الإصحاح السابع والأربعون – سفر حكمة يشوع بن سيراخ – القس أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر حكمة يشوع بن سيراخ – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

اَلأَصْحَاحُ السابع والأربعون

داود وسليمان ورحبعام ويربعام.

1 وَبَعْدَ ذلِكَ قَامَ نَاثَانُ، وَتَنَبَّأَ فِي أَيَّامِ دَاوُدَ. 2 كَمَا يُفْصَلُ الشَّحْمُ مِنْ ذَبِيحَةِ الْخَلاَصِ، هكَذَا فُصِلَ دَاوُدُ مِنْ بَيْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 3 لاَعَبَ الأُسُودَ مُلاَعَبَتَهُ الْجِدَاءَ وَالأَدْبَابَ، كَأَنَّهَا حُمْلاَنُ الضَّأْنِ. 4 أَلَمْ يَقْتُلِ الْجَبَّارَ وَهُوَ شَابٌّ؟ أَلَمْ يَرْفَعِ الْعَارَ عَنْ شَعْبِهِ، 5 إِذْ رَفَعَ يَدَهُ بِحَجَرِ الْمِقْلاَعِ، وَحَطَّ صَلَفَ جُلْيَاتَ؟ 6 لأَنَّهُ دَعَا الرَّبَّ الْعَلِيَّ؛ فَأَعْطَى يَمِينَهُ قُوَّةً، لِيقْتُلَ رَجُلًا شَدِيدَ الْقِتَالِ، وَيُعْلِيَ قَرْنَ شَعْبِهِ. 7 فَأَعْطَاهُ الرَّبُّ مَجْدَ قَاتِلِ رِبْوَاتٍ، وَمَدَحَهُ بِبَرَكَاتِهِ، إِذْ نَقَلَ إِلَيْهِ تَاجَ الْمَجْدِ. 8 فَإِنَّهُ حَطَمَ الأَعْدَاءَ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ، وَأَفْنَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ الْمُنَاصِبِينَ، وَحَطَّمَ قَرْنَهُمْ إِلَى يَوْمِنَا هذَا. 9 فِي جَمِيعِ أَعْمَالِهِ اعْتَرَفَ لِلْقُدُّوسِ الْعَلِيِّ بِكَلاَمِ مَجْدٍ. 10 بِكُلِّ قَلْبِهِ سَبَّحَ، وَأَحَبَّ صَانِعَهُ. 11 أَقَامَ الْمُغَنِّينَ أَمَامَ الْمَذْبَحِ، وَلَقَّنَهُمْ أَلْحَانًا لَذِيذَةَ السَّمَاعِ. 12 جَعَلَ لِلأَعْيَادِ رَوْنَقًا، وَلِلْمَوَاسِمِ زِينَةً إِلَى الاِنْقِضَاءِ، لِكَيْ يُسَبَّحَ اسْمُهُ الْقُدُّوسُ، وَيُرَنَّمَ فِي قُدْسِهِ مُنْذُ الصَّبَاحِ. 13 الرَّبُّ غَفَرَ خَطَايَاهُ، وَأَعْلَى قَرْنَهُ إِلَى الأَبَدِ. عَاهَدَهُ عَلَى الْمُلْكِ وَعَرْشِ الْمَجْدِ فِي إِسْرَائِيلَ.

العدد 1

ع1:

ناثان شخصية ذات أهمية كنبى في أيام داود. ولم يذكر يشوع بن سيراخ أن ناثان بكَّت داود على خطيته؛ لأن الله قد غفرها لتوبته. وكان ناثان مع داود، وبارك اشتياقه لبناء بيت الرب بدلًا من خيمة الاجتماع. ولما قال الرب لناثان أن ابن داود هو الذي يبنى البيت، أبلغ ناثان داود بهذا الكلام (2 صم7: 1 - 17).

العدد 2

ع2:

كما يفصل الشحم من ذبيحة الخلاص، وهي ذبيحة الخطية وذبيحة السلامة، وتُقدم لله على مذبح المحرقة؛ لأن الشحم هو الأكثر دسمًا في الذبيحة، هكذا أيضًا داود العظيم فُصل من بين بني إسرائيل؛ لأنه أفضلهم، إذ شهد عنه أن قلبه مثل قلب الله.

