الأصحاح العاشر – سفر صموئيل الأول – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر صموئيل الأول – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأَصْحَاحُ العَاشِرُ

مسح شاول واختياره بالقرعة ملكًا.

(1) مسح شاول ملكًا (ع1 - 9).

(2) شاول بين الأنبياء (ع10 - 16).

(3) القرعة لاختيار شاول ملكًا (ع17 - 27).

(1) مسح شاول ملكًا (ع1 - 9):

1 فَأَخَذَ صَمُوئِيلُ قِنِّينَةَ الدُّهْنِ وَصَبَّ عَلَى رَأْسِهِ وَقَبَّلَهُ وَقَالَ: «أَلَيْسَ لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ مَسَحَكَ عَلَى مِيرَاثِهِ رَئِيسًا؟ 2 فِي ذَهَابِكَ الْيَوْمَ مِنْ عِنْدِي تُصَادِفُ رَجُلَيْنِ عِنْدَ قَبْرِ رَاحِيلَ فِي تُخُمِ بِنْيَامِينَ فِي صَلْصَحَ, فَيَقُولاَنِ لَكَ: قَدْ وُجِدَتِ الأُتُنُ الَّتِي ذَهَبْتَ تُفَتِّشُ عَلَيْهَا, وَهُوَذَا أَبُوكَ قَدْ تَرَكَ أَمْرَ الأُتُنِ وَاهْتَمَّ بِكُمَا قَائِلًا: مَاذَا أَصْنَعُ لاِبْنِي؟ 3 وَتَعْدُو مِنْ هُنَاكَ ذَاهِبًا حَتَّى تَأْتِيَ إِلَى بَلُّوطَةِ تَابُورَ, فَيُصَادِفُكَ هُنَاكَ ثَلاَثَةُ رِجَالٍ صَاعِدُونَ إِلَى اللَّهِ إِلَى بَيْتِ إِيلٍ, وَاحِدٌ حَامِلٌ ثَلاَثَةَ جِدَاءٍ, وَوَاحِدٌ حَامِلٌ ثَلاَثَةَ أَرْغِفَةِ خُبْزٍ, وَوَاحِدٌ حَامِلٌ زِقَّ خَمْرٍ. 4 فَيُسَلِّمُونَ عَلَيْكَ وَيُعْطُونَكَ رَغِيفَيْ خُبْزٍ, فَتَأْخُذُ مِنْ يَدِهِمْ. 5 بَعْدَ ذَلِكَ تَأْتِي إِلَى جِبْعَةِ اللَّهِ حَيْثُ أَنْصَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. وَيَكُونُ عِنْدَ مَجِيئِكَ إِلَى هُنَاكَ إِلَى الْمَدِينَةِ أَنَّكَ تُصَادِفُ زُمْرَةً مِنَ الأَنْبِيَاءِ نَازِلِينَ مِنَ الْمُرْتَفَعَةِ وَأَمَامَهُمْ رَبَابٌ وَدُفٌّ وَنَايٌ وَعُودٌ وَهُمْ يَتَنَبَّأُونَ. 6 فَيَحِلُّ عَلَيْكَ رُوحُ الرَّبِّ فَتَتَنَبَّأُ مَعَهُمْ وَتَتَحَوَّلُ إِلَى رَجُلٍ آخَرَ. 7 وَإِذَا أَتَتْ هَذِهِ الآيَاتُ عَلَيْكَ فَافْعَلْ مَا وَجَدَتْهُ يَدُكَ لأَنَّ اللَّهَ مَعَكَ. 8 وَتَنْزِلُ قُدَّامِي إِلَى الْجِلْجَالِ, وَهُوَذَا أَنَا أَنْزِلُ إِلَيْكَ لِأُصْعِدَ مُحْرَقَاتٍ وَأَذْبَحَ ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ. سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَلْبَثُ حَتَّى آتِيَ إِلَيْكَ وَأُعَلِّمَكَ مَاذَا تَفْعَلُ». 9 وَكَانَ عِنْدَمَا أَدَارَ كَتِفَهُ لِيَذْهَبَ مِنْ عِنْدِ صَمُوئِيلَ أَنَّ اللَّهَ أَعْطَاهُ قَلْبًا آخَرَ. وَأَتَتْ جَمِيعُ هَذِهِ الآيَاتِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ.

