هل-الحمام-اللي-بيطير-بليل-لازم-وحتمًا-يكون-ظهور-لملايكة-أو-أرواح-قديسين – الأستاذ شريف رمزي

كارت التعريف بالكتاب

البيانات التفاصيل
إسم الكاتب الأستاذ شريف رمزي
التصنيفات الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الخدمة الكنسية - اللاهوت الرعوي, العلم والكنيسة, قضايا مسيحية عامة, معجزات وعجائب
آخر تحديث 22 أكتوبر 2023
تقييم الكتاب 4.999 من 5 بواسطة فريق الكنوز القبطية

تحميل الكتاب

إنتبه: إضغط على زرار التحميل وانتظر ثوان ليبدأ التحميل.
الملفات الكبيرة تحتاج وقت طويل للتحميل.
رابط التحميل حجم الملف
إضغط هنا لتحميل الكتاب
1MB

 

ارتبط ظهور حمامة أو سِرب من الحمام في السماء ليلًا عند البعض بتجلي السيدة العذراء فوق قباب كنيستها بالزيتون عام 1968، (فضلًا عن استخدام الكنيسة للقب “الحمامة الحسنة” للإشارة إلى السيدة العذراء في الكثير من تسابيحها وصلواتها الطقسية)، ومن وقتها لليوم يربط البعض بين أي حمامة تطير ليلًا وظهورات العذراء والملائكة والقديسين!

في مناسبات عِدة شهدت بعض الكنائس احتشاد الآلاف من الناس حولها، لمجرد رؤية “حمامة” تطير ليلًا حول منارتها، ويطير الخبر بسرعة البرق “العدرا ظهرت في المكان الفلاني”!

لكن الواقع أن هذا الربط يقع في غير محله.. لماذا؟!

أولًا، لأن ما شاهده الناس في الزيتون لم يكن بالفعل حمامًا حقيقيًا كالذي نعرفه، إنما هى أشكال نورانية “تشبه الحمام وتتحرك بسرعة غير عادية [شاهد الصورة المرفقة]، وكان ظهور هذه الأشكال الروحانية في كل مرة مُقدِمة لظهور السيدة العذراء في كامل هيئتها بشكل جسم كما من سحاب ناصع أو بشكل نور، بحسب ما جاء في بيان المقر البابوي الذي أكد ظهور العذراء فى كنيستها بالزيتون منذ مساء 2 أبريل 1968. [لقراءة البيان، اضغط هُنـــــــا].

https://www.stmaryztn.org/saintmary/ar/%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B8%D9%87%D9%88%D8%B1/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D9%88%D9%8A

ثانيًا، فكرة أن الحمام لا يطير ليلًا، واقعية إلى حدٍ كبير، لكن ذلك لا يصل إلى حد الاستحالة، إذ يُمكن للحمام أن يطير ليلًا إذا ما جرى تدريبه على ذلك، وهذا أمر يعرفه جيدًا هواة تربية الحمام.

وللتدليل على ذلك، مُرفق مقطع فيديو من موقع يوتيوب، لأسراب من الحمام تُحلق في سماء الكعبة ليلًا لسِرب من الحمام يطير ليلًا بمنتهي البساطة والانسيابية.. https://www.youtube.com/watch?v=ATYneO6_P7c

السؤال الأن: هل المطلوب هو إنكار ظهورات العذراء والقديسين؟!

الإجابة: بالقطع لا.. فظهورات القديسين وزياراتهم لعالمنا حقيقة كتابية لا يُمكن إنكارها، ولعل أبرزها “ظهور موسى وإيليا في حادثة التجلي” (مت 17)، لكن ذلك لا يعطينا الحق في اختزال إيماننا المسيحي في تلك المسألة، ولاسيما أن ذلك الإيمان بحسب المفهوم الكتابي، يعني ” الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا ترى” (عب 11 : 1).

إذن هل المطلوب هو التشكيك في كل الظهورات والمُعجزات التي تُروِج لها وسائل التواصل الاجتماعي، وتنشر عنها أخبارًا وصورًا ومقاطع فيديو؟!

الإجابة، ليس المطلوب هو التشكيك، ولكن الحكمة وعدم السذاجة، وتجنب الانسياق وراء الإشاعات التي تُعطي البعض ذريعة للتشكيك في مُجمل حقائق الإيمان المسيحي.

الكتاب المقدس يوصينا بصريح العبارة: “أيها الأحباء، لا تصدقوا كل روح، بل امتحنوا الأرواح: هل هي من الله؟” (1 يو 4 : 1)، ويؤكد أيضًا بصريح العبارة أن: “الشيطان نفسه يغير شكله إلى شبه ملاك نور” (2 كو 11 : 14)، ونحن بسذاجتنا وانسياقنا خلف كل حدثٍ زائف، نكسر الوصية، ونخالف تعاليم الكتاب.

دائمًا وأبدًا إسأل نفسك، ما هى الغاية الإلهية أو المنفعة الروحية التي ستعود على الإنسان من وراء هذه المعجزة أو الظهور الروحاني، لأن الله – تبارك أسمه- لا يفعل شيئًا لمجرد التباهي أو الاستعراض، ولا ينفعل بهتافات الجموع المُحتشدة على أسوار الكنيسة وفي الشوارع، بقدر ما يُصغي إلى آنَّات وتنَهُدات قلب يصرخ أمام هيكله المقدس بتخشع “أللهم إرحمني أنا الخاطي”.

“أيها الأحباء، لا تصدقوا كل روح، بل امتحنوا الأرواح: هل هي من الله؟” (1 يو 4 : 1)