22)، ولم يقم على عرش مملكة بنى إسرائيل ملك مثله في الصلاح. وكلمة فُصل تعنى تفضيله وتميزه عن بقية بني إسرائيل.

العدد 3

ع3:

الجداء: جمع جدى، وهو ذكر الماعز.

الأدباب: جمع دب.

قال داود لشاول الملك أنه عندما كان يرعى الغنم، هجم عليه أسد ودب ليخطفا شاة، فهجم على الأسد بقوة الله، وقتله، ثم أمسك الدب من ذقنه وقتله. وعندما رأى شاول قوة الله التي مع داود، سمح له أن يقاتل جليات الجبار (1 صم17: 34 - 37).

الأعداد 4-5

ع4 - 5:

:

حط: أنزل.

صلف: كبرياء.

إن داود وهو شاب صغير هاجم جليات الجبار، فقتله بسيفه، بعد أن رماه داود بحجر من مقلاعه، وبهذا رفع العار عن بني إسرائيل، وانتصر على الفلسطينين الذين منهم جليات؛ لأن جليات كان يعير شعب الله، ويسخر من الله، وبهذا جعل جليات في انحطاط وذل.

العدد 6

ع6:

داود تميز بالصلاة، فطلب قوة الله، ودخل إلى جليات بقوة اسم رب الجنود، وحينئذ أعطاه الله قوة، فقتل جليات، رجل الحرب المتمرن على القتال. وبهذا الانتصار رفع داود قرن شعبه، أي أظهر قوة بني إسرائيل في الانتصار على الفلسطينيين.

العدد 7

ع7:

وحينئذ غنت له نساء بنى إسرائيل وقلن: "ضرب شاول ألوفه وداود ربواته" (1 صم18: 7). وأعطاه الله، ليس فقط مديح الشعب له، ولكنه رفعه إلى عرش الملك، فصار ملكًا بعد موت شاول في الحرب، بل صار أعظم ملك على بني إسرائيل.

العدد 8

ع8:

المناصبين: المعادين.

بانتصار داود على عدوه جليات وقتله، استطاع أن يهجم هو وجيش بني إسرائيل على الفلسطينيين، فقتلوا منهم الكثيرين، وطاردوهم من كل ناحية وبهذا أباد الفلسطينيين، وحطم قوتهم؛ حتى أيام ابن سيراخ.

العدد 9

ع9:

وتميز داود بأنه كان يُرجع كل عمل عظيم يعمله إلى الله القدوس، وأعلن هذا في مزاميره، فهو إنسان متضع ينسب المجد دائمًا لله.

العدد 10

ع10:

إن داود أحب الله من كل قلبه، وعبر عن مشاعره بتسابيح كثيرة في مزاميره العظيمة.

العدد 11

ع11:

اهتم داود، ليس فقط بأن يسبح الله، بل أعد شعبه كله ليسبحه، فأقام فرقًا من اللاويين؛ ليرددوا المزامير أمام بيت الرب ومذبحه المقدس، وكل فرقة تشمل عددًا كبيرًا من المغنيين، ومعهم أيضًا عازفى الموسيقى؛ ليرفعوا التسابيح أمام الله كل يوم، وكل وقت، فيقدموا ألحانًا جميلة، وتسابيح عذبة.

العدد 12

ع12:

رونقًا: حسنًا وبهاءً.

واهتم داود بأعياد الله اهتمامًا خاصًا، فكان يجمع كل فرق المغنيين بقيادة قادة التسبيح آساف وهيمان وإيثان الأزراحى. وبهذا جعل للأعياد منظرًا عظيمًا مبهجًا على مدى الأجيال.

العدد 13

ع13:

عندما قدم داود النبي توبة حقيقية، غفر له الله في الحال، ونقل خطيته عنه. وليس هذا فقط، بل من أجل صلاحه، أعطاه نعمة فوق نعمة، وقوة كبيرة، وأعلاه عن كل من حوله، إذ شهد له، كما قلنا، أن قلبه مثل قلب الله.

