الأَصْحَاحُ الرَّابِعُ – سفر الملوك الثاني – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر الملوك الثاني – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح الرابع

الأعداد 1-7

الآيات (1 - 7): -

"1 وَصَرَخَتْ إِلَى أَلِيشَعَ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَاءِ بَنِي الأَنْبِيَاءِ قَائِلَةً: «إِنَّ عَبْدَكَ زَوْجِي قَدْ مَاتَ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ عَبْدَكَ كَانَ يَخَافُ الرَّبَّ. فَأَتَى الْمُرَابِي لِيَأْخُذَ وَلَدَيَّ لَهُ عَبْدَيْنِ». 2فَقَالَ لَهَا أَلِيشَعُ: «مَاذَا أَصْنَعُ لَكِ؟ أَخْبِرِينِي مَاذَا لَكِ فِي الْبَيْتِ؟ ». فَقَالَتْ: «لَيْسَ لِجَارِيَتِكَ شَيْءٌ فِي الْبَيْتِ إِلاَّ دُهْنَةَ زَيْتٍ». 3فَقَالَ: «اذْهَبِي اسْتَعِيرِي لِنَفْسِكِ أَوْعِيَةً مِنْ خَارِجٍ، مِنْ عِنْدِ جَمِيعِ جِيرَانِكِ، أَوْعِيَةً فَارِغَةً. لاَ تُقَلِّلِي. 4ثُمَّ ادْخُلِي وَأَغْلِقِي الْبَابَ عَلَى نَفْسِكِ وَعَلَى بَنِيكِ، وَصُبِّي فِي جَمِيعِ هذِهِ الأَوْعِيَةِ، وَمَا امْتَلأَ انْقُلِيهِ». 5فَذَهَبَتْ مِنْ عِنْدِهِ وَأَغْلَقَتِ الْبَابَ عَلَى نَفْسِهَا وَعَلَى بَنِيهَا. فَكَانُوا هُمْ يُقَدِّمُونَ لَهَا الأَوْعِيَةَ وَهِيَ تَصُبُّ. 6 وَلَمَّا امْتَلأَتِ الأَوْعِيَةُ قَالَتْ لابْنِهَا: «قَدِّمْ لِي أَيْضًا وِعَاءً». فَقَالَ لَهَا: «لاَ يُوجَدُ بَعْدُ وِعَاءٌ». فَوَقَفَ الزَّيْتُ. 7فَأَتَتْ وَأَخْبَرَتْ رَجُلَ اللهِ فَقَالَ: «اذْهَبِي بِيعِي الزَّيْتَ وَأَوْفِي دَيْنَكِ، وَعِيشِي أَنْتِ وَبَنُوكِ بِمَا بَقِيَ».".

4 - معجزة إمتلاء الآنية بالزيت.

بحسب الناموس كان من حق الدائن أن يستعبد المديون إن لم يستطع أن يوفى. نِسَاءِ بَنِي الأَنْبِيَاءِ = فكان الأنبياء يتزوجون ويحيون حياة عادية ولهم أعمالهم وكان إليشع رئيسا عليهم فأتت له هذه المرأة ليحل لها مشكلتها. مَاذَا أَصْنَعُ لَكِ = فهو لن يستطيع أن يمنع هذا الدائن الطماع. دُهْنَةَ زَيْتٍ = أى ما يكفى لدهن لقمة خبز. ومرة أخرى نتقابل مع الجهاد والنعمة فكانت دهنة الزيت هى كل ما عند المرأة ونحن يجب أن نبذل كل جهدنا "لم تقاوموا بعد حتى الدم" (عب 4: 12). وإمتلاء الآنية بالزيت هو النعمة. كما طلب المسيح الخمس خبزات والسمكتين (جهاد) وبارك فيها فأشبعت 5000 رجل (نعمة) اسْتَعِيرِي = إمتحان إيمان للمرأة فبقدر ما ستستعير بقدر ما ستحصل على نعمة، أى بقدر ما تصدق يكون لها. لاَ تُقَلِّلِي = فلنطلب من الله فهو يعطى بسخاء ولا يعير. أَغْلِقِي الْبَابَ = لكى تصلى وتوجه قلبها لله وتسبح وتفرح بعمل الله الذى سيظهر فى ملء آنيتها. وهى علامة أن الزيت لم يأتى من الخارج بل هى معجزة حقيقية. هذه يفهم منها أن المقدسات ليست لفرجة الشعب وحياتنا الداخلية ليست للآخرين فعلاقتنا مع الله هى علاقة سرية "إن أردت أن تصلى أدخل إلى مخدعك". وأيضا فالمعجزات هى عمل محبة. وقول إليشع إغلقى الباب هو مشابه لقول المسيح "إذهب ولا تخبر أحدا" فالمعجزة هي عمل محبة وليس للفرجة.

وَأَخْبَرَتْ رَجُلَ اللهِ = هى حسبت أن الزيت من الله وهو لله وهى تسأل وما هى الطريقة التى أتصرف بها فيما أعطاه الله لى. ونحن بكل إمكانياتنا وقلوبنا وأفكارنا ومواهبنا ووقتنا كلنا لله ولنسأله يا رب الكل لك فماذا تريد منى أن أفعل به. والله يسكب علينا فى غرفتنا ونحن قد أغلقنا الباب علينا من نعمته ويملأنا من روحه القدس وعلينا أن نسأل ماذا تريدنى يا رب أن أفعل. وكان رد إليشع بِيعِي الزَّيْتَ. وهكذا قال إيليا إصنعى لى كعكة. وهكذا قال المسيح وزعوا الخمس خبزات والسمكتين. إذاً هناك مبدأ روحى أن نمتلىء نحن أولا ثم نتاجر بما أخذنا ونبيعه "والمروِى هو ايضا يروَى".

ولنسكب كل شىء تحت قدمى المسيح. ونلاحظ أنها هى التى تسكب وليس إليشع فهى التى تعمل بعد أن قال لها إليشع، وهكذا نحن علينا أن نخدم ولكن بعد أن ترسلنا الكنيسة فليس من سلطة إنسان أن يفوض نفسه فى عمل الكرازة (رو 15: 10) ونحن لابد أن نتاجر بقدر ما نستطيع (كل الأوانى) فنعمة الله لا تنقطع بل نحن المحدودين فى إيماننا وليس الله هو المحدود فى عطائه وطوبى للجياع والعطاش إلى البر فإنهم يشبعون أما الذى يظن أنه غير محتاج فلا يأخذ. ولاحظ قول إليشع = أَوْفِي دَيْنَكِ = فنحن من كثرة ما أخذنا مديونين لكل العالم وعلينا أن نعطيه (رو 15، 14: 1) ولا نخاف من العطاء بل ما يتبقى سيكفى لمعيشتنا نحن وأولادنا = وَعِيشِي أَنْتِ وَبَنُوكِ بِمَا بَقِيَ.

الأعداد 8-17

الآيات (8 - 17): -

"8 وَفِي ذَاتِ يَوْمٍ عَبَرَ أَلِيشَعُ إِلَى شُونَمَ. وَكَانَتْ هُنَاكَ امْرَأَةٌ عَظِيمَةٌ، فَأَمْسَكَتْهُ لِيَأْكُلَ خُبْزًا. وَكَانَ كُلَّمَا عَبَرَ يَمِيلُ إِلَى هُنَاكَ لِيَأْكُلَ خُبْزًا. 9فَقَالَتْ لِرَجُلِهَا: «قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ رَجُلَ اللهِ، مُقَدَّسٌ الَّذِي يَمُرُّ عَلَيْنَا دَائِمًا. 10فَلْنَعْمَلْ عُلِّيَّةً عَلَى الْحَائِطِ صَغِيرَةً وَنَضَعْ لَهُ هُنَاكَ سَرِيرًا وَخِوَانًا وَكُرْسِيًّا وَمَنَارَةً، حَتَّى إِذَا جَاءَ إِلَيْنَا يَمِيلُ إِلَيْهَا». 11 وَفِي ذَاتِ يَوْمٍ جَاءَ إِلَى هُنَاكَ وَمَالَ إِلَى الْعُلِّيَّةِ وَاضْطَجَعَ فِيهَا. 12فَقَالَ لِجِيحْزِي غُلاَمِهِ: «ادْعُ هذِهِ الشُّونَمِيَّةَ». فَدَعَاهَا، فَوَقَفَتْ أَمَامَهُ. 13فَقَالَ لَهُ: «قُلْ لَهَا: هُوَذَا قَدِ انْزَعَجْتِ بِسَبَبِنَا كُلَّ هذَا الانْزِعَاجِ، فَمَاذَا يُصْنَعُ لَكِ؟ هَلْ لَكِ مَا يُتَكَلَّمُ بِهِ إِلَى الْمَلِكِ أَوْ إِلَى رَئِيسِ الْجَيْشِ؟ » فَقَالَتْ: «إِنَّمَا أَنَا سَاكِنَةٌ فِي وَسْطِ شَعْبِي». 14ثُمَّ قَالَ: «فَمَاذَا يُصْنَعُ لَهَا؟ » فَقَالَ جِيحْزِي: «إِنَّهُ لَيْسَ لَهَا ابْنٌ، وَرَجُلُهَا قَدْ شَاخَ». 15فَقَالَ: «ادْعُهَا». فَدَعَاهَا، فَوَقَفَتْ فِي الْبَابِ. 16فَقَالَ: «فِي هذَا الْمِيعَادِ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ تَحْتَضِنِينَ ابْنًا». فَقَالَتْ: «لاَ يَا سَيِّدِي رَجُلَ اللهِ. لاَ تَكْذِبْ عَلَى جَارِيَتِكَ». 17فَحَبِلَتِ الْمَرْأَةُ وَوَلَدَتِ ابْنًا فِي ذلِكَ الْمِيعَادِ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ، كَمَا قَالَ لَهَا أَلِيشَعُ.".

5 - الشونمية ترزق إبنا.

شُونَمَ = كانت لسبط يساكر. امْرَأَةٌ عَظِيمَةٌ = إمرأة غنية أو إمرأة رجل غنى. ولكن سنكتشف بعد ذلك أن لها صفات روحية عظيمة. ومن المعزى أن نجد أناسا روحيين فى وسط هذا الإنحطاط فى إسرائيل. فَأَمْسَكَتْهُ = كان إليشع يمر على شونم كثيرا وهو فى طريقه من الكرمل إلى مدن الجليل ومدارس الأنبياء فى الجلجال وبيت إيل. وهو كان يبيت ليلته فى فندق إذا جاء إلى شونم ولاحظت المرأة هذا فصنعت له العُلِّيَّةً = وهى مكان منفرد عن بقية البيت ليختلى فيه النبى... مَا يُتَكَلَّمُ بِهِ إِلَى الْمَلِكِ = نرى هنا أن إليشع بعد معركة موآب وعمله مع الجيش صارت له كلمة عند الملك ورئيس الجيش فهما صارا يخافان منه ويخشاه ويسمعان له بالرغم من شرورهما. لَيْسَ لَهَا ابْنٌ = المرأة لم تذكر هذا لإليشع ربما ليأسها من حل هذه المشكلة وربما لأن هناك من إعتاد أن يترك كل أموره لله دون أن يسأل فهو يثق فى محبة الله وأن إختياره هو الأصلح. والأقرب إلى المنطق هو الرأى الثانى فأين نجد مرأة لا تريد شيئا من الملك ولا من رئيس الجيش، لا تطلب أرضا ولا مالاً. هى قانعة بحياتها وسط جيرانها وأهلها، رافضة أى واسطة لتحسين معيشتها مثل هذه تقنع بما يقسمه الله لها. وهى حتى لم تطلب إبنا بل جحزى هو الذى طلب لها.

الأعداد 18-31

الآيات (18 - 31): -

"18 وَكَبِرَ الْوَلَدُ. وَفِي ذَاتِ يَوْمٍ خَرَجَ إِلَى أَبِيهِ إِلَى الْحَصَّادِينَ، 19 وَقَالَ لأَبِيهِ: «رَأْسِي، رَأْسِي». فَقَالَ لِلْغُلاَمِ: «احْمِلْهُ إِلَى أُمِّهِ». 20فَحَمَلَهُ وَأَتَى بِهِ إِلَى أُمِّهِ، فَجَلَسَ عَلَى رُكْبَتَيْهَا إِلَى الظُّهْرِ وَمَاتَ. 21فَصَعِدَتْ وَأَضْجَعَتْهُ عَلَى سَرِيرِ رَجُلِ اللهِ، وَأَغْلَقَتْ عَلَيْهِ وَخَرَجَتْ. 22 وَنَادَتْ رَجُلَهَا وَقَالَتْ: «أَرْسِلْ لِي وَاحِدًا مِنَ الْغِلْمَانِ وَإِحْدَى الأُتُنِ فَأَجْرِيَ إِلَى رَجُلِ اللهِ وَأَرْجعَ». 23فَقَالَ: «لِمَاذَا تَذْهَبِينَ إِلَيْهِ الْيَوْمَ؟ لاَ رَأْسُ شَهْرٍ وَلاَ سَبْتٌ». فَقَالَتْ: «سَلاَمٌ». 24 وَشَدَّتْ عَلَى الأَتَانِ، وَقَالَتْ لِغُلاَمِهَا: «سُقْ وَسِرْ وَلاَ تَتَعَوَّقْ لأَجْلِي فِي الرُّكُوبِ إِنْ لَمْ أَقُلْ لَكَ». 25 وَانْطَلَقَتْ حَتَّى جَاءَتْ إِلَى رَجُلِ اللهِ إِلَى جَبَلِ الْكَرْمَلِ. فَلَمَّا رَآهَا رَجُلُ اللهِ مِنْ بَعِيدٍ قَالَ لِجِيحْزِي غُلاَمِهِ: «هُوَذَا تِلْكَ الشُّونَمِيَّةُ. 26اُرْكُضِ الآنَ لِلِقَائِهَا وَقُلْ لَهَا: أَسَلاَمٌ لَكِ؟ أَسَلاَمٌ لِزَوْجِكِ؟ أَسَلاَمٌ لِلْوَلَدِ؟ » فَقَالَتْ: «سَلاَمٌ». 27فَلَمَّا جَاءَتْ إِلَى رَجُلِ اللهِ إِلَى الْجَبَلِ أَمْسَكَتْ رِجْلَيْهِ. فَتَقَدَّمَ جِيحْزِي لِيَدْفَعَهَا، فَقَالَ رَجُلُ اللهِ: «دَعْهَا لأَنَّ نَفْسَهَا مُرَّةٌ فِيهَا وَالرَّبُّ كَتَمَ الأَمْرَ عَنِّي وَلَمْ يُخْبِرْنِي». 28فَقَالَتْ: «هَلْ طَلَبْتُ ابْنًا مِنْ سَيِّدِي؟ أَلَمْ أَقُلْ لاَ تَخْدَعْنِي؟ » 29فَقَالَ لِجِيحْزِي: «أُشْدُدْ حَقَوَيْكَ وَخُذْ عُكَّازِي بِيَدِكَ وَانْطَلِقْ، وَإِذَا صَادَفْتَ أَحَدًا فَلاَ تُبَارِكْهُ، وَإِنْ بَارَكَكَ أَحَدٌ فَلاَ تُجِبْهُ. وَضَعْ عُكَّازِي عَلَى وَجْهِ الصَّبِيِّ». 30فَقَالَتْ أُمُّ الصَّبِيِّ: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، وَحَيَّةٌ هِيَ نَفْسُكَ، إِنِّي لاَ أَتْرُكُكَ». فَقَامَ وَتَبِعَهَا. 31 وَجَازَ جِيحْزِي قُدَّامَهُمَا وَوَضَعَ الْعُكَّازَ عَلَى وَجْهِ الصَّبِيِّ، فَلَمْ يَكُنْ صَوْتٌ وَلاَ مُصْغٍ. فَرَجَعَ لِلِقَائِهِ وَأَخْبَرَهُ قَائِلاً: «لَمْ يَنْتَبِهِ الصَّبِيُّ».".

رَأْسِي، رَأْسِي = غالباً هى ضربة شمس. لِمَاذَا تَذْهَبِينَ الْيَوْمَ = هو إما أنه لم يعرف بموت الولد وهى لم ترد أن تشركه فى الحزن أو عرف ولا يصدق أن هناك أمل فى إحيائه ثانية. وغالبا فإن هذه المرأة سمعت عن إقامة إيليا لإبن الأرملة فى صرفة صيدا. فذهبت ولها إيمان أن إليشع يصنع لها نفس الشىء ولم ترد أن يعوقها زوجها فإيمانها أقوى لاَ تَتَعَوَّقْ لأَجْلِي = أى قُدْ الأتان بسرعة ولا تهتم من أن تزعجنى فكان الغلام يجرى أمام الحمار ليحثه على السير سريعا. اُرْكُضِ الآنَ لِلِقَائِهَا = عرف من مجيئها فى وقت غير عادى أنه قد حدث شىء يستلزم المساعدة. سَلاَمٌ = هى تريد النبى نفسه ولا تريد تضييع الوقت. لِيَدْفَعَهَا = هو لم يفكر فى محنة المرأة بل فى واجبات الإحترام للنبى. أما النبى ففكر فى آلامها المرة. هَلْ طَلَبْتُ ابْنًا مِنْ سَيِّدِي = من هذه الجملة فهم إليشع أن الولد قد مات ففى نظرها أن لا يكون لها ولد خير من أن يكن لها ولد ثم يموت وتفقده. وَخُذْ عُكَّازِي = العكاز فى يد إليشع غيره فى يد جيحزى فإليشع نبى ورجل صلاة والله إستجاب لصلاته ولجاجته عن الولد. والله إستجاب: -.

  1. لإيمان المرأة العجيب وتشبثها بالنبى كرجل لله.
  2. لإيمان النبى وجهاده فكان يمكن أن يقول لها إذهبى وسأصلى لأجلك ليعزيك الله.

الأعداد 32-37

الآيات (32 - 37): -

"32 وَدَخَلَ أَلِيشَعُ الْبَيْتَ وَإِذَا بِالصَّبِيِّ مَيْتٌ وَمُضْطَجعٌ عَلَى سَرِيرِهِ. 33فَدَخَلَ وَأَغْلَقَ الْبَابَ عَلَى نَفْسَيْهِمَا كِلَيْهِمَا، وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ. 34ثُمَّ صَعِدَ وَاضْطَجَعَ فَوْقَ الصَّبِيِّ وَوَضَعَ فَمَهُ عَلَى فَمِهِ، وَعَيْنَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ، وَيَدَيْهِ عَلَى يَدَيْهِ، وَتَمَدَّدَ عَلَيْهِ فَسَخُنَ جَسَدُ الْوَلَدِ. 35ثُمَّ عَادَ وَتَمَشَّى فِي الْبَيْتِ تَارَةً إِلَى هُنَا وَتَارَةً إِلَى هُنَاكَ، وَصَعِدَ وَتَمَدَّدَ عَلَيْهِ فَعَطَسَ الصَّبِيُّ سَبْعَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ فَتَحَ الصَّبِيُّ عَيْنَيْهِ. 36فَدَعَا جِيحْزِي وَقَالَ: «اُدْعُ هذِهِ الشُّونَمِيَّةَ» فَدَعَاهَا. وَلَمَّا دَخَلَتْ إِلَيْهِ قَالَ: «احْمِلِي ابْنَكِ». 37فَأَتَتْ وَسَقَطَتْ عَلَى رِجْلَيْهِ وَسَجَدَتْ إِلَى الأَرْضِ، ثُمَّ حَمَلَتِ ابْنَهَا وَخَرَجَتْ.".

6 - إقامة الميت.

وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ = بإيمان عظيم. وَتَمَشَّى فِي الْبَيْتِ = كان يسير فى البيت مصليا باكيا لمحبته للعائلة والولد. وهو نام فوق الولد ليدفئه ووضع فمه على فم الولد لينفخ فيه فهو يفعل ما فى إستطاعته. (مثل الدقيق والملح والزيت والخمس الخبزات.... هذا هو جهاد الإنسان). ولكن نعمة القيامة هى من الله.

الأعداد 38-41

الآيات (38 - 41): -

"38 وَرَجَعَ أَلِيشَعُ إِلَى الْجِلْجَالِ. وَكَانَ جُوعٌ فِي الأَرْضِ وَكَانَ بَنُو الأَنْبِيَاءِ جُلُوسًا أَمَامَهُ. فَقَالَ لِغُلاَمِهِ: «ضَعِ الْقِدْرَ الْكَبِيرَةَ، وَاسْلُقْ سَلِيقَةً لِبَنِي الأَنْبِيَاءِ». 39 وَخَرَجَ وَاحِدٌ إِلَى الْحَقْلِ لِيَلْتَقِطَ بُقُولاً، فَوَجَدَ يَقْطِينًا بَرِّيًّا، فَالْتَقَطَ مِنْهُ قُثَّاءً بَرِّيًّا مِلْءَ ثَوْبِهِ، وَأَتَى وَقَطَّعَهُ فِي قِدْرِ السَّلِيقَةِ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا. 40 وَصَبُّوا لِلْقَوْمِ لِيَأْكُلُوا. وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ مِنَ السَّلِيقَةِ صَرَخُوا وَقَالُوا: «فِي الْقِدْرِ مَوْتٌ يَا رَجُلَ اللهِ! ». وَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَأْكُلُوا. 41فَقَالَ: «هَاتُوا دَقِيقًا». فَأَلْقَاهُ فِي الْقِدْرِ وَقَالَ: «صُبَّ لِلْقَوْمِ فَيَأْكُلُوا». فَكَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ رَدِيءٌ فِي الْقِدْرِ.".

7 - إبراء القدر المسموم.

هذه المعجزة حدثت غالباً وقت المجاعة المذكورة بعد ذلك فى (إصحاح 8). يَقْطِينًا بَرِّيًّا = القثاء البرى ويرجح أنه الحنظل وطعمه مر وفعله مسهل عنيف يحدث مغص وقىء شديدين. صَرَخُوا وَقَالُوا = عرفوه من طعمه المر وتوقفوا عن الأكل حتى لا يتسمموا بزيادة. هَاتُوا دَقِيقًا = هو المادة الوسيطة مثل الملح فى تبرئة المياه. والدقيق يشير لحياة المسيح على الأرض، حياته التى أعطاها لنا ليصلح حياتنا ويحيينا. وظهر إيمان بنو الأنبياء أنهم إستمروا فى الأكل بعد وضع الدقيق. (لاحظ بساطة أكل الأنبياء فهو أعشاب مسلوقة).

تأمل: -.

فِي الْقِدْرِ مَوْتٌ = نقول هذا مع أشياء كثيرة فنقول فى السيجارة موت وفى الخمور موت وفى الطعام أو الرزق الذى نحصل عليه بالغش موت بل فى كل طعام نأكله بلا شكر وبتذمر وبلا بركة الرب.

الأعداد 42-44

الآيات (42 - 44): -

"42 وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَعْلِ شَلِيشَةَ وَأَحْضَرَ لِرَجُلِ اللهِ خُبْزَ بَاكُورَةٍ عِشْرِينَ رَغِيفًا مِنْ شَعِيرٍ، وَسَوِيقًا فِي جِرَابِهِ. فَقَالَ: «أَعْطِ الشَّعْبَ لِيَأْكُلُوا». 43فَقَالَ خَادِمُهُ: «مَاذَا؟ هَلْ أَجْعَلُ هذَا أَمَامَ مِئَةِ رَجُل؟ » فَقَالَ: «أَعْطِ الشَّعْبَ فَيَأْكُلُوا، لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: يَأْكُلُونَ وَيَفْضُلُ عَنْهُمْ». 44فَجَعَلَ أَمَامَهُمْ فَأَكَلُوا، وَفَضَلَ عَنْهُمْ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ.".

8 - إطعام كثيرين بخبز قليل.

نقول أيضا أن هذه المعجزة حدثت فى وقت المجاعة (إصحاح 8). بَعْلِ شَلِيشَةَ = قريبة من الجلجال. سَوِيقً = الطحين الناعم. أَعْطِ الشَّعْبَ لِيَأْكُلُوا = نرى هنا كرم الرجل الذى ينفذ وصية الباكورات ويأتى بهذه الهدية لرجل الله، وكرم النبى الذى لم يحتفظ بها لنفسه وكلاهما ظهر كرمه بالأكثر لأن الوقت وقت مجاعة. أَكَلُوا وَفَضَلَوا = هذه هى البركة فلنقدم لله، والله يبارك.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

اَلأَصْحَاحُ الْخَامِسُ - سفر الملوك الثاني - القمص أنطونيوس فكري

اَلأَصْحَاحُ الثَّالِثُ - سفر الملوك الثاني - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر الملوك الثاني الأصحاح 4
تفاسير سفر الملوك الثاني الأصحاح 4