العدد 1

ع1:

قنينة: إناء صغير يوضع فيه الزيوت أو العطور الثمينة.

الدهن المقدس: كان زيتًا يستخدمه الكهنة لمسح الأشخاص والمقدسات وتكريسها لله وكان من زيت الزيتون النقى مضافًا إليه بعض العطور (خر30: 22 - 25).

مسحك: كان المسح بالدهن من وظائف الكاهن، وقد عيَّن الله صموئيل كاهنًا بصفة استثنائية لأنه رفض أن يكهن عالى ونسله من الكهنة لأجل شرورهم، ونجد صموئيل يقدم ذبائح في أكثر من مكان (1 صم 9: 12).

كان صموئيل كنبى وكاهن، عيَّنه الله بصفة استثنائية، يحمل قارورة زيت المسحة، وكان شاول بعد أحاديث صموئيل معه مهيأ لما هو آتٍ، فخفض رأسه أمام صموئيل الذي بدوره أخذ من زيت القارورة وسكب على رأس شاول علامة على مسحه ملكًا لإسرائيل. وأضاف صموئيل قائلًا أن الله هو الذي مسحك على إسرائيل (ميراثه) ملكًا ورئيسًا، ثم قبّله كعلامة حب من صموئيل إلى الرجل المختار من الله. ويظهر هنا خضوع صموئيل لإرادة الله في إقامة الملك، رغم أن الطلب كان خاطئًا من قبل الشعب، فنجده يرحب بالملك ويقبِّله.

† أيها الحبيب في نعمة غنى العهد الجديد مسحنا كلنا بمسحة الميرون المقدس فصرنا كلنا أبناءً لملك السماء والأرض، وصار لنا اسم في سفر الحياة، ولنا السلطان كملوك على حواسنا وعلى كل قوة الشرير؛ فلا تنسَ ما أخذت مجانًا واحرص على ألا تفقده وذلك بالخضوع لصوت الله وحفظ وصاياه.

العدد 2

ع2:

قبر راحيل: تبعد ميلًا شمال بيت لحم وأربعة أميال من تخم بنيامين الجنوبى.

تخم: حدود.

صلصح: تقع بين قبر راحيل وتخم بنيامين الجنوبى.

بعدما مسح صموئيل شاول ملكًا بدهن المسحة المقدسة، بدأ معه حديثًا نبويًا يخبره فيه بأحداث سوف تحدث وقد كشفها الله لصموئيل، وكان غرض الله من ذلك أن يتأكد شاول من أن تنصيبه ملكًا كان من الله رأسًا، وأن صموئيل هو رجل الله بحق. وكان أول هذه العلامات أن شاول سوف يقابل بعد انصراف صموئيل عنه، وقبل أن يترك شاول حدود سبط بنيامين وبالقرب من قبر راحيل عند مكان يدعى صلصح، يقابل رجلين يبحثان عنه ويقولان له أن أباه وجد الأتن الضائعة ولا يشغل أباه شيء الآن سوى أن يجده.

وبكلام صموئيل لشاول، يتأكد شاول أن الله الذي يتكرس له ولخدمته كملك، سيدبر له كل أموره مهما بدت صغيرة مثل ضياع الأتن، وعليه أن يركز في خدمة الله.

الأعداد 3-4

ع3 - 4:

علامة نبوية أخرى أعطاها صموئيل لشاول وهي أنه بعد ذلك وعند مكان معروف للإسرائيليين به شجرة بلوط كبيرة ويدعى "بلوطة تابور" سوف يقابل ثلاثة رجال صاعدين إلى "بيت إيل"، وهو مكان مقدس عند كل الإسرائيليين إذ تقابل فيه يعقوب مع الله وكرّسه وصار هذا المكان بعد ذلك مزارًا مقدسًا لليهود يأتون ويقدمون فيه الذبائح. والرجال الثلاثة أحدهم يحمل ثلاثة جداء (ذكر الماعز)، والآخر ثلاثة أرغفة والثالث زق خمر لسكبه على الذبائح التي ستقدم على مذبح "بيت إيل"، وسوف يقدم الرجال لك رغيفين لتأكل أنت وغلامك، فاقبل منهم ما قدموه.

