اَلأَصْحَاحُ الْخَامِسُ وَالْعِشْرُونَ – سفر الملوك الثاني – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر الملوك الثاني – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح الخامس والعشرون

الأعداد 1-7

الآيات (1 - 7): -

"1 وَفِي السَّنَةِ التَّاسِعَةِ لِمُلْكِهِ، فِي الشَّهْرِ الْعَاشِرِ فِي عَاشِرِ الشَّهْرِ، جَاءَ نَبُوخَذْنَاصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ هُوَ وَكُلُّ جَيْشِهِ عَلَى أُورُشَلِيمَ وَنَزَلَ عَلَيْهَا، وَبَنَوْا عَلَيْهَا أَبْرَاجًا حَوْلَهَا. 2 وَدَخَلَتِ الْمَدِينَةُ تَحْتَ الْحِصَارِ إِلَى السَّنَةِ الْحَادِيَةَ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ صِدْقِيَّا. 3فِي تَاسِعِ الشَّهْرِ اشْتَدَّ الْجُوعُ فِي الْمَدِينَةِ، وَلَمْ يَكُنْ خُبْزٌ لِشَعْبِ الأَرْضِ. 4فَثُغِرَتِ الْمَدِينَةُ، وَهَرَبَ جَمِيعُ رِجَالِ الْقِتَالِ لَيْلاً مِنْ طَرِيقِ الْبَابِ بَيْنَ السُّورَيْنِ اللَّذَيْنِ نَحْوَ جَنَّةِ الْمَلِكِ. وَكَانَ الْكِلْدَانِيُّونَ حَوْلَ الْمَدِينَةِ مُسْتَدِيرِينَ. فَذَهَبُوا فِي طَرِيقِ الْبَرِّيَّةِ. 5فَتَبِعَتْ جُيُوشُ الْكِلْدَانِيِّينَ الْمَلِكَ فَأَدْرَكُوهُ فِي بَرِّيَّةِ أَرِيحَا، وَتَفَرَّقَتْ جَمِيعُ جُيُوشِهِ عَنْهُ. 6فَأَخَذُوا الْمَلِكَ وَأَصْعَدُوهُ إِلَى مَلِكِ بَابِلَ إِلَى رَبْلَةَ وَكَلَّمُوهُ بِالْقَضَاءِ عَلَيْهِ. 7 وَقَتَلُوا بَنِي صِدْقِيَّا أَمَامَ عَيْنَيْهِ، وَقَلَعُوا عَيْنَيْ صِدْقِيَّا وَقَيَّدُوهُ بِسِلْسِلَتَيْنِ مِنْ نُحَاسٍ، وَجَاءُوا بِهِ إِلَى بَابِلَ.".

فِي السَّنَةِ التَّاسِعَةِ = لصدقيا ملك بابل، وكان تمرده غالباً أنه حاول عقد تحالف مع مصر وصور وصيدا وموآب ضد بابل. كُلُّ جَيْشِه = (إر 1: 34) يوضح أن كل ممالك الأرض التى خضعت لسلطان نبوخذ نصر وشعوبها كانوا يحاربون أورشليم. أَبْرَاجًا = أقاموا متاريس أى أكوام تراب قبالة السور ثم بنوا أبراجاً عليها ليضربوا أورشليم بالسهام والمنجنيق والرماح. فكل شعب أورشليم وجيشها محاصرون بالداخل. وقد هرب الملك ليلاً دون أن يراه الكلدانيون ولما عرفوا تبعوه ونفذوا فيه نبوتين (إر 4: 32 + حز 13: 12) رَبْلَةَ = كانت مركزاً حربياً لملك بابل لأنه كان فى نفس الوقت الذى يحاصر فيه أورشليم كان يحاصر صور. وربلة تتوسط الإثنين فإتخذها مركزاً له. سِلْسِلَتَيْنِ = واحدة ليديه والأخرى لرجليه. وعجيب أن أحداً من الملوك الأربعة لم يتعظ مما حدث مع سلفه وإستمروا فى شرورهم بل أكمل صدقيا مكيال الإثم حين نقض الحَلَف الذى حلفه لنبوخذ نصر ونلاحظ أن الخطية تفسد حكمة الأشرار فقرار تمرد صدقيا على ملك بابل بعدما حدث ليهوياكيم هو قرار لا يوصف سوى بالغباء.

