الإصحاح التاسع عشر – سفر حكمة يشوع بن سيراخ – القس أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر حكمة يشوع بن سيراخ – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأَصْحَاحُ التَّاسِعُ عَشَرَ

الاحتراس من الخطايا.

1 الْعَامِلُ الشِّرِّيبُ لاَ يَسْتَغْنِي، وَالَّذِي يَحْتَقِرُ الْيَسِيرَ يَسْقُطُ شَيْئًا فَشَيْئًا. 2 الْخَمْرُ وَالنِّسَاءُ تَجْعَلاَنِ الْعُقَلاَءَ أَهْلَ رِدَّةٍ. 3 وَالَّذِي يُخَالِطُ الزَّوَانِي يَزْدَادُ وَقَاحَةً. السُّوسُ وَالدُّودُ يَرِثَانِهِ، وَالنَّفْسُ الْوَقِحَةُ تُسْتَأْصَلُ. 4 مَنْ أَسْرَعَ إِلَى التَّصْدِيقِ فَهُوَ خَفِيفُ الْعَقْلِ، وَمَنْ خَطِئَ فَهُوَ مُجْرِمٌ عَلَى نَفْسِهِ. 5 الَّذِي يَتَلَذَّذُ بِالإِثْمِ يَلْحَقُهُ الْوَصْمُ، وَالَّذِي يَكْرَهُ التَّكَلُّمَ يُقَلِّلُ الذُّنُوبَ. 6 الَّذِي يَخْطَأْ إِلَى نَفْسِهِ يَنْدَمُ، وَالَّذِي يَتَلَذَّذُ بِالشَّرِّ يَلْحَقُهُ الْوَصْمُ.

العدد 1

ع1:

الشريب هو الكثير الشرب، فمن يشرب الخمر بكثرة معرض للسكر، الذي ينهى عنه الكتاب المقدس (أف5: 18).

ومن ناحية أخرى، الذي يستهين باليسير، أي القليل من الخمر، قد يتعوده، ويشرب مرات أخرى بكثرة، ولو بعد سنوات، فيسقط هو أيضًا في إدمان الخمر والسكر، فيتلف نفسه. بالإضافة، إلى أن إدمان الخمر يجعله يخسر أموالًا كثيرة.

والخمر تمثل الماديات والشهوات، فمن يكثر منها، يخسر روحيًا كثيرًا؛ لأنه بتعلقه بها يكون مستوطنًا في الجسد، ومتغربًا عن الله، فيبتعد عنه، ويخسر روحياته. وكذلك من يحتقر ويستخف بالخطايا الصغيرة، ويعملها باستهانة، يعرض نفسه للسقوط في خطايا أكبر، خاصة أنه في الغالب يعتاد على هذه الخطايا الصغيرة، ويبتعد عن الله، ويخسر أيضًا أبديته.

العدد 2

ع2:

الإنسان مهما كان عاقلًا واهمًا، واستهان بشرب الخمر فسيدمنه، وكذلك من يتهاون في علاقته بالنساء، فسيسقط في الزنى، وإذا سقط في إدمان الخمر والزنى، فإنه يرتد عن الله، فيزداد انغماسًا في الخطايا. ونجد لوط، عندما سكر، اضطجع مع ابنتيه، وأنجب شعبين بعيدين عن الله، مقاومين لشعب الله (تك19: 37، 38). وهيرودس الملك عندما شرب الخمر، ووقع في شهوة النساء عند رقص سالومى، حقق لها طلبها، بقطع رأس يوحنا المعمدان (مت14: 6 - 10).

العدد 3

ع3:

الذى يستهين، ويخالط الزوانى، ويضحك ويلعب معهم، ويسقط في الخطية باستهانة، هذا يصبح وقحًا، ومستبيحًا، ونفسه تصبح منحرفة في وقاحة الخطية، وبعيدة تمامًا عن الله. ومن المؤكد أنه سيذهب إلى العذاب الأبدي، حيث التلف، الذي يعبر عنه بالسوس والدود. بل أكثر من هذا فإن الدود يأكله وهو حي، والتلف يصيبه، أي المرض. مثال لذلك، شمشون، الذي سقط في شهوة النساء، ففقأ الفلسطينون عينيه، وجعلوه كالحيوان يجر الطاحون في معبدهم، إذلالًا له (قض16: 21).