كأن الله أيضًا يريد أن يثبت لشاول المختار ملكًا، أن الله هو الذي يعوله ويدبر احتياجاته وهو الذي يطعمه في جوعه، وهو درس مفيد عليه ألا ينساه عندما يصير ملكًا ويحصل على تقدمات الشعب إكرامًا له، فالله هو الذي يعطيه من خلال الشعب، فيعرف دائمًا أن الله هو العاطى والمدبر.

ولم يعطه الرجال جديًا لأنه ليس كاهنًا يقدم ذبائح ولا ليذبحه ويأكل حتى لا ينشغل بلذات الطعام، ولنفس السبب لم يعطه خمرًا لأنه يمثل الفرح العالمى بل أعطاه الخبز وهو القوت الضرورى الذي ينبغى أن يكتفى به ولا ينشغل بلذات الجسد بل يتفرغ لخدمة الله وشعبه.

العدد 5

ع5:

جبعة: تعنى مكان مرتفع أو تل وتوجد عدة مدن تحمل نفس الاسم، وجبعة المذكورة هنا هي في الغالب جبعة بنيامين الواقعة شمال أورشليم بنحو 6.5 كم.

أنصاب الفلسطينيين: أماكن نصب معسكرات وخيام الفلسطينيين.

يتنبأون: يسبحون.

أما العلامة الثالثة فأنك ستستمر في سيرك إلى المكان المرتفع "جبعة الله" وسمى بهذا الاسم لأنه مكان اختاره بعض الأنبياء للتواجد فيه، وكان هذا المكان أيضًا بالقرب من حدود الفلسطينيين الذين نصبوا خيامهم ومعسكراتهم هناك. وعند "جبعة الله" ستقابل مجموعة من الأنبياء وهم نازلون من الجبعة لأسفل ومعهم أدوات تسبيحهم من رباب (جمع ربابة) وناى (كالمزمار) وعود. وسوف تقابلهم وهم يسبحون الله مستخدمين أدواتهم.

العدد 6

ع6:

ويعطيك الرب عطية خاصة إذ تشارك أنت هذه المجموعة بالرغم من أنه لا خبرة لك بما يفعلون، وتكون هذه علامة لك أن الله أعطاك قلبًا وفكرًا جديدًا لم يكونا لك وتصير رجلًا آخر غير ما عهدت في نفسك.

وهنا يظهر عمل الروح القدس في العهد القديم والذي كان يحل مؤقتًا على أولاد الله لإتمام الأعمال. أما في العهد الجديد فإنه يسكن سكنى دائمة في أولاد الله بعد معموديتهم من خلال سر الميرون.

ملاحظة: من هم الأنبياء وبنى الأنبياء: ظهرت طائفة روحية من أيام صموئيل النبي وطوال عصر الملكية لشعب بني إسرائيل، هذه الطائفة كانت تلاميذ لنبى كبير مثل صموئيل أو إيليا أو أليشع وكانت لهم أماكن يجتمعون فيها من أجل التسبيح والتمجيد لإله إسرائيل، وكان إذا مات سيدهم النبى الكبير يتبعون التالي له أو ينتخبون لأنفسهم من بعضهم رئيسًا. ولم يكن بالضرورة يتنبأون بل يسبحون، ولكن هذا لا يمنع أن بعضهم أرسلهم الله بنبوات معينة لأناس معينين وكان يطلق على من حمل نبوة منهم ولم يعلن اسمه "رجل الله". مثلما دعى على الرجل الذي ذهب وأبلغ عالى الكاهن بنهايته.

العدد 7

ع7:

يستمر صموئيل في حديثه مع شاول فيقول عندما تتم هذه العلامات الثلاث التي أعطاها الله لك، فعليك إذًا أن تتأكد أن الله معك ويسندك في كل خطواتك، فاذهب واصنع ما تراه مناسبًا لخير شعبك كملك لهم.

العدد 8

ع8:

الجلجال: منطقة بجوار أريحا وكانت مركزًا دينيًا في أيام يشوع.

أصعد محرقات: ذبائح تحرق بكاملها إرضاءً لله وهي رمز لذبيحة المسيح على الصليب التي أرضت الله (لا1).

ذبائح سلامة: ذبائح تقدم لله يأكل منها مقدمها مع الكاهن وترمز للتناول من الأسرار المقدسة (لا3).