الأعداد 8-21

الآيات (8 - 21): -

"8 وَفِي الشَّهْرِ الْخَامِسِ، فِي سَابِعِ الشَّهْرِ، وَهِيَ السَّنَةُ التَّاسِعَةَ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ نَبُوخَذْنَاصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ، جَاءَ نَبُوزَرَادَانُ رَئِيسُ الشُّرَطِ عَبْدُ مَلِكِ بَابِلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، 9 وَأَحْرَقَ بَيْتَ الرَّبِّ وَبَيْتَ الْمَلِكِ، وَكُلَّ بُيُوتِ أُورُشَلِيمَ، وَكُلَّ بُيُوتِ الْعُظَمَاءِ أَحْرَقَهَا بِالنَّارِ. 10 وَجَمِيعُ أَسْوَارِ أُورُشَلِيمَ مُسْتَدِيرًا هَدَمَهَا كُلُّ جُيُوشِ الْكِلْدَانِيِّينَ الَّذِينَ مَعَ رَئِيسِ الشُّرَطِ. 11 وَبَقِيَّةُ الشَّعْبِ الَّذِينَ بَقُوا فِي الْمَدِينَةِ، وَالْهَارِبُونَ الَّذِينَ هَرَبُوا إِلَى مَلِكِ بَابِلَ، وَبَقِيَّةُ الْجُمْهُورِ سَبَاهُمْ نَبُوزَرَادَانُ رَئِيسُ الشُّرَطِ. 12 وَلكِنَّ رَئِيسَ الشُّرَطِ أَبْقَى مِنْ مَسَاكِينِ الأَرْضِ كَرَّامِينَ وَفَلاَّحِينَ. 13 وَأَعْمِدَةَ النُّحَاسِ الَّتِي فِي بَيْتِ الرَّبِّ وَالْقَوَاعِدَ وَبَحْرَ النُّحَاسِ الَّذِي فِي بَيْتِ الرَّبِّ كَسَّرَهَا الْكِلْدَانِيُّونَ، وَحَمَلُوا نُحَاسَهَا إِلَى بَابِلَ. 14 وَالْقُدُورَ وَالرُّفُوشَ وَالْمَقَاصَّ وَالصُّحُونَ وَجَمِيعَ آنِيَةِ النُّحَاسِ الَّتِي كَانُوا يَخْدِمُونَ بِهَا، أَخَذُوهَا. 15 وَالْمَجَامِرَ وَالْمَنَاضِحَ. مَا كَانَ مِنْ ذَهَبٍ فَالذَّهَبُ، وَمَا كَانَ مِنْ فِضَّةٍ فَالْفِضَّةُ، أَخَذَهَا رَئِيسُ الشُّرَطِ. 16 وَالْعَمُودَانِ وَالْبَحْرُ الْوَاحِدُ وَالْقَوَاعِدُ الَّتِي عَمِلَهَا سُلَيْمَانُ لِبَيْتِ الرَّبِّ، لَمْ يَكُنْ وَزْنٌ لِنُحَاسِ كُلِّ هذِهِ الأَدَوَاتِ. 17ثَمَانِي عَشَرَةَ ذِرَاعًا ارْتِفَاعُ الْعَمُودِ الْوَاحِدِ، وَعَلَيْهِ تَاجٌ مِنْ نُحَاسٍ، وَارْتِفَاعُ التَّاجِ ثَلاَثُ أَذْرُعٍ، وَالشَّبَكَةُ وَالرُّمَّانَاتُ الَّتِي عَلَى التَّاجِ مُسْتَدِيرَةً جَمِيعُهَا مِنْ نُحَاسٍ. وَكَانَ لِلْعَمُودِ الثَّانِي مِثْلُ هذِهِ عَلَى الشَّبَكَةِ.

18 وَأَخَذَ رَئِيسُ الشُّرَطِ سَرَايَا الْكَاهِنَ الرَّئِيسَ، وَصَفَنْيَا الْكَاهِنَ الثَّانِي، وَحَارِسِي الْبَابِ الثَّلاَثَةَ. 19 وَمِنَ الْمَدِينَةِ أَخَذَ خَصِيًّا وَاحِدًا كَانَ وَكِيلاً عَلَى رِجَالِ الْحَرْبِ، وَخَمْسَةَ رِجَال مِنَ الَّذِينَ يَنْظُرُونَ وَجْهَ الْمَلِكِ الَّذِينَ وُجِدُوا فِي الْمَدِينَةِ، وَكَاتِبَ رَئِيسِ الْجُنْدِ الَّذِي كَانَ يَجْمَعُ شَعْبَ الأَرْضِ، وَسِتِّينَ رَجُلاً مِنْ شَعْبِ الأَرْضِ الْمَوْجُودِينَ فِي الْمَدِينَةِ 20 وَأَخَذَهُمْ نَبُوزَرَادَانُ رَئِيسُ الشُّرَطِ وَسَارَ بِهِمْ إِلَى مَلِكِ بَابِلَ إِلَى رَبْلَةَ. 21فَضَرَبَهُمْ مَلِكُ بَابِلَ وَقَتَلَهُمْ فِي رَبْلَةَ فِي أَرْضِ حَمَاةَ. فَسُبِيَ يَهُوذَا مِنْ أَرْضِهِ. ".

