الأصحاح الحادي والعشرون – سفر صموئيل الأول – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر صموئيل الأول – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأَصْحَاحُ الحَادِي وَالعِشْرُونَ

هروب داود إلى "نوب" و "جت".

(1) هروب داود إلى نوب (ع1 - 9).

(2) هروب داود إلى "جت" وتظاهره بالجنون (ع10 - 15).

(1) هروب داود إلى نوب (ع1 - 9):

1 فَجَاءَ دَاوُدُ إِلَى نُوبٍ إِلَى أَخِيمَالِكَ الْكَاهِنِ. فَاضْطَرَبَ أَخِيمَالِكُ عِنْدَ لِقَاءِ دَاوُدَ وَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا أَنْتَ وَحْدَكَ وَلَيْسَ مَعَكَ أَحَدٌ؟ » 2 فَقَالَ دَاوُدُ لأَخِيمَالِكَ الْكَاهِنِ: «إِنَّ الْمَلِكَ أَمَرَنِي بِشَيْءٍ وَقَالَ لِي: لاَ يَعْلَمْ أَحَدٌ شَيْئًا مِنَ الأَمْرِ الَّذِي أَرْسَلْتُكَ فِيهِ وَأَمَرْتُكَ بِهِ. وَأَمَّا الْغِلْمَانُ فَقَدْ عَيَّنْتُ لَهُمُ الْمَوْضِعَ الْفُلاَنِيَّ وَالْفُلاَنِيَّ. 3 وَالآنَ فَمَاذَا يُوجَدُ تَحْتَ يَدِكَ؟ أَعْطِ خَمْسَ خُبْزَاتٍ فِي يَدِي أَوِ الْمَوْجُودَ». 4 فَأَجَابَ الْكَاهِنُ دَاوُدَ: «لاَ يُوجَدُ خُبْزٌ مُحَلَّلٌ تَحْتَ يَدِي, وَلَكِنْ يُوجَدُ خُبْزٌ مُقَدَّسٌ إِذَا كَانَ الْغِلْمَانُ قَدْ حَفِظُوا أَنْفُسَهُمْ لاَ سِيَّمَا مِنَ النِّسَاءِ». 5 فَأَجَابَ دَاوُدُ الْكَاهِنَ: «إِنَّ النِّسَاءَ قَدْ مُنِعَتْ عَنَّا مُنْذُ أَمْسِ وَمَا قَبْلَهُ عِنْدَ خُرُوجِي وَأَمْتِعَةُ الْغِلْمَانِ مُقَدَّسَةٌ. وَهُوَ عَلَى نَوْعٍ مُحَلَّلٌ, وَالْيَوْمَ أَيْضًا يَتَقَدَّسُ بِالآنِيَةِ». 6 فَأَعْطَاهُ الْكَاهِنُ الْمُقَدَّسَ, لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ خُبْزٌ إِلَّا خُبْزَ الْوُجُوهِ الْمَرْفُوعَ مِنْ أَمَامِ الرَّبِّ لِيُوضَعَ خُبْزٌ سُخْنٌ فِي يَوْمِ أَخْذِهِ. 7 وَكَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ مِنْ عَبِيدِ شَاوُلَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مَحْصُورًا أَمَامَ الرَّبِّ اسْمُهُ دُوَاغُ الأَدُومِيُّ رَئِيسُ رُعَاةِ شَاوُلَ. 8 وَقَالَ دَاوُدُ لأَخِيمَالِكَ: «أَفَمَا يُوجَدُ هُنَا تَحْتَ يَدِكَ رُمْحٌ أَوْ سَيْفٌ, لأَنِّي لَمْ آخُذْ بِيَدِي سَيْفِي وَلاَ سِلاَحِي لأَنَّ أَمْرَ الْمَلِكِ كَانَ مُعَجِّلًا؟ » 9 فَقَالَ الْكَاهِنُ: «إِنَّ سَيْفَ جُلْيَاتَ الْفِلِسْطِينِيِّ الَّذِي قَتَلْتَهُ فِي وَادِي الْبُطْمِ هَا هُوَ مَلْفُوفٌ فِي ثَوْبٍ خَلْفَ الأَفُودِ, فَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَأْخُذَهُ فَخُذْهُ, لأَنَّهُ لَيْسَ آخَرُ سِوَاهُ هُنَا». فَقَالَ دَاوُدُ: «لاَ يُوجَدُ مِثْلُهُ. أَعْطِنِي إِيَّاهُ».

