ما هو الحوار الذى يدور بين النفس والجسد فى لحظة انفصالهما؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت الأخروي - الإسخاطولوجي, عقيدة, قيامة الأموات
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ7 – الأخرويات والحياة بعد الموت – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ما هو الحوار الذى يدور بين النفس والجسد فى لحظة انفصالهما؟ [117]

يقدم لنا القديس أفرآم صورة رائعة لوحدة النفس مع الجسد، وحالهما فى لحظات الموت عند خروج النفس من الجسد. فالنفس المقدسة بالربّ تشعر أنها مدينة للجسد المقدس كما يشعر الجسد المقدس أنه مدين للنفس المقدسة، وأن كل منهما كان معيناً للآخر أثناء الجهاد على الأرض وذلك بواسطة عمل النعمة الإلهية فيهما، إذ كانت النفس تنمو روحياً خلال استخدام الجسد أعضاءه للبنيان. فبالعينين تقرأ كلمة الله، وباليدين تقدم خدمات محبة للآخرين، وبالقدمين يسير الإنسان نحو بيت الله، والإنسان بكل جسده يمارس الصلوات والأصوام والسجود والمطانيات للربّ... حقا ً إنها لحظات سعيدة حين يعمل الجسد المقدس متحداً بالنفس المقدسة، ويصير الإنسان بكليته فى السماء أشبه بملاك الله، ولا يقف الجسد عائقاً للنفس فى المجد الأبدى.

جاء الحوار مختصراً للغاية فى هذه التسبحة التى سجلها مار أفرآم السريانى، تكشف عن التزامنا بتقديس الجسد وتقديرنا له كعطية إلهية معينة للنفس.

[إذ تترك النفس الجسد، هذا فيه ألم عظيم، وتشعر النفس بحزن شديد.

تتشتت النفس (عند خروجها من الجسد) هنا وهناك، لتتعرف على مصيرها.

فالأرواح الشريرة ترغب أن تأخذها معها، لتدخل به فى وسط الجحيم.

والملائكة أيضاً تود أن ترحل النفس معها فى موضع النور].

[فى تلك اللحظة تدرك النفس من هم أصدقاؤها وإخوتها المحبين،.

هؤلاء الذين تكنّ لهم معزة، وجيرانها ومن كانوا معروفين لها].

هكذا يرى ما أفرآم السريانى وجود صراع بين قوات الظلمة وملائكة الله. الأولى تبذل كل الجهد فى جذب النفس إليها، وتجد مسرتها فى أن تدخل به إلى نيران الشرّ والظلمة. ومن جانب آخر فإن سعادة الملائكة وبهجتها أن تجد نفساً التصقت بالربّن وخرجت لتلتقى مع من عاشت معه وهى فى العالم، فتنطلق إلى موضع النور أو المسكن الإلهى.

محبة السمائيين لنا تتجلى بكل قوة عند خروج النفس من الجسدن إذ تحملها إلى الحضرة الإلهية كما حملت نفس لعازر المسكين (لو 16: 22)، فتسبّح الملائكة الخالق الذى خلّص الإنسان من الموت والفساد، وأعدّ له ميراثاً أبدياً.

مع انشغال النفس المقدسة بالملائكة القادمين لحملها إلى الله والترحيب بها، يرى مار أفرآم، أن النفس وهى منطلقة تحزن على إخوتها، النفوس التى التصقت بالزمنيات واستهانت بالأبديات.

يقول مار أفرآم:

[فى تلك الساعة تستخف بمن كانوا متعلقين بالثروات والممتلكات الزمنية.

لكنها إذ تقدّر عبورها، تصير لها لهفة عظمية (للانطلاق)].

يقدم لنا القديس حديثاً وداعياً للنفس:

[تقف (النفس) منفصلة عن الجسد الذى تركته وتتحدث إليه قائلة:

"لقد أذن لى الموت بالخروج: لتبق (أيها الجسد) فى سلام، فإنى منطلقة بعيداً".

عندئذ يجيبها الجسد: "امض بسلام يا أيتها النفس الرقيقة المحبوبة!

الربّ هو شكّلنا، وهو الذى يحقق خلاصنا من جهنم "].

كيف يلتقى جسم الإنسان البار مع نفسه فى يوم الرب العظيم؟

كيف نستعد ليوم الدينونة؟