العدد 4

ع4:

لا تسرع إلى تصديق أي كلام يقوله الناس لك، بل افحص الكلام بهدوء، فقد يكون كذبًا، أو إشاعة. وإذا أخطأت وصدقت الكلام الكاذب، فأنت تجرم، وتخطئ إلى نفسك. فتكون في نظر الناس خفيف العقل، وغير متزن، ولا يصدقك أحد، والوحيد الذي تصدقه بلا نقاش هو الله؛ لذا تقول الآية: "المحبة تصدق كل شئ" (1 كو13: 7)، والمقصود كل شيء من الله.

العدد 5

ع5:

الوصم: العار.

الذى ينغمس في الخطية، ويتعودها، يصل إلى درجة الاستمتاع بها، فيتعلق بها، بل ويستبيحها؛ حتى أنه في بعض الأحيان يفعلها علنًا ولا يخجل، فالشيطان يسيطر عليه تدريجيًا بالفكر والنظر، ثم بالكلام والفعل، وبعد هذا بالتعود والانغماس في الشر.

هذا الإنسان سيلحقه الخزي والعار، إذ تنكشف شروره أمام الناس، ولو للبعض منهم، أما في الحياة الأخرى، فالذل والعار الكامل في العذاب الأبدي.

ولكن الإنسان الذي يكره كثرة الكلام، فيبتعد عنها، أي يميل إلى الاستماع، والصمت أحيانًا، فهذا يحميه من خطايا كثيرة، فتقل ذنوبه. ولذا فسليمان الحكيم يحذرنا من كثرة الكلام، فيقول: "كثرة الكلام لا تخلو من معصية، أما الضابط شفتيه فعاقل" (أم10: 19).

العدد 6

ع6:

الذي يسقط في أية خطية، أو يتمادى فيها، ويتلذذ بها، فهو يخطئ إلى نفسه، قبل أن يخطئ في حق الآخرين، فيضطرب ويفقد سلامه، وحينئذ يندم على الشر الذي فعله، سواء بالفكر، أو الكلام، أو الفعل. وتؤكد هذه الآية ما ذُكر في الآية السابقة، أن الذي يتلذذ بالشر لابد أن يلحقه الخزي والعار.

† إن كان الشيطان يعرض شروره أمامك يا أخي، فكن حريصًا في كلامك، وأفعالك، بل وأيضًا أفكارك، فتتباعد عما يسبب لك الشر، وإن أخطأت فارجع إلى الله الحنون المستعد أن يغفر لك جميع خطاياك.

(2) خطايا اللسان (.

7 لاَ تَنْقُلْ كَلاَمَ السُّوءِ، فَلَسْتَ بِخَاسِرٍ شَيْئًا. 8 لاَ تُطْلِعْ عَلَى سِرِّكَ صَدِيقَكَ وَلاَ عَدُوَّكَ، وَلاَ تَكْشِفْ مَا فِي نَفْسِكَ لأَحَدٍ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ فِيكَ خَطِيئَةٌ. 9 فَإِنَّهُ يَسْمَعُكَ ثُمَّ يَرْصُدُكَ، وَيَصِيرُ يَوْمًا عَدُوًّا لَكَ. 10 إِنْ سَمِعْتَ كَلاَمًا فَلْيَمُتْ عِنْدَكَ. ثِقْ فَإِنَّهُ لاَ يَشُقُّكَ. 11 الأَحْمَقُ يَمْخَضُ بِالْكَلِمَةِ مَخَاضَ الْوَالِدَةِ بِالْجَنِينِ. 12 الْكَلِمَةُ فِي جَوْفِ الأَحْمَقِ كَنَبْلٍ مَغْرُوزٍ فِي فَخْذٍ لَحِيمَةٍ. 13 عَاتِبْ صَدِيقَكَ فَلَعَلَّهُ لَمْ يَفْعَلْ، وَإِنْ كَانَ قَدْ فَعَلَ فَلاَ يَعُودُ يَفْعَلُ. 14 عَاتِبْ صَدِيقَكَ فَلَعَلَّهُ لَمْ يَقُلْ، وَإِنْ كَانَ قَدْ قَالَ فَلاَ يُكَرِّرُ الْقَوْلَ. 15 عَاتِبْ صَدِيقَكَ فَإِنَّ النَّمِيمَةَ كَثِيرَةٌ. 16 وَلاَ تُصَدِّقْ كُلَّ كَلاَمٍ، فَرُبَّ زَالٍّ لَيْسَتْ زَلَّتُهُ مِنْ قَلْبِهِ. 17 وَمَنِ الَّذِي لَمْ يَخْطَأْ بِلِسَانِهِ. عَاتِبْ قَرِيبَكَ قَبْلَ أَنْ تُهَدِّدَهُ.

