الأصحاح العشرون – سفر إشعياء – القمص تادرس يعقوب ملطي

هذا الفصل هو جزء من كتاب: 27- تفسير سفر إشعياء – القمص تادرس يعقوب ملطي.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأصحاح العشرون

خضوع مصر لآشور.

في الوقت الذي فيه يعلن الله عن خطته من جهة مصر بل ومن جهة كل الأمم ممثلة في مصر أنه يُقيم مملكته الروحية في وسطها ويهبها بركته يعود فيؤكد لبني يهوذا أنه يجب ألا يتكلوا على مصر لحمايتهم من آشور فإن مصر نفسه (وكوش) يسبيها آشور، حتى لا يثقوا في الأذرع البشرية.

1. سبي مصر وكوش [1 - 4].

2. انهيار يهوذا [5 - 6].

الأعداد 1-4

1. سبي مصر وكوش

كان بعض النقاد يظنون أن سرجون Sargon ملك آشور الذي أرسل ترتان إلى أشدود هو شلمناصَّر أو سنحاريب. بينما أنكر البعض وجود ملك بهذا الإسم في آشور، لكن كما يقول Bultema[243] إن الله جعل الحجارة تنطق ليخجل غير المؤمنين، فقد عُرف اليوم أن سرجون من أقوى ملوك آشور، وأنه هو أب سنحاريب، اغتصب العرش من شلمناصَّر الخامس وخلفه.

كلمة "سرجون" تعني "معَّين بواسطة الله" أو "الملك البار"؛ استخدم هذا الإسم للتغطية على اغتصابه العرش.

"ترتان" ليس إسم شخص وإنما في الغالب كان لقبًا خاصًا بقيادة الجيش.

أرسل سرجون رئيس جيشه إلى أشدود قاصدًا سوا ملك مصر (2 مل 17: 4)، إذ تعتبر أشدود التي على حدود الفلسطينين مفتاحًا للدخول إلى مصر.

كشفت الدراسات الحديثة أن سوا Sua ليس اسمًا لفرعون، وإنما هو اختصار لإسم قائد كتيبة في الدلتا يُدعى Siba، أو هو اختصار لإسم مدينة في غرب الدلتا تُسمى Sais استخدمها تافنخت Tefnakhte لاقامته[244].

إذ هزم آشور آرام وآفرايم حان الوقت لضرب فرعون، لذا أرسل الملك قائده إلى أشدود فافتتحها، وهو نفس القائد الذي استخدمه سنحاريب في حصار أورشليم.

أراد الله أن يحرك مشاعر شعبه ويغير قلوبهم ويؤنبهم على اتكالهم على مصر وكوش لذا طلب من نبيَّه أن يمشي أمام الشعب عريانًا حافي القدمين لمدة ثلاث سنوات ليكون هو نفسه نبوة عما سيحل بمصر وكوش حين يسبيهما آشور ويقود عُظمائهما للسبي عبيدًا عراة حفاة الأقدام ومكشوفي الأستاه. صار إشعياء نفسه آية وأعجوبة [3] يستهزىء به كل ناظريه من أجل ما حلّ به، وذلك لأجل خلاص شعبه ومنعهم من الاتكال على فرعون مصر.

كان إشعياء في آلامه وعريه يحمل ظلاً لآلام السيد المسيح الذي احتمل العُري لكي يسترنا ببره، حمل جراحات شعبه في جسده لكي يشفينا. سار إشعياء كعبد لا يرتدي الثوب الخارجي ولا ينتعل حذاءً صورة لسيده الذي صار كعبد (في 2: 7) لكي يُحررنا من نير العبودية.

الأعداد 5-6

2. انهيار يهوذا

إذ يخضع فرعون مصر لآشور يرتعب بنو يهوذا، ويتحطم رجاؤهم وتذل مصر فخرهم، قائلين: "هوذا هكذا ملجأنا الذي هربنا إليه للمعونة لننجو من ملك آشور فكيف نسلم نحن؟! [6].

هذه هي نهاية كل من يتكل على ذراع بشري!


[243] Bultema, p. 204.

[244] Ibid.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح الحادي والعشرون - سفر إشعياء - القمص تادرس يعقوب ملطي

الأصحاح التاسع عشر - سفر إشعياء - القمص تادرس يعقوب ملطي

تفاسير سفر إشعياء الأصحاح 20
تفاسير سفر إشعياء الأصحاح 20