وتعهد الله لداود من أجل صلاحه أن يجعل على عرش بني إسرائيل ملكًا من نسله إلى الأبد، وتحقق ذلك من خلال تجسد المسيح وولادته من نسل داود، والمسيح بالطبع يملك إلى الأبد، فيتحقق فيه عهد الله لداود.

ومن الآيات السابقة تظهر عظمة داود فيما يلي:

محارب شجاع.

مصلى (ع6).

متضع ينسب المجد لله (ع9).

مسبح لله (ع10).

مرنم ومنظم لفرق المغنيين (ع11).

معيد للرب، فاهتم بترتيب الأعياد (ع12).

تائب (ع13).

ملك عظيم (ع13).

† ليتك تتأمل عظمة داود؛ لتتعلم منه فضيلة واحدة تنفعك في حياتك، فالميل للتعلم والتلمذة ينميك روحيًا، ويعطيك شخصية ناجحة.

(2) سليمان (.

14 بَعْدَهُ قَامَ ابْنٌ حَكِيمٌ، وَعَلَى يَدِهِ اسْتَرَاحَ فِي الرُّحْبِ. 15 مَلَكَ سُلَيْمَانُ أَيَّامَ سَلاَمٍ، وَأَرَاحَهُ اللهُ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ، لِكَيْ يُشَيِّدَ بَيْتًا لاِسْمِهِ، وَيُهَيِّئَ قُدْسًا إِلَى الأَبَدِ. 16 مَا أَعْظَمَ حِكْمَتَكَ فِي صَبَائِكَ وَفِطْنَتَكَ، الَّتِي طَفَحْتَ بِهَا مِثْلَ النَّهْرِ. فَإِنَّ قَرِيحَتَكَ عَمَّتِ الأَرْضَ، 17 فَمَلأْتَهَا مِنْ أَمْثَالِ الأَحَاجِي. بَلَغَ اسْمُكَ إِلَى الْجَزَائِرِ الْبَعِيدَةِ، وَأُحْبِبْتَ لأَجْلِ سَلاَمِكَ. 18 أُعْجِبَتِ الآفَاقُ بِمَا لَكَ مِنَ الأَغَانِيِّ وَالأَمْثَالِ وَالأَلْغَازِ وَالتَّفَاسِيرِ، 19 بِاسْمِ الرَّبِّ الإِلهِ الْمَوْصُوفِ بِإِلهِ إِسْرَائِيلَ. 20 جَمَعْتَ الذَّهَبَ كَالْقِصْدِيرِ، وَالْفِضَّةَ كَالرَّصَاصِ. 21 أَمَلْتَ فَخِذَيْكَ إِلَى النِّسَاءِ؛ فَاسْتَوْلَيْنَ عَلَى جَسَدِكَ. 22 جَعَلْتَ عَيْبًا فِي مَجْدِكَ، وَنَجَّسْتَ نَسْلَكَ؛ فَجَلَبْتَ الْغَضَبَ عَلَى بَنِيكَ. لَقَدْ صَدَعَتْ قَلْبِي جَهَالَتُكَ. 23 حَتَّى قُسِمَ السُّلْطَانُ إِلَى قِسْمَيْنِ، وَنَشَأَ مِنْ أَفْرَايمَ مُلْكٌ مُتَمَرِّدٌ. 24 لكِنَّ الرَّبَّ لاَ يَتْرُكُ رَحْمَتَهُ، وَلاَ يُفْسِدُ مِنْ أَعْمَالِهِ شَيْئًا. لاَ يُدَمِّرُ أَعْقَابَ مُصْطَفَاهُ، وَلاَ يُهْلِكُ ذُرِّيَّةَ مُحِبِّهِ. 25 فَأَبْقَى لِيَعْقُوبَ بَقِيَّةً، وَلِدَاوُدَ جُرْثُومَةً مِنْهُ. 26 وَاسْتَرَاحَ سُلَيْمَانُ مَعَ آبَائِهِ،.

