17- لماذا لم ينزع الله الشيطان عن العالم؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الشيطان وحربه للإنسان, معوقات الحياة الروحية
آخر تحديث 13 يناير 2022
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ5 – المؤمن والطغمات السماوية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

17 - لماذا لم ينزع الله الشيطان عن العالم؟

يتساءل البعض قائلين: إن كان الشيطان لا يتغلَّب علينا جبراً بل بالمكر والخداع، أما كان من الأفضل أن يهلك ويُستقصى بعيداً عن العالم؟ فإن كان أيوب قد هزم قوة إبليس إلا أن آدم خُدِع وطُرِد خارجاً. فلو أن إبليس قد طُرِح خارجاً، لما سقط آدم وطُرد؟!

يجيب القديس يوحنا الذهبى الفم قائلاً:

أولاً: نقول إن الذين غلبوا إبليس لهم كرامة أفضل بكثير من المغلوبين، حتى ولو كان المغلوبون كثيرين والأولون قليلين، إذ يقول: "(ولد) واحد يتقي الرب خير من ألف منافقين" (سى 16: 3).

ثانياً: لو استبعد الشيطان من العالم، تُجرح كرامة المنتصرين. لكن لو تُرِك الشيطان، فإن الكسالى وذوي البطر لا يتأذون على حساب المتيقظين، إنما بسبب بطرهم وكسلهم. فنجاح إبليس فى محاولته مع آدم، وتصديق آدم لتضليله ينبغى ألا يُفهَم أن انتصار إبليس وقوته يعودان إلى طبيعته، بل إلى كسل الإنسان وإهماله.

ثالثاً: هل نلوم الخليقة الجميلة، لأن البعض يتعثر فيها وهى علامة حب الله وحكمته وقوته. وهل نستبعد أعضاءنا أيضاً إذ نجدها سبباً فى هلاكنا، إذ لم نأخذ حذرنا. وهذا ليس عن طبيعة الأعضاء، بل بسبب تراخينا أيضاً. لقد وهبنا عيوناً نعاين بها الخليقة، فنمجد السيد الرب. ولكن متى أسأنا استخدامها، تصير خادمة للزنا. وأعطينا اللسان لنُعَلِّم حسناً، ونُسَبِّح الخالق، فإذا لم نحترز لأنفسنا، يصير علة تجديف. وأخذنا الأيدى لنرفعها فى الصلوات، ولكننا إذا لم ننتبه، نجدهما تعمل فى الطمع والجشع. ووهبنا الأقدام لتسير فى الصلاح، وبإهمالنا تتسبب فى أعمال شريرة.

رابعاً: حتى الصليب عند الهالكين جهالة. بالتأكيد لا يوجد شيء يؤدِّى بنا إلى الخلاص أكثر من الصليب. لكن هذا الصليب صار جهالة للهالكين: "لأن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، أما عندنا نحن المُخَلَّصين فهى قوة الله" (1كو 1: 18). ويقول أيضاً: "ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوباً لليهود عثرة ولليونانيين جهالة" (1 كو 1: 23).

خامساً: وفى المسيح عثر كثيرون. مجيء المبارك نفسه صار علة دينونة لكثيرين. "فقال يسوع: لدينونة أتيت أنا إلى هذا العالم، حتى يبصر الذين لا يبصرون، ويعمى الذين يبصرون" (يو 9: 39). إننا نرى الضعيف (المُصِرّ على شره) يؤذيه كل شيءٍ، أما القوى فينتفع من كل أمرٍ.

سادساً: أعطى الرب حدوداً لإبليس لا يتعدَّاها، حتى لا يبتلع الإنسان بغير حياء. لذلك لا نخاف الشيطان بالرغم من كونه روحاً بغير جسد. فليس شيء أضعف من ذاك الذى جاء بهذه الكيفية أنه غير جسدي، ولا شيء أقوى من الشجاع ولو كان يحمل جسداً قابلاً للموت!

سابعاً: لا أُبَرّئ الشيطان من الذنب. لكن لكى أحَذِّركم من الكسل. فإن رغبة الشيطان أن نلقى باللوم عليه فى أخطائنا. وبهذا نغرق فى كل صنوف الشر، ونزيد على أنفسنا العقوبة ولا ننال العفو، إذ ننسب العلة إليه (بغير توبة منا).

16- ماذا قَدَّم لنا مسيحنا عوض الخسارة التى حلَّت بنا؟