العدد 7

ع7:

احترس من أن تنقل كلام الشر؛ سواء إدانة، أو غضب، أو تملق... فإن سمعت كلمة ردية، فاكتمها في داخلك، فلن تخسر شيئًا، وصلى إلى الله، فيعطيك سلامًا؛ لأنك بهذا توقف عمل الشيطان برفض كلامه، إذ كيف تكون عميلًا للشيطان، فتنقل كلامه إلى الآخرين!؟

الأعداد 8-9

ع8 - 9:

:

لا تكن كثير الكلام، فتخرج أسرارك وأمورك الخاصة، لتعلنها بسذاجة وعدم حكمة لصديقك، وبالطبع ولا لعدوك، وحتى إن لم يكن داخلك خطية تريد أن تخفيها، وكنت نقيًا، ولا تحمل شرًا نحو إنسان؛ لأن من يسمعك، حتى لو كان صديقك، فإنه بعدما يسمعك يجعل كلامك في قلبه، ثم إذا غضب منك، أو أسأت إليه دون قصد، فإنه يخرج أسرارك، ويفضحك، ويسئ إليك، فيصير عدوًا لك، فالحكمة تقتضى ألا تخرج كل ما عندك إلا إلى أبيك الروحي، أو الجسدي، أي لا تتكلم بأسرارك إلا في أضيق الحدود، لو كنت تحتاج إلى مشورة وإرشاد.

العدد 10

ع10:

يشقٍك: يسبب لك شقاءً وتعبًا.

إن ما تسمعه لا تنقله إلى الآخرين، بل اجعله يموت في داخلك، وانساه، فهو لن يشقك، أو يضرك، أي أن كان شرًا فلا تنقله، أو سرًا فلا تفضح صاحبه، والاستثناء يكون في الحالات الآتية:

إن كانت كلمة منفعة مفيدة للناس، فتستأذن من قالها لتقولها للآخرين؛ لأنها قد تكون مناسبة لك، وغير مناسبة لكل الناس.

إن كانت كلمة معثرة أتعبتك، فقصها على أب اعترافك ليرشدك، ويرفع عنك معاناتك.

إن كانت كلمة تُظهر أن صاحبها في خطر، ويحتاج إلى معونة ليست عندك، فيمكنك أن تقولها لمن يرشدك، أو يسندك؛ حتى تنقذ صاحبك.

الأعداد 11-12

ع11 - 12:

:

يمخض: يتوجع مثل آلام الولادة.

نُبل: سهام.

لحيمة: كثيرة اللحم.

إن الجاهل إذا عرف سرًا لا يستريح، ويظل يتوجع، مثل آلام المخاض الذي يأتى للوالدة، ولا يستريح إلا بعدما ينقل هذا الكلام إلى غيره؛ حتى لو كان مضرًا.

ويشبه أيضًا ما يسمعه الجاهل الغبى من كلام الآخرين، أنه مثل سهام مغروزة في فخذ ممتلئ لحمًا، يظل يتوجع صاحبها؛ حتى ينزع السهم من لحمه، فيستريح.