العدد 1

ع1:

نوب: تقع شمال شرق أورشليم وعلى بعد 8 كم. من جبعة بلدة شاول، وحسبت مدينة للكهنة لأن خيمة الاجتماع انتقلت إليها بعد خراب شيلوه مع أنها ليست من مدن الكهنة التي خصصها يشوع (يش21).

كانت بلدة "نوب" هي البلدة التي انتقلت إليها خيمة الاجتماع بعد وجودها زمانًا ببلدة "شيلوه"، وبالتالي انتقل أيضًا إليها رئيس الكهنة "أخيمالك بن أخيطوب" بن "عالى" وهو نفسه "أخيا ابن أخيطوب" أو شقيقًا له (1 صم14: 3، 18)، وكان "أبياثار" الكاهن ابنه يساعده في الخدمة (1 أى15: 11، مر2: 26).

عندما رأى أخيمالك داود تعجب وخاف من زيارته الغير متوقعة، ولكونه وحيدًا وبلا موكب من الرجال كما كان ينبغى أن يكون إذ أنه قائد حربى، واستفسر منه عن سبب زيارته المفاجئة وإتيانه وحيدًا...

وعندما يذكر سفر أخبار الأيام أو إنجيل مرقس أن داود قابل أبياثار رئيس الكهنة في نوب، فالمقصود أنه ابن أخيمالك فقد كان معه وسيصير رئيس كهنة بعده، والمسيح لم يذكر أن أبياثار هو الذي أعطى لداود الخبز بل قال في أيام أبياثار.

ومجئ داود إلى نوب كان لطلب صلوات أخيمالك وابنه أبياثار بالإضافة إلى طلبه منهم طعام وسلاح كما سيظهر في الأبيات التالية.

العدد 2

ع2:

أجاب داود أخيمالك بالكذب، إذ خاف أن يعلمه بمطاردة شاول له وطلب قتله، (وبالطبع كانت هذه نقطة ضعف بشرى ما كان ينبغى أن يقع داود فيها ولكن الله يعرض لنا صور الضعف البشرى حتى نتعلم منها أيضًا). وأخبره داود أنه مرسل من الملك في مهمة سرية لا يستطيع الإفصاح عنها كأمر الملك، وأجابه عن الغلمان بأنه حدد لهم أماكن للاختباء فيها ما بين هنا وهناك. والله سامح داود على كذبه وعدم التجائه إليه بالصلاة أو سؤال صموئيل لأنه دائمًا يرجع إليه بالتوبة سريعًا ولا يصر على خطاياه مثل شاول، فهو بالفعل قلبه مثل قلب الله.

العدد 3

ع3:

ماذا يوجد تحت يدك؟! بهذا السؤال عبر داود عن احتياجه للطعام، ثم طلب من أخيمالك خمس خبزات له وللغلمان أو أي شيء متاح ومتوفر للأكل.

العدد 4

ع4:

خبز محلل: أي خبز عادى وحلال أن يأكله أي إنسان.

خبز مقدس: المقصود به خبز مائدة الوجوه والذي لا يأكله سوى الكهنة.

أجاب أخيمالك داود بأنه لا يوجد لديه أي خبز جاهز يمكن أن يأكله الرجال، ولكن الخبز المتوفر والموجود حاليًا هو خبز مائدة الوجوه والذي لا يأكله سوى الكهنة، ولكن كنوع من المرونة وإنقاذ للموقف وإنجاح لمهمة داود والملك أشار "أخيمالك" بأن داود يمكنه أخذ الخبز وأكله مع الغلمان إذا كانوا طاهرين جسديًا ولم يمسوا زوجاتهم.

العدد 5

ع5:

اليوم أيضًا يتقدس بالآنية: الخبز الجديد الموضوع في الآنية على مائدة خبز الوجوه يتقدس بوضعه فيها، أي بعد أخذى الخبز المحلّل يبقى خبز مقدس في خيمة الاجتماع.

على نوع محلل: أن الخبز رفع عن المائدة وبالتالي يمكن في حالة الاحتياج الشديد مثل حالة داود أن يأكلوه حتى لا يخور في الطريق هو ورجاله بشرط طهارتهم.

