهُمْ كَأَقْفِيَةِ آبَائِهِمِ الَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا بِالرَّبِّ إِلهِهِمْ. 15 وَرَفَضُوا فَرَائِضَهُ وَعَهْدَهُ الَّذِي قَطَعَهُ مَعَ آبَائِهِمْ وَشَهَادَاتِهِ الَّتِي شَهِدَ بِهَا عَلَيْهِمْ، وَسَارُوا وَرَاءَ الْبَاطِلِ، وَصَارُوا بَاطِلاً وَرَاءَ الأُمَمِ الَّذِينَ حَوْلَهُمُ، الَّذِينَ أَمَرَهُمُ الرَّبُّ أَنْ لاَ يَعْمَلُوا مِثْلَهُمْ. 16 وَتَرَكُوا جَمِيعَ وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِهِمْ وَعَمِلُوا لأَنْفُسِهِمْ مَسْبُوكَاتٍ عِجْلَيْنِ، وَعَمِلُوا سَوَارِيَ، وَسَجَدُوا لِجَمِيعِ جُنْدِ السَّمَاءِ، وَعَبَدُوا الْبَعْلَ. 17 وَعَبَّرُوا بَنِيهِمْ وَبَنَاتِهِمْ فِي النَّارِ، وَعَرَفُوا عِرَافَةً وَتَفَاءَلُوا، وَبَاعُوا أَنْفُسَهُمْ لِعَمَلِ الشَّرِّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ لإِغَاظَتِهِ. 18فَغَضِبَ الرَّبُّ جِدًّا عَلَى إِسْرَائِيلَ وَنَحَّاهُمْ مِنْ أَمَامِهِ، وَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ سِبْطُ يَهُوذَا وَحْدَهُ.".

نجد كاتب سفر الملوك هنا لأنه موحى لهُ من الروح القدس لا يُرجِع سقوط إسرائيل لأسباب سياسية أو عسكرية أو إقتصادية كما تكتب كتب التاريخ. بل يرجعها لأسباب روحية. لذلك فهو ليس بسفر تاريخى ولكنه سفر روحى. فالله هو الذى يحرك التاريخ وهو الذى أتى بإسرائيل إلى هذه الأرض ليحفظوها أرضاً مقدسة لهُ. والآن بسبب خطاياهم فهو الذى يطردهم منها، وما أشور إلا أداة فى يد الله. لذلك يراجع الكاتب هنا خيانات إسرائيل التى كانت السبب فى السبى بعد أن أدبهم الرب طويلا بدون فائدة. وطبعاً مازاد من بشاعة خطاياهم أن الرب كان قد أحبهم وإختارهم وأخرجهم من أرض مصر وأرسل لهم شريعته وأنبياؤه. وفى (8) مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ أَقَامُوهُمْ = وملوك إسرائيل أى يربعام بن نباط وكل من جاء بعده من ملوك إستقلوا عن يهوذا. والشعب هو الذى حضهم على هذا الإنفصال فصار الشعب مسئولاً مع ملوكه عن محنة تقسيم شعب الله. وفى (9) بُرْجِ النَّوَاطِيرِ = أى المزرعة الحقيرة إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُحَصَّنَةِ = المدن الكبيرة. وفى (13) وَأَشْهَدَ الرَّبُّ = لم ينقطع الأنبياء عن أن يحملوا رسائل الله إلى هذا الشعب والرسائل كانت كلها إنذارات ودعوة بالتوبة حتى لا يرفضهم الله والأنبياء كانوا أنواع: -.

  1. من لم يكتب أو يسجل شيئا بل كانت أعماله (معجزات / تأديب شفوى) مثل إيليا وإليشع.
  2. كتبوا أقوالهم ليسجلوها للتاريخ ولنا أيضا مثل إشعياء وإرمياء..
  3. من لم يكتبوا شيئا لكن قصة حياتهم كانت رمزا للسيد المسيح كيونان النبى.