الأعداد 13-15

ع13 - 15:

:

إن سمعت أن صديقك قد فعل شرًا أو إساءة ضدك، فاذهب إليه وعاتبه، فقد تكتشف أنه لم يفعل، وإن كان قد فعل هذا الشر، فعتاب المحبة الذي تقدمه إليه يخجله، فيعتذر لك، ولا يعود إلى الإساءة إليك.

وإن سمعت أن صديقك تكلم عنك بكلام ردىء، فاذهب إليه وعاتبه، فلعله لم يفعل، وتكتشف الحقيقة أنه برئ. وإن كان قد تكلم بكلام ردىء، فذهابك إليه وعتابك يرجعه عن الشر، فتكسب صديقك. فالعتاب مفيد؛ لأن كلام النميمة، أي ما يقوله الناس، ويكررونه قد يكون خطأ، فتكتشف بالعتاب صحة الأمور، وتظل تحتفظ بصداقتك ومحبتك نحو الآخرين. والمسيح نفسه في العهد الجديد دعانا إلى عتاب المحبة؛ لنكسب من حولنا، فقال: "إن أخطأ إليك أخوك فاذهب وعاتبه بينك وبينه وحدكما. إن سمع منك فقد ربحت أخاك" (مت18: 15).

الأعداد 16-17

ع16 - 17:

:

فَرُبَّ: ربما.

زالٍّ: وقع في زلة أي خطية.

إحذر من أن تصدق أي كلام تسمعه عن صديقك، بأنه قد أخطأ في حقك، فقد يكون أخطأ، ولكن ليس من قلبه، أي مجرد خطأ لسان غير مقصود، أو في لحظة ضعف، فلا تغضب، أو تسرع إلى الإساءة، وتهديده بالشر. كن هادئًا طويل الأناة؛ لتحتفظ بأصدقائك وأحبائك.

† إن كان لسانك هو أكبر معبر عنك، فكن حريصًا، ولا تتسرع في كلامك، حتى لا تخطئ، وإن أخطأت فاعتذر، وإن أخطأ غيرك فيك، فكن مستعدًا للتسامح، وعاتبه لتفهم الحقيقة، وتظل في سلام مع من حولك.

(3) الحكمة والشريعة (.

† 18 وَأَبْقِ مَكَانًا لِشَرِيعَةِ الْعَلِيِّ. كُلُّ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ الرَّبِّ، وَفِي كُلِّ حِكْمَةٍ الْعَمَلُ بِالشَّرِيعَةِ. 19 لَيْسَتِ الْحِكْمَةُ عِلْمَ الشَّرِّ، وَحَيْثُ تَكُونُ مَشُورَةُ الْخَطَأَةِ، فَلَيْسَتْ هُنَاكَ الْفِطْنَةُ. 20 فَإِنَّ مِنَ الشَّرِّ مَا هُوَ رِجْسٌ، وَمِنَ الْجُهَّالِ مَنْ نَقَصَ حَظُّهُ مِنَ الْحِكْمَةِ. 21 نَاقِصُ الْعَقْلِ وَهُوَ تَقِيٌّ، خَيْرٌ مِنْ وَافِرِ الْفِطْنَةِ وَهُوَ يَتَعَدَّى الشَّرِيعَةَ.

العدد 18

ع18:

إهتم بشريعة الله، ولتكن هي الأساس في تقييمك الأمور، والدافع لك في كل عمل صالح، والحصن الذي يحميك من كل شر.

† والحكمة أيضًا، عندما تكمل تصل إلى مخافة الرب، وكذلك الحكمة هي العمل بشريعة الله، وهكذا نجد أن الشريعة والحكمة ومخافة الله؛ هذه الثلاثة متداخلة، كل منها توصل للأخرى، ولا تستغنى واحدة عن الأخرى.

العدد 19

ع19:

الفطنة: الذكاء.