أكد داود لأخيمالك الكاهن بأنه ورجاله طاهرون وأنهم لم يمسوا النساء منذ يومين ومنذ خروجهم من "جبعة شاول"، وكذلك أمتعة الغلمان طاهرة لم يمسها نجس، وبالتالي يصير الأمر حلالًا لا شر فيه.

العدد 6

ع6:

بعدما طمأن "داود" أخيمالك "الكاهن، أخذ الخبز منه وهو الخبز القديم الذي رفعه الكاهن من على المائدة ووضع عوضًا عنه خبزًا جديدًا.

† من الأمور الجميلة التي صنعها داود هي أن أول مكان قرّر اللجوء إليه هو بيت الرب وأول إنسان تكلم معه هو الكاهن، لعلنا نفعل نحن هذا أيضًا، فتكون الكنيسة أول مكان نلجأ إليه، فبركة الله في بيته هي التي تسندك في كل خطوات حياتك وتعطيك نعمة في أعين كل من تقابلهم وترشدك إلى التصرف الحسن.

العدد 7

ع7:

يذكر هذا العدد رجلًا سيكون له دور في الأحداث فيما بعد (1 صم 22)، وهذا الرجل كان يعمل عند شاول كرئيس لرعاة ماشيته، وتصادف وجوده في خيمة الاجتماع إذ كان عليه نذر أو ضرورة دعته أن يتواجد هناك وهو ما عبر عنه الوحى بتعبير "كان محصورًا". ونعلم من اسمه أن أصله كان من الأدوميين أي من نسل عيسو وتهود فهو من أتباع شاول.

العدد 8

ع8:

بادر "داود" أخيمالك الكاهن بطلب ثانٍ وهو أن يمده بأى سلاح، وقدم عذره بعدم حمله سلاحه وهو سرعته في الخروج بحسب أمر الملك مما جعله ينسى سلاحه.

العدد 9

ع9:

أجاب أخيمالك داود بأنه ليس لديه أي سلاح سوى سيف جليات الفلسطينى الذي سبق وقتله، وقد احتفظ الشعب بهذا السيف في خيمة الاجتماع كتذكار لعمل الله معهم، وقد خبأه أخيمالك في ركن بالخيمة ووضع أمامه "الأفود" وهو من لباس الكهنة وسبق الكلام عنه مرارًا. فأخذ داود السيف وقال أنه لا يوجد مثله وذلك لأمرين:

لأنه جيد الصنع إذ كان يستخدمه هذا الجبار جليات.

لأنه يذكره بعمل الله وحمايته له من جليات، فيتذكر دائمًا مساندة الله له عندما يكون معه هذا السيف.

ونلاحظ أنه عندما قتل داود جليات، وهذه أكبر تقدمة يقدمها إنسان في هذا الوقت لله لأنها بدل حياته، باركه الله وأعطاه سيف جليات بعد ذلك ليحارب به وحفظه في كل مطاردات شاول له. فعندما يعطى إنسان شيئًا لله، يباركه الله ويعطيه أكثر وأكثر.

(2) هروب داود إلى "جت" وتظاهره بالجنون (ع10 - 15):

10 وَقَامَ دَاوُدُ وَهَرَبَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ أَمَامِ شَاوُلَ وَجَاءَ إِلَى أَخِيشَ مَلِكِ جَتَّ. 11 فَقَالَ عَبِيدُ أَخِيشَ لَهُ: «أَلَيْسَ هَذَا دَاوُدَ مَلِكَ الأَرْضِ؟ أَلَيْسَ لِهَذَا كُنَّ يُغَنِّينَ فِي الرَّقْصِ قَائِلاَتٍ: ضَرَبَ شَاوُلُ أُلُوفَهُ وَدَاوُدُ رَبَوَاتِهِ؟ ». 12 فَوَضَعَ دَاوُدُ هَذَا الْكَلاَمَ فِي قَلْبِهِ وَخَافَ جِدًّا مِنْ أَخِيشَ مَلِكِ جَتَّ. 13 فَغَيَّرَ عَقْلَهُ فِي أَعْيُنِهِمْ, وَتَظَاهَرَ بِالْجُنُونِ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ, وَأَخَذَ يُخَرْبِشُ عَلَى مَصَارِيعِ الْبَابِ وَيُسِيلُ رِيقَهُ عَلَى لِحْيَتِهِ. 14 فَقَالَ أَخِيشُ لِعَبِيدِهِ: «هُوَذَا تَرَوْنَ الرَّجُلَ مَجْنُونًا, فَلِمَاذَا تَأْتُونَ بِهِ إِلَيَّ؟ 15 أَلَعَلِّي مُحْتَاجٌ إِلَى مَجَانِينَ حَتَّى أَتَيْتُمْ بِهَذَا لِيَتَجَنَّنَ عَلَيَّ؟ أَهَذَا يَدْخُلُ بَيْتِي؟ ».