العدد 14

ع14:

بعد داود قام ابنه سليمان، الذي عينه الله ليملك بعد داود (1 أى22: 9). وطلب سليمان من الله، عندما تملك، أن يعطيه حكمة. ففرح الله بطلبه، وأعطاه حكمة لم يأخذها أحد قبله ولا بعده. وأعطاه أيضًا الغنى، فكان أغنى إنسان في عصره، وصارت بلاده غنية، حتى إن الكتاب المقدس يقول: إن الفضة صارت كالحجارة في أورشليم (1 مل10: 27).

قام داود بحروب كثيرة، فاتسعت المملكة في أيامه إلى أقصى اتساع وعد به الله. أما سليمان ابنه، فاستراح من هذه الحروب، وعاش في الرحب، أي المملكة المتسعة في أقصى امتدادها.

العدد 15

ع15:

يشيد: يبنى.

بسبب انتصارات داود العظيمة على البلاد المجاورة، عاش ابنه سليمان في سلام طوال ملكه، ولم يستطيع أي جيران أن يحاربوا سليمان، فأراحه الله من كل جهة (1 مل4: 24، 25).

في هذ الجو الهادئ، استطاع سليمان، بقوة الله، أن يبنى بيتًا عظيمًا للرب، هو أقدس مكان في العالم، حيث تقدم العبادة لله، وتستمر هذه العبادة؛ لتصبح أكثر وضوحًا في كنيسة العهد الجديد، ثم تكمل إلى الأبد في أورشليم السمائية.

العدد 16

ع16:

صبائك: صباك، والمقصود شبابك.

فطنتك: ذكائك.

طفحت: فاضت منك.

قريحتك: ذهنك.

يحدث ابن سيراخ سليمان، فيقول له: ما أعظم حكمتك التي نلتها من الله في صباك، أي وأنت شاب صغير في سن العشرين، فأعطالك ذكاءً وفهمًا فاضا مثل النهر من حولك، فتعجب الناس لعظم حكمتك التي ظهرت بشكل متميز جذب كل الأنظار، بل سمعت به الأمم التي في العالم، فأتت إليك ملكة سبأ، وتعجبت من حكمته التي لم تكن تتخيلها (1 مل10).

العدد 17

ع17:

الأحاجى: الألغاز.

ملأ سليمان الأرض بأمثاله الكثيرة، وألغازه المتميزة (1 مل4: 32)، فانتشرت في العالم كله بين الأمم، وبلغ اسم سليمان إلى كل البلاد؛ حتى الجزائر البعيدة، فأحبه الناس من أجل حكمته، وسلامه الداخلي، وكل صفاته الجميلة.

العدد 18

ع18:

الآفاق: أبعد ما يراه الإنسان، والمقصود كل العالم.

أُعجب الناس في كل مكان في العالم بالأغانى التي ألفتها يا سليمان، وكذلك الأمثال، بالإضافة إلى الألغاز والتفاسير. إنك تفوقت على كل البشر في زمانك.

الأعداد 19-20

ع19 - 20:

:

إنك يا سليمان طلبت الحكمة، فأعطاك الله إياها، وكذلك الغنى، فاستطعت بالحكمة التي وهبك الله أن تدبر مملكتك، وتجعلها غنية، ويكثر فيها الذهب، الذي كان كثيرًا جدًا كأنه مادة أقل، وهي القصدير. وأيضًا جمعت فضة كثيرة فكانت كأنها رخيصة مثل الرصاص، بل إن الكتاب المقدس يشهد أن الفضة في أورشليم كانت كالحجارة (1 مل10: 27).

العدد 21

ع21:

يوبخ ابن سيراخ سليمان العظيم في حكمته، بأنه تهاون، وتعلق بشهوة النساء فتزوج من كثيرات، أى ألف إمرأة (1 مل11: 3) مخالفًا شريعة الله (تث7: 3، 4؛ 17: 17)؛ حتى أن النساء استولين على جسد سليمان، أي أصبح سليمان مستعبدًا لشهوة النساء، متعلقًا بالجنس.

العدد 22

ع22:

صدعت: جعلت قلبى متألمًا جدًا ويكاد ينهار.

