الأصحاح الأول – تفسير الرسالة إلى أفسس – مارمرقس مصر الجديدة

المقدمة

أولًا: كاتبها.

ثانيا: لمن كُتِبَت.

ثالثًا: زمن كتابتها.

رابعًا: مكان كتابتها.

خامسًا: أغراضها.

سادسًا: أقسامها.

أولًا: كاتبها:

بولس الرسول كما يذكر ذلك بنفسه في الرسالة (ص 1: 1)، وكما يظهر من أسلوبها.

ثانيا: لمن كُتِبَت:

إلى كنيسة أفسس وهي عاصمة آسيا الصغرى أي تركيا الحالية، وكانت مقاطعة رومانية في ذلك الحين وميناءً بحريًا هامًا. واشتهرت بالتجارة، وبها هيكل أرطاميس العظيم الذي كان أحد عجائب الدنيا السبع مما جعل المدينة مركزًا دينيًا ومزارًا للحجاج، وتأخرت هذه العبادة ببشارة بولس مما هيَّج صناع التماثيل عليه (أع 19).

وُجِهَّت إليها رسالة في سفر الرؤيا (رؤ 1: 11، 2: 1).

اجتمع بها المجمع المسكونى الثالث في سنة 431 م.

نادى بولس بالإنجيل في المجمع اليهودي بأفسس أثناء رحلته التبشيرية الثانية، وأقام بها حوالي سنتين أثناء رحلته التبشيرية الثالثة. وقد وقفت سفينة الرسول في ميليتس فأرسل واستدعى شيوخ كنيسة أفسس وطلب إليهم أن يهتموا بالرعية (أع 20: 17 - 38).

يرجح أن بولس قد زار أفسس بعد سجنه الأول في روما.

مع أن بولس قد أرسل هذه الرسالة إلى كنيسة أفسس لكنها في نفس الوقت أرسلت إلى كنائس أخرى بدليل أنه لم يرسل تحيات في نهاية الرسالة لأصدقائه الكثيرين بها.

ثالثًا: زمن كتابتها:

عام 62 م في بداية سجن بولس الأول بروما.

رابعًا: مكان كتابتها:

روما حيث سجن بولس. وتسمى هذه الرسالة مع رسالة فيلبي وكولوسى وفليمون "رسائل الأسر" لأنها كتبت أثناء سجنه الأول بروما.

خامسًا: أغراضها:

الكنيسة عروس المسيح وجسده.

محبة الله التي تجمع الأمم واليهود في كنيسته.

الكنيسة السماوية والمسيح الممجد رأسها.

قداسة الحياة داخل الكنيسة في الزواج والعلاقات بين أفرادها.

يوجد تشابه كبير بين هذه الرسالة ورسالة كولوسى.

سادسًا: أقسامها:

أ - القسم الأول: تعليمى (ص1 - 3) ويشمل:

التعرف على الله (ص1).

القيامة ومصالحتنا مع الله ومصالحتنا مع كل البشرية (ص2).

الصليب يصالحنا مع الله ومع بعضنا البعض (ص3).

ب - القسم الثاني: عملى (ص4 - 6) ويشمل:

الوحدانية وخطورة الإنقسام. (ص 4).

السلوك في النور والتدقيق والزواج (ص 5).

العلاقة بين الآباء والأبناء والسادة والعبيد والجهاد الروحي (ص 6.

الأَصْحَاحُ الأَوَّلُ

الله يبارك ويملأ كنيسته.

(1) التحية الرسولية (ع 1، 2).

(2) القداسة والتبني (ع3 - 5).

(3) نعم الله للمفديين (ع6 - 11).

(4) الروح القدس لكل المؤمنين (ع 12 - 14).

(5) الإيمان يرشدنا إلى الله (ع 15 - 19).

(6) الله يملأ كنيسته (ع 20 - 23).

(1) التحية الرسولية (ع 1، 2):

1 بُولُسُ، رَسُولُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بِمَشِيئَةِ اللهِ، إِلَى الْقِدِّيسِينَ الَّذِينَ فِي أَفَسُسَ، وَالْمُؤْمِنِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، 2 نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.

العدد 1

ع1:

القديسين: المخصصين للمسيح أي المؤمنين المسيحيين.

إختار الله بولس ليكون خادمًا له كما أعلن لحنانيا (أع 9: 15)، ويرسل هذه الرسالة إلى المسيحيين في أفسس.

العدد 2

ع2:

يرسل بولس تمنياته لكنيسة أفسس بعمل النعمة الإلهية فيهم، وتشمل كل البركات التي يلخصها في السلام الذي يشمل قلوبهم، وهذه البركات ينالونها من الآب والابن فيظهر مساواة الأقانيم معًا.