طلب صموئيل من شاول قبل أن يتركه أن يسبقه إلى منطقة الجلجال وينتظره هناك لمدة أسبوع، بعدها يأتي صموئيل إليه ليصعد لله ذبائح محرقات وذبائح شكر لله على كل ما سمح به ورتبه من أجل شعبه إسرائيل ومن أجل تكريس عبده شاول كأول ملك لهم، وكان هناك غرض آخر من الذهاب للجلجال وهي أن يمكث شاول فترة تلمذة يتعلم فيها من صموئيل. وتظهر هنا أهمية التلمذة للآباء الروحيين.

ويلاحظ أن الكتاب المقدس لم يذكر متى ذهب شاول إلى الجلجال وغالبًا تم ذلك بعد انتصاره على العمونيين (1 صم 11).

وتكررت دعوة صموئيل لشاول للذهاب إلى الجلجال بعد ذلك كما جاء في (1 صم 13: 8).

† يذكرنا الجلجال هنا بالدير الذي يقضى فيه الكاهن فترة للتأمل والتعلم قبل بداية الخدمة، وهي فترة هامة جدًا في حياته، ونحن كلنا مدعوون أن يكون لنا فترات من الخلوة لشكر الله ومحاسبة النفس ومراجعة الأهداف والطريق.

العدد 9

ع9:

ما أن أنهى صموئيل كلامه مع شاول واستدار شاول ليسلك طريقه إلا ونجد الله أعطاه قلبًا وروحًا جديدين، والمقصود بالقلب الآخر هو العزيمة والجدية والحماس التي يحتاجهما أي إنسان لإتمام مقاصده. أما العلامات التي تحدث بها صموئيل لشاول فقد تمت كلها كما تنبأ بها وفى نفس اليوم، وبالطبع كان كل هذا ليثبت كلام الله في قلب شاول.

(2) شاول بين الأنبياء (ع10 - 16):

10 وَلَمَّا جَاءُوا إِلَى هُنَاكَ إِلَى جِبْعَةَ, إِذَا بِزُمْرَةٍ مِنَ الأَنْبِيَاءِ لَقِيَتْهُ, فَحَلَّ عَلَيْهِ رُوحُ اللَّهِ فَتَنَبَّأَ فِي وَسَطِهِمْ. 11 وَلَمَّا رَآهُ جَمِيعُ الَّذِينَ عَرَفُوهُ مُنْذُ أَمْسِ وَمَا قَبْلَهُ أَنَّهُ يَتَنَبَّأُ مَعَ الأَنْبِيَاءِ, قَالَ الشَّعْبُ الْوَاحِدُ لِصَاحِبِهِ: «مَاذَا صَارَ لاِبْنِ قَيْسٍ؟ أَشَاوُلُ أَيْضًا بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ؟ » 12 فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ هُنَاكَ: « وَمَنْ هُوَ أَبُوهُمْ؟ » وَلِذَلِكَ ذَهَبَ مَثَلًا: «أَشَاوُلُ أَيْضًا بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ؟ » 13 وَلَمَّا انْتَهَى مِنَ التَّنَبِّي جَاءَ إِلَى الْمُرْتَفَعَةِ. 14 فَقَالَ عَمُّ شَاوُلَ لَهُ وَلِغُلاَمِهِ: «إِلَى أَيْنَ ذَهَبْتُمَا؟ » فَقَالَ: «لِكَيْ نُفَتِّشَ عَلَى الأُتُنِ. وَلَمَّا رَأَيْنَا أَنَّهَا لَمْ تُوجَدْ جِئْنَا إِلَى صَمُوئِيلَ». 15 فَقَالَ عَمُّ شَاوُلَ: «أَخْبِرْنِي مَاذَا قَالَ لَكُمَا صَمُوئِيلُ». 16 فَقَالَ شَاوُلُ لِعَمِّهِ: «أَخْبَرَنَا بِأَنَّ الأُتُنَ قَدْ وُجِدَتْ». وَلَكِنَّهُ لَمْ يُخْبِرْهُ بِأَمْرِ الْمَمْلَكَةِ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ صَمُوئِيلُ.

الأعداد 10-11

ع10 - 11:

فتنبأ: ليس معناه أنه بالضرورة قال أمورًا مستقبلية ولكن يعنى التنبؤ أيضًا الصلاة وتسبيح الله.

