8- هل مخافة الرب من طبيعة النفس؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الخوف والقلق, معوقات الحياة الروحية
آخر تحديث 13 يناير 2022
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ4 – العبادة المسيحية أنطلاقة نحو السماء – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

8 - هل مخافة الرب من طبيعة النفس؟

النفس التى تحمل صورة خالقها بطبيعتها التى خلقها بها الله لا تخاف آخر غيره، فالعالم بكل متاعبه وتهديداته وأحداثه لا يقدر أن يدخل إليها، ولا يهزّ كيانها، إلا إذا سمحت له بالدخول، وانحنت بإرادتها للخنوع له، واستعبدت نفسها له، عندئذ يكون خوفها خارجاً عن طبيعتها. يقول مارفيلوكسينوس: [لا تخاف النفس من رؤية أخطار الجسد، حتى إذا ظهرت خائفة، بسبب اتّحادها مع الجسد. حينما تخاف النفس من هذه الأخطار الجسدية، خوفها هذا يكون خارجاً عن طبيعتها، أى أن بخار خوف الجسد يصعد إليها ويظلم بصيرتها وحكمتها، وبالتالى تخاف مع الجسد من أمور لا تقدر أن تؤذيها] (عظة 6: 168).

واضح أن القديس فيلوكسينوس يُمَيِّز الجسد عن النفس فى الإنسان، لكنه لا يعتنق الثنائيّة، بل يعترف بوحدة الكيان الإنسانى أو الطبيعة البشريّة. للجسد سماته الخاصة به وهو خوفه من الماديّات والزمنيّات، وللنفس سماتها الخاصة بها وهى الخوف من الرب القادر وحده أن يدخل إليها ويسكن فيها. إن أعطى الإنسان لجسده حق القيادة، أخضع النفس لشهوات الجسد وضعفاته كالخوف من الأمور الزمنية، الأمر الذى هو خارج طبيعة النفس. أما إن خضعت نفسه لروح الرب، وصارت قائدة للجسد، يتقدس الجسد فلا يرتعب حتى من الموت، الأمر الخارج عن طبيعته.

بمعنى آخر إما أن يحيا الإنسان جسدانياً يستعبد نفسه لضعفات جسده، فيصير بكليّته فى ضعف كأنه كله جسد ضعيف! وأما أن يحيا إنساناً روحياً بروح الله فيصير بكليّته فى قوة الروح كأنه كلّه روح قوى فى الرب!

9- كيف تحقق مخافة الرب النمو الروحى؟

7- ما هى مصادر مخافة الرب؟