† ليتك تبدأ كلامك مع الآخرين بتمنيات البركة لهم أو كلمات المديح فتفرح قلوبهم ويكونون بهذا مستعدين لسماع باقي كلامك.

(2) القداسة والتبني (ع3 - 5):

3 مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ، 4 كَمَا اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ، وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ، 5 إِذْ سَبَقَ فَعَيَّنَنَا لِلتَّبَنِّى بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِنَفْسِهِ، حَسَبَ مَسَرَّةِ مَشِيئَتِهِ.

العدد 3

ع3:

مبارك: مستحق الحمد والشكر.

أبو ربنا: يتكلم عن الآب الذي خلقنا وأعطانا كل البركات، وعن المسيح ابنه المتجسد لفدائنا. فهو يتكلم عن أقنومى الآب والابن.

في السماويات: البركات الروحية التي أعطاها للسمائيين ويعطينا منها على الأرض.

في المسيح: هذه البركات ننالها من خلال المسيح الفادي، وهي تشمل الأسرار المقدسة وكل عمل الروح القدس في الكنيسة.

يبدأ بولس حديثه بشكر الله على البركات الروحية التي وهبها للمؤمنين في الكنيسة.

العدد 4

ع4:

اختارنا: بسابق علم الله ومحبته يعرف من سيؤمنون بالمسيح، فقبل أن يخلقنا اختارنا ليعطينا بركاته، وهذا يولد فينا الاتضاع لأنه هو سبب بركتنا وليس نحن.

فيه: في المسيح الفادي الذي سنؤمن به وننال الخلاص.

قبل تأسيس العالم: أي في نية الله حتى قبل أن يخلق أي إنسان، فهو يحبنا ويريد أن يباركنا.

قديسين: مخصصين لمحبته وحياة القداسة والبر معه.

بلا لوم: بلا خطية فنحيا في نقاوة.

في المحبة: محبة الله التي خلقتنا وتهبنا وتساعدنا على القداسة.

يوضح بولس الرسول سببًا ثانيًا لشكر الله وهو محبته الظاهرة في اختيارنا قبل أن يخلقنا لنكون أولاده ومقدسين فيه. فغرض وجودنا في الحياة هو القداسة والتمتع بعشرة الله.

العدد 5

ع5:

عيننا للتبنى: إختارنا لنصير له أبناء أحباء.

بيسوع المسيح: أما هذه البنوة فأساسها الإيمان بابنه الوحيد يسوع المسيح والميلاد الثاني من المعمودية.

حسب مسرة مشيئته: فالله يفرح ببنوة أولاده وانتسابهم له وطاعتهم ومباركتهم.

هدف الله من اختياره لنا ليس فقط أن يخلصنا من خطايانا وحكم الموت، بل أن نصير أبناءه فنتمتع بكل بركات أبوته.

† ما أعظم نعمة البنوة التي وهبها لنا الله، فليتنا نستخدمها في الإقتراب إليه والتمتع بعشرته، وفي نفس الوقت نبتعد عن شرور العالم بحفظ وصاياه وقطع أسباب الخطية مهما كانت سائدة في العالم أو محببة لنا.

←.

(3) نعم الله للمفديين (ع6 - 11):

6 لِمَدْحِ مَجْدِ نِعْمَتِهِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْنَا فِي الْمَحْبُوبِ، 7 الَّذِى فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ، 8 الَّتِى أَجْزَلَهَا لَنَا بِكُلِّ حِكْمَةٍ وَفِطْنَةٍ، 9 إِذْ عَرَّفَنَا بِسِرِّ مَشِيئَتِهِ، حَسَبَ مَسَرَّتِهِ الَّتِي قَصَدَهَا فِي نَفْسِهِ، 10 لِتَدْبِيرِ مِلْءِ الأَزْمِنَةِ، لِيجْمَعَ كُلَّ شَىْءٍ فِي الْمَسِيحِ، مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، فِي ذَاكَ 11 الَّذِى فِيهِ أَيْضًا نِلْنَا نَصِيبًا، مُعَيَّنِينَ سَابِقًا حَسَبَ قَصْدِ الَّذِي يَعْمَلُ كُلَّ شَىْءٍ حَسَبَ رَأْىِ مَشِيئَتِهِ،.