وصل شاول وغلامه إلى جبعة، ككلام صموئيل (ع5)، وبالفعل تقابل مع الأنبياء، وكعلامة أخرى أراد الله أن يميز بها شاول، حلّ الروح القدس عليه فبدأ يسبح ويمجد الله مثله مثل الأنبياء تمامًا، حتى أن كل الناس الذين كانوا يعرفونه من زمن ليس بقليل ورأوه يتنبأ، تعجبوا جدًا وقالوا ماذا حدث لشاول بن قيس؟! أصار هو أيضًا نبيًا من مجموعة الأنبياء؟!.

العدد 12

ع12:

وقال آخر أليس أبوه هو قيس المعروف لنا، وكلهم أناس عاديون لم نسمع أن أحدًا منهم يتنبأ!!... ولغرابة الأمر صار مثلًا في إسرائيل كلها يقولونه عند حدوث شيء غريب، لأن شاول كان من الشباب البعيدين عن الله فلم يكن من المتوقع منه أن يصير بين الأنبياء وكان هذا المثل الذي صار... "أشاول أيضًا بين الأنبياء".

وهناك رأى آخر في عبارة "من هو أبوهم" وهو أن المقصود هو الله القادر أن يعطى روح النبوة لأى إنسان يختاره. والرأى الثالث أن المقصود صموئيل أبو مدرسة الأنبياء، وهو نبى عظيم قادر أن يعلم الكثيرين حتى البعيدين مثل شاول.

الأعداد 13-14

ع13 - 14:

بعد أن انتهى شاول من التنبؤ مع الأنبياء، جاء إلى المرتفعة القريبة من جبعة وتقابل مع عمه الذي قلق عليه هو وكل الأسرة لغيابه كل هذا الزمن الغير متوقع في البحث عن الأتن، وسأله العم أين كنت كل هذا الوقت فأوضح له أن سبب تأخره هو زيارته لصموئيل ليسأله عن مكان الأتن.

الأعداد 15-16

ع15 - 16:

أثار الفضول عم صموئيل فسأله عما يكون قد قاله صموئيل رجل الله لمعرفته بالطبع لروحانية هذا الرجل، أما شاول فلم يقل كل ما قاله صموئيل بل اختصر الكلام جدًا، ولم يذكر سوى أن صموئيل أخبره بأن الأتن قد وجدت أما باقي الأمر فاحتفظ به في قلبه كسره الخاص.

ويلاحظ في رد شاول لعمه فضائل كثيرة أهمها:

اتضاعه، فلم يظهر أنه الملك.

حكمته، فقد ترك إعلان أمر المملكة لصموئيل.

† إن كان الروح القدس قد حلّ على شاول وغيَّره وجعله يتنبأ، فهو قادر أيضًا أن يعمل فيك مهما كانت خطاياك لتتوب، بل يقربك أيضًا إلى الله فتعبده بأمانة وتسبحه ثم بعد ذلك تصير من خدامه.

(3) القرعة لاختيار شاول ملكًا (ع17 - 27):