بهذه الشهوة؛ شهوة النساء يا سليمان، وضعت عيبًا كبيرًا في مجدك العظيم، ونجست نسلك؛ لأنك ارتبطت ليس ببنات بني إسرائيل، ولكن بأجنبيات وثنيات، فخرج لك نسل وثنى بعيدًا عن الله؛ هذا هو تنجيس النسل. بالإضافة إلى أنك يا سليمان، إرضاءً لزوجاتك الوثنيات، أقمت أصنامًا لآلهتهن، بل اشتركت في عبادة الأوثان، وأغضبت الله كثيرًا.

غضب الله لم يأت عليك؛ لأنك أسرعت إلى التوبة، وكتبت أسفارًا مملوءة بالحكمة، مثل سفر الأمثال والجامعة، ومملوءة أيضًا بمحبة الله، مثل نشيد الأنشاد، وآخر الكل كتبت سفر الجامعة؛ لتعلن بطلان العالم، بل ختمته بأن الخلاصة من كل الحياة، أن ينتبه الإنسان ويتقى الله، ويحفظ وصاياه (جا12: 13). ولكن جاء الغضب على بنيك، فانقسمت المملكة، وابتعد عن بنيك عشرة أسباط، بل حدث السبي الأشوري للعشرة أسباط البعيدين عن الله، ثم لبنيك في مملكة يهوذا، عندما ابتعدوا عن الله، فسقطوا في السبي البابلي.

سقط سليمان في جهالات شديدة، رغم حكمته العظيمة، إذ أكثر من النساء، وأكثرأيضًا من الخيل، فكثرة النساء تعلن شهوته الشديدة، وكثرة الخيل تعلن اعتماده على قوته، وليس قوة الله. كل هذا ضايق ابن سيراخ الحكيم جدًا، وجعل قلبه يكاد ينهار من الألم والضيق والحزن على الحكيم، الذي هو المثل الأعلى لابن سيراخ.

العدد 23

ع23:

نتيجة الشر الذي فعله سليمان، أنه لم يعتنى بتربية أبنائه، فلم يكن رحبعام ابنه، الذي ملك بعده، حكيمًا، فانقسم السلطان على المملكة إلى قسمين، انفصل يربعام المتمرد، الذي من سبط أفرايم بعشرة أسباط (1 مل11: 28 - 32)، وبقى لرحبعام ابن سليمان سبطين فقط هما سبطى يهوذا وبنيامين.

العدد 24

ع24:

أعقاب: نسل.

مصطفاه: مختاره.

الله الرحوم لا يترك رحمته إن أخطأ الإنسان، إذ أن سليمان تاب في آخر حياته، ولكن رحمة الله العظيمة كانت من أجل صلاح داود، فوعده أن يكون نسله على عرش الملك إلى الأبد. فظهر ملوك أتقياء من نسل داود، مثل حزقيا، ويوشيا، ثم ظهر عظماء بعد السبي، مثل زربابل وعزرا ونحميا وأستير ومردخاى، ثم في ملء الزمان تجسد المسيح، الذي يملك إلى الأبد، وهو من نسل داود.

الله لا يمكن أن يترك الشيطان يفسد أعماله، بل يحفظها، ويصلحها، ويكملها.

إن كان سليمان قد أخطأ، وكذلك رحبعام ابنه، ولكن الله لا يعاقب بشدة من أجل صلاح عبده داود، فيحفظ نسله، ولا يسمح بهلاك ذرية حبيبه داود.

العدد 25

ع25:

جرثومة: المقصود أصل من نسل داود، أي الملوك الذين ملكوا على عرش مملكة يهوذا.

رغم تمرد يربعام، وانقسام المملكة، لكن الله أبقى ليعقوب بقية، هم سبطى يهوذا، وبنيامين في مملكة يهوذا، حيث أورشليم والهيكل المقدس. ولداود الصالح، أبقى له نسل يجلس على كرسيه، هم ملوك مملكة يهوذا، الذي كان بينهم ملوكًا صالحين، هم آسا ويهوشافاط وحزقيا ويوشيا، وبعض الملوك الآخرين كانوا صالحين إلى حد ما.

العدد 26

ع26:

أخيرًا بعد أن أكمل سليمان ستين عامًا رقد في الرب، واستراح مع آبائه، وهذا يعنى أنه تاب في آخر حياته، فمات واستراح وانضم إلى آبائه القديسين.