العدد 6

ع6:

حينما نصير أبناء الله بالتبنى فهذا يجعلنا نسبحه ونشكره ونمدح نعمته المجيدة، تلك التي أنعم بها علينا إكرامًا للمسيح. ففى وقت العماد في الأردن وفي وقت التجلي كان "المحبوب" هو اللقب الذي لقبه به الآب "هذا هو ابنى الحبيب الذي به سررت" (مت17: 5). فالآب قد أحب الابن وباتحادنا بالابن أصبحنا نحن أيضًا محبوبين من الآب فأجزل علينا نعمته.

الأعداد 7-8

ع7، 8: حكمة: التصرف الحسن في الوقت المناسب.

فطنة: مهارة.

الله تمم لنا الفداء بدم المسيح وبهذا الفداء صار لنا غفران الخطايا. هذا الفداء المجانى أظهر لنا وفرة محبة الله الصادرة عن كنوزه التي لا تحصى، وقد أعطتنا هذه النعمة أيضًا بسخاء الحكمة والفطنة.

العدد 9

ع9:

قصدها في نفسه: رغبته في فداء البشرية ببذل نفسه عنها.

الحكمة والفطنة إلى أنعم الله بهما علينا جعلت في مقدرتنا أن نعرف قصد الله وهو فداء شعبه، وهذا القصد أُخفِىَ في الأزمنة السابقة، ولكنه أُعلِنَ الآن بفضل نعمته والحكمة والفطنة التي منحنا إياها. وهذا القصد والتبرير كان بدون مشورة أحد.

العدد 10

ع10:

ملء الأزمنة: الزمن الذي تجسد فيه المسيح.

رتب الله الأزمنة والأوقات لإجراء مقصوده وهو إتمام سر الفداء ليجمع المؤمنين أعضاء جسد المسيح، فالمسيح هو رأس الجميع، وهو رأس الكنيسة، ولتتم المصالحة بدم الصليب بين الأرضيين والسمائيين.

العدد 11

ع11:

الذي فيه: أي في المسيح.

نصيبًا: الله يعطينا نصيبًا في كنيسته من خلال الأسرار المقدسة وعمل الروح القدس فينا.

معينين سابقًا: بتدبير محبة الله الأزلية لنا.

الذي يعمل كل شيء: الله العامل في كل أولاده.

رأى مشيئته: وهي أبوته التي دبرت خلاصنا.

الله يحبنا منذ الأزل ودبر خلاصنا في ملء الزمان بالفداء على الصليب، وننال هذا الخلاص في الكنيسة بنعمة الروح القدس من خلال الأسرار المقدسة وكل الأمور الروحية.

† ليتنا نشكر الله كل يوم على ما نناله في حياتنا الروحية والجسدية حتى نشعر بقيمة عطاياه ونتمتع بها أكثر وأكثر.

(4) الروح القدس لكل المؤمنين (ع 12 - 14):

12 لِنَكُونَ لِمَدْحِ مَجْدِهِ، نَحْنُ الَّذِينَ قَدْ سَبَقَ رَجَاؤُنَا فِي الْمَسِيحِ. 13 الَّذِى فِيهِ أَيْضًا أَنْتُمْ، إِذْ سَمِعْتُمْ كَلِمَةَ الْحَقِّ، إِنْجِيلَ خَلاَصِكُمُ، الَّذِي فِيهِ أَيْضًا، إِذْ آمَنْتُمْ، خُتِمْتُمْ بِرُوحِ الْمَوْعِدِ الْقُدُّوسِ، 14 الَّذِى هُوَ عَرْبُونُ مِيرَاثِنَا، لِفِدَاءِ الْمُقْتَنَى، لِمَدْحِ مَجْدِهِ.

العدد 12

ع12:

هذه العطايا منحنا الله إياها لتكون واسطة لحمد وتسبيح عظمته. "ونحن" هنا تعود على المؤمنين المسيحيين من أصل يهودي الذين كان لهم المواعيد فآمنوا بالمسيح الموعود به في كتبهم، فقد تعلموا من نبوات العهد القديم أن يتوقعوا مجيء المسيح.

العدد 13

ع13:

الذي فيه: أي في المسيح.

أيضًا أنتم: المؤمنون من الأمم.

كلمة الحق: الإنجيل بكل ما يتضمنه من تعاليم هو حق وليس فيه شيء من التقاليد اليهودية أو الفلسفة اليونانية وهو الحق الذي أتى بالخلاص.

ختمتم: بإيمانكم بالمسيح قد وسمكم الله بأنكم مخصصون له ونلتم سكنى الروح القدس فيكم بسر الميرون.

يخاطب بولس المسيحيين في أفسس الذين من أصل أممى ويقول لهم أنهم عندما قبلوا البشارة بالإنجيل وآمنوا بها استحقوا أن ينالوا حلول الروح القدس الدائم فيهم.

العدد 14

ع14:

عربون ميراثنا: العربون هو جزء من الثمن يدفع مقدمًا، ويشير إلى البركات الروحية التي ننالها في الكنيسة فهي عينة مما سنناله من أمجاد وبركات في السماء.

المقتنى: المؤمنين بالمسيح الذين اقتناهم بدمه.

يوضح بولس أن ما يناله المؤمنون في الكنيسة من الروح القدس في شكل أسرار الكنيسة ووسائط النعمة مثل الصلوات والتأملات في الكتاب المقدس هو عربون ما سنناله بالأبدية، ومن أجل هذه البركات التي يهبها لشعبه الذي اقتناه بدمه أي كنيسته، نشكره ونمجده من أجل هذه العطايا.

الروح القدس يعمل في الكنيسة ومستعد أن يعطيك حسبما تريد، وعلى قدر التصاقك بالكنيسة وخضوعك لعمل الروح القدس ستتمتع به، بل تذوق لحظات من المشاعر الروحية أعلى من لحظات هذا الزمن إذ هي نور صغير من الأبدية تراه على الأرض.

(5) الإيمان يرشدنا إلى الله (ع 15 - 19):

15 لِذَلِكَ أَنَا أَيْضًا، إِذْ قَدْ سَمِعْتُ بِإِيمَانِكُمْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ، وَمَحَبَّتِكُمْ نَحْوَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، 16 لاَ أَزَالُ شَاكِرًا لأَجْلِكُمْ، ذَاكِرًا إِيَّاكُمْ فِي صَلَوَاتِى، 17 كَىْ يُعْطِيَكُمْ إِلَهُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَجْدِ، رُوحَ الْحِكْمَةِ وَالإِعْلاَنِ فِي مَعْرِفَتِهِ، 18 مُسْتَنِيرَةً عُيُونُ أَذْهَانِكُمْ، لِتَعْلَمُوا مَا هُوَ رَجَاءُ دَعْوَتِهِ، وَمَا هُوَ غِنَى مَجْدِ مِيرَاثِهِ فِي الْقِدِّيسِينَ، 19 وَمَا هِيَ عَظَمَةُ قُدْرَتِهِ الْفَائِقَةُ نَحْوَنَا نَحْنُ الْمُؤْمِنِينَ، حَسَبَ عَمَلِ شِدَّةِ قُوَّتِهِ.

الأعداد 15-16

ع15، 16: القديسين: المؤمنين.

سمع بولس بإيمان كنيسة أفسس ومحبتها لكل المؤمنين، لذا فهو دائمًا يشكر الله لأجل ما أجزل لهم من عطايا روحية، ويصلى طالبًا لهم كل الخيرات.

العدد 17

ع17:

إله ربنا يسوع: بالطبع ليس الآب إلهًا للابن فالإثنان واحد في الجوهر ولكن التعبير هنا معناه أن المسيح في تجسده وعندما حمل إنسانيتنا صار خاضعًا للآب، ولا يقصد بولس الانقاص من لاهوت السيد المسيح إذ هو نفسه قال "عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد... كرز به بين الأمم، أومِنَ به في العالم رفع في المجد" (1 تى 3: 16).

روح الحكمة: أي الروح القدس المميز لكل شيء.

الإعلان في معرفته: أي كشف حقائق عن الله للإنسان المؤمن وبيان عمله في خليقته.

يجمع بولس في هذه الآية الأقانيم الثلاثة، فالآب أرسل ابنه في صورة الضعف ليفدى البشرية ثم يرفعها فيه إلى المجد السماوي، وينبثق منه الروح القدس الذي يربط المؤمنين بالله.

العدد 18

ع18:

مستنيرة عيون أذهانكم: تؤمنون وترون ما لا تراه العيون البشرية.

رجاء دعوته: الرجاء في ملكوت السموات الذي ينادى به الإنجيل.

غنى مجد ميراثه: عظمة الأمجاد الأبدية.

القديسين: المؤمنين.

يطلب الرسول للمسيحيين في أفسس أن يؤمنوا بالبشارة، فيروا بعين الإيمان الرجاء في الأبدية وأمجادها العظيمة التي يهبها الله لكل المؤمنين به.

العدد 19

ع19:

يظهر الرسول مدى قوة الروح القدس العامل في المؤمنين ويعبر عن قوته بالكلمات عظمة... الفائقة... شدة، ليبين قوة الروح القدس في مساندة الإنسان ليترك خطاياه ويرتبط بالله ويحبه وينمو في معرفته.

† بدون الصلاة وطلب معونة الله لا يقدر العقل البشرى أن يفهم أمور الله، فكما يقول الآباء، الذي لا يحب الصلاة ليس فيه شيء صالح بالمرة. فليتك تسرع إلى الله في كل احتياجاتك، بل تهتم أن تسبحه وتشكره فتزداد معرفتك له وأشواق محبتك إليه.

(6) الله يملأ كنيسته (ع 20 - 23):

20 الَّذِى عَمِلَهُ فِي الْمَسِيحِ، إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ، 21 فَوْقَ كُلِّ رِيَاسَةٍ وَسُلْطَانٍ وَقُوَّةٍ وَسِيَادَةٍ، وَكُلِّ اسْمٍ يُسَمَّى، لَيْسَ فِي هَذَا الدَّهْرِ فَقَطْ، بَلْ فِي الْمُسْتَقْبَلِ أَيْضًا، 22 وَأَخْضَعَ كُلَّ شَىْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ، وَإِيَّاهُ جَعَلَ رَأْسًا فَوْقَ كُلِّ شَىْءٍ لِلْكَنِيسَةِ، 23 الَّتِى هِيَ جَسَدُهُ، مِلْءُ الَّذِي يَمْلأُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.

العدد 20

ع20:

يمينه: ترمز للقوة والمجد الكامل الذي ناله المسيح بصعوده إلى السماوات كنائب عن الجنس البشرى ليفتح الطريق لنا.

يوضح الرسول أن الله بقوة روحه القدوس أقام المسيح وأصعده ومجده في السماوات، ليس لتمجيد الابن في ذاته، فهو ممجد منذ الأزل مع أبيه، ولكن باعتباره إنسانًا كاملًا، فقيامته ترمز لقيامتنا من الخطية وتشجعنا مهما كنا بعيدين، فروحه القدوس قادر أن يجذبنا ويقيمنا من ضعفاتنا ويهبنا أمجادًا في السماء مع المسيح ربنا.

العدد 21

ع21:

ليس في هذا الدهر فقط بل في المستقبل أيضًا أي ليس فقط ما نعرفه من رؤساء وعظماء في هذه الحياة بل ما يمكن أن نراه في الأبدية، فالمسيح فوق الكل.

بصعود المسيح وجلوسه عن يمين الآب ارتفع بإنسانيته فوق كل درجات الملائكة سواء كانوا "رئاسات" أو "سلاطين" أو "قوات" أو "سيادات"، فكل الرتب الملائكية صارت تحت سلطان المسيح. وليس فقط كل رتب الملائكة، بل أيضًا فوق كل سلطان أو قوة في عالم المخلوقات كلها في الدنيا والآخرة.

العدد 22

ع22:

أخضع كل شيء تحت قدميه: والذي تحقيقه الكامل سيتم في انتصار المسيح النهائى عند مجيئه الثاني (1 كو 15: 24، 25).

بتمجيد المسيح بجلوسه في العرش السماوي قد صار رأسًا فوق كل شيء، فهو على عرش رئاسة الكون وهو رأس الكنيسة، فقد رفعها إلى أعلى مكان وأصبح من حقها الجلوس على العرش معه عندما تكمل جهادها، وبذلك أعطاها سلطانًا على كل القوات الأرضية، فإن تآمروا عليها ذهبت مؤامراتهم باطلًا. وكما جعل الملائكة تخدمها، وأخضع الشياطين لها "أبواب الجحيم لن تقوى عليها" (مت 16: 18).

العدد 23

ع23:

ملء: الكنيسة ممتلئة بعمل الروح القدس فيها.

الذي يملأ الكل: الروح القدس يملأ كل احتياجات المؤمن.

في الكل: كل المؤمنين.

الكنيسة هي جسد المسيح فتحيا بحياته وتتمجد بمجده، ويملأها الروح القدس الذي يملأ كل الإحتياجات في كل المؤمنين، فهو يملأ الكنيسة كلها لأنه عندما يتناول المؤمنون جسد المسيح ودمه يتحد بالكل ويملأهم والروح القدس الذي بداخلهم يعمل فيهم ليملأهم كل حين بحسب تجاوبهم معه.

† الله يريد أن يملأك ويشبعك بل ويرفعك عن كل شرور العالم. فاعلم أنك لست من هذا العالم لتترك خطاياك وتنفصل عن كل مجالات الشر لتتمتع بعشرة المسيح، ناظرًا إلى الملكوت الذي ينتظرك.

No items found

الأصحاح الثاني - تفسير الرسالة إلى أفسس - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير الرسالة إلى أفسس الأصحاح 1
تفاسير الرسالة إلى أفسس الأصحاح 1