17 وَاسْتَدْعَى صَمُوئِيلُ الشَّعْبَ إِلَى الرَّبِّ إِلَى الْمِصْفَاةِ, 18 وَقَالَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: «هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: إِنِّي أَصْعَدْتُ إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ وَأَنْقَذْتُكُمْ مِنْ يَدِ الْمِصْرِيِّينَ وَمِنْ يَدِ جَمِيعِ الْمَمَالِكِ الَّتِي ضَايَقَتْكُمْ. 19 وَأَنْتُمْ قَدْ رَفَضْتُمُ الْيَوْمَ إِلَهَكُمُ الَّذِي هُوَ مُخَلِّصُكُمْ مِنْ جَمِيعِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيُضَايِقُونَكُمْ, وَقُلْتُمْ لَهُ: بَلْ تَجْعَلُ عَلَيْنَا مَلِكًا. فَالآنَ امْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ حَسَبَ أَسْبَاطِكُمْ وَأُلُوفِكُمْ». 20 فَقَدَّمَ صَمُوئِيلُ جَمِيعَ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ فَأُخِذَ سِبْطُ بِنْيَامِينَ. 21 ثُمَّ قَدَّمَ سِبْطَ بِنْيَامِينَ حَسَبَ عَشَائِرِهِ فَأُخِذَتْ عَشِيرَةُ مَطْرِي, وَأُخِذَ شَاوُلُ بْنُ قَيْسَ. فَفَتَّشُوا عَلَيْهِ فَلَمْ يُوجَدْ. 22 فَسَأَلُوا أَيْضًا مِنَ الرَّبِّ: «هَلْ يَأْتِي الرَّجُلُ إِلَى هُنَا؟ » فَقَالَ الرَّبُّ: «هُوَذَا قَدِ اخْتَبَأَ بَيْنَ الأَمْتِعَةِ». 23 فَرَكَضُوا وَأَخَذُوهُ مِنْ هُنَاكَ, فَوَقَفَ بَيْنَ الشَّعْبِ, فَكَانَ أَطْوَلَ مِنْ كُلِّ الشَّعْبِ مِنْ كَتِفِهِ فَمَا فَوْقُ. 24 فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: «أَرَأَيْتُمُ الَّذِي اخْتَارَهُ الرَّبُّ أَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي جَمِيعِ الشَّعْبِ؟ » فَهَتَفَ كُلُّ الشَّعْبِ وَقَالُوا: «لِيَحْيَ الْمَلِكُ! ». 25 فَكَلَّمَ صَمُوئِيلُ الشَّعْبَ بِقَضَاءِ الْمَمْلَكَةِ وَكَتَبَهُ فِي السِّفْرِ وَوَضَعَهُ أَمَامَ الرَّبِّ. ثُمَّ أَطْلَقَ صَمُوئِيلُ جَمِيعَ الشَّعْبِ كُلَّ وَاحِدٍ إِلَى بَيْتِهِ. 26 وَشَاوُلُ أَيْضًا ذَهَبَ إِلَى بَيْتِهِ إِلَى جِبْعَةَ, وَذَهَبَ مَعَهُ الْجَمَاعَةُ الَّتِي مَسَّ اللَّهُ قَلْبَهَا. 27 وَأَمَّا بَنُو بَلِيَّعَالَ فَقَالُوا: «كَيْفَ يُخَلِّصُنَا هَذَا؟ » فَاحْتَقَرُوهُ وَلَمْ يُقَدِّمُوا لَهُ هَدِيَّةً. فَكَانَ كَأَصَمَّ.

العدد 17

ع17:

استدعى صموئيل الشعب: يقصد الذكور الذين عمرهم فوق العشرين عامًا وليس كل الشعب لأن هؤلاء الرجال يمثلون كل الأسر.

المصفاة: تقع شمال أورشليم بنحو 13 كم.

مسح صموئيل شاول ولكن لم يعلن للشعب شيئًا، ولهذا دعى صموئيل الشعب ورؤساءه لهذا الغرض، وهو الإعلان عن شاول الملك الجديد للشعب، وكانت المصفاة هي المكان المناسب كما سبق وأشرنا أنها في مكان متوسط بين أراضي الأسباط.

العدد 18

ع18:

بدأ صموئيل كلامه للشعب موضحًا أن ما يقوله هو قول الرب وليس كلامه الشخصى، وقد بدأ الرب رسالته لشعبه بتذكيرهم بعمله الخلاصى العظيم وكيف أنقذهم من عبودية المصريين ومن الممالك التي اعترضتهم في الطريق حتى امتلكوا الأرض.

العدد 19

ع19:

أشار صموئيل إلى رد الفعل الغريب للشعب مع الله، فرفضوه ملكًا عليهم وهو المخلص الوحيد الذي رد عنهم مضايقيهم والآن يطلبون عوضًا عنه ملكًا عليهم، فوافق الله على ذلك. وأوقفهم صموئيل أمامه بحسب ترتيب أسباطهم ورؤساء ألوفهم (كان كل سبط له رئيس على الألف ورئيس على كل خمسين ليقضى ويفض المنازعات الصغيرة).

العدد 20

ع20:

قدم صموئيل جميع الأسباط: معناها أنهم وقفوا جميعًا أمام الله لكي يختار الله منهم سبطًا، وكانت الطريقة الأكثر شيوعًا هي إلقاء قرعة بأسماء كل الأسباط واختيار اسمًا منهم، وهذا ما تم، وكانت نتيجة القرعة الإلهية من نصيب سبط بنيامين.

ورغم أن الله قد سبق واختار شاول وأخبر صموئيل بذلك، لم يعلن صموئيل هذا الأمر للشعب لسببين:

لأنه قد يشك البعض في كلام صموئيل إذا لم يلقى القرعة.

قد يغضب أحد الأسباط خاصة الكبيرة في العدد أو القوة إذا لم يخرج الملك منها.