وفى (14) لَمْ يُؤْمِنُوا بِالرَّبِّ = لم يصدقوا مواعيده وذهبوا وراء آلهة أخرى وفى (15) وَصَارُوا بَاطِلاً = من يسجد لباطل يصير باطلاً مثله. وفى (17) عَرَفُوا عِرَافَةً = هى سجود لآلهة أخرى ليعرفوا المستقبل وَتَفَاءَلُوا = هى تشمل التفاؤل والتشاؤم = كانوا يربطون المستقبل ببعض العلامات. بَاعُوا أَنْفُسَهُمْ = الشىء المباع يفقد البائع كل سلطة لهُ عليه وتصير السلطة كلها لمن إشترى. ولكل هذه الأسباب أسلمهم الله للسبى فذهبوا إلى أرض غريبة مطرودين من الأرض التى أعطاها الله لهم. وَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ سِبْطُ يَهُوذَا فى الأرض = وكان مع يهوذا بنيامين وشمعون ولاوى وكل من رفض عبادة العجل وظلت يهوذا مدة 135 سنة بعد سقوط إسرائيل ثم ذهبت إلى سبى بابل هى الأخرى.

الأعداد 19-23

الآيات (19 - 23): -

"19 وَيَهُوذَا أَيْضًا لَمْ يَحْفَظُوا وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِهِمْ، بَلْ سَلَكُوا فِي فَرَائِضِ إِسْرَائِيلَ الَّتِي عَمِلُوهَا. 20فَرَذَلَ الرَّبُّ كُلَّ نَسْلِ إِسْرَائِيلَ، وَأَذَلَّهُمْ وَدَفَعَهُمْ لِيَدِ نَاهِبِينَ حَتَّى طَرَحَهُمْ مِنْ أَمَامِهِ، 21لأَنَّهُ شَقَّ إِسْرَائِيلَ عَنْ بَيْتِ دَاوُدَ، فَمَلَّكُوا يَرُبْعَامَ بْنَ نَبَاطَ، فَأَبْعَدَ يَرُبْعَامُ إِسْرَائِيلَ مِنْ وَرَاءِ الرَّبِّ وَجَعَلَهُمْ يُخْطِئُونَ خَطِيَّةً عَظِيمَةً. 22 وَسَلَكَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي جَمِيعِ خَطَايَا يَرُبْعَامَ الَّتِي عَمِلَ. لَمْ يَحِيدُوا عَنْهَا 23حَتَّى نَحَّى الرَّبُّ إِسْرَائِيلَ مِنْ أَمَامِهِ كَمَا تَكَلَّمَ عَنْ يَدِ جَمِيعِ عَبِيدِهِ الأَنْبِيَاءِ، فَسُبِيَ إِسْرَائِيلُ مِنْ أَرْضِهِ إِلَى أَشُّورَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ.".

وحتى يهوذا سلكوا فى العبادات الوثنية إلا أنه كان لهم بعض الملوك الصالحين وهذا ما أجَّل سقوطهم. ففى آية (19) ذكر أن يهوذا هى أيضا مخطئة حتى لا يظن شعب يهوذا أنهم قديسين. ثم عاد إلى سبط إسرائيل ثانية إبتداء من آية (20) يَرُبْعَامَ بْنَ نَبَاطَ = هو أتى بسماح من الله، فالله ترك الشعب يعملون حسب إرادتهم تأديبا لهم على خطاياهم. هم تركوا الرب فتركهم الرب (رو 28: 1).