† إن أعطاك الله موهبة، فاحفظها واستثمرها لمجد اسمه، ولفائدة الكنيسة، وتمسك بعبادة الله، ووصاياه؛ وكن متضعًا، حتى لا يحاربك إبليس.

[3] رحبعام ويربعام (.

27 وَخَلَّفَ بَعْدَهُ ذَا سَفَهٍ عِنْدَ الشَّعْبِ منْ نَسْلِهِ، 28 رَحَبْعَامَ السَّخِيفَ الرَّأْيِ، الَّذِي بَعَثَ بِمَشُورَتِهِ الشَّعْبَ عَلَى التَّمَرُّدِ، 29 وَيَارُبْعَامَ بْنَ نَابَاطَ الَّذِي آثَمَ إِسْرَائِيلَ، وَسَنَّ لأَفْرَايمَ طَرِيقَ الْخَطِيئَةِ. فَكَثُرَتْ خَطَايَاهُمْ جِدًّا، 30 حَتَّى أَجْلَتْهُمْ عَنْ أَرْضِهِمْ، 31 وَالْتَمَسُوا كُلَّ شَرٍّ، حَتَّى حَلَّ بِهِمِ الانْتِقَامُ.

العدد 27

ع27:

ذا سفه: تافه وجاهل.

مات سليمان وخلَّف بعده ابنه رحبعام، الذي جلس على عرش ملكه، وكان جاهلًا، منساقًا وراء أصحابه الشباب، وعلاقته كانت ضعيفة بالله.

العدد 28

ع28:

رحبعام الملك كان رأيه بعيدًا عن الحكمة، وسخيفًا، فبدلًا من أن يكسب الشعب الذي التجأ إليه، طالبًا رحمته، كلمه بقسوة، رافضًا مشورة الشيوخ الذين معه، واقتنع بمشورة الشباب المندفع الذين حوله، فهدد الشعب، بدلًا من أن يحتويه (1 مل12: 10)، وبهذا دفعه للتمرد عليه، والانفصال عن مملكته. فأخذ بنو إسرائيل يربعام بن نباط ليقودهم وينفصل بالأسباط العشرة عن رحبعام الملك.

الأعداد 29-31

ع29 - 31:

:

سن: وضع شريعة.

أفرايم: المقصود العشرة أسباط.

أجلتهم: نقلتهم وأخذتهم إلى السبي.

يربعام بن نباط هو المتمرد على سليمان، وقد خاف منه، وهرب إلى مصر، وعاد بعد موت سليمان؛ ليقود الشعب المتمرد، وينفصل بالعشرة أسباط، ويكون مملكة جديدة، دعاها إسرائيل.

وحتى لا يذهب شعب الأسباط إلى أورشليم في الأعياد، وفى كل مناسبة؛ لعبادة الله في هيكله، سن لهم طريق الخطية، فأقام لهم عجلين من ذهب في مدينتى بيت إيل ودان، وقال للشعب: اعبدوا هذه التماثيل، فهي الله الذي أخرجكم من أرض مصر، فسمع له الشعب، وأطاعه، وصاروا عبدة للأوثان، وفعلوا إثمًا وخطية عظيمة ضد الله. وأطال الله أناته عليهم سنينًا طويلة، فلم يتوبوا، فسمح لهم بالسبي الأشوري عام 722 ق. م، وهذا هو الانتقام الذي حل بهم نتيجة تماديهم في الشر.

† تمسك بعبادة الله كل يوم في صلاة وقراءة في الكتاب المقدس، ولا تجعل شيئًا في العالم يستعبدك بشهواته الرديئة، فتظل نقيًا ويحفظك الله من كل شر.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الإصحاح الثامن والأربعون - سفر حكمة يشوع بن سيراخ - القس أنطونيوس فكري

الإصحاح السادس والأربعون - سفر حكمة يشوع بن سيراخ - القس أنطونيوس فكري

تفاسير حكمة يشوع بن سيراخ الأصحاح 47
تفاسير حكمة يشوع بن سيراخ الأصحاح 47