العدد 10

ع10:

سبق وأشرنا أن "جت" هى أحد مدن الفلسطينيين الخمس الكبرى وكان ملكها هو أخيش؛ وقد ذهب إليها "داود" في خطوة غير متوقعة، ولكنه ذهب إليها كلاجئ سياسى كالتعبير الذي نستخدمه الآن، وكان تفكير "داود" أن جت هي المكان الذي لن يبحث فيه شاول أو يهاجم هذه المدينة الكبيرة من أجل داود. وكانت شجاعة غير عادية من داود أن يهرب إلى جت لأنه معرض للموت، ولكنه قد يكون قال في نفسه أن أخيش سيقبله نكاية في شاول لأنه يعادى شاول وإذا رأى أن داود قد ترك شاول وانضم إليه سيكسبه بطلًا يحارب به شاول، ولكن مازال الخوف بداخله أن أخيش ربما يقبض عليه ويقتله.

العدد 11

ع11:

نفهم من الكلام أن أخيش قبل داود للاحتماء في مدينته أو على الأقل لم يهتم لوجوده، ولكن رؤساء شعبه ومستشاريه لم يعجبهم ذلك، فخاطبوا أخيش مذكرين إياه بأن داود هو الرجل الذي ألحق الخزي بالفلسطينيين بعد قتل جليات وهو بطل إسرائيل الذي هتفت من أجله النساء.

الأعداد 12-13

ع12 - 13:

وصل هذا الكلام إلى "داود" وخاف جدًا من تأثر "أخيش" بأعوانه وكلامهم فيقوم بقتله، ولهذا توصل إلى فكرة جديدة وهي اصطناع الجنون والخبل، فبدأ يسيل لعابه على ذقنه ويخربش بأظافره على الأبواب كالمجانين.

† نلاحظ أن داود حتى ينجو بحياته لجأ للأساليب البشرية ولم يلجأ لله القادر على نجاته من الشر، فبدأ أولًا بالكذب على الكاهن ثم الالتجاء لمدن الأعداء دون طلب رأى الله، وبفكره البشرى أيضًا ادعى الجنون لينجو بحياته ناسيًا ما قاله لجليات سابقًا أن قوته في اسم رب الجنود...!! أخى الحبيب لا تلجأ للكذب عند الخطر أو الضغط عليك، بل إلجأ إلى الله واترك له التدبير. إثبت في إيمانك حتى لو حاربك الفكر بأن الأمور ستتعقد، فالله قادر أن يحل كل مشاكلك إن اتكلت عليه.

الأعداد 14-15

ع14 - 15:

كان غرض الرجال من كلامهم مع "أخيش" أن يأتوا بداود إليه فيحاكمه ويصدر عليه حكم الموت، ولكن هنا نرى عمل الله من أجل حماية "داود"، إذ وضع في قلب "أخيش" أن داود صار رجلًا مجنونًا فكيف يدخله إلى مجلسه أو إلى بيته، واستنكر هذا التصرف على نفسه أمام رجاله ورفض بالفعل عمل أي شيء مع داود.

وكان داود يصلى في كل هذه المواقف فصلى المزمور "34"، ومن أجل هذا كان الله ينجيه رغم ضعفه البشرى بالكذب، لأنه إنسان بار ومظلوم، فالله يدافع عن أولاده الضعفاء الملتجئين إليه.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح الثاني والعشرون - سفر صموئيل الأول - مارمرقس مصر الجديدة

الأصحاح العشرون - سفر صموئيل الأول - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير سفر صموئيل الأول الأصحاح 21
تفاسير سفر صموئيل الأول الأصحاح 21