العدد 21

ع21:

بعد اختيار سبط بنيامين، تقدمت كل عشائره، ومن بين عشائر السبط وقعت القرعة على عشيرة مطرى التي فيها شاول الذي اختير أيضًا بالقرعة منها، وعند إعلان القرعة ونداء اسمه لم يظهر إذ كان مختفيًا.

العدد 22

ع22:

تحير المجتمعون من اختفاء شاول، فسألوا الله عن طريق صموئيل هل سيجدونه أم لا، فأجابهم الله بأن شاول موجود ولكنه مختفى بين أمتعة الشعب الآتيين من مدنهم إلى المصفاة، واختفاء شاول بهذه الطريقة ربما كان بسبب إحساسه بعدم الاستحقاق أو الخوف من المسئولية أو الخجل من مواجهة الشعب.

العدد 23

ع23:

بعد أن أعلن الله لهم عن مكان شاول أسرع بعض من الشعب إلى الأمتعة وأتوا به إلى مكان اجتماعهم، وعندما وقف بينهم كان أطولهم كلهم حتى أن أطول رجل في الشعب لم يتجاوز رأسه كتف شاول. ويظهر هنا تميز شاول من الناحية الجسدية وهذا ما طلبه الشعب، ولكنه لم يكن متميزًا روحيًا وكان الأجدر بالشعب أن يطلبوا القائد الروحانى الحكيم ليقودهم في طريق الله.

العدد 24

ع24:

قدم صموئيل شاول للشعب موضحًا أنه اختيار الرب لهم، وأن الله اختار أفضل من يجد استحسانًا من الشعب، وأنه ليس من يوجد في شكله أو طول قامته. فهتف الشعب محييًا لشاول ومعبرًا عن فرحته بأنه صار له ملكًا.. و "يحيى الملك" هو الهتاف التقليدى بين الشعوب لملوكها ومعناه ليدم الله حياة ملكنا علينا.

وبالطبع كان اختيار الله لشاول ليس هو رغبته الإلهية الأولى، بل تنازل وقبل رغبة شعبه فاختار الأفضل في أعين هذا الشعب الرافض لملكه السماوى ليعرف الشعب نتيجة اختيارهم حسب المقاييس المادية وليس الروحية. والعجيب أن الشعب لم يشكر الله على الملك الجديد ولكن انشغل بالعطية عن العاطى، أي انشغلوا بالملك ونسوا الله.

العدد 25

ع25:

بعد هذا بدأ صموئيل حديثه مع الشعب، شارحًا لهم ما يقتضيه النظام الملكى الجديد من حقوق وواجبات على الملك وكذلك حقوق الملك من خضوع الشعب له؛ ولكننا لا نعلم تفاصيل الحديث بالطبع، ولكنه استحسن أن يكتب كل ما قاله ووضعه في كتاب يعتبر أول دستور مدنى عرفه شعب إسرائيل يحدد العلاقة بين الملك والرعية، وبعد أن أنهى صموئيل مهمته صرف الشعب ورؤساءه كل واحد إلى بيته.

الأعداد 26-27

ع26 - 27:

انصرف شاول أيضًا إلى بيته وقد تبعه كثير من المؤيدين له والذي لمس الله قلبهم بنعمته فأحبوا شاول وتبعوه، ولكن هناك قوم آخرين احتقروا شاول وقللوا من شأنه وتقاولوا عليه بكلام ساخرٍ ولم يقدموا له أيّة هدية، ولكن شاول سد أذنيه ولم يسمع كلامهم، وقد وصفهم الله والوحى المقدس بأنهم بنى بليعال وهو تعبير استخدم للتعبير عن أتباع الشيطان أو صانعى الشر أو من عبدوا الأوثان.

† لا تضطرب إذا هاجمك أحد أو وجه لك نقدًا، بل استمع إليه باتضاع لعلها تكون رسالة من الله إليك، وإن شعرت أن الكلام خاطئ وهو عداوة ممن يكلمك، فصلى من أجله ولا تدخل في نقاش غير مفيد معه.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح الحادي عشر - سفر صموئيل الأول - مارمرقس مصر الجديدة

الأصحاح التاسع - سفر صموئيل الأول - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير سفر صموئيل الأول الأصحاح 10
تفاسير سفر صموئيل الأول الأصحاح 10