على الجانب الآخر، نجد أن الحكمة هي ضد معرفة الشر، وضد مشورة الخطاة، بل هي معرفة الخير، والعمل به، ومشورة الروحانيين، هذا هو الذكاء الروحي، والذي يطلبه كل محبى الحكمة.

العدد 20

ع20:

إن الشرور كثيرة، ولكن بعضها أصعب من غيرها؛ هذا ما يسمى رجس، وهو مكروه، ومرفوض جدًا.

† والجهال كثيرون، ولكن بعضهم يتميز بجهالة شديدة، وهي نقص الفهم والحكمة.

العدد 21

ع21:

الإنسان ناقص العقل هنا، يقصد به الذي ذكاؤه قليل، ويسميه البعض بسيطًا وساذجًا، ولكن إن كان تقيًا يخاف الله، فهو أفضل بكثير ممن يتميزون بالذكاء، ولكنهم بعيدون عن شريعة الله، والعمل بها. المهم أن تكون مخافة الله في قلبك، وميلك لتنفيذ الشريعة فوق كل اهتمام، فهي التي توصلك إلى خلاص نفسك؛ حتى لو كان نصيبك من الذكاء والمعرفة قليلًا؛ لأن الله يكمل نقص أولاده الأتقياء، فيصيروا أحكم من المتميزين في الذكاء، مثل القديس بولا البسيط تلميذ الأنبا أنطونيوس، والذي تميز بالإيمان العظيم والحكمة، وبولس الفيلسوف العظيم عندما اتضع عرف أن نعمة الله هي أساس تميزه، وقال: "لا أنا بل نعمة الله التي معى" (1 كو15: 10)، وقال أيضًا: "لأنى حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوى" (2 كو12: 10)، وأعلن بولس الرسول في رسالته الأولى لأهل كورنثوس: "اختار الله جهال العالم ليخزى الحكماء، واختار الله ضعفاء العالم ليخزى الأقوياء" (1 كو1: 27).

† تمسك بكلمات الكتاب المقدس، فهي دليلك لنوال الحكمة، والسلوك المستقيم، والنجاح في الحياة. تأمل كل يوم، ولو في آية واحدة، واتخذها رسالة من الله؛ لتحيا بها فتهديك إلى طريق الملكوت.

(4) النفاق (.

† 22 رُبَّ دَهَاءٍ يَكُونُ مُحْكَمًا، وَهُوَ جَائِرٌ. 23 وَرُبَّ رَجُلٍ يَهْدِمُ الْمَحَبَّةَ، لِيُبْدِيَ الْعَدْلَ. رُبَّ شِرِّيرٍ يَمْشِي مُكِبًّا فِي الْحِدَادِ، وَبَوَاطِنُهُ مَمْلُوءَةٌ مَكْرًا. 24 يُكِبُّ بِوَجْهِهِ وَيُصِمُّ إِحْدَى أُذُنَيْهِ، وَحِينَ لاَ تَشْعُرُ يُفَاجِئُكَ. 25 وَإِنْ مَنَعَهُ الْعَجْزُ مِنَ الإِسَاءَةِ، فَإِذَا صَادَفَ فُرْصَةً فَعَلَ. 26 مِنْ مَنْظَرِهِ يُعْرَفُ الرَّجُلُ، وَمِنِ اسْتِقْبَالِ الْوَجْهِ يُعْرَفُ الْعَاقِلُ. 27 لِبْسَةُ الرَّجُلِ، وَضِحْكَةُ الأَسْنَانِ، وَمِشْيَةُ الإِنْسَانِ، تُخْبِرُ بِمَا هُوَ عَلَيْهِ. 28 رُبَّ عِتَابٍ لاَ يَجْمُلُ، وَرُبَّ صَامِتٍ عَنْ فِطْنَةٍ.

العدد 22

ع22:

دهاء: خبث، أو ذكاء يستخدم في الشر.

جائر: ظالم.