الأعداد 24-26

الآيات (24 - 26): -

"24 وَأَتَى مَلِكُ أَشُّورَ بِقَوْمٍ مِنْ بَابِلَ وَكُوثَ وَعَوَّا وَحَمَاةَ وَسَفَرْوَايِمَ، وَأَسْكَنَهُمْ فِي مُدُنِ السَّامِرَةِ عِوَضًا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَامْتَلَكُوا السَّامِرَةَ وَسَكَنُوا فِي مُدُنِهَا. 25 وَكَانَ فِي ابْتِدَاءِ سَكَنِهِمْ هُنَاكَ أَنَّهُمْ لَمْ يَتَّقُوا الرَّبَّ، فَأَرْسَلَ الرَّبُّ عَلَيْهِمِ السِّبَاعَ فَكَانَتْ تَقْتُلُ مِنْهُمْ. 26فَكَلَّمُوا مَلِكِ أَشُّورَ قَائِلِينَ: «إِنَّ الأُمَمَ الَّذِينَ سَبَيْتَهُمْ وَأَسْكَنْتَهُمْ فِي مُدُنِ السَّامِرَةِ، لاَ يَعْرِفُونَ قَضَاءَ إِلهِ الأَرْضِ، فَأَرْسَلَ عَلَيْهِمِ السِّبَاعَ فَهِيَ تَقْتُلُهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْرِفُونَ قَضَاءَ إِلهِ الأَرْضِ».".

وَأَتَى مَلِكُ أَشُّورَ = ربما عدد من ملوك أشور، وكل ملك أشوري يأتي يُصْعِد بعض سكان إسرائيل لأشور، ويأتى بغيرهم. كُوثَ = على الفرات. وَسَفَرْوَايِمَ = على فرع من فروع الفرات وكانت هذه السياسة حتى تضعف مشاعرهم الوطنية فيخضعوا لملك أشور. فَأَرْسَلَ عَلَيْهِمِ السِّبَاعَ = كان هذا ليعرف السكان الجدد فى أرض الله أن الله صاحب الأرض لهُ قوانينه فيحترموها، وأنه قادر أن يجعل السباع تلتهمهم إن خالفوا. وكان الله هنا يؤدبهم بالطريقة التى يفهمونها، فربما كانت السباع تحمل لهم معنى مخيف فهموا منهُ أن إله الأرض غاضب. ومفهوم إله الأرض هو مفهوم وثنى. فهم يعتقدون أن هناك إلهاً لكل أرض. وأما شعب الله فيفهم أن الأرض كلها لله. بهذا الأسلوب فَهِم الشعب الجديد أنهم هنا بسماح من الله وليس ضد إرادته لذلك طلبوا من يعلمهم شريعة الله. والعجيب أن هؤلاء الأشوريين طلبوا معرفة شريعة الرب التى لم يقبلها الإسرائيليون ورفضوا أن يتعلموها ورفضوا أن يسلكوا فيها. ولكن نجد هذا الشعب الجديد يعبد آلهته التى يحبها وفى نفس الوقت يتبع شريعة الرب الذى خافوه حتى لا تفترسهم السباع. وما فهمه هؤلاء الوثنيون أن الضربات هى نتيجة لغضب الله، هذالم يفهمه اليهود شعب الله.