الْهَارِبُونَ الَّذِينَ هَرَبُوا إِلَى مَلِكِ بَابِلَ = كانوا قد هربوا أثناء الحصار ولجأوا للبابليين.

أَعْمِدَةَ النُّحَاسِ = من ضخامتها كسروها فزال جمالها لذلك يسجل الكاتب بحسرة مواصفات الأعمدة. صَفَنْيَا الْكَاهِنَ الثَّانِي = نائب رئيس الكهنة كان يقوم بواجب رئيس الكهنة حين كان رئيس الكهنة تمنعهُ أى موانع طقسية. الَّذِينَ يَنْظُرُونَ وَجْهَ الْمَلِكِ = هم وزراءه والقريبيين منهُ ومشيروه (هم الذين أشاروا بالتمرد) لأن عامة الشعب لا يرون وجه الملك. كَاتِبَ رَئِيسِ الْجُنْدِ = كان عليه أن يَعُّدْ الجيش ويبلغهم أوامر القائد. وَسِتِّينَ رَجُلاً = كانوا من الرؤساء.

فسبى يهوذا = كان السبى على 4 مراحل ولكن يبدو أنه كان أكثر من ذلك فنجد أن عدد المسبيين يختلف ما بين (2 مل 24)، (إر 52) ولكن نجد أن التواريخ المصاحبة.

تختلف أيضاً فيبدو أنه كان بين السبى والسبى التالى، يصعد جيش بابل ليأخذ بعض المسبيين إلى بابل لإستخدامهم هناك والمراحل الأربعة المشهورة للسبى حسب الرسم.

يوشيا

قد يرجع السبب فى الإختلافات فى أعداد المسبيين وتواريخ السبى إلى:

  1. كل كاتب ينسب التواريخ لشئ مختلف.
  2. الأعداد التى يكتبها واحد قد تشمل عدد من وصل لبابل فعلاً والآخر يكتب الذين أخذوا من أورشليم والبعض فُقد ومات فى الطريق.
  3. هناك مراحل أخرى للسبى غير الأربعة الكبار ونرى أن الله وجد أن أحسن علاج لخطايا يهوذا هو السبى.

الأعداد 22-26

الآيات (22 - 26): -

"22 وَأَمَّا الشَّعْبُ الَّذِي بَقِيَ فِي أَرْضِ يَهُوذَا، الَّذِينَ أَبْقَاهُمْ نَبُوخَذْنَاصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ، فَوَكَّلَ عَلَيْهِمْ جَدَلْيَا بْنَ أَخِيقَامَ بْنِ شَافَانَ. 23 وَلَمَّا سَمِعَ جَمِيعُ رُؤَسَاءِ الْجُيُوشِ هُمْ وَرِجَالُهُمْ أَنَّ مَلِكَ بَابِلَ قَدْ وَكَّلَ جَدَلْيَا أَتَوْا إِلَى جَدَلْيَا إِلَى الْمِصْفَاةِ، وَهُمْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ نَثَنْيَا، وَيُوحَنَانُ بْنُ قَارِيحَ، وَسَرَايَا بْنُ تَنْحُومَثَ النَّطُوفَاتِيِّ، وَيَازَنْيَا ابْنُ الْمَعْكِيِّ، هُمْ وَرِجَالُهُمْ. 24 وَحَلَفَ جَدَلْيَا لَهُمْ وَلِرِجَالِهِمْ، وَقَالَ لَهُمْ: «لاَ تَخَافُوا مِنْ عَبِيدِ الْكِلْدَانِيِّينَ. اسْكُنُوا الأَرْضَ وَتَعَبَّدُوا لِمَلِكِ بَابِلَ فَيَكُونَ لَكُمْ خَيْرٌ». 25 وَفِي الشَّهْرِ السَّابعِ جَاءَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ نَثَنْيَا بْنِ أَلِيشَمَعَ مِنَ النَّسْلِ الْمَلِكِيِّ، وَعَشَرَةُ رِجَال مَعَهُ وَضَرَبُوا جَدَلْيَا فَمَاتَ، وَأَيْضًا الْيَهُودُ وَالْكِلْدَانِيِّينَ الَّذِينَ مَعَهُ فِي الْمِصْفَاةِ. 26فَقَامَ جَمِيعُ الشَّعْبِ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ وَرُؤَسَاءُ الْجُيُوشِ وَجَاءُوا إِلَى مِصْرَ، لأَنَّهُمْ خَافُوا مِنَ الْكِلْدَانِيِّينَ.".