قد يستطيع إنسان شرير بدهائه المحكم، أن يستخدم حكمته الشريرة في إقناع الآخرين، مع أنه ظالم، ويأخذ حقوق الغير، ولكن لا يقوى المظلوم على إقناعه، أو استرداد حقه؛ لأنه يتكلم بذكاء، ولكنه مغرض؛ لنوال أمورٍ ليست من حقه.

العدد 23

ع23:

مُكبًا: مُنحنيًا.

الحداد: الحزن.

تحت شعار تنفيذ العدل، قد يندفع رجل ليأخذ حقه، ويقول أن هذا هو العدل، ويتناسى المحبة والعلاقات الطيبة مع الخصم، فيضايق من كان حبيبه؛ لأنه يفكر في العدل، أي يأخذ حقه على حساب محبته للآخرين، وتحدث فرقة، ومشاكل، وهو راض بهذا.

وقد نجد شخصًا شريرًا، يسىء إلى غيره تحت شعار أخذ حقه، وبعد أن يأخذ حقه، يتظاهر بالحزن على من أساء إليه، مع أنه في قلبه يدبر له مكيدة، فهو خبيث ومكار، يتظاهر بعكس ما في داخله.

الأعداد 24-25

ع24 - 25:

:

هذا الإنسان الشرير، الذي ذكرناه في الآية السابقة، يغطى وجهه، أو ينظر إلى الأرض في حزن، ويتظاهر بأنه لا يسمع أي مديح، أو كلام طيب في حق خصمه؛ لأن أذنه مسدودة، ولكن بالأذن الأخرى يسمع عندما يتكلم الناس عن خصمه بالشر، فهو مغرض، ويريد الإساءة إلى خصمه، ثم فجأة يهجم على خصمه، ويسىء إليه إساءة كبيرة، في حين أن الخصم كان يظن أن هذا الشخص يحبه، ويشفق عليه؛ وهذا هو الخداع والخبث.

وإذا شعر هذا الشرير بعجزه عن الإساءة لخصمه، ينتظر حتى يجد فرصة، فيسىء إلى خصمه، أي أنه في إصرار داخلي يريد أن يسىء إلى خصمه، فهو شرير، لا يريد أن يهدأ عن الشر والإساءة.

الأعداد 26-27

ع26 - 27:

:

إن مظهر الإنسان يكشف عن نوع شخصيته وتفكيره؛ لأن الداخل يؤثر على الخارج، فيكشف منظر الإنسان عما في داخله، ولذا يلزم أن يهتم الإنسان العاقل الروحي بنقاوة قلبه، وحياته مع الله؛ حتى يكون مظهره حسنًا، أي يكون نورًا للعالم، وملحًا للأرض، فيصبح قدوة للآخرين، وصورة حسنة تمجد الله.

ومن ناحية أخرى، فإن فكر الشرير وقلبه القاسى يظهران على منظره الخارجي، وهذا يجعل الناس يتحاشونه، ويبتعدون عنه؛ لئلا يصطدموا به، أو يعثروا من فساده.

العدد 28

ع28:

ليس العتاب دائمًا يفيد؛ لأن بعض الناس لا يحتملون أن يعاتبهم أحد لكبريائهم، أو صغر أنفسهم في أعينهم، فهؤلاء إذا عاتبهم أحد يغضبون، أو يقاومون بشدة، فيفضل ألا يعاتبهم أحد، وبالتالي فالصمت هنا يكون نوع من الحكمة والفطنة.

† إن الإنسان النقى لا يخشى أن يظهر ما في داخله، فليتك يا أخى تهتم بنقاوة قلبك وفكرك؛ حتى يخرج ما في داخلك ببساطة على لسانك ومظهرك، فتكون في استقرار وراحة، وتكون أيضًا مريحًا للآخرين، بل وتجذبهم بنقاوتك إلى المسيح.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الإصحاح العشرون - سفر حكمة يشوع بن سيراخ - القس أنطونيوس فكري

الإصحاح الثامن عشر - سفر حكمة يشوع بن سيراخ - القس أنطونيوس فكري

تفاسير حكمة يشوع بن سيراخ الأصحاح 19
تفاسير حكمة يشوع بن سيراخ الأصحاح 19