الأعداد 27-41

الآيات (27 - 41): -

"27فَأَمَرَ مَلِكُ أَشُّورَ قَائِلاً: «ابْعَثُوا إِلَى هُنَاكَ وَاحِدًا مِنَ الْكَهَنَةِ الَّذِينَ سَبَيْتُمُوهُمْ مِنْ هُنَاكَ فَيَذْهَبَ وَيَسْكُنَ هُنَاكَ، وَيُعَلِّمَهُمْ قَضَاءَ إِلهِ الأَرْضِ». 28فَأَتَى وَاحِدٌ مِنَ الْكَهَنَةِ الَّذِينَ سَبَوْهُمْ مِنَ السَّامِرَةِ، وَسَكَنَ فِي بَيْتِ إِيلَ وَعَلَّمَهُمْ كَيْفَ يَتَّقُونَ الرَّبَّ. 29فَكَانَتْ كُلُّ أُمَّةٍ تَعْمَلُ آلِهَتَهَا وَوَضَعُوهَا فِي بُيُوتِ الْمُرْتَفَعَاتِ الَّتِي عَمِلَهَا السَّامِرِيُّونَ، كُلُّ أُمَّةٍ فِي مُدُنِهَا الَّتِي سَكَنَتْ فِيهَا. 30فَعَمِلَ أَهْلُ بَابِلَ سُكُّوثَ بَنُوثَ، وَأَهْلُ كُوثَ عَمِلُوا نَرْجَلَ، وَأَهْلُ حَمَاةَ عَمِلُوا أَشِيمَا، 31 وَالْعُوِّيُّونَ عَمِلُوا نِبْحَزَ وَتَرْتَاقَ، وَالسَّفَرْوَايِمِيُّونَ كَانُوا يُحْرِقُونَ بَنِيهِمْ بِالنَّارِ لأَدْرَمَّلَكَ وَعَنَمَّلَكَ إِلهَيْ سَفَرْوَايِمَ. 32فَكَانُوا يَتَّقُونَ الرَّبَّ، وَيَعْمَلُونَ لأَنْفُسِهِمْ مِنْ أطْرَافِهِمْ كَهَنَةَ مُرْتَفَعَاتٍ، كَانُوا يُقَرِّبُونَ لأَجْلِهِمْ فِي بُيُوتِ الْمُرْتَفَعَاتِ. 33كَانُوا يَتَّقُونَ الرَّبَّ وَيَعْبُدُونَ آلِهتَهُمْ كَعَادَةِ الأُمَمِ الَّذِينَ سَبَوْهُمْ مِنْ بَيْنِهِمْ 34إِلَى هذَا الْيَوْمِ يَعْمَلُونَ كَعَادَاتِهِمِ الأُوَلِ. لاَ يَتَّقُونَ الرَّبَّ وَلاَ يَعْمَلُونَ حَسَبَ فَرَائِضِهِمْ وَعَوَائِدِهِمْ وَلاَ حَسَبَ الشَّرِيعَةِ وَالْوَصِيَّةِ الَّتِي أَمَرَ بِهَا الرَّبُّ بَنِي يَعْقُوبَ، الَّذِي جَعَلَ اسْمَهُ إِسْرَائِيلَ. 35 وَقَطَعَ الرَّبُّ مَعَهُمْ عَهْدًا وَأَمَرَهُمْ قَائِلاً: «لاَ تَتَّقُوا آلِهَةً أُخْرَى، وَلاَ تَسْجُدُوا لَهَا وَلاَ تَعْبُدُوهَا وَلاَ تَذْبَحُوا لَهَا. 36بَلْ إِنَّمَا اتَّقُوا الرَّبَّ الَّذِي أَصْعَدَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ وَذِرَاعٍ مَمْدُودَةٍ، وَلَهُ اسْجُدُوا، وَلَهُ اذْبَحُوا. 37 وَاحْفَظُوا الْفَرَائِضَ وَالأَحْكَامَ وَالشَّرِيعَةَ وَالْوَصِيَّةَ الَّتِي كَتَبَهَا لَكُمْ لِتَعْمَلُوا بِهَا كُلَّ الأَيَّامِ، وَلاَ تَتَّقُوا آلِهَةً أُخْرَى. 38 وَلاَ تَنْسَوْا الْعَهْدَ الَّذِي قَطَعْتُهُ مَعَكُمْ، وَلاَ تَتَّقُوا آلِهَةً أُخْرَى. 39بَلْ إِنَّمَا اتَّقُوا الرَّبَّ إِلهَكُمْ وَهُوَ يُنْقِذُكُمْ مِنْ أَيْدِي جَمِيعِ أَعْدَائِكُمْ». 40فَلَمْ يَسْمَعُوا بَلْ عَمِلُوا حَسَبَ عَادَتِهِمِ الأُولَى. 41فَكَانَ هؤُلاَءِ الأُمَمُ يَتَّقُونَ الرَّبَّ، وَيَعْبُدُونَ تَمَاثِيلَهُمْ، وَأَيْضًا بَنُوهُمْ وَبَنُو بَنِيهِمْ. فَكَمَا عَمِلَ آبَاؤُهُمْ هكَذَا هُمْ عَامِلُونَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ.".

وَاحِدً مِنَ الْكَهَنَةِ = كهنة العجلين ليعلمهم قضاء إله الأرض كما فرضه يربعام. بُيُوتِ الْمُرْتَفَعَاتِ = الشعوب الجديدة وجدوا معابد مصنوعة حاضرة فإستعملوها ووضعوا آلهتهم فيها (آية 29). السَّامِرِيُّونَ = هذا أول ذكر للسامريين وهم يُذكرون كثيرا فى العهد الجديد وأصل دينهم كان خليطاً من عدة أديان. فأصبحوا لا يعبدون الإله الحقيقى كما ينبغى أن تكون العبادة ولا عبادتهم عبادة وثنية صرف. لذلك إحتقرهم اليهود وحتى أيام المسيح (يو 9: 4) وكان السامريون 3 أنواع: -.

  1. الساجدون للعجلين كما فرض يربعام وهؤلاء قليلون.
  2. الإسرائيليون الذين أضافوا على العجلين بعض العبادات الوثنية.
  3. الوثنيون الذين أضافوا على عبادتهم للأصنام بعض ما أخذوه عن الإسرائيليون.

وفى (32) كَانُوا يَتَّقُونَ الرَّبَّ = أى ممارسات خارجية بطريقتهم التى يختلط فيها عبادة الرب الحقيقية مع عبادة الأوثان. لذلك عاد وقال فى (34) أنهم لاَ يَتَّقُونَ الرَّبَّ = فهم لا يعبدون الله بقلوبهم وكما يريد هو. الموضوع كله أنهم كانوا يحاولون ظاهرياً إتباع طقوس دين الرب خوفاً من السباع وإستمر حالهم هكذا حتى أيام الإسكندر حين تزوج منسى أخو يادوس رئيس كهنة أورشليم بنت سنبلط حاكم السامرة وهذا ذهب إليهم بتصريح من الإسكندر وبنى هيكل فى جرزيم جذب إليه كثير من اليهود وسعي لطرد الأوثان من وسط السامريين حتي يعبدوا الله فقط. ومع هذا إستمرت بعض العادات الوثنية المتأصلة في وسطهم لذلك قال لهم المسيح "أنتم تعبدون ما لستم تعرفون (يو4: 22). وأما الإسرائيليون الذين ذهبوا للشتات فبعضهم حافظ علي ما إستلمه من أبائه وهؤلاء عادوا بعد العودة من سبى بابل أيام كورش ملك فارس والباقين ضاعوا تماما. ولنلاحظ أسماء بعض الآلهة الوثنية المذكورة هنا. ففي (30) سُكُّوثَ بَنُوثَ = مظال البنات. فهي خيام البنات المكرسات للزنا في الهياكل الوثنيه ورمز هذه العبادة دجاجة مع أفراخها. وهي نفس عبادة فينوس. ونلاحظ أن كلمة فينوس وكلمة نبوث هما كلمة واحدة بتبديل حروف (B ,V) ونَرْجَلَ = عبادة الشمس ورمزه الديك فهو يصيح في الفجر. وأَشِيمَا = هو إله النار. ونِبْحَزَ = نصفه كلب ونصفه إنسان. أَدْرَمَّلَكَ = إله الشمس. عَنَمَّلَكَ = إله القمر ورمزهم بغل وحصان.

رأى مُوجَّه لمن يقولوا أن اليهود حرَّفوا التوراة.

لو أراد اليهود أن يحرفوا التوراة أما كانوا قد حذفوا هذا الإصحاح وما يماثله من الإصحاحات التى تهاجم اليهود. أما كانوا قد حذفوا هذا الإصحاح بالذات الذى يحكم الله فيه على 10 أسباط بالضياع لخيانتهم لله. من يريد أن يُزوِّر التاريخ فهو يفعل ذلك ليخفى فضائحه ويُعلن أمجادا ليست له. لكن نجد اليهود هنا أبرياء من هذه التهمة فهم إحتفظوا بكلام الله كما هو حتى وإن كان يدينهم.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

اَلأَصْحَاحُ الثَّامِنُ عَشَرَ - سفر الملوك الثاني - القمص أنطونيوس فكري

اَلأَصْحَاحُ السَّادِسُ عَشَرَ - سفر الملوك الثاني - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر الملوك الثاني الأصحاح 17
تفاسير سفر الملوك الثاني الأصحاح 17