9- كيف تحقق مخافة الرب النمو الروحى؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الخوف والقلق, معوقات الحياة الروحية
آخر تحديث 13 يناير 2022
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ4 – العبادة المسيحية أنطلاقة نحو السماء – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

9 - كيف تحقق مخافة الرب النمو الروحى؟

إن كانت النفس التى تلتصق بالله وتتعرَّف عليه تتمتَّع بمخافته كثمر طبيعى أو قانونها الطبيعى التى تعيش به، فإن تعرُّفها على الله وتلامسها معه يتحقَّق حسب مستواها الروحى. يقول مارفيلوكسينوس: [يرتبط موقف كل واحد تجاه تذكُّر الله بموقف الإنسان تجاه نفسه: فإذا كان فى مستوى الخطاة يرى الله كقاض وديّان. وإذا صعد إلى المستوى الأعلى، مستوى التائبين، يرى الله إلهاً متسامحاً غافراً للخطيّة. وإذا كان فى مستوى الرحماء؛ يكتشف غِنَى رحمة الله. وإذا كان متحلياً بالوداعة واللطف، يرى رقة الله ولطفه. وإذا كان حكيماً، يتأمّل غِنَى حكمة الله الفائقة. وإذا كان بعيداً عن الغضب وخالياً من الهموم، وإذا كان السلام والهدوء يملكان على حياته فى كل حين، يرتفع إلى مستوى الرؤية النقيّة التى تعاين الله. وإذا كان نور الإيمان يشعّ باستمرار فى داخل نفسه، يرى فى كل حين أعمال الله العجيبة التى يُدرِكها عقل. أما إذا كان قد وصل إلى أعلى مستوى، مستوى الحب، فيرى الله كلّه حب. هذا هو العجب، أن الله الواحد البسيط فى طبيعته... يتراءى للجميع فى صور متعدّدة. من يبحث عنه يراه من جميع الجوانب التى يريدها... لا تتخيَّل إنك تراه صالحاً وأنت تفعل الشرّ... إنك تراه كما هو إذا صرت مثله ونفذت كل وصاياه. (عظة 6: 170 - 172).

المخافة هى بداية الطريق، تسند الإنسان حتى يبلغ بالنضوج إلى الحب الكامل. يقول مار فيلوكسينوس: [كما أن الخوف يصاحب طفولة هذا العالم ويدفعها لتعليم القراءة والكتابة، هكذا أيضاً تناسب مخافة الرب طفولة النفس، وتدفعها إلى تنفيذ الوصايا وعدم الاستهتار بكلام الله. (عظة 7: 194).

مخافة الرب الحقيقية هى معين المؤمنين فى بداية طريقهم كأطفال روحيّين، وهى أيضاً مُعَلِّم الشعب القديم بكونهم أطفالاً، وكما يقول مار فيلوكسينوس: [إذ كان يصعب جداً على إسرائيل أن يحبّوا الله، دفعهم موسى إلى الخوف منه. وصيّة الحب: "تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن نفسك ومن كل قوتك" (تث 5: 6) تخص الأبرار من بينهم. أما الذين كانوا مثل العبيد يخطئون باستمرار فكان يوصيهم أن يخافوا الرب. الخوف يمنع الشرّ، والحب يفعل الخير. فالوصيتان: خف الله وحب الرب إلهك قد وضعتا فى الناموس، حتى أن الذى يرتفع من خلال المخافة، يجد أمامه طريق الوصيّة الأكثر كمالاً، أى وصيّة الحب. ولكى يوضح الرسول الفرق بيننا وبينهم قال عن تلاميذ المسيح وأولاده: "إذ لم تأخذوا روح العبوديّة أيضاً للخوف" (رو 8: 15)؛ أى أن الرب لم يدعوكم لكى تصيروا عبيداً، ولا لكى تخافونه مثل العبيد، "بل أخذتم روح التبنّى" الذى يفعل كل شيءٍ باختياره.] (عظة 7: 198 - 199).

المخافة تسند المؤمن فى جهاده ضد الشرّ، خاصة فى مقاومته للأفكار الداخليّة. يقول مار فيلوكسينوس: [مخافة الرب هى اللجام الذى يوقف انطلاق الإنسان نحو ارتكاب الشرّ، ويجذبه للخلف حينما يستعبد للجرى وراء شهواته الكريهة، ليس فقط فى حياته الخارجيّة، بل وعلى وجه الخصوص فى حياته الداخلية الخفية.] (عظة 6: 181).

[الإنسان الذى يعيش فى تذكُّر الله كل حين يمتلئ بالمخافة، حتى عند مقاومته فكر شهوة يمر على نفسه، فيصير مرتعباً بسبب هذا الفكر. لكن يهرب الفكر فى الحال أمام مخافة النفس، كالعصفور الذى يهرب من أمام الإنسان الذى يقلق راحته. الخوف واحترام قوانين الناس يحافظان على الجسد ضد الشهوات. والمخافة وخجل الإنسان أمام الله يحافظان على النفس ضد أفكار الشرّ. لأنه إذ يعرف أن الله يراه فى كل حين، يراقب نفسه باستمرار لكى لا يخطئ. (عظة 6: 175 - 176).

10- هل مخافة الله تحمينا من التفكير فى الشرّ؟

8- هل مخافة الرب من طبيعة النفس؟