جَدَلْيَا = لم يكن من النسل الملكى ولكنه كان غيوراً للوطن. رُؤَسَاءِ الْجُيُوشِ = كانوا قد هربوا مع صدقيا ثم تفرقوا عنهُ بعد القبض عليه. إِسْمَاعِيلُ = كان من النسل الملكى وكان مقاوماً للبابليين وربما كان لهُ أمل أن يعود للسلطة. وَجَاءُوا إِلَى مِصْرَ = فهم ظنوا أن ملك بابل لابد وسينتقم لقتل جدليا والبابليين الذين كانوا معهُ. ولن يميز فى إنتقامه بين إسمعيل وأتباعه وبين الباقين. وكان إرمياء قد أخبر يوحانان والذين معهُ بقرار الرب أن لا يذهبوا إلى مصر فلم يسمعوا لكلام الرب بل ذهبوا وأخذوا إرمياء معهم وتحققت نبوة موسى (تث26: 28) فهم عادوا بإرادتهم إلى أرض العبودية. وما فعلوه هنا يشبه ما يفعله كثيرين حين يسمح الله لهم ببعض التجارب فيتركون الكنيسة ويرجعون لأرض العبودية أى خطاياهم القديمة ويدعون أنها تعزيهم وفيها ينسون ألامهم ويجدون فيها الحماية من أحزانهم.

الأعداد 27-30

الآيات (27 - 30): -

"27 وَفِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ وَالثَّلاَثِينَ لِسَبْيِ يَهُويَاكِينَ مَلِكِ يَهُوذَا، فِي الشَّهْرِ الثَّانِي عَشَرَ فِي السَّابعِ وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ، رَفَعَ أَوِيلُ مَرُودَخُ مَلِكُ بَابِلَ، فِي سَنَةِ تَمَلُّكِهِ، رَأْسَ يَهُويَاكِينَ مَلِكِ يَهُوذَا مِنَ السِّجْنِ 28 وَكَلَّمَهُ بِخَيْرٍ، وَجَعَلَ كُرْسِيَّهُ فَوْقَ كَرَاسِيِّ الْمُلُوكِ الَّذِينَ مَعَهُ فِي بَابِلَ. 29 وَغَيَّرَ ثِيَابَ سِجْنِهِ. وَكَانَ يَأْكُلُ دَائِمًا الْخُبْزَ أَمَامَهُ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ. 30 وَوَظِيفَتُهُ وَظِيفَةٌ دَائِمَةٌ تُعْطَى لَهُ مِنْ عِنْدِ الْمَلِكِ، أَمْرُ كُلِّ يَوْمٍ بِيَوْمِهِ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ.".

نجد لمحة رجاء فى آخر السفر برفع وجه يهوياكين. هى رحمة من الله وليست من ملك بابل ليعرف الشعب أن الله لم يتركهم تماماً فيكون لهم رجاء فى الخلاص والعودة وغالباً يكون ملك بابل قد فعل هذا بتأثير من دانيال والفتية الثلاث.

ملحوظات.

  1. لم يكن لإنسان أو جيش مهما كانت قوته أن يهدم الهيكل إذا كان الله حالا فيه. ولكن نلاحظ أن الله كان قد غادر الهيكل قبل ذلك. وراجع حزقيال إصحاحات 8 – 11.

إذا كانت بابل ترمز للشيطان فى سبيها وإستعبادها وقتلها لشعب الله، فهنا نرى صورة لما فعله الشيطان بالإنسان إذ أسقطه فى الخطية. ونلاحظ هنا جمال الهيكل وجمال الأعمدة، ولقد دمرت بابل كل هذا وحطمته وخربته وذلك كما خسر الإنسان الصورة الجميلة التى خلقه الله عليها قبل أن يسقط وصار يموت.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

اَلأَصْحَاحُ الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ - سفر الملوك الثاني - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر الملوك الثاني الأصحاح 25
تفاسير سفر الملوك